نظرة على تطور شركات الطيران عبر التاريخ
صفحة 1 من اصل 1
نظرة على تطور شركات الطيران عبر التاريخ
كيف غيرت الناقلات الجوية العالم؟
..في احتفالية شركة الطيران الفرنسية «ايرفرانس» على مرور 75 عاما على انشائها، ننتهز الفرصة هنا للاستطراد في تاريخ تأسيس شركات الطيران العالمية الأولى وكيف ساهمت في تطوير النقل الجوي، وصولا الى وقتنا الحالي
منذ الوهلة الأولى لتحليق الاخوين رايت في 17 ديسمبر من عام 1903، تشكلت الأركان الأساسية لقطاع النقل الجوي وقوانينه، وسرعان ما ظهرت مؤسسات وشركات نقل جوية متعددة، أضحت مع مرور الوقت مكسبا ماديا ينعش الاقتصاد الدولي، وكانت البداية الحقيقية للنقل الجوي للركاب بواسطة المناطيد أمثال 'زيبلن' وغيرها من سفن الجو، رغم أن ذلك كان قبل اقلاع أول طائرة بأربع سنوات.
أولى شركات النقل الجوية
تشكلت أول ناقلة جوية في العالم والتي كانت شركة دويتشه لوفتشيفارتس ايه جي Deutsche Luftschiffahrts AG التي باتت تعرف بعد ذلك بـــ «ديلاغ Delag» وذلك عام 1909، وكان مقرها مدينة فرانكفورت الالمانية، حيث تخصصت في نقل الركاب على متن مناطيد زيبلن الشهيرة، أي ان أول شركة طيران كان اسطولها يتكون من المناطيد، هيمنت خلالها على السفر جوا بطاقة نقل استيعابية وصلت الى 75 راكبا يمضون خلال رحلاتهم متمتعين بقمرتها الفسيحة ذات الرحابة والفخامة التي تشبه الى حد كبير فخامة السفن البحرية ذات فئة النخبة، بل كانت لهم مقصورات خاصة مجهزة بسرائر وأنظمة تدفئة. وظل هذا الأمر حتى عام 1937 عندما اشتعلت النيران في منطاد 'هيندنبيرغ' الشهير الذي أودى بحياة أكثر من 95 شخصا من ضمنهم أناس على الأرض، حينها فقط انتهى عهد هيمنة المنطاد على السفر جوا.
الطائرة وثورة السفر جوا
تتمتع الطائرات بقدرات أدائية عالية، من أهمها السرعة والمناورة وقدرة التحكم وبلوغ ارتفاعات شاهقة، وساهمت مرحلة الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) في ادخال تحسينات على الطائرات، زادت من قوة المحركات واتسعت معها طاقة حمل الركاب والبضائع، وكذلك مدى نطاق الطيران، مما انعكس ايجابا على زيادة الثقة بالطائرات. ومع تطور الآلة بنيت المصانع المزودة بأحدث الأنظمة والأجهزة الفنية لبناء الطائرات وانتشرت معها أعداد الطائرات المتنوعة، وهكذا فان الطائرة التي تطورت تطورا واسعا خلال الحرب، أصبحت مهيأة بعد انتهائها كي تستخدم في الأغراض السلمية. لقد انتظرت شركات الطيران انقضاء فترة الحرب العالمية الأولى كي تنطلق في مجالها، حيث كانت رحلاتها تقتصر على نقل العسكريين فقط.
ظهور الطرق الجوية وشركات الطيران
رسميا بدأ أول خط جوي بواسطة الطائرات لنقل الركاب العاديين في عام 1919، وكان هذا الخط بين لندن وباريس، وكانت طائرات الركاب في بادئ الأمر قاذفات قنابل محولة الى طائرات ركاب مدنية تصل حمولتها من راكبين الى 10 ركاب، يجلسون جميعهم على مقاعد تشبه السلال. والطائرة الأشهر التي بدأت معها المنافسة في عالم النقل الجوي هي القاذفة المعدلة من طراز هاندلي بيج Handley Page فئة 0/400 ذات المحركين المروحيين. سرعان ما قامت شركات عدة عالمية لنقل الركاب بعد ذلك، من أهمها الناقلة الهولندية المخصصة بالكامل KLM في عام 1919، واكتفت اوروبا بالعديد من الناقلات الجوية مما أثر في سوق النقل الجوي نظرا لعدم تناسب قلة المسافرين آنذاك مع كثرة الناقلات الجوية على الساحة، مما استدعى ضرورة ايجاد الدعم الحكومي لقطاع النقل الجوي، فأدى ذلك الى تأسيس الناقلات الوطنية ومن أشهرها امبريال ايرويز Imperial Airways البريطانية وظهرت في عام 1924، والالمانية لوفتهانزا Lufthansa الشهيرة 1926، وايرفرانس Air France 1933. أما في القارة الاميركية فان الأولوية كانت لنقل البريد عوضا عن التركيز على نقل الركاب، وكان أول ظهور لناقلة جوية اميركية في عام 1920 الا وهي ايرومارين ويست اندييز ايرويز Aeromarine west indies airways.
الدفع النفاث يؤجج نار التنافس
تعرف الفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية 1945 الى فترة السبعينات بالعصر الذهبي للنقل الجوي وتنوع الطائرات المخصصة للركاب، وخصوصا بعد تطور الدفع النفاث وتحول طائرات الركاب من الدفع المروحي المدار بمحركات الاسطوانات الى المحركات التوربينية النفاثة Turbojet. وتطورت كبائن الركاب في الطائرات النفاثة عنها في الطائرات السابقة ذات الدفع المروحي، حيث باتت مكيفة الضغط نظرا لازدياد ارتفاعات التحليق التي أصبحت الطائرات النفاثة الحديثة تحلق بها، وتطورت معه الملاحة والتوجيه الجوي وباتت الناقلات الجوية تتخذ مسارات وارتفاعات محددة. وبهذا زادت نسبة السفر جوا، حيث أضحت السرعة مطلبا حيويا لا عاملا رفاهيا.
حقبة مليئة بالأزمات
تعتبر هذه الحقبة من الزمن احدى أسوأ الفترات السيئة التي ضربت قطاع النقل الجوي، حيث أصبح خطر الارهاب يضر النقل الجوي، وأصبح هاجس الناقلات الجوية نحو عملية ملء المقاعد قدر الامكان والطيران باقتصادية أكبر يزداد يوما بعد يوم، وبات من المشكوك فيه استمرار الدعم الحكومي للناقلات الوطنية مستقبلا، خصوصا ان العولمة قد خصخصت كل شيء لكنها عادت وارتدت عن مبادئها بعد الانهيار العالمي المالي الأخير. لكن شركات الطيران ستبقى ولا بد لها أن تصمد مهما كانت الظروف لأن الاقتصاد العالمي يعتمد عليها، ولا شيء من دون اصلاح.
منذ الوهلة الأولى لتحليق الاخوين رايت في 17 ديسمبر من عام 1903، تشكلت الأركان الأساسية لقطاع النقل الجوي وقوانينه، وسرعان ما ظهرت مؤسسات وشركات نقل جوية متعددة، أضحت مع مرور الوقت مكسبا ماديا ينعش الاقتصاد الدولي، وكانت البداية الحقيقية للنقل الجوي للركاب بواسطة المناطيد أمثال 'زيبلن' وغيرها من سفن الجو، رغم أن ذلك كان قبل اقلاع أول طائرة بأربع سنوات.
أولى شركات النقل الجوية
تشكلت أول ناقلة جوية في العالم والتي كانت شركة دويتشه لوفتشيفارتس ايه جي Deutsche Luftschiffahrts AG التي باتت تعرف بعد ذلك بـــ «ديلاغ Delag» وذلك عام 1909، وكان مقرها مدينة فرانكفورت الالمانية، حيث تخصصت في نقل الركاب على متن مناطيد زيبلن الشهيرة، أي ان أول شركة طيران كان اسطولها يتكون من المناطيد، هيمنت خلالها على السفر جوا بطاقة نقل استيعابية وصلت الى 75 راكبا يمضون خلال رحلاتهم متمتعين بقمرتها الفسيحة ذات الرحابة والفخامة التي تشبه الى حد كبير فخامة السفن البحرية ذات فئة النخبة، بل كانت لهم مقصورات خاصة مجهزة بسرائر وأنظمة تدفئة. وظل هذا الأمر حتى عام 1937 عندما اشتعلت النيران في منطاد 'هيندنبيرغ' الشهير الذي أودى بحياة أكثر من 95 شخصا من ضمنهم أناس على الأرض، حينها فقط انتهى عهد هيمنة المنطاد على السفر جوا.
الطائرة وثورة السفر جوا
تتمتع الطائرات بقدرات أدائية عالية، من أهمها السرعة والمناورة وقدرة التحكم وبلوغ ارتفاعات شاهقة، وساهمت مرحلة الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) في ادخال تحسينات على الطائرات، زادت من قوة المحركات واتسعت معها طاقة حمل الركاب والبضائع، وكذلك مدى نطاق الطيران، مما انعكس ايجابا على زيادة الثقة بالطائرات. ومع تطور الآلة بنيت المصانع المزودة بأحدث الأنظمة والأجهزة الفنية لبناء الطائرات وانتشرت معها أعداد الطائرات المتنوعة، وهكذا فان الطائرة التي تطورت تطورا واسعا خلال الحرب، أصبحت مهيأة بعد انتهائها كي تستخدم في الأغراض السلمية. لقد انتظرت شركات الطيران انقضاء فترة الحرب العالمية الأولى كي تنطلق في مجالها، حيث كانت رحلاتها تقتصر على نقل العسكريين فقط.
ظهور الطرق الجوية وشركات الطيران
رسميا بدأ أول خط جوي بواسطة الطائرات لنقل الركاب العاديين في عام 1919، وكان هذا الخط بين لندن وباريس، وكانت طائرات الركاب في بادئ الأمر قاذفات قنابل محولة الى طائرات ركاب مدنية تصل حمولتها من راكبين الى 10 ركاب، يجلسون جميعهم على مقاعد تشبه السلال. والطائرة الأشهر التي بدأت معها المنافسة في عالم النقل الجوي هي القاذفة المعدلة من طراز هاندلي بيج Handley Page فئة 0/400 ذات المحركين المروحيين. سرعان ما قامت شركات عدة عالمية لنقل الركاب بعد ذلك، من أهمها الناقلة الهولندية المخصصة بالكامل KLM في عام 1919، واكتفت اوروبا بالعديد من الناقلات الجوية مما أثر في سوق النقل الجوي نظرا لعدم تناسب قلة المسافرين آنذاك مع كثرة الناقلات الجوية على الساحة، مما استدعى ضرورة ايجاد الدعم الحكومي لقطاع النقل الجوي، فأدى ذلك الى تأسيس الناقلات الوطنية ومن أشهرها امبريال ايرويز Imperial Airways البريطانية وظهرت في عام 1924، والالمانية لوفتهانزا Lufthansa الشهيرة 1926، وايرفرانس Air France 1933. أما في القارة الاميركية فان الأولوية كانت لنقل البريد عوضا عن التركيز على نقل الركاب، وكان أول ظهور لناقلة جوية اميركية في عام 1920 الا وهي ايرومارين ويست اندييز ايرويز Aeromarine west indies airways.
الدفع النفاث يؤجج نار التنافس
تعرف الفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية 1945 الى فترة السبعينات بالعصر الذهبي للنقل الجوي وتنوع الطائرات المخصصة للركاب، وخصوصا بعد تطور الدفع النفاث وتحول طائرات الركاب من الدفع المروحي المدار بمحركات الاسطوانات الى المحركات التوربينية النفاثة Turbojet. وتطورت كبائن الركاب في الطائرات النفاثة عنها في الطائرات السابقة ذات الدفع المروحي، حيث باتت مكيفة الضغط نظرا لازدياد ارتفاعات التحليق التي أصبحت الطائرات النفاثة الحديثة تحلق بها، وتطورت معه الملاحة والتوجيه الجوي وباتت الناقلات الجوية تتخذ مسارات وارتفاعات محددة. وبهذا زادت نسبة السفر جوا، حيث أضحت السرعة مطلبا حيويا لا عاملا رفاهيا.
حقبة مليئة بالأزمات
تعتبر هذه الحقبة من الزمن احدى أسوأ الفترات السيئة التي ضربت قطاع النقل الجوي، حيث أصبح خطر الارهاب يضر النقل الجوي، وأصبح هاجس الناقلات الجوية نحو عملية ملء المقاعد قدر الامكان والطيران باقتصادية أكبر يزداد يوما بعد يوم، وبات من المشكوك فيه استمرار الدعم الحكومي للناقلات الوطنية مستقبلا، خصوصا ان العولمة قد خصخصت كل شيء لكنها عادت وارتدت عن مبادئها بعد الانهيار العالمي المالي الأخير. لكن شركات الطيران ستبقى ولا بد لها أن تصمد مهما كانت الظروف لأن الاقتصاد العالمي يعتمد عليها، ولا شيء من دون اصلاح.
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
رد: نظرة على تطور شركات الطيران عبر التاريخ
النقل الجوي في بداياته
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
مواضيع مماثلة
» التحويل من التاريخ الهجري الى التاريخ الميلادي والعكس...
» مسيحيون أسلموا في بلاط السلاطين المغاربة
» نظرة مؤرخ للمغرب في عهد الحسن الثاني .. لقاء- مناقشة مع عبد الله العروي
» مدافن التاريخ...!
» الهند تطور أرخص جهاز كمبيوتر محمول في العالم سعره 35 دولارا
» مسيحيون أسلموا في بلاط السلاطين المغاربة
» نظرة مؤرخ للمغرب في عهد الحسن الثاني .. لقاء- مناقشة مع عبد الله العروي
» مدافن التاريخ...!
» الهند تطور أرخص جهاز كمبيوتر محمول في العالم سعره 35 دولارا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى