"أم المفاسد والعشرة المبشرون باللعنة"
صفحة 1 من اصل 1
"أم المفاسد والعشرة المبشرون باللعنة"
من أوائل العقوبة التي تلحق بالمجرمين هي "الطرد من رحمة الله" الذي يطلق
عليه في الشريعة الاسلامية "اللعنة". ولقد حدد الشرع الحكيم لكأس الخمر أو
أي مادة تتسبب في سلب العقل أو تغطيته عشرة رجال كلهم تنالهم اللعنة
نذكرهم نحن الآن هنا ليكون كل انسان علي حذر وليكون كل مسئول عن الأمة
شاعرا بأنه في ثغر من الثغور استأمنه الله عليه لا يؤتي المجتمع الاسلامي
من جهته.
أخرج أبو داوود من حديث ابن عمر ان رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال: "أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد ان الله لعن الخمر وعاصرها
ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وشاربها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه
وساقيها ومستقيها".
وهذا الحديث وان كان فيه اخبار عن اللعنة والطرد من رحمة الله إلا
انه تجاوره احاديث أخري تتحدث عن المظاهر العملية والآثار الفعلية لهذه
اللعنة. فحافظ القرآن أو بعضه إذا شرب الخمر اصطحبه القرآن إلي مصيره الذي
لا يحسد عليه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من كان في صدره آية من
كتاب الله وصب عليها الخمر يجئ يوم القيامة كل حرف من تلك الآية فيأخذ
بناصيته حتي يوقفه بين يدي الله تبارك وتعالي فيخاصمه ومن خاصمه القرآن
خصم" فالويل لمن كان القرآن خصمه يوم القيامة.
وفي رواية مسلم من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله
صلي الله عليه وسلم قال "كل مسكر خمر. وكل خمر حرام. ومن شرب الخمر في
الدنيا ومات ولم يتب منها وهو مدمنها لم يشربها في الآخرة" وواضح من هذه
الرواية ان شارب الخمر حتي ولو تاب سيحرم من خمر الجنة يوم القيامة ولا
أظن ان عاقلا يتحمل هذا التهديد وهو عاقل الموجه إليه من ربه قد أوحي به
إلي نبيه ففيما رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلي الله عليه وسلم "ان علي الله عهدا لمن شرب المسكر ان يسقيه الله من
طينة الجبال قيل: يا رسول الله: وما طينة الخبال؟
قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار وربما لو علم شارب الخمر أو
أحد من خادميها ان تعاطي الخمر مساو للشرك في ان كلا منهما يمنع من دخول
الجنة لكان له رأي آخر في سلوكه ففي مرويات النسائي من حديث ابن عمر ان
رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر".
ولقد اجتمعت أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم علي أمور تلحق
بشارب الخمر وربما تلحق سائر الملعونين معه فيما نراه فالسكران يبطل عمله
مادامت الخمرة قد بقيت آثارها في جسمه وربما لا تزول آثارها قبل أربعين
يوما قياسا علي الجلالة من الدواجن التي أخبر رسول الله صلي الله عليه
وسلم ناصحا أمته انهم لا يأكلونها إلا إذا تخلصت من المواد الغريبة في
جسمها وشارب الخمر يبطل ايمانه وهو يمارس شرب الخمر علي نحو ما اشرنا إليه
قبل وعلي نحو ما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما اتفق عليه الشيخان
من حديث ابي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا يسرق السارق
حين يسرق وهو مؤمن" ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين
يشربها وهو مؤمن" وزاد مسلم "والتوبة معروضة بعد" هذا.. وأما فيما يتصل
بالقسم الذي عهد الله به لحماة الشريعة وحراس العقيدة من العقوبات فقد
قسمه الشرع إلي قسمين: اما احدهما فهو هذا القسم الذي تمتاز الشريعة
الاسلامية به في مجال العقوبات وهو ما يتصل بالمقاطعة الاجتماعية وحصار
المجتمع للمجرم حتي يتوب وهو لون من العقوبة لا يخلو من محاولة العلاج إذ
لو شعر هذا المخالف بشربه للخمر انه قد اصبح منبوذا حتي من اقرب الناس
إليه وقد قاطعه أهله وذووه واصدقاؤه واقرانه حتي وهو في فراش المرض لراجع
نفسه المرة بعد المرة ورجم شيطانه في مقتل ثم عاد إلي مجتمعه سليما معافي.
أما القسم الثاني مما عهد به إلي حماة الشريعة وحراس العقيدة فهو هذا
الجلد والتعذيب المعلن الرادع وهو تعذيب لا يجوز للمجتمع المسلم معه ان
تأخذه رأفة بالعصاة فهم اما يتوبون بسبب هذا الذي يحدث لهم أو يرتدع غيرهم
بما يراه وفي كل حال فإن المجتمع لا يخلو من تحصيل الفائدة.
نعوذ بالله من الخذلان
د. طه حبيشي
عليه في الشريعة الاسلامية "اللعنة". ولقد حدد الشرع الحكيم لكأس الخمر أو
أي مادة تتسبب في سلب العقل أو تغطيته عشرة رجال كلهم تنالهم اللعنة
نذكرهم نحن الآن هنا ليكون كل انسان علي حذر وليكون كل مسئول عن الأمة
شاعرا بأنه في ثغر من الثغور استأمنه الله عليه لا يؤتي المجتمع الاسلامي
من جهته.
أخرج أبو داوود من حديث ابن عمر ان رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال: "أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد ان الله لعن الخمر وعاصرها
ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وشاربها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه
وساقيها ومستقيها".
وهذا الحديث وان كان فيه اخبار عن اللعنة والطرد من رحمة الله إلا
انه تجاوره احاديث أخري تتحدث عن المظاهر العملية والآثار الفعلية لهذه
اللعنة. فحافظ القرآن أو بعضه إذا شرب الخمر اصطحبه القرآن إلي مصيره الذي
لا يحسد عليه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من كان في صدره آية من
كتاب الله وصب عليها الخمر يجئ يوم القيامة كل حرف من تلك الآية فيأخذ
بناصيته حتي يوقفه بين يدي الله تبارك وتعالي فيخاصمه ومن خاصمه القرآن
خصم" فالويل لمن كان القرآن خصمه يوم القيامة.
وفي رواية مسلم من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله
صلي الله عليه وسلم قال "كل مسكر خمر. وكل خمر حرام. ومن شرب الخمر في
الدنيا ومات ولم يتب منها وهو مدمنها لم يشربها في الآخرة" وواضح من هذه
الرواية ان شارب الخمر حتي ولو تاب سيحرم من خمر الجنة يوم القيامة ولا
أظن ان عاقلا يتحمل هذا التهديد وهو عاقل الموجه إليه من ربه قد أوحي به
إلي نبيه ففيما رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلي الله عليه وسلم "ان علي الله عهدا لمن شرب المسكر ان يسقيه الله من
طينة الجبال قيل: يا رسول الله: وما طينة الخبال؟
قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار وربما لو علم شارب الخمر أو
أحد من خادميها ان تعاطي الخمر مساو للشرك في ان كلا منهما يمنع من دخول
الجنة لكان له رأي آخر في سلوكه ففي مرويات النسائي من حديث ابن عمر ان
رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر".
ولقد اجتمعت أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم علي أمور تلحق
بشارب الخمر وربما تلحق سائر الملعونين معه فيما نراه فالسكران يبطل عمله
مادامت الخمرة قد بقيت آثارها في جسمه وربما لا تزول آثارها قبل أربعين
يوما قياسا علي الجلالة من الدواجن التي أخبر رسول الله صلي الله عليه
وسلم ناصحا أمته انهم لا يأكلونها إلا إذا تخلصت من المواد الغريبة في
جسمها وشارب الخمر يبطل ايمانه وهو يمارس شرب الخمر علي نحو ما اشرنا إليه
قبل وعلي نحو ما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما اتفق عليه الشيخان
من حديث ابي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا يسرق السارق
حين يسرق وهو مؤمن" ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين
يشربها وهو مؤمن" وزاد مسلم "والتوبة معروضة بعد" هذا.. وأما فيما يتصل
بالقسم الذي عهد الله به لحماة الشريعة وحراس العقيدة من العقوبات فقد
قسمه الشرع إلي قسمين: اما احدهما فهو هذا القسم الذي تمتاز الشريعة
الاسلامية به في مجال العقوبات وهو ما يتصل بالمقاطعة الاجتماعية وحصار
المجتمع للمجرم حتي يتوب وهو لون من العقوبة لا يخلو من محاولة العلاج إذ
لو شعر هذا المخالف بشربه للخمر انه قد اصبح منبوذا حتي من اقرب الناس
إليه وقد قاطعه أهله وذووه واصدقاؤه واقرانه حتي وهو في فراش المرض لراجع
نفسه المرة بعد المرة ورجم شيطانه في مقتل ثم عاد إلي مجتمعه سليما معافي.
أما القسم الثاني مما عهد به إلي حماة الشريعة وحراس العقيدة فهو هذا
الجلد والتعذيب المعلن الرادع وهو تعذيب لا يجوز للمجتمع المسلم معه ان
تأخذه رأفة بالعصاة فهم اما يتوبون بسبب هذا الذي يحدث لهم أو يرتدع غيرهم
بما يراه وفي كل حال فإن المجتمع لا يخلو من تحصيل الفائدة.
نعوذ بالله من الخذلان
د. طه حبيشي
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» يسرا
» فوائد زيت الزيتون Les bienfaits de l'huile d'olive
» العشرة المبشرون بالجنة:
» نوستالجيا
» صدق او لا تصدق
» فوائد زيت الزيتون Les bienfaits de l'huile d'olive
» العشرة المبشرون بالجنة:
» نوستالجيا
» صدق او لا تصدق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى