صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إلى الذين سيولدون بعدنا - شعر: بيرتولد بريشت

اذهب الى الأسفل

إلى الذين سيولدون بعدنا  - شعر: بيرتولد بريشت Empty إلى الذين سيولدون بعدنا - شعر: بيرتولد بريشت

مُساهمة من طرف عبدالله الثلاثاء 26 يونيو 2018 - 18:09

إلى الذين سيولدون بعدنا  - شعر: بيرتولد بريشت 36048210


إلى الذين سيولدون بعدنا
--------------------------------------------
-شعر: بيرتولد بريشت
ترجمها ( عن الفرنسية) : عبدالقادر وساط
--------------------------------------------

1-
حقّاً، إني أعيش في زمن أسود !
الكلمة البريئة ماعاد لها من معنى.
وإذا رأيتَ جبهة خالية من التجاعيد
فاعلم أن صاحبها غيرُ مكترث لشيء.

والذي مازال قادرا على الضحك
لم يسمع بَعْدُ
بالنبأ الرهيب.

ياله من زمن!
إذا تحدثتَ فيه عن الأشجار فقد ارتكبتَ جريمة
لأن حديثك عن الأشجار
يعني أنك تسكت عن الكثير من الفظاعات.

وذلك الذي يعبر الطريق من هناك في منتهى الهدوء،
لا شك أن أصدقاءه الذين نزلت بهم البلوى
لم يستطيعوا الالتحاق به.

صحيح أني لا أزال أكسب قُوتي.
لكن صدقوني: ذلك محضُ صدفة.
إذْ لا شيء مما أقوم به يبرر أنْ آكلَ حتى الشبع.

الصدفة وحدها جعلتني أبقى حيّاً
(ولو تنكر لي الحظ
لكنتُ في عداد الموتى.)

يقولون لي: يا أنتَ، كلْ واشربْ، وكن مغتبطا لأن لديك أكلا وشراباً.
لكن كيف يكون بوسعي أن أفعل ذلك
وأنا آكل لقمة الجائع
وأشرب كأس الظمآن؟
ورغم كل شيء فهاأنذا آكل وأشرب.

لشدّ ما تمنيتُ أن أكون حكيماً
ففي الكتب القديمة يفسرون من هو الحكيم:
هو الذي يبقى خارج المعارك الدائرة في العالم
ويقضي مالديه من وقت قليل دون مخاوف
هو الذي يستطيع أن يتجنب العنف.
ويجزي على الشر بالخير
هو الذي لا يحقق رغباته وإنما يعمل على نسيانها.
هذه هي الحكمة في زعمهم.
أما أنا
فلا أستطيع القيام بهذه الأمور.

حقا، إني أعيش في زمن أسود!
2-
جئتُ إلى المدن في زمن الفوضى
حين كان الجوع في كل مكان
جئت في زمن تمردَ فيه الناس
وتمردتُ مع المتمردين.

هكذا انصرمَ الوقتُ المخصصُ لي
على هذه الأرض.

تناولتُ طعامي خلال اللحظات الفاصلة بين معركتين
وتمددتُ بين القتَلة لأنام
وعنيتُ قليلا بالحب، لكن دون اهتمام حقيقي
وتأملت الطبيعة، لكن دون أن أتحلى بالصبر اللازم.

هكذا انصرمَ الوقتُ المخصصُ لي
على هذه الأرض

في زمني كانت الطرق تفضي إلى المستنقعات
ولم تكن اللغة تسعفني حيال الجلاد
لم أكن أستطيع الكثير.

ومع ذلك، فلو لم أكن هناك لكان الأسياد أكثر ثقة ربما
في قوتهم.
ذلك ما كنت أتمناه على أية حال.

هكذا انصرم الوقتُ المخصصُ لي
على هذه الأرض

كانت القدرات محدودة، والهدف الذي نسعى إليه
كان في البعيد الرحب.

كان ذلك الهدف جليا واضحا للعيان
رغم أني لم أصدق قط أني سأبلغه.

هكذا انصرم الوقتُ المخصصُ لي
على هذه الأرض

3-
أنتم، يامن ستنجون من هذا السيل
الذي أغرقنا نحن
فكروا
إذا ما تحدثتم عن ضعفنا
في الزمن الأسود
الذي جئتم من بعده.

نحن الذين كنا نغير البلدان أكثر مما نغير الأحذية
يائسين كنا ونحن نخوض غمار الصراعات الطبقية
حين كان الظلم في كل مكان
ولم يكن هناك أثر للتمرد

لقد كنا نعرف مع ذلك:
أن كراهية الأشياء الدنيئة
تغير هي أيضا قسمات الإنسان

أن الغضب الذي نشعر به أمام الظلم
يجعل الصوت مبحوحاً. فآهٍ منا
نحن الذين أردنا بناء عالم ودود
فلم نستطع أن نتعامل مع بعضنا بمودة.

وأنتم
حين يتحقق هذا الهدف
حين يصير الإنسان صديقا للإنسان

فكروا فينا عندئذ
واذكرونا
بالكثير من التسامح.
عبدالله
عبدالله

ذكر عدد الرسائل : 1759
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 26/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى