حفصة بنت عمر بن الخطاب
صفحة 1 من اصل 1
حفصة بنت عمر بن الخطاب
سوف يظل أسم أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يذكر
ويتردد كلما ورد اي حديث عن جمع القرآن الكريم وتدوينه ومراحل هذا الجمع.
لاسيما أن والدها هو الذي أشار علي أبي بكر الصديق بجمع القرآن عندما
اكتشف عقب حروب الردة ومصرع مسيلمه الكذاب ان عدداً كبيراً من اصحاب سيدنا
محمد صلي الله عليه وسلم قد استشهد ومعظمهم من حملة وقراء القرآن ا لكريم
وقد استجاب الصديق علي الفور.
عندما تم تكليف زيد بن ثابت بجمع القرآن كانت السيدة حفصة تتابع
الموقف عن كثب فهي القريبة من والدها. وقد انتهي من جمع كتاب الله في قطع
من "الادم. وكسر الاكتاف والعسب" وكلها ادوات جافة ومسطحة تسمح بالكتابة
وكلها معروفة لابناء الجزيرة العربية بهذه الاسماء. وقد ظل كتاب الله
محفوظا في هذه القطع بينما كانت صدور اصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم
تشتمل علي سور القرآن كاملة. وكان يراجع بعضهم البعض لاسترجاع اي شيء يكون
قد فاته أو نسيه بتعاقب الايام. وام المؤمنين حفصة هي الاخري كانت تحفظ
ايات القرآن الكريم ولا يغيب عن خاطرها في أية لحظة من اللحظات متابعة
مجريات الامور بالنسبة لحفظ كتاب رب العالمين فهو الدستور ومنبع التشريعات
التي يجري بها تنظيم شئون الامة. بالاضافة إلي التعبد بآياته فلكل حرف
منها ثواب من الله.
وعقب الانتهاء من المهمة قام أبوبكر الصديق رضي الله عنه بتسليم ما
جمعه زيد بن ثابت إلي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقام بصيانتها
والمحافظة عليها ولم يكتف بذلك وانما قام بجمع هذه السور بآياتها في صحيفة
واحدة وذلك علي أوراق من نوع واحد. ثم أودعها لدي أم المؤمنين حفصة فهي
الأولي برعايتها والحفاظ عليها. وقد كانت حفصة علي مستوي المسئولية حيث
نهضت بهذه المهمة بأعلي كفاءة ومقدرة. وعندما استشهد والدها عمر بن الخطاب
ترك لها هذه الامانة لكي تظل محفوظة لديها وكلفها بحمايتها وعدم العبث بها
والحفاظ عليها من الضياع او التعرض للتلف بأي شكل من الاشكال. فكانت محل
عنايتها واتخذت كافة الوسائل للحفاظ عليها.
بعد وفاة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ظلت حفصة محتفظة بالقرآن
الكريم في نسخته التي تسلمتها من والدها. ومضت الايام سريعاً حيث تولي
شئون الامة ذو النورين عثمان بن عفان وكانت ممالك الأمة الاسلامية قد
اتسعت وانتشر بالتالي اصحاب سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في سائر
الاقطار والامصار وكلهم حفظة لكتاب الله. يتلونه أناء الليل وأطراف النهار
ويطبقون احكامه في تسيير أمور الدولة بلا استثناء فهو الاساس في إدارة دفة
الحكم.
ظلت الأمور تجري والكل في موقعة يتلو أيات الله ويطبق مبادئها بكل
أمانة في خلافة سيدنا عثمان بن عفان حيث كان أهل الشام يقرأون القرآ علي
طريقة "أبُي بن كعب" والكوفة عن طريقة عبدالله بن مسعود والبصرة عن
أبوموسي الاشعري وكان كل واحد منهم يقرأ كما كان يسمع من رسول الله صلي
الله عليه وسلم ولكل طريقته حيث إنهم لم يعرفوا "العرضه" الاخيرة لكتاب
الله التي تم عرضها علي رسول الله قبل انتقاله للرفيق الاعلي.
استمر الحال علي هذا المنوال إلي أن فوجئ أمير المؤمنين عثمان بن
عفان بوصول حذيفة بن اليمان إلي المدينة المنورة وتوجه فوراً إلي منزل
أمير المؤمنين قبل ان ينزل إلي داره فسأله عثمان قائلاً: مالك مهموم كما
يبدو من مظهرك؟ فقال يا أمير المؤمنين انني خرجت إلي غزو اذربيجان وأرمنيا
في عام 25 هجرية وهناك اجتمع اهل الشام والعراق فتذاكروا القرآن الكريم
واختلفوا حتي كادت الفتنة تقع بينهم وكنت مشاركا في هذا التجمع. وعندما
شاهدت هذه الصورة من الخلافات انتابني ذعر شديد ثم اضاف مخاطبا أمير
المؤمنين عثمان بن عفان: أدرك الناس؟ فقال عثمان وما ذاك؟ قال: اهل الشام
يقرأون بقراءة أبي بن كعب وفي العراق يقرأون بقراءة ابن مسعود وأبو موسي.
وكل واحد من أتباع هؤلاء مثل قراءة صاحبه وقد ظهر الخلاف واضحاً لدرجة ان
بعضهم يكفر البعض الآخر. انصت أمير المؤمنين عثمان إلي حذيفة ثم أخبره بأن
الامر لم يقتصر علي الصحابة في الامصار المتباعدة وأنما صرنا في المدينة
لدرجة انني قمت فيهم خطيا فقلت: أنكم عندي تختلفون وتلحنون في قراءة
القرآن فمن يأبي عني من أهل الامصار أشد فيه اختلاف وأشد لحنا. فاجتمعوا
يا أصحاب محمد واكتبوا للناس إماما.
علي الفور تحرك عثمان لمواجهة هذا الامرالخطير الذي جاء به حذيفة
وارسل إلي أم المؤمنين حفصة وطلب ان تبعث اليه بالنسخة الموجودة لديها
وسوف يردها اليها ثانية ولكن بعد نسخها حتي يتم توحيد النسخة الخاصة
بالقرآن الكريم وقامت حفصة بارسال النسخة إلي أمير المؤمنين عثمان بن
عفان.
وأصدر عثمان تكليفا إلي زيد بن ثابت لكي يتولي هذه المهمة. قال له
اكتب مصحفا واني سوف ادخل معك رجلاً لبيبا فصيحا فما اجتمعتم عليه فاكتباه
وما اختلفتم فيه فارفعاه إلي. وفي رواية اخري ان عثمان سأل: من اكتب
الناس؟ قالوا كاتب رسول الله صلي الله عليه وسلم زيد بن ثابت. قال فأي
الناس أعرب وفي رواية أفصح. قالوا: سعيد بن العاص. قال فليقل سعيد وليكتب
زيد. يقول زيد: عندما وصلنا إلي قوله تعالي في سورة البقرة فلما بلغنا "ان
آية ملكه أن يأتيكم التابوت" قال زيد: فقلت التابوه. وقال سعيد: التابوت.
فرفعناه إلي عثمان. فكتب "التابوت" وقال لانها من لغة قريش التي نزل
القرآن بلسانها. فتم اثباتها "التابوت" في المصحف.
وبعد ان انتهي الاثنان من هذه المهمة تم توحيد المصحف وفقا للنسخة
التي كانت لدي ام المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي لله عنهما وعن كل
الصحابة الذين ساهموا في الحفاظ علي كتاب الله. ولا يفوتنا ان النسخة
الاصلية عادت إلي أم المؤمنين حفصة فظلت متحفظة بها حتي وافتها المنية
وظلت الامة الاسلامية محتفظة بهذه النسخة التي صانتها ام المؤمنين حفصة
وصدق الله العظيم اذ يقول: انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" سورة
الحجر. رحم اصحاب سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وأجزل العطاء لكل من
ساهم في حفظ القرآن الكريم.
ويتردد كلما ورد اي حديث عن جمع القرآن الكريم وتدوينه ومراحل هذا الجمع.
لاسيما أن والدها هو الذي أشار علي أبي بكر الصديق بجمع القرآن عندما
اكتشف عقب حروب الردة ومصرع مسيلمه الكذاب ان عدداً كبيراً من اصحاب سيدنا
محمد صلي الله عليه وسلم قد استشهد ومعظمهم من حملة وقراء القرآن ا لكريم
وقد استجاب الصديق علي الفور.
عندما تم تكليف زيد بن ثابت بجمع القرآن كانت السيدة حفصة تتابع
الموقف عن كثب فهي القريبة من والدها. وقد انتهي من جمع كتاب الله في قطع
من "الادم. وكسر الاكتاف والعسب" وكلها ادوات جافة ومسطحة تسمح بالكتابة
وكلها معروفة لابناء الجزيرة العربية بهذه الاسماء. وقد ظل كتاب الله
محفوظا في هذه القطع بينما كانت صدور اصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم
تشتمل علي سور القرآن كاملة. وكان يراجع بعضهم البعض لاسترجاع اي شيء يكون
قد فاته أو نسيه بتعاقب الايام. وام المؤمنين حفصة هي الاخري كانت تحفظ
ايات القرآن الكريم ولا يغيب عن خاطرها في أية لحظة من اللحظات متابعة
مجريات الامور بالنسبة لحفظ كتاب رب العالمين فهو الدستور ومنبع التشريعات
التي يجري بها تنظيم شئون الامة. بالاضافة إلي التعبد بآياته فلكل حرف
منها ثواب من الله.
وعقب الانتهاء من المهمة قام أبوبكر الصديق رضي الله عنه بتسليم ما
جمعه زيد بن ثابت إلي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقام بصيانتها
والمحافظة عليها ولم يكتف بذلك وانما قام بجمع هذه السور بآياتها في صحيفة
واحدة وذلك علي أوراق من نوع واحد. ثم أودعها لدي أم المؤمنين حفصة فهي
الأولي برعايتها والحفاظ عليها. وقد كانت حفصة علي مستوي المسئولية حيث
نهضت بهذه المهمة بأعلي كفاءة ومقدرة. وعندما استشهد والدها عمر بن الخطاب
ترك لها هذه الامانة لكي تظل محفوظة لديها وكلفها بحمايتها وعدم العبث بها
والحفاظ عليها من الضياع او التعرض للتلف بأي شكل من الاشكال. فكانت محل
عنايتها واتخذت كافة الوسائل للحفاظ عليها.
بعد وفاة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ظلت حفصة محتفظة بالقرآن
الكريم في نسخته التي تسلمتها من والدها. ومضت الايام سريعاً حيث تولي
شئون الامة ذو النورين عثمان بن عفان وكانت ممالك الأمة الاسلامية قد
اتسعت وانتشر بالتالي اصحاب سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في سائر
الاقطار والامصار وكلهم حفظة لكتاب الله. يتلونه أناء الليل وأطراف النهار
ويطبقون احكامه في تسيير أمور الدولة بلا استثناء فهو الاساس في إدارة دفة
الحكم.
ظلت الأمور تجري والكل في موقعة يتلو أيات الله ويطبق مبادئها بكل
أمانة في خلافة سيدنا عثمان بن عفان حيث كان أهل الشام يقرأون القرآ علي
طريقة "أبُي بن كعب" والكوفة عن طريقة عبدالله بن مسعود والبصرة عن
أبوموسي الاشعري وكان كل واحد منهم يقرأ كما كان يسمع من رسول الله صلي
الله عليه وسلم ولكل طريقته حيث إنهم لم يعرفوا "العرضه" الاخيرة لكتاب
الله التي تم عرضها علي رسول الله قبل انتقاله للرفيق الاعلي.
استمر الحال علي هذا المنوال إلي أن فوجئ أمير المؤمنين عثمان بن
عفان بوصول حذيفة بن اليمان إلي المدينة المنورة وتوجه فوراً إلي منزل
أمير المؤمنين قبل ان ينزل إلي داره فسأله عثمان قائلاً: مالك مهموم كما
يبدو من مظهرك؟ فقال يا أمير المؤمنين انني خرجت إلي غزو اذربيجان وأرمنيا
في عام 25 هجرية وهناك اجتمع اهل الشام والعراق فتذاكروا القرآن الكريم
واختلفوا حتي كادت الفتنة تقع بينهم وكنت مشاركا في هذا التجمع. وعندما
شاهدت هذه الصورة من الخلافات انتابني ذعر شديد ثم اضاف مخاطبا أمير
المؤمنين عثمان بن عفان: أدرك الناس؟ فقال عثمان وما ذاك؟ قال: اهل الشام
يقرأون بقراءة أبي بن كعب وفي العراق يقرأون بقراءة ابن مسعود وأبو موسي.
وكل واحد من أتباع هؤلاء مثل قراءة صاحبه وقد ظهر الخلاف واضحاً لدرجة ان
بعضهم يكفر البعض الآخر. انصت أمير المؤمنين عثمان إلي حذيفة ثم أخبره بأن
الامر لم يقتصر علي الصحابة في الامصار المتباعدة وأنما صرنا في المدينة
لدرجة انني قمت فيهم خطيا فقلت: أنكم عندي تختلفون وتلحنون في قراءة
القرآن فمن يأبي عني من أهل الامصار أشد فيه اختلاف وأشد لحنا. فاجتمعوا
يا أصحاب محمد واكتبوا للناس إماما.
علي الفور تحرك عثمان لمواجهة هذا الامرالخطير الذي جاء به حذيفة
وارسل إلي أم المؤمنين حفصة وطلب ان تبعث اليه بالنسخة الموجودة لديها
وسوف يردها اليها ثانية ولكن بعد نسخها حتي يتم توحيد النسخة الخاصة
بالقرآن الكريم وقامت حفصة بارسال النسخة إلي أمير المؤمنين عثمان بن
عفان.
وأصدر عثمان تكليفا إلي زيد بن ثابت لكي يتولي هذه المهمة. قال له
اكتب مصحفا واني سوف ادخل معك رجلاً لبيبا فصيحا فما اجتمعتم عليه فاكتباه
وما اختلفتم فيه فارفعاه إلي. وفي رواية اخري ان عثمان سأل: من اكتب
الناس؟ قالوا كاتب رسول الله صلي الله عليه وسلم زيد بن ثابت. قال فأي
الناس أعرب وفي رواية أفصح. قالوا: سعيد بن العاص. قال فليقل سعيد وليكتب
زيد. يقول زيد: عندما وصلنا إلي قوله تعالي في سورة البقرة فلما بلغنا "ان
آية ملكه أن يأتيكم التابوت" قال زيد: فقلت التابوه. وقال سعيد: التابوت.
فرفعناه إلي عثمان. فكتب "التابوت" وقال لانها من لغة قريش التي نزل
القرآن بلسانها. فتم اثباتها "التابوت" في المصحف.
وبعد ان انتهي الاثنان من هذه المهمة تم توحيد المصحف وفقا للنسخة
التي كانت لدي ام المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي لله عنهما وعن كل
الصحابة الذين ساهموا في الحفاظ علي كتاب الله. ولا يفوتنا ان النسخة
الاصلية عادت إلي أم المؤمنين حفصة فظلت متحفظة بها حتي وافتها المنية
وظلت الامة الاسلامية محتفظة بهذه النسخة التي صانتها ام المؤمنين حفصة
وصدق الله العظيم اذ يقول: انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" سورة
الحجر. رحم اصحاب سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وأجزل العطاء لكل من
ساهم في حفظ القرآن الكريم.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
حفصة بنت عمر بن الخطاب
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزي بن رياح بن عبدالله بن قرط
بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب.
أمها هي الصحابية الجليلة زينب بنت مظعون بن وهب بن حبيب بن حذافة بن
جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب.
ولدت أم المؤمنين حفصة قبل البعثة بخمسة أعوام وكانت زوجة صالحة
للصحابي الجليل خنيس بن حذافة السهمي الذي كان من أصحاب الهجرتين حيث هاجر
إلي الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارا بدينه ثم إلي المدينة لنصرة
نبيه محمد بن عبدالله.
وقد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا فأصابته جراحه وتوفي علي إثرها وترك من
ورائه زوجته حفصة بنت عمر شابة في ريعان العمر فترملت وهي ذات عشرين ربيعا.
زواجها من الرسول
تألم عمر بن الخطاب لابنته الشابة. وأوجعه أن يري ملامح الترمل تغتال
شبابها فأخذ يفكر في أمرها بعد انقضاء عدتها وهو لا يعلم أن النبي - صلي
الله عليه وسلم - قد أسر إلي أبي بكر الصديق أنه يريد خطبتها.
ولما طالت عليه الأيام عرضها علي أبي بكر فلم يجبه بشيء ثم عرضها علي
عثمان فلم يجب. فشكا عمر حاله إلي النبي - صلي الله عليه وسلم - فقال:
يتزوج حفصة من هو خير من عثمان. وعمر لا يدري معني قول النبي. فخطبها النبي
ونال عمر شرف مصاهرة النبي.
وبذلك تحققت فرحة عمر وابنته حفصة وبارك الصحابة يد محمد بن عبدالله
وهي تمتد لتكرم عمر بن الخطاب بشرف مصاهرة محمد. وتمسح عن حفصة آلام الترمل
والفرقة.
كان زواجه - صلي الله عليه وسلم - بحفصة سنة ثلاث من الهجرة علي صداق
قدره أربعمائة درهم وسنها وقتها كانت عشرين عاما.
حظيت حفصة بنت عمر بن الخطاب بالشرف الرفيع الذي حظيت به سابقتها عائشة
بنت أبي بكر الصديق وتبوأت المنزلة الكريمة بين أمهات المؤمنين حيث دخلت
بيت النبي ثالثة الزوجات. فقد جاءت بعد سودة بنت زمعة وعائشة بنت أبي بكر.
صفاتها
عرفت أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب بأنها الصوامة القوامة. شهد لها
سيدنا جبريل - عليه السلام - قائلا: إنها زوجتك يا رسول الله في الجنة.
وعت حفصة مواعظ الله حق الوعي وتأدبت بآداب كتابه الكريم حق التأدب.
عكفت علي المصحف تلاوة وتدبرا وتفهما وتأملا مما أثار انتباه أبيها
الفاروق عمر بن الخطاب إلي عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك وتعالي مما جعله
يوصي بالمصحف الشريف الذي كُتب في عهد أبي بكر الصديق بعد وفاة النبي إلي
ابنته حفصة أم المؤمنين.
الوديعة الغالية
روي أبوالنعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال: "لما
أمرني أبوبكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب. فلما
توفي أبوبكر رضي الله عنه كان عمر قد كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده أي
علي ورق من نوع واحد فلما هلك عمر كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي ثم
أرسل عثمان بن عفان إلي حفصة فسألها أن تعطيه الصحيفة وحلف ليردنها إليها
فأعطته فعرض المصحف عليها فرده إليها وأمر الناس فكتبوا المصاحف.
امتاز هذا المصحف الشريف بخصائص الجمع الثاني للقرآن الكريم الذي تم
إنجازه في خلافة أبي بكر الصديق بمشورة من عمر بن الخطاب وذلك بعدما قُتل
في معركة اليمامة سبعون من القراء الحفظة للقرآن. وقد تم مراعاة بعض الشروط
عند جمع هذا المصحف تتمثل في:
* أن كل من كان قد تلقي عن رسول الله شيئا من القرآن أتي وأدلي به إلي
زيد بن ثابت.
* أن كل من كتب شيئا في حضرة النبي من القرآن الكريم أتي به إلي زيد.
* أن زيدا كان لا يأخذ إلا من أصل قد كُتب بين يدي النبي.
* أن الجمع بعد المقارنة بين المحفوظ في الصدور والمرسوم في السطور
والمقابلة بينهما لا بمجرد الاعتماد علي أحدهما.
* أن زيدا كان لا يقبل من أحد شيئا حتي يشهد معه شاهدان علي سماعه
وتلقيه عن رسول الله مباشرة بلا واسطة فيكون بذلك هذا الجمع قد تم فيه
التدوين الجماعي والثلاثة أقل الجمع.
* أن ترتيب هذا المصحف الشريف الأول من نوعه وضبطه كان طبقا للصورة
الأخيرة التي عُرضت علي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قبل التحاقه
بالرفيق الأعلي.
وقد شارك زيدا في هذه المهمة العظيمة عمر بن الخطاب فعن عروة بن الزبير
أن أبا بكر قال لعمر وزيد بن ثابت: اقعدا علي باب المسجد. فمن جاءكم
بشاهدين علي شيء من كتاب الله فاكتباه.
قال الحافظ السخاوي في جمال القراء: المراد أنهما يشهدان علي أن ذلك
المكتوب كُتب بين يدي النبي - صلي الله عليه وسلم - أو المراد أنهما يشهدان
علي أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن.
ولما أجمع الصحابة علي أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس
علي مصحف إمام يستنسخون منه مصاحفهم أرسل أمير المؤمنين عثمان إلي أم
المؤمنين حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف.
تلك هي الوديعة الغالية التي أودعها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عند
ابنته حفصة أم المؤمنين فحفظتها بكل أمانة ورعتها بكل صون فحفظ لها الصحابة
والتابعون وتابعوهم من المؤمنين إلي يومنا هذا وإلي أن يرث الله الأرض ومن
عليها.
بقيت حفصة عاكفة علي العبادة صوامة قوامة. وروت عن رسول الله - صلي
الله عليه وسلم - عدة أحاديث إلي أن توفيت في أول عهد معاوية بن أبي سفيان
سنة إحدي وأربعين بالمدينة المنورة ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين.
بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب.
أمها هي الصحابية الجليلة زينب بنت مظعون بن وهب بن حبيب بن حذافة بن
جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب.
ولدت أم المؤمنين حفصة قبل البعثة بخمسة أعوام وكانت زوجة صالحة
للصحابي الجليل خنيس بن حذافة السهمي الذي كان من أصحاب الهجرتين حيث هاجر
إلي الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارا بدينه ثم إلي المدينة لنصرة
نبيه محمد بن عبدالله.
وقد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا فأصابته جراحه وتوفي علي إثرها وترك من
ورائه زوجته حفصة بنت عمر شابة في ريعان العمر فترملت وهي ذات عشرين ربيعا.
زواجها من الرسول
تألم عمر بن الخطاب لابنته الشابة. وأوجعه أن يري ملامح الترمل تغتال
شبابها فأخذ يفكر في أمرها بعد انقضاء عدتها وهو لا يعلم أن النبي - صلي
الله عليه وسلم - قد أسر إلي أبي بكر الصديق أنه يريد خطبتها.
ولما طالت عليه الأيام عرضها علي أبي بكر فلم يجبه بشيء ثم عرضها علي
عثمان فلم يجب. فشكا عمر حاله إلي النبي - صلي الله عليه وسلم - فقال:
يتزوج حفصة من هو خير من عثمان. وعمر لا يدري معني قول النبي. فخطبها النبي
ونال عمر شرف مصاهرة النبي.
وبذلك تحققت فرحة عمر وابنته حفصة وبارك الصحابة يد محمد بن عبدالله
وهي تمتد لتكرم عمر بن الخطاب بشرف مصاهرة محمد. وتمسح عن حفصة آلام الترمل
والفرقة.
كان زواجه - صلي الله عليه وسلم - بحفصة سنة ثلاث من الهجرة علي صداق
قدره أربعمائة درهم وسنها وقتها كانت عشرين عاما.
حظيت حفصة بنت عمر بن الخطاب بالشرف الرفيع الذي حظيت به سابقتها عائشة
بنت أبي بكر الصديق وتبوأت المنزلة الكريمة بين أمهات المؤمنين حيث دخلت
بيت النبي ثالثة الزوجات. فقد جاءت بعد سودة بنت زمعة وعائشة بنت أبي بكر.
صفاتها
عرفت أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب بأنها الصوامة القوامة. شهد لها
سيدنا جبريل - عليه السلام - قائلا: إنها زوجتك يا رسول الله في الجنة.
وعت حفصة مواعظ الله حق الوعي وتأدبت بآداب كتابه الكريم حق التأدب.
عكفت علي المصحف تلاوة وتدبرا وتفهما وتأملا مما أثار انتباه أبيها
الفاروق عمر بن الخطاب إلي عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك وتعالي مما جعله
يوصي بالمصحف الشريف الذي كُتب في عهد أبي بكر الصديق بعد وفاة النبي إلي
ابنته حفصة أم المؤمنين.
الوديعة الغالية
روي أبوالنعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال: "لما
أمرني أبوبكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب. فلما
توفي أبوبكر رضي الله عنه كان عمر قد كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده أي
علي ورق من نوع واحد فلما هلك عمر كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي ثم
أرسل عثمان بن عفان إلي حفصة فسألها أن تعطيه الصحيفة وحلف ليردنها إليها
فأعطته فعرض المصحف عليها فرده إليها وأمر الناس فكتبوا المصاحف.
امتاز هذا المصحف الشريف بخصائص الجمع الثاني للقرآن الكريم الذي تم
إنجازه في خلافة أبي بكر الصديق بمشورة من عمر بن الخطاب وذلك بعدما قُتل
في معركة اليمامة سبعون من القراء الحفظة للقرآن. وقد تم مراعاة بعض الشروط
عند جمع هذا المصحف تتمثل في:
* أن كل من كان قد تلقي عن رسول الله شيئا من القرآن أتي وأدلي به إلي
زيد بن ثابت.
* أن كل من كتب شيئا في حضرة النبي من القرآن الكريم أتي به إلي زيد.
* أن زيدا كان لا يأخذ إلا من أصل قد كُتب بين يدي النبي.
* أن الجمع بعد المقارنة بين المحفوظ في الصدور والمرسوم في السطور
والمقابلة بينهما لا بمجرد الاعتماد علي أحدهما.
* أن زيدا كان لا يقبل من أحد شيئا حتي يشهد معه شاهدان علي سماعه
وتلقيه عن رسول الله مباشرة بلا واسطة فيكون بذلك هذا الجمع قد تم فيه
التدوين الجماعي والثلاثة أقل الجمع.
* أن ترتيب هذا المصحف الشريف الأول من نوعه وضبطه كان طبقا للصورة
الأخيرة التي عُرضت علي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قبل التحاقه
بالرفيق الأعلي.
وقد شارك زيدا في هذه المهمة العظيمة عمر بن الخطاب فعن عروة بن الزبير
أن أبا بكر قال لعمر وزيد بن ثابت: اقعدا علي باب المسجد. فمن جاءكم
بشاهدين علي شيء من كتاب الله فاكتباه.
قال الحافظ السخاوي في جمال القراء: المراد أنهما يشهدان علي أن ذلك
المكتوب كُتب بين يدي النبي - صلي الله عليه وسلم - أو المراد أنهما يشهدان
علي أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن.
ولما أجمع الصحابة علي أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس
علي مصحف إمام يستنسخون منه مصاحفهم أرسل أمير المؤمنين عثمان إلي أم
المؤمنين حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف.
تلك هي الوديعة الغالية التي أودعها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عند
ابنته حفصة أم المؤمنين فحفظتها بكل أمانة ورعتها بكل صون فحفظ لها الصحابة
والتابعون وتابعوهم من المؤمنين إلي يومنا هذا وإلي أن يرث الله الأرض ومن
عليها.
بقيت حفصة عاكفة علي العبادة صوامة قوامة. وروت عن رسول الله - صلي
الله عليه وسلم - عدة أحاديث إلي أن توفيت في أول عهد معاوية بن أبي سفيان
سنة إحدي وأربعين بالمدينة المنورة ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» عمر بن الخطاب
» الخطاب الملكي
» العشرة المبشرون بالجنة:
» الدستور في الخطاب الملكي
» مقالات لد. عبد الرحمان غانمي
» الخطاب الملكي
» العشرة المبشرون بالجنة:
» الدستور في الخطاب الملكي
» مقالات لد. عبد الرحمان غانمي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى