حلم قصير...
قضيت أيّاما قليلة كزائر لمدينة الدّار البيضاء ...ولمّا انتهت الزيّارة ركبت قطارا وسط ارتباك حلّ صيفا ، رافقني في الرّحلة الخطأ لاعب كرة قدم قديم ومتقاعد عن العمل في إدارة السّكك الحديديّة ...طلبت منّا التّذاكر فسمعت بعد طبع تذكرتي :
نهاية سير هذا القطار في مدينة سلا ..
تركت القطار في محطّة الرّباط لأنتظر المتوجّه إلى مدينتي ...برز القطار المنتظر من خلال غار ، توقّف وبذهول لا إراديّ صعدت إلى الدّرجة الثّانيّة استقبلتني فتاتان ينظّمان ويساعدان وينظّفان ، فرحت لتغيير يدلّ حضاريا على مستوى التّحوّل في منظومة السّكك ...ولجت مقصورة ذات كراسي ناعمة ومريحة وواسعة ..جوّها مكيّف ...دخلت امرأة فرنسيّة أو تحلو لها لغة الحرّيّة ..اتّخذت مقعدا مرقّما وأنا سعيد بهذا الجوّ الدّال على طفرة قادمة تعطّر كلّ شيء بانتقال نحو الازدهار ..راودني حلم قصير أفسدته المرأة حين اكتشفت خطأها من أنّ مقصورتها الحقيقيّة دال وليست سي ..التفت إلى شاب أنيق لأستفسر الموضوع بعد أن غادرت السيّدة مقصورة سي ...حطّم الجواب حلمي السّريع :
إنّك سيّدي في الدّرجة الأولى ..
تركت أناقته وأدبه لأجد قرب الباب الفتاتين قائلا :
أعتذر ، لقد أخطأت
إحدى الفتاتين : لا بأس ...
فتحت لي الباب فعدت إلى درجة بلا أرقام وبلا منظّفين وحالة تبريدها بين تشغيل وعطب ...تتكدّس أثناء المناسبات بالواقفين والجالسين على حقائبهم ولابدّ من شمّ روائح متنوّعة ...فقدت الحلم القصير ووجمت بين الواجمين على الدّوام !!!!؟.