الشجرة المباركة
صفحة 1 من اصل 1
الشجرة المباركة
لو أن لأحد شجرة
فاكهة لذيذة ، وأراد أن يقطف فواكهها ، ويستظل بظلا لها الوارفة ، لتطلب
منه ذلك أن يرعاها بالسقي والتقليم والتهذيب و الدواء المناسب وأن يعرضها
لأشعة الشمس وضوئها ...
الإسلا م شجرة معنوية جذورها العقائد الصحيحة ، و جدعها الشريعة السمحة ، وأغصانها وثمارها
الأخلا ق الحميدة ، والعلوم والمعارف اللطيفة ، والمعاملا ت القلبية الرقيقة .
فقد بني الإسلا م على خمس قواعد أو خمسة أركان هي شهادة أن لا إله إلا
الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلا ة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ،
وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا . وهذه القواعد أو الأركان تنقسم إلى ما
يشكل جذور الشجرة وهي العقائد الصحيحة التي اشتملت عليها كلمتا الشهاد تين
، من توحيد وإيمان بالرسالة وبالجنة والنار ، وأمور الآخرة ، وإلى ما يشكل
جدع الشجرة وهي أحكام الشريعة الإسلا مية في فرائض الدين الخمس . وفي حديث
جبريل عليه السلا م أن الدين الذي علمه للصحابة رضي الله عنهم تضمن ثلا ث
مراتب هي الإسلا م والإيمان والإحسان . فإذا كان الإسلا م قد اشتمل على
جانب عقدي وآخر عملي تشريعي ، فإن الإيمان بدوره اشتمل على الجانبين بدليل
قول سيدنا جبريل مبينا أركان هذا الإيمان « أن تؤمن بالله وملا ذكته وكتبه
ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره » [ أخرجه مسلم ] . وقول
الرسول صلى الله عليه وسلم « الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلا ها قول لا إله
إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان » ،
فدل الحديث الأول على الجانب العقدي من الإيمان ، بينما دل الحديث الثاني
على الجانب العملي منه مع اشتماله على جانب العقيدة كذلك . وأما الإحسان
فهو تتويج للمرتبتين السابقتين الإسلا م والإيمان ، بكونه مقاما روحيا
تثمره العقيدة الصحيحة والأعمال الصالحة ، ويذوق خلا له صاحبه لذة
المشاهدات الروحية ، المشتملة على العلوم والمعارف ، والمعاملا ت
والمنازلات القلبية التي هي بمثابة الثمار من الشجرة . وذلك ما أشار إليه
حديث جبريل عليه السلا م عندما وصف هذا المقام بقوله « أن تعبد الله كأنك
تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك » . وتتطلب الرؤية القلبية للتجليات
الإحسانية - بعد فضل الله تعالى - تصفية القلب من الأكدار والشواغل الحسية
والمعنوية ، والإخلا ص في العبادة مع المحافظة على أحكام الشريعة والإكثار
من الذكر ، وتحري الحلا ل في المطعم والملبس وكل الشؤون ، والتبري من
الحول والقوة ، والا عتراف بتقصير النفس مع مشاهدة المنن الإلهية . ولذلك
انطوى مقام الإحسان على رقائق الأخلا ق القلبية ، واندرجت فيه خلا صة
الشرائع ، ولباب العقيدة ، وزبدة الآداب الباطنية والظاهرية ، فأثمر
بالتالي لذيذ الفواكه الدواني ، وشيق المحاسن الراقية .
فلم يكن تقسيم
الدين الإسلا مي إلى ثلا ث مراتب متصاعدة متكا ملة إلا من أجل بيان
المراحل الرئيسية للطريق إلى الله تعالى ، { وأن إلى ربك المنتهى } .
فمن رزقه الله من التقوى والا ستقامة على طريق الإسلا م والإيمان حظا
وافرا ، فاز -بفضله تعالى- بثمار الشجرة المعنوية ، وفرح بنعمة ربه ،
مثلما يفوز ويفرح الفلاح أو البستا ني بفواكه شجرته وظلا ها الوارفة . {
والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ، كذلك
نصرف الآيات لقوم يشكرون } [ سورة الأعراف ، الآية السابعة والخمسون ] .
العلم
فاكهة لذيذة ، وأراد أن يقطف فواكهها ، ويستظل بظلا لها الوارفة ، لتطلب
منه ذلك أن يرعاها بالسقي والتقليم والتهذيب و الدواء المناسب وأن يعرضها
لأشعة الشمس وضوئها ...
الإسلا م شجرة معنوية جذورها العقائد الصحيحة ، و جدعها الشريعة السمحة ، وأغصانها وثمارها
الأخلا ق الحميدة ، والعلوم والمعارف اللطيفة ، والمعاملا ت القلبية الرقيقة .
فقد بني الإسلا م على خمس قواعد أو خمسة أركان هي شهادة أن لا إله إلا
الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلا ة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ،
وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا . وهذه القواعد أو الأركان تنقسم إلى ما
يشكل جذور الشجرة وهي العقائد الصحيحة التي اشتملت عليها كلمتا الشهاد تين
، من توحيد وإيمان بالرسالة وبالجنة والنار ، وأمور الآخرة ، وإلى ما يشكل
جدع الشجرة وهي أحكام الشريعة الإسلا مية في فرائض الدين الخمس . وفي حديث
جبريل عليه السلا م أن الدين الذي علمه للصحابة رضي الله عنهم تضمن ثلا ث
مراتب هي الإسلا م والإيمان والإحسان . فإذا كان الإسلا م قد اشتمل على
جانب عقدي وآخر عملي تشريعي ، فإن الإيمان بدوره اشتمل على الجانبين بدليل
قول سيدنا جبريل مبينا أركان هذا الإيمان « أن تؤمن بالله وملا ذكته وكتبه
ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره » [ أخرجه مسلم ] . وقول
الرسول صلى الله عليه وسلم « الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلا ها قول لا إله
إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان » ،
فدل الحديث الأول على الجانب العقدي من الإيمان ، بينما دل الحديث الثاني
على الجانب العملي منه مع اشتماله على جانب العقيدة كذلك . وأما الإحسان
فهو تتويج للمرتبتين السابقتين الإسلا م والإيمان ، بكونه مقاما روحيا
تثمره العقيدة الصحيحة والأعمال الصالحة ، ويذوق خلا له صاحبه لذة
المشاهدات الروحية ، المشتملة على العلوم والمعارف ، والمعاملا ت
والمنازلات القلبية التي هي بمثابة الثمار من الشجرة . وذلك ما أشار إليه
حديث جبريل عليه السلا م عندما وصف هذا المقام بقوله « أن تعبد الله كأنك
تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك » . وتتطلب الرؤية القلبية للتجليات
الإحسانية - بعد فضل الله تعالى - تصفية القلب من الأكدار والشواغل الحسية
والمعنوية ، والإخلا ص في العبادة مع المحافظة على أحكام الشريعة والإكثار
من الذكر ، وتحري الحلا ل في المطعم والملبس وكل الشؤون ، والتبري من
الحول والقوة ، والا عتراف بتقصير النفس مع مشاهدة المنن الإلهية . ولذلك
انطوى مقام الإحسان على رقائق الأخلا ق القلبية ، واندرجت فيه خلا صة
الشرائع ، ولباب العقيدة ، وزبدة الآداب الباطنية والظاهرية ، فأثمر
بالتالي لذيذ الفواكه الدواني ، وشيق المحاسن الراقية .
فلم يكن تقسيم
الدين الإسلا مي إلى ثلا ث مراتب متصاعدة متكا ملة إلا من أجل بيان
المراحل الرئيسية للطريق إلى الله تعالى ، { وأن إلى ربك المنتهى } .
فمن رزقه الله من التقوى والا ستقامة على طريق الإسلا م والإيمان حظا
وافرا ، فاز -بفضله تعالى- بثمار الشجرة المعنوية ، وفرح بنعمة ربه ،
مثلما يفوز ويفرح الفلاح أو البستا ني بفواكه شجرته وظلا ها الوارفة . {
والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ، كذلك
نصرف الآيات لقوم يشكرون } [ سورة الأعراف ، الآية السابعة والخمسون ] .
العلم
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» الليلة المباركة التي تنزَّل فيها القرآن
» الزيتون: الشجرة المباركة التي يحمي زيتها من أمراض القلب وتصلب الشرايين
» الرجل-الشجرة
» زايد فوق الشجرة !!
» الرحلة المباركة/بقلم: مؤمن الهباء
» الزيتون: الشجرة المباركة التي يحمي زيتها من أمراض القلب وتصلب الشرايين
» الرجل-الشجرة
» زايد فوق الشجرة !!
» الرحلة المباركة/بقلم: مؤمن الهباء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى