النية تحدد قيمة العمل
صفحة 1 من اصل 1
النية تحدد قيمة العمل
من المعلوم أن خير الدنيا والآخرة منوط بالعمل الصالح، ومن أيقن ان الله
يراه ويراقبه ويطلع عليه، أحسن العمل وأخلص فيه لله، وربنا سبحانه لا تخفى
عليه خافية من شؤوننا وأحوالنا، يعلم فعل الجوارح وكوامن الصدور، ويعلم
السر وأخفى، جاء في الحديث: لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء، ليس لها باب
ولا كوة لأخرج الله عمله للناس كائنا من كان. وقال الشاعر زهير بن أبي
سلمى:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
ويروى أن رجلا راود امرأة عن نفسها في صحراء وقال لها: إنه لا يرانا هنا احد إلا الكواكب: فقالت له: فأين مكوكبها؟! فخجل وانصرف.
وقد
دعا الله الناس للعمل، لأن مناط الحكم والجزاء والثواب هو العمل وليس
النوايا والمشاعر، والنية هي التي تحدد قيمة العمل وهل هو لله أم لغيره،
«إنما الأعمال بالنيات» يقول سبحانه وتعالى: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم
ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم
تعملون» قال مجاهد: هذا وعيد من الله تعالى للمخالفين أوامره بأن أعمالهم
ستعرض عليه تبارك وتعالى، وعلى الرسول، وعلى المؤمنين. وهذا كائن لا محالة
يوم القيامة، كما قال: «يومئذ تعرضون لاتخفى منكم خافية» وقال تعالى: «يوم
تبلى السرائر»، وقال: «وحصل ما في الصدور»، وقد يظهر ذلك للناس في الدنيا.
وقال
الله لرسوله بشأن المنافقين: ولتعرفنهم في لحن القول، أي: فيما يبدو من
كلامهم الدال على مقاصدهم، يفهم المتكلم من أي الحزبين هو، بمعاني كلامه
وفحواه، وهو المراد من لحن القول، كما قال عثمان بن عفان، رضي الله عنه:
ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه، وفلتات لسانه. وفي
الحديث: ما أسر أحد سريرة إلا كساه الله جلبابها، إن خيرا فخير، وإن شرا
فشر. وقد ورد: أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات من الأقرباء والعشائر في
البرزخ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أعمالكم تعرض على
أقربائكم وعشائركم في قبورهم، فإن كان خيرا استبشروا به، وإن كان غير ذلك
قالوا: اللهم ألهمهم، أن يعملوا بطاعتك. رواه أبو داود الطيالسي
وقال،
صلى الله عليه وسلم: «إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات،
فإن كان خيراً استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا: لا تمتهم حتى تهديهم
كما هديتنا». رواه أحمد. وقالت عائشة، رضي الله عنها: إذا أعجبك حسن عمل
امرئ، فقل: «اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون». وفي الحديث عن
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: لا عليكم أن تعجبوا بأحد حتى تنظروا
بم يختم له؟ فإن العامل يعمل زمانا من عمره - أو: برهة من دهره - وإن
العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيئ، لو مات عليه دخل النار، ثم يتحول
فيعمل عملا صالحا، وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته». قالوا: يا
رسول الله وكيف يستعمله: قال: «يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه» رواه أحمد.
والآية
الكريمة «وقل اعملوا...» تشير إلى ان مرضاة جماعة المؤمنين، تلي مرضاة
الله ورسله، ولذلك فإنهم لا يجتمعون على ضلالة، وفي الحديث: ان الله لا
يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله على الجماعة، ومن شذ شذ إلى النار،
والعلماء يستدلون بهذا الحديث على حجية الإجماع، وفي معناه قول ابن عباس:
ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن - والبعض يروي هذا الأثر على أنه
حديث، ويستدل به على استحسان البدع كما يقول الشيخ رشيد رضا رحمه الله،
وهو كما ترى قول لابن عباس وليس بحديث - وفي الصحيحين أنهم مروا بجنازة
فأثنوا عليها خيراً، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: وجبت، ثم مروا
بأخرى، فأثنوا عليها شراً، فقال: وجبت. فقال عمر: ما وجبت يا رسول الله،
قال: هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت
له النار! أنتم شهداء الله في الأرض!
يراه ويراقبه ويطلع عليه، أحسن العمل وأخلص فيه لله، وربنا سبحانه لا تخفى
عليه خافية من شؤوننا وأحوالنا، يعلم فعل الجوارح وكوامن الصدور، ويعلم
السر وأخفى، جاء في الحديث: لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء، ليس لها باب
ولا كوة لأخرج الله عمله للناس كائنا من كان. وقال الشاعر زهير بن أبي
سلمى:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
ويروى أن رجلا راود امرأة عن نفسها في صحراء وقال لها: إنه لا يرانا هنا احد إلا الكواكب: فقالت له: فأين مكوكبها؟! فخجل وانصرف.
وقد
دعا الله الناس للعمل، لأن مناط الحكم والجزاء والثواب هو العمل وليس
النوايا والمشاعر، والنية هي التي تحدد قيمة العمل وهل هو لله أم لغيره،
«إنما الأعمال بالنيات» يقول سبحانه وتعالى: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم
ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم
تعملون» قال مجاهد: هذا وعيد من الله تعالى للمخالفين أوامره بأن أعمالهم
ستعرض عليه تبارك وتعالى، وعلى الرسول، وعلى المؤمنين. وهذا كائن لا محالة
يوم القيامة، كما قال: «يومئذ تعرضون لاتخفى منكم خافية» وقال تعالى: «يوم
تبلى السرائر»، وقال: «وحصل ما في الصدور»، وقد يظهر ذلك للناس في الدنيا.
وقال
الله لرسوله بشأن المنافقين: ولتعرفنهم في لحن القول، أي: فيما يبدو من
كلامهم الدال على مقاصدهم، يفهم المتكلم من أي الحزبين هو، بمعاني كلامه
وفحواه، وهو المراد من لحن القول، كما قال عثمان بن عفان، رضي الله عنه:
ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه، وفلتات لسانه. وفي
الحديث: ما أسر أحد سريرة إلا كساه الله جلبابها، إن خيرا فخير، وإن شرا
فشر. وقد ورد: أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات من الأقرباء والعشائر في
البرزخ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أعمالكم تعرض على
أقربائكم وعشائركم في قبورهم، فإن كان خيرا استبشروا به، وإن كان غير ذلك
قالوا: اللهم ألهمهم، أن يعملوا بطاعتك. رواه أبو داود الطيالسي
وقال،
صلى الله عليه وسلم: «إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات،
فإن كان خيراً استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا: لا تمتهم حتى تهديهم
كما هديتنا». رواه أحمد. وقالت عائشة، رضي الله عنها: إذا أعجبك حسن عمل
امرئ، فقل: «اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون». وفي الحديث عن
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: لا عليكم أن تعجبوا بأحد حتى تنظروا
بم يختم له؟ فإن العامل يعمل زمانا من عمره - أو: برهة من دهره - وإن
العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيئ، لو مات عليه دخل النار، ثم يتحول
فيعمل عملا صالحا، وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته». قالوا: يا
رسول الله وكيف يستعمله: قال: «يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه» رواه أحمد.
والآية
الكريمة «وقل اعملوا...» تشير إلى ان مرضاة جماعة المؤمنين، تلي مرضاة
الله ورسله، ولذلك فإنهم لا يجتمعون على ضلالة، وفي الحديث: ان الله لا
يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله على الجماعة، ومن شذ شذ إلى النار،
والعلماء يستدلون بهذا الحديث على حجية الإجماع، وفي معناه قول ابن عباس:
ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن - والبعض يروي هذا الأثر على أنه
حديث، ويستدل به على استحسان البدع كما يقول الشيخ رشيد رضا رحمه الله،
وهو كما ترى قول لابن عباس وليس بحديث - وفي الصحيحين أنهم مروا بجنازة
فأثنوا عليها خيراً، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: وجبت، ثم مروا
بأخرى، فأثنوا عليها شراً، فقال: وجبت. فقال عمر: ما وجبت يا رسول الله،
قال: هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت
له النار! أنتم شهداء الله في الأرض!
بديعة- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 6241
العمر : 39
Localisation : الدارالبيضاء
Emploi : موظفة
تاريخ التسجيل : 03/04/2008
مواضيع مماثلة
» قيمة العمل الصالح
» قيمة العمل في الاسلام
» العمل بالكفايات الجذع المشترك أداة العمل بالكفايات
» فتاوى واراء..
» قيمة الالتزام بالدستور الإلهي/عبدالمنصف إسماعيل
» قيمة العمل في الاسلام
» العمل بالكفايات الجذع المشترك أداة العمل بالكفايات
» فتاوى واراء..
» قيمة الالتزام بالدستور الإلهي/عبدالمنصف إسماعيل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى