لماذا لا يُعلن بوتفليقة نفسه إمبراطوراً مدى الحياة؟ / بقلم خالص جلبي
صفحة 1 من اصل 1
لماذا لا يُعلن بوتفليقة نفسه إمبراطوراً مدى الحياة؟ / بقلم خالص جلبي
لماذا لا يُعلن بوتفليقة نفسه إمبراطوراً مدى الحياة؟ لماذا لا تغير الجملوطيات -عفواً الجمهوريات الثوريةـ نفسها إلى إمبراطوريات مدى الحياة ويرتاح الناس! حقيقة إنه سؤال مطروح، ويبقى السؤال فعلاً لماذا لا تتحول الجملوكيات إلى ملكيات فعلية؟ في قناعتي أن الجواب هو من جانبين؛ في الصراع الداخلي بين مجموعات الضباط المتنافسين من جهة، وخداع الجماهير بأسماء وشعارات؛ فيكسب القاموس كلمة، ويخسر الواقع حقيقة.
مازلت أتذكر انتخابات صدام الأخيرة، حيث كان المرشح الوحيد، وكانت النتائج ليس 99%، بل 100%، ولكن هذا يُعلن من طرف خفي أن الأمة تناهت إلى الصفر، كما في علم الرياضيات، وأن الحاكم انتفخ إلى حجم ديناصور لاحم.
ويُروى أيضاً من أيام أديب الشيشكلي في سوريا أن أرقام الانتخابات قفزت فوق 100%، وهو يحكي غرامنا السقيم بمقاييس الانتفاخ والقوة.
لماذا يتقدم بوتفليقة للانتخاب والترشح للمرة الرابعة؟ الإشاعات قوية حول وضعه المقعد المدنف؟ والجواب هو أن لذة الحكم لا يعدلها شيء في هذا العالم الفاني الزائل. ولسوف يتقدم بوتفليقة إلى الانتخابات للمرة الرابعة عشرة لو استطاع الوقوف على قدميه. لم يتراجع كاسترو في كوبا حتى بات لا يقدر على الوقوف؛ فترك الدفة لأخيه راؤول.
إنها البوابة التي أتى منها إبليس إلى آدم وحواء، حين أغراهما بأمرين: شجرة الخلد وملك لا يبلى. فعلاً هما أحب أمرين إلينا على الإطلاق: أن ينجو الإنسان من الموت، وأن يعيش في ملك لا نهاية له واهتراء.
ومنه أيضاً يقول لنا الدين إن هذه الحياة مؤقتة، وأن الرحيل قادم، وأن الحياة الآخرة هي الأفضل والأدوم، ذلك الفوز العظيم. ولكن ما بال هؤلاء الرؤساء يتنافسون على ملك يبلى، وليس ثمة خلد، وأن الموت يفترسهم في النهاية، والمرض يضربهم، والنهاية قادمة لا ريب فيها. لماذا إذن؟
أحياناً أفكر في نفسي في الأسد الأب الذي مسح نصف حماة هو اليوم تحت التراب. أفكر في صدام الذي فتك أيضاً في أرقام لا يعلمها إلا الله هو تحت التراب. أذكر عن ستالين أنه أرسل إلى الموت عشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف هو تحت التراب واللعنة.
أعيد طرح السؤال، هل يعتقد هؤلاء في يوم آخر، سوف يقدمون فيه على ربهم؛ فيسألهم عن الضحايا؟ هل سكرة الحكم قوية إلى هذه الدرجة، تعمي وتصم وتخدر؟!
يجيبني الغزالي في كتابه (الإحياء) أن الملك الفعلي هو في رحلة الروح إلى عالم النقاوة، وأن الحكم والرئاسة هي آخر ما يخرج من قلوب الصالحين، وأن لذة الحكم لا تعدلها أية لذة في العالم بما فيها الجنس.
أقول لنفسي في كثير من الأحيان هل فعلاً هؤلاء لا يوقنون في الحياة الأخرى، وهم قادمون عليها قطعاً دون ذرة ريب، والناس تتساقط إلى الموت في كل لحظة؛ فالمقابر تبلع كل ليلة 140 ألف نسمة على امتداد قوس الكرة الأرضية؛ فلماذا يتصارع الناس كل هذا الصراع من أجل الكرسي التعيس؟!
يُروى عن البدوي قوله يا حبذا الإمارة ولو على الحجارة؟ وينقل لنا التاريخ كيف قتل المأمون أخاه الأمين، وكيف تورط يزيد في قتل الحسين؛ فأوجد لنفسه وللتاريخ مشكلة لا حل لها حتى اليوم. يا رب لماذا يقتتل الناس كل هذا الاقتتال وبهذه الضراوة؟ حقاً إن الإنسان كان أكثر شيء جدلاً.
مازلت أتذكر انتخابات صدام الأخيرة، حيث كان المرشح الوحيد، وكانت النتائج ليس 99%، بل 100%، ولكن هذا يُعلن من طرف خفي أن الأمة تناهت إلى الصفر، كما في علم الرياضيات، وأن الحاكم انتفخ إلى حجم ديناصور لاحم.
ويُروى أيضاً من أيام أديب الشيشكلي في سوريا أن أرقام الانتخابات قفزت فوق 100%، وهو يحكي غرامنا السقيم بمقاييس الانتفاخ والقوة.
لماذا يتقدم بوتفليقة للانتخاب والترشح للمرة الرابعة؟ الإشاعات قوية حول وضعه المقعد المدنف؟ والجواب هو أن لذة الحكم لا يعدلها شيء في هذا العالم الفاني الزائل. ولسوف يتقدم بوتفليقة إلى الانتخابات للمرة الرابعة عشرة لو استطاع الوقوف على قدميه. لم يتراجع كاسترو في كوبا حتى بات لا يقدر على الوقوف؛ فترك الدفة لأخيه راؤول.
إنها البوابة التي أتى منها إبليس إلى آدم وحواء، حين أغراهما بأمرين: شجرة الخلد وملك لا يبلى. فعلاً هما أحب أمرين إلينا على الإطلاق: أن ينجو الإنسان من الموت، وأن يعيش في ملك لا نهاية له واهتراء.
ومنه أيضاً يقول لنا الدين إن هذه الحياة مؤقتة، وأن الرحيل قادم، وأن الحياة الآخرة هي الأفضل والأدوم، ذلك الفوز العظيم. ولكن ما بال هؤلاء الرؤساء يتنافسون على ملك يبلى، وليس ثمة خلد، وأن الموت يفترسهم في النهاية، والمرض يضربهم، والنهاية قادمة لا ريب فيها. لماذا إذن؟
أحياناً أفكر في نفسي في الأسد الأب الذي مسح نصف حماة هو اليوم تحت التراب. أفكر في صدام الذي فتك أيضاً في أرقام لا يعلمها إلا الله هو تحت التراب. أذكر عن ستالين أنه أرسل إلى الموت عشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف هو تحت التراب واللعنة.
أعيد طرح السؤال، هل يعتقد هؤلاء في يوم آخر، سوف يقدمون فيه على ربهم؛ فيسألهم عن الضحايا؟ هل سكرة الحكم قوية إلى هذه الدرجة، تعمي وتصم وتخدر؟!
يجيبني الغزالي في كتابه (الإحياء) أن الملك الفعلي هو في رحلة الروح إلى عالم النقاوة، وأن الحكم والرئاسة هي آخر ما يخرج من قلوب الصالحين، وأن لذة الحكم لا تعدلها أية لذة في العالم بما فيها الجنس.
أقول لنفسي في كثير من الأحيان هل فعلاً هؤلاء لا يوقنون في الحياة الأخرى، وهم قادمون عليها قطعاً دون ذرة ريب، والناس تتساقط إلى الموت في كل لحظة؛ فالمقابر تبلع كل ليلة 140 ألف نسمة على امتداد قوس الكرة الأرضية؛ فلماذا يتصارع الناس كل هذا الصراع من أجل الكرسي التعيس؟!
يُروى عن البدوي قوله يا حبذا الإمارة ولو على الحجارة؟ وينقل لنا التاريخ كيف قتل المأمون أخاه الأمين، وكيف تورط يزيد في قتل الحسين؛ فأوجد لنفسه وللتاريخ مشكلة لا حل لها حتى اليوم. يا رب لماذا يقتتل الناس كل هذا الاقتتال وبهذه الضراوة؟ حقاً إن الإنسان كان أكثر شيء جدلاً.
slimani- عدد الرسائل : 579
العمر : 66
Localisation : SALE
تاريخ التسجيل : 12/08/2006
مواضيع مماثلة
» الحــــرب التي لا تـــــنسى :خالص جلبي
» قوانين التغيير الاجتماعية/خالص جلبي
» عصر الجراثيم والفيروسات القاتلة/خالص جلبي
» ليس من سبيل إلى الصحة إلا بالصوم :خالص جلبي
» ملف :التنوع الثقافي، «تمغريبيت» وآفاق دسترة الأمازيغية
» قوانين التغيير الاجتماعية/خالص جلبي
» عصر الجراثيم والفيروسات القاتلة/خالص جلبي
» ليس من سبيل إلى الصحة إلا بالصوم :خالص جلبي
» ملف :التنوع الثقافي، «تمغريبيت» وآفاق دسترة الأمازيغية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى