مشاهد التوحيد / بقلم: فؤاد الدقس الكاتب السوري
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مشاهد التوحيد / بقلم: فؤاد الدقس الكاتب السوري
"1"
يقول الله تعالي في محكم تنزيله: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم
جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا
بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون"
الأعراف 158.
يقول صاحب صفوة التفاسير: أي: صدقوا بآيات الله وصدقوا رسوله المبعوث
الي جميع خلقه. وهو النبي الأمي صاحب المعجزات الذي لا يقرأ ولا يكتب.
المصدق بجميع الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالي واسلكوا طريقه
واقتفوا أثره تهتدوا.
ومن أعظم الدلائل علي صدق رسالته صلي الله عليه وسلم أنه أمي. ثم جاء بالقرآن. وجاء بعلوم عجز عنها الأولون ويعجز عنها الآخرون.
ومما يدل علي أن هذا القرآن هو حقاً كلام الله تعالي أنه -صلي الله
عليه وسلم- كان يسرع في تلاوته لما ينزل عليه به جبريل عليه السلام خشية
أن ينفلت منه شئ. أو ينسي كيفية تلاوته ولهجته فنزل قول الله تعالي: "لا
تحرك به لسانك لتعجل به "16" إن علينا جمعه.." أي: في قلبك ".. وقرآنه"
"القيامة: 17" أي: نقرئك إياه كما أنزلناه باللهجة والأسلوب المبين "فإذا
قرآناه فاتبع قرآنه" "18" ثم إن علينا بيانه" "القيامة: 19".
أي: أن نبين معانيه لك.
فلو كان القرآن الكريم من تأليفه -صلي الله عليه وسلم- لما أسرع في تلاوته حال وحيه إليه.
لقد ادعي ذلك مشركو مكة بهتاناً وزوراً. وتبني وجهة نظرهم الآثمة تلك
بعض المستشرقين. يقول الدكتور علي بن إبرهيم النملة- أستاذ المعلومات
والمكتبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض-: الادعاء أن
القرآن الكريم من تأليف سيدنا محمد -صلي الله عليه- وسلم هي فرية
استشراقية قديمة في اطلاقها. ولكنها أثرت كثيراً علي تأثير القرآن الكريم
علي قراء ترجمة المعاني باللغة الإنجليزية دون شك. بل إن التأثير قد امتد
إلي قراء ترجمة المعاني باللغة الفرنسية. عندما تبني المستشرق البولوني
ألبيركازميرسكي نقل ترجمة المعاني من اللغة الانجليزية الي اللغة
الفرنسية.
ويقول الدكتور محمد خليفة حسن- المدير السابق لمركز الدراسات الشرقية
التابع لجامعة القاهرة-: "أدت وفرة الترجمات الاستشراقية في اللغات
الأوروبية الي نتيجة سلبية في الدراسات القرآنية عند المستشرقين. وهي أن
معظم هذه الدراسات اعتمدت علي الترجمات. ولم تعتمد علي النص العربي للقرآن
الكريم".
علي أي حال فالبحث في تاريخ الترجمات التي قام بها الرهبان. ثم
الرهبان المستشرقون. ثم المستشرقون من غير الرهبان بحث شائق. وليس هذا
مجال التوسع فيه. إلا أنه غلب علي ترجمات معاني القرآن الكريم من قبل غير
أهله. إنها ترجمات اتسمت بالنظرة السلبية تجاه الوحي. وتجاه من أنزل الوحي
وتجاه من نزل عليه الوحي سيدنا محمد -صلي الله عليه وسلم-.
ويقول الدكتور محمد مهر علي - مفكر إسلامي بنغلاديشي. حصل علي جائزة
الملك فيصل للدراسات الإسلامية سنة 1420 هجرية/ 2000 ميلادية-: يحاول
المستشرقون دائماً أن يثبتوا أن القرآن الكريم من وضع البشر وبخاصة من
تأليف سيدنا محمد -صلي الله عليه وسلم-. وموقفهم هذا من القرآن ليس بشئ
جديد. بل هو في الحقيقة لا يختلف عن موقف مشتركي مكة الذين بلغهم الرسول
-صلي الله عليه وسلم- رسالته والوحي القرآني مباشرة فزعموا أن القرآن ما
هو إلا قول البشر.
ويقول أنور محمود زناتي- كاتب وأكاديمي مصري في مجال التاريخ- في
معجم افتراءات الغرب علي الإسلام: إن هذه شبهة واهية لا أساس لها من الصحة
ولنا في إثبات ذلك أدلة هي:
1- إن أسلوب القرآن الكريم يخالف مخالفة تامة أسلوب كلام سيدنا محمد
-صلي الله عليه وسلم- فلو رجعنا إلي كتب الأحاديث التي جمعت أقوال سيدنا
محمد -صلي الله عليه وسلم- وقارناها بالقرآن الكريم لرأينا الفرق الواضح
والتغاير الظاهر في كل شئ. في أسلوب التعبير. وفي الموضوعات. فحديث سيدنا
-محمد صلي الله عليه وسلم- تتجلي في لغة المحادثة والتفهيم والتعليم
والخطابة في صورها ومعناها المألوف لدي العرب كافة. بخلاف أسلوب القرآن
الكريم الذي لا يعرف له شبيه في أساليب العرب.
2- إذا افترض الشخص أن القرآن الكريم انتاج عقل بشري. فإنه يتوقع أن
يذكر شيئاً عن عقلية مؤلفه. ولو كانت تلك الادعاءات حقيقة فإن أدلة ذلك
ستظهر في القرآن الكريم. فهل توجد مثل تلك الأدلة؟ وحتي نتمكن من الإجابة
علي ذلك فإن علينا معرفة الأفكار والتأملات التي دارت في عقله في ذلك
الوقت ثم نبحث عنها في القرآن الكريم.
3- يستشعر القارئ في فطرته عند قراءة الحديث النبوي شخصية بشرية
وذاتية تعتريها الخشية والمهابة والضعف أمام الله تعالي. بخلاف القرآن
الكريم الذي يتراءي للقارئ من خلال آياته ذاتية جبارة عادلة حكيمة خالقة
بارئة مصورة. رحيمة لا تضعف حتي في مواضع الرحمة مثل قوله سبحانه في شأن
أتباع نبي الله عيسي عليه السلام "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم
فإنك أنت العزيز الحكيم" "المائدة 118".
فلو كان القرآن من كلام سيدنا -محمد صلي الله عليه وسلم- لكان أسلوبه وأسلوب الأحاديث سواء.
4- من المسلم به أن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم أمي ما درس ولا
تعلم ولا تتلمذ علي يد أحد. ومعلمه الأوحد هو رب العالمين. فهل يعقل أنه
أتي بهذا الاعجاز التشريعي المتكامل دون أي تناقض. فأقر بعظمة هذا التشريع
القريب والبعيد. المسلم وغير المسلم؟ فكيف يستطيع هذا الأمي أن يكون هذا
القرآن بإعجازة اللغوي الفريد واعجازه التشريعي المتكامل اجتماعياً
واقتصادياً ودينياً وسياسياً.. هل يمكن لهذا الكتاب أن يكون من عنده؟! وهل
يجرؤ علي تحدي ذلك بقوله: "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله
لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" "النساء:82" هذا تحد واضح لغير المسلمين فهو
يدعوهم لإيجاد خطأ فيه.
5 إن نظرة القرآن الكاملة الشاملة المتناسقة للكون والحياة والفكر
والمعاملات والحروب والزواج والعبادات والاقتصاد لو كانت من صنع سيدنا
محمد صلي الله عليه وسلم لما كان محمد بشراً.
إن هذه التنظيمات وهذه التشريعات والآراء تعجز عن القيام بها لجان
كثيرة لها ثقافات عالمية وتخصص عميق مهما أتيح لها من المراجع والدراسات
والوقت. فرجل واحد أياً كانت عبقريته. وأياً كانت ثقافته ليعجز عن أن يأتي
بتنظيم في مسألة واحدة من هذه المسائل. فما بالك بكلها مع تنوعها وتلون
اتجاهاتها وهل يتسني لأمي أن يأتي بهذه النظرة الشاملة في الكون والحياة
والفكر؟!
6 وماذا عما في القرآن الكريم من إعجاز علمي في الكون والحياة والطب
والرياضيات وغير ذلك الكثير الكثير. فهل يعقل أن هذا الأمي قد وضعها؟ كيف
عرف الأمي؟
إن الأرض كروية بشكل بيضوي لقوله سبحانه: "والأرض بعد ذلك دحاها" "النازعات: 30".
إن الحياة ابتدأت من الماء حيث لا يمكن إقناع من عاشوا منذ أربعة عشر
قرناً بهذا. فلو أنك وقفت منذ أربعة عشر قرناً في الصحراء وقلت "كل هذا
الذي تري" وتشير إلي نفسك "مصنوع بأغلبية من الماء" فلن يصدقك أحد. لم يكن
الدليل علي ذلك موجوداً قبل اختراع الميكروسكوب.
كان عليهم الانتظار لمعرفة أن السيتوبلازم وهي المادة الأساسية
المكونة للخلية بحيث تكون من 80% من الماء "وجعلنا من الماء كل شيء حي
أفلا يؤمنون" "الأنبياء: 30".
إن هناك اختلافاً في التوقيت بين مناطق العالم "حتي إذا أخذت الأرض
زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً
فجعلناه حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون" "يونس".
ومعني الآية أنه عند نهاية التاريخ ومجيء يوم القيامة. فإن ذلك سيحدث
في لحظة ستصادف بعض الناس أثناء النهار وآخرين أثناء الليل. وهذا يوضح
حكمة الله وعلمه الأزلي بوجود مناطق زمنية مختلفة. رغم أن ذلك لم يكن
معروفاً منذ أربعة عشر قرناً.
إن هذه الظاهرة ليس بالإمكان رؤيتها بالعين المجردة. أو نتيجة لتجربة شخصية وهذه حقيقة تكفي لتكون دليلاً علي مصداقية القرآن الكريم.
وأخيراً: لماذا يؤلف سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم القرآن الكريم وينسبه إلي غيره؟
يقول الله تعالي في محكم تنزيله: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم
جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا
بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون"
الأعراف 158.
يقول صاحب صفوة التفاسير: أي: صدقوا بآيات الله وصدقوا رسوله المبعوث
الي جميع خلقه. وهو النبي الأمي صاحب المعجزات الذي لا يقرأ ولا يكتب.
المصدق بجميع الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالي واسلكوا طريقه
واقتفوا أثره تهتدوا.
ومن أعظم الدلائل علي صدق رسالته صلي الله عليه وسلم أنه أمي. ثم جاء بالقرآن. وجاء بعلوم عجز عنها الأولون ويعجز عنها الآخرون.
ومما يدل علي أن هذا القرآن هو حقاً كلام الله تعالي أنه -صلي الله
عليه وسلم- كان يسرع في تلاوته لما ينزل عليه به جبريل عليه السلام خشية
أن ينفلت منه شئ. أو ينسي كيفية تلاوته ولهجته فنزل قول الله تعالي: "لا
تحرك به لسانك لتعجل به "16" إن علينا جمعه.." أي: في قلبك ".. وقرآنه"
"القيامة: 17" أي: نقرئك إياه كما أنزلناه باللهجة والأسلوب المبين "فإذا
قرآناه فاتبع قرآنه" "18" ثم إن علينا بيانه" "القيامة: 19".
أي: أن نبين معانيه لك.
فلو كان القرآن الكريم من تأليفه -صلي الله عليه وسلم- لما أسرع في تلاوته حال وحيه إليه.
لقد ادعي ذلك مشركو مكة بهتاناً وزوراً. وتبني وجهة نظرهم الآثمة تلك
بعض المستشرقين. يقول الدكتور علي بن إبرهيم النملة- أستاذ المعلومات
والمكتبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض-: الادعاء أن
القرآن الكريم من تأليف سيدنا محمد -صلي الله عليه- وسلم هي فرية
استشراقية قديمة في اطلاقها. ولكنها أثرت كثيراً علي تأثير القرآن الكريم
علي قراء ترجمة المعاني باللغة الإنجليزية دون شك. بل إن التأثير قد امتد
إلي قراء ترجمة المعاني باللغة الفرنسية. عندما تبني المستشرق البولوني
ألبيركازميرسكي نقل ترجمة المعاني من اللغة الانجليزية الي اللغة
الفرنسية.
ويقول الدكتور محمد خليفة حسن- المدير السابق لمركز الدراسات الشرقية
التابع لجامعة القاهرة-: "أدت وفرة الترجمات الاستشراقية في اللغات
الأوروبية الي نتيجة سلبية في الدراسات القرآنية عند المستشرقين. وهي أن
معظم هذه الدراسات اعتمدت علي الترجمات. ولم تعتمد علي النص العربي للقرآن
الكريم".
علي أي حال فالبحث في تاريخ الترجمات التي قام بها الرهبان. ثم
الرهبان المستشرقون. ثم المستشرقون من غير الرهبان بحث شائق. وليس هذا
مجال التوسع فيه. إلا أنه غلب علي ترجمات معاني القرآن الكريم من قبل غير
أهله. إنها ترجمات اتسمت بالنظرة السلبية تجاه الوحي. وتجاه من أنزل الوحي
وتجاه من نزل عليه الوحي سيدنا محمد -صلي الله عليه وسلم-.
ويقول الدكتور محمد مهر علي - مفكر إسلامي بنغلاديشي. حصل علي جائزة
الملك فيصل للدراسات الإسلامية سنة 1420 هجرية/ 2000 ميلادية-: يحاول
المستشرقون دائماً أن يثبتوا أن القرآن الكريم من وضع البشر وبخاصة من
تأليف سيدنا محمد -صلي الله عليه وسلم-. وموقفهم هذا من القرآن ليس بشئ
جديد. بل هو في الحقيقة لا يختلف عن موقف مشتركي مكة الذين بلغهم الرسول
-صلي الله عليه وسلم- رسالته والوحي القرآني مباشرة فزعموا أن القرآن ما
هو إلا قول البشر.
ويقول أنور محمود زناتي- كاتب وأكاديمي مصري في مجال التاريخ- في
معجم افتراءات الغرب علي الإسلام: إن هذه شبهة واهية لا أساس لها من الصحة
ولنا في إثبات ذلك أدلة هي:
1- إن أسلوب القرآن الكريم يخالف مخالفة تامة أسلوب كلام سيدنا محمد
-صلي الله عليه وسلم- فلو رجعنا إلي كتب الأحاديث التي جمعت أقوال سيدنا
محمد -صلي الله عليه وسلم- وقارناها بالقرآن الكريم لرأينا الفرق الواضح
والتغاير الظاهر في كل شئ. في أسلوب التعبير. وفي الموضوعات. فحديث سيدنا
-محمد صلي الله عليه وسلم- تتجلي في لغة المحادثة والتفهيم والتعليم
والخطابة في صورها ومعناها المألوف لدي العرب كافة. بخلاف أسلوب القرآن
الكريم الذي لا يعرف له شبيه في أساليب العرب.
2- إذا افترض الشخص أن القرآن الكريم انتاج عقل بشري. فإنه يتوقع أن
يذكر شيئاً عن عقلية مؤلفه. ولو كانت تلك الادعاءات حقيقة فإن أدلة ذلك
ستظهر في القرآن الكريم. فهل توجد مثل تلك الأدلة؟ وحتي نتمكن من الإجابة
علي ذلك فإن علينا معرفة الأفكار والتأملات التي دارت في عقله في ذلك
الوقت ثم نبحث عنها في القرآن الكريم.
3- يستشعر القارئ في فطرته عند قراءة الحديث النبوي شخصية بشرية
وذاتية تعتريها الخشية والمهابة والضعف أمام الله تعالي. بخلاف القرآن
الكريم الذي يتراءي للقارئ من خلال آياته ذاتية جبارة عادلة حكيمة خالقة
بارئة مصورة. رحيمة لا تضعف حتي في مواضع الرحمة مثل قوله سبحانه في شأن
أتباع نبي الله عيسي عليه السلام "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم
فإنك أنت العزيز الحكيم" "المائدة 118".
فلو كان القرآن من كلام سيدنا -محمد صلي الله عليه وسلم- لكان أسلوبه وأسلوب الأحاديث سواء.
4- من المسلم به أن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم أمي ما درس ولا
تعلم ولا تتلمذ علي يد أحد. ومعلمه الأوحد هو رب العالمين. فهل يعقل أنه
أتي بهذا الاعجاز التشريعي المتكامل دون أي تناقض. فأقر بعظمة هذا التشريع
القريب والبعيد. المسلم وغير المسلم؟ فكيف يستطيع هذا الأمي أن يكون هذا
القرآن بإعجازة اللغوي الفريد واعجازه التشريعي المتكامل اجتماعياً
واقتصادياً ودينياً وسياسياً.. هل يمكن لهذا الكتاب أن يكون من عنده؟! وهل
يجرؤ علي تحدي ذلك بقوله: "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله
لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" "النساء:82" هذا تحد واضح لغير المسلمين فهو
يدعوهم لإيجاد خطأ فيه.
5 إن نظرة القرآن الكاملة الشاملة المتناسقة للكون والحياة والفكر
والمعاملات والحروب والزواج والعبادات والاقتصاد لو كانت من صنع سيدنا
محمد صلي الله عليه وسلم لما كان محمد بشراً.
إن هذه التنظيمات وهذه التشريعات والآراء تعجز عن القيام بها لجان
كثيرة لها ثقافات عالمية وتخصص عميق مهما أتيح لها من المراجع والدراسات
والوقت. فرجل واحد أياً كانت عبقريته. وأياً كانت ثقافته ليعجز عن أن يأتي
بتنظيم في مسألة واحدة من هذه المسائل. فما بالك بكلها مع تنوعها وتلون
اتجاهاتها وهل يتسني لأمي أن يأتي بهذه النظرة الشاملة في الكون والحياة
والفكر؟!
6 وماذا عما في القرآن الكريم من إعجاز علمي في الكون والحياة والطب
والرياضيات وغير ذلك الكثير الكثير. فهل يعقل أن هذا الأمي قد وضعها؟ كيف
عرف الأمي؟
إن الأرض كروية بشكل بيضوي لقوله سبحانه: "والأرض بعد ذلك دحاها" "النازعات: 30".
إن الحياة ابتدأت من الماء حيث لا يمكن إقناع من عاشوا منذ أربعة عشر
قرناً بهذا. فلو أنك وقفت منذ أربعة عشر قرناً في الصحراء وقلت "كل هذا
الذي تري" وتشير إلي نفسك "مصنوع بأغلبية من الماء" فلن يصدقك أحد. لم يكن
الدليل علي ذلك موجوداً قبل اختراع الميكروسكوب.
كان عليهم الانتظار لمعرفة أن السيتوبلازم وهي المادة الأساسية
المكونة للخلية بحيث تكون من 80% من الماء "وجعلنا من الماء كل شيء حي
أفلا يؤمنون" "الأنبياء: 30".
إن هناك اختلافاً في التوقيت بين مناطق العالم "حتي إذا أخذت الأرض
زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً
فجعلناه حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون" "يونس".
ومعني الآية أنه عند نهاية التاريخ ومجيء يوم القيامة. فإن ذلك سيحدث
في لحظة ستصادف بعض الناس أثناء النهار وآخرين أثناء الليل. وهذا يوضح
حكمة الله وعلمه الأزلي بوجود مناطق زمنية مختلفة. رغم أن ذلك لم يكن
معروفاً منذ أربعة عشر قرناً.
إن هذه الظاهرة ليس بالإمكان رؤيتها بالعين المجردة. أو نتيجة لتجربة شخصية وهذه حقيقة تكفي لتكون دليلاً علي مصداقية القرآن الكريم.
وأخيراً: لماذا يؤلف سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم القرآن الكريم وينسبه إلي غيره؟
عدل سابقا من قبل abdelhamid في الثلاثاء 10 نوفمبر 2009 - 21:04 عدل 1 مرات
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مشاهد التوحيد "2" بقلم: فؤاد الدقس الكاتب السوري
يقول الله تعالي في محكم تنزيله: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم
جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا
بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون"
الأعراف 158
أي: آمنوا بكلمات الله تعالي القرآنية النازلة عليه صلي الله عليه
وسلم وعلي الرسل قبله فهو صلي الله عليه وسلم يؤمن بكلمات الله تعالي
التكوينية إذ ما من شئ يكون ويوجد إلا بقول الله تعالي "كن" كما قال الله
تعالي:"إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون" "النحل: 40"
ولا يعلم مخلوقات الله تعالي إلا الذي خلقها وأوجدها وأعطاها كونها بقوله: "كن" وهو الله تعالي.
يقول الشيخ الإمام عبد الله سراج الدين:... كل ذرة في جسمك تحتاج في
كل لمحة إلي قول الله تعالي لها: "كن" ليبقي عليها كيانها ووجودها. ولو
قطع الله تعالي عنها مدد التكوين "كن" لصارت إلي العدم.
ولا تظن أن عوالم الله تعالي محدودة في السماوات والأرض فقط. بل لله
تعالي عوالم لا يعلمها إلا هو. فهو الخالق. يخلق ويخلق ولا ينتهي خلقه.
ولهذا يقول جلت حكمته: "ولو أنما في الأرض" أي: جنس الأرض "من شجرة أقلام
والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله" "لقمان: 27"
أي: ما نفدت كلمات الله تعالي التكوينية. التي تعطي كوناً ووجوداً
لما توجهت إليه. فما أكثر عوالم الله تعالي؟!! وما أعظم قدرة الله
تعالي؟!! "ما نفدت كلمات الله" أي ما نفدت كلمات الله تعالي القرآنية
التدوينية. أي: ما نفدت كلمات الله تعالي من معانيها. لأنها معاني كلام
صادر عن الذي علمه لا يتناهي. وهو الله تعالي. فحملت معاني لا تتناهي.
ونظير ذلك قولك: ما نفد البحر أي: ما نفد ماء البحر. أو ما نفد البحر من مائه.
والقرآن الكريم كلام الله تعالي الذي تنفد معانيه. ولا تنتهي أسراره. ولا تنقضي عجائبه. لأنه كلام من لا ينفد علمه. وهو الله تعالي.
وقوله تعالي: "ما خلقكم ولا بعثكم" أيها الثقلان "إلا كنفس واحدة" أي:
إلا كخلق وبعث نفس واحدة أي: وذلك بالنسبة إلي قدرة الله تعالي التي لا
تتناهي "إن الله سميع بصير" "لقمان:28"
وعلي هذا: فقد أشهد سبحانه العباد في هذه الآية مشهداً من مشاهد
وحدانيته وملكه. وأنه حقاً لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله: فقال جل
شأنه: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً" وكأنه قيل: وما هي
مشاهد ربوبيته سبحانه فقال: "الذي له ملك السماوات والأرض" أي: الذي له
وحده التصرف والتدبير في أمر السماوات والأرض وما فيهن "لا إله إلا هو
يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله" أي لأنكم شهدتم ذلك في ملكه وتصرفه.
وتدبيره لأمور الخليقة. مما يحملكم علي العلم الجازم بأنه لا إله إلا الله
محمد رسول الله. ولا بد لهذا الإله الملك الحق أن يبعث في خلقه رسولاً
يدلهم علي مصالح الدنيا والاخرة "النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته"
ولقد أشهد سبحانه العباد مشاهد "محمد رسول الله" في المعجزات وخوارق
العادات التي أجراها الله تعالي علي يده الشريفة صلي الله عليه وسلم.
وقد أمر جل شأنه عباده بأمرين: الإيمان والاتباع.
أما الإيمان برسول الله صلي الله عليه وسلم فهو أن تعتقد جازماً أن
سيدنا محمداً صلي الله عليه سلم هو حقاً رسول الله. وأن يكون هذا منك
اعتقاداً قلبياً صادقاً جازماً.
وأما الاتباع فهو اتباع سيدنا محمداً صلي الله عليه وسلم في الأقوال
والأفعال. والأخلاق والآداب. ثم بين سبحانه ثمرة ذلك وفائدته فقال: "لعلكم
تهتدون" أي: من أجل أن تهتدوا إلي ما ينفعكم في الدنيا وما يسعدكم في
الآخرة. فإن كنتم ترجون الهداية إلي السعادة والفلاح في الدارين فلا سبيل
إلي ذلك إلا باتباع رسول الله صلي عليه وسلم.
ومن وجوه الحاجة إلي اتباعه صلي الله عليه وسلم أنك أنت العاقل إذا
لم تتبع بصرك نور المحسوسات النيرة من حولك فإنك لا تهتدي إلي معرفة
الأشياء وإدراك الأمور. فأنت حينئذ وفاقد البصر سواء. أرأيت إذا دخلت
مكاناً مظلماً وفتحت عينيك جيداً فإنك لن تري شيئاً حتي تستعين بنور يتبعه
نور بصرك فتهدي إلي رؤية الأشياء. ومن هنا نعلم أن نور البصر لا يكفي وحده
لرؤية المحسوسات. ولا بد من نور آخر يلتقي مع نور البصر فتظهر الأمور
وتراها الأبصار. وبالنور يهتدي الإنسان إلي معرفة الأمور ورؤية الأشياء
فمن ذلك نور الشمس ونور النجوم النيرة في الليل المظلم قال تعالي:"..
وبالنجم هم يهتدون" "النحل: 16" أي: يهتدون إلي معرفة الجهات ليتوجهوا حيث
يريدون. وذلك لمن كان عنده علم بالنجوم ومواقعها.
والله سبحانه خلق الإنسان وخلق فيه العقل. والعقل نور يهتدي به
الإنسان إلي ما فيه صلاحه وسعادته. ولا بد لنور العقل أن يتبع نوراً آخر
يهديه إلي ما فيه خيره ونجاحه. وصلاح أمره في الدنيا وفي الآخرة. وهذا
النور هو النور الذي جاء به رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول الحق تبارك
وتعالي:".. فالذين آمنوا به وعزروه" أي: أكرموه "ونصروه واتبعوا النور
الذي أنزل معه" أي أنزل عليه وهو معه صلي الله عليه وسلم لا يفارقه "أولئك
هم المفلحون" "الأعراف 157" أي: أولئك المتبعون لرسول الله صلي الله عليه
وسلم هم الذين ظفروا بالمراد ونالوا بغيتهم من رب العباد بسعادة الدنيا
والآخرة.
وكما بين سبحانه أن الفلاح والظفر بالسعادة لا يكون إلا باتباع رسول
الله صلي الله عليه وسلم. فقد بين أيضاً أن دليل المحبة الصادقة ونيل محبة
الله تعالي لا يتحققان إلا باتباع رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال جل
شأنه: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم
والله غفور رحيم" "آل عمران:31"
أي قل يارسول الله لمن اتبعك من المؤمنين معلناً ومبيناً لهم: إن
كنتم تحبون الله فاتبعوني يعني: أن دليل وبرهان وعلامة المحبة الصادقة لله
تعالي هي اتباع رسول الله صلي الله عليه وسلم. وقد نزلت هذه في أناس زعموا
أنهم يحبون الله ويعبدونه كما يريدون لكنهم لم يؤمنوا برسول الله صلي الله
عليه وسلم ولم يتبعوه وكان منهم أميه بن أبي الصلت وهو أمية بن عبد الله
أبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي. وقيل إن أمه هي: رقية بنت عبد شمس بن عبد
مناف. كان شاعراً جاهلياً من قبيلة ثقيف وهم أهل الطائف. وقيل: إنه كان من
الحنفاء قبل الإسلام وتروي عنه أشعار في توحيد الله وذكر آياته ونبذ
الأصنام. أدرك الإسلام ولم يدخل فيه. كان أمية قد نظر في الكتب. وقرأها
ولبس المسوح تعبداً. قدم الشام قبل ظهور الإسلام وكان مطلعاً علي الكتب
القديمة فبشر بظهور النبي صلي الله عليه وسلم. وحرم الخمر والأوثان.
والتمس الدين. وطمع في النبوة لأنه قرأ في الكتب أن نبياً يبعث من العرب
فكان يرجو أن يكون هو. فلما بعث الله سيدنا محمداً صلي الله عليه وسلم قيل
له: هذا الذي كنت تبشر به وتقول فيه؟
فأشاح بوجهه غضباً ثم قال: أنا كنت أرجو أن أكون هو.
فأنزل الله عزوجل فيه: "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين" "الأعراف: 175"
ونحن نقول لأمية بن أبي الصلت: يا هذا لم يجل بخاطرك ولم يدر في خلدك
أن الأنبياء كما هم معصومون بعد النبوة هم أيضاً معصومون قبلها ولا تنطبق
صفة العصمة في قريش والعرب جميعاً إلا علي الصادق الأمين سيدنا محمد بن
عبد الله الذي أكرمه الله تعالي بحمل الرسالة.
ولما ظهر الإسلام - علي يد غيره - كفر به واستكبر. علي عكس أصحاب
رسول الله صلي الله عليه وسلم الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم الذين كانوا
يسارعون إلي اتباعه في أموره كلها. بقصد أن ينالوا الفلاح والهداية والفوز
بجنة عرضها السماوات والأرض.
جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا
بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون"
الأعراف 158
أي: آمنوا بكلمات الله تعالي القرآنية النازلة عليه صلي الله عليه
وسلم وعلي الرسل قبله فهو صلي الله عليه وسلم يؤمن بكلمات الله تعالي
التكوينية إذ ما من شئ يكون ويوجد إلا بقول الله تعالي "كن" كما قال الله
تعالي:"إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون" "النحل: 40"
ولا يعلم مخلوقات الله تعالي إلا الذي خلقها وأوجدها وأعطاها كونها بقوله: "كن" وهو الله تعالي.
يقول الشيخ الإمام عبد الله سراج الدين:... كل ذرة في جسمك تحتاج في
كل لمحة إلي قول الله تعالي لها: "كن" ليبقي عليها كيانها ووجودها. ولو
قطع الله تعالي عنها مدد التكوين "كن" لصارت إلي العدم.
ولا تظن أن عوالم الله تعالي محدودة في السماوات والأرض فقط. بل لله
تعالي عوالم لا يعلمها إلا هو. فهو الخالق. يخلق ويخلق ولا ينتهي خلقه.
ولهذا يقول جلت حكمته: "ولو أنما في الأرض" أي: جنس الأرض "من شجرة أقلام
والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله" "لقمان: 27"
أي: ما نفدت كلمات الله تعالي التكوينية. التي تعطي كوناً ووجوداً
لما توجهت إليه. فما أكثر عوالم الله تعالي؟!! وما أعظم قدرة الله
تعالي؟!! "ما نفدت كلمات الله" أي ما نفدت كلمات الله تعالي القرآنية
التدوينية. أي: ما نفدت كلمات الله تعالي من معانيها. لأنها معاني كلام
صادر عن الذي علمه لا يتناهي. وهو الله تعالي. فحملت معاني لا تتناهي.
ونظير ذلك قولك: ما نفد البحر أي: ما نفد ماء البحر. أو ما نفد البحر من مائه.
والقرآن الكريم كلام الله تعالي الذي تنفد معانيه. ولا تنتهي أسراره. ولا تنقضي عجائبه. لأنه كلام من لا ينفد علمه. وهو الله تعالي.
وقوله تعالي: "ما خلقكم ولا بعثكم" أيها الثقلان "إلا كنفس واحدة" أي:
إلا كخلق وبعث نفس واحدة أي: وذلك بالنسبة إلي قدرة الله تعالي التي لا
تتناهي "إن الله سميع بصير" "لقمان:28"
وعلي هذا: فقد أشهد سبحانه العباد في هذه الآية مشهداً من مشاهد
وحدانيته وملكه. وأنه حقاً لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله: فقال جل
شأنه: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً" وكأنه قيل: وما هي
مشاهد ربوبيته سبحانه فقال: "الذي له ملك السماوات والأرض" أي: الذي له
وحده التصرف والتدبير في أمر السماوات والأرض وما فيهن "لا إله إلا هو
يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله" أي لأنكم شهدتم ذلك في ملكه وتصرفه.
وتدبيره لأمور الخليقة. مما يحملكم علي العلم الجازم بأنه لا إله إلا الله
محمد رسول الله. ولا بد لهذا الإله الملك الحق أن يبعث في خلقه رسولاً
يدلهم علي مصالح الدنيا والاخرة "النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته"
ولقد أشهد سبحانه العباد مشاهد "محمد رسول الله" في المعجزات وخوارق
العادات التي أجراها الله تعالي علي يده الشريفة صلي الله عليه وسلم.
وقد أمر جل شأنه عباده بأمرين: الإيمان والاتباع.
أما الإيمان برسول الله صلي الله عليه وسلم فهو أن تعتقد جازماً أن
سيدنا محمداً صلي الله عليه سلم هو حقاً رسول الله. وأن يكون هذا منك
اعتقاداً قلبياً صادقاً جازماً.
وأما الاتباع فهو اتباع سيدنا محمداً صلي الله عليه وسلم في الأقوال
والأفعال. والأخلاق والآداب. ثم بين سبحانه ثمرة ذلك وفائدته فقال: "لعلكم
تهتدون" أي: من أجل أن تهتدوا إلي ما ينفعكم في الدنيا وما يسعدكم في
الآخرة. فإن كنتم ترجون الهداية إلي السعادة والفلاح في الدارين فلا سبيل
إلي ذلك إلا باتباع رسول الله صلي عليه وسلم.
ومن وجوه الحاجة إلي اتباعه صلي الله عليه وسلم أنك أنت العاقل إذا
لم تتبع بصرك نور المحسوسات النيرة من حولك فإنك لا تهتدي إلي معرفة
الأشياء وإدراك الأمور. فأنت حينئذ وفاقد البصر سواء. أرأيت إذا دخلت
مكاناً مظلماً وفتحت عينيك جيداً فإنك لن تري شيئاً حتي تستعين بنور يتبعه
نور بصرك فتهدي إلي رؤية الأشياء. ومن هنا نعلم أن نور البصر لا يكفي وحده
لرؤية المحسوسات. ولا بد من نور آخر يلتقي مع نور البصر فتظهر الأمور
وتراها الأبصار. وبالنور يهتدي الإنسان إلي معرفة الأمور ورؤية الأشياء
فمن ذلك نور الشمس ونور النجوم النيرة في الليل المظلم قال تعالي:"..
وبالنجم هم يهتدون" "النحل: 16" أي: يهتدون إلي معرفة الجهات ليتوجهوا حيث
يريدون. وذلك لمن كان عنده علم بالنجوم ومواقعها.
والله سبحانه خلق الإنسان وخلق فيه العقل. والعقل نور يهتدي به
الإنسان إلي ما فيه صلاحه وسعادته. ولا بد لنور العقل أن يتبع نوراً آخر
يهديه إلي ما فيه خيره ونجاحه. وصلاح أمره في الدنيا وفي الآخرة. وهذا
النور هو النور الذي جاء به رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول الحق تبارك
وتعالي:".. فالذين آمنوا به وعزروه" أي: أكرموه "ونصروه واتبعوا النور
الذي أنزل معه" أي أنزل عليه وهو معه صلي الله عليه وسلم لا يفارقه "أولئك
هم المفلحون" "الأعراف 157" أي: أولئك المتبعون لرسول الله صلي الله عليه
وسلم هم الذين ظفروا بالمراد ونالوا بغيتهم من رب العباد بسعادة الدنيا
والآخرة.
وكما بين سبحانه أن الفلاح والظفر بالسعادة لا يكون إلا باتباع رسول
الله صلي الله عليه وسلم. فقد بين أيضاً أن دليل المحبة الصادقة ونيل محبة
الله تعالي لا يتحققان إلا باتباع رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال جل
شأنه: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم
والله غفور رحيم" "آل عمران:31"
أي قل يارسول الله لمن اتبعك من المؤمنين معلناً ومبيناً لهم: إن
كنتم تحبون الله فاتبعوني يعني: أن دليل وبرهان وعلامة المحبة الصادقة لله
تعالي هي اتباع رسول الله صلي الله عليه وسلم. وقد نزلت هذه في أناس زعموا
أنهم يحبون الله ويعبدونه كما يريدون لكنهم لم يؤمنوا برسول الله صلي الله
عليه وسلم ولم يتبعوه وكان منهم أميه بن أبي الصلت وهو أمية بن عبد الله
أبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي. وقيل إن أمه هي: رقية بنت عبد شمس بن عبد
مناف. كان شاعراً جاهلياً من قبيلة ثقيف وهم أهل الطائف. وقيل: إنه كان من
الحنفاء قبل الإسلام وتروي عنه أشعار في توحيد الله وذكر آياته ونبذ
الأصنام. أدرك الإسلام ولم يدخل فيه. كان أمية قد نظر في الكتب. وقرأها
ولبس المسوح تعبداً. قدم الشام قبل ظهور الإسلام وكان مطلعاً علي الكتب
القديمة فبشر بظهور النبي صلي الله عليه وسلم. وحرم الخمر والأوثان.
والتمس الدين. وطمع في النبوة لأنه قرأ في الكتب أن نبياً يبعث من العرب
فكان يرجو أن يكون هو. فلما بعث الله سيدنا محمداً صلي الله عليه وسلم قيل
له: هذا الذي كنت تبشر به وتقول فيه؟
فأشاح بوجهه غضباً ثم قال: أنا كنت أرجو أن أكون هو.
فأنزل الله عزوجل فيه: "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين" "الأعراف: 175"
ونحن نقول لأمية بن أبي الصلت: يا هذا لم يجل بخاطرك ولم يدر في خلدك
أن الأنبياء كما هم معصومون بعد النبوة هم أيضاً معصومون قبلها ولا تنطبق
صفة العصمة في قريش والعرب جميعاً إلا علي الصادق الأمين سيدنا محمد بن
عبد الله الذي أكرمه الله تعالي بحمل الرسالة.
ولما ظهر الإسلام - علي يد غيره - كفر به واستكبر. علي عكس أصحاب
رسول الله صلي الله عليه وسلم الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم الذين كانوا
يسارعون إلي اتباعه في أموره كلها. بقصد أن ينالوا الفلاح والهداية والفوز
بجنة عرضها السماوات والأرض.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: مشاهد التوحيد / بقلم: فؤاد الدقس الكاتب السوري
(3)
يقول الله تعالي في محكم تنزيله : "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم
جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا
بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون"
الأعراف 158
يقول المفسرون في قوله تعالي: "واتبعوه لعلكم تهتدون" لأنه صلي الله
عليه وسلم جاءكم بمراتب الهدي كلها. فلقد جمع الله تعالي لسيدنا محمد -صلي
الله عليه وسلم- الهدي كله بأنواعه ومراتبه. قال الله تعالي بعد أن ذكر
طائفة كبيرة من رسله عليهم السلام: "أولئك الذين هدي الله فبهداهم اقتده
قل لا اسألكم عليه أجراً إن هو إلا ذكري للعالمين" الأنعام 90 وقوله
تعالي: "أولئك الذين هدي الله" أي هداهم بالهدي النبوي والهدي العام
لأممهم "فبهداهم اقتده" فلقد جمع الله تعالي لسيدنا محمد -صلي الله عليه
وسلم- هدي من قبله من الرسل. وزاد عليهم بالهدي المحمدي. وإن هديه -صلي
الله عليه وسلم- الذي هداه الله إليه هو صالح ومسعد لكل قوم علي مر
الزمان. فهو صاحب الهدي العام لجميع الأنام. ولذلك قال رسول الله -صلي
الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده: لو كان موسي
حياً لما وسعه إلا أن يتبعني.
وقوله -صلي الله عليه وسلم-: لو كان موسي حياً- أي: بالحياة الدنيوية
لأن الأنبياء أحياء في قبورهم. وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لما
أسري بي مررت بموسي وهو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر والكثيب
الأحمر في أرض فلسطين الحبيبة.
ولقد أخذ الله تعالي العهد علي جميع الرسل عليهم السلام أن يتبعوا
هدي رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أن هم أدركوا زمانه. وأمر سبحانه كل
رسول أن يأخذ العهد علي أمته أن يتبعوا رسول الله إن هم أدركوا زمنه في
الدنيا وفي هذا يقول تبارك وتعالي: "وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما
اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال
أأقررتم وأخذتم علي ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من
الشاهدين" آل عمران 81.
وذكر الإمام جلال الدين السيوطي في كتابه الدر المنثور أن الإمام ابن
جرير الطبري أورد في تفسيره أن سيدنا عليا -كرم الله وجهه- قال في هذه
الآية: أخذ الله تعالي العهد علي كل رسول أن يتبع سيدنا محمداً -صلي الله
عليه وسلم- إن هو أدرك زمنه. وأخذ العهد علي كل رسول أن يأخذ العهد علي
أمته أن يتبعوا سيدنا محمداً -صلي الله عليه وسلم - إن هم أدركوا زمنه.
ولقد كان من مواقفه صلي الله عليه وسلم مع العالم. والتي أرسله الله
تعالي بها أنه جاء هادياً لكل الأمم علي مر الزمان يقول الحق سبحانه: "..
إنما أنت منذر ولكل قوم هاد" الرعد 7 أي: إنما أنت منذر وهاد لكل قوم.
وذلك لأن الهدي المحمدي هو الهدي العام لجميع المخلوقات.
ولما اجتمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- بالأنبياء والمرسلين ليلة
الإسراء تقدم وصلي بهم. هذا في دار الدنيا. كما أنه صلي الله عليه وسلم
إمام الأنبياء والمرسلين في الآخرة أيضاً. ففي الحديث الذي رواه الإمام
أحمد في مسنده. والإمام الترمذي في سننه أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم
- قال: إذا كان يوم القيامة كنت أنا إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم.
فهو صلي الله عليه وسلم الذي يتقدم المرسلين ويفتح لهم باب الشفاعة. فهو الشفيع الذي لا شفيع له. وهو الإمام الذي لا إمام له.
وفي قوله تعالي: ".. واتبعوه لعكم تهتدون" يقول الشيخ الإمام عبد الله
سراج الدين: إن حقيقة الاتباع أن يكون الإنسان مقتدياً متبعاً لرسول الله
-صلي الله عليه وسلم- في كل ما جاء عنه من السنن والأحكام سواء ظهرت حكمة
هذه الأحكام أم لم تظهر. لأن الأحكام الشرعية المحمدية. والأفعال المحمدية
قائمة ومبنية علي حكم عالية.
وقال تعالي في وجوب اتباعه صلي الله عليه وسلم: "يا أيها الذين آمنوا
لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم" الحجرات 1.
والمعني: إن مقتضي إيمانكم بأمركم أن لا تتقدموا علي الله ولا علي
رسوله لا بقول ولا بعمل. بل كونوا متبعين لله فيما أمر في كتابه ولرسوله
صلي الله عليه وسلم في أحاديثه وسننه.
وقال بعض السلف: المراد من الآية ".. لا تقدموا بين يدي الله ورسوله.." أي: كونوا وراءه -صلي الله عليه وسلم- متبعين له.
وإنما ذكر سبحانه اسمه تعالي أولاً تكرمة لرسول الله -صلي الله عليه
وسلم- وتشريفاً له ورفعة لذكره صلي الله عليه وسلم حتي يقرن الله تعالي
ذكر رسوله باسمه سبحانه تحقيقاً لقوله -جل شأنه-: "ورفعنا لك ذكرك" الشرح
4. وجاء بيان ذلك في الحديث القدسي الذي عزاه الإمام السيوطي في الدر
المنثور الي الإمام ابن أبي حاتم. والإمام أبي نعيم في دلائل النبوة: لا
أذكر إلا وذكرت معي.
والإمام ابن أبي حاتم هو: عبد الرحمن بن محمد إدريس بن المنذر بن
داوود ابن مهران الحنظلي الرازي. ولد سنة "240" هجرية بالري. وتوفي سنة
"327" هجرية من أهم مؤلفاته: كتاب التفسير. وكتاب علل الحديث. وكتاب الجرح
والتعليل.
والإمام أبو نعيم هو: المؤرخ المسلم الرحالة أحمد بن عبد الله بن
أحمد بن إسحاق بن موسي بن مهران. ولد في أصفهان سنة "336" هجرية. وتوفي
سنة "430" من أهم مؤلفاته: حلية الأولياء. ودلائل النبوة. وتاريخ أصفهان.
ومن تقدم بأمر. أو رأي. أو فهم مخالف لما جاء به رسول الله -صلي الله
عليه وسلم- فقد بلغ من القباحة والوقاحة كأنه تقدم بالمشي أمام رسول الله
-صلي الله عليه وسلم- متعالياً متكبراً. وليس هذا من صفة المؤمنين.
وقال سبحانه: "يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي
ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون"
الحجرات 2.
بعد أن أمر سبحانه المؤمنين. وأوجب عليهم التزام الأدب الإيماني
باتباع رسول الله -صلي الله عليه وسلم-. أردف ذلك بوجوب الأدب مع جناب
رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وتكريمه واحترامه. ونهي عن رفع الصوت فوق
صوته الشريف. وأن يكون صوت المؤمن منخفضاً عن صوته صلي الله عليه وسلم.
ويفهم من هذا بالدليل الأولوي أن لا يرفع مؤمن رأيه أو فهمه فوق ما جاء
عنه صلي الله عليه وسلم. وألا يستحسن إلا ما حسنه رسول الله صلي الله عليه
وسلم.
ولما نزلت هذه الآية الكريمة خاف الصحابة رضوان الله عليهم أن يكونوا
قد وقعوا في النهي. وانغمسوا في المحظور. حتي قال الصديق أبو بكر رضي الله
عنه: "يا رسول الله لا أكلمك إلا كأخ السرار" أي سراً وهمساً.
وكان الفاروق عمر رضي الله عنه يخفض صوته حتي يستعيده رسول الله صلي الله عليه وسلم أي: يطلب منه أن يرفع صوته ليسمع كلامه.
وكان ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه جهوري الصوت بحكم نشأته وفطرته
دون تكلف منه برفع صوته. فلما سمع هذه الآية التزم بيته وجعل يبكي ويقول
حبط عملي وأنا من أهل النار. حتي استفقده رسول الله -صلي الله عليه وسلم-.
ولما مثل بين يديه طمأنه ثم بشره بالجنة فقتل شهيداً في حروب الردة.
ولابد من معرفة أن التزام الأدب مع سيدنا رسول الله -صلي الله عليه
وسلم- هو في حقيقته أدب مع الله تعالي. لأنه رسول الله. ومن أساء الأدب مع
رسول الله -صلي الله عليه وسلم- فقد أساء الأدب مع الله تعالي. وقد أغضب
الله تعالي. فأحبط الله عمله.
عدل سابقا من قبل abdelhamid في الثلاثاء 24 نوفمبر 2009 - 21:58 عدل 2 مرات
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: مشاهد التوحيد / بقلم: فؤاد الدقس الكاتب السوري
"4"
يقول الله تعالي في محكم تنزيله: "خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها
وانزل لكم من الانعام ثمانية ازواج يخلقكم في بطون امهاتكم خلقاً من بعد
خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فاني تصرفون"
الزمر 6
يقول المفسرون: في هذه الآية الكريمة ذكر الله تعالي مشهداً من مشاهد التوحيد مما يحمل الإنسان ويلزمه بالشهادتين.
وقوله تعالي:" خلقكم من نفس واحدة" أي: تفكروا أيها العقلاء وانظروا.
فلقد خلقكم سبحانه من نفس واحدة وهذه النفس هي آدم عليه السلام. وذلك علي
اختلاف ألوانكم واجسادكم. وصوركم وعقولكم وأمزجتكم وهيئاتكم: مع هذا
الاختلاف كله فلقد خلقكم سبحانه من نفس واحدة فآدم عليه السلام خلقه الله
تعالي من أديم الأرض أي: من وجه الأرض وترابها.
وقوله تعالي "ثم جعل منها زوجها" وهي السيدة حواء التي خلقها سبحانه
من آدم عليه السلام خلقاً ولم يوجدها ولادة خلقها سبحانه من مادة في ضلعه
الأيسر وهذا معني حواء أي: منسوبة إلي حي وخلقت من حي وهو آدم عليه السلام
كما بين ذلك سبحانه في قوله جل شأنه: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي
خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء..."
النساء1
والله سبحانه خلق الخلق وأوجد البشرية: علي أربع طرائق:
1- أول البشر وأبوهم آدم عليه السلام أوجده الله تعالي من العدم بلا
أب ولا أم: لأنه هو أصل البشرية جمعاء حيث خلقه سبحانه بيديه من الطين
ونفخ فيه الروح.
2- والسيدة حواء أوجدها سبحانه من ضلع آدم.
3- وعيسي عليه السلام أوجده من أم بلا أب.
4- وسائر المخلوقات خلقهم الله تعالي من أب وأم.
وقوله تعالي: "يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق" أي: يطوركم
في التخليق من نطفة إلي علقة إلي مضغة ثم يصور كل واحد منكم علي هيئة
معينة من عظام وهيئته ومداركه فهل أن هذا الأمر يجري بذاته من طبيعته؟!
ألا تري أولاد الرجل الواحد وأمهم واحدة ومع ذلك يختلفون في الصورة
والهيئة والطول والتفكير مع أن ماء الرجل واحد وهو ماء أبيهم ورحم المرأة
واحد وهو رحم أمهم فمن أين نشأ الاختلاف والتباين؟!
ولو كان الأمر من ذاته وطبيعته كما يتبجح الملاحدة بذلك لجاء الأولاد
كلهم علي شكل واحد وصورة واحدة فلابد إذاً للطبيعة من طابع وللخليقة من
خالق يخلق ويصور كما يشاء وهو الله تعالي الذي أشهد العباد مشهداً من
مشاهد وحدانيته وربوبيته فقال جل وعلا:
"يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث" والظلمات
الثلاث هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة والأغشية الرقيقة المحيطة
بالجنين في بطن أمه.
ونقول هنا:... وكما خلق الله تعالي الإنسان في ظلمات ثلاث أيضاً في ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت.
وقوله تعالي:"ذلكم الله ربكم له الملك"أي: التدبير والتصرف في شئون
مخلوقاته كلها"لا إله إلا هو فأني تصرفون" يعني: أين تصرفون عقولكم
وأفكاركم ولا تشهدون أنه لا إله إلا الله وقد أشهدكم سبحانه ذلك والزمكم
هذه الشهادة؟!
وكيف لا تشهد أيها الإنسان أنه لا إله إلا الله وأنت الشاهد علي
ذلك؟! وإذا قلت: كيف؟ نقول لك: ظهر ذلك في خلقك وتصويرك وتطويرك وجميع ما
أودع الله فيك حيث قال سبحانه:" وفي أنفسكم أفلا تبصرون" الذاريات 21.
وقال جل شأنه:"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه
الحق..." فصلت53
وكما أشهد سبحانه مشهداً من مشاهد وحدانيته في تخليقه للإنسان
وتطويره له أشهده ذلك أيضاً في تصويره للإنسان فقال تعالي:"هو الذي يصوركم
في الارحام كيف يشاء..." آل عمران6
وإن مشيئته سبحانه بمقتضي علمه وعمله هو العلم الذي لا حد ولا انتهاء
له ومن علمه سبحانه العلم بصور المخلوقات فتري كل إنسان يختلف عن الآخر
بهيئته وصورته لو كان لعلمه سبحانه حد وانتهاء لتكررت صور بني الإنسان مع
أن الواقع يثبت اختلاف كل إنسان عن الآخر في الهيئة والصورة.
يقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين: كما أشهد سبحانه العباد مشاهد
وحدانيته وهي مشاهد لا إله إلا هو اشهدهم ذلك في خلقه لكل شيء حتي في
الذرة وما هو أصغر منها مما يمكن تجزئته إلي أدق ما يمكن وذلك لأن كل شيء
مخلوق بعد عدم فمن الذي رجح وجوده علي عدمه؟! لابد من مرجح إذا أن العدم
من ذاته لا يعطي وجوداً وأن الموجود لا يمكنه الرجوع إلي العدم من ذاته
إلا إذا أعاده الله تعالي إلي العدم يقول الحق سبحانه:"ذلكم الله ربكم لا
إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو علي كل شيء وكيل"102الأنعام.
وكما أن الآيات التكوينية تشهدك أن لا إله إلا الله فكذلك أشهدك
سبحانه مشاهد التوحيد في آياته القرآنية التدوينية المتلوة وفي هذا يقول
سبحانه في سورة هود:"أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات
وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين "13" فإن لم يستجيبوا لكم
فاعلموا انما انزل يعلم الله وان لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون"
هذه الآيات تشهد العاقل أنه لا إله إلا الله وتشهده أن سيدنا محمداً رسول الله شهادة قائمة علي علم قاطع جازم لا يقبل الريب والشك.
وقوله تعالي:"أم يقولون افتراه" ينكر علي أولئك الذين زعموا أن القرآن
الكريم هو من افتراء سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فرد عليهم سبحانه
بالتحدي المعجز لهم فقال:"قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات" اي: إن قلتم إن
هذا القرآن من تلقاء نفس محمد صلي الله عليه وسلم الذي هو بشر أيضاً وأنتم
من البشر أيضاً فبامكانكم إذاً أن تأتوا بمثل ما جاء به محمد - صلي الله
عليه وسلم لو بعشر سور و ان عجزتم عن الاتيان بعشر سور تحداهم أن يأتوا
بسورة واحدة"... قل فأتوا بسورة مثله..." يونس38 بل تحداهم أن يأتوا بأقل
من ذلك وهو الموضوع اليسير مثل ما جاء في القرآن من علوم واخبارات ولكنهم
عجزوا مع أنهم عرب وفيهم الفصحاء والبلغاء والحكماء عند ذلك توعدهم الحق
سبحانه:"فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار..." البقرة 34
لقد سجل سبحانه عجزهم إلي يوم الدين وذلك بقوله تبارك وتعالي: "ولن
تفعلوا" فلو كان هذا القرآن من كلام البشر لاستطاع فصحاء البشر أن يأتوا
ولو بسورة مثله لكنهم عجزوا فهو إذا كلام رب البشر أنزله علي خير البشر
سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
وقوله تعالي:"فإن لم يستجيبوا لكم" عني بعد أن دعوتموهم للإتيان بشيء
من القرآن ولو كان يسيراً وعجزوا:" فاعلموا أنما أنزل بعلم الله" أي:أن
هذا الكلام هو كلام خالق البشر أنزله سبحانه بعلم منه:مشهد يحمل العاقل
ويلزمه أن يشهد أن لا إله إلا الله ولا يترك هذا المشهد يشهد العاقل أيضاً
أن محمداً صلي الله عليه وسلم هو حقاً رسول الله خصه الله تعالي بالرسالة
وأنزل عليه كتابه العزيز وجاء القرآن ليشهد ويقول:
1-"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل..."آل عمران 144
2-"ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين..." الأحزاب40
3-"والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل علي محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم"محمد2
4-"محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم..." الفتح29
ثم قال سبحانه:"من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم
فيها وهم فيها لا يبخسون" هود 15 حيث بين سبحانه سبب اعراض المنكرين
وجحودهم بعد أن عرفوا الحق ولم يعترفوا به ولم يشهدوا بما علموا وأن ذلك
بسبب دواعي الهوي والشهوات الدنيوية التي سيطرت علي عقولهم وأفكارهم ولو
أنهم جردوا عقولهم وحرروها من أسر الأهواء الفاسدة والشهوات لأنصفوا
واعترفوا وشهدوا بالحق الذي علموه.
يقول الله تعالي في محكم تنزيله: "خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها
وانزل لكم من الانعام ثمانية ازواج يخلقكم في بطون امهاتكم خلقاً من بعد
خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فاني تصرفون"
الزمر 6
يقول المفسرون: في هذه الآية الكريمة ذكر الله تعالي مشهداً من مشاهد التوحيد مما يحمل الإنسان ويلزمه بالشهادتين.
وقوله تعالي:" خلقكم من نفس واحدة" أي: تفكروا أيها العقلاء وانظروا.
فلقد خلقكم سبحانه من نفس واحدة وهذه النفس هي آدم عليه السلام. وذلك علي
اختلاف ألوانكم واجسادكم. وصوركم وعقولكم وأمزجتكم وهيئاتكم: مع هذا
الاختلاف كله فلقد خلقكم سبحانه من نفس واحدة فآدم عليه السلام خلقه الله
تعالي من أديم الأرض أي: من وجه الأرض وترابها.
وقوله تعالي "ثم جعل منها زوجها" وهي السيدة حواء التي خلقها سبحانه
من آدم عليه السلام خلقاً ولم يوجدها ولادة خلقها سبحانه من مادة في ضلعه
الأيسر وهذا معني حواء أي: منسوبة إلي حي وخلقت من حي وهو آدم عليه السلام
كما بين ذلك سبحانه في قوله جل شأنه: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي
خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء..."
النساء1
والله سبحانه خلق الخلق وأوجد البشرية: علي أربع طرائق:
1- أول البشر وأبوهم آدم عليه السلام أوجده الله تعالي من العدم بلا
أب ولا أم: لأنه هو أصل البشرية جمعاء حيث خلقه سبحانه بيديه من الطين
ونفخ فيه الروح.
2- والسيدة حواء أوجدها سبحانه من ضلع آدم.
3- وعيسي عليه السلام أوجده من أم بلا أب.
4- وسائر المخلوقات خلقهم الله تعالي من أب وأم.
وقوله تعالي: "يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق" أي: يطوركم
في التخليق من نطفة إلي علقة إلي مضغة ثم يصور كل واحد منكم علي هيئة
معينة من عظام وهيئته ومداركه فهل أن هذا الأمر يجري بذاته من طبيعته؟!
ألا تري أولاد الرجل الواحد وأمهم واحدة ومع ذلك يختلفون في الصورة
والهيئة والطول والتفكير مع أن ماء الرجل واحد وهو ماء أبيهم ورحم المرأة
واحد وهو رحم أمهم فمن أين نشأ الاختلاف والتباين؟!
ولو كان الأمر من ذاته وطبيعته كما يتبجح الملاحدة بذلك لجاء الأولاد
كلهم علي شكل واحد وصورة واحدة فلابد إذاً للطبيعة من طابع وللخليقة من
خالق يخلق ويصور كما يشاء وهو الله تعالي الذي أشهد العباد مشهداً من
مشاهد وحدانيته وربوبيته فقال جل وعلا:
"يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث" والظلمات
الثلاث هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة والأغشية الرقيقة المحيطة
بالجنين في بطن أمه.
ونقول هنا:... وكما خلق الله تعالي الإنسان في ظلمات ثلاث أيضاً في ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت.
وقوله تعالي:"ذلكم الله ربكم له الملك"أي: التدبير والتصرف في شئون
مخلوقاته كلها"لا إله إلا هو فأني تصرفون" يعني: أين تصرفون عقولكم
وأفكاركم ولا تشهدون أنه لا إله إلا الله وقد أشهدكم سبحانه ذلك والزمكم
هذه الشهادة؟!
وكيف لا تشهد أيها الإنسان أنه لا إله إلا الله وأنت الشاهد علي
ذلك؟! وإذا قلت: كيف؟ نقول لك: ظهر ذلك في خلقك وتصويرك وتطويرك وجميع ما
أودع الله فيك حيث قال سبحانه:" وفي أنفسكم أفلا تبصرون" الذاريات 21.
وقال جل شأنه:"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه
الحق..." فصلت53
وكما أشهد سبحانه مشهداً من مشاهد وحدانيته في تخليقه للإنسان
وتطويره له أشهده ذلك أيضاً في تصويره للإنسان فقال تعالي:"هو الذي يصوركم
في الارحام كيف يشاء..." آل عمران6
وإن مشيئته سبحانه بمقتضي علمه وعمله هو العلم الذي لا حد ولا انتهاء
له ومن علمه سبحانه العلم بصور المخلوقات فتري كل إنسان يختلف عن الآخر
بهيئته وصورته لو كان لعلمه سبحانه حد وانتهاء لتكررت صور بني الإنسان مع
أن الواقع يثبت اختلاف كل إنسان عن الآخر في الهيئة والصورة.
يقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين: كما أشهد سبحانه العباد مشاهد
وحدانيته وهي مشاهد لا إله إلا هو اشهدهم ذلك في خلقه لكل شيء حتي في
الذرة وما هو أصغر منها مما يمكن تجزئته إلي أدق ما يمكن وذلك لأن كل شيء
مخلوق بعد عدم فمن الذي رجح وجوده علي عدمه؟! لابد من مرجح إذا أن العدم
من ذاته لا يعطي وجوداً وأن الموجود لا يمكنه الرجوع إلي العدم من ذاته
إلا إذا أعاده الله تعالي إلي العدم يقول الحق سبحانه:"ذلكم الله ربكم لا
إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو علي كل شيء وكيل"102الأنعام.
وكما أن الآيات التكوينية تشهدك أن لا إله إلا الله فكذلك أشهدك
سبحانه مشاهد التوحيد في آياته القرآنية التدوينية المتلوة وفي هذا يقول
سبحانه في سورة هود:"أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات
وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين "13" فإن لم يستجيبوا لكم
فاعلموا انما انزل يعلم الله وان لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون"
هذه الآيات تشهد العاقل أنه لا إله إلا الله وتشهده أن سيدنا محمداً رسول الله شهادة قائمة علي علم قاطع جازم لا يقبل الريب والشك.
وقوله تعالي:"أم يقولون افتراه" ينكر علي أولئك الذين زعموا أن القرآن
الكريم هو من افتراء سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فرد عليهم سبحانه
بالتحدي المعجز لهم فقال:"قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات" اي: إن قلتم إن
هذا القرآن من تلقاء نفس محمد صلي الله عليه وسلم الذي هو بشر أيضاً وأنتم
من البشر أيضاً فبامكانكم إذاً أن تأتوا بمثل ما جاء به محمد - صلي الله
عليه وسلم لو بعشر سور و ان عجزتم عن الاتيان بعشر سور تحداهم أن يأتوا
بسورة واحدة"... قل فأتوا بسورة مثله..." يونس38 بل تحداهم أن يأتوا بأقل
من ذلك وهو الموضوع اليسير مثل ما جاء في القرآن من علوم واخبارات ولكنهم
عجزوا مع أنهم عرب وفيهم الفصحاء والبلغاء والحكماء عند ذلك توعدهم الحق
سبحانه:"فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار..." البقرة 34
لقد سجل سبحانه عجزهم إلي يوم الدين وذلك بقوله تبارك وتعالي: "ولن
تفعلوا" فلو كان هذا القرآن من كلام البشر لاستطاع فصحاء البشر أن يأتوا
ولو بسورة مثله لكنهم عجزوا فهو إذا كلام رب البشر أنزله علي خير البشر
سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
وقوله تعالي:"فإن لم يستجيبوا لكم" عني بعد أن دعوتموهم للإتيان بشيء
من القرآن ولو كان يسيراً وعجزوا:" فاعلموا أنما أنزل بعلم الله" أي:أن
هذا الكلام هو كلام خالق البشر أنزله سبحانه بعلم منه:مشهد يحمل العاقل
ويلزمه أن يشهد أن لا إله إلا الله ولا يترك هذا المشهد يشهد العاقل أيضاً
أن محمداً صلي الله عليه وسلم هو حقاً رسول الله خصه الله تعالي بالرسالة
وأنزل عليه كتابه العزيز وجاء القرآن ليشهد ويقول:
1-"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل..."آل عمران 144
2-"ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين..." الأحزاب40
3-"والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل علي محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم"محمد2
4-"محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم..." الفتح29
ثم قال سبحانه:"من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم
فيها وهم فيها لا يبخسون" هود 15 حيث بين سبحانه سبب اعراض المنكرين
وجحودهم بعد أن عرفوا الحق ولم يعترفوا به ولم يشهدوا بما علموا وأن ذلك
بسبب دواعي الهوي والشهوات الدنيوية التي سيطرت علي عقولهم وأفكارهم ولو
أنهم جردوا عقولهم وحرروها من أسر الأهواء الفاسدة والشهوات لأنصفوا
واعترفوا وشهدوا بالحق الذي علموه.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: مشاهد التوحيد / بقلم: فؤاد الدقس الكاتب السوري
(5)
يقول الله تعالي في محكم تنزيله: "أفمن كان علي بينة من ربه ويتلوه شاهد
منه ومن قبله كتاب موسي إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من
الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس
لا يؤمنون" هود .17
يقول المفسرون: أي: هل يتساوي الذي هو علي بينة من ربه. مع من هو ليس كذلك؟! والإجابة: بالطبع لا يتساويان.
والذي علي بينة من ربه هو سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - لقد جاء
ومعه بينة من ربه تشهد له أنه رسول الله. وهذه البينة هي القرآن الكريم
الذي أنزله الله تعالي عليه بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام.
وقوله تعالي: "أفمن كان علي بينة من ربه ويتلوه شاهد منه" أي: ويتبع
هذه البينة التي هي القرآن الكريم يتبعها شاهد من رسول الله - صلي الله
عليه وسلم - تشهد أنه حقا رسول الله. وهي المعجزات الكونية التي أيد الله
تعالي بها سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - وكلها شواهد صدق تشهد أنه
رسول الله - صلي الله عليه وسلم - حقا.
وقد سميت البينة بذلك لأنها أولا ظاهرة بنفسها لا خفاء فيها. وتظهر
الحق والصدق في غيرها. ومن ذلك سميت شهادة الرجلين العدلين "بينة" لأنهما
ثقتان عدلان. ظاهر ذلك فيهما وبين عليهما. ثم إنهما يشهدان علي غيرهما
لإظهار الحق الذي يعلمانه. فالصدق بين فيهما. وأباناه في غيرهما. فبان
بهما الحق.
ولما جاء رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وادعي أنه رسول الله -
صلي الله عليه وسلم - لزمه أن يأتي بالبينة الشاهدة أنه رسول الله حقا؟.
وفي الحديث الشريف الذي أورده الأئمة الترمذي وابن ماجة والدارقطني
في سننهم: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: البينة علي المدّعي.
يقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين: نعم لقد بين ذلك القرآن
الكريم فهو البينة علي صدق رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وهناك الشاهد
منه - صلي الله عليه وسلم - علي صدقه. وهي المعجزات وخوارق العادات التي
جرت علي يده الشريفة - صلي الله عليه وسلم.
وقوله تعالي: "أفمن كان علي بينة من ربه" والبينة هنا هي القرآن
الكريم الذي جاء به رسول الله - صلي الله عليه وسلم - من عند الله تعالي
بدليل أنه أعجز البشر عن الإتيان ولو بسورة مثله. فقال سبحانه في محكم
التنزيل: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا..." "الأعراف 158".
وقال سبحانه: "محمد رسول الله..." "الفتح 29".
وهكذا شهد الله سبحانه وتعالي لسيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - أنه علي الهدي. وعلي الصراط المستقيم. وعلي الحق المبين.
ولا يمكن لأحد من كان ومهما كان أن يخدش أو يطعن في هذه البينة التي
تشهد أن محمدا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وهذه البينة هي القرآن
الكريم الذي: "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم
حميد" "فصلت 42".
وقوله تعالي: "أفمن كان علي بينة من ربه ويتلوه شاهد منه" ويتلوه
تحتمل معنيين الأول: يقرأه. والثاني: يتبعه كما هو في لغة العرب حيث
يقولون: تلوته: أي: تبعته ومنه قوله تعالي: "والقمر إذا تلاها" "الشمس 2"
أي: يتبعها.
نأخذ المعني الأول: أي: يقرأه شاهد منه أي: علي صدق رسالته. وهذا
الشاهد هو لسان سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - الذي يقرأ وينطق
بالقرآن بمعني أن نطقه - صلي الله عليه وسلم - وقراءته للقرآن هي شاهد من
رسول الله - صلي الله عليه وسلم - تشهد له أنه حقا رسول الله - صلي الله
عليه وسلم - فهذا القرآن لا يمكن أن يقرأه كل لسان ولو كان عربيا إلا
بتعليم من الله تعالي. يظهر ذلك في كيفية قراءته الخاصة: بالمد والشد.
والإظهار والإخفاء وسائر الأحكام التجويدية. كما يظهر ذلك فيرسمه وخطه. إذ
أن ألف لام ميم تكتب: الم. وتقرأ: ألف لام ميم. وغير ذلك من فواتح السور
المفتتحة بالأحرف. كل ذلك بوحي من الله تعالي وتعليمه لرسوله - صلي الله
عليه وسلم - فقال سبحانه: "إن علينا جمعه وقرآنه" "القيامة 17" أي: علينا
أن نجمعه في صدرك وقلبك يا محمد فلا يغيب عنك شيء منه. كما أن علينا أن
نقرئك إياه كما أنزلناه "فإذا قرأناه فاتبع قرآنه" "القيامة 18".
وثانيا: يتلوه بمعني: يتبعه. كما قاله كثير من السلف ويكون المعني:
ويتبع البينة القرآنية الشاهدة أن محمدا رسول الله يتبعها أيضا شاهد آخر
هو من رسول الله - صلي الله عليه وسلم - صادر عنه - صلي الله عليه وسلم -
وهذا الشاهد هو آيات التكوين. وهي المعجزات التي أجراها الله تعالي علي يد
رسول الله - صلي الله عليه وسلم.
وهناك أيضا شاهد من رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يشهد حقا أنه
رسول الله حقا هو إبداع الله تعالي لجمال ومحاسن وجهه الشريف وأنواره
البهية وأخلاقه الذكية - صلي الله عليه وسلم - وعلومه. وجميع ما فيه - صلي
الله عليه وسلم - كلها شواهد صدق صادرة من رسول الله مبتدأة منه - صلي
الله عليه وسلم - تشهد أن محمدا حقا رسول الله - صلي الله عليه وسلم.
وأن المعجزات الكونية التي ظهر أثرها في الكون. والتي صدرت من سيدنا
رسول الله - صلي الله عليه وسلم - متنوعة كثيرة منها الأرضية ومنها
السماوية ومنها الشجرية ومنها المائية وغيرها.
فمن جملة المعجزات السماوية الفلكية: انشقاق القمر. قال سبحانه:
"اقتربت الساعة وانشق القمر" "القمر 1" لقد كان انشقاق القمر معجزة شاهدة
أن محمدا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ورأي ذلك جمهور الصحابة.
وبلّغوا من بعدهم. حتي وصل إلينا الخبر متواترا.
ومن المعجزات الجوية التي صدرت منه - صلي الله عليه وسلم - نزول
المطر. فقد أورد الإمامان البخاري ومسلم في صحيحهما عن أنس - رضي الله عنه
- أن الناس شكوا إلي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وهو يخطب علي منبره
- شدة القحط وقلة المطر. فرفع رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يده إلي
السماء ودعا الله. ولم يضع يده حتي استجاب الله تعالي له ونزل المطر وهو -
صلي الله عليه وسلم - مايزال علي المنبر. يقول أنس - رضي الله عنه: وبقي
المطر حتي الجمعة المقبلة. فشكا بعض الأعراب إليه - صلي الله عليه وسلم -
تقطع السبل. فرفع يديه الشريفتين ودعا الله. فانجلت السحب عن المدينة
المنورة وتفرقت في جو السماء.
ومن المعجزات الحجرية والشجرية ما رواه الإمام الترمذي في سننه أن
علي ابن أبي طالب - كرم الله وجهه - قال: كنت مع النبي - صلي الله عليه
وسلم - بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول:
السلام عليك يا رسول الله.
ومن زعم أنه لا يصدق ولا يؤمن إلا إذا سمع أو رأي!.
نقول له: يلزمك من ذلك أن تنكر وجود جميع البلاد التي لم ترها عينك.
وستنكر وجود جميع الخلائق التي لم ترها عيناك. وهذا ضرب من الجنون. فإن
وجود الشيء لا يتوقف علي رؤيتك له. أو سماعك له. بل إذا تواترت الأخبار
والنقول علي حصول شيء أو وجوده. كان دليلا كافيا لدي العقلاء علي التسليم
والتصديق به.
ولما كان أصحاب رسول الله - صلي الله عليه وسلم - كلهم عدول ثقات
بشهادة من الله تعالي وشهادة من رسوله الكريم - صلي الله عليه وسلم - لهم.
حيث قال سبحانه: "إن أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين
آمنوا والله ولي المؤمنين" "آل عمران 68".
وقال جل شأنه: "الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلي النور..." "البقرة 257".
وقال تبارك وتعالي: "والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله
والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم" "الأنفال
74".
يقول الله تعالي في محكم تنزيله: "أفمن كان علي بينة من ربه ويتلوه شاهد
منه ومن قبله كتاب موسي إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من
الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس
لا يؤمنون" هود .17
يقول المفسرون: أي: هل يتساوي الذي هو علي بينة من ربه. مع من هو ليس كذلك؟! والإجابة: بالطبع لا يتساويان.
والذي علي بينة من ربه هو سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - لقد جاء
ومعه بينة من ربه تشهد له أنه رسول الله. وهذه البينة هي القرآن الكريم
الذي أنزله الله تعالي عليه بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام.
وقوله تعالي: "أفمن كان علي بينة من ربه ويتلوه شاهد منه" أي: ويتبع
هذه البينة التي هي القرآن الكريم يتبعها شاهد من رسول الله - صلي الله
عليه وسلم - تشهد أنه حقا رسول الله. وهي المعجزات الكونية التي أيد الله
تعالي بها سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - وكلها شواهد صدق تشهد أنه
رسول الله - صلي الله عليه وسلم - حقا.
وقد سميت البينة بذلك لأنها أولا ظاهرة بنفسها لا خفاء فيها. وتظهر
الحق والصدق في غيرها. ومن ذلك سميت شهادة الرجلين العدلين "بينة" لأنهما
ثقتان عدلان. ظاهر ذلك فيهما وبين عليهما. ثم إنهما يشهدان علي غيرهما
لإظهار الحق الذي يعلمانه. فالصدق بين فيهما. وأباناه في غيرهما. فبان
بهما الحق.
ولما جاء رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وادعي أنه رسول الله -
صلي الله عليه وسلم - لزمه أن يأتي بالبينة الشاهدة أنه رسول الله حقا؟.
وفي الحديث الشريف الذي أورده الأئمة الترمذي وابن ماجة والدارقطني
في سننهم: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: البينة علي المدّعي.
يقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين: نعم لقد بين ذلك القرآن
الكريم فهو البينة علي صدق رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وهناك الشاهد
منه - صلي الله عليه وسلم - علي صدقه. وهي المعجزات وخوارق العادات التي
جرت علي يده الشريفة - صلي الله عليه وسلم.
وقوله تعالي: "أفمن كان علي بينة من ربه" والبينة هنا هي القرآن
الكريم الذي جاء به رسول الله - صلي الله عليه وسلم - من عند الله تعالي
بدليل أنه أعجز البشر عن الإتيان ولو بسورة مثله. فقال سبحانه في محكم
التنزيل: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا..." "الأعراف 158".
وقال سبحانه: "محمد رسول الله..." "الفتح 29".
وهكذا شهد الله سبحانه وتعالي لسيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - أنه علي الهدي. وعلي الصراط المستقيم. وعلي الحق المبين.
ولا يمكن لأحد من كان ومهما كان أن يخدش أو يطعن في هذه البينة التي
تشهد أن محمدا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وهذه البينة هي القرآن
الكريم الذي: "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم
حميد" "فصلت 42".
وقوله تعالي: "أفمن كان علي بينة من ربه ويتلوه شاهد منه" ويتلوه
تحتمل معنيين الأول: يقرأه. والثاني: يتبعه كما هو في لغة العرب حيث
يقولون: تلوته: أي: تبعته ومنه قوله تعالي: "والقمر إذا تلاها" "الشمس 2"
أي: يتبعها.
نأخذ المعني الأول: أي: يقرأه شاهد منه أي: علي صدق رسالته. وهذا
الشاهد هو لسان سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - الذي يقرأ وينطق
بالقرآن بمعني أن نطقه - صلي الله عليه وسلم - وقراءته للقرآن هي شاهد من
رسول الله - صلي الله عليه وسلم - تشهد له أنه حقا رسول الله - صلي الله
عليه وسلم - فهذا القرآن لا يمكن أن يقرأه كل لسان ولو كان عربيا إلا
بتعليم من الله تعالي. يظهر ذلك في كيفية قراءته الخاصة: بالمد والشد.
والإظهار والإخفاء وسائر الأحكام التجويدية. كما يظهر ذلك فيرسمه وخطه. إذ
أن ألف لام ميم تكتب: الم. وتقرأ: ألف لام ميم. وغير ذلك من فواتح السور
المفتتحة بالأحرف. كل ذلك بوحي من الله تعالي وتعليمه لرسوله - صلي الله
عليه وسلم - فقال سبحانه: "إن علينا جمعه وقرآنه" "القيامة 17" أي: علينا
أن نجمعه في صدرك وقلبك يا محمد فلا يغيب عنك شيء منه. كما أن علينا أن
نقرئك إياه كما أنزلناه "فإذا قرأناه فاتبع قرآنه" "القيامة 18".
وثانيا: يتلوه بمعني: يتبعه. كما قاله كثير من السلف ويكون المعني:
ويتبع البينة القرآنية الشاهدة أن محمدا رسول الله يتبعها أيضا شاهد آخر
هو من رسول الله - صلي الله عليه وسلم - صادر عنه - صلي الله عليه وسلم -
وهذا الشاهد هو آيات التكوين. وهي المعجزات التي أجراها الله تعالي علي يد
رسول الله - صلي الله عليه وسلم.
وهناك أيضا شاهد من رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يشهد حقا أنه
رسول الله حقا هو إبداع الله تعالي لجمال ومحاسن وجهه الشريف وأنواره
البهية وأخلاقه الذكية - صلي الله عليه وسلم - وعلومه. وجميع ما فيه - صلي
الله عليه وسلم - كلها شواهد صدق صادرة من رسول الله مبتدأة منه - صلي
الله عليه وسلم - تشهد أن محمدا حقا رسول الله - صلي الله عليه وسلم.
وأن المعجزات الكونية التي ظهر أثرها في الكون. والتي صدرت من سيدنا
رسول الله - صلي الله عليه وسلم - متنوعة كثيرة منها الأرضية ومنها
السماوية ومنها الشجرية ومنها المائية وغيرها.
فمن جملة المعجزات السماوية الفلكية: انشقاق القمر. قال سبحانه:
"اقتربت الساعة وانشق القمر" "القمر 1" لقد كان انشقاق القمر معجزة شاهدة
أن محمدا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ورأي ذلك جمهور الصحابة.
وبلّغوا من بعدهم. حتي وصل إلينا الخبر متواترا.
ومن المعجزات الجوية التي صدرت منه - صلي الله عليه وسلم - نزول
المطر. فقد أورد الإمامان البخاري ومسلم في صحيحهما عن أنس - رضي الله عنه
- أن الناس شكوا إلي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وهو يخطب علي منبره
- شدة القحط وقلة المطر. فرفع رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يده إلي
السماء ودعا الله. ولم يضع يده حتي استجاب الله تعالي له ونزل المطر وهو -
صلي الله عليه وسلم - مايزال علي المنبر. يقول أنس - رضي الله عنه: وبقي
المطر حتي الجمعة المقبلة. فشكا بعض الأعراب إليه - صلي الله عليه وسلم -
تقطع السبل. فرفع يديه الشريفتين ودعا الله. فانجلت السحب عن المدينة
المنورة وتفرقت في جو السماء.
ومن المعجزات الحجرية والشجرية ما رواه الإمام الترمذي في سننه أن
علي ابن أبي طالب - كرم الله وجهه - قال: كنت مع النبي - صلي الله عليه
وسلم - بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول:
السلام عليك يا رسول الله.
ومن زعم أنه لا يصدق ولا يؤمن إلا إذا سمع أو رأي!.
نقول له: يلزمك من ذلك أن تنكر وجود جميع البلاد التي لم ترها عينك.
وستنكر وجود جميع الخلائق التي لم ترها عيناك. وهذا ضرب من الجنون. فإن
وجود الشيء لا يتوقف علي رؤيتك له. أو سماعك له. بل إذا تواترت الأخبار
والنقول علي حصول شيء أو وجوده. كان دليلا كافيا لدي العقلاء علي التسليم
والتصديق به.
ولما كان أصحاب رسول الله - صلي الله عليه وسلم - كلهم عدول ثقات
بشهادة من الله تعالي وشهادة من رسوله الكريم - صلي الله عليه وسلم - لهم.
حيث قال سبحانه: "إن أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين
آمنوا والله ولي المؤمنين" "آل عمران 68".
وقال جل شأنه: "الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلي النور..." "البقرة 257".
وقال تبارك وتعالي: "والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله
والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم" "الأنفال
74".
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: مشاهد التوحيد / بقلم: فؤاد الدقس الكاتب السوري
(6)
يقول جل شأنه: "أفمن كان علي بينة من ربه ويتلوه شاهد منه" هود 17 فقوله
تعالي: "... ويتلوه شاهد منه..." أي: ويتبعه شاهد من رسول الله صلي الله
عليه وسلم يشهد أن محمداً رسول الله. وهذا الشاهد هو أنوار ومحاسن وجهه
الشريف صلي الله عليه وسلم التي تشهد العاقل أنه حقاً وجه نبي صادق.
كما أن أخلاقه العظيمة صلي الله عليه وسلم تشهد أنه رسول الله حقاً. فقد قال سبحانه: "وإنك لعلي خلق عظيم" القلم .4
ومن نظر في وجه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم عرف أنه وجه رسول رب
العالمين. وهذا يكون مع من نظر إلي وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم بعين
التعقل والإنصاف فقد أورد الإمام أحمد في مسنده والإمام الترمذي في سننه
أن عبدالله بن سلام رضي الله عنه أول ما وقع نظره علي وجه رسول الله صلي
الله عليه وسلم - وكان عبدالله بن سلام حبراً من أحبار اليهود - قال: فلما
استبنت وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم عرفت أنه ليس بوجه كذاب.
يعني وجه رسول صادق مرسل من الله تعالي إلي العالمين.
ولقد اجمعت كلمة الصحابة رضوان الله عليهم - من باب ضرب المثل - علي
تشبيه نورانية سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بالشمس والقمر» ومن ذلك ما
رواه الإمام أبو نعيم في كتابه "حلية الأولياء" أن السيدة عائشة رضي الله
عنها قالت: كان رسول الله أحسن الناس وجهاً. وأنورهم لونا» ما وصفه واصف
إلا شبهه بالقمر ليلة البدر.
وأورد الإمام أحمد في مسنده ما قاله هند بن أبي هالة لما قيل له: صف
لنا رسول الله - كان هند بن أبي هالة فصيحاً بليغاً. وصَّافاً وصف رسول
الله صلي الله عليه وسلم فأحسن وأتقن - قال: كان رسول الله صلي الله عليه
وسلم فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر.
وهند بن أبي هالة التميمي هو ربيب رسول الله صلي الله عليه وسلم.
أمه: أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. تزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد أبي هالة.
وأبوه: أبو هالة. اختلف في اسمه. فقيل: هو نماش بن زرارة بن وقدان بن
حبيب بن سلامة بن عدي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم» حليف بني عبد
الدار بن قصي.
قتل هند بن أبي هالة مع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يوم الجمل.
وربيب الرجل: ابن امرأته من غيره. وهو بمعني مربوب. والأنثي ربيبة.
وأورد الإمام أحمد في مسنده ايضا أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: ما
رأيت أحسن من رسول الله صلي الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه.
وأورد الإمام البخاري في صحيحه أن البراء بن عازب رضي الله عنه لما
سئل: أكان وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم مثل السيف؟ أي: في لمعانه
وإشراقه.
قال: لا» بل مثل القمر.
وفي صحيح الإمام مسلم أن رجلاً سأل جابر بن سمرة رضي الله عنه: أكان وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم مثل السيف؟
قال: لا» بل مثل الشمس والقمر. وكان مستديراً.
وعند الإمام البيقهي أن بعض التابعين سألوا الربيع بنت معوذ رضي الله
عنها أن تصف لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالت: يا بني لو رأيته
رأيت الشمس طالعة.
ولقد نطق الصحابة رضوان الله عليهم بالحق وتكلموا بالحقيقة عندما
شبهوا أنوار رسول الله صلي الله عليه وسلم بالشمس والقمر. ولم يبالغوا ولم
يتكلفوا. لأن حكاية أوصافه الشريفة هي من جملة الحديث فقد أورد الإمام
البخاري في صحيحه عن الزبير بن العوام رضي الله عنه. وأورد الإمام مسلم في
صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وأورد الإمام أحمد في مسنده عن
علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: من
كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.
فلو نسبوا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم من الوصف ما ليس فيه
لكذبوا عليه - وحاشاهم من ذلك - بل إن أنوار رسول الله صلي الله عليه وسلم
الساطعة جعلتهم يتكلمون بها. ويصفونها بالشمس والقمر. ولو كان هناك من
المحسوسات ما هو أشد نوراً من الشمس أو القمر لذكره الصحابة رضوان الله
عليهم.
فإن قيل: ما دام الأمر كذلك فلم أعرض كفار قريش ولم يؤمنوا؟!
نقول لهم: لقد كانوا ينظرون إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم نظرة
قاصرة» نظرة المعاند المعارض. التي لا تري في رسول الله إلا أنه يتيم بني
هاشم. الذي تربي في كنف عمه أبي طالب. ولو أنهم أنصفوا وتعقلوا لشهدوا
أنواره الشريفة صلي الله عليه وسلم قال تعالي: "وإن تدعوهم إلي الهدي لا
يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون" الأعراف 198 أي: أنهم لا يسمعون
ما تدعوهم إليه. وتراهم يتوجهون إليك بأعينهم ولكن كبرهم وعنادهم حال
بينهم وبين أن يبصروا أنوار رسول الله صلي الله عليه وسلم. ومحاسنه
الشريفة. وشمائله الحميدة. وخصاله المجيدة.
ولقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أجمل خلق الله علي الإطلاق.
أتاه الله تعالي الحسن والجمال كله. وقد أورد الإمام الترمذي أن علي بن
أبي طالب كرم الله وجهه قال: من رآه بديهة هابه. ومن خالطه معرفة أحبه.
ويردف علي رضي الله عنه: لم ير قبله ولا بعده مثله.
فهو فرد في محاسنه وجماله وكماله صلي الله عليه وسلم.
ويقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين: لقد أتي الله تعالي نبيه يوسف
عليه السلام شطر الجمال فافتتنت به النساء لما رأوا حسنه وجماله. وأخذهن
الهيام والشطح حتي قطعن أيديهن.. يقول سبحانه في محكم تنزيله: "... فلما
رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك
كريم" يوسف .31
ولم تفتتن النساء بسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم رغم أنه حاز الحسن
والجمال كله لأن الله تعالي أضفي عليه الهيبة. ولم يستطع أن يصفه إلا
الصغار من أبناء الصحابة. أما الكبار فكانوا لا يستطيعون التحديق فيه. ولا
التمعن في وجهه. ولا التأمل في ملامحه.
تقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها:
ولو علموا في مصر أوصاف خده...... لما بذلوا في سوم يوسف من نقد
دواعي زليخا لو رأين جبينه..... لآثرن قطع القلوب علي الأيدي
وتقول أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها:
ولو أن لي في كل يوم وليلة..... بساط سليمان وملك الأكاسرة
لما عدلت عندي جناح بعوضة.... إذا لم تكن عيني لوجهك ناظرة
لأن نظرة إلي وجه سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم ومحاسنه وكماله فيها سعادة الدنيا والآخرة.
ويكفينا لمعرفة وجاهة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. وكرامته علي
الله تعالي. أنه سبحانه ذكر وجهه الشريف صلي الله عليه وسلم "قد نري تقلب
وجهك في السماء" وأنه سبحانه حقق رجاءه لما له من وجاهة وكرامة ومنزلة عند
الله تعالي. وذلك بتحويل القبلة من بيت المقدس إلي الكعبة المشرفة فقال جل
شأنه: "فلنولينك قبلة ترضاها..." البقرة .144
ففي هذه الآية الكريمة يلفت سبحانه الأنظار. وينبه الأفكار إلي عظمة
شرف وأسرار وأنوار وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم. وذلك لأن نور كل وجه
وشرفه يكون علي حسب توجه ذلك الوجه. وإن وجهة وجه رسول الله صلي الله عليه
وسلم في جميع اللحظات والشئون هي لله رب العالمين ففي الحديث الذي رواه
الإمام مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن رسول الله صلي
الله عليه وسلم كان إذا قام إلي الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السموات
والأرض حنيفاً...
فهو صلي الله عليه وسلم أعظم من توجه إلي الله تعالي توجهاً كاملاً. في وجه جسمه» وفي وجه قلبه.
ومن توجه إلي النور شمله النور. وإن الله تعالي هو نور السموات والأرض
ولذلك كان لوجهه الشريف صلي الله عليه وسلم أسرار وأنوار وآيات بينات في
الحسن والجمال.
يقول جل شأنه: "أفمن كان علي بينة من ربه ويتلوه شاهد منه" هود 17 فقوله
تعالي: "... ويتلوه شاهد منه..." أي: ويتبعه شاهد من رسول الله صلي الله
عليه وسلم يشهد أن محمداً رسول الله. وهذا الشاهد هو أنوار ومحاسن وجهه
الشريف صلي الله عليه وسلم التي تشهد العاقل أنه حقاً وجه نبي صادق.
كما أن أخلاقه العظيمة صلي الله عليه وسلم تشهد أنه رسول الله حقاً. فقد قال سبحانه: "وإنك لعلي خلق عظيم" القلم .4
ومن نظر في وجه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم عرف أنه وجه رسول رب
العالمين. وهذا يكون مع من نظر إلي وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم بعين
التعقل والإنصاف فقد أورد الإمام أحمد في مسنده والإمام الترمذي في سننه
أن عبدالله بن سلام رضي الله عنه أول ما وقع نظره علي وجه رسول الله صلي
الله عليه وسلم - وكان عبدالله بن سلام حبراً من أحبار اليهود - قال: فلما
استبنت وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم عرفت أنه ليس بوجه كذاب.
يعني وجه رسول صادق مرسل من الله تعالي إلي العالمين.
ولقد اجمعت كلمة الصحابة رضوان الله عليهم - من باب ضرب المثل - علي
تشبيه نورانية سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بالشمس والقمر» ومن ذلك ما
رواه الإمام أبو نعيم في كتابه "حلية الأولياء" أن السيدة عائشة رضي الله
عنها قالت: كان رسول الله أحسن الناس وجهاً. وأنورهم لونا» ما وصفه واصف
إلا شبهه بالقمر ليلة البدر.
وأورد الإمام أحمد في مسنده ما قاله هند بن أبي هالة لما قيل له: صف
لنا رسول الله - كان هند بن أبي هالة فصيحاً بليغاً. وصَّافاً وصف رسول
الله صلي الله عليه وسلم فأحسن وأتقن - قال: كان رسول الله صلي الله عليه
وسلم فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر.
وهند بن أبي هالة التميمي هو ربيب رسول الله صلي الله عليه وسلم.
أمه: أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. تزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد أبي هالة.
وأبوه: أبو هالة. اختلف في اسمه. فقيل: هو نماش بن زرارة بن وقدان بن
حبيب بن سلامة بن عدي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم» حليف بني عبد
الدار بن قصي.
قتل هند بن أبي هالة مع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يوم الجمل.
وربيب الرجل: ابن امرأته من غيره. وهو بمعني مربوب. والأنثي ربيبة.
وأورد الإمام أحمد في مسنده ايضا أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: ما
رأيت أحسن من رسول الله صلي الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه.
وأورد الإمام البخاري في صحيحه أن البراء بن عازب رضي الله عنه لما
سئل: أكان وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم مثل السيف؟ أي: في لمعانه
وإشراقه.
قال: لا» بل مثل القمر.
وفي صحيح الإمام مسلم أن رجلاً سأل جابر بن سمرة رضي الله عنه: أكان وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم مثل السيف؟
قال: لا» بل مثل الشمس والقمر. وكان مستديراً.
وعند الإمام البيقهي أن بعض التابعين سألوا الربيع بنت معوذ رضي الله
عنها أن تصف لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالت: يا بني لو رأيته
رأيت الشمس طالعة.
ولقد نطق الصحابة رضوان الله عليهم بالحق وتكلموا بالحقيقة عندما
شبهوا أنوار رسول الله صلي الله عليه وسلم بالشمس والقمر. ولم يبالغوا ولم
يتكلفوا. لأن حكاية أوصافه الشريفة هي من جملة الحديث فقد أورد الإمام
البخاري في صحيحه عن الزبير بن العوام رضي الله عنه. وأورد الإمام مسلم في
صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وأورد الإمام أحمد في مسنده عن
علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: من
كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.
فلو نسبوا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم من الوصف ما ليس فيه
لكذبوا عليه - وحاشاهم من ذلك - بل إن أنوار رسول الله صلي الله عليه وسلم
الساطعة جعلتهم يتكلمون بها. ويصفونها بالشمس والقمر. ولو كان هناك من
المحسوسات ما هو أشد نوراً من الشمس أو القمر لذكره الصحابة رضوان الله
عليهم.
فإن قيل: ما دام الأمر كذلك فلم أعرض كفار قريش ولم يؤمنوا؟!
نقول لهم: لقد كانوا ينظرون إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم نظرة
قاصرة» نظرة المعاند المعارض. التي لا تري في رسول الله إلا أنه يتيم بني
هاشم. الذي تربي في كنف عمه أبي طالب. ولو أنهم أنصفوا وتعقلوا لشهدوا
أنواره الشريفة صلي الله عليه وسلم قال تعالي: "وإن تدعوهم إلي الهدي لا
يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون" الأعراف 198 أي: أنهم لا يسمعون
ما تدعوهم إليه. وتراهم يتوجهون إليك بأعينهم ولكن كبرهم وعنادهم حال
بينهم وبين أن يبصروا أنوار رسول الله صلي الله عليه وسلم. ومحاسنه
الشريفة. وشمائله الحميدة. وخصاله المجيدة.
ولقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أجمل خلق الله علي الإطلاق.
أتاه الله تعالي الحسن والجمال كله. وقد أورد الإمام الترمذي أن علي بن
أبي طالب كرم الله وجهه قال: من رآه بديهة هابه. ومن خالطه معرفة أحبه.
ويردف علي رضي الله عنه: لم ير قبله ولا بعده مثله.
فهو فرد في محاسنه وجماله وكماله صلي الله عليه وسلم.
ويقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين: لقد أتي الله تعالي نبيه يوسف
عليه السلام شطر الجمال فافتتنت به النساء لما رأوا حسنه وجماله. وأخذهن
الهيام والشطح حتي قطعن أيديهن.. يقول سبحانه في محكم تنزيله: "... فلما
رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك
كريم" يوسف .31
ولم تفتتن النساء بسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم رغم أنه حاز الحسن
والجمال كله لأن الله تعالي أضفي عليه الهيبة. ولم يستطع أن يصفه إلا
الصغار من أبناء الصحابة. أما الكبار فكانوا لا يستطيعون التحديق فيه. ولا
التمعن في وجهه. ولا التأمل في ملامحه.
تقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها:
ولو علموا في مصر أوصاف خده...... لما بذلوا في سوم يوسف من نقد
دواعي زليخا لو رأين جبينه..... لآثرن قطع القلوب علي الأيدي
وتقول أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها:
ولو أن لي في كل يوم وليلة..... بساط سليمان وملك الأكاسرة
لما عدلت عندي جناح بعوضة.... إذا لم تكن عيني لوجهك ناظرة
لأن نظرة إلي وجه سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم ومحاسنه وكماله فيها سعادة الدنيا والآخرة.
ويكفينا لمعرفة وجاهة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. وكرامته علي
الله تعالي. أنه سبحانه ذكر وجهه الشريف صلي الله عليه وسلم "قد نري تقلب
وجهك في السماء" وأنه سبحانه حقق رجاءه لما له من وجاهة وكرامة ومنزلة عند
الله تعالي. وذلك بتحويل القبلة من بيت المقدس إلي الكعبة المشرفة فقال جل
شأنه: "فلنولينك قبلة ترضاها..." البقرة .144
ففي هذه الآية الكريمة يلفت سبحانه الأنظار. وينبه الأفكار إلي عظمة
شرف وأسرار وأنوار وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم. وذلك لأن نور كل وجه
وشرفه يكون علي حسب توجه ذلك الوجه. وإن وجهة وجه رسول الله صلي الله عليه
وسلم في جميع اللحظات والشئون هي لله رب العالمين ففي الحديث الذي رواه
الإمام مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن رسول الله صلي
الله عليه وسلم كان إذا قام إلي الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السموات
والأرض حنيفاً...
فهو صلي الله عليه وسلم أعظم من توجه إلي الله تعالي توجهاً كاملاً. في وجه جسمه» وفي وجه قلبه.
ومن توجه إلي النور شمله النور. وإن الله تعالي هو نور السموات والأرض
ولذلك كان لوجهه الشريف صلي الله عليه وسلم أسرار وأنوار وآيات بينات في
الحسن والجمال.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: مشاهد التوحيد / بقلم: فؤاد الدقس الكاتب السوري
(7)
يقول الله تعالي في محكم تنزيله: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً" "الإسراء: 9"
يقول المفسرون: إن هذا القرآن العظيم يهدي لأقوم الطرق وأوضح السبل ولما هو أعدل وأصوب.
ويقول جل شأنه: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين..." "الإسراء: 82"
يقول صاحب صفوة التفاسير:.... وننزل من آيات القرآن الكريم ما يشفي القلوب من أمراض الجهل والضلال. ويذهب صدأ النفس من الهوي والدنس والشح والحسد. وما هو رحمة للمؤمنين بما فيه من الإيمان والحكمة والخير المبين".
وهذه الآية هي الآية الرابعة من آيات الشفاء. وآيات الشفاء علي ترتيب السور التي وردت فيها هي:
".. ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين" "التوبة: 14"
"يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدي ورحمة للمؤمنين" "يونس: 57"
"..يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون" "النحل: 69"
"وإذا مرضت فهو يشفين" "الشعراء: 80"
"... أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هديً وشفاء.." "فصلت: 44"
والاستشفاء بالقرآن الكريم أمر ثابت في§ الشريعة. لايمكن إنكاره لأنه أصبح معلوماً من الدين بالضرورة. ولايحدث إلا بإذن الله تبارك وتعالي والقرآن أعظم دواء فقد أورد الإمام ابن ماجه في سننه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: خير الدواء بالقرآن".
وقد ساق رسول الله صلي الله عليه وسلم البشري لمن تمسك بهذا القرآن وعمل بمقتضاه فقد ذكر الإمام الطبراني في معجمه الكبير بإسناد جيد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: أبشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله. وطرفه الآخر بأيديكم فتمسكوا به. ولن تهلكوا. ولن تضلوا بعده أبداً.
قال الإمام ابن القيم: فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية. وأدواء الدنيا والآخرة. فإذا أحسن العليل التداوي به. ووضعه علي دائه بصدق وإيمان وقبول تام. واعتقاد جازم. واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبداً.
والإمام الطبراني هو: الإمام الحافظ. أبوالقاسم: سليمان بن أحمد بن أيوب ابن مطير اللخمي الشامي الطبراني. ولد سنة مائتين وست هجرية وعاش مائة عام وهو صاحب المعاجم الثلاثة المعجم الكبير وذكر فيه الصحابة حيث بدأ بذكر الخلفاء الراشدين. علي ترتيب خلافتهم. ثم أتبعهم بذكر بقية العشرة المبشرين بالجنة.
ثم رتب أسماء الصحابة علي حروف المعجم. وجعله ترتيباً عاماً لكل الكتاب. وفي مستهل مسند كل صاحبي يترجم له. بذكر نسبه. ثم صفته. ثم سنده ووفاته. ثم ما أسنده عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: "هذا إذا كان لديه أحاديث في هذه الأبواب فإن لم يعثر علي شئ تركها دون التزام بهذا الترتيب.
والمعجم الأوسط ويشتمل علي اثنين وخمسين ألف حديث. وقد لخص الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ وصف هذا الكتاب بقوله: المعجم الأوسط في ستة مجلدات كبار. علي معجم شيوخه. يأتي فيه عن كل شيخ بما له من الغرائب والعجائب. فهو نظير كتاب الأفراد للدارقطني. بين فيه فضيلته وسعة روايته. وكان يقول: "هذا الكتاب روحي" فإنه تعب عليه.وفيه كل نفيس وعزيز والمعجم الصغير وقد رتب فيه اسماء شيوخه علي حروف المعجم. ومن أشهر تصانيفه: تفسير القرآن الكبير. وروي الإمام الترمذي في سنته في كتاب ثوابت القرآن. باب ما جاء في فضل القرآن أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: إنها ستكون فتنة.
ولما سأله الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال صلي الله عليه وسلم: كتاب الله تعالي. فيه نبأ ما قبلكم. وخبر ما بعدكم. وحكم ما بينكم. وهو الفصل ليس بالهزل. من تركه من جبار قصمه الله تعالي. ومن ابتغي الهدي في غيره أضله الله تعالي. وهو الذي لاتزيغ به الأهواء. ولاتلتبس به الألسنة. ولاتشبع منه العلماء. ولا تنقضي عجائبه. ولايخلق علي كثرة الرد.
أي: مهما قرأته ورددته فإنك لاتمل منه. بل في كل مرة ممكن أن تستنط منه معني جديداً.
وعند صاحب المعجم: خلق الثواب. يخلق: بلي. يبلي.
ويردف رسول الله صلي الله عليه وسلم:وهو الذي لم تنته الجن حين سمعته إلا أن قالوا: "إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلي الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً" "الجن: 2"
من قال به صدق. ومن حكم به عدل. ومن عمل به أجر. وقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يبين للناس أنه جاء يعلمهم. وأن الإنسان محتاج إلي التعاليم الإلهية. وإلي الإرشادات السماوية فقد أورد الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم خطب يوماً فقال في خطبته. إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم. مما علمني في يومي هذا.
فقوله صلي الله عليه وسلم: "مما علمني في يومي هذا" أي: أن الله تعالي يفيض عليه علوماً ومعارف جديدة كل يوم.
وإنما أمره أن يعلم الناس مايحتاجون إليه وما يجهلونه. أما العلوم المفاضة عليه صلي الله عليه وسلم فهي خاصة به. ولايمكن لكل إنسان أن يتحملها ولهذا قال صلي الله عليه وسلم: "إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا" فما يتعلق بالرسالة فقد أداه رسول الله صلي الله عليه وسلم كاملاً. وأما ما يتعلق بمعارف وعلوم النبوة فهي بينه وبين رب العالمين.ويكون ذلك علي حسب الإذن منه سبحانه حيث أورد الإمام داود في سنته أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش.. ولقد ذكر القرآن الكريم جميع العلوم الأخروية مفصلة. كما ذكر جميع العلوم الأرضية والدنيوية. وعرض بذكرها لما فيها من مصلحة المخلوقات. ومن ذكر ما يشير علي فن الهندسة بقوله تعالي: "انطلقوا إلي ظل ذي ثلاث شعبي" "المرسلات: 30" وما يفهم هذا إلا من يفهم شكل المثلثات.
وذكر ما فيه علم الهيئة والفلك بقوله تعالي: "لا الشمس ينبغي لا أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون" "يس:40". أي: أن المسافات والنسب والحركات الفلكية إنما هي بتقدير من الله العزيز الحكيم وقال سبحانه: "وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون" "يس: 41". والفلك: هي السفينة التي علم الله تعالي صنعها لنوح عليه السلام.
وقال جل جلاله: "وخلقنا لهم من مثله ما يركبون" "يس: 42" يقول صاحب صفوة التفاسير: أي وخلقنا لهم من مثل سفينة نوح عليه السلام السفن العظيمة التي يركبونها ويبلغون عليها أقصي البلدان. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: هي الإبل وسائر المركوبات فهي في البر مثل السفن في البحر.
أما في العصر الحديث فهناك السيارات والقطارات والطائرات. وكل مايتوصل إليه الإنسان في شتي بقاع الأرض مثل وسائل مواصلات.
ومن جملة ما ذكر الله تعالي في القرآن الكريم عالم الطير. وعالم النحر. وعالم النمل. وذكر نظامهم ومعاشهم فقال جل شأنه: "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم.." "الأنعام: 38" أي في عيشها ومعاشها ونظامها وترتيب حياتها قال سبحانه: ".. ما فرطنا في الكتاب من شيء" "الأنعام: 38". ومن جملة ما ذكر سبحانه في القرآن الكريم أيضاً عالم الدنيا وشأنها. وانقضاء أمرها. وأشراط الساعة الكبري كما قال سبحانه في سورة التكوير: "إذا الشمس كورت" "وإذا النجوم انكدرت" وذكر سبحانه عالم البرزخ وأحكامه. وما يجري فيه من سؤال وامتحان وثواب وعقاب.
وذكر سبحانه عالم الحشر والنشر وأهوال الموقف. وذكر سبحانه عالم الحوض. وعالم السؤال والحساب. وعالم الصراط. وأحوال الناس علي الصراط. وذكر عالم الجنة وعالم النار. وذكر سبحانه المبدأ والمعاد. وذكر النوع الإنساني وكيف أنشأه وذكر أطوار خلقه. وكل عالم هو برزخ بالنسبة لما بعده وما قبله. حتي ينتهي بك القرار إلي عالم المأوي فإما النار وإما الجنة.
ومن جملة العوالم التي ذكرها الله تعالي في كتابه العزيز: عالم الغيب وعالم الشهادة. وعالم الملك. وعالم الملكوت بما فيه من عالم المعاني وعالم الأرواح وهناك عالم الجبروت. والعوالم البرزخية بأنواعها.
أما عالم الملك فهو عالم الشهود المحسوس والمباني والحروف.
يقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين في كتابه مواقف سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم مع العالم: لقد جمع الله تعالي في هذا القرآن الكريم ذكر الأكوان كلها. ولهذا كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم يفهمون من القرآن الكريم مفاهيم عالية لما أعطاهم الله تعالي من نور الفهم والحكمة اقتباساً من نور سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وحكمته.
يقول المفسرون: إن هذا القرآن العظيم يهدي لأقوم الطرق وأوضح السبل ولما هو أعدل وأصوب.
ويقول جل شأنه: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين..." "الإسراء: 82"
يقول صاحب صفوة التفاسير:.... وننزل من آيات القرآن الكريم ما يشفي القلوب من أمراض الجهل والضلال. ويذهب صدأ النفس من الهوي والدنس والشح والحسد. وما هو رحمة للمؤمنين بما فيه من الإيمان والحكمة والخير المبين".
وهذه الآية هي الآية الرابعة من آيات الشفاء. وآيات الشفاء علي ترتيب السور التي وردت فيها هي:
".. ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين" "التوبة: 14"
"يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدي ورحمة للمؤمنين" "يونس: 57"
"..يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون" "النحل: 69"
"وإذا مرضت فهو يشفين" "الشعراء: 80"
"... أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هديً وشفاء.." "فصلت: 44"
والاستشفاء بالقرآن الكريم أمر ثابت في§ الشريعة. لايمكن إنكاره لأنه أصبح معلوماً من الدين بالضرورة. ولايحدث إلا بإذن الله تبارك وتعالي والقرآن أعظم دواء فقد أورد الإمام ابن ماجه في سننه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: خير الدواء بالقرآن".
وقد ساق رسول الله صلي الله عليه وسلم البشري لمن تمسك بهذا القرآن وعمل بمقتضاه فقد ذكر الإمام الطبراني في معجمه الكبير بإسناد جيد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: أبشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله. وطرفه الآخر بأيديكم فتمسكوا به. ولن تهلكوا. ولن تضلوا بعده أبداً.
قال الإمام ابن القيم: فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية. وأدواء الدنيا والآخرة. فإذا أحسن العليل التداوي به. ووضعه علي دائه بصدق وإيمان وقبول تام. واعتقاد جازم. واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبداً.
والإمام الطبراني هو: الإمام الحافظ. أبوالقاسم: سليمان بن أحمد بن أيوب ابن مطير اللخمي الشامي الطبراني. ولد سنة مائتين وست هجرية وعاش مائة عام وهو صاحب المعاجم الثلاثة المعجم الكبير وذكر فيه الصحابة حيث بدأ بذكر الخلفاء الراشدين. علي ترتيب خلافتهم. ثم أتبعهم بذكر بقية العشرة المبشرين بالجنة.
ثم رتب أسماء الصحابة علي حروف المعجم. وجعله ترتيباً عاماً لكل الكتاب. وفي مستهل مسند كل صاحبي يترجم له. بذكر نسبه. ثم صفته. ثم سنده ووفاته. ثم ما أسنده عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: "هذا إذا كان لديه أحاديث في هذه الأبواب فإن لم يعثر علي شئ تركها دون التزام بهذا الترتيب.
والمعجم الأوسط ويشتمل علي اثنين وخمسين ألف حديث. وقد لخص الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ وصف هذا الكتاب بقوله: المعجم الأوسط في ستة مجلدات كبار. علي معجم شيوخه. يأتي فيه عن كل شيخ بما له من الغرائب والعجائب. فهو نظير كتاب الأفراد للدارقطني. بين فيه فضيلته وسعة روايته. وكان يقول: "هذا الكتاب روحي" فإنه تعب عليه.وفيه كل نفيس وعزيز والمعجم الصغير وقد رتب فيه اسماء شيوخه علي حروف المعجم. ومن أشهر تصانيفه: تفسير القرآن الكبير. وروي الإمام الترمذي في سنته في كتاب ثوابت القرآن. باب ما جاء في فضل القرآن أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: إنها ستكون فتنة.
ولما سأله الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال صلي الله عليه وسلم: كتاب الله تعالي. فيه نبأ ما قبلكم. وخبر ما بعدكم. وحكم ما بينكم. وهو الفصل ليس بالهزل. من تركه من جبار قصمه الله تعالي. ومن ابتغي الهدي في غيره أضله الله تعالي. وهو الذي لاتزيغ به الأهواء. ولاتلتبس به الألسنة. ولاتشبع منه العلماء. ولا تنقضي عجائبه. ولايخلق علي كثرة الرد.
أي: مهما قرأته ورددته فإنك لاتمل منه. بل في كل مرة ممكن أن تستنط منه معني جديداً.
وعند صاحب المعجم: خلق الثواب. يخلق: بلي. يبلي.
ويردف رسول الله صلي الله عليه وسلم:وهو الذي لم تنته الجن حين سمعته إلا أن قالوا: "إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلي الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً" "الجن: 2"
من قال به صدق. ومن حكم به عدل. ومن عمل به أجر. وقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يبين للناس أنه جاء يعلمهم. وأن الإنسان محتاج إلي التعاليم الإلهية. وإلي الإرشادات السماوية فقد أورد الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم خطب يوماً فقال في خطبته. إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم. مما علمني في يومي هذا.
فقوله صلي الله عليه وسلم: "مما علمني في يومي هذا" أي: أن الله تعالي يفيض عليه علوماً ومعارف جديدة كل يوم.
وإنما أمره أن يعلم الناس مايحتاجون إليه وما يجهلونه. أما العلوم المفاضة عليه صلي الله عليه وسلم فهي خاصة به. ولايمكن لكل إنسان أن يتحملها ولهذا قال صلي الله عليه وسلم: "إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا" فما يتعلق بالرسالة فقد أداه رسول الله صلي الله عليه وسلم كاملاً. وأما ما يتعلق بمعارف وعلوم النبوة فهي بينه وبين رب العالمين.ويكون ذلك علي حسب الإذن منه سبحانه حيث أورد الإمام داود في سنته أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش.. ولقد ذكر القرآن الكريم جميع العلوم الأخروية مفصلة. كما ذكر جميع العلوم الأرضية والدنيوية. وعرض بذكرها لما فيها من مصلحة المخلوقات. ومن ذكر ما يشير علي فن الهندسة بقوله تعالي: "انطلقوا إلي ظل ذي ثلاث شعبي" "المرسلات: 30" وما يفهم هذا إلا من يفهم شكل المثلثات.
وذكر ما فيه علم الهيئة والفلك بقوله تعالي: "لا الشمس ينبغي لا أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون" "يس:40". أي: أن المسافات والنسب والحركات الفلكية إنما هي بتقدير من الله العزيز الحكيم وقال سبحانه: "وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون" "يس: 41". والفلك: هي السفينة التي علم الله تعالي صنعها لنوح عليه السلام.
وقال جل جلاله: "وخلقنا لهم من مثله ما يركبون" "يس: 42" يقول صاحب صفوة التفاسير: أي وخلقنا لهم من مثل سفينة نوح عليه السلام السفن العظيمة التي يركبونها ويبلغون عليها أقصي البلدان. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: هي الإبل وسائر المركوبات فهي في البر مثل السفن في البحر.
أما في العصر الحديث فهناك السيارات والقطارات والطائرات. وكل مايتوصل إليه الإنسان في شتي بقاع الأرض مثل وسائل مواصلات.
ومن جملة ما ذكر الله تعالي في القرآن الكريم عالم الطير. وعالم النحر. وعالم النمل. وذكر نظامهم ومعاشهم فقال جل شأنه: "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم.." "الأنعام: 38" أي في عيشها ومعاشها ونظامها وترتيب حياتها قال سبحانه: ".. ما فرطنا في الكتاب من شيء" "الأنعام: 38". ومن جملة ما ذكر سبحانه في القرآن الكريم أيضاً عالم الدنيا وشأنها. وانقضاء أمرها. وأشراط الساعة الكبري كما قال سبحانه في سورة التكوير: "إذا الشمس كورت" "وإذا النجوم انكدرت" وذكر سبحانه عالم البرزخ وأحكامه. وما يجري فيه من سؤال وامتحان وثواب وعقاب.
وذكر سبحانه عالم الحشر والنشر وأهوال الموقف. وذكر سبحانه عالم الحوض. وعالم السؤال والحساب. وعالم الصراط. وأحوال الناس علي الصراط. وذكر عالم الجنة وعالم النار. وذكر سبحانه المبدأ والمعاد. وذكر النوع الإنساني وكيف أنشأه وذكر أطوار خلقه. وكل عالم هو برزخ بالنسبة لما بعده وما قبله. حتي ينتهي بك القرار إلي عالم المأوي فإما النار وإما الجنة.
ومن جملة العوالم التي ذكرها الله تعالي في كتابه العزيز: عالم الغيب وعالم الشهادة. وعالم الملك. وعالم الملكوت بما فيه من عالم المعاني وعالم الأرواح وهناك عالم الجبروت. والعوالم البرزخية بأنواعها.
أما عالم الملك فهو عالم الشهود المحسوس والمباني والحروف.
يقول الشيخ الإمام عبدالله سراج الدين في كتابه مواقف سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم مع العالم: لقد جمع الله تعالي في هذا القرآن الكريم ذكر الأكوان كلها. ولهذا كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم يفهمون من القرآن الكريم مفاهيم عالية لما أعطاهم الله تعالي من نور الفهم والحكمة اقتباساً من نور سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وحكمته.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
مواضيع مماثلة
» أهلية البشر للرسالة بقلم : فؤاد الدقس- كاتب سوري
» "إن اللـه وملائكته يصـلون علي النبي"
» مقام العبودية /فؤاد الدقس
» أإله مع الله / فؤاد الدقس
» سلوكياتنا بعد الشهر الفضيل/فؤاد الدقس
» "إن اللـه وملائكته يصـلون علي النبي"
» مقام العبودية /فؤاد الدقس
» أإله مع الله / فؤاد الدقس
» سلوكياتنا بعد الشهر الفضيل/فؤاد الدقس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى