الحج "بالنيابة" جائز عن الرجال أو النساء

* إذا أرادت المرأة أن تحج عن أبيها فهل يجب عليها أن تكشف
كتفها الأيمن وان تهز كتفها أثناء الطواف ما دامت ستؤدي الحج عن رجل أو لا
يجوز لها ذلك؟

** يجيب فضيلة الدكتور صبري عبد الرءوف - الاستاذ بجامعة الأزهر -
بقوله: "ان الله سبحانه وتعالي فرض الحج ووضع له من الأحكام ما يجعل الحج
والسعي مشكورا والذنب مغفورا قال جل شأنه:

"الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في
الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوي واتقون
يا أولي الألباب".

واتفق الفقهاء علي أنه يشترط فيمن يؤدي الحج عن غيره أن يكون أدي
فريضة الحج عن نفسه ولا فرق بين أن يؤدي الانسان الحج عن غيره نيابة عن
ذكر أو انثي أي يجوز للرجل ان يؤدي الحج عن المرأة ويجوز للمرأة ان تؤدي
الحج عن الرجل.

واتفق الفقهاء علي أنه يستحب الرمل وهو إسراع المشي مع تقارب الخطي وهز الكتفين من غير وثب.

واستدل الفقهاء علي ذلك بما أخرجه الإمام البخاري عن سيدنا عبد الله
بن عباس رضي الله عنهما قال: قدم رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه
مكة وقد وهنتهم حمي يثرب فقال المشركون أن يقدم عليكم غدا قوم قد وهنتهم
الحمي ولقوا فيها شدة فجلسوا مما يلي الحجر وأمرهم النبي صلي الله عليه
وسلم أن يرملوا ثلاثة أشواط ويمشوا ما بين الركنين ليري المشركون جلدهم
فقال المشركون: هؤلاء الذين زعمتهم ان الحمي قد وهنتم هؤلاء أجلد من كذا
وكذا.

واتفق الفقهاء علي أن الرمل يكون في الاشواط الثلاثة الأولي فقط لكن الرمل والاضطباع وهو كشف الكتف الايمن لا يكون إلا للرجال فقط.

اما النساء فلا رمل لهن لا في الاشواط الثلاثة الأولي ولا في غيرها.

وكذا الاضطباع لا يجوز من النساء مطلقا لأن كشف كتف المرأة اثناء الطواف يكون أشد حرمة لأنه في غير الطواف يكون حراما.

ولهذا أجمع الفقهاء علي أنه لا يجوز للمرأة أن تكشف شيئا منها سوي وجهها وكفيها فقط.

* ما الحكمة في وجود أذانين في الجمعة؟

** يقول الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر: شرع
الاذان للإعلام بدخول وقت الصلاة لكل فريضة من الفرائض كما شرعت الاقامة
لاستنهاض الحاضرين لاقامة الصلاة. وقد يطلق علي الاقامة لفظ الأذان. لما
فيها من الإعلام والتنبيه: فقد ورد في الحديث عن النبي - صلي الله عليه
وسلم - انه قال: "بين كل أذانين صلاة. بين كل أذانين صلاة. بين كل أذانين
صلاة لمن شاء" رواه الجماعة والمراد بالأذانين. الأذان والاقامة.

وكان للجمعة مثل بقية الفرائض آذان واحد. إلي أن جاءت خلافة سيدنا
عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وكثر الناس واتسعت الدولة الإسلامية. فزاد
سيدنا عثمان للجمعة أذانا ثانيا. روي البخاري وغيره عن السائب بن يزيد انه
قال: كان النداء يوم الجمعة الاذان اذا جلس الامام علي المنبر. علي عهد
رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر فلما كان عثمان وكثر
الناس زاد النداء الثاني علي الزوراء ولم يكن للنبي - صلي الله عليه وسلم
- مؤذن غير واحد.. فثبت الأمر علي ذلك. والزوراء موضع بسوق المدينة. قال
الطبراني فأمر بالنداء الأول علي دار يقال لها الزوراء فكان يؤذن عليها
قال ابن حجر والذي يظهر ان الناس أخذوا بفعل عثمان - رضي - في جميع البلاد
إذ ذاك.

وجعلوا للجمعة أذانين أذان الأول قبل صعود الإمام المنبر. وأذان ثان
بين يدي الإمام وهو علي المنبر قبل بدء الخطبة وما قيل من أنه بدعة. يراد
انه لم يكن في زمن النبي وليس كل ما لم يكن في زمن النبي مذموما. قال بذلك
الشوكاني في نيل الأوطار ص 3 ص 278و 279 وما دام الأمر قد أمر به سيدنا
عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وهومن الخلفاء الراشدين. وأخذه الصحابة -
رضي الله عنهم - كان مشروعا لحديث النبي - صلي الله عليه وسلم - وانه من
يعش بعدي فسيري اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين عضوا عليها بالنواجذ رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان
في صحيحه وقال الترمذي. حسن صحيح وإذا كانت الحكمة من وجود الأذان الأول
للجمعة قبل الأذان الأصلي لها بين يد الخطيب هو اتساع الدولة وكثرة الناس
المسلمين فشرع الأذان الأول لاعلام الناس بدخول الجمعة قال تعالي: "يا
أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله
وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون" الآية 9 الجمعة. فنحن الآن قد
انتشرت وكثرت المشاغل والملاهي والمعوقات للتذكير بالجمعة وأصبح الناس لا
يعبأ معظمهم بالاولويات. فيحرص كثير منهم علي التوافه من الأمور ويهملون
الثوابت والأمر فيه متسع والحمد لله. لذلك قال رسول الله صلي الله عليه
وسلم "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولي فكأنما
قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة
الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب
دجاجة. ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا صعد الإمام المنبر
طوت الملائكة الصحف وجلست تستمع الذكر.. وكما قال رسول الله - صلي الله
عليه وسلم - ومن هنا جاء في الزرقاني علي المواهب "ص 7 ص 279" ان ابن
الحاجب قال: إن هشام بن عبد الملك نقل اذان عثمان من الزوراء إلي المسجد.
لذا بعد هذه الادلة التي تدل علي حكمة وجود أذان اول للجمعة قبل الاذان
الاصلي لها فإنه لا يجوز الطعن في الآذان الأول للجمعة ولا التعصب ضده فقد
مضي المسلمون علي ذلك أربعة عشر قرنا من الزمان دون ان ينكر هذا الأمر أحد
ممن يعتد بإنكاره وعليه فلا وجه للاعتراض علي الأذان الأول للجمعة ولا علي
من يصلي ركعتين بعد الأذان الأول قبل خروج الإمام للخطبة. فهناك فسحة
لصلاتها لحديث النبي - صلي الله عليه وسلم - بين كل أذانين صلاة. السابق
ذكره.

هذا والله الهادي إلي سبيل الرشاد

* هل هناك حديث نبوي يقول: لا رهبانية في الإسلام؟

** يجيب فضيلة الشيخ عثمان إبراهيم عامر من علماء الأزهر الشريف
بقوله: حثنا الله تعالي علي الزواج ورغب الدين الحنيف فيه يقول الله
تعالي: "وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا
فقراء يغنهم الله من فضله".. آية رقم 32 من سورة النور. فأمر سبحانه
الأولياء في هذه الآية أن يزوجوا من لا زوج له من الأحرار من الرجال
والنساء. وأهل الصلاح والتقوي من العبيد والإماء.

وإذا كانوا فقراء وأهل فاقة فإن الله عز وجل سيجعل هذا الزواج سببا
في الغني. وهو سبحانه واسع الفضل قد يجعل فقير اليوم المعدوم هو نفسه غني
الغد الميسور!! قال ابن مسعود رضي الله عنه : التمسوا الغني في النكاح..
ثم تلا هذه الآية "وأنكحوا الأيامي...." إلخ.

وأما هذه العبارة: لا رهبانية في الإسلام فمعناها صحيح ولكن هل هي
حديث نبوي صحيح أم لا؟ يقول الحافظ ابن حجر: لم أر الحديث بلفظ لا رهبانية
في الإسلام لكن في حديث سعد بن أبي وقاص عند البيهقي: إن الله أبدلنا
بالرهبانية الحنيفية السمحة ص377 ج2 كشف الخفاء للعجلوني.

*أنا رجل ميسور الحال - والحمد لله - وقد طلب مني بعض الاصدقاء أن أكتب في
وصيتي أنني ساتبرع بقطعة أرض لبناء مؤسسة خيرية. وقد اقتنعت بما قاله لي
هذا الصديق. لكن عندما علم بعض أولادي بهذا الموضوع قالوا لي المثل الدارج
المعروف "اللي عايزه البيت يحرم علي الجامع" فتوقفت عن كتابه الوصية وانا
الآن في حيرة بين كلام صديقي وكلام بعض اولادي فماذا أفعل؟ وهل هذه الوصية
شرعية؟

** يقول الشيخ عادل عبد المنعم أبو العباسي عضو لجنة الفتوي بالأزهر:
حثنا الإسلام الحنيف أن نبقي لأنفسنا عملا صالحا بعد انتقالنا إلي الدار
الآخرة نستفيد من ثوابه ما دام هذا العمل مستمرا. فقد قال رسول الله صلي
الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث. صدقة جارية أو
علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له". ويدخل تحت قوله صلي الله عليه وسلم:
"صدقة جارية" كل أنواع الوقف الخيري. وكل أنواع الوصايا التي يوصي بها
الانسان لمشروعات البر والخير. وقد قرر النبي صلي الله عليه وسلم في قوله
لسيدنا سعد بن أبي وقاص حين مرض مرضا ظن من خلاله ان الموقت قادم فقال:
"يا رسول الله. إنه رجل ذو مال كثير وليس لي إلا ابنة واحدة.. أفأوصي بكل
مالي؟ قال: لا قال: فبثلثي مالي؟ قال: لا. قال: فبنصف مالي؟ قال: لا؟ قال:
فبثلث مالي: قال صلي الله عليه وسلم الثلث والثلث كثير. لأن تذر ورثتك
اغنياء خير لك من أن تذرهم عالة يتكففون الناس".

فقد وضح صلي الله عليه وسلم أن الوصية تجوز في حدود ثلث التركة ولا
تجوز بأكثر من ذلك. وقد قرر العلماء أن الحقوق المتعلقة بالتركة بعد وفاة
صاحب المال أربعة علي الترتيب الآتي:

1- تجهيزه وتكفينه من ماله.

2- سداد ديونه من تركته.

3- تنفيذ وصاياه

4 - توزيع ما بقي علي الورثة.

وعلي هذا فإن ما قاله الصديق للسائل هو الصواب. وأن هذا المثل الذي
ذكره ولده له مثل رديء مرفوض لأنه يناقض منهج الإسلام في فعل الخيرات التي
جاءت الآيات الكثيرة والأحاديث الوفيرة بالدعوة والحث عليه. لكن يبقي أن
تقول: "لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا
يكلف الله نفساً إلا ما أتاها". فسر علي بركة الله واكتب وصيتك. وانصح
أولادك بوجوب تنفيذ الوصية وعلمهم أن ما عند الله خير وأبقي.

* ما النذر؟ وما الأحكام المتعلقة به؟ وما حكم من مات وعليه نذر؟

** يجيب فضيلة الدكتور محمد سيد أحمد المسير - الاستاذ بجامعة الأزهر
-بقوله: النذر هو أن يلزم الإنسان نفسه بطاعة ليست واجبة عليه في الأصل
وذلك كأن ينذر صلاة أو صياما أو صدقة أو قراءة قرآن أو عددا معينا من
التسبيحات إلي غير ذلك.. فالشرط أن يكون من جنس طاعة مشروعة. وهو واجب
الوفاء قال تعالي: "وليوفوا نذورهم" "الحج 29" وقال صلي الله عليه وسلم
كما في صحيح البخاري: "من نذر أن يطيع الله فليطعه. ومن نذر أن يعصي الله
فلا يعصه".

والنذر قسمان نذر معلق وهو الشائع مثل أن يقول الانسان إن شفي الله
مريضي أو نجح ولدي أو قدم غائبي فعلي أن أتصدق بعشرة جنيهات أو أصوم يومين
من كل شهر مثلا فعلي الإنسان متي تحقق المعلق عليه وشفي المريض أو نجح
الولد أن يفي بما التزم به من الطاعة.

لكن هنا تنبيهاً وهو أن هذه الصورة وإن كانت جائزة شرعا إلا أنه يجب
أن نتسامي ونعرف جلال الله وكماله فالنذر لا يغير من قضاء الله شيئا وإنما
يستخرج به من مال البخيل كما قال عليه الصلاة والسلام. والأولي بالمسلم أن
يقدم الطاعة قبل الدعاء فنتصدق وندعو الله حتي يشفي المريض. ونصلي ونقرأ
القرآن وندعو الله حتي ننجح وهكذا نقدم الطاعة بين يدي الرجاء كما قال صلي
الله عليه وسلم: "داووا مرضاكم بالصدقة".

ولنعلم أن آلاء الله ونعمه لا تعد ولا تحصي. ومظاهر الجود والكرم
الإلهي تحيط بالانسان من كل جانب فكيف نؤخر طاعة الله حتي يلبي الله رغبة
الانسان فمن غير اللائق أن يقول الإنسان إن نجحت في الامتحان صليت كذا أو
صمت كذا بل عليه أن يبادر بالطاعات والتقرب إلي الله بشتي ألوان العبادة
حتي ييسر الله له النجاح.

النوع الثاني من النذر أن يقول الإنسان ابتداء: علي لله أن أصوم كذا أو أصلي كذا من غير تعليق وهذا هو اسمي أنواع النذر.

أما من مات وعليه نذر. فإن السؤال نفسه ورد علي لسان الصحابة إلي
الرسول صلي الله عليه وسلم فقد جاء جابر بن سعد بن عبادة رضي الله عنه
يستفتي النبي صلي الله عليه وسلم في نذر كان علي أمه فتوفيت قبل أن تقضيه
فأفتاه أن يقضيه عنها.. ويؤخذ من الحديث أن قضاء الوارث ما علي الميت
مطلوب شرعا. فالنذر المالي يجب إخراجه من التركة قبل توزيعها أما النذر
غير المالي كالصيام والحج مثلا فمن الوفاء للميت أن يقوم وليه بقضائه عنه.
ففي صحيح الحديث: "أن امرأة جاءت إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقالت: "إن
أمي نذرت أن تحج حتي ماتت أفأحج عنها. قال: نعم حجي عنها. أرأيت لو كان
علي أمك دين أكنت قاضيته؟ اقضوا الله فالله أحق بالوفاء".

* ما هو حكم الزوج الذي ينادي علي زوجته بقوله: يا ماما والزوجة تناديه: ب يا "بابا"؟

** العلاقة بين الزوج وزوجته هي علاقة المودة والرحمة قال تعالي "ومن
آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة
إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" ويقول النبي صلي الله عليه وسلم "خيركم
خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" ولقد كان صلي الله عليه وسلم ينادي علي
عائشة رضي الله عنها بقوله "يا عائش" وكان يلاعبها وتلاعبه ويسابقها
وتسابقه.

وكذلك كان مع ابنته فاطمة رضي الله عنها اذا دخلت عليه في مجلس يبش
في وجهها ويفسح لها ويقول: "مرحبا بأم أبيها" ومعني هذا انه كان يلقبها
بأمه وهي ابنته وكذلك كان يقول علي زوجة عمه "انها أمي بعد أمي" ومن هنا
فلا بأس ان ينادي الزوج علي زوجته بهذا النداء "ياماما" او تنادي هي عليه
به "يابابا" وذلك علي سبيل المودة والرحمة التي تربط بينهما وليس علي سبيل
الحقيقة.

* ما حكم المرور أمام المصلي وخاصة عند الزحام بسبب الارتباط بالمواعيد؟

?? اتفق العلماء والفقهاء علي حرمة المرور بين يدي المصلي لغير ضرورة
وذلك لما رواه أبو النصر أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لو يعلم المار
بين يدي المصلي ماذا عليه من الإثم لكان عليه ان يقف أربعين خيراً له من
أن يمر بين يديه" رواه البخاري ولذا يستحب للمصلي ان يتخذ بين يديه شيئا
يستتر به حال الصلاة.. هذا للإمام والمنفرد.. أما في صلاة الجماعة فتعتبر
سترة الإمام سترة للمأموم فلا يتخذ المأموم لنفسه سترة وعلي هذا أجاز
الفقهاء المرور بين الصفوف لضرورة. اما اذا كان المصلي منفرداً فالمرور من
بعد موضع سجوده او الانتظار حتي ينتهي من صلاته أولي.

* ما حكم المرأة الحامل اذا سقط حملها هل يغسل ويكفن ويصلي عليه أم لا؟

*. السقط هو الذي ينزل قبل تمام مدة الحمل وقد اتفق العلماء والفقهاء
علي انه اذا نزل قبل أربعة اشهر من حمله لا يغسل ولا يصلي عليه ولكن يلف
في خرقة ويدفن في أي مكان كما اتفقوا علي انه لو نزل السقط حياً ولو
لدقائق فإنه يغسل ويكفن ويصلي عليه ويدفن في المقابر لحديث جابر بن عبد
الله ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إذا استهل الصبي صلي الله عليه
ويرث ويورث" رواه النسائي وغيره ولكنهم اختلفوا في السقط الذي نزل بعد
أربعة أشهر وهي المدة التي تنفخ فيها الروح. فقال بعضهم: لا يغسل ولا يصلي
عليه وقال أكثرهم: يغسل ويصلي عليه وهذا هو الصحيح لعموم قول النبي صلي
الله عليه وسلم "والسقط يصلي عليه ويدعي لوالديه بالمغفرة والرحمة" والله
أعلم.

* نويت الحج هذا العام وأريد أن أعرف ماهو الممنوع لبسه من الثياب عند الاحرام حتي أؤدي هذه الشعيرة كما يجب دون تقصير؟
** يجيب الشيخ اسماعيل نصار وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة: عندما يتهيأ الحاج للإحرام فيلبس ثياب الإحرام ويمنع من لبس المخيط سواء علي جسده أو علي رأسه أو في قدميه فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا قال: يارسول الله ما يلبس المحرم أو قال ما يترك المحرم؟ فقال صلي الله عليه وسلم : لا يلبس القميص فمن يجد نعلين فليلبسهما أسفل الكعبين ولا البرنس "ثوب ما يغطي الرأس" ولا شيئا من الثياب مسه دوس ولا زعفران ولا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين ومن طريق آخر قال "صلي الله عليه وسلم": لا يلبس المحرم البرنس ولا القميص ولا العمامة ولا السروال ولا الخفين إلا أن يضطر بقطعه من عند الكعبين ولا يلبس ثوبا مسه الورس "الطيب" ولا الزعفران إلا أن يكون غسيلا. رواه البخاري ومسلم وابو داود والنسائي فقد أخبر النبي صلي الله عليه وسلم بمنع لبس القميص والسروال علي جميع مافي معناهما وهو ماكان محيطا ومخيطا.
*أحرمت أختي للعمرة وقبل أن تخرج من الحمام وترتدي ثيابها قصت جزءاً صغيرا من شعرها فماذا يجب عليها؟
** يجيب الدكتور كمال بربري حسين مدير عام أوقاف السويس:
لا حرج عليها في ذلك ولا فدية إن كان قبل إحرامها بالعمرة وهي لم تحرم بعد فإن المنع من أخذ الشعر إنما يكون بعد عقدنية الإحرام وهي لم تنو إلا بعد خروجها من الحمام وتقول لبيك الله عمرة.
*
أنا امرأة بحمد الله معي المال الذي يكفي لأن أحج أنا وزوجي وعرضت علي زوجي أن يحج معي علي نفقتي فرفض ورفض أيضا أن أذهب للحج مع أخي فهل يجوز لي أن أحج مع أخي وأعصي زوجي أم يجب علي طاعة زوجي واترك فريضة الحج؟
** يجيب الدكتور كمال بربري حسين مدير عام أوقاف السويس: الحج ركن من أركان الاسلام الخمس كما وردت بذلك النصوص الشريفة وهو واجب علي المستطيع ويحرم علي زوجك أن يمنعك من الحج وعليه أن يرافقك فإن رفض فحجي مع أخيك.
فالحج حق الله تعالي وهو أولي بالتقديم وهو مقدم علي طاعة الزوج.
ونسأل الله تعالي أن يهدي زوجك للحج معك.
* ماهي شروط الحديث الصحيح؟
** يجيب الدكتور كمال بربري حسين محمد مدير عام الأوقاف بالسويس:
وضع علماء الحديث شروطا للحديث الصحيح وهي:
1 اتصال السند.
2 عدالة الرواة: والمقصود بها أن يكون من حدث بالحديث مسلما عاقلا معروفاً بالصدق في حديثه واشترط بعضهم البلوغ مع قولهم بجواز تحمل الحديث قبل البلوغ مادام مميزا وايضا من شروط العدالة السلامة من الفسق وخوارم المروءة وهي القوادح التي تشين الشخص فلابد أن يكون المحدث علي درجة من الوقار والهيبة.
3 الضبط: وهو ينقسم إلي قسمين:-
ضبط كتاب: وهو أن يكتب الحديث ويضبطه ويحافظ علي كتابه.
ضبط فؤاد: وهو ان يحفظ الحديث ولا ينساه.
4 - السلامة من الشذوذ: أي أن يكون الحديث خاليا من الشذوذ بألا يخالف الثقة رواية من هو أوثق منه.
5 السلامة مع العلة القادحة في صحة الحديث: وهي سبب خفي يقدح في صحة الحديث مع أن الظاهر السلامة منه.
إذا توافرت هذه الشروط في حديث صح الحديث. ووجب العمل به.
ولقد عرف العلماء الحديث الصحيح بقولهم:
الحديث الصحيح: هو الذي اتصل سنده بنقل الراوي الموصوف بالعدالة والضبط عن مثله الي متنها وكان خاليا من الشذوذ والعلة.

* أري من الناس بعض
السلوكيات الخاطئة التي تخالف الشرع ولا أستطيع تغييرها خشية من العواقب
فما حكم الدين؟

**يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عزت عطية الأستاذ بكلية أصول الدين
بجامعة الأزهر يقول: المسلم ايجابي حكيم يستطيع مواجهة الأمور بما يناسبها
وحل المشاكل بما يحقق المصالح المقصودة. وقد فسر العلماء ذلك في كلامهم عن
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من
رأي منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه
وذلك أضعف الإيمان".

والسلوكيات التي تراها وتحاول تغييرها لا يجوز أن تغيرها إلا إذا
عرفت انها منكرة شرعاً فقد تكره شيئاً لأنه لا يعجبك مع انه في الحقيقة من
الشرع لكن الناس تركوه وأماتوه فصار المعروف منكراً. ومن هنا اشترط
العلماء في تغيير المنكر أن يعرف المغير أنه منكر بالأدلة الشرعية
المعتمدة وألا يكون له وجهة أو قول يعتبر بأنه من الدين.

أما أدب التغيير فهو ظهور الاعتراض بالنظر أو عبوس الوجه أو
الاستنكار الصامت. فإذا اتسع المقام من غير مشاكل أو ردود فعل غير محبوبة
للنصح بالقول نصحت ببيان الشرع بأسلوب لطيف لتقوم الحجة علي من تنكر عليه
فإن استجاب فيها وان أعرض وكان هناك خطر من فعله علي المجتمع بلغت الأمر
إلي الجهات المسئولة لتقوم بالتغيير وبرأت ذمتك. فإن كنت قادراً بنفسك علي
ازالة المنكر ومنعه بالقوة قمت بذلك بشرط إلا يؤدي إلي منكر أشد التغيير
والمهم ألا تثير فتنة بين الناس بسبب هذا التغيير فينقسمون إلي جماعات
تتقاتل وتتصادم بسبب هذا التغيير.

والله أعلم

* أديت فريضة الحج عن نفسي.
وأحج هذا العام عن والدتي متمتعاً. فهل تجوز العمرة لي ولوالدتي. وهل يكون
علي هذا الحج هدي؟

**يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور أحمد طه ريان استاذ الفقه المقارن
بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: قال الله تعالي: "وأذن في
الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع
لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات علي مارزقهم من بهيمة الأنعام" قال
قتادة: لما أمر الله عز وجل ابراهيم عليه وعلي نبينا السلام أن يؤذن في
الناس بالحج نادي: "يا أيها الناس إن الله عز وجل بني بيتاً فحجوه" وأخرج
البخاري ومسلم قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من حج البيت فلم يرفث
ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".

وبالنسبة لما ورد في السؤال فقد أجاز الشارع الحكيم الحج عن الغير.
وخصوصاً من الوالد عن أحد والديه سواء كان مريضاً أو شيخاً كبيراً لا
يستطيع تحمل مشاق السفر. أو كان ميتاً. أما النيابة عن المريض مرضاً
مزمناً أو الشيخ الكبير. فإنه يستدل بحديث ابن عباس رضي الله عنهما في قصة
المرأة الخثعمية التي قالت يارسول الله. إن فريضة الحج ادركت أبي شيخاً
كبيراً لا يثبت علي الراحلة أفأحج عنه؟ قال: "نعم" وذلك في حجة الوداع
والحديث متفق عليه واللفظ للبخاري كما يستدل للنيابة عن الميت بالحديث
الصحيح الوارد في قصة المرأة الجهنية التي جاءت للنبي صلي الله عليه وسلم
فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتي ماتت أفأحج عنها؟ قال: نعم حجي
عنها. أرأيت لو كان علي أمك دين أكنت قاضيته؟ اقضوا دين الله. فالله أحق
بالوفاء.

فإذا أردت أن تخرج في الحج عن والدتك متمتعاً بأن تعتمر أولاً ثم بعد
أن تحل من إحرام العمرة تنتظر إلي قرب الوقوف بعرفة فتحرم من محل اقامتك
إن كنت مقيماً داخل حدود الحرم ذلك أن تحرم من المسجد الحرام. ومعلوم أن
الإحرام إنما يكون بالنية بعد لبس ثياب الإحرام وبهذا الإحرام الذي تنوي
به الحج عن والدتك تؤدي مناسك هذه الفريضة. والأفضل أن تنوي بعمرتك التي
أديتها بإحرامك من الميقات عن والدتك فتكون بذلك قد أديت عنها عمرة وحجاً.
وكلاهما مطلوب منها ثم بعد أيام مني. والتي تسمي أيام التشريق الثلاثة. لك
أن تحرم من التنعيم والذي أقيم به مسجد كبير يسمي مسجد عائشة رضي الله
عنها وتؤدي عمرة عن نفسك أو عمن تحب. ويجب عليك أن تقدم هدياً بقوله
تعالي: "فمن تمتع بالعمرة إلي الحج فما استيسر من الهدي" لأنك جمعت بين
الحج والعمرة لوالدتك فصرت متمتعاً.

والله أعلم

* زوجتي تركت منزل
الزوجية بدون اذني نتيجة خلاف حدث بيني وبينها. وعند ذهابي إلي بيت أبيها
لإحضارها طالبني والدها بمبلغ مالي نظير اقامتها بعدد الأيام التي اقامت
فيها عنده فما حكم الدين؟

**يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور صبري عبدالرءوف استاذ الفقه
المقارن بجامعة الأزهر يقول: قال الله تعالي: "الرجال قوامون علي النساء
بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم" فهذه الآية الكريمة
تدل علي أن الله تعالي فضل الرجال علي النساء بما للرجال من قوة وقدرة علي
تحمل المشاق التي لا تستطيع المرأة أن تتحملها. وأيضاً بما أنفق الرجال
علي نسائهم وخير الصدقة ما انفقه الرجل علي نفسه أو ولده أو زوجته.
والزوجة لها النفقة ما دامت في عصمة زوجها ولم تكن ناشزاً.

أما إذا كانت الزوجة ناشزاً وخرجت من البيت من غير اذن الزوج إلي بيت
أبيها أو إلي أي مكان آخر من غير رضا زوجها فلا نفقة لها لأن رسول الله
صلي الله عليه وسلم نهي المرأة ألا تخرج من البيت من غير اذن الزوج فقال:
"لا تخرج المرأة إلا بإذن زوجها. ولا تدخل أحداً بيته إلا بإذنه" والزوجة
المتدينة هي الزوجة المطيعة لله عز وجل المؤدية حق الزوج.

أما المخالفة لشرع الله تعالي والتي لا تسمع كلام الزوج ولا تقبل نصحه وارشاده فإنها تكون ناشزاً والناشز لا نفقة لها.

وبناء علي هذا نقول للزوج مادامت زوجتك قد خرجت من البيت بدون رضاك
فلا نفقة لها فلا تعطيها ولاتعطي لأبيها مايطالب به من نفقات مدة اقامتها
عنده لأن نفقتها قد سقطت بنشوزها حينما خرجت من بيت الزوجية بدون اذن من
الزوج. وعلي والد الزوجة أن يطالبها بما افترض عليها الإسلام من فرائض.
وأن يدعوها إلي مادعا إليه من خلق حميد وأدب عظيم وسلوك قويم مبيناً لها
حقوق الزوج علي زوجته بأن تلزم بيته. وأن تصون سره وأن تحفظه إذا غاب في
نفسها وبيته وماله.

والله أعلم

* عن سفري للحج
لا أعرف هل اتجه الي المدينة المنورة.. أم إلي مكة أم ماذا أفعل؟

** يجيب الشيخ اسماعيل نصار وكيل وزارة الاوقاف بالجيزة: يا أخي
الحاج عليك أن تحرم عند سفرك وتشترط فيكون حكمك كالمحصر يعني أن تلبس ثياب
الإحرام وتنوي الحج أو العمرة يقول القرطبي في قول الله تبارك وتعالي "فإن
احصرتم فما استيسر من الهدي" فالإحصار هو المنع من الوجه الذي تقصده
بالعوائق جملة بأي عذر كان. حصره عدو أو وجود سلطان أو مرض أو ماكان.

وجمهور الناس علي أن المحصر يحل حيث أحصر وينحر هديه إن كان هديه
وكان ابن القاسم يقول "ليس علي من صد عن البيت في حج أو عمرة هدي إلا أن
يكون ساق معه وهو قول مالك وأما اشتراطه عند النية أن يقول إذا أهل يعني
عند النية "لبيك اللهم لبيك ومحلي حيث حبستني من الأرض وقول الإمام أحمد
وإسحاق وأبو نور لابأس أن يشترط وله شرطه وقال به غير واحد من الصحابة
والتابعين.

وبهذا فعليك يا أخي عند سفرك أن تحرم وتشترط فإن اتجهت الرحلة إلي
مكة فأنت محرم عند دخولك الميقات وإن كانت الرحلة إلي المدينة فيكون حكمك
حكم المحصر بشرط أن تشترط عند النية ولك أن تحل بهذا الشرط ثم تحرم عند
ميقات المدينة إذا اتجهت الرحلة إلي المدينة تحرم من آبار علي عند دخولك
مكة وعن عائشة قالت: دخل رسول الله صلي الله عليه وسلم علي ضباعة بنت
الزبير فقال لها: لعلك أردت الحج؟ قالت: والله لأجد في إلا وجعه فقال لها
حجي واشترطي.

*
أكرمني الله تبارك وتعالي إن شاء الله بحج بيته الحرام هذا العام فما الواجب علي نحو أداء هذه الفريضة وجزاكم الله خيراً؟

** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الأزهر: إ ن من أهم معرفته لأداء فريضة الحج تجنب المحظورات الواجب الاحتراز منها

* تجنب الجماع ودواعيه كالقيلة وخطاب الرجل المرأة فيما يتعلق بالزواج وهو محرم

* ترك المعاصي لأنك يا أخي أنت في عبادة فلا يجوز أن تعصي الله وأنت
في طاعته وكذا ترك المجادلة والمخاصمة مصداقاً لقوله تعالي "فمن فرض فيهن
الحج فلا رفث ولا فسوق ولاجدال في الحج" وقول رسول الله صلي الله عليه
وسلم من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه" رواه البخاري ومسلم
عن ابي هريرة

* ولا تلبس شيئاً مخيطاً كالقميص والسراويل أو لبس المخيط كالعمامة
والطربوش وكذا لبس الشيء الذي مسه طيب أو لبس الخف والنعلين هذا بالنسبة
للرجل أما المرأة فلها أن تلبس ماتشاء إلا الثوب الذي مسه الطيب أو تلبس
النقاب والقفازين لقول ابن عمر رضي الله عنهما: نهي النبي صلي الله عليه
وسلم النساء في احرامهن عن القفازين والنقاب ومامسه الورس والزعفران من
الثياب.

* تجنب عقد الزواج لنفسه أو لغيره بولاية أو بوكالة فقد روي مسلم عن
عثمان بن عفان أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: لاينكح المحرم ولا
ينكح ولا يخطب.

* تجنب تقليم الأظافر وإزاله "الشعر بالحلق أو القص أو بأية طريقة
سواء كان شعر الرأس أو غيره لقوله تعالي "ولا تحلقوا رؤوسكم حتي يبلغ
الهدي محله" إلا إذا تأذي به أو انكسر ظفر فله إزالته وعليه فدية من صيام
أو صدقة أو نسك.

* يجب تجنب الطيب سواء للرجل أو المرأة لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم :الحاج الشعث انتقل.

* تجنب عدم صيد البر أو الأكل منه لقوله تعالي "أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر مادمتم حرما".

* ما هي قطيعة الرحم وما حكمها؟

** يا شويكار من المعاصي قطيعة الرحم وهي من الكبائر بالاجماع وهي
تحصل بإيجاش قلوب الأرحام وتغيرها اما ترك الاحسان بالمال في حال الحاجة
النازلة بهم أو ترك الزيارة بلا عذر والمراد بالرحم الأقارب فالخالات
والعمات وأولادهن والأخوال والأعمام وأولادهن قال رسول الله صلي الله عليه
وسلم "ليس الواصل بالمكافيء ولكن الواصل من وصل رحمه إذا قطعت ففي هذا
الحديث إيذان بأن صلة الرحم التي توصل أفضل من الرحم التي لا توصل لأن ذلك
من حسن الخلق الذي حض عليه الإسلام حضاً بالغاً وجعل القطيعة من أعمال
الفساد. التي تصيب المجتمعات بالدمار والخراب.

يجيب فضيلة الدكتور عبدالمعطي بيومي عميد
كلية اصول الدين فيقول: اذا عزمت أيها المسلم علي الحج فامض في اجراءات
السفر وتوكل علي الله ولاتتردد.

قال تعالي : "فإذا عزمت فتوكل علي الله أن الله يحب المتوكلين".

وإذا حان وقت السفر فادخل الي محرابك واركع ركعتين لله العظيم وحاول
ان تستحضر فيهما قلبك واقرأ في الركعة الاولي بعد الفاتحة سورة "الكافرون"
واقرأ في الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة "الاخلاص" وتضرع الي الله في
سجودك ان يجعل التوفيق حليفك في حلك وترحالك وان يجعل عملك خالصا لوجهه
الكريم وانت يعيدك الي بلدك وأولادك غانما سالما فاذا اردت الخروج من
المنزل فودع اهلك وجيرانك وقل لمن تودعه: استودعتك الله الذي لاتضيع
ودائعه ويقول لك من تودعه : في حفظ الله وكنفه زودك الله التقوي وجنبك
الردي وغفر ذنبك. ووجهك الي الخير أينما توجهت ونحو ذلك من الادعية.

واقرأ عند خروجك من باب بيتك آية الكرسي وسورة القدر ثم تصدق بصدقة
وقل: اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أذل أو أذل أو أظلم أو أظلم أو
ان اجهل أو يجهل علي.

اللهم إني اعوذ بك من الضيعة في السفر والكآبة في المنقلب اللهم اقبض
لنا الارض وهون علينا السفر بسم الله توكلت علي الله ولا حول ولاقوة الا
بالله.

فإذا استويت علي الراحلة او الناقلة فقل : "سبحان الذي سخر لنا هذا
وماكنا له مقرنين وإنا الي ربنا لمنقلبون" اللهم إنا نسألك في سفرنا البر
والتقوي ومن العمل ماترضي اللهم هون علينا سفرنا واطوعنا بعده اللهم أنت
الصاحب في السفر والخليفة في الاهل اللهم اني أعوذ بك من عناء السفر
"شدته" وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والاهل.

وإذا اتيت بلدة فقل : اللهم إني أسألك خيرها وخير مافيها وأعوذ بك من شرها وشر مافيها.

واذا نزلت منزلا فقل : رب انزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين.

وإذا انزلت متاعك علي الأرض فقل : بسم الله توكلت علي الله اعوذ
بكلمات الله التامات كلها من شر ماخلق وذرأ أوبرأ سلام علي نوح في
العالمين.

اللهم أعطنا خير هذا المنزل وخير مافيه واكفنا شره وشر مافيه.

وقل عند ارتحالك من منزل الي منزل : الحمد لله الذي عافانا في متقلبنا
ومثوانا اللهم كما اخرجتنا من منزلنا هذا سالمين بلغنا غيره آمنين.

واذا علوت شرفا من الارض أي بلغت مكانا مرتفعا فكبر ثلاثا وقل :
اللهم لك الشرف علي كل شرف ولك الحمد علي كل حال. واذا هبطت منه فسبح الله
تبارك وتعالي.. واذا اعترضك شئ وتخافه فقل : سبحان الله الملك القدوس رب
الملائكة والروح حملت السماوات بالعزة والجبروت.

ويجب عليك أيها الاخ المسلم ان تستحضر في قلبك دائما عظمة الخالق عز
وجل وتتذكر انك قادم عليه وراجع اليه وأنك محاسب علي الصغيرة والكبيرة
وانك مجزي بالاحسان احسانا وبالسوء سوءا فما أشبه هذه الرحلة بالرحلة الي
دار الآخرة.

كما يجب عليك أيها المسلم أن تتعلم مناسك الحج حتي تؤديها علي وجهها
المشروع. ولاتستنكف ان تسأل عن أي شئ لاتعرفه فقد يضيع الدين بين الحياء
والكبر.

والله أعلم

* ماذا لو ذهب الانسان لأداء فريضة الحج من كسب غير مشروع .. أو فيه شبهة مال حرام أو جاء نتيجة تدليس او غش أو سرقة؟!
** يجيب الشيخ سالم نصر الله بحيري مدير ادارة أوقاف الهرم بالجيزة: يجب علي من أراد الحج أن يكون ماله طاهرا من الحرام .. ومن كل خبيث .. فاذا كان عليه حقوق قام بردها الي أصحابها.. لأنه لا يجوز الانفاق علي هذه الفريضة من مال نتج عن سرقة او غصب أو غش وتدليس أو رشوة أو ربا أو جاء نتيجة الاستيلاء علي أموال الناس بالباطل.
لذا فان فريضة الحج يجب أن تكون خالصة لوجه الله الكريم لأنها عبادة يقول عنها الرسول الكريم "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" والله سبحانه وتعالي طيب لا يقبل إلا طيبا .. لذا يخرج بهذا كل كسب خبيث لايقبله الله سبحانه وتعالي.. ومن واجبات الحاج ان يكون زاده من حلال وراحلته من حلال ايضا حتي يكون حجا مبرورا يكفر به عن ذنوبه أما اذا كان كسبا خبيثا فانه لن يجني من وراء حجته هذه سوي المشقة والتعب.. ولن يستجاب دعاؤه لأن مطعمه حرام وكسبه من حرام.
* فيقول : ما حكم الشرع إذا قذف شخص آخر بقوله يا حرامي .. أو يا زاني؟!
** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الازهر الشريف: قال الحنفية والمالكية إذا قذف الشخص جماعة يحد بواحد كأن قال كلكم زان أو يقول لكل منهم في مجلس أو متفرقين يا زاني أو فلان زان وفلان زان ودليلهم أن هلال بن أمية قذف امرأته بشريك بن سحماء فرفع الأمر الي النبي صلي الله عليه وسلم فلاعن بينهما ولم يحد هلالا لقذفه شريكاً بن سحماء" اخرجه أبويعلي ورجاله من حديث أنس .
لأن القذف جناية يوجب حدا فإذا تكرر كفي.
وقال الشافعي وجماعة من الحنفية إذا قذف شخص جماعة فيجب لكل واحد منهم حد. سواء أكان القذف لكل واحد علي انفراد او بكلمة واحدة لأنه ألحق العار بقذف كل واحد منهم فلزمه لكل واحد منهم حد كما لو أفرد كل واحد منهم بالقذف.
وقال الحنابلة إن قذف الجماعة بكلمة واحدة. فيحد حدا واحدا إذا طالبوا جميعا أو طالب واحد منهم لأن مطلق الآية "والذين يرمون المحصنات.." يفرق فيها بين قذف واحد أو جماعة وفإن قذف واحدا فلم يجب الا حدا واحد فإن قذف الجماعة بكلمات فلكل واحد حد. لأن القذف حق للآدمي وحقوق الأدميين لا تتداخل أي لا يجزيء بعضها عن بعض.
*هل يجوز للمرأة أن تخرج من مالها الخاص صدقة لأحد أقاربها دون علم زوجها؟!
** يجيب الشيخ خلف احمد محمد امام وخطيب بأوقاف الجيزة: يجوز للمرأة ان تخرج من مالها الخاص صدقة لأحد أقاربها لأن مالها الخاص منفصل عن مال الزوج وهي حرة في مالها تتصرف فيه في حدود ما شرعه الله.. أما إذا أرادت ان تتصدق من مال زوجها فلا يجوز ان تتصرف في ماله دون إذنه. فإن أذن لها بالتصرف والتصدق لأقاربها فلا مانع وهذا جائز ولا وزر عليها.

* ما هو المكان الذي تقف فيه
النساء لصلاة الجماعة في المسجد الذي لا يوجد به مقصورة خاصة بالنساء؟!

** يجيب الشيخ اسماعيل نصار وكيل وزارة الاوقاف بالجيزة: يقول مالك
الأشعري عن رسول الله صلي الله عليه وسلم "أنه كان يسوي بين الأربع ركعات
في القراءة والقيام ويجعل الركعة الأولي هي أطولهن ويجعل الرجال قدام
الغلمان والغلمان خلفهم النساء" رواه أحمد.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
"خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها"
رواه الجماعة وقوله خير صفوف الرجال أولها تصريح بأفضلية الصف الأول
للرجال وأنه خيرها لما فيه من إحراز الفضيلة "شرها آخرها" إنما كان شرها
لما فيه من ترك الفضيلة الحاصلة ما يتقدم الي الصف الأول "خير صفوف النساء
آخرها" أي كان خيرها لما في الوقوف فيه من البعد عن مخالطة الرجال بخلاف
الوقوف في الصف الأول من حقوقهن فإنه مظنة المخالطة لهم وتعلق القلب بهم
المتسبب عن رؤيتهم وسماع كلامهم وأن صلاة النساء صفوفا جائزة من غير فرق
بين كونها من الرجال أو منفردات وحدهن والصواب أن لا تصلي النساء في
المساجد التي لا توجد بها مقصورات خاصة بالنساء فعصرنا هذا يمج بالفتن ما
ظهر منها وما بطن والواجب علي كل مسلم ومسلمة أن يتحرز لنفسه وأن يتكالب
علي الخير ما أمكنه وإن يعض علي كل طريق يوصله اليه وأن يطارد كل طريق
يوصلة الي النار ولا نخادع أنفسنا فليس كل الذين يدخلون المساجد من أرباب
النفوس السليمة والأخلاق المستقيمة بل تجد في قلوبهم مرضاً ومن لم
يستطيعوا التحكم في أنفسهم لذا يجب أن تبعد عن مثل هذه المساجد وهي قليلة
جدا والحمد لله اتقاء للفتنة.

* ما معني أن القرآن معجزة لنبينا محمد صلي الله عليه وسلم؟؟

** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الأزهر: إن كل نبي من
أنبياء الله له معجزات وكما قال علماء العقيدة ان المعجزة تأييد للنبي في
دعواه بالنبوة بأنه نبي ورسول من قبل الله جل وعلا وبعض المعجزات حسية
وبعضها معنوية: وتنتهي معجزة كل نبي وكل رسول بنهاية رسالته إلا نبينا
محمد صلي الله عليه وسلم: فإن من معجزاته الباقية معجزة القرآن فهي من عند
الله وليست من قول بشر.

قال تعالي: وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب
المبطلون بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا
إلا الظالمون".

فهذا الكتاب الجامع لأنواع العلوم خارق للعادة فيكون معجزة:
والارتياب هو الشك: والمعني لو كنت قارئا كاتبا لشك المعاندون في أن
القران معجزة.

وهذه الآيات دلت علي بعض وجوه اعجاز القرآن ومن معجزة القرآن أنه
محفوظ في الصدور فإن سائر الكتب السماوية لم تكن الفاظها معجزة وما كانت
تقرأ إلا من المصاحف.

وقد ورد أن أمة محمد صلي الله عليه وسلم أناجيلهم في صدورهم وهذه
خصوصية لهم دون سواهم بمعني أنهم يقرءون القرآن عن ظهر قلب وهو مثبت محفوظ
في صدورهم وما ينكر معجزة القرآن بعد معرفتها ووضوحها إلا المتغالون في
الظلم فإن القرآن من جنس كلام العرب الذين يعرفون البلاغة ومع ذلك عجزوا
عن معارضته إنه آيات باقية ما بقي متكلم وليس آيات حسية تزول بزوال زمانها
ولا يحتاج العاقل الي دليل علي بعثة رسول الله صلي الله عليه وسلم غيره
ولا معجزة دونه إن في هذا القرآن المتلو لنعمة عظيمة وتذكرة دائمة وعظة
بالغة لكل من أهمه الوصول الي الحق والهدي.

*في حكم من يتشبه بالأوربيين في طريقة حلقه رأسه:

*. يجيب الشيخ محمد حامد يوسف من علماء الأزهر بمطروح: قال تعالي "يا
أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصاري أولياء بعضهم أولياء بعض ومن
يتولهم منكم فإنه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين فتري الذين في
قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشي أن تصيبنا دائرة فعسي الله أن يأتي
بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا علي ما أسروا في أنفسهم نادمين.

فمن تشبه بالأوربين في طريقة حلق شعر الرأس حبا لهم وتوددا اليهم
وابتعادا عن أبناء دينه ووطنه وبيئته فإنه بذلك يكون خارجا عن الأوضاع
الإسلامية ويكون آثما.

أما إذا لم يقصد شيئا من ذلك وإنما كان عادة وعرفا شاع وأصبح الناس
يتبعونه دون التفات الي أنه تشبه بالأوربين فإن ذلك كله من حكم العادات
التي تشيع وهي لا إثم فيها ولا معصية مادامت لا تتنافي مع أمر الدين أو
نهي عنه.

* ما هو رأي الدين في زوجة لا تصلي وترفع صوتها علي زوجها إذا أمرها بذلك؟

** ينبغي أولاً أن نلفت نظر الأزواج إلي ضرورة معاملة زوجاتهم بما أمر
به الإسلام من المعاشرة بالمعروف وعدم استعمال الأوامر وسيلة وحيدة
للعلاقة بينهما. ولابد من التفاهم والتشاور فيما لا يغضب الله وليعلم كل
زوج أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم
لأهلي" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم. وأنه جعل اللقمة التي يضعها
الزوج في فم زوجته له بها صدقة وأنه "ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن
إلا لئيم".

نقول هذا بمناسبة ما نراه من قسوة بعض الأزواج وغلظتهم مع زوجاتهم.
وما يترتب علي هذه القسوة من نشوز الزوجة وعلو صوتها وقد يأمر بعض الأزواج
زوجاتهم بالصلاة بعنف. وبدون حكمة. والله تعالي يقول: "وأمر أهلك بالصلاة
واصطبر عليها" "سورة طه آية 132" ومعني ذلك أن الزوج مطالب بالصبر علي هذا
الأمر. وبخاصة إذا لم تكن الزوجة معتادة علي الصلاة في بيت أبيها.. ونقول
للزوجات: إن حق الأزواج عليكن عظيم. بيّنه النبي صلي الله عليه وسلم
بقوله: "لو كنت آمراً أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها" بل
إن حق الزوج مقدّم في الإسلام علي حق الأبوين. فأكبر الحقوق علي الرجل حق
أمه. وأكبر الحقوق علي المرأة حق زوجها فلا ينبغي علي الزوجة أن تأخذ أمر
زوجها بالصلاة علي أنه تحكّم فهو يريد لها الخير بالطاعة والصلة بمن يمنح
السعادة ويرزق الاستقرار النفسي والعائلي وهو الله.

* ما هو العدد الذي تنعقد به صلاة الجمعة؟

** صلاة الجمعة فريضة مقدسة يلتزم بها كل مسلم بالغ ذكر غير مريض ولا
مسافر وفي اسمها دلالة علي الهدف منها. فهي جمعة مأخوذة من اجتماع
المسلمين فيها علي عبادة الله في بيت الله وفي اجتماعهم تقوية للروابط
الأخوية وللمشاعر الدينية والثقافة الإسلامية ومن هنا أجمع المسلمون
وأئمتهم علي ضرورة الجماعة في صلاة الجمعة اقتداءً بفعل رسول الله صلي
الله عليه وسلم. وقوله.. إذ لم يرد أنه صلاها إلا في جماعة. فنظر الإمام
أبوحنيفة إلي المعني اللغوي للفظ الجماعة حيث إن أصل الجمع في اللغة ثلاثة
فاشترط اثنين مع الإمام.. أما الإمام الشافعي فنظر إلي أن أول جمعة صلاها
النبي صلي الله عليه وسلم لم يقل العدد فيها عن أربعين مسلماً مكلفاً
فاشترط ألا يقل العدد عن أربعين. ويري الإمام مالك أنها تصح وتجب بأقل من
أربعين وذهب آخرون إلي أنها تصح باثنين كصلاة الجماعة والله تعالي أعلي
وأعلم.

* حدثت مشاجرة بين عائلتين وفقد خلالها أحد الأشخاص عينه. فهل له ديّة؟

** العين فيها نصف الديّة. لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "في
العينين دية". وروي عنه أنه قال: "وفي العين الواحدة خمسون من الإبل"
"رواه مالك في موطئه" هذا إذا كانت العين سليمة ثم فُقئت ونصف الدية
خمسمائة دينار وتقدر بسعر الذهب الحالي. وإذا تنازل المصاب عن الديّة أو
بعضها فهذا جائز. ولا شيء فيه.

مسجد أم مدرسة؟

* وصي أحد أبناء القرية قبل وفاته ابنه ببناء مسجد
علي قطعة أرض ولكن المساجد بالقرية كثيرة ونحن في حاجة لإنشاء مدرسة.. فما
رأي الدين في ذلك؟

** وصية الوالد يجب تنفيذها كما أوصي بها ما دامت في حدود ثلث تركته.
وكانت في طاعة الله تعالي لقول النبي صلي الله عليه وسلم لمن سأله عن بره
بوالديه بعد وفاتهما: ".. وإنفاذ وصاياهما" والأولي تنفيذ وصية المتوفي
ببناء المسجد. ولكن مادامت القرية بها عدد كبير من المساجد. كما ذكر
بالسؤال. وهي في حاجة إلي مدرسة جاز توجيه التوصية لبناء المدرسة لأن
الحاجة العامة لخدمة أهل القرية تقوم مقام بناء المسجد لأنها تؤدي الخدمة
العامة التي يحتاجها أهل القرية. خاصة إذا كانت مدرسة فإنها تؤدي بعض
رسالة المسجد وهي التعليم. والله أعلم.

* ما الذي تشرع فيه البسملة؟

** يجيب فضيلة الشيخ عثمان إبراهيم عامر - من علماء الأزهر الشريف -
بقوله: ضابط ما تشرع فيه البسملة هو حديث الرسول - صلي الله عليه وسلم -:
"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم. فهو أقطع" رواه ابن
ماجة والخطيب البغدادي. فتشرع البسملة في كل أمر يهتم به شرعاً بحيث لم
يجعل له الشارع غير البسملة. ولم يكن ذكراً محضا. ولا من سفاسف الأمور
وخسيسها. ولا محرماً لذاته ولا مكروها فتشرع البسملة في العبادات كالغسل
والوضوء والتيممم وذبح النسك. ومن المباحات كالأكل والشرب والجماع والذكر
غير المحض كقراءة القرآن.

ولا تشرع البسملة في:

1- ما جعل الشارع له مبدأً غير البسملة كالصلوات والاذان فإن الشارع
جعل مبدأهما التكبير. وكالحج والعمرة فإن الشارع جعل مبدأهما التلبية.

2- ما كان ذكرا محضا ككلمة التوحيد - لا إله إلا الله. محمد رسول الله - وسبحان الله وبحمده.

3- ما كان من سفاسف الأمور وحقيرها.

4- ما كان محرماً لذاته كالزنا وشرب الخمر وأكل الميتة.

5- القيام والقعود لأنه من المباحات فليس من المحقرات ولا من ذوات البال.. والله أعلم.

* متي يتوجه الحاج إلي عرفة ومتي ينصرف منها؟

** يشرع التوجه إليها بعد طلوع الشمس من يوم عرفة وهو اليوم التاسع
ويصلي بها الظهر والعصر جمعاً وقصراً.. جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين
تأسياً بالنبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ويبقي فيها إلي
غروب الشمس مشتغلا بالذكر والدعاء وقراءة القرآن والتلبية حتي تغيب الشمس
ويشرع الاكثار من قول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
الحمد وهو علي كل شيء قدير وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولا
حول ولا قوة إلا بالله" ويرفع يديه بالدعاء ويحمد الله ويصلي علي النبي
صلي الله عليه وسلم قبل الدعاء ويستقبل القبلة وعرفة كلها موقف فإذا غابت
الشمس شرع للحجاج الانصراف إلي المزدلفة بسكينة ووقار مع الاكثار من
التلبية فإذا وصلوا المزدلفة صلوا المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين
والمغرب ثلاثا والعشاء ركعتين.

* هل هناك من سبب أو حكمة لمضاعفة الثواب علي الصالحات في هذه الأيام العشر؟

** لعل سبب الفضل ان هذه الأيام هي التي يكثر فيها الذهاب إلي المسجد
الحرام لاداء الحج والعمرة ويعيش الناس فيها في ظلال الروحانية والشوق إلي
الأماكن المقدسة سواء منهم من سافر للحج أو من لم يسافر والعمل الصالح إذا
وقع في ظل هذه الروحانية كان أرجي للقبول ومضاعفة الثواب وبخاصة ان هذه
الأيام فيها يوم عرفة والعيد الأكبر وفيها يتوافر الأمن في البلاد
الإسلامية لتهيئة الجو للمسافرين ولمن خلفوهم وراءهم وذلك بالانشغال
بالعبادة والذكر ويقول ابن حجر: "والذي يظهر ان السبب في امتياز عشر ذي
الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه.. وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج
ولا يتأتي ذلك في غيره. وعلي هذا هل يختص الفضل بالحج أو يعم المقيم
المقيم فيه؟ احتمال" انتهي كلام بن حجر.

* متي تشرع الأضحية؟ وهل
يجوز للمسلم إذا كان من أهل الغني واليسار ألا يضحي؟ وكيف يكون توزيع
الأضحية؟

** الأضحية أو الضحية سنة مؤكدة في معظم المذاهب وواجب في مذهب
الامام أبي حنيفة والواجب عنده شيء أقل من الفرض وفوق السنة وهذا الواجب
من تركه يكون آثماً إذا كان من أهل اليسار والغني وقد جاء عن أبي هريرة
رضي الله عنه مرفوعاً "من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا" رواه
الحاكم وجاء في حديث آخر أنه صلي الله عليه وسلم سئل عن الأضحية فقال:
"سنة أبيكم إبراهيم" راوه الترمذي والحاكم. ولهذا فالأضحية إما سنة مؤكدة
وإما واجبة والمذاهب الأخري غير الأحناف تكره لمن كان من أهل اليسار ألا
يضحي فيوسع علي نفسه وعلي عياله وأهله وعلي من حوله من الفقراء والجيران
ولهذا كانت السنة في توزيع الأضحية ان يقسمها ثلاثاً.. ثلث لنفسه وأهله.
وثلث لمن حوله من جيرانه. وثلث للفقراء والمساكين لقد شرع الله سبحانه
وتعالي الأضحية تكون يوم العيد وما بعد العيد توسعة علي الناس. وتشرع
ابتداء من صباح يوم الأضحي بعد صلاة العيد ويخطيء من يذبح ليلة العيد أي
قبل صلاة العيد فالأضحية عبادة وقربة إلي الله فوقتها محدد بصلاة العيد
"فصل لربك وانحر" ويجوز تأخير الذبح إلي اليوم التالي أو الثالث وهي
المسماة أيام التشريق ويجوز الذبح في هذه الأيام ليلاً أو نهاراً. والله
أعلم.

* تزوج رجل بإمرأة ثم هجرها وترك
فراش الزوجية ولا ينفق عليها ويريد ان يكتب الميراث لأولاده من زوجته
الأولي. فما رأي الدين والشرع في ذلك.

** يقول الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر: ترك
النفقة علي الزوجة ظلم لها وما دامت قد احتبست عليه فلها عليه النفقة لقول
الرسول صلي الله عليه وسلم "تأتي المرأة زوجها لتقول له إما ان تنفق عليَّ
أو تطلقني" وقوله صلي الله عليه وسلم "كفي بالمريء إثما أن يضيِّع من
يعول" حرم نفسه من الأجر والثواب لقوله صلي الله عليه وسلم "حتي اللقمة
تضعها في في امرأتك لك بها صدقة".

وهجر فراش الزوجية دون سبب حرام لقوله صلي الله عليه وسلم "لا
تُقبِّح ولا تضرب الوجه ولا تهجر إلا في المنزل" وإذا كان الهجر للزوجة
نوعا من أنواع العقاب والتأديب فيحرم العقاب والتأديب دون سبب.

وكتابة الميراث لبعض الورثة وحرمان البعض الآخر أشد حرمة لمخالفة شرع
الله تعالي وتقسيم الميراث لم يرض الله فيه بحكم أحد بل قسَّمه بنفسه وحذر
الناس من مخالفة شرعه سبحانه فقال "للرجال نصيب مما ترك الوالدان
والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر
نصيباً مفروضاً" وقال "آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً".
ويقول النبي صلي الله عليه وسلم "من حرم وارثاً من ميراثه حرمه الله
الجنة" أعاذنا الله جميعاً من مخالفة أمره هذا إذا كان الحال كما ورد
بالسؤال.

* طلقني زوجي طلاقاً بائناً وتقدم لخطبتي
وأنا في العدة شاب كنت أحبه قديماً فهل هذه الخطبة حلال أم لا كما يقول
بعض الناس؟ ومتي تباح خطبة المرأة؟

** يقول الشيخ ماهر الحداد مدير عام بمجمع البحوث الإسلامية: تحرم
خطبة المعتدة وأنت في عدة طلاق وكذلك إذا كانت المرأة في عدة وفاة قال
الشوكاني وفي العدة إلا بالتعريض في المثبوتة أقول يدل علي هذا قوله عز
وجل "ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء" فإنه يفيد أنه لا يجوز
التصريح بالخطبة ويجوز التعريض ثم نهاهم عن أن يواعدوهن سرا فقال "ولكن لا
تواعدوهن سراً" علي ما في معني هذه المواعدة من الاختلاف ثم استثني من هذا
فقال "إلا أن تقولوا قولا معروفاً" فالحاصل أنه لم يبح سبحانه وتعالي إلا
القول المعروف فكان التصريح بخطبة المعتدة أو ذكر شيء مستهجن في مكالمتها
غير جائز وقد كان هذا أمراً متقرراً معروفاً عندهم كما يدل عليه ما أخرجه
الدارقطني عن سكينة بنت حنظلة قالت "استأذن علي محمد بن علي ولم تنقضي
عدتي مهلكة زوجي من العرب قلت غفر الله لك يا أبا جعفر أنك رجل يؤخذ عنك
وتخطبني في عدتي فقال انما أخبرتك بقرابتي من رسول الله صلي الله عليه
وسلم ومن علي وقد دخل رسول الله صلي الله عليه وسلم علي أم سلمة وخيرته من
خلفه وموضعه من قومه أكانت ولا تباح خطبة المرأة إلا إذا توافر فيها
شرطان:

الشرط الأول: أن تكون خالية من الموانع الشرعية التي تمنع زواجه منها
في الحال. والشرط الثاني: ألا يسبقه غيره إليها بخطبة شرعية فإن كانت ثمة
موانع شرعية كأن تكون محرمة عليه بسبب من أسباب التحريم المؤيدة أو
المؤقتة أو كان غيره سبقه بخطبتها فلا يباح له خطبتها.

* ما حكم الرجوع في اليمين إذا كان هناك مصلحة شرعية؟

** يجيب فضيلة الشيخ مجدي عبدالباسط قراميط من علماء الأزهر الشريف بقوله:

الوقوع في اليمين. أو الحنث فيه. هو الخُلف وعدم الوفاء باليمين.
فيجوز للمسلم أن يحنث في يمينه. أو يقع فيه لمصلحة شرعية. ولخير يعم علي
المسلم بفائدة. وحينئذ يجب عليه أن يكفر عن هذا اليمين الذي وقع فيه.

يقول تعالي: "ولا تجعلوا الله عُرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا
وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم" "سورة البقرة آية 224". قال ابن جرير
في تفسيره هذه الآية ج2 ص402 في كتاب جامع البيان لابن جرير الطبري: "لا
تجعلوا الله قوة لأيمانكم في أن لا تبروا ولا تتقوا ولا تصلحوا بين الناس.
ولكن إذا حلف أحدكم فرأي الذي هو خير مما حلف عليه من ترك البر والإصلاح
بين الناس. فليحنث في يمينه. وليبر قسمه. وليتق الله. وليصلح بين الناس.
وليكفر عن يمينه".

وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "من حلف علي يمين فرأي غيرها خيراً منها. فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه".

"رواه مسلم ج1 كتاب الأيمان". وأيضاً للحديث الذي رواه الشيخان عن أبي
هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "والله لأن
يلج أحدكم بيمينه في أهله آثم له عند الله من أن يُعطي كفارته التي افترض
الله عليه". "رواه البخاري ومسلم. ومعني اللجاج هو أن يتمادي الإنسان في
الأمر. وقال النووي -رحمه الله- معني الحديث: "أنه إذا حلف يميناً تتعلق
بأهله ويتضررون بعدم حنثه. ويكون الحنث ليس بمعصية. فينبغي له أن يحنث
فيفعل ذلك الشيء. ويكفر عن يمينه.." شرح النووي ج6 ص.137 وعليه فيجوز
الوقوع في اليمين والتكفير عنه لمصلحة شرعية راجحة تتعلق بمصلحة المسلم أو
مصلحة المسلمين. والله أعلم.

* ما حكم ذبح العقيقة سواء أكان المولود ذكراً أم أنثي؟

** يجيب فضيلة الشيخ جمال عبدالحميد توفيق - إمام مسجد الرحمة بقرية
دنديط مركز ميت غمر دقهلية - بقوله: ان المستحب في العقيقة ان تذبح يوم
السابع من ولادة الولد ذكراً كان أم أنثي وذبح العقيقة سنة عن رسول الله
صلي الله عليه وسلم ولأجل هذا كان فعلها امتثالاً لما سنَّه رسول الله صلي
الله عليه وسلم. وإذا كان موضع استحبابها يوم السابع فليس هناك ما يمنع من
فعلها بعد ذلك لعدم ورود نص مانع فيه وسواء أكنت اتبعت ما يذبح في العقيقة
من مالك أو من مال والديك فكل ذلك يقع موقعه من السنة في ذلك.

*إذا وقع شخص بجواري مغمي عليه أثناء الصلاة في جماعة فهل أقطع الصلاة لمساندته ثم أكمل الصلاة. أم أصلي بمفردي بعد ذلك من جديد؟

** يقول الشيخ محمد عبدالرحمن وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة:

إنقاذ من أصابه ضرر أو توقع خطر أمر واجب. وإتمام الصلاة واجب. وعند
تعارض واجبين يقدم ما لا يمكن تداركه. والصلاة تمكن إعادتها. والجماعة سنة
وليست فرضا. ومهما يكن من شيء فالضرورات تبيح المحظورات. وعلي هذا أري
مساندة من وقع في الصلاة لاسعافه. وإذا كان العمل قليلا كقتل العقرب أو
خلع النعل مثلا يكمّل صلاته. أما إذا كثر العمل أسعف المريض ثم صلي بعد
ذلك منفرداً أو جماعة حسبما يتيسر له. وجاء في كتاب "فقه المذاهب الأربعة"
ان الكلام الكثير إذا كان لإنقاذ أعمي من الوقوع في هلاك ونحو ذلك فإنه في
مثل هذه الحالة يجب عليه ان يتكلم ويقطع الصلاة.

* هل للمسلم ان يصلي مع
الصلاة التي تنقل في التليفزيون أو الإذاعة من دون أن يري الإمام خصوصا
للنساء؟

** لا يجوز للإنسان ان يقتدي بالإمام بواسطة الراديو أو بواسطة
التليفزيون. لأن صلاة الجماعة يقصد بها الاجتماع. فلابد أن تكون في موضع
واحد. أو تتصل الصفوف بعضها ببعض. ولا تجوز الصلاة بواسطتهما "الراديو
والتليفزيون" وذلك لعدم حصول المقصود بهذا. ولو أننا أجزنا ذلك لأمكن كل
واحد أن يصلي في بيته الصلوات الخمس بل الجمعة أيضا. وهذا مناف لمشروعية
الجمعة والجماعة. وعلي هذا فلا يحل للنساء ولا لغيرهن ان يصلي أحد منهم
خلف المذياع أو خلف التلفاز. والله الموفق.

* هل يجوز للنساء ان يصلين صلاة الجمعة في
بيوتهن. وكذلك جميع الصلوات علي صوت الميكروفون في القرية؟ وكذلك المريض
الذي لا يستطيع الصلاة في المسجد هل يجوز له متابعة الإمام من بيته بواسطة
الميكروفون؟

** لا يجوز للرجال ولا للنساء ضعفاء أو أقوياء أن يصلوا في بيوتهم
واحداً أو أكثر جماعة بصلاة الإمام في المسجد. رابطين صلاتهم معه بصوت
المكبر فقط. سواء كانت الصلاة فريضة أم نافلة. جمعة أم غيرها. وسواء كانت
بيوتهن وراء الإمام أم أمامه. لوجوب أداء الفرائض جماعة في المساجد علي
الرجال الأقوياء. وسقوط ذلك علي النساء والضعفاء.

* طُلقت امرأة من زوجها طلاقاً بائناً. وانتهت عدتها ويأتيها
الخُطاب إلا أن أباها يرفض زواجها بحجة أن الإقدام علي الزواج عار بعد
الطلاق.. فماذا تفعل؟

** يقول الشيخ عادل عبدالمنعم أبوالعباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر: إن
ما يقوم به الأب تجاه ابنته المطلقة ومنعه إياها من الزواج حسب حجته
الواهية يسمي في الشريعة عضلا. والعضل هو منع الولي من تزويج من له حق
ولاية تزويجه. والعضل ظلم وحرام إلا إذا كان الخاطب الذي يريد الزواج من
ابنته غير كفء. أما إذا كان الخاطب كفئاً وامتنع الولي الأقرب من تزويجها
فللعلماء في هذه الحالة رأيان. أحدهما: أن الولاية تنتقل عنه إلي الولي
الأبعد. والثاني: أنها ترفع أمرها إلي القضاء وهذا هو الرأي المعتمد عند
علماء الحنفية لانهم يقولون: ان رفع المظالم عن الناس انما هي من حق
القاضي. وذهبوا إلي ان الولاية ليست بشرط لصحة زواج البنت الكبيرة مستدلين
بقوله صلي الله عليه وسلم: "الأيم أحق بنفسها من وليها" ولقوله صلي الله
عليه وسلم: "ليس للولي مع الثيب أمر" وعليه جري القضاء الشرعي بالديار
المصرية. ونحن ننصح هذه المرأة بأن تطلب من أهل الخير من أقربائها ان
يقنعوا أباها ويعلموه ان ما يفعله من عضل لابنته هو تحريم لما أحل الله.
وظلم منه لها فليس زواج المطلقة عاراً إلا في فكره الواهم سائلين الله لنا
وله الهداية والرشاد والله أعلم.

* ما الذي تستحب به الصدقة؟ وإذا تصدق
بما ينقص مؤنة تلزمه أو بما يضر بنفسه أو عزيمة أو أرادها بما له كله فما
الحكم؟

** يقول الشيخ زكريا من علماء الأزهر: تستحب بالفاضل عن كنايته من
يمونه لقول الرسول صلي الله عليه وسلم "خير الصدقة ما كان عن ظهر مني
وابدأ بمن تعول" متفق عليه ومن تصدق بما ينقص مؤنة تلزمه كمؤنة زوجة أو
قريب أثم لحديث كفي بالمرء إثما ان يصبح من يقوت حديث صحيح رواه أبو داود
وغيره رواه مسلم في حصيحه بمعناه قال كفي بالمرء إثماً إن يحبس عن من يملك
قوته فإن وافقه عياله علي الايثار فهو أفضل لقوله تعالي "ويؤثرون علي
أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" ولما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل يا
رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد العقل وابدأ بمن تعول" أخرجه أحمد. ومن
أراد الصدقة بماله كله وله عائلة لهم كفاية أو يكفيهم بمكسبه فله ذلك لما
روي عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم
أن نتصدق فوافق ذلك مالا عندي فقلت اليوم أسبق أبا بكر أي يسبقه يوما
فخبئت بنصف مالي فقال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك يا
عمر فقلت أبقيت لهم مثله يا رسول الله وأتي أبوبكر رضي الله عنه بجميع
ماله فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك فقال أبقيت لهم
الله ورسوله لا أسابقك إلا شيء أبداً. روي داود عن النبي صلي الله عليه
وسلم قال "لا يأتي أحدكم بما يملك فيقول هذه صدقة ثم يعقد يستلف الناس خير
الصدقة ما كان عن ظهر غيب" وقال صلي الله عليه وسلم إنك إن تذر ورثتك
أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس".

* ما هي كيفية الاحرام للرجال والنساء؟

** يجيب الدكتور كمال بربري حسين مدير عام مديرية أوقاف السويس: إذا
وصلت إلي الميقات فاغتسل وتطيب إن تيسر لك ذلك ثم البس ثياب الاحرام
"إزاراورداء" والأفضل أن يكونا أبيضين. والمرأة تلبس ما تشاء من الثياب
غير متبرجة بزينة. ثم تنوي الاحرام بالعمرة فتقول لبيك اللهم عمرة إن كنت
متمتعا.

والتمتع: هو الإحرام بالعمرة في أشهر الحج وتفرغ منها ثم تحرم بالحج في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة من مكان إقامتك في مكة.

أو تنوي الإحرام بالعمرة والحج معا ويسمي القران.

أو تنوي الاحرام بالحج فقط إذا كنت مفردا.

وتلبي الله قائلا "لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إن الحمد والنعمة
لك والملك لا شريك لك" يجهر بها الرجال. والمرأة تخفض صوتها بحضرة الرجال
الأجانب وعليك أن تكثر من التلبية.

* ما هي كيفية طواف العمرة أو القدوم للقارن بالحج؟

** يجيب الدكتور/ كمال بربري حسين مدير عام مديرية أوقاف السويس: يشترط لصحة الطواف بالبيت الطهارة من الحدث الأكبر.

ونبدأ الطواف من الحجر الاسود مكبرين ونجعل الكعبة عن اليسار ونبدأ
الطواف من الحجر وننتهي إليه. ويسن في طواف العمرة أو القدوم للقارن في
الحج الرمل وهو الاسراع في المشي في الثلاثة أشواط الأولي للرجل. ويستحب
أيضا أن يكشف كتفه الأيمن في جميع هذا الطواف الأول دون غيره. ولك أن
تذكري الله بما تشائين من الذكر والدعاء ويستحب أن تقولي بين الركن
اليماني والحجر الأسود "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا
عذاب النار" ثم تصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم ولو بعيدا عنه إن تيسر لك
وإلا ففي أي مكان من المسجد الحرام.

* أصبحنا
نري هذه الأيام من يتباهون ويتفاخرون في نفقات الحج لدرجة أننا نسمع عن
أرقام مالية تصيب بالذهول.. وهناك من يتفاخرون بأثمن الهدايا وغير ذلك..
فهل يجوز ذلك؟.. وما هو الحد المعقول للإنفاق في الحج؟!

** يجيب الشيخ محمدي حسن خضر وكيل مديرية أوقاف الجيزة:

لاشك أن الخروج عن الحد المعقول في نفقات الحج والتفاخر بين الناس لا
يجوز خاصة أن هناك من يحرصون علي الإقامة في أماكن فاخرة والتنقل بسيارات
فارهة وهذا يعد من قبيل التبذير المنهي عنه لذا يجب علي كل مسلم يقوم
بأداء فريضة الحج الاعتدال في الإنفاق دون تبذير وإسراف.. والأفضل أن يعطي
المال الزائد عن حاجته ويتصدق به لفقير محتاج أو لمسكين أو لأرملة أو
لكفالة يتيم.. والحج عبادة تستلزم المشقة لأنه جهاد وخروج في سبيل الله..
والحج عبادة وليس ترفا وتنعما وتفاخرا يقول سبحانه وتعالي: "والذين إذا
أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً" ويقول الرسول عليه
الصلاة والسلام "كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالطه إسراف أو
مخيلة".

* عادة الأخذ بالثأر من
المشكلات التي تؤرق الأسرة المصرية في مراكز الصعيد- لماذا لا يطبق حكم
الله عز وجل في قتل القاتل نفسه حتي يرتدع ولا يقترب من هذه الجريمة
الشنعاء؟

** إن عادة الأخذ بالثأر عادة جاهلية قديمة فقد قام نظام القصاص في
العرب علي أساس ان القبيلة كلها تعتبر مسئولة عن الجناية التي يقترفها فرد
من أفرادها إلا إذا خلعته وأعلنت ذلك في المجتمعات العامة ولهذا كان ولي
الدم يطالب بالقصاص من الجاني وغيره من قبيلته. ويتوسع في هذه المطالبة
توسعاً ربما أوقد نار الحرب بين قبيلتي الجاني والمجني عليه. وقد تزداد
المطالبة بالتوسع اذا كان المجني عليه شريفاً أو سيداً في قومه.

فلما جاء الإسلام وضع حداً لهذا النظام الجائر. وأعلن ان الجاني وحده
هو المسئول عن جنايته. وهو الذي يؤخذ بجريرته فقال تعالي: "يا أيها الذين
آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلي الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثي
بالأنثي فمن عفي له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف....".

* نويت الحج عن جدتي هذا العام فهل يجوز ان تسبق هذا
الحج عمرة عن نفس أو عن غيري غير الجدة التي أحج عنها. وهل يجوز في فترة
التمتع بعد العمرة ان أؤدي عمرات عن غيري؟

**يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور مصباح المتولي حماد وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر السابق يقول:

الاحرام : هو الركن الأول من أركان الحج. ومعناه الدخول في أحد
النسكين الحج أو العمرة أونية الدخول فيهما معا. وانواع الاحرام ثلاثة:
افراد: وهو الاحرام بالحج فقط وذلك بان يقول الحاج نويت الحج واحرمت به
لله تعالي.

ثانيا تمتع : وهو ان ينوي الاحرام بالعمرة اولا. ثم يتحلل فيها ثم
ينوي الحج في اليوم الثامن من ذي الحجة وهو في مكة. ثالثا قران. وهو ان
يقرن العمرة بالحج في احرام واحد. وفي التمتع والقران هدي يذبح في أيام
النحر وقد اجمع العلماء علي جواز كل نوع من هذه الانواع الثلاثة لحديث
عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم عام حجة
الوداع فمنا من أهل بعمرة. ومنا من أهل بحج وعمرة ومنا من أهل بالحج. وأهل
رسول الله بالحج فأما من أهل بعمرة فحل عند قدومه. واما من أهل بحج او جمع
بين الحج والعمرة فلم يحل حتي كان يوم النحر.

وبناء علي هذا فان صاحبة السؤال لاتستطيع أن تؤدي عمرة عن الغير
لانها اذا نوت عمرة فانها تكون متمتعة لكن بعد اداء فريضة الحج تستطيع ان
تؤدي عمرة عن الغير أو عن نفسها.

اما قبل اداء فريضة الحج فانها لاتستطيع ان تؤدي عمرة لانها نوت
العمرة متمتعة الي الحج. وليس لها اذا كانت متمتعة بالعمرة الي الحج ان
تفصل بين عمرة التمتع وبين الحج بعمرة أخري وانما عليها ان تنتظر حتي
الفراغ من الحج ثم تؤدي ماتشاء من العمرة.

"والله اعلم"

* اراد عمي أن يؤدي فريضة الحج
لأول مرة وجاء اسمه بالفعل في القرعة ودفع الرسوم المقرره وقبل السفر
انتقل الي رحمة الله تعالي فهل تسقط عنه فريضة الحج؟

**يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور أحمد طه ريان استاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الازهر يقول:

قال الله تعالي : "ولله علي الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن
كفر فان الله غني عن العالمين. "وقد روي ابن عباس رضي الله عنهما: ان
أمرأة سألت النبي صلي الله عليه وسلم ان تحج عن أبيها الذي مات ولم يحج" :
"حجي عن أبيك" كما أخرج النسائي : "أن أمرأة نذرت أن تحج فماتت فأتي أخوها
النبي فسأله عن ذلك؟ فقال : "أرأيت لو كان علي أختك دين كنت قاضيه؟ قال:
نعم . قال: "فاقضوا الله. فهو احق بالقضاء" وقد قال الحسن البصري وطاووس
الشافعي واحمد بن حنبل: ان من وجب عليه الحج. وتوفي قبل أن يحج. وجب ان
يخرج عنه من جميع ماله مايحج به عنه ويعتمر وسواء فاته الحج بتفريط أم من
غير تفريط. وذهب ابوحنيفة ومالك الي ان من وجب عليه الحج ولم يحج سقط عنه
الحج لانه عبادة بدينة فتسقط بالموت كالصلاة.

وبناء علي هذا الاخذ برأي الامام الشافعي ومن معه احوط في الدين كما
ان فيه مصلحة دينية له حيث يضاف الحج عنه الي ميزان حسناته عند ربه حيث
يكون المسلم في اشد الحاجة اليه في اخرته خصوصا والمتوفي قد عزم علي الحج
واستعد له فينبغي علي عائلته تحقيق ماعزم عليه من الخير حيث يستأجر له من
يحج عنه ممن يكون قد أدي عن نفسه حجة الاسلام من قبل.

"والله اعلم"

* هل يشترط للسعي بين الصفا والمروة الطهارة من الحدث الأصغر الذي يوجب الوضوء؟

**يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عبداللطيف محمد عامر استاذ الشريعة
بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق يقول: السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان
الحج عند جمهور الفقهاء لايحل الحاج من إحرامه بدون أن يؤديه اما عند
الحنفية وبعض الحنابلة فانه يجوز ان يحل بدون سعي. ولما كان من سنن السعي
والموالا وبين الطواف والسعي بحيث لو فصل الحاج بينهما بفاصل طويل بغير
عذر فقد اساء العمل ويسن له الاعادة ولو لم يعد لاشئ عليه انفاقا. وقد ذهب
الجمهور الي الطهارة من الاحداث والانجاس شرط لصحة الطواف فاذا طاف فاقدا
احدهما فطوافه باطل لايعتد به لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"الطواف بالبيت صلاة".

وبناء علي هذا الحديث النبوي فان الصلاة لاتجوز بدون الطهارة من الاحداث.

ويري الحنفية ان الطهارة من الحدث والخبث واجب للطواف واستدلالا بقوله
تعالي : "وليطوفوا بالبيت العتيق" وهذا أمر مطلق لم يقيده الشارع بشرط
الطهارة ومن أحدث في اثناء الطواف ذهب فتوضأ واتم الاشواط ولايعيد ما أداه
فيها. فاذا علمنا ان السعي يكون بعد الطواف مباشرة ولاينبغي الفصل بينهما
بفاصل طويل فانه يستحب للحاج ان يسعي علي طهارة من الحدثين الاصغر والاكبر
ولكنه لو خالف هذا الشرط فقد صح سعيه مع انه خالف الاولي ففي الحديث
الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلي الله عليه وسلم قال لها لما
حاضت: افعلي كما يفعل غير الا تطوفي بالبيت حتي تطهري.

ومادام قد اباح لها فعل كل شئ ماعدا الطواف فان ذلك يدل دلالة صريحة
علي جواز السعي بغير طهارة واذا اضفنا الي ذلك ان مناسك الحج كلها عبادة
فأنه يستحب فيها للطهارة. والاصل في الحج التيسير. وان الرسول صلي الله
عليه وسلم كان يستقبل كل سؤال بقوله: افعل ولاحرج : علمنا ان الطهارة في
السعي ان لم تكن واجبة فإنها مستحبة لمن استطاعها. ولمن استطاع المحافظة
عليها أخذا من عموم فرضية الحج لقوله تعالي: "من استطاع اليه سبيلا" ثم
انه بعد دخول المسعي في المسجد فقد اصبح جزءا منه. ومن السنة لمن يدخل
المسجد ويبقي فيه لعبادة ما ان يكون علي وضوء.

"والله اعلم"

* هل يجوز جمع رمي الجمرات تقديما وتأخيرا؟

** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الأزهر بقوله يجوز تأخيرا
وتقديما فعن أبي البداح بن عاصم عن عدي عن أبيه رضي قال أرخص رسول الله
صلي الله عليه وسلم لرعاة الابل أن يرموا يوم النحر ثم يجمعوا رمي يومين
بعد النحر فيرمونه في احدهما قال مالك ظننت انه في الآخر منهما ثم يرموا
له يوم النفر وفي رواية أخري ان النبي عليه السلام أرخص للرعاة أن
يتعاقبوا فيرموا يوم النحر ثم يدعوا يوما وليلة ثم يرموا الغد.

معناه انهم يجمعون رمي اليوم التالي ليوم النحر مع اليوم الذي يليه
وهو يوم النفر الأول جمع تقديم فيرمون في اليوم التالي ليوم النحر ولا
يرمون في يوم النفر الأول أو جمع تأخير فيرمون في يوم النفر الأول ولا
يرمون في اليوم التالي ليوم النحر واختار هذا الأخير الامام مالك الحديث
أخرجه الامامان والأربعة وابن حبان والحاكم وصححه الترمذي وفي رواية لأبي
داود والنسائي عن أبي البداح الفتح الرباني في ص12. ص222. ص.223

* ما هي آداب زيارة المسجد النبوي؟

** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين بقوله: أيها الحاج الكريم إذا توجهت
إلي المدينة قاصدا زيارة المدينة فأكثر من زيارة قبر النبي ومن الصلاة
والسلام عليه طوال الطريق واسأل الله تعالي أن ينفعك بهذه الزيارة وأن
يتقبلها منك وأن يمنحك من لدنه العفو والعافية وحسن الختام ويستحب للحاج
أن يكثر من الصلاة في المسجد النبوي لأن الصلاة فيه تعدل في الأجر ألف
صلاة يوضح لنا هذا ما رواه الشيخان بسندهما عن أبي هريرة رضي الله عنه ان
النبي صلي الله عليه وسلم قال صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة وفي
مسجدي ألف صلاة وفي بيت المسجد الأقصي خمسمائة صلاة وزيارة قبر النبي صلي
الله عليه وسلم من أعظم القربات حث النبي صلي الله عليه وسلم وترغب فيها.

هذا ما رواه البيهقي بسند عن بن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلي
الله عليه وسلم قال من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي وإذا
أردت يا أخي الحاج دخول المسجد النبوي فادخل برجلك اليمني وقل اللهم افتح
لي أبواب رحمتك وصلي تحية المسجد عند القبر بحيث يكون عمود المنبر جهة
كتفك الأيمن ان أمكنا فهذا هو موقف النبي صلي الله عليه وسلم.

روي الشيخان بسندهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلي الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري علي
حوضي ثم توجه أخي الحاج نحو القبر الشريف ولا تهجم عليه واستقبل جداره
واستدير القبلة متباعدا عنه.

روي أبي حنيفة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال من السنة أن تأتي قبر
النبي صلي الله عليه وسلم من قبل القبلة وتجعل ظهرك إلي القبلة وتستقبل
القبر بوجهك ثم تقول السلام عليك خير خلق الله يا أمام المتقين يا سيد
المرسلين اني اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وانك عبده ورسوله
قد بلغت الرسالة واديت الأمانة ونصحت الأمة فجزاك الله عنا افضل ما جازي
نبيا عن امته اللهم صلي الله محمد وعلي آل محمد كما صليت علي ابراهيم وعلي
آل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك علي محمد وعلي آل محمد كما باركت علي
ابراهيم وعلي آل ابراهيم انك حميد مجيد اللهم انك قلت "ولو انهم إذا ظلموا
أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما"
وقد أتيتك يا رسول الله مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلي ربي فاسألك يا رب
أن توهب لي المغفرة كما أوهبتها لمن أتاه.

ثم سلم يا اخي الحاج علي عمر بن الخطاب السلام عليكم يا ناصر
المؤمنين واعز الله به الاسلام ويستحب للحاج إذا طال الوقت بالمدينة أن
يزور البقاع الظاهرة التي كان يزورها النبي ويصلي فيها أو يجلس عندها
ويسلم علي أهلها اقتداء به عليه الصلاة والسلام وأن يزور الأماكن التي دفن
فيها كثيرا من أصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم وأقاربه وأحبائه وكان
النبي صلي الله عليه وسلم يزرهم في كل ليلة يصلي عليهم ويستغفر لهم.

* هل صحيح انه لا يجوز للمرأة أن ترتدي اثناء الصلاة ثيابا كانت ترتديه وهي حائض حتي لو كان غطاء الرأس؟

** يجيب الشيخ السيد الهادي مدير أوقاف الشرقية طهارة الثوب شرط من
شروط صحة الصلاة عند جمهور العلماء لقول الله تعالي "وثيابك فطهر" "المدثر
آية 4" ولقوله صلي الله عليه وسلم للرجل الذي سأله يا رسول الله أصلي في
الثوب الذي أتي فيه أهلي؟ قال نعم إلا أن تري فيه شيئا فتغسله رواه احمد
ولقوله صلي الله عليه وسلم للمرأة المستحاضة "اغسلي عنك الدم وصلي" ومعني
ذلك انه إذا أصاب الدم شيئا من الثياب فلابد من غسله أولا قبل الصلاة فيه
وان لم يصب الثياب بأذي فلا حرج من الصلاة فيه لأنه طاهر لا فرق في ذلك
بين ما كانت المرأة ترتديه أثناء الحيض أو غيره والله أعلم.

* لماذا كان الصيام سرا بين العبد وربه دون سائر العبادات؟

** يجيب الشيخ السيد الهادي الصيام سر بين العبد وربه دون سائر
العبادات لأن جميع العبادات ظاهرة يطلع عليها الناس من صلاة وحج حتي
الزكاة ان أخرجها العبد سرا اطلع عليها المسكين الذي أخذها أما الصيام فهو
العبادة التي لا يطلع عليها إلا الله فلربما كان العبد صائما ولا يعلم
بصيامه أحد وربما كان العبد مفطرا ويدعي انه صائم لكن الله الذي يعلم السر
وأخفي مطلع عليه لذلك كان الصيام هو العبادة الوحيدة التي جعلها الله
تعالي سر بينه وبين عباده لذلك كان أهل الجاهلية يتقربون إلي الآلهة بجمع
العبادات ماعدا الصيام لم يتقرب أحد به إلا لله رب العالمين وقد أمر الله
تعالي عباده المؤمنين بالصيام وهو سر من اسراره بين الايمان والتقوي وهما
سران من أسرار الله في قلوب عباده فقال تعالي "يا أيها الذين آمنوا كتب
عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون" فكانت هذه الآية
آية الاسرار.

* ما معني قوله تعالي "وإذ
قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا" وما المراد بالأمن في هذه الآية
الكريمة؟!

** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الأزهر بقوله: دعا سيدنا
ابراهيم ربه بأن تكون مكة بلدا آمنا لذريته وغيرهم وذلك بالأمن ورغد العيش
وكانت مكة وما يليها حينذاك قفرا لا ماء ولا نبات فبارك الله فيها وحفظها
من الجبابرة والمتسلطين ومن الخسوفات والزلازل صار أهلها متميزين بالأمن
من غيرهم من أهل القري فيجتمع فيها الكلب والصيد فلا يهيج الكلب علي الصيد
ولا ينفر منه حتي إذا خرجا من الحرم غدا الكلب عليه وعاد إلي النفور وهو
سر الأمن فيها.

فقد صارت مكة بدعوة ابراهيم حرما آمنا كما سارت المدينة بتحريم رسول الله صلي الله عليه وسلم لها حرما آمنا بعد أن كانت حلالا.

فعن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم
فتح مكة إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام يحرمه
الله تعالي إلي يوم القيامة لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا تلتقط لقطته
إلا من عرضها ولا يعتلي خلاها فقال يا رسول الله إلا الازخر فإنه لقينهم
ولبيوتهم فقال إلا الأرض.

وفي صحيح مسلم عند عبدالله بن زيد بن عاصم ان رسول الله صلي الله
عليه وسلم قال: ان ابراهيم حرم مكة ودعا لأهلها واني حرمت المدينة كما حرم
ابراهيم مكة واني دعوت في صاعها وقدها بمثل ما دعا به ابراهيم لأهل مكة
فهي آمنة من الآفات فلم يصل إليها جبار إلا قصمه الله كما فعل بأصحاب
الفيل فإذا كان البلد آمنا وكثر فيها الخصب تفرغ أهلها لطاعة الله تعالي
وكذا ليمكن الله الناس من الذهاب إليها في أمن وأمان وقوله تعالي "وهذا
البلد الأمين" يراد به مكة.

ذكر الله

*ما هي الأماكن التي يحرم
فيها ذكر اسم الله وهل يجوز للمتوضئ في دورة المياه أن يستعيذ بالله من
الشيطان؟ وهل الحكم ينصرف علي دورات المياه الحديثة المزودة بآلات طرد
النجاسة "سيفون"؟

** يجيب الدكتور حمدي طه الاستاذ بجامعة الأزهر بقوله: من الأماكن
التي يكره ذكر اسم الله فيها. بل يكره الكلام مطلقا بيوت الخلاء
"المراحيض" وإذا أراد الانسان أن يتوضأ فليكن في مكان غير المرحاض وذلك
خشية التعرض للنجاسة فإذا لم يجد غيره توضأ وأخذ الحيطة حتي لا يتلوث
بالنجاسة. ومع الوضوء يكره له أن يذكر الله وإذا نوي الوضوء فالنية بالقلب
لا باللسان.

والاستعاذة بالله لا تكون داخل المرحاض وانما قبل دخوله كما كان
النبي صلي الله عليه وسلم يفعل حيث كان يقول "اللهم إني أعوذ بك من الخبث
والخبائث" "رواه البخاري ومسلم".

وجاء في كتاب "الأذكار للنووي" ص30 ان الذكر والكلام في بيوت الخلاء
وعند قضاء الحاجة فيها مكروه إلا للضرورة حتي إذا عطس لا يحمد الله ولا
يرد السلام ولا يجيب المؤذن. والكراهة تنزيهية لا تحريمية.

ومهما كانت دورات المياه الحديثة نظيفة ومجهزة بآلات طرد النجاسة
فالأفضل عدم الوضوء فيها إذا وجد مكان آخر وكذلك يكره الكلام والذكر أياً
كان.

* نري ونشاهد الآن من
يقوم بتفسير القرآن رغم اخطائهم الفادحة.. فما هي الشروط التي يجب توافرها
فيمن يفسرون القرآن الكريم؟!

** يجيب الدكتور حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر بقوله: تفسير القرآن
لابد فيه من علم باللغة العربية وبالحديث النبوي واطلاع علي الآيات
المتصلة بالموضوع الواحد ليحمل العام علي الخاص والمطلق علي المقيد.
وليعرف الناسخ من المنسوخ وغير ذلك مما قرره العلماء.

وبدون هذا الاستعداد لا يجوز تفسير القرآن أو الحديث. فذلك قول بغير
علم. وقد أثر عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: أي سماء تظلني وأي أرض
تقلني إذا قلت في القرآن برأيي والله يقول: "ولا تقولوا لما تصف السنتكم
الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب إن الذين يفترون علي
الله الكذب لا يفلحون" سورة النحل آية .116

وتفسير القرآن الكريم ليس لكل من هب ودب.. وما يحدث علي الفضائيات من
تسابق البعض علي تفسير آيات القرآن رغم أن معظمهم غير متخصصين يدعو إلي
الدهشة.. وليعلم الذين يفعلون ذلك من أجل كسب مادي أن حسابهم في الآخر
عسير.

والله أعلم

فتاوى واراء..

الحج "بالنيابة" جائز عن الرجال أو النساء

لا يجوز الطعن في الأذان الأول للجمعة.. ولا التعصب ضده

لا رهبانية في الإسلام.. قول لا حديث

"ما يحتاجه البيت يحرم علي الجامع" مثل ردئ يتناقض مع منهج الإسلام

النذر طاعة لله.. والصدقة تداوي المرضي

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

نويت أداء فريضة الحج هذا العام بإذن الله. فما هي الأعمال الواجب عليَّ القيام بها

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

البسملة .. في كل شيء

رد: فتاوى واراء..

الهجر بدون سبب .. حرام

خطبة "المعتدة" لا تصح

يجوز الرجوع في اليمين .. إذا كان الصالح في ذلك

العقيقة .. في اليوم السابع

قطع الصلاة لإنقاذ المريض .. جائز

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..