الحقوق والواجبات بين التاريخ والقدر ..!
صفحة 1 من اصل 1
الحقوق والواجبات بين التاريخ والقدر ..!
الحقوق والواجبات بين التاريخ والقدر .
منذ أن خلق الإنسان على وجه الأرض وصوره الرب ليتناسب مساره بين المخلوقات ويستطيع التمازج معها لتحقيق مصالحه المنتجة من الخيرات , فهو يبحث عن حقه ليفرض رغباته وأحلامه واستقراره المنشود فى الحرية المطلقة المحدودة بالديانات والقوانين ..وفى مقابل ذلك استعمل الواجبات وخضع لها طبق الطرق المفروضة لينال ما يصبو له معنويا وماديا ..فحقوق الآدميين واضحة وضوح الشمس أثناء النهار وواجباته ظاهرة للعيان وللإنسان نفسه , ولابد منهما لكسب المبتغى ..قد يكون الواجب بالمقابل أو بالإكراه أو بأي نوع من الأنواع المبتكرة لإرغام الكائنات البشرية على ممارسته طوعا وكرها , وقد يكون الحق مطلبا إلزاميا دون الوصول إليه نظرا للحواجز المقامة بالقوانين المستقاة من عقلية بشرية لها أهداف خاصة ..لكن التاريخ الأزلي يهيمن على حقب الحياة العامة وأزمنة المخلوقات على الأرض , مخلوقات يحشرها فى طياته ويدفعها للامتثال لكتاباته المؤمنة لمستقبله , فيصبح الحق والواجب صفتين ملغيتين فى قاموس التاريخ لأنه فرض حياة مكونة من سرده وتنفذ أهدافه التى لا تلغى إلا بإذنه ..وهكذا يكون الإنسان آلة من لحم ودم تحكى روح التاريخ شكلا ومضمونا وهي ترضخ لدواليبه بلا تردد أو مقاومة ..فالحقوق والواجبات اعتقادات خرافية لتضميد جراح الوجود المكهرب بالميز والطبقية ..ويعتقد البعض أن ما يقوم به وما تمليه إرادته وإدارته ودياناته فى القهر الزمني واجب محض نابع من الحرية والكرامة لكن حقيقة كل الأعمال الواجبة تخضع للتاريخ الذى أراد أن يبني لبناته المتراصة حسب منطق دورات الدهر , للتاريخ إرادة لا تقهر ولا ينال منها الإنسان سوى الحياة والموت دون غيرهما ولا يستجيب التاريخ للحقوق ولا يسمح لها بأن تدوس حقوقه وتتجاوز ملاحمه الثابتة المتغيرة بفروض الطاعة له ..تذوب الأحلام والنوايا والتطلعات والتخطيط والآمال فى اصطدام على جدار قلعة التاريخ فأي حق فى المعتقدات الذهنية يكون من فبركة وبمباركة تاريخ لا يرحم وزع الشعوب والقبائل والطوائف والعشائر وغيرهم على أجندته الجامعة لمنظومة كل الفترات من ...إلى ..ولن يتساهل التاريخ مع أي كان يريد أن يقلب أداء الواجبات الفطرية والطموحة بشخصيته أو ينال حقوقه المثالية والمرفوعة فى خانات المطالب لتحويل مجراه دون انسجام مع التحولات التى يفرضها , فالواجب التاريخي وحقه أن تكون حقوق وواجبات البشر تأييدا لسير التاريخ ..ولو أبعدنا هذا المهيمن لقرون وآلاف السنين , لن نتخلص من القدر الذى يعتبر المحرك للأفراد كل على حده والمساهم الأساسي فى تقويم التاريخ , فالقدر يشكل ويلون مسار التاريخ ولا يعطى الفرصة للواجب والحق كي يفرضا وجودهما لزعزعة تاريخ صلب لا يتجزأ ولا يتحول من حقبة إلى أخرى إلا بسبب الأذى الذى يهيج الناس ويفتح لهم دروب التغيير بشرط أن يبقى التاريخ الكتلة الموقوتة بحتميته ..التاريخ يسيطر والقدر يسير ثم يحميان الواجبات والحقوق لكي لا تفلت من عصمتهما فى أي تحول كان
لست من رواد الخنوع والخضوع ولكني أرى التاريخ حاكم فذ لا تهمه الحقوق والواجبات إلا إن خدمته وحافظت على تراثه وله جندي لا يرعى مصالح الناس لأنه قدر مخلص يحمى التاريخ ..
أوباها حسين- عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011
مواضيع مماثلة
» المحتالون بين التاريخ والقدر ...!
» شريعة الحياة بين التاريخ والقدر...
» التحويل من التاريخ الهجري الى التاريخ الميلادي والعكس...
» الدّهاء من التّريخ والقدر
» الذّاتية الأسيرة في التّاريخ والقدر
» شريعة الحياة بين التاريخ والقدر...
» التحويل من التاريخ الهجري الى التاريخ الميلادي والعكس...
» الدّهاء من التّريخ والقدر
» الذّاتية الأسيرة في التّاريخ والقدر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى