صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين Echo de Zouakine
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا ...اذا لم تكن قد تسجلت بعد نتشرف بدعوتك للتسجيل في المنتدى.
صدى الزواقين Echo de Zouakine
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رحلة عبداللطيف البغدادي

اذهب الى الأسفل

رحلة عبداللطيف البغدادي Empty رحلة عبداللطيف البغدادي

مُساهمة من طرف said الثلاثاء 5 أغسطس 2008 - 0:13

رحلة عبد اللطيف البغدادي إلى مصر : فيما تختص به من الحيوان
كتاب عبد اللطيف البغدادي في مصر يدخل ضمن أدب الرحلة، وهو كتاب ألفه
صاحبه حوالي سنة 1200 ميلادية، حيث عاصر زمن صلاح الدين الأيوبي والحروب
الصليبية، في طبعته التي نشرتها مطبعة المجلة الجديدة ومجلة المصري، وهي
بدون تاريخ، كتب سلامة موسى تقديماً عنونه بكلمة المحرر، نكتفي به هنا
لتقديم هذا الكتاب الذي ننشر أهم ما جاء فيه: شرنا هذا الكتاب لجملة
أسباب• منها أنه يصف حالة مصر في عصر صلاح الدين (الذي مات سنة 1193) وهو
العصر الذي نهضت فيه الأمة عقب خمول الدولة الفاطمية وانقراضها• ومنها
أننا أردنا أن نضيف إلى المؤلفات التي نهديها إلى المشتركين بالمجلة
الجديدة مؤلفا قديما يصل بين الثقافتين القديمة والحديثة• وأسلوب عبد
اللطيف من أرق الأساليب وله أفكار عصرية غريبة ورغبة في الدقة ونزوع إلى
التحقيق العلمي مع نقائص قد يعذر عليها للزمن الذي عاش فيه• ورجل عاش في
عصر صلاح الدين والحروب الصليبية ورأى موسى ابن ميمون وعاصر السهروردي
وتنقل بين بغداد والموصل ودمشق والقاهرة، جدير أن يعرفه القارىء العربي•
ولم نسم هذا الكتاب باسمه الأصلي الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة
والحوادث المعاينة بأرض مصر، وإنما اكتفينا بعنوان: عبد اللطيف البغدادي
في مصر• وقد وضع هذا الكتاب حوالي سنة 1200 للميلاد، وهو يمثل لنا مصر في
القرون الوسطى• من ذلك حضانة الفراريج بالزبل، فإنه قلما ترى بمصر فراريج
عن حضان الدجاجة وربما لم يفرقوه أيضا، وإنما ذلك عندهم صناعة ومعيشة يتجر
فيها ويكتسب منها وتجد في كل بلد من بلادهم مواضع عدة تعمل ذلك• ويسمى
الموضع معمل الفروج وهذا المعمل ساحة كبيرة يتخذ فيها من البيوت التي يأتي
ذكرها ما بين عشرة أبيات إلى عشرين بيتا، في كل بيت ألفا بيضة ويسمى بيت
الترقيد• وصفته أن يتخذ بيت مربع طوله ثمانية أشبار في عرض ستة في ارتفاع
أربعة ويجعل له باب في عرضه سعته شبران وعقد في مثلثه وتجعل فوق الباب
طاقة مستديرة قطرها شبر ثم تسقف بأربع خشبات وفوقها سدة قصب يعني نسيجاً
منه وفوقه ساسي وهو مشاقة الكتان وحطبه• ومن فوق ذلك، الطين ثم يرصص
بالطوب ويطين سائر البيت ظاهره وباطنه وأعلاه وأسفله حتى لا يخرج منه بخار
وينبغي أن تتخذ في وسط السقف شباكا سعته شبر في شبر، فهذا السقف يحكي صدر
الدجاجة• ثم تتخذ حوضين من الطين المخمر بساس طول الحوض ستة أشبار وعرضه
شبر ونصف وسمكه عقدة أصبع وحيطانه نحو أربعة أصابع• ويكون هذا الحوض لوحا
واحدا تبسطه على أرض معتدلة• وهذا الحوض يسمى الطاجن• فإذا جف الطاجنان
ركبتهما على طرف السقف أحدهما على وجه الباب والآخر قباله على الطرف الآخر
تركيبا محكما وأخذت وصولهما بالطين أخذ! متفقا وينبغي أن يكون قعود
الطاجنين على خشب السقف بحيث يماسانه• وهذا الطاجنان تحاكى بهما جناحا
الدجاجة ثم يفرش البيت بقفة تبن ويمهد ويفرش فوقه ضب أو ديس يعني حصيرا
برديا على مقداره سواء، ثم يرصف فوقه البيض رصفا حسنا بحيث يتماس ولا
يتراكب لتتواصل الحرارة فيه ومقدار ما يسع هذا البيت، المفروض ألفا بيضة
وهذا الفعل يسمى الترقيد ضقة الحضانة تبتدىء وتسد الباب بأن ترسل عليه
لبدا مهندما ثم تسد الطاقة بساسي والشباك أيضاً بساسي وفوقه زبل حتى لا
يبقى في البيت منفس للبخار• وتلقى في الطاجنين من زبل البقر اليابس قفتين،
وذلك ثلاث ويبات وتوقد فيه نار سراج من جميع جهاته وتهمله ريثما يرجع
رمادا وأنت تتفقد البيض ساعة بعد أخرى بأن تضعه على عينك، وتعتبر حرارته
وهذا الفعل يسمى الزواق، فإن وجدته يلذع العين قلبته ثلاث تقليبات في ثلاث
دفعات تجعل أسفله أعلاه وأعلاه أسفله• وهذا يحاكي تقليب الدجاجة للبيضة
بمنقارها وتفقدها إياها بعينها وهذا يسمى السماع الأول، فإذا صار الزبل
رماداً أزلته وتركته بلا نار إلى نصف النهار إن كان ترقيده بكرة•وإن كان
ترقيده من أول الليل حرسته الى أن تحمى وتسمع النار كالسياقة المتقدمة ثم
تخلى الطاجنين من النار إلى بكرة ثم تجعل في الطاجن الذي على باب البيت من
الزبل ثلاثة أقدام وفي الطاجن الذي على صدر البيت قدحين ونصفا ومد الزبل
بمرود غليظ وأطرح في كل منهما النار في موضعين منه، وكلما خرجت من البيت
بعد تفقده فارخ الستر، وإياك وأن تغفل عنه لئلا يخرج البخار ويدخل الهواء،
فيفسد العمل، وإذا كان وقت العشاء وصار الزبل رمادا ونزل الدفء إلى البيض
أسفل البيت فغير الرماد من الطاجن بزبل جديد مثل الأول، وأنت كل وقت تلمس
البيض وتزوقه بعينك، فإن وجدت حرارته زائدة عن الاعتدال تلذع العين فاجعل
مكان الثلاثة الأكيال الطاجن الباب كيلين وربعا وفي طاجن الصدر كيلين فقط
ولاتزال تواصل تغيير الرماد وتجديد الزبل والإيقاد حتى لا ينقطع الدفء مدة
عشرة أيام بمقدار ما تكمل الشخوص بمشيئة الله وقدرته، وذلك نصف عمر
الحيوان، ثم تدخل البيت بالسراح• وترفع البيض واحدة واحدة وتقيمها بينك
وبين السراج، فالتي تراها سوداء ففيها الفرخ، والتي تراها شبه شراب أصفر
في زجاج لا عكر فيه، فهي لاح بلا بذر وتسمى الأرملة فاخرجها فلا منعة
فيها، ثم عدل البيض في البيت بعد تنقيته وأخرج اللاح عنه وهذا الفعل يسمى
التلويح• ثم تصبح بعد التلويح تنقص الزبل من العيار الأول ملء كفك من كل
حوض بكرة ومثله عشية حتى ينصرم اليوم الرابع عشر ولم يبق من الزبل شيء،
فحينئذ يكمل الحيوان ويشعرن ويتفتح، فاقطع إذ النار عنه فإن وجدت زائد
الحرارة يحرق العين، فافتح الطاقة التي على وجه الباب وابقها كذلك يومين
ثم ذقه على عينك فإن وجدت غالب الحرارة، فافتح نصف الشباك وأنت مع ذلك
تقلبه وتخرج البيض الذي في الصدر إلى جهة الباب والبيض الذي في جهة الباب
ترده الى الصدر حتى يحمى البارد الذي كان في جهة الباب ويستريخ الحار الذي
في الصدر يشم الهواء، فيصير في طريقة الاعتدال ساعة يحمى وساعة يبرد،
فيعتدل مزاجه وهذا الفعل يسمى الحضانة كما يفعل الطير سواء، وتستمر على
هذا التدبير دفعتين في النهار ودفعة في الليل إلى تمام تسعة عشر أيضا، فإن
الحيوان ينطق في البيض بقدرة الله تعالى، وفي يوم العشرين يطرح بعضه ويكسر
القشر ويخرج، وهذا يسمى التطريح وعند تمام اثنين وعشرين يوما يخرج جميعه،
وأحمد الأوقات لعمله أمشير وبرمهات وبرمودة، وذلك في شباك وأذار ونيسان،
لأن البيض في هذه المدة يكون غزير الماء كثير البذرة صحيح المزاج والزمان
معتدل صالح للنشأة والتكوين وينبغي أن يكون البيض طريا وفي هذه الأشهر
يكثر البيض أيضا• ومن ذلك الحمر، والحمير بمصر فارهة جداً، وتركب بالسروج
وتجري مع الخيل والبغال النفيسة ولعلها تسبقها، وهي مع ذلك كثيرة العدد
ومنها ما هو غال بحيث إذ ركب بسرج اختلط مع البغلات، يركبه رؤساء اليهود
والنصارى ويبلغ ثمن الواحد منها عشرين ديناراً إلى أربعين• وأما بقرهم
فعظيمة الخلق حسنة الصور، ومنها صنف هو أحسنها وأغلالها قيمة يسمى البقر
الخيسية وهي ذوات قرون كأنها القسى غزيرات اللبن•

2007/12/10







الإتحاد الإشتراكي
said
said
مشرف (ة)
مشرف (ة)

ذكر عدد الرسائل : 4523
العمر : 60
Emploi : موظف
تاريخ التسجيل : 01/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى