أمثال في قصص
صفحة 1 من اصل 1
16092013
أمثال في قصص
أمثال في قصص...
1 = حوته تخنز شواري :
حميدة شاب سيء الحظ بين سكان مدينته الصغيرة ..يحب المال ويتطلع ليكون أفضل من أقرانه , تملكه الحسد وسيطرت عليه الغيرة فأمثاله كسبوا حظا من ما لا يحلمون وكأن أحلامهم موروثة بالغصب , ثار علي نفسه وبات حميدة رهن خيال إجرامي , مده الحقد وجزره اليأس ليحدث نفسه بسوء , فتعاطى للسرقة وكانت بدايتها الانقضاض علي دجاجة من السطوح ليحدث غضبا بين السكان ولجاجة بين الألسنة التي تتهم وترمي الأخطاء بلا تفكير أو تمعن ..فرح حميدة لأنه نجا من قبضة الاتهام , بدت العملية سهلة واتجاهاتها لا تصله , فكر في حيلة تربك أهالي المدينة فأصبح يسرق الملابس والبضائع , يحتفظ بما يريد ثم يلقي بعض المسروقات عبر النوافذ أو الأبواب المفتوحة أو من خلال سطح منزله نحو السطوح المجاورة ..وهكذا انتشرت السرقة في المدينة واتهم عدد كبير من سكانها , إلا أن براءتهم تظهر أثناء كل استنطاق وشهادة الشهود والسوابق البيضاء..
وسخ حميدة مدينته وانتشر خبرها علي أنها مدينة لصوص فأصبح كل مسافر يحتاط منها ومن لياليها ..فانطبق عليها المثال (حوته واحدة تخنز شواري ).مثال تناقله القلق والخوف علي سمعة المدينة.. .ضاق الناس ذرعا فاتفقوا علي إيجاد الحوته للتخلص منها وكانت مساعدة الأمن في الحملة تدعم حماية المدينة من صفة خبيثة لا يستحقها السكان ..أخيرا وقع حميدة في الفخ حين اقتحم دارا مفتوح بابها معتقدا أن قاطنيها نياما ونسوا الباب مفتوحا لتسهل جريمته , وبمجرد وصول حميدة للبهو صادف صاحب المنزل وهو يغادر المرحاض ..هرب حميدة تاركا صورته في عيني الرجل الذي فضحه وبلغ الأمن ..ألقي القبض علي حميدة ليكون الحوته التي لن تخنز المدينة بعد اليوم
2 = مول المليح باع وراح :
حميدة رجل متزوج , أنجب ذكورا وإناثا دون تقليد مانعي الحمل أو إتباع وسائل تحديد النسل , قام بواجبه ليكثر من ذريته فإن بكى واحدا بقي من يواسيه من أولاده ..علمهم وحماهم وأدبهم وصرف عليهم دم روحه من راتب يتذبذب بين القناعة والحرمان , لا يعرف معنى ضيق الحال يشكو قدره فقط فأبناؤه يفرحونه ويسعدون أيامه السوداء..ومرت السنوات ليبقى وحده وجها لوجه مع شريكة عمره ..بناته متزوجات وأولاده الذكور مهاجرون داخل الوطن وخارجه قبل يده وجها وظهرا .. ..زاره أحد أصدقاءه القدامى تناولا طعام الغذاء وخلال احتساء القهوة تبادلا الحديث حول مآل حياتهما ..
الصديق : أراك وحيدا مع زوجتك ! أين أولادك ؟؟
حميدة : كل في مصيره ولا ينقطعون عن زيارتنا
الصديق : ما أسعدك بهم ! زواج وشواهد و..
حميدة (يقاطعه ) : اسمح لي ..ربيتهم فقط ولم أحشر أنفي في مستقبلهم وشؤونهم ..وأؤكد لك أن ثلاثة منهم بلا شواهد عليا لأنهم تركوا الدراسة في مستويات قبل البكالوريا ..
الصديق : اعذرني
حميدة : عذرك مقبول من صديق عزيز , وأنت كيف حالك ؟!
الصديق : بخير
حميدة : والأولاد !
الصديق : أعاني الكثير من الصعوبات بسببهم ..اثنان بلا عمل رغم الشواهد وكلما حصلا علي عمل رفضاه بحجة أو بدونها أو تخليا عنه بعد شهور قليلة والثالث الذي دللته أمه وساهمت في مده بالأموال هرب إلي حيث لا أدري وبنتان بلا زواج رغم نصيبهما من الجمال المؤهل للزواج لأن أمهما وبموافقتهما يشترطون ما ينفر العرسان ..كنت أعتقد أن أولادي واعون لاختيار أصدقاء يكسبون منهم أفضل وأحسن الأخلاق..لقد كبلتني كلمة : إنهم رجال عقلاء .. ..
حميدة : اصبر فللأقدار كلمات في حقنا
الصديق : دون أن أكذب أو أخفي عنك الحقيقة , لقد أعطيتهم الحرية ولم أحافظ علي تربيتهم ولم أؤنبهم حين يرتكبون الأخطاء ..فالحظ يشتري التربية ويشتاق لإعانتها..
حميدة : قمت بأعلى درجة من المستحيلات لأربيهم وأحميهم من اتهامات الناس ومعاشرة السفهاء
الصديق : لن أقول سوى ( مول المليح باع وراح ) وارتاح
3 = كول وقيس ..
جمع حميدة قسطا من المال وباع ذهب زوجته ليشارك في مشروع قد يعرض عليه أو يصادفه خلال جلساته بين الأصدقاء وبعض المعارف ..سمع عن الفلاحة لكنه رفضها بسبب الجفاف والمصاريف الباهظة في حالات كثيرة ..سافر حميدة إلي مدينة التجارة والصناعة ليحضر مقابلة في كرة القدم فرح لأن مدينته تعادلت ..وخلال جولته تناول طعام العشاء رفقة صديقه الذي ضمن لحميدة مبيتا في داره كضيف عزيز ..خرجا معا للجلوس في إحدى المقاهي ..وبعد دقائق سلم عليهما رجل يعرف صديق حميد معرفة قوية لأنهما تعانقا ..
الرجل : لم تعرفني بصديقك !
الصديق : أقدم لك حميدة من مدينة (... )
الرجل : متشرفين
حميدة : وأنا أيضا
الصديق : غبت عني كثيرا لم أراك منذ أن أنهينا صفقتنا التجارية
الرجل : حضرت اليوم لأعرض عليك صفقة أخرى , فهل تريد مشاركتي في العملية ؟؟
الصديق : نعم
حميدة : اشرحا لي حيثيات هذه الصفقة
الصديق : هل تريد الإسهام فيها ؟!!
حميدة : نعم ..ولم لا
الرجل : هل تملك مبلغ (...)؟؟!
حميدة : أملكه وزيادة
الصديق : مرحبا بك في شركتنا المجهولة الاسم
كانت العملية تقتصر علي شراء البضائع من محلات عديدة ثم بيعها لمن يعطي الأكثر وينقلها بشاحناته المملوكة أو المكتراة ..وقبل الصفقة الثانية ..
الرجل : ما رأيكم ؟ لقد ربحنا ضعف ما كنا نتمناه ..
الصديق : هائل !
حميدة : أرجو أن تحترما رأيي ..لا أريد لقاء من تتعاملون معهم , وأتمنى منكم أن تعطوني حقي في الربح الصافي أبعداني عن فائض الأموال في الاحتكار والغش وتزوير الأثمان ..
الرجل : لك ما تريد ..فنحن سعداء بما تنازلت عنه لحقنا ..شكرا
حميدة : لا شكر علي واجب من الضمير
الصديق : إن تصرفك سيضيع فرصة الأرباح
حميدة : أعرف ذلك ..ولكنني قررت أن لا يراني المتعاملون معكما وأن أفوز بحصة سليمة
الرجل : سننفذ طلباتك لأنك خففت القسمة فأصبحت كفة الربح تميل نحونا
استمر حميدة في الشركة وفي كل مرة يتوصل بالمبلغ النقي الذي استثمره في مدينته ألي أن أتاه خبر مؤلم عن صديقه الذي سجن رفقة الرجل بسبب التلاعب في التجارة اعتمادا علي النصب والتزوير والزيادة الفاحشة ..نجا حميدة لعدم وجود حجة تتهمه فقال في نفسه كول وقيس )
4 = سافر والنهار قدامك ..ومن خاف نجا..
نصح حميدة صديقه ليحترس من أوقات سفر خطيرة تلحق أضرارا بالمسافر ..
حميدة : أنا لما أسافر إلي أي مدينة من مدن الوطن أقرر الوقت المناسب ..
الصديق : وما هو هذا الوقت المناسب ؟؟!
حميدة : الوقت الذي أصب فيه لأتناول فطوري أو أحضر وليمة غذاء لدى من سأزورهم
الصديق : فكرة طيبة لكنها تدل علي أنك خائف ولا تستطيع مواجهة المخاطر
حميدة : ألا يقولون ( من خاف نجا )
الصديق : أنا لا أخاف ..ففي الأسبوع المقبل سأطلعك علي نصائحك الباطلة ..ألا تعرف أن الأمان في بلدنا ؟؟
حميدة : أوافقك علي الأمان المتوفر ولكني لا أنسى هفوات البعض وأخطائهم فقد تصيبك صدفة من زمن مجهول بمصيبة لم تكن في الحسبان ..
الصديق : لا تنس الثقة بالنفس ..ولا تنس الشجاعة
حميدة : اطلب السلامة , فالأحوال تتغير وتجلب أبشع المفاجآت ..
مضى الأسبوع وبعد أربعة أيام التقي حميدة مع صديقه حين زاره في ووجده ممتدا علي سريره ..
حميدة : سلامتك ..
الصديق : جعلني الغرور أستهزئ من نصيحتك
حميدة : احك ما وقع لك !
الصديق : سافرت عصرا حين رفضت انتظار حافلة منتصف الليل ..وكان النزول في المحطة حوالي الثالثة صباحا بعد ذلك قررت السير بين الأزقة نظرا لقصر المسافة بين المحطة والحي الذي يقطنه صهري وفجأة اعترض سبيلي شابان يحمل أحدهما سكينا ..دافعت عن نفسي حسب قدراتي كرجل زمانه لكنهما أشبعاني ضربا وخطفا حقيبة السفر ..والآن تراني متوعكا ..
حميدة : قلت لك أن الليل لا يصلح لأمثالنا ..
الصديق : اسمح , كان الدرب مظلما بسبب الجماعة
حميدة : ولو ..اعلم أن كل مجرم يستغل الظلام ..فالليل بلا عيون وخاص للفساد
الصديق : صدقت , لن أسافر إلا والنهار أمامي ..
5 = إيلا ضاع الزين يبقاو حروفو ...
أحب حميدة فتاة جميلة من الحي ..واتفقت الأسرتان علي تزويجه منها ..لكن الظروف خذلته فأرسلت في طريقه الأحسن منه ثقافة ومالا ..حزن حميدة لأن البنية ضاعت من بين يديه , ولحسن حظه أن حبه كان سطحيا لذلك نسيها بسرعة فاهتم لحاله إلي أن زوجته أمه ..فكانت العروسة امرأة عادية تليق بتكوين أسرة تقليدية ..أنجبت له طفلين زينا عمر حميدة
ماتت زوجة حميدة وقد اقترب من التقاعد وفي إحدى المقاهي ..
حميدة : احترت في خدمة ولدي بعد موت أمهما
الصديق : لقد كبرا ولا داعي للقلق
حميدة : إنهما يشعران بالوحدة أثناء غيابي ويتحملان شؤون المنزل ..
الصديق : هات والديك للعيش معكم
حميدة : رحمهما الله
الصديق : آسف , ليرحمهما الرب
حميدة : لا بأس ..المؤسف أني لم أجد حلا ...ولا يمكن أن أسجن ولدي في خدمة المنزل ولن أحرمهما من ساعات للبحث عن العمل ..لقد احترت كما قلت لك
الصديق : لدي فكرة !
حميدة : أنا في حاجة لها ولو كانت قشة لغريق
الصديق : أخاف أن تشتمني بعد ألقيها علي سمعك اللئيم
حميدة : قلها ولا تخف
الصديق : هل تتذكر حبيبتك السابقة قبل زواجك ؟؟
حميدة : نعم ..
الصديق : طلقها زوجها بالثلاث وهي الآن قابعة في منزل والديها , فإن أردت عد إليها واحيي الماضي ..
حميدة : ماذا ..؟ أتريد أن أحيي الماضي مع تلك التي هجرتني ورفضتني وحطمت مسعاي ؟؟!
الصديق : كن متسامحا وانس ما وقع إنها غلطة طمع
حميدة : أعتقد أنها كبرت وتغير جمالها
الصديق : وقعت ..أنت الآن تعترف بذكراها
حميدة : نعم .. وهل تغيرت ؟
الصديق : إيلا ضاع الزين يبقاو حروفو
حميدة : سأزورها من بعيد لأرى ما ضاع منها وما بقي فيها
بعد أسبوع وفي نفس المقهى ..
الصديق : هل رأيتها ؟!
حميدة : نعم
الصديق : فما رأيك ؟؟
حميدة : لا زين لا حروف , مثال كاذب لا يعي بداية أرذل العمر حين يغلب الجلد اللحم البشري
الصديق : ابحث عن غيرها
حميدة : عينا صديقك ستسقطان أرضا إن لم يجدا منقذة لولدي وهما يبحثان عنها بالريق الناشف ..
6 = اللي دركك بشريط دركو بحيط...واللي عندو باب واحد الله يسدو عليه ..
اتصل حميدة بصديق يعتبره أعز من روحه ..شاركه كل كبيرة وصغيرة ..دافع عنه وساعده ..وكان الاتصال من أجل غرض مهم ..
حميدة : لا تلمني غلي هذه الزيارة المفاجئة
الصديق : لا بأس , أنت تعلم مرتبتك في قلبي ..هل تشرب شيئا ؟!
حميدة : لا ..سأستعجل الأمر كي لا أثقل المقابلة
الصديق : تفضل , أنا في الخدمة
حميدة : ضاقت حالتي المادية وجئتك ل...
الصديق : لا تتمم كلامك هن المال ..لقد أتيت متأخرا لأني أديت ضريبة واشتريت دراجة نارية لابني كهدية بمناسبة نجاحه
حميدة : أنا أعلم علم اليقين أنك لن تتخلى عني لأنك عهدت مني التضحية من أجلك وكم من مرة اقترضت المال من أجلك الصديق : قلت لك الحقيقة , ثق أو لا تثق بكلمتي ..
حميدة : وداعا
غضب حميدة لكنه كبت الصد والإهانة من صديق ظنه أخاه ..تذكر خلال نكسته المثل ( اللي عندو بابا واحد الله يسدو عليه ) وفي التنقيب عن العون وجد معرفة سطحية سهلت أمره وسلمت له ما يحتاجه من أموال ..فرح حميدة وهو يعلم ان أهل الكرم لا ينقطعون عن دنيا الخير ..سدد ديونه وعالج عجزه المادي ..جمع قسطا من المال ليفره للغد المجهول وفي منزله حول مائدة المرطبات ..
حميدة : زارتنا البركة
أخو زوجة حميدة : شكرا وبالمناسبة أخبرك أني أحتاج لشريك كي أنفذ مشروعا سيكسبنا الذهب
حميدة : أخبرتني أختك وسمعت منها نبذة خفيفة عن ما تنويه
أخو الزوجة : المشروع هو ( كذا ..وكذا ..) لدي نصف المبلغ لإقامته وأتمني الباقي منك
حميدة : لك النصف الباقي ( ولزوجته ) هات المبلغ من الخزينة
أخو الزوجة : لنلتقي غدا ونسجل العقدة
حميدة : أنا أثق بك وعقدة الشراكة بيننا أختك الغالية
أحو الزوجة : لا أخت ولا صداقة , لنتكاتب ونصفي الأمور بيننا لأننا بين حياة وموت
حميدة : صدقت وما أصدقك
تسلم المال من أخته فانطلق المشروع قانونيا ..مرت سنوات والأرباح نزداد يوما بعد يوم , وذات يوم سمع طرقا في الباب وقيل له أن الطارق صديقه الذي امتنع عن مساعدته ووراء حائط الغرفة القريبة من باب منزله قال حميدة بصوت مرتفع : ( حميدة غير موجود يا شريط )..
7 = اللي حرث الجمل دكه ..
هذه قصة حقيقية أريدها لحميدة كي يعيشها في المثل ..فمنذ أن ولج حميدة سلك الوظيفة تلقي مفاهيم نضال سياسي إذ سمع خطب من يريد انخراطه في صفوف المؤيدين للنقابة , اتصل به ممثلها داخل المؤسسة فطلب منه مبلغا ليحصل علي البطاقة ..دفع ثمنها من أجرته المتعثرة بين الحكومة والنقابات ..انتشى حميدة فحسب أنها ستحميه من كل شيء وستكون تبشيرا في زيادة الأجور والحصول علي حلول للمطالب المستعصية ..تابع حميد نضال ممثل النقابة واستمع لخطبه النارية وازداد عدد المنخرطين إلي أن أصبح الكل يخاف من النقابة أو علي الأقل لا يعارضها لهذا كانت المؤسسة تنجح في كل إضراب ..جمع ممثل النقابة أتباعها داخل قاعة , صعد فوق طاولة ..
ممثل النقابة : إخواني ..اجتمعنا هنا لمواجهة مخطط الوزارة , مخطط يجعل الأسلاك رهن الاختبارات ..نحن نرفضها جملة وتفصيلا ..لأن الأقدمية العامة شرط أساسي للترقي وبلا امتحان
تصفيق
ممثل النقابة : أرجوكم لا تنخدعوا ولا تشاركوا في اختبارات مزورة , ستطلب الإدارة ملفات المشاركة في فخ الوزارة , امتنعوا وبصمودنا سنترقى أجمعين رغم كيدهم ..
تصفيق , انفض الجمع ومد البعض أياديهم لمصافحة المناضل الجريء ..وفي يوم غريب , استدعى المدير حميدة , استقبل بخشونة لأنه تغيب بالأمس , اعتذر حميدة متهما المواصلات التي أخرته عن موعد العمل ..وأثناء الحوار الساخن زاغت عينا حميدة وهي تتفحص ما وضع علي مكتب المدير ليرى ملف النقابي مزينا بصورته الأنيقة والتي لا تشبه صورته بين المنخرطين ..
حميدة : هذا ملف المشاركة في اختبار الترقي
المدير : نعم
حميدة : لقد خاطبنا لنمتنع عن أداءه !
المدير : الله يجيبك علي خير ..ألا تعرف أن الآدمي منقسم إلي قسمي , شر وخير
حميدة : صدقت ..سأآتيك غدا بملفي
المدير : غدا آخر أجل بعد الزوال
انتشر خبر النقابي ذي الوجهين , نقص عدد المنخرطين ومن ثم تقلص عدد المناضلين بصفة عامة لأن شعارهم ما حرثه ممثلو النقابة دكوه وهم يتقمصون الحربائية ...
8 = نية العمى في عكازه ...
يتخذ حميدة في بعض الأحيان مقعدا في المقهى المعتاد أو في مقهى آخر لتغيير الوجوه والفضاء , وشاهد أعمى يعتمد علي عكازه الذي لم يخن صاحبه أبدا ..واستغرب حميدة حين تأكد من العكاز الوفي للأعمى ..فلا الأرصفة تعثره ولا السلالم تمنع سيره وقد ينغز به المارة ليتنحوا عن طريقه وتكون السهولة أكثر حين يتأهب لصعود الحافلة ..وحسب نظرية حميدة فإنه عكاز رائع ويسدي خدمة أروع للأعمى ..ذات يوم التفت حميدة إلي حيث اتجهت عيون زبائن المقهى , رأى الأعمى ساقطا علي الأرض , استغرب الواقعة والرجل الساقط كان دائما في حماية عكازه ..وجاءه الخبر اليقين حين قيل له بأن قشرة موز أردته أرضا ..فقال في حقه : مسكين ..وتعجب من قشرة موز ألقاها أحد أفراد الشعب سهوا أو عنوة لم يكتشفها العكاز الذكي في يد أعمى يحس بدقة تلك الذبذبات الصادرة عن العكاز , ابتسم فاعتبرها كبوة حصان ..بقيت الحادثة في أرشيف الذكريات ..
جلس حميدة أمام شاشة التلفاز يشاهد الأخبار فانتابه حزن عميق حين رأى الشعب السوري يقتل وتدك منازله بأسلحته التي يملكها بشار وأزلامه ..وهنا ظهر عكاز الأعمى في مخيلته ليقارنه بعكاز بشار المتمثل في ما يملكه من مال وسلاح وسلطة وشعب فكل هذه القوة تجمع في عكاز الحكم الذي أخلص لماسكه إلي أن أسقطه الشعب الثائر شعب كان قشرة موز لم يكتشفها عكاز الحاكم المستبد ..لذلك كان مصير عكاز القدافي وعكاز مبارك وعكاز بن علي وعكاز صالح وعكاز صدام وعكاز بشار غدا وعكاز كل من لم يحس بذبذبته من خلال شعبه النهاية ..نهاية من لم يسخر عكاز حكمه في سبيل وطنه وشعبه ..لأن نيتهم في عكاز الإقطاعيين الذين أعماهم الظلم .. ..
1 = حوته تخنز شواري :
حميدة شاب سيء الحظ بين سكان مدينته الصغيرة ..يحب المال ويتطلع ليكون أفضل من أقرانه , تملكه الحسد وسيطرت عليه الغيرة فأمثاله كسبوا حظا من ما لا يحلمون وكأن أحلامهم موروثة بالغصب , ثار علي نفسه وبات حميدة رهن خيال إجرامي , مده الحقد وجزره اليأس ليحدث نفسه بسوء , فتعاطى للسرقة وكانت بدايتها الانقضاض علي دجاجة من السطوح ليحدث غضبا بين السكان ولجاجة بين الألسنة التي تتهم وترمي الأخطاء بلا تفكير أو تمعن ..فرح حميدة لأنه نجا من قبضة الاتهام , بدت العملية سهلة واتجاهاتها لا تصله , فكر في حيلة تربك أهالي المدينة فأصبح يسرق الملابس والبضائع , يحتفظ بما يريد ثم يلقي بعض المسروقات عبر النوافذ أو الأبواب المفتوحة أو من خلال سطح منزله نحو السطوح المجاورة ..وهكذا انتشرت السرقة في المدينة واتهم عدد كبير من سكانها , إلا أن براءتهم تظهر أثناء كل استنطاق وشهادة الشهود والسوابق البيضاء..
وسخ حميدة مدينته وانتشر خبرها علي أنها مدينة لصوص فأصبح كل مسافر يحتاط منها ومن لياليها ..فانطبق عليها المثال (حوته واحدة تخنز شواري ).مثال تناقله القلق والخوف علي سمعة المدينة.. .ضاق الناس ذرعا فاتفقوا علي إيجاد الحوته للتخلص منها وكانت مساعدة الأمن في الحملة تدعم حماية المدينة من صفة خبيثة لا يستحقها السكان ..أخيرا وقع حميدة في الفخ حين اقتحم دارا مفتوح بابها معتقدا أن قاطنيها نياما ونسوا الباب مفتوحا لتسهل جريمته , وبمجرد وصول حميدة للبهو صادف صاحب المنزل وهو يغادر المرحاض ..هرب حميدة تاركا صورته في عيني الرجل الذي فضحه وبلغ الأمن ..ألقي القبض علي حميدة ليكون الحوته التي لن تخنز المدينة بعد اليوم
2 = مول المليح باع وراح :
حميدة رجل متزوج , أنجب ذكورا وإناثا دون تقليد مانعي الحمل أو إتباع وسائل تحديد النسل , قام بواجبه ليكثر من ذريته فإن بكى واحدا بقي من يواسيه من أولاده ..علمهم وحماهم وأدبهم وصرف عليهم دم روحه من راتب يتذبذب بين القناعة والحرمان , لا يعرف معنى ضيق الحال يشكو قدره فقط فأبناؤه يفرحونه ويسعدون أيامه السوداء..ومرت السنوات ليبقى وحده وجها لوجه مع شريكة عمره ..بناته متزوجات وأولاده الذكور مهاجرون داخل الوطن وخارجه قبل يده وجها وظهرا .. ..زاره أحد أصدقاءه القدامى تناولا طعام الغذاء وخلال احتساء القهوة تبادلا الحديث حول مآل حياتهما ..
الصديق : أراك وحيدا مع زوجتك ! أين أولادك ؟؟
حميدة : كل في مصيره ولا ينقطعون عن زيارتنا
الصديق : ما أسعدك بهم ! زواج وشواهد و..
حميدة (يقاطعه ) : اسمح لي ..ربيتهم فقط ولم أحشر أنفي في مستقبلهم وشؤونهم ..وأؤكد لك أن ثلاثة منهم بلا شواهد عليا لأنهم تركوا الدراسة في مستويات قبل البكالوريا ..
الصديق : اعذرني
حميدة : عذرك مقبول من صديق عزيز , وأنت كيف حالك ؟!
الصديق : بخير
حميدة : والأولاد !
الصديق : أعاني الكثير من الصعوبات بسببهم ..اثنان بلا عمل رغم الشواهد وكلما حصلا علي عمل رفضاه بحجة أو بدونها أو تخليا عنه بعد شهور قليلة والثالث الذي دللته أمه وساهمت في مده بالأموال هرب إلي حيث لا أدري وبنتان بلا زواج رغم نصيبهما من الجمال المؤهل للزواج لأن أمهما وبموافقتهما يشترطون ما ينفر العرسان ..كنت أعتقد أن أولادي واعون لاختيار أصدقاء يكسبون منهم أفضل وأحسن الأخلاق..لقد كبلتني كلمة : إنهم رجال عقلاء .. ..
حميدة : اصبر فللأقدار كلمات في حقنا
الصديق : دون أن أكذب أو أخفي عنك الحقيقة , لقد أعطيتهم الحرية ولم أحافظ علي تربيتهم ولم أؤنبهم حين يرتكبون الأخطاء ..فالحظ يشتري التربية ويشتاق لإعانتها..
حميدة : قمت بأعلى درجة من المستحيلات لأربيهم وأحميهم من اتهامات الناس ومعاشرة السفهاء
الصديق : لن أقول سوى ( مول المليح باع وراح ) وارتاح
3 = كول وقيس ..
جمع حميدة قسطا من المال وباع ذهب زوجته ليشارك في مشروع قد يعرض عليه أو يصادفه خلال جلساته بين الأصدقاء وبعض المعارف ..سمع عن الفلاحة لكنه رفضها بسبب الجفاف والمصاريف الباهظة في حالات كثيرة ..سافر حميدة إلي مدينة التجارة والصناعة ليحضر مقابلة في كرة القدم فرح لأن مدينته تعادلت ..وخلال جولته تناول طعام العشاء رفقة صديقه الذي ضمن لحميدة مبيتا في داره كضيف عزيز ..خرجا معا للجلوس في إحدى المقاهي ..وبعد دقائق سلم عليهما رجل يعرف صديق حميد معرفة قوية لأنهما تعانقا ..
الرجل : لم تعرفني بصديقك !
الصديق : أقدم لك حميدة من مدينة (... )
الرجل : متشرفين
حميدة : وأنا أيضا
الصديق : غبت عني كثيرا لم أراك منذ أن أنهينا صفقتنا التجارية
الرجل : حضرت اليوم لأعرض عليك صفقة أخرى , فهل تريد مشاركتي في العملية ؟؟
الصديق : نعم
حميدة : اشرحا لي حيثيات هذه الصفقة
الصديق : هل تريد الإسهام فيها ؟!!
حميدة : نعم ..ولم لا
الرجل : هل تملك مبلغ (...)؟؟!
حميدة : أملكه وزيادة
الصديق : مرحبا بك في شركتنا المجهولة الاسم
كانت العملية تقتصر علي شراء البضائع من محلات عديدة ثم بيعها لمن يعطي الأكثر وينقلها بشاحناته المملوكة أو المكتراة ..وقبل الصفقة الثانية ..
الرجل : ما رأيكم ؟ لقد ربحنا ضعف ما كنا نتمناه ..
الصديق : هائل !
حميدة : أرجو أن تحترما رأيي ..لا أريد لقاء من تتعاملون معهم , وأتمنى منكم أن تعطوني حقي في الربح الصافي أبعداني عن فائض الأموال في الاحتكار والغش وتزوير الأثمان ..
الرجل : لك ما تريد ..فنحن سعداء بما تنازلت عنه لحقنا ..شكرا
حميدة : لا شكر علي واجب من الضمير
الصديق : إن تصرفك سيضيع فرصة الأرباح
حميدة : أعرف ذلك ..ولكنني قررت أن لا يراني المتعاملون معكما وأن أفوز بحصة سليمة
الرجل : سننفذ طلباتك لأنك خففت القسمة فأصبحت كفة الربح تميل نحونا
استمر حميدة في الشركة وفي كل مرة يتوصل بالمبلغ النقي الذي استثمره في مدينته ألي أن أتاه خبر مؤلم عن صديقه الذي سجن رفقة الرجل بسبب التلاعب في التجارة اعتمادا علي النصب والتزوير والزيادة الفاحشة ..نجا حميدة لعدم وجود حجة تتهمه فقال في نفسه كول وقيس )
4 = سافر والنهار قدامك ..ومن خاف نجا..
نصح حميدة صديقه ليحترس من أوقات سفر خطيرة تلحق أضرارا بالمسافر ..
حميدة : أنا لما أسافر إلي أي مدينة من مدن الوطن أقرر الوقت المناسب ..
الصديق : وما هو هذا الوقت المناسب ؟؟!
حميدة : الوقت الذي أصب فيه لأتناول فطوري أو أحضر وليمة غذاء لدى من سأزورهم
الصديق : فكرة طيبة لكنها تدل علي أنك خائف ولا تستطيع مواجهة المخاطر
حميدة : ألا يقولون ( من خاف نجا )
الصديق : أنا لا أخاف ..ففي الأسبوع المقبل سأطلعك علي نصائحك الباطلة ..ألا تعرف أن الأمان في بلدنا ؟؟
حميدة : أوافقك علي الأمان المتوفر ولكني لا أنسى هفوات البعض وأخطائهم فقد تصيبك صدفة من زمن مجهول بمصيبة لم تكن في الحسبان ..
الصديق : لا تنس الثقة بالنفس ..ولا تنس الشجاعة
حميدة : اطلب السلامة , فالأحوال تتغير وتجلب أبشع المفاجآت ..
مضى الأسبوع وبعد أربعة أيام التقي حميدة مع صديقه حين زاره في ووجده ممتدا علي سريره ..
حميدة : سلامتك ..
الصديق : جعلني الغرور أستهزئ من نصيحتك
حميدة : احك ما وقع لك !
الصديق : سافرت عصرا حين رفضت انتظار حافلة منتصف الليل ..وكان النزول في المحطة حوالي الثالثة صباحا بعد ذلك قررت السير بين الأزقة نظرا لقصر المسافة بين المحطة والحي الذي يقطنه صهري وفجأة اعترض سبيلي شابان يحمل أحدهما سكينا ..دافعت عن نفسي حسب قدراتي كرجل زمانه لكنهما أشبعاني ضربا وخطفا حقيبة السفر ..والآن تراني متوعكا ..
حميدة : قلت لك أن الليل لا يصلح لأمثالنا ..
الصديق : اسمح , كان الدرب مظلما بسبب الجماعة
حميدة : ولو ..اعلم أن كل مجرم يستغل الظلام ..فالليل بلا عيون وخاص للفساد
الصديق : صدقت , لن أسافر إلا والنهار أمامي ..
5 = إيلا ضاع الزين يبقاو حروفو ...
أحب حميدة فتاة جميلة من الحي ..واتفقت الأسرتان علي تزويجه منها ..لكن الظروف خذلته فأرسلت في طريقه الأحسن منه ثقافة ومالا ..حزن حميدة لأن البنية ضاعت من بين يديه , ولحسن حظه أن حبه كان سطحيا لذلك نسيها بسرعة فاهتم لحاله إلي أن زوجته أمه ..فكانت العروسة امرأة عادية تليق بتكوين أسرة تقليدية ..أنجبت له طفلين زينا عمر حميدة
ماتت زوجة حميدة وقد اقترب من التقاعد وفي إحدى المقاهي ..
حميدة : احترت في خدمة ولدي بعد موت أمهما
الصديق : لقد كبرا ولا داعي للقلق
حميدة : إنهما يشعران بالوحدة أثناء غيابي ويتحملان شؤون المنزل ..
الصديق : هات والديك للعيش معكم
حميدة : رحمهما الله
الصديق : آسف , ليرحمهما الرب
حميدة : لا بأس ..المؤسف أني لم أجد حلا ...ولا يمكن أن أسجن ولدي في خدمة المنزل ولن أحرمهما من ساعات للبحث عن العمل ..لقد احترت كما قلت لك
الصديق : لدي فكرة !
حميدة : أنا في حاجة لها ولو كانت قشة لغريق
الصديق : أخاف أن تشتمني بعد ألقيها علي سمعك اللئيم
حميدة : قلها ولا تخف
الصديق : هل تتذكر حبيبتك السابقة قبل زواجك ؟؟
حميدة : نعم ..
الصديق : طلقها زوجها بالثلاث وهي الآن قابعة في منزل والديها , فإن أردت عد إليها واحيي الماضي ..
حميدة : ماذا ..؟ أتريد أن أحيي الماضي مع تلك التي هجرتني ورفضتني وحطمت مسعاي ؟؟!
الصديق : كن متسامحا وانس ما وقع إنها غلطة طمع
حميدة : أعتقد أنها كبرت وتغير جمالها
الصديق : وقعت ..أنت الآن تعترف بذكراها
حميدة : نعم .. وهل تغيرت ؟
الصديق : إيلا ضاع الزين يبقاو حروفو
حميدة : سأزورها من بعيد لأرى ما ضاع منها وما بقي فيها
بعد أسبوع وفي نفس المقهى ..
الصديق : هل رأيتها ؟!
حميدة : نعم
الصديق : فما رأيك ؟؟
حميدة : لا زين لا حروف , مثال كاذب لا يعي بداية أرذل العمر حين يغلب الجلد اللحم البشري
الصديق : ابحث عن غيرها
حميدة : عينا صديقك ستسقطان أرضا إن لم يجدا منقذة لولدي وهما يبحثان عنها بالريق الناشف ..
6 = اللي دركك بشريط دركو بحيط...واللي عندو باب واحد الله يسدو عليه ..
اتصل حميدة بصديق يعتبره أعز من روحه ..شاركه كل كبيرة وصغيرة ..دافع عنه وساعده ..وكان الاتصال من أجل غرض مهم ..
حميدة : لا تلمني غلي هذه الزيارة المفاجئة
الصديق : لا بأس , أنت تعلم مرتبتك في قلبي ..هل تشرب شيئا ؟!
حميدة : لا ..سأستعجل الأمر كي لا أثقل المقابلة
الصديق : تفضل , أنا في الخدمة
حميدة : ضاقت حالتي المادية وجئتك ل...
الصديق : لا تتمم كلامك هن المال ..لقد أتيت متأخرا لأني أديت ضريبة واشتريت دراجة نارية لابني كهدية بمناسبة نجاحه
حميدة : أنا أعلم علم اليقين أنك لن تتخلى عني لأنك عهدت مني التضحية من أجلك وكم من مرة اقترضت المال من أجلك الصديق : قلت لك الحقيقة , ثق أو لا تثق بكلمتي ..
حميدة : وداعا
غضب حميدة لكنه كبت الصد والإهانة من صديق ظنه أخاه ..تذكر خلال نكسته المثل ( اللي عندو بابا واحد الله يسدو عليه ) وفي التنقيب عن العون وجد معرفة سطحية سهلت أمره وسلمت له ما يحتاجه من أموال ..فرح حميدة وهو يعلم ان أهل الكرم لا ينقطعون عن دنيا الخير ..سدد ديونه وعالج عجزه المادي ..جمع قسطا من المال ليفره للغد المجهول وفي منزله حول مائدة المرطبات ..
حميدة : زارتنا البركة
أخو زوجة حميدة : شكرا وبالمناسبة أخبرك أني أحتاج لشريك كي أنفذ مشروعا سيكسبنا الذهب
حميدة : أخبرتني أختك وسمعت منها نبذة خفيفة عن ما تنويه
أخو الزوجة : المشروع هو ( كذا ..وكذا ..) لدي نصف المبلغ لإقامته وأتمني الباقي منك
حميدة : لك النصف الباقي ( ولزوجته ) هات المبلغ من الخزينة
أخو الزوجة : لنلتقي غدا ونسجل العقدة
حميدة : أنا أثق بك وعقدة الشراكة بيننا أختك الغالية
أحو الزوجة : لا أخت ولا صداقة , لنتكاتب ونصفي الأمور بيننا لأننا بين حياة وموت
حميدة : صدقت وما أصدقك
تسلم المال من أخته فانطلق المشروع قانونيا ..مرت سنوات والأرباح نزداد يوما بعد يوم , وذات يوم سمع طرقا في الباب وقيل له أن الطارق صديقه الذي امتنع عن مساعدته ووراء حائط الغرفة القريبة من باب منزله قال حميدة بصوت مرتفع : ( حميدة غير موجود يا شريط )..
7 = اللي حرث الجمل دكه ..
هذه قصة حقيقية أريدها لحميدة كي يعيشها في المثل ..فمنذ أن ولج حميدة سلك الوظيفة تلقي مفاهيم نضال سياسي إذ سمع خطب من يريد انخراطه في صفوف المؤيدين للنقابة , اتصل به ممثلها داخل المؤسسة فطلب منه مبلغا ليحصل علي البطاقة ..دفع ثمنها من أجرته المتعثرة بين الحكومة والنقابات ..انتشى حميدة فحسب أنها ستحميه من كل شيء وستكون تبشيرا في زيادة الأجور والحصول علي حلول للمطالب المستعصية ..تابع حميد نضال ممثل النقابة واستمع لخطبه النارية وازداد عدد المنخرطين إلي أن أصبح الكل يخاف من النقابة أو علي الأقل لا يعارضها لهذا كانت المؤسسة تنجح في كل إضراب ..جمع ممثل النقابة أتباعها داخل قاعة , صعد فوق طاولة ..
ممثل النقابة : إخواني ..اجتمعنا هنا لمواجهة مخطط الوزارة , مخطط يجعل الأسلاك رهن الاختبارات ..نحن نرفضها جملة وتفصيلا ..لأن الأقدمية العامة شرط أساسي للترقي وبلا امتحان
تصفيق
ممثل النقابة : أرجوكم لا تنخدعوا ولا تشاركوا في اختبارات مزورة , ستطلب الإدارة ملفات المشاركة في فخ الوزارة , امتنعوا وبصمودنا سنترقى أجمعين رغم كيدهم ..
تصفيق , انفض الجمع ومد البعض أياديهم لمصافحة المناضل الجريء ..وفي يوم غريب , استدعى المدير حميدة , استقبل بخشونة لأنه تغيب بالأمس , اعتذر حميدة متهما المواصلات التي أخرته عن موعد العمل ..وأثناء الحوار الساخن زاغت عينا حميدة وهي تتفحص ما وضع علي مكتب المدير ليرى ملف النقابي مزينا بصورته الأنيقة والتي لا تشبه صورته بين المنخرطين ..
حميدة : هذا ملف المشاركة في اختبار الترقي
المدير : نعم
حميدة : لقد خاطبنا لنمتنع عن أداءه !
المدير : الله يجيبك علي خير ..ألا تعرف أن الآدمي منقسم إلي قسمي , شر وخير
حميدة : صدقت ..سأآتيك غدا بملفي
المدير : غدا آخر أجل بعد الزوال
انتشر خبر النقابي ذي الوجهين , نقص عدد المنخرطين ومن ثم تقلص عدد المناضلين بصفة عامة لأن شعارهم ما حرثه ممثلو النقابة دكوه وهم يتقمصون الحربائية ...
8 = نية العمى في عكازه ...
يتخذ حميدة في بعض الأحيان مقعدا في المقهى المعتاد أو في مقهى آخر لتغيير الوجوه والفضاء , وشاهد أعمى يعتمد علي عكازه الذي لم يخن صاحبه أبدا ..واستغرب حميدة حين تأكد من العكاز الوفي للأعمى ..فلا الأرصفة تعثره ولا السلالم تمنع سيره وقد ينغز به المارة ليتنحوا عن طريقه وتكون السهولة أكثر حين يتأهب لصعود الحافلة ..وحسب نظرية حميدة فإنه عكاز رائع ويسدي خدمة أروع للأعمى ..ذات يوم التفت حميدة إلي حيث اتجهت عيون زبائن المقهى , رأى الأعمى ساقطا علي الأرض , استغرب الواقعة والرجل الساقط كان دائما في حماية عكازه ..وجاءه الخبر اليقين حين قيل له بأن قشرة موز أردته أرضا ..فقال في حقه : مسكين ..وتعجب من قشرة موز ألقاها أحد أفراد الشعب سهوا أو عنوة لم يكتشفها العكاز الذكي في يد أعمى يحس بدقة تلك الذبذبات الصادرة عن العكاز , ابتسم فاعتبرها كبوة حصان ..بقيت الحادثة في أرشيف الذكريات ..
جلس حميدة أمام شاشة التلفاز يشاهد الأخبار فانتابه حزن عميق حين رأى الشعب السوري يقتل وتدك منازله بأسلحته التي يملكها بشار وأزلامه ..وهنا ظهر عكاز الأعمى في مخيلته ليقارنه بعكاز بشار المتمثل في ما يملكه من مال وسلاح وسلطة وشعب فكل هذه القوة تجمع في عكاز الحكم الذي أخلص لماسكه إلي أن أسقطه الشعب الثائر شعب كان قشرة موز لم يكتشفها عكاز الحاكم المستبد ..لذلك كان مصير عكاز القدافي وعكاز مبارك وعكاز بن علي وعكاز صالح وعكاز صدام وعكاز بشار غدا وعكاز كل من لم يحس بذبذبته من خلال شعبه النهاية ..نهاية من لم يسخر عكاز حكمه في سبيل وطنه وشعبه ..لأن نيتهم في عكاز الإقطاعيين الذين أعماهم الظلم .. ..
أوباها حسين- عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011
مواضيع مماثلة
» أمثال شعبية
» **قصة مثل من أمثال العرب الجميلة**
» قصص في أمثال الجزء الأخير
» أمثال في مجموعة قصصية ثانية..
» أمثال في مجموعة قصصية ثانية..
» **قصة مثل من أمثال العرب الجميلة**
» قصص في أمثال الجزء الأخير
» أمثال في مجموعة قصصية ثانية..
» أمثال في مجموعة قصصية ثانية..
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى