سلوكياتنا بعد الشهر الفضيل/فؤاد الدقس
صفحة 1 من اصل 1
سلوكياتنا بعد الشهر الفضيل/فؤاد الدقس
واعلموا أن هذه الدنيا عرض زائل كما أخبر بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم. وضعوا نصب أعينكم سيرة الإمام مالك بن أنس - صاحب المذهب - الذي قيل عن مآثره: لا يفتي ومالك في المدينة. ومع ذلك حين حضر إليه أحد علماء المغرب ليستفتيه في بعض أمور أجاب عن بعض الأسئلة ولم يجب عنها كلها. وعندما سئل في ذلك. قال: خير لك أن تعود إلي من خلفك وتقول لهم: لم يجبني مالك عن أسئلتي خير من أن أجيبك بغير علم. فأضلك. وتضل أنت من وراءك.
وهذا الإمام أحمد بن حنبل - صاحب المذهب - عندما كان سجيناً في محنة خلق القرآن. وقال له أحد تلاميذه: قلها يا إمام حتي لا نهلك. فقال: ويحك! انظر من النافذة ماذا تري؟ قال: أري جمعاً غفيراً من الناس وقد أمسك كل واحد منهم بقلم وقرطاس ينتظرون ما تقول. قال الإمام أحمد: والله إن أهلك في سبيل الله وفي سبيل كلمة الحق خير من أن أهلك كل هؤلاء وأضلهم.
بالله عليكم مَن مِن علمائنا الأفاضل نجوم الفضائيات لديه الشجاعة ليقول عن سؤال طرح عليه: لا أعلم؟
إن كلمة يقولها أحد شيوخ الفضائيات ونجومها لا يلقي لها بالاً. تضل كثيراً من الناس ويكون وزرهم في رقبته إلي يوم القيامة.
هذا علاوة علي الفتاوي المتضاربة. والإفتاء بغير علم. أو إفتاء بالهوي. هذا عن نجوم الفضائيات. أما عن مشايخ رمضان من عموم المسلمين فتجدهم في رمضان أحرص الناس علي مظاهر هذا الشهر الكريم. وما أن يمضي رمضان حتي تراهم وكأنك لا تعرفهم.
لقد ودعوا أخلاقهم وسلوكياتهم مع وداعهم رمضان. وكأن العبادة والالتزام هي شهر في العام. أما في باقي الأشهر الأخري فإنهم ينهجون سلوكاً غير الذي سلكوه في رمضان. ومن هنا نظر إلينا الآخر نظرة تخلو من الاحترام فهذا أحد الفلاسفة العرب المعمرين يصف نظرة الغرب إلي الإسلام بأنها نظرة إلي تصرفات المسلمين. وهذه حقيقة مرة للأسف الشديد» لقد حصل انفصام بين الإسلام وسلوكيات المسلمين.
ففي رمضان يصوم بعض المسلمين صياماً ليس لهم منه سوي الجوع والعطش وإسقاط الواجب عنهم أما الأجر والثواب - حيث الحق تبارك وتعالي يقول في الحديث القدسي: أما الصوم فإنه لي وأنا أجزي به - فقد حرموا أنفسهم منه لقد التزموا بأداء صوم رمضان لأنه أحد أركان الإسلام. حيث تحول عند بعضهم إلي مجرد عادة. وفقد مضمونه الكبير من أنه عبادة وأيما عبادة.
وتراهم يذهبون إلي صلاة التراويح زرافات ووحدانا. بعضهم ذهب للتراويح ليقال: فلان يصلي التراويح وقد قيل فلا أجر له إلا من رحم الله وهم الذين ذهبوا لصلاة التراويح اقتداء بسنة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم» حتي ينالوا الأجر والثواب من الله تعالي ويصدقون حين يدعون الله تعالي قائلين: اللهم تقبل صيامنا وقيامنا يا رب العالمين.
اعلم أيها الصائم أن الصوم علي ثلاثة أنواع: صوم العوام وصوم الخواص وصوم خواص الخواص.
أما صوم العوام: فهو الإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات.
وأما صوم الخواص: فهو زيادة علي ذلك الإمساك صوم الأعضاء والجوارح والحواس الظاهرة عن المنهيات الشرعية. فتصوم العين عن المحرمات ويغض الصائم بصره عما حرم الله. وتصوم الأذن عن استماع الغيبة والبهتان وأنواع المحرمات. ويصوم اللسان عن الغيبة والافتراء والفحش وسوء الكلام. وتصوم اليد عن البطش بالضعفاء من غير حق. وتصوم الرجل عن السعي إلي مجالس اللهو واللعب وغيرها من المحافل غير المشروعة فقد سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم امرأة تسب جاريتها وهي صائمة فدعا معلم الناس الخير صلي الله عليه وسلم بطعام فقال: كلي. قالت: إني صائمة. فقال صلي الله عليه وسلم: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك؟
ونخلص إلي أن صوم الخواص: هو أن يصل العبد إلي مرحلة يستحيي فيها أن يرتكب المنكر.
وأما صوم خواص الخواص: فهو زيادة علي ما ذكر من صوم العوام وصوم الخواص. هو صوم القلب عن ذكر غير الله تعالي شأنه وتقدست صفاته.
والله سبحانه وتعالي يقول في محكم تنزيله: "يوم لا ينفع مال ولا بنون ? إلا من أتي الله بقلب سليم". "الشعراء: 88 - 89".
وصاحب القلب السليم كما ذكر بعض المفسرين: هو الذي يلقي الله تبارك وتعالي وليس في قلبه إلا رب العالمين.
والله سبحانه نسأل أن تكون أيامنا كلها رمضان لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم بين لنا أن رمضان كله خير. ولو عرفنا فضل رمضان لتمنينا دهرنا كله رمضان.
وهذا الإمام أحمد بن حنبل - صاحب المذهب - عندما كان سجيناً في محنة خلق القرآن. وقال له أحد تلاميذه: قلها يا إمام حتي لا نهلك. فقال: ويحك! انظر من النافذة ماذا تري؟ قال: أري جمعاً غفيراً من الناس وقد أمسك كل واحد منهم بقلم وقرطاس ينتظرون ما تقول. قال الإمام أحمد: والله إن أهلك في سبيل الله وفي سبيل كلمة الحق خير من أن أهلك كل هؤلاء وأضلهم.
بالله عليكم مَن مِن علمائنا الأفاضل نجوم الفضائيات لديه الشجاعة ليقول عن سؤال طرح عليه: لا أعلم؟
إن كلمة يقولها أحد شيوخ الفضائيات ونجومها لا يلقي لها بالاً. تضل كثيراً من الناس ويكون وزرهم في رقبته إلي يوم القيامة.
هذا علاوة علي الفتاوي المتضاربة. والإفتاء بغير علم. أو إفتاء بالهوي. هذا عن نجوم الفضائيات. أما عن مشايخ رمضان من عموم المسلمين فتجدهم في رمضان أحرص الناس علي مظاهر هذا الشهر الكريم. وما أن يمضي رمضان حتي تراهم وكأنك لا تعرفهم.
لقد ودعوا أخلاقهم وسلوكياتهم مع وداعهم رمضان. وكأن العبادة والالتزام هي شهر في العام. أما في باقي الأشهر الأخري فإنهم ينهجون سلوكاً غير الذي سلكوه في رمضان. ومن هنا نظر إلينا الآخر نظرة تخلو من الاحترام فهذا أحد الفلاسفة العرب المعمرين يصف نظرة الغرب إلي الإسلام بأنها نظرة إلي تصرفات المسلمين. وهذه حقيقة مرة للأسف الشديد» لقد حصل انفصام بين الإسلام وسلوكيات المسلمين.
ففي رمضان يصوم بعض المسلمين صياماً ليس لهم منه سوي الجوع والعطش وإسقاط الواجب عنهم أما الأجر والثواب - حيث الحق تبارك وتعالي يقول في الحديث القدسي: أما الصوم فإنه لي وأنا أجزي به - فقد حرموا أنفسهم منه لقد التزموا بأداء صوم رمضان لأنه أحد أركان الإسلام. حيث تحول عند بعضهم إلي مجرد عادة. وفقد مضمونه الكبير من أنه عبادة وأيما عبادة.
وتراهم يذهبون إلي صلاة التراويح زرافات ووحدانا. بعضهم ذهب للتراويح ليقال: فلان يصلي التراويح وقد قيل فلا أجر له إلا من رحم الله وهم الذين ذهبوا لصلاة التراويح اقتداء بسنة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم» حتي ينالوا الأجر والثواب من الله تعالي ويصدقون حين يدعون الله تعالي قائلين: اللهم تقبل صيامنا وقيامنا يا رب العالمين.
اعلم أيها الصائم أن الصوم علي ثلاثة أنواع: صوم العوام وصوم الخواص وصوم خواص الخواص.
أما صوم العوام: فهو الإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات.
وأما صوم الخواص: فهو زيادة علي ذلك الإمساك صوم الأعضاء والجوارح والحواس الظاهرة عن المنهيات الشرعية. فتصوم العين عن المحرمات ويغض الصائم بصره عما حرم الله. وتصوم الأذن عن استماع الغيبة والبهتان وأنواع المحرمات. ويصوم اللسان عن الغيبة والافتراء والفحش وسوء الكلام. وتصوم اليد عن البطش بالضعفاء من غير حق. وتصوم الرجل عن السعي إلي مجالس اللهو واللعب وغيرها من المحافل غير المشروعة فقد سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم امرأة تسب جاريتها وهي صائمة فدعا معلم الناس الخير صلي الله عليه وسلم بطعام فقال: كلي. قالت: إني صائمة. فقال صلي الله عليه وسلم: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك؟
ونخلص إلي أن صوم الخواص: هو أن يصل العبد إلي مرحلة يستحيي فيها أن يرتكب المنكر.
وأما صوم خواص الخواص: فهو زيادة علي ما ذكر من صوم العوام وصوم الخواص. هو صوم القلب عن ذكر غير الله تعالي شأنه وتقدست صفاته.
والله سبحانه وتعالي يقول في محكم تنزيله: "يوم لا ينفع مال ولا بنون ? إلا من أتي الله بقلب سليم". "الشعراء: 88 - 89".
وصاحب القلب السليم كما ذكر بعض المفسرين: هو الذي يلقي الله تبارك وتعالي وليس في قلبه إلا رب العالمين.
والله سبحانه نسأل أن تكون أيامنا كلها رمضان لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم بين لنا أن رمضان كله خير. ولو عرفنا فضل رمضان لتمنينا دهرنا كله رمضان.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» مشاهد التوحيد / بقلم: فؤاد الدقس الكاتب السوري
» أإله مع الله / فؤاد الدقس
» مقام العبودية /فؤاد الدقس
» لاإله إلا الله.. أسرار وأنوار / فؤاد الدقس *
» أهلية البشر للرسالة بقلم : فؤاد الدقس- كاتب سوري
» أإله مع الله / فؤاد الدقس
» مقام العبودية /فؤاد الدقس
» لاإله إلا الله.. أسرار وأنوار / فؤاد الدقس *
» أهلية البشر للرسالة بقلم : فؤاد الدقس- كاتب سوري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى