سر حب النجاشي للإسلام / د. محمد وهدان
صفحة 1 من اصل 1
سر حب النجاشي للإسلام / د. محمد وهدان
هل تعرف من قائل هذه العبارة البليغة: ما أخذ الله مني رشوة حين رد عليّ ملكي؟
انه النجاشي ملك الحبشة.. الذي استقبل المسلمين المهاجرين وأحسن إليهم ورفض أن يعيدهم إلي مكة.. أما سبب هذه الجملة فلذلك قصة ذكرتها لنا السيدة عائشة رضي الله عنها كان أبو النجاشي ملكاً علي الحبشة. ولم يكن له سوي ولد واحد هو النجاشي. وكان أخوه له عقب "أولاد" وصل عددهم إلي اثني عشر ولداً..
فقال الأحباش إن الملك ليس له سوي ولد واحد. فإن مات تولي ابنه بعده. وربما أدي ذلك إلي ضعف الملك وهوان أمر الحبشة. فزينوا للأخ أن يقتل أخاه ويتولي الأمر من بعده ومازالوا به حتي وثب علي أخيه فقتله وتولي الملك.
وعاش النجاشي مع عمه. وكان لبيباً حازماً حكيماً فاستولي علي قلب عمه. حتي لم يعد يبرم أمراً إلا بمشورته. لكن بعض الناس حقدوا علي النجاشي خوفاً من تسلمه الملك بعد عمه. فاحتالوا لاخراجه من البلد. فذهبوا به إلي السوق فباعوه لتاجر بمائة درهم. وحملوه في سفينة استعداداً للانطلاق به.
وفي مساء هذا اليوم هاجت سحابة من سحائب الخريف. فخرج ملك الحبشة يستمطر تحتها فأصابته صاعقة فقتلته.
ونزع الأحباش إلي أولاده يختارون منهم من يخلفه في الملك فإذا كلهم حمقي لا يصلحون للرئاسة أو السياسة.. فاختلط علي الأحباش أمرهم.
فلما اشتد بهم الضيق قال بعضهم لبعض: اعلموا والله أن ملككم الذي يعود بكم إلي حسن السيرة. ويأخذ بأيديكم إلي طريق النجاة هو ذلك الذي يعود بكم إلي حسن السيرة ويأخذ بأيديكم إلي طريق النجاة هو ذلك الذي بعتموه بثمن بخس دراهم معدودة. وكنتم كارهين له. فإن كان لكم في بلدكم خير فردوا الملك لصاحبه لأن الله يؤتي الملك من يشاء.
وخرجوا يبحثون عن الرجل الذي اشتراه حتي عثروا عليه بعد حين. فأخذوه واجلسوه علي العرش وعقدوا فوق رأسه التاج. ولم يردوا علي التاجر الثمن.
وجاء التاجر يشكو هؤلاء المغتصبين الذي اغتصبوا عبده دون أن يردوا عليه ثمنه.
ورفع الأمر إلي الملك. فقال النجاشي: لابد من منحه الدراهم أو ليضعن الغلام يده في يده فليذهبن به حيث شاء. فرضخ القوم. وأعطوه الدراهم.
قالت عائشة رضي الله عنها: فلذلك يقول: ما أخذ الله مني رشوة حين رد علي ملكي فآخذ الرشوة فيه.
وهكذا يتضح لنا أن الحبشة كانت مأوي آمناً للمسلمين يفدون إليها مختارين. وربما وفد إليها بعضهم مضطرين. كما أن النبي صلي الله عليه وسلم أحب النجاشي بعد أنه اكرم المسلمين هناك وكان النبي قد أرسل إليه كتاباً يدعوه إلي الإسلام وجاء في هذا الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلي النجاشي ملك الحبشة.. سلام عليك.. فإني أحمد الله إليك الملك القدوس المؤمن المهيمن. وأشهد أن عيسي ابن مريم روح الله وكلمته القاها إلي مريم البتول الطاهرة الطيبة الحصينة. فحملت بعيسي فخلقه من روحه ونفخه. وكما خلق آدم بيده ونفخه. وإني أدعوك إلي الله وحده لا شريك له. والموالاة علي طاعته. وأن تتبعني وتؤمن بي وبالذي جاءني. فإني رسول الله. وقد بعثت إليكم ابن عمي ومعه نفر من المسلمين فإذا جاءوك فأقرهم ودع التجبر. واني ادعوك وجندك إلي الله. وقد بلغت ونصحت. فاقبلوا نصيحتي والسلام.. نسأل الله أن يعلمنا وأن ينفعنا بما يعلمنا. وأن يهدينا إلي الصراط المستقيم انه ولي ذلك والقادر عليه.
انه النجاشي ملك الحبشة.. الذي استقبل المسلمين المهاجرين وأحسن إليهم ورفض أن يعيدهم إلي مكة.. أما سبب هذه الجملة فلذلك قصة ذكرتها لنا السيدة عائشة رضي الله عنها كان أبو النجاشي ملكاً علي الحبشة. ولم يكن له سوي ولد واحد هو النجاشي. وكان أخوه له عقب "أولاد" وصل عددهم إلي اثني عشر ولداً..
فقال الأحباش إن الملك ليس له سوي ولد واحد. فإن مات تولي ابنه بعده. وربما أدي ذلك إلي ضعف الملك وهوان أمر الحبشة. فزينوا للأخ أن يقتل أخاه ويتولي الأمر من بعده ومازالوا به حتي وثب علي أخيه فقتله وتولي الملك.
وعاش النجاشي مع عمه. وكان لبيباً حازماً حكيماً فاستولي علي قلب عمه. حتي لم يعد يبرم أمراً إلا بمشورته. لكن بعض الناس حقدوا علي النجاشي خوفاً من تسلمه الملك بعد عمه. فاحتالوا لاخراجه من البلد. فذهبوا به إلي السوق فباعوه لتاجر بمائة درهم. وحملوه في سفينة استعداداً للانطلاق به.
وفي مساء هذا اليوم هاجت سحابة من سحائب الخريف. فخرج ملك الحبشة يستمطر تحتها فأصابته صاعقة فقتلته.
ونزع الأحباش إلي أولاده يختارون منهم من يخلفه في الملك فإذا كلهم حمقي لا يصلحون للرئاسة أو السياسة.. فاختلط علي الأحباش أمرهم.
فلما اشتد بهم الضيق قال بعضهم لبعض: اعلموا والله أن ملككم الذي يعود بكم إلي حسن السيرة. ويأخذ بأيديكم إلي طريق النجاة هو ذلك الذي يعود بكم إلي حسن السيرة ويأخذ بأيديكم إلي طريق النجاة هو ذلك الذي بعتموه بثمن بخس دراهم معدودة. وكنتم كارهين له. فإن كان لكم في بلدكم خير فردوا الملك لصاحبه لأن الله يؤتي الملك من يشاء.
وخرجوا يبحثون عن الرجل الذي اشتراه حتي عثروا عليه بعد حين. فأخذوه واجلسوه علي العرش وعقدوا فوق رأسه التاج. ولم يردوا علي التاجر الثمن.
وجاء التاجر يشكو هؤلاء المغتصبين الذي اغتصبوا عبده دون أن يردوا عليه ثمنه.
ورفع الأمر إلي الملك. فقال النجاشي: لابد من منحه الدراهم أو ليضعن الغلام يده في يده فليذهبن به حيث شاء. فرضخ القوم. وأعطوه الدراهم.
قالت عائشة رضي الله عنها: فلذلك يقول: ما أخذ الله مني رشوة حين رد علي ملكي فآخذ الرشوة فيه.
وهكذا يتضح لنا أن الحبشة كانت مأوي آمناً للمسلمين يفدون إليها مختارين. وربما وفد إليها بعضهم مضطرين. كما أن النبي صلي الله عليه وسلم أحب النجاشي بعد أنه اكرم المسلمين هناك وكان النبي قد أرسل إليه كتاباً يدعوه إلي الإسلام وجاء في هذا الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلي النجاشي ملك الحبشة.. سلام عليك.. فإني أحمد الله إليك الملك القدوس المؤمن المهيمن. وأشهد أن عيسي ابن مريم روح الله وكلمته القاها إلي مريم البتول الطاهرة الطيبة الحصينة. فحملت بعيسي فخلقه من روحه ونفخه. وكما خلق آدم بيده ونفخه. وإني أدعوك إلي الله وحده لا شريك له. والموالاة علي طاعته. وأن تتبعني وتؤمن بي وبالذي جاءني. فإني رسول الله. وقد بعثت إليكم ابن عمي ومعه نفر من المسلمين فإذا جاءوك فأقرهم ودع التجبر. واني ادعوك وجندك إلي الله. وقد بلغت ونصحت. فاقبلوا نصيحتي والسلام.. نسأل الله أن يعلمنا وأن ينفعنا بما يعلمنا. وأن يهدينا إلي الصراط المستقيم انه ولي ذلك والقادر عليه.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» كيف تواجه.. السحر؟/د. محمد وهدان
» وبالوالدين إحساناً/ د. محمد وهدان
» سجود العبادة.. وسجود التحية / د. محمد وهدان
» فتاوى واراء..
» مسجد يونس.. في بطن الحوت/د. محمد وهدان
» وبالوالدين إحساناً/ د. محمد وهدان
» سجود العبادة.. وسجود التحية / د. محمد وهدان
» فتاوى واراء..
» مسجد يونس.. في بطن الحوت/د. محمد وهدان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى