الأخطاء روح التّاريخ...
صفحة 1 من اصل 1
الأخطاء روح التّاريخ...
الأخطاء روح التاريخ..
يولد التاريخ علي مراحل مقسّمة بحسب العصور والحقب , فيظهر ويظهر الناس قبائل وأمما مختلفة ومتناقضة بالأذى الذي ينشر الحروب والفتن والتغيير ..وهذا الأذى يعتمد في أساليبه المختلفة علي الأخطاء , أخطاء تغضب الجموع وتحرّك ثورتهم وغضبهم وراء مستغلّ الأخطاء والمعتمد علي هفوات المسؤولين علي رقاب العباد وشؤون البلاد ..فهناك الأخطاء الخاصّة التي لا تهمنا ما دامت تعالج بالقانون في العدل أو تترك للحساب يوم البعث ..والأخطاء العامّة التي هي روح التاريخ وتهمّنا في الموضوع نظرا لحتمية وجودها وضرورة من ضروريات التغيير وتحوّل حياة أهل الأرض ..قد تبدو هذه الأخطاء صائبة تقوم علي مبادئ دينية وسياسية وعرفية ووضعية قانونية في ظنون من يتولّون السيّادة والرّيّادة بكلّ رموزها طوال فترات أزمنتهم المحدودة بنهايتهم أو وراثتهم الزّائلة ..لكنّها أخطاء جسيمة في عقول المستعبدين ( بفتح الباء ) تدمّر طموحاتهم وتذلّهم وتنقص من كرامة حياتهم العامّة وتزعج مستقبلهم ..ورغم تعاقب الدّيانات من أجل التصحيح , وظهور السياسات الإيديولوجية للتّقويم... بقيت الأخطاء تزاول مهامّها خارقة لما يظنّه المسيّرون تقويما لاعوجاج المواطنين الذين يستمرّون في عصيانهم ضد الشطط ..
مرّت فوق رقاب سكان الأرض دساتير كثيرة لم تستقر علي حالها ..وعاشوا ديانات سماوية ووضعية منذ قرون طويلة وشاهدوا القتل والدّمار والعاهات وتشتيت ثورات لا تعدّ ولا تحصي ..فبقيت الأخطاء مستمرّة لتؤسّس الحقب التاريخية وتثير لغة التغيير في النفوس ..الصّواب والوفاق والتّناغم الفكريّ والرّوحيّ لا تغير التاريخ ..والعقول المختلفة لا تثبّت التاريخ ..والهيمنة لا تديم التاريخ ..لأن التاريخ يكره الجمود ولا يعيش بنمط واحد ولا يرضخ للروتين ولا ينتقل من صفحة إلي أخرى بنفس التخطيط والخطوط ..فروحه المسيّرة لحتميته ومراحله الموزّعة بين الأجيال هي الأخطاء المسلّطة علي الناس , فحينما يتألّمون بسببها ينتفضون وراء من وجدها مطية لركوب الحقبة الجديدة ..الأخطاء متنوّعة وتختلف من حكّام إلي آخرين فهي شرارة الكفاح والنضال والمقاومة والثورة والحروب , لأنها روح التاريخ بين النور والنار , يختار التّاريخ فرصة الأخطاء للانقضاض علي من يمارسها لأجله؟
الهيمنة المطلقة في جل المجالات أو الدائمة طول الحياة مستحيلة ...لا يخططها التاريخ لأحد...فالمهيمن يستعمل الأدوات المادية والفكرية للسيطرة علي أسفل الطّبقات ويوفّر كلّ الطّقوس القمعيّة وأياديه الآمرة كي يثبّت عهده وهو في هذه الحالة المتعالية يظنّ أنّه وزّع ما يرضي العباد واطمأن علي حاله بفضل معاونيه التقاة في إخفاء جبروتهم المصلحة الخاصّة... لكنّ الأخطاء التي هي نسيج تاريخيّ أحبطت نظرياته بسبب تصرّفات أدمت قلوب الشّعب وإنجازات الركب التّبع أو بسبب أشخاص موالين بالاحتكار تمادوا في تغيير الاستفادة العامة , فما يميّز الأخطاء التي تبدّل أحوال الشعوب والأمم أنّها واردة في التسيير العام ولها مخزون متنوّع يتماشى مع الظّروف المتداولة لكتابة إرادة التاريخ وتقسيمه علي الكلّ بالشكل الذي يفرضه ..تعتقد الهيمنة أنها ديمقراطية ...تحمي حقوق الإنسان وتنصر المساواة والتسامح وتبني دولة القانون والعدل وتخدم مصالح الشعب , وبهذا التركيز علي المطالب ومساعي السلطويّين تقوم مظاهرات واعتصامات الرّافضين والوقفات الاحتجاجية وبالتدريج ينتشر الغليان فتهتز الأركان لتصبح ثورة أو انقلابا أو حربا ..فالأخطاء دم يسري في عروق الهيمنة حسب الظروف والتطورات الاجتماعية لتوقظ الفتنة أي فتنة التاريخ المجدّد لذاته البشريّة ترضخ للتاريخ دون أن تساهم في تحوّلاته ..ليصبحوا جزءا من تحوّل الحقب عندما أثارتهم الأخطاء فأقحمتهم كدواليب تاريخية...
أوباها حسين- عدد الرسائل : 286
العمر : 81
تاريخ التسجيل : 11/10/2011
مواضيع مماثلة
» قمع التّاريخ
» مزبلة التّاريخ
» التّاريخ لا يخسر...
» من أعظم الأخطاء في التاريخ
» الذّاتية الأسيرة في التّاريخ والقدر
» مزبلة التّاريخ
» التّاريخ لا يخسر...
» من أعظم الأخطاء في التاريخ
» الذّاتية الأسيرة في التّاريخ والقدر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى