فتاوى واراء..

* أحد أقاربنا ظلم أبي منذ عشرين سنة وأكل حقه والآن باستطاعتي أن انتقم من هذا القريب لكن والدي يقول أنا لا أريد حقي منه في الدنيا فهل إذا انتقمت منه الآن أكون عاقاً لوالدي؟
** يجيب فضيلة الدكتور صبري عبدالرءوف استاذ الفقه بجامعة الأزهر - بقوله: قال صلي الله عليه وسلم: "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة" وبين الله سبحانه وتعالي عاقبة الظالم.
قال جل شأنه: "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار".
ومادام والدك أيها السائل قد طلب منك عدم التعرض لهذا الظالم وقال لك أنا لا أريد حقي منه في الدنيا فهذا دليل علي إيمان والدك باليوم الآخر الذي ينال فيه كل إنسان جزاءه حينما يقف الظالم بين يدي الله عزوجل ذليلا خاضعاً خائفا من عذاب الله.
وخاصة حينما يتعلق المظلوم برقبة الظالم ويقول: يارب هذا ظلمني وأخذ حقي وأطالب بحقي في هذا اليوم ووالدك رجل مؤمن بالله مؤمن بقول الله عزوجل فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" ولهذا فعليك ان تترك الظالم لله الذي سينتقم منه ولا تكن عاقاً لوالدك خاصة أن الله عزوجل أمر الابن بطاعة والده مادامت لا تؤدي إلي معصية.
قال تعالي: "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما" ومن القول الكريم ان يكون الابن مطيعاً لوالده ولا يعصي له امراً ويكفي أن والدك يعلم تمام العلم أن الله معه لأن الله مع المظلوم وليس مع الظالم.

*ماحكم الدين في المجاملات التي تتم بين الناس في حالات الزواج وغيرها
بتبادل الهدايا والأموال فيما يعرف باسم "النقطة" والتي تكون بغرض
المساعدة؟ وهل تعد هذه الهدايا والأموال دينا إذا توفي الشخص المهداة اليه
يقوم أهله بردها قبل تقسيم التركة؟

** يجيب فضيلة الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الاسبق فيقول: النقوط
الذي اعتاد الناس تقديمه بمناسبة الزواج والمناسبات الاخري قال عنه علماء
الشافعية انه من باب الاعادة يرجع به صاحبه سواء اكان مأكولا او غير
مأكول.

وعلي هذا الرأي تكون الهدايا دينا يلزم الوفاء به في حياة الانسان وبعد مماته. ويخرج ذلك من التركة قبل توزيعها.


وبعض الناس يحرصون علي رده او رد مثله في مناسبة مماثلة. وقد يسبب
التقصير في ذلك مشاكل كبيرة والاعراف علي كل حال تختلف فيرجع الي العرف
ليحكم عليه بأنه هبة للمساعدة والمجاملة لاينظر الي ردها او بأنه إعارة أو
سلفة لابد من ردها او رد مثلها والمعروف عرفا كالمشروط شرطا.

وبوجه عام نرجو ان يدفع النقوط بسخاء نفسي. ولا ينتظر رده فقد تحول
الظروف دون ذلك وقد تختلف القوة الشرائية فيكون الهمس والتعليق الذي يحز
في النفس.

ان قصد الهبة فعل طيب يحقق معني التعاون علي البر واجرها كبير عند الله والاعمال بالنيات.


والله اعلم