عمر بن الخطاب
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عمر بن الخطاب
أمانة المسئولية أمر عظيم لا يقدره إلا المتقون الذين يدركون أن الحياة
عمرها قصير. وأن إدارة الأعباء المكلف بها أي إنسان تتطلب أن يكون الضمير
يقظاً. بحيث يشعر صاحبه بتحمل شئون هذه المسئولية بكل الصدق والاخلاص. وقد
تجسدت هذه المعاني كاملة في حق كثير من أصحاب سيدنا رسول الله محمد بن
عبدالله صلي الله عليه وسلم فقد كانوا نجوماً نيرة.
تحملوا المسئولية وصانوا الأمانة وفتح الله علي أيديهم الأمصار
وكانوا مضرب الأمثال في التواضع والحكمة ونبل التصرف. وعمر بن الخطاب في
مقدمة هؤلاء الرجال الذين ضربوا أروع الأمثلة في إدارة شئون الدولة وكان
قدوة لكل مسئول يقدر الأمور حق قدرها.
كان عمر شديد المراقبة لنفسه وأهل بيته. حازماً في كل الأمور. حتي
زوجته. لم يرق قلبه. ولم يفكر ولو للحظة واحدة في أن يستجيب لرغبات رفيقة
عمره وأم أبنائه. والقصة التي يعرفها القاصي والداني لكن الجميع يعبرها
دون اكتراث أو تقدير لمدي أهميتها. زوجة عمر اشتاقت نفسها لتناول بعض قطع
من الحلوي فترددت مرات متعاقبة في أن تعرض رغبتها علي عمر. لأنها تدرك مدي
حزمه وشدته وخوفه من الله في إدارة دفة الحكم. لكن أمام الرغبة والشهوة
البشرية دفعتها للتغلب علي هذه المشاعر فقالت: يا عمر؟
- نعم.. ماذا تريدين؟
- أريد حلوي لأن نفسي تشتهيها.
- من أين أحضر لك ثمن الحلوي؟
- من أموالك.
- ليس لي مال ولا أستطيع تدبير بعض الأموال لهذا الغرض؟
- سكتت الزوجة الصالحة وكتمت في نفسها واستكانت تقديرا للزوج الصالح ولأنها وفية له لا تريد أن تغضيه.
- بعد فترة وجيزة ادخرت الزوجة بعض المال من نصيبها الذي فرضته لها
الدولة ثم انتحت بزوجها وقالت له: هذا المبلغ ادخرته من نصيبي. خذه
واشترلي حلوي. انتفض عمر وقال لها: أبداً.. طالما أنك استطعت اقتطاع هذا
المبلغ من نصيبك فلا أن يقتطع من راتبك الشهري. ولابد أن يرد لبيت المال
فورا. إنه العدل والشفافية من مسئول يتق الله ويخشي رب العالمين حق خشيته.
تصرفات عمر بن الخطاب نبع يغترف منه كل مسئول في كل الدرجات وعلي
جميع المستويات ابتداء من الصغير حتي أكبر مسئول. ها هو عمر بن الخطاب
يصعد المنبر وفي خاطره غضب وتساؤلات حول أولياء الأمور الذين يغالون في
مهور بناتهم. وفي انفعال طالب هؤلاء الأولياء بعدم تقاضي أي مبالغ أكثر من
التي حددها في كلمته من فوق المنبر. وهذه المبالغ قدرت كما جاء في كتب
السيرة لا تزيد عن أربعين أوقية سواء من الذهب أو الفضة حسب الفتاة
ومثيلاتها وأقرانها من بنات جيلها. وقال عمر: من زاد علي هذه القيمة سوف
أحصل عليها وأضعها في بيت المال.
في التو واللحظة وقفت امرأة عجوز وفي داخل المسجد وقفت معترضة علي ما جاء في كلام عمر من تحديد للمهور!
- سألها عمر قائلا: لم يا أختاه؟
- كيف تفعل ذلك وقد قال الله تعالي في سورة النساء: "وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً".
- من فوق المنبر استجاب أبوحفص عمرو أعلن أمام الملأ قائلا: اصابت امرأة وأخطأ عمر.
أمير المؤمنين. لم يتردد في قبول النصيحة التي تضمنت ضرورة تنفيذ أمر
الله. وقد كان الحاكم والمحكوم علي مستوي المسئولية. المرأة خافت علي عمر
وخشيت. أن يصيبه غرور السلطة فيتجاهل أمر الله تعالي. والحاكم حينما ذكرته
السيدة بهذا الأمر أذعن وشكر لها هذا الصنيع ولم يغضب ولم يثر. وإنما
تراجع فورا عن رأيه. إنها أمانة المسئولية التي تحملها السلف الصالح فمن
يباري أبا حفص وسيرته ومن يحاول للفاروق تشبيها.
عمرها قصير. وأن إدارة الأعباء المكلف بها أي إنسان تتطلب أن يكون الضمير
يقظاً. بحيث يشعر صاحبه بتحمل شئون هذه المسئولية بكل الصدق والاخلاص. وقد
تجسدت هذه المعاني كاملة في حق كثير من أصحاب سيدنا رسول الله محمد بن
عبدالله صلي الله عليه وسلم فقد كانوا نجوماً نيرة.
تحملوا المسئولية وصانوا الأمانة وفتح الله علي أيديهم الأمصار
وكانوا مضرب الأمثال في التواضع والحكمة ونبل التصرف. وعمر بن الخطاب في
مقدمة هؤلاء الرجال الذين ضربوا أروع الأمثلة في إدارة شئون الدولة وكان
قدوة لكل مسئول يقدر الأمور حق قدرها.
كان عمر شديد المراقبة لنفسه وأهل بيته. حازماً في كل الأمور. حتي
زوجته. لم يرق قلبه. ولم يفكر ولو للحظة واحدة في أن يستجيب لرغبات رفيقة
عمره وأم أبنائه. والقصة التي يعرفها القاصي والداني لكن الجميع يعبرها
دون اكتراث أو تقدير لمدي أهميتها. زوجة عمر اشتاقت نفسها لتناول بعض قطع
من الحلوي فترددت مرات متعاقبة في أن تعرض رغبتها علي عمر. لأنها تدرك مدي
حزمه وشدته وخوفه من الله في إدارة دفة الحكم. لكن أمام الرغبة والشهوة
البشرية دفعتها للتغلب علي هذه المشاعر فقالت: يا عمر؟
- نعم.. ماذا تريدين؟
- أريد حلوي لأن نفسي تشتهيها.
- من أين أحضر لك ثمن الحلوي؟
- من أموالك.
- ليس لي مال ولا أستطيع تدبير بعض الأموال لهذا الغرض؟
- سكتت الزوجة الصالحة وكتمت في نفسها واستكانت تقديرا للزوج الصالح ولأنها وفية له لا تريد أن تغضيه.
- بعد فترة وجيزة ادخرت الزوجة بعض المال من نصيبها الذي فرضته لها
الدولة ثم انتحت بزوجها وقالت له: هذا المبلغ ادخرته من نصيبي. خذه
واشترلي حلوي. انتفض عمر وقال لها: أبداً.. طالما أنك استطعت اقتطاع هذا
المبلغ من نصيبك فلا أن يقتطع من راتبك الشهري. ولابد أن يرد لبيت المال
فورا. إنه العدل والشفافية من مسئول يتق الله ويخشي رب العالمين حق خشيته.
تصرفات عمر بن الخطاب نبع يغترف منه كل مسئول في كل الدرجات وعلي
جميع المستويات ابتداء من الصغير حتي أكبر مسئول. ها هو عمر بن الخطاب
يصعد المنبر وفي خاطره غضب وتساؤلات حول أولياء الأمور الذين يغالون في
مهور بناتهم. وفي انفعال طالب هؤلاء الأولياء بعدم تقاضي أي مبالغ أكثر من
التي حددها في كلمته من فوق المنبر. وهذه المبالغ قدرت كما جاء في كتب
السيرة لا تزيد عن أربعين أوقية سواء من الذهب أو الفضة حسب الفتاة
ومثيلاتها وأقرانها من بنات جيلها. وقال عمر: من زاد علي هذه القيمة سوف
أحصل عليها وأضعها في بيت المال.
في التو واللحظة وقفت امرأة عجوز وفي داخل المسجد وقفت معترضة علي ما جاء في كلام عمر من تحديد للمهور!
- سألها عمر قائلا: لم يا أختاه؟
- كيف تفعل ذلك وقد قال الله تعالي في سورة النساء: "وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً".
- من فوق المنبر استجاب أبوحفص عمرو أعلن أمام الملأ قائلا: اصابت امرأة وأخطأ عمر.
أمير المؤمنين. لم يتردد في قبول النصيحة التي تضمنت ضرورة تنفيذ أمر
الله. وقد كان الحاكم والمحكوم علي مستوي المسئولية. المرأة خافت علي عمر
وخشيت. أن يصيبه غرور السلطة فيتجاهل أمر الله تعالي. والحاكم حينما ذكرته
السيدة بهذا الأمر أذعن وشكر لها هذا الصنيع ولم يغضب ولم يثر. وإنما
تراجع فورا عن رأيه. إنها أمانة المسئولية التي تحملها السلف الصالح فمن
يباري أبا حفص وسيرته ومن يحاول للفاروق تشبيها.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
هل وأد عمر بن الخطاب ابنته؟!
لا تخلو الكتابة عن س.يَر الصحابة والسلف الصالح (رضي الله عنهم) من
صعوبة، فهي تحتاج إلى منهجية علمية واضحة تلتزم الدقة والحيادية، والبحث
المتواصل والاطلاع المستمر والتأنّي، والأهم يجب أن تتميز بالصدق
والموضوعية والبعد عن العواطف والأهواء. أطل علينا د. أحمد الرفاعي
بإصداره الخامس في موضوع سيرة عظماء المسلمين الذي يحمل عنوان «سفير قريش
وعبقري الإسلام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) من إسلامه إلى
استشهاده».
ربما يتساءل القارئ: ما الذي دفع د. أحمد الرفاعي إلى
الاهتمام والتعلق بكتابة سير الصحابة وآل البيت (رضي الله عنهم).. وهو
الحاصل على شهادات علمية متخصصة بعلوم الإدارة؟.. ليعرف القارئ أن د.
الرفاعي نشأ في بيئة إسلامية وأسرة مؤمنة محبة للخير والصلاح وهبت نفسها
لخدمة الإسلام والمسلمين، تنحدر من سلالة آل البيت (رضي الله عنهم)، فكان
تأثيرها الديني واضحاً ومثمراً في حياة د. أحمد الرفاعي.
في مقدمة
الكتاب يخبرنا د. الرفاعي بأنه لم يلتزم الترتيب الزمني في كتابة سيرة
الخلفاء الراشدين. وقد تعمد أن تكون سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
الأخيرة في سلسلة إصداراته عن الخلفاء الراشدين (رضوان الله عليهم
جميعا).. وذلك لأن فترة حكم الفاروق عمر (رضي الله عنه) من أطول الفترات
وأكثرها أحداثا، وتسترعي الوقوف أمامها والاسترسال في بعض أحداثها.
المحتويات
يحتوي
الكتاب على ثمانية فصول تضمنت دراسة وافية كافية ومستفيضة لسيرة الخليفة
الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).. تثري الكتابَ آراء د. أحمد
الرفاعي وآراء بعض المؤرخين الآخرين الذين استشهد د. أحمد بآرائهم السديدة
في بعض الموضوعات المطروحة في الكتاب. يهمني أن يطلع القارئ على نماذج من
تلك الآراء الغنية بالعلم والمعرفة.. وبالتالي سأقتطف من أهم ثمراتها..
وسأنتقي بعض الفقرات المعبرة عن الموضوعات ذات العلاقة.
مقتطفات
من
ألقابه (رضي الله عنه) لقب سفير قريش، فيقول د. الرفاعي: «.. عرفت قريش
فيه كل ما يشرّف القرشي ويجعله في الصدارة من إخوانه، فأحلّته المكانة
التي شرفت باعتقاده إياها. فإلى عمر كانت سفارة قريش في الجاهلية... وأكرم
بالسفارة مكانة في ذاك المقام، وهو دون الثلاثين من عمره».
ومن ألقابه
أيضا لقب «عمر العبقري»، فيقول د. الرفاعي: «الألقاب التي تشرف بها أمير
المؤمنين عمر (رضي الله عنه) لقب العبقري، وهو ما كنّاه به الحبيب المصطفى
محمد (صلى الله عليه وسلم) بقوله: «أرى ابن أبي قحافة ينزع ذَّنوبا أو
ذَّنوبين وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم نزع ابن الخطاب فلم أرَ عبقريا
من الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بطعني»، ويضيف د.الرفاعي «بهذا الحديث
الشريف اود ان ابدي ما قيل عن عبقرية امير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي
الله عنه).. انها عبقرية لا مثيل لها على مدى تاريخ البشرية اجمع..».
اما
رأي الاستاذ عباس محمود العقاد، رحمه الله تعالى، فيقول تأكيدا لرأي
د.الرفاعي عن عبقرية عمر الفريدة من نوعها: «كان طويلا بائن الطول يُرى
ماشيا كأنه راكب، جسيما صلبا يصرع الاقوياء ويروض الفرس بغير ر.كاب،
ويتكلم فيسمع السمع منه وفاق ما رأى من نفاذ قول وفصل خطاب».
كما استشهد د.الرفاعي بآراء اخرى حول شخصية عمر (رضي الله عنه)، منها رأي الاستاد حسن العلوي وغيره.
هل وأد عمر ابنته؟
من
احدى التهم التي حاول اعداء المسلمين تلفيقها لامير المؤمنين عمر بن
الخطاب (رضي الله عنه) انه قد وأد احدى بناته في الجاهلية، ولقد جمع لنا
د.الرفاعي عدة آراء لاساتذة مفكرين ومؤرخين عرب تشكك في صحة هذه التهمة
المنسوبة الى سيدنا عمر (رضي الله عنه).
والرواية المنسوبة تقول «ان عمر اخذ ابنته التي اراد وأدها، فحفر لها حفرة فصارت تنفض التراب عن لحيته فدفنها حية».
من
رأي الاستاذ العقاد نقتطف: «فالوأد لم يكن بالعادة الشائعة بين جميع
القبائل العربية، ولم يشتهر بني عدي خاصة بهذه العادة، ولا اشتهرت بها
اسرة الخطاب التي عاشت منها فيما نعلم فاطمة اخت عمر وحفصة اكبر اولاده،
وهي التي كني ابا حفص باسمها، وقد ولدت حفصة قبل البعثة بخمس سنوات فلم
يئدها، فلماذا وأد الصغرى المزعومة وهي في السن التي تفهم فيها كيف تنفض
التراب عن لحية ابيها؟ لماذا انقطعت اخبار هذه الصغرى المزعومة فلم يذكرها
احد من اخوانها واخواتها ولا احد من عمومتها وخؤولتها؟».
اما رأي
الاستاد حسن العلوي حول هذه التهمة فيقول: «لعلها فرية كبرى اراد بها
اتباعه ومحبوه ان يبرهنوا على ما احدثه فيه الاسلام من انعطاف وما كان هو
عليه في جاهليته من جهل وقسوة، تكون ذروتهما ان يدفن الاب ابنته حية،
وكأنها ظاهرة يومية وعرف لاتحيد عنه»..ويضيف أ.العلوي : «ولماذا لم يئد
ابنته حفصة التي ولدت قبل البعثة النبوية، وهل عرف عن بني عدي انهم يئدون
بناتهم؟ ام ان المعروف والسائد في الروايات ان زعماءهم كانوا على سنة عمرو
بن نفيل؟».
اما رأي الشيخ عبدالرحمن السحيم حول هذه التهمة فهو قوله:
«لم يثبت هذا عن عمر (رضي الله عنه)، والاصل انه لا يثبت مثل ذلك الا
باسناد ثابت، وليس لدينا اسناد ثابت بان عمر (رضي الله عنه) فعل ذلك
فعلاً!..».
اما رأي د.الرفاعي في ذلك يقول: «قبل البدء في شرح وتحليل
هذا الطعن على ابنته، وجب علينا ن نذكر بعض الحقائق التي لا يمكننا
اغفالها، ومنها: لم نجد تلك الرواية في اي من كتب التاريخ والسير سواء في
كتب اهل السنة او كتب اهل الشيعة، ولم يؤكد تلك الرواية احد، حتى ان
العقاد، رحمه الله تعالى، ذكرها وهو مشكك في صحتها»، ويضيف د.الرفاعي: «من
المعروف ان قبيلة قريش، وهي القبيلة المهيمنة على الحرم المكي تتكون من
فروع كثيرة، من اهمها بنو هاشم وبنو امية وبنو مخزوم
وبني عدي وبني تيم
وغيرهم. وهؤلاء يعيشون عيشة أهل الحضر، فهم ليسوا كالبدو الرحل، ولم نسمع
بأن أحدا من قريش كان قد وأد ابنته خوفا عليها من عملية السبي أو
الفقر...»، ويضيف: «وهناك ملاحظة مهمة يجب ان لا نغفلها، وهي كثرة
القصاصين في ذلك الزمان، والذين كانوا يبالغون في رواية الأخبار، وما أكثر
الكذابين منهم حتى أن عمر (رضي الله عنه) ومن بعده الإمام علي بن أبي طالب
(كرم الله وجهه)، كانا يعاقبان أولئك القصاصين، بل إنهما منعاهم من ذلك في
عهديهما... وإن صحت تلك الرواية فهي ليست بطعن في عمر (رضي الله عنه)
وحده، بل إنها طعن بمعظم أهل مكة المكرمة ومن يعيش في حدودها في ذلك الزمن
وفعل ما فعل... وأخيراً فأنا أتفق مع العقاد وغيره من الذين أنكروا هذه
الرواية جملة وتفصيلا».
الاشتراكية الإسلامية
يقول د. الرفاعي في
الفصل الخامس الذي يتحدث فيه عن انجازات عبقري الإسلام أمير المؤمنين عمر
بن الخطاب (رضي الله عنه).. حول عمر والاقتصاد: «... ولقد كان الفاروق يعظ
الأغنياء بقوله: «إذا أعطيتم فأغنوا».. وقوله: «لو استقبلت من أمري ما
استدبرت، لأخذت فضول أموال الأغنياء، فقسمتها على فقراء المهاجرين»... وقد
اعتقد البعض بأن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، كان يحب أن
يطبق الاشتراكية المعروفة في يومنا الحالي، من حيث تطبيق مبدأ التأميم
وتوزيع الثروات بين الناس ليعدل بينهم، كما يظن أصحاب هذه المدرسة، وقد
سماها البعض «الاشتراكية الإسلامية»، ولكن هذا بعيد كل البعد عما كان
يريده عمر (رضي الله عنه) ولو كان هذا صحيحا لطبقه بدلا من القول به.
أما
رأي د. الرفاعي في هذا الخصوص... فيقول: «من الواضح بأن نية الفاروق
وعبقري الإسلام عمر (رضي الله عنه) هي محاولته تعديل سبل المعيشة فقط،
وتوفير الضروريات بين الشعب عامة إن أمكن، خصوصا وقد لاحظ ظهور بوادر
الغنى الفاحش ما بين الصحابة (رضوان الله عليهم أجمعين)، وباقي المسلمين.
ولكن نلاحظ أن عمر (رضي الله عنه) لم يطبقه او يسعى إليه، بل كان يتمنى
ذلك من حيث توزيع فضول أو ما زاد عند الأغنياء على الفقراء، خصوصا أن
العطاء الذي كان يصل للخليفة من خلال الفتوحات العربية الإسلامية، كان
يوزع بتفاوت بين الناس، كل بحسب عطائه للدولة وحاجته.. بالإضافة الى ذلك،
فإن أمير المؤمنين عمر (رضي الله عنه) كان يدرك ويعرف معنى الإسلام
ومبادئه فمن المستحيل ان يساوي بين الناس بالعطاء، ويناقض والعياذ بالله
قول الله تعالى في اكثر من آية في القرآن الكريم ومنها: «وفي السماء رزقكم
وما توعدون».
وهناك الكثير من انجازات سيدنا عمر (رضي الله عنه)،
واهتماماته في تنظيم حياة المسلمين اجتماعيا واقتصاديا وعلميا ودينيا،
تطرق لها د. الرفاعي في كتابه.
رأي
نتمنى أن نكون قد وفقنا بتلك
الفلاشات البسيطة والومضات المختصرة عن محتويات هذا الكتاب القيم الغني
بمعلوماته والثري بدقة آرائه.. بحيث لا يمكن ان نوفيه حقه بهذه الوريقات
القليلة.. لكننا حاولنا أن نبرز بعض الأمور المهمة الواردة بين دفتيه
والتي تشكل أهميته وخصوصيته.
يتميز الكتاب بمنهجية علمية وحيادية
وموضوعية، تؤكد على نزاهة الكاتب وصدقه في طرح الحقائق التي توصل إليها في
بحثه الدؤوب، كما أبدى رأيه حولها بكل أمانة ومصداقية.. وبالتالي توفر
للقارئ والباحث والمتابع نتائج علمية وتاريخية صحيحة ومنطقية.. موثقة
ومحققة.. وهذا ما يميز جميع كتابات د.أحمد الرفاعي السابقة.
لقد أجاد
الكاتب، في البعد الموضوعي لمحتويات الكتاب، كما أجاد في البعد الشكلي
للكتاب فجاء متسلسلا بأحداثه التاريخية، واضحا ومنتظما ومفهوما، مزودا
بالمراجع والمصادر والهوامش التوضيحية، كما أنه ملحق بخرائط وأشكال
توضيحية ملونة تثري الكتاب وتدعمه.
فالكتاب دراسة وافية كافية جدية
تتميز بخاصية الشمولية.. وهو جهد طيب ومبارك أثرى المكتبتين العربية
والكويتية في هذا الجانب المطلوب تحقيقه وإثباته والاكثار من الكتابة
حوله.. ويعتبر مرجعا مهما جديراً بالقراءة والاقتناء، لأنه يستحق الصدارة
مع قائمة الكتب الإسلامية.
منى الشافعي
خديجة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 541
العمر : 49
Localisation : تمارة
Emploi : موظفة قطاع خاص
تاريخ التسجيل : 25/03/2008
من قضاء عمر بن الخطاب
أتت امرأة الي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بزوج لها أشعث أغبر وذي منظر
كريه. فقالت: يا أمير المؤمنين. لا أنا. ولا هذا. خلصني منه! فنظر عمر الي
الرجل فعرف ما كرهت منه. فأشار عمر الي رجل كان بجواره وقال له: أذهب به
فحمه. وقلم أظافره. وخذ من شعره واجعله في أحسن هيئة. فذهب الرجل وفعل به
ذلك. ثم أتي به وقد تحسنت هيئته وجمل منظره. فأشار عمر الي الرجل: أن خذ
بيدها وامض بها. وهي لا تعرفه. فقالت المرأة: يا عبدالله. سبحان الله!!
أبين يدي أمير المؤمنين تفعل هذا؟ فقيل لها: إنه زوجك. فلما عرفت ذهبت معه
الي بيت الزوجية مسرورة به. فقال عمر رضي الله عنه : هكذا فاصنعوا لهن.
فوالله إنهن يحببن ان تتزينوا لهن. كما تحبون ان يتزين لكم.
كريه. فقالت: يا أمير المؤمنين. لا أنا. ولا هذا. خلصني منه! فنظر عمر الي
الرجل فعرف ما كرهت منه. فأشار عمر الي رجل كان بجواره وقال له: أذهب به
فحمه. وقلم أظافره. وخذ من شعره واجعله في أحسن هيئة. فذهب الرجل وفعل به
ذلك. ثم أتي به وقد تحسنت هيئته وجمل منظره. فأشار عمر الي الرجل: أن خذ
بيدها وامض بها. وهي لا تعرفه. فقالت المرأة: يا عبدالله. سبحان الله!!
أبين يدي أمير المؤمنين تفعل هذا؟ فقيل لها: إنه زوجك. فلما عرفت ذهبت معه
الي بيت الزوجية مسرورة به. فقال عمر رضي الله عنه : هكذا فاصنعوا لهن.
فوالله إنهن يحببن ان تتزينوا لهن. كما تحبون ان يتزين لكم.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: عمر بن الخطاب
صحابي جليل. هو أحد العشرة الذين بشرهم
النبي صلي الله عليه وسلم بالجنة. وهو أول من لقب بأمير المؤمنين. وهو أول
من وضع التاريخ الهجري. وهو أول من جهر بكلمة الحق بعد إسلامه د ون أن
يخشي أحدا إلا الله. هذا الصحابي الجليل هو سيدنا عمر بن الخطاب. الذي قال
فيه النبي صلي الله عليه وسلم "لوكان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب" وقال
فيه أيضا. "إن الله جعل الحق علي لسان عمر وقلبه".
ومن مناقب عمر رضي الله عنه تأثره بالقرآن الكريم تأثرا جعله بعد
الاستماع إليه يبادر بالذهاب إلي النبي صلي الله عليه وسلم ليعلن إسلامه.
فقد ذكر المؤرخون أنه دخل علي أخته وزوجها. بعد أن بلغه أنهما دخلا في
الإسلام. وبعد محاورات وصراعات بينه وبينهما. طلب منهما الاطلاع علي
الصحيفة التي كان يقرآن منها القرآن. فلما أطلعاه عليها بعد أن اغتسل. أخذ
يقرأ منها قوله تعالي "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقي إلا تذكرة لمن يخشي
تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلي الرحمن علي العرش استوي له ما في
السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثري وإن تجهر بالقول فإنه
يعلم السر واخفي الله لا إله إلا هو له الاسماء الحسني" سورة طه: 1 .8
وما أن انتهي رضي الله عنه من القراءة. حتي سري نور الإيمان في قلبه.
وتوجه إلي النبي صلي الله عليه وسلم وأعلن إسلامه عن اقتناع تام. وعن
إيمان كامل بصدق النبي صلي الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه.
كذلك من المناقب العظيمة التي كان يتحلي بها عمر بن الخطاب رضي الله
عنه جهره بكلمة الحق. واشتهار ذلك عنه حتي هابه كل من يحاول الوقوع في
الشبهات.
لقد قال للنبي صلي الله عليه وسلم بعد إسلامه. وبعد أن رأي المسلمين
قلة تجتمع مع النبي صلي الله عليه وسلم في دار الأرقم بن أبي الأرقم. دون
أن تستطيع الجهر بإسلامها. قال يا رسول الله: ألسنا علي الحق أن عشنا وإن
متنا؟ قال صلي الله عليه وسلم بلي يا عمر إننا علي الحق. فقال له: ففيم
الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن ولتعلنن ديننا علي رؤوس الأشهاد!!
وخرج المسلمون في صفين يقودهم رسول الله صلي الله عليه وسلم وأكرمه
صلي الله عليه وسلم بأن لقبه بالفاروق وعندما أراد الهجرة. طاف بالكعبة.
ثم قال للمشركين إني مهاجر. فمن أراد أن تثكله أمه. أو أن ييتم أولاده
فليخرج ورائي.
ولقد شهد له النبي صلي الله عليه وسلم في أحاديث متعددة. بأن الشيطان
يخاف أن يسلك الطريق الذي يسلكه عمر رضي الله عنه ومن هذه الأحاديث قوله
صلي الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان يا ابن الخطاب سالكا
فجا أي طريقا إلا سلك فجا غير فجك" وقوله صلي الله عليه وسلم "إن الشيطان
ليخاف منك يا عمر" وقوله صلي الله عليه وسلم "إني لأنظر إلي شياطين الإنس
والجن قد فروا من عمر بن الخطاب".
ومن أبرز الفضائل التي اشتهرت عن سيدنا عمر رضي الله عنه تحريه
العدالة في اسمي صورها واشملها ورجوعه إلي الحق حتي ولو كان علي نفسه أو
علي أقرب الناس إليه.
لقد استشهد أخوه زيد بن الخطاب في إحدي المعارك وكان عمر رضي الله
عنه يحب أخاه زيدا حبا جما. وجاء إليه في يوم من الأيام أبومريم الحنفي.
وكان معروفا بأنه هو الذي قتل زيد بن الخطاب. ورآه عمر رضي الله عنه فقال
له: "أأنت قاتل زيد بن الخطاب. والله لا أحبك حتي تحب الأرض الدم".
فقال له أبومريم: تمنعني لذلك شيئا من حقي. فقال له لا واستغفر الله
أن الله تعالي يقول: "ولا يجرمنكم شنان قوم علي ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب
للتقوي" سورة المائدة: آية .8
فقال له أبومريم: الذي يهمني أن تعطيني حقي.
ومن أخص الخصائص التي كان يتميز بها سيدنا عمر رضي الله عنه قوة
فراسته. ونفاذ بصيرته. وسداد فكره. وحكمه علي الأشياء قبل حدوثها حكما
سليما. فينزل القرآن مؤيدا لحكمه ولرأيه وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: "لقد كان قبلكم رجال
محدثون أي: ملهمون فإن يكن في أمتي منهم أحد. فإن عمر بن الخطاب منهم".
لقد نزل القرآن مؤيدا لرأيه في شأن الأسري من المشركين في غزوة بدر.
فقد استشار النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه في شأنهم. فأشار أبوبكر بأخذ
الفدية منهم وأشار عمر بغير ذلك ونزل القرآن مؤيدا لرأي عمر في قوله تعالي
"ما كان لنبي أن يكون له أسري حتي يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله
يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب
عظيم" "سورة الانفال: آية 67. 68".
ونزل القرآن مؤيدا لرأي عمر في شأن الصلاة علي المنافقين. فعندما وقف
صلي الله عليه وسلم ليؤدي صلاة الجنازة علي عبدالله بن أبي بن سلول زعيم
المنافقين قام عمر رضي الله عنه إلي جانبه وجعل يقول له: يا رسول الله
أتصلي علي هذا المنافق؟ أليس هوالذي قال كذا وكذا. وأخذ يعدد مساوئه.
ورذائله. والرسول صلي الله عليه وسلم يبتسم! فلما أطال عمر مقالته قال له:
تنح عني يا ابن الخطاب. إن الله قد خيرني فاخترت فقال: "استغفر لهم أو لا
تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم". ولو أعلم أني لو
استغفرت لهم أكثر من ذلك لفعلت وبعد وقت يسير نزل قوله تعالي "ولا تصل علي
أحد منهم مات أبدا ولا تقم علي قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم
فاسقون" "سورة التوبة: آية 84".
د. محمد سيد طنطاوي
النبي صلي الله عليه وسلم بالجنة. وهو أول من لقب بأمير المؤمنين. وهو أول
من وضع التاريخ الهجري. وهو أول من جهر بكلمة الحق بعد إسلامه د ون أن
يخشي أحدا إلا الله. هذا الصحابي الجليل هو سيدنا عمر بن الخطاب. الذي قال
فيه النبي صلي الله عليه وسلم "لوكان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب" وقال
فيه أيضا. "إن الله جعل الحق علي لسان عمر وقلبه".
ومن مناقب عمر رضي الله عنه تأثره بالقرآن الكريم تأثرا جعله بعد
الاستماع إليه يبادر بالذهاب إلي النبي صلي الله عليه وسلم ليعلن إسلامه.
فقد ذكر المؤرخون أنه دخل علي أخته وزوجها. بعد أن بلغه أنهما دخلا في
الإسلام. وبعد محاورات وصراعات بينه وبينهما. طلب منهما الاطلاع علي
الصحيفة التي كان يقرآن منها القرآن. فلما أطلعاه عليها بعد أن اغتسل. أخذ
يقرأ منها قوله تعالي "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقي إلا تذكرة لمن يخشي
تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلي الرحمن علي العرش استوي له ما في
السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثري وإن تجهر بالقول فإنه
يعلم السر واخفي الله لا إله إلا هو له الاسماء الحسني" سورة طه: 1 .8
وما أن انتهي رضي الله عنه من القراءة. حتي سري نور الإيمان في قلبه.
وتوجه إلي النبي صلي الله عليه وسلم وأعلن إسلامه عن اقتناع تام. وعن
إيمان كامل بصدق النبي صلي الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه.
كذلك من المناقب العظيمة التي كان يتحلي بها عمر بن الخطاب رضي الله
عنه جهره بكلمة الحق. واشتهار ذلك عنه حتي هابه كل من يحاول الوقوع في
الشبهات.
لقد قال للنبي صلي الله عليه وسلم بعد إسلامه. وبعد أن رأي المسلمين
قلة تجتمع مع النبي صلي الله عليه وسلم في دار الأرقم بن أبي الأرقم. دون
أن تستطيع الجهر بإسلامها. قال يا رسول الله: ألسنا علي الحق أن عشنا وإن
متنا؟ قال صلي الله عليه وسلم بلي يا عمر إننا علي الحق. فقال له: ففيم
الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن ولتعلنن ديننا علي رؤوس الأشهاد!!
وخرج المسلمون في صفين يقودهم رسول الله صلي الله عليه وسلم وأكرمه
صلي الله عليه وسلم بأن لقبه بالفاروق وعندما أراد الهجرة. طاف بالكعبة.
ثم قال للمشركين إني مهاجر. فمن أراد أن تثكله أمه. أو أن ييتم أولاده
فليخرج ورائي.
ولقد شهد له النبي صلي الله عليه وسلم في أحاديث متعددة. بأن الشيطان
يخاف أن يسلك الطريق الذي يسلكه عمر رضي الله عنه ومن هذه الأحاديث قوله
صلي الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان يا ابن الخطاب سالكا
فجا أي طريقا إلا سلك فجا غير فجك" وقوله صلي الله عليه وسلم "إن الشيطان
ليخاف منك يا عمر" وقوله صلي الله عليه وسلم "إني لأنظر إلي شياطين الإنس
والجن قد فروا من عمر بن الخطاب".
ومن أبرز الفضائل التي اشتهرت عن سيدنا عمر رضي الله عنه تحريه
العدالة في اسمي صورها واشملها ورجوعه إلي الحق حتي ولو كان علي نفسه أو
علي أقرب الناس إليه.
لقد استشهد أخوه زيد بن الخطاب في إحدي المعارك وكان عمر رضي الله
عنه يحب أخاه زيدا حبا جما. وجاء إليه في يوم من الأيام أبومريم الحنفي.
وكان معروفا بأنه هو الذي قتل زيد بن الخطاب. ورآه عمر رضي الله عنه فقال
له: "أأنت قاتل زيد بن الخطاب. والله لا أحبك حتي تحب الأرض الدم".
فقال له أبومريم: تمنعني لذلك شيئا من حقي. فقال له لا واستغفر الله
أن الله تعالي يقول: "ولا يجرمنكم شنان قوم علي ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب
للتقوي" سورة المائدة: آية .8
فقال له أبومريم: الذي يهمني أن تعطيني حقي.
ومن أخص الخصائص التي كان يتميز بها سيدنا عمر رضي الله عنه قوة
فراسته. ونفاذ بصيرته. وسداد فكره. وحكمه علي الأشياء قبل حدوثها حكما
سليما. فينزل القرآن مؤيدا لحكمه ولرأيه وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: "لقد كان قبلكم رجال
محدثون أي: ملهمون فإن يكن في أمتي منهم أحد. فإن عمر بن الخطاب منهم".
لقد نزل القرآن مؤيدا لرأيه في شأن الأسري من المشركين في غزوة بدر.
فقد استشار النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه في شأنهم. فأشار أبوبكر بأخذ
الفدية منهم وأشار عمر بغير ذلك ونزل القرآن مؤيدا لرأي عمر في قوله تعالي
"ما كان لنبي أن يكون له أسري حتي يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله
يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب
عظيم" "سورة الانفال: آية 67. 68".
ونزل القرآن مؤيدا لرأي عمر في شأن الصلاة علي المنافقين. فعندما وقف
صلي الله عليه وسلم ليؤدي صلاة الجنازة علي عبدالله بن أبي بن سلول زعيم
المنافقين قام عمر رضي الله عنه إلي جانبه وجعل يقول له: يا رسول الله
أتصلي علي هذا المنافق؟ أليس هوالذي قال كذا وكذا. وأخذ يعدد مساوئه.
ورذائله. والرسول صلي الله عليه وسلم يبتسم! فلما أطال عمر مقالته قال له:
تنح عني يا ابن الخطاب. إن الله قد خيرني فاخترت فقال: "استغفر لهم أو لا
تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم". ولو أعلم أني لو
استغفرت لهم أكثر من ذلك لفعلت وبعد وقت يسير نزل قوله تعالي "ولا تصل علي
أحد منهم مات أبدا ولا تقم علي قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم
فاسقون" "سورة التوبة: آية 84".
د. محمد سيد طنطاوي
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
مواضيع مماثلة
» الخطاب الملكي
» العشرة المبشرون بالجنة:
» حفصة بنت عمر بن الخطاب
» مقالات لد. عبد الرحمان غانمي
» الدستور في الخطاب الملكي
» العشرة المبشرون بالجنة:
» حفصة بنت عمر بن الخطاب
» مقالات لد. عبد الرحمان غانمي
» الدستور في الخطاب الملكي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى