فتاوى واراء..

* ما حكم زيارة آل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم؟


** يقول فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية: زيارة آل بيت
النبوة من أقرب القربات وأرجي الطاعات قبولاً عند رب البريات وقد وصي
النبي صلي الله عليه وسلم أمته بآل بيته. فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه
قال قام رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعي "ضُما"
بين مكة والمدينة. فحمد الله وأثني عليه ووعظ وذكر. ثم قال: أما بعد ألا
أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم
ثقلين. أولا: كتاب الله فيه الهدي والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به..
فحث علي كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي.
أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. وقد حث النبي صلي الله
عليه وسلم علي زيارة القبور كذلك فقال: "زوروا القبور فإنها تذكر بالموت".

ويوضح د. علي جمعة: أولي القبور بالزيارة بعد رسول الله صلي الله
عليه وسلم قبور آل البيت النبوي الكريم لأن في زيارتهم ومودتهم براً وصلة
لرسول الله صلي الله عليه وسلم كما قال تعالي: "قل لا أسألكم عليه أجراً
إلا المودة في القربي" الشوري .23

من هنا فإن زيارة الإنسان لقبور آل بيت النبوة أولي من زيارته لقبور
أقربائه من الموتي كما قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "والذي
نفسي بيده لقرابة رسول الله صلي الله عليه وسلم أحب إليّ أن أصل من
قرابتي" وقال أيضاً: "ارقبوا محمداً صلي الله عليه وسلم في أهل بيته".


* هل صحيح أن هناك ساعة نحس في يوم الجمعة؟


** يجيب د. محمد سيد المسير الأستاذ بجامعة الأزهر: يوم الجمعة هو خير
يوم طلعت فيه الشمس. والناس لنا فيه تبع. فاليهود يعظمون يوم السبت
والنصاري يعظمون يوم الأحد.. ويوم الجمعة يعتبر عيداً أسبوعياً للمسلمين
يلتقون فيه علي محبة وطهر يتفقهون في دين الله.. ومن مظاهر حرص الإسلام
علي هذا اليوم قوله عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم: "غسل يوم
الجمعة واجب علي كل محتلم أي بالغ وسواك ويمس من الطيب ما قدر عليه".

وشدد في الانصات لسماع الخطبة. فقال المصطفي الكريم: "إذا قلت لصاحبك
أنصت يوم الجمعة والامام يخطب فقد لغوت" بل ان الصادق المصدوق عليه الصلاة
والسلام أخبرنا ان الملائكة تشارك المسلمين فرحتهم يوم الجمعة فقال كما في
مسلم: "إذا كان يوم الجمعة كان علي كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون
الأول فالأول فإذا جلس الامام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر".

ومن أجل ذلك أكرم الله أمة محمد صلي الله عليه وسلم بأن جعل في يوم
الجمعة ساعة اجابة وخير.. ومن هنا نبين أن خير يوم الجمعة عميم وأن فيه
ساعة اجابة للدعاء ولكن بماذا نسمي هذه الساعة لمن حرم خيرها ولم يؤد
فريضة يومها؟ انها بلاشك ساعة نحس عليه. تماما كما ان الناس امام القرآن
فريقان. قال تعالي: "قل هو للذين آمنوا هدي وشفاء والذين لا يؤمنون في
آذانهم وقر وهو عليهم عمي أولئك ينادون من مكان بعيد".. والله أعلم.

* ما حكم مخالفة الوعد المتكرر؟!
** يجيب الشيخ إسماعيل نور الدين من علماء الأزهر: الوفاء بالعهد خلق من أخلاق الإسلام وعلامة من علامات الإيمان ومخالفة الوعد خصلة من خصال النفاق وهي تسقط مكانة الإنسان من نفوس الناس فلا يثقون في أقواله وأفعاله.
قد أمرنا الله تعالي بالوفاء بالوعد قال تعالي: "وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون" سورة النحل .91
فخلف الوعد نكران للجميل وقطع للرحم ونقصان في المروءة وخطر مخالفة الوعد بين المسلمين آكد لأنهم أعلم بعقاب الله لمن خلف الوعد فإن الوفاء بالعهد أمانة ومروءة وعلامة علي صفاء النفس وباعث للثقة والاحترام بين الناس وتأكيد للروابط القوية فيما بين الناس.
روي الإمام أحمد باسناد صحيح عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال اضمنوا لي ستا أضمن لكم الجنة أصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديك".
قال تعالي: "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه ومن أوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً".
* ذهبت الي المأذون في مكتبه وقام بكتابة الأوراق وأخذ توقيع الشهود ووالد الزوجة وتوقيعي باعتباري الزوج ثم بنيت بزوجتي وبعد فترة من الزمان أخبرني بعض الناس أن الزواج باطل شرعاً لأن المأذون لم يجر صيغة العقد من الإيجاب والقبول فما رأي الشرع؟
** يجيب الدكتور كمال بربري حسين مدير مديرية الأوقاف بالسويس: لا يصح عقد النكاح إلا بولي ذكر وشاهدي عدل وصيغة لحديث "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل وما كان من نكاح غير ذلك فهو باطل" رواه ابن حبان ويشترط في الصيغة الايجاب والقبول.
قال صلي الله عليه وسلم "فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله. واستحللتم فروجهن بكلمة الله" أخرجه مسلم فهذا الزواج باطل.
وعليك أيها السائل أن تقوم بإجراء العقد بينك وبين ولي الزوجة بحضور شاهدي عدل حتي تطمئن علي حياتك الزوجية وعلي هذا المأذون أن يتقي الله في عمله ويتعلم أحكام الشريعة الإسلامية وعلي المسئولين أن يحسنوا اختيار من يعمل في المأذونية.
* ما هو حكم الاجهاض وهل له كفارة علي الزوجة فقط أم علي الزوج أيضاً إذا كان يعلم بالأمر؟
** يجيب الشيخ محمد حامد يوسف من علماء الأزهر: الاجهاض هو انزال الجنين قبل تمام نموه الطبيعي في بطن أمه والجنين يشمل الذكر والأنثي بلا فرق.
إذا كان اسقاطه عمداً بغير عزر وبغير إذن الزوج وبعد تمام الشهر الرابع 120 يوماً فهو حرام شرعاً بالاتفاق بين الأئمة الأربعة ويجب علي الجاني سواء أكانت أمه أو غيرها أمران:
أولاً: الغرة وهي رقبة عبد أو أمة كتعويض لولي الجنين ومن الفقهاء من قال إنها علي العاقلة أي أقارب الجاني.
الثاني: الكفارة طلباً لمغفرة الله عز وجل وهي عبارة عن صيام شهرين متتابعين فإن عجز الجاني عن الصيام فعليه إطعام ستين مسكيناً.
وإذا كان اسقاطه بغير عمد فيكتفي بالكفارة فقط وهي صيام ستين يوماً أو اطعام ستين مسكيناً عند العجز عن الصيام ولا غرة عليه.
فإذا أذن الزوج وكانت هناك ضرورة فلا شيء عليها لأن الضرورات تبيح المحظورات أو اقرار الأطباء أن بقاء الجنين يؤدي الي هلاك.
أو انقطاع اللبن عند ظهور الحمل والرضيع يحتاج اليه وليس هناك بديل له.
إذا كان اسقاط الجنين قبل الشهر الرابع 120 يوماً قال بعض الفقهاء إنه مباح ولا شيء عليها ولا علي الزوج مادام هناك عزر.

* إذا شرع المؤذن في الأذان للصلاة ونسي جزءاً منه فهل يصح ذلك؟ وما
الحكم الشرعي إذا نسي أن يقول: الصلاة خير من النوم في صلاة الفجر؟

** يجيب فضيلة الدكتور "أحمد طه ريان" أستاذ الفقه المقارن بجامعة
الأزهر فيقول: إذا أمكن للمؤذن تدارك ما نسيه فإنه يكرر ما نسيه. أما إن
طال العهد به فإنه يعيد الأذان. وإن نسي الصلاة خير من النوم فإنه يعيدها
إن كان الوقت قريباً. وإن طال الوقت فإنه لا يعيدها والأذان صحيح.

فالأذان من أعظم شعائر الإسلام. نوه القرآن عن فضله وعلو درجته من بين شعائر الدين.


فقد قال تعالي: "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلي الله وعمل صالحاً....".
وقالت عائشة رضي الله عنها ان هذه الآية تنزلت في المؤذنين. كما حث رسول
الله صلي الله عليه وسلم علي المسارعة إليه. فقال عليه الصلاة والسلام:
"لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه
لاستهموا" أي: لو تسابقوا عليه. وتنازعوا أيهم يؤذن. ولم يرض أحدهم أن
يترك فرصته في الأذان. فإنهم يقترعون عليه. ومن خرج سهمه في القرعة أذن.
وهذا لحديث رواه البخاري ومسلم وعند البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "لا يسمع مدي صوت المؤذن جن
ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة". وغير ذلك من الأحاديث والآثار
التي تدل علي عظم مكانة الأذان في الإسلام وعظيم فضله. ويكفيه شرفاً أن
جعله رسول الله صلي الله عليه وسلم فارقاً بين الإيمان والكفر فكان من
سياسته في الغزو أن يعسكر برجاله خارج القبيلة إذا عزم علي غزوها. فإن جاء
وقت الصلاة وسمع أذاناً فيها كف عنها. وإن لم يسمع منها الأذان أغار عليها
وغزاها وعلي المؤذن أن يكون ماهراً بالأذان عارفاً به متمكناً منه فإذا
نسي منه شيئاً كلفظ حي علي الصلاة أو حي علي الفلاح. وأمكنه التدارك عن
قرب. فإنه يأتي باللفظ المنسي ويعيد ما بعده.

أما إذا تذكره بعد طول. فإنه يعيد الأذان من أوله وإن نسي أحد
التشهدين. فإنه كذلك يأتي باللفظ المنسي ويعيد ما بعده إذا تذكره عن قرب.
وإلا استأنف الأذان من أوله. وإن عكس بأن أتي بالشهادتين بعد "حي علي
الصلاة". "حي علي الفلاح" فإنه يأتي بالشهادتين ويعيد ما بعدهما إن تذكر
عن قرب وإلا فإنه يستأنف الأذان من أوله.

أما نسيان "الصلاة خير من النوم" فإن تذكرها عن قرب أتي بها. وأعاد
ما بعدها. ولو لم يتذكرها يصح أذانه ولا حاجة لإعادته لأنها جاءت في بعض
أحاديث الأذان ولم ترد في البعض الآخر لذلك فإن تركها نسياناً لا يبطل
الأذان.

والله أعلم

* طلقني زوجي طلاقاً بائناً.. ثم تقدم لخطبتي أثناء العدة أحد الشبان.. فهل يجوز لي الموافقة علي الخطبة.. أم لا.. وما حكم الشرع في ذلك؟!
** يجيب الشيخ إسماعيل نصار وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة: تحرم خطبة المعتدة في عدة طلاق وكذلك إذا كانت المرأة في عدة وفاة ولا يجوز التصريح بالخطبة ولكن يجوز التعريض يقول سبحانه وتعالي: "ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء" لكن الشارع يحكم نهي عن المواعدة سراً يقول سبحانه: "ولكن لا تواعدوهن سراً" ثم استثني القرآن من ذلك إلا أن تقولوا قولاً معروفا" ومن هنا يجوز القول الحسن.. لكن التصريح بالخطبة لا يجوز.. ويتاح الخطبة إذا كانت المرأة خالية من الموانع الشرعية التي تمتع زواجها في الحال. ولا يجوز لشخص أن يخطب علي خطبة أخيه فإذا سبقه أحد الأشخاص لخطبة فتاة لا يجوز لآخر أن يتقدم لخطبتها.
* لي أخ أساء إلي كثيراً واستولي علي أموال أبي وحده وعلمت أنه مريض مرضاً شديداً فهل علي زيارته مع إساءته لي وأخذ حقي من الميراث؟
** يجيب الشيخ أحمد عبدالرحيم عبدالعال أمام وخطيب مسجد الحامدية الشاذلية من أدب الإسلام أن يعود المسلم أخاه إذا مرض ويتفقد حاله فهو حق من حقوق المسلم فقد قال صلي الله عليه وسلم حق المسلم علي المسلم ست إذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فأنصح له وإذا مرض فعده وإذا مات فشيعه.. الحديث رواه البخاري ومسلم. وروي البخاري عن أبي موسي أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: أطعموا الطعام وعودوا المريض وفكوا العاني وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من عاد مريضاً نادي منادي من السماء طبت وطابت ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا" رواه ابن ماجة.
وروي مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال أما علمت: أن عبدي فلان مرض فلم تعده أما علمت أنك لوعدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يارب كيف اطعمك وأنت رب العاملين؟ قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ياابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يارب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال أما استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي. وقال صلي الله عليه وسلم إن المسلم إذا عاد المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتي يرجع قيل يا رسول الله وما خرفة الجنة قال جناها" يعني ما يجني من الثمر فعليك بزيارة اختك وان تسامحه فقد يكون مرضه هذا هو مرض الموت.
*ماحكم الإسلام في المرأة التي تطلب من زوجها الطلاق لعيب فيه؟
** يري الحنفية والمالكية أن هذا التفريق يعتبر طلاقا بائناً أما الشافعية والحنابلة فيقولون إن التفريق للعيب هو فسخ لعقد الزواج وليس طلاق. وإثر هذا الخلاف يظهر في أنه لو اعتبر طلاقاً لاحتسب من عدد الطلقات المحسوبة للرجل في زواجه بهذه المرأة بمعني أنه لو زال العيب وعاد فتزوجها فلا تكون له معها إلا طلقتان حيث احتسب عليه التفريق السابق للعيب طلاقاً إما إذا أخذنا بالمذهب القائل إنه لا طلاق فلا يؤثر الفسخ في عدد الطلقات الثابتة للرجل بحيث إن تزوجها بعد زوال العيب تكون له عليها عصمة كاملة بثلاث طلقات. وخلاصة ذلك أن للمرأة الحق في طلب الطلاق لو أنها وجدت تضرراً شديداً لا تستطيع التخلص منه بإرادتها ولم تكن عالمة بالعيب قبل الزواج به وهذا العيب يحول دون دوام العشرة بينهما.

اضطر بعض الوقت لتأخير الصلاة لبكاء طفلتي .. وعدم كفها عن البكاء إلا بحملها .. فهل لو حملتها في صلاتي تكون صلاتي صحيحة؟
** يجيب سالم نصر الله بحيري مدير ادارة اوقاف الهرم: يجوز أن تحملي طفلك في الصلاة كما روي عن النبي صلي الله عليه وسلم "أنه صلي وأمامه بنت زينب ابنة النبي صلي الله عليه وسلم علي رقبته فإذا ركع وضعها وإذا قام من سجوده أخذها فأعادها علي رقبته" رواه أحمد والنسائي.
وعن عبد الله بن شداد عن أبيه قال "خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم في إحدي صلاة العشي الظهر والعصر وهو حامل حسن وحسين فتقدم النبي صلي الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلي فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها قال إني رفعت رأس فإذا الصبي علي ظهر رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت في سجودي فلما قضي رسول الله صلي الله عليه وسلم قال الناس يا رسول الله أنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها حتي ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحي اليك؟ قال كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتي يقضي حاجته" .
*
زوج ابنتي بالإمارات العربية أرسل إلي زوجته خطابا كتب فيه أنت طالق بالثلاثة فهل هذا يقع طلاقا أم لا؟
** من كتب الي امرأته بالطلاق فليس شيئا قال الله تعالي "الطلاق مرتان" وقوله تعالي "فطلقوهن لعدتهن" ولا يقع في اللغة التي خاطب الله تعالي بها ورسوله صلي الله عليه وسلم أي تطليق علي أن يكتب إنما يقع ذلك علي اللفظ به فصح أن الكتابة التي كتبها زوج ابنتك في خطابه يقول انت طالق ليس بطلاق حتي يلفظ به إذا لم يوجب ذلك نص. والكتابة التي كتبها زوج ابنتك لها في خطابه غير واقع لأن القصد من اللفظ هو التعبير عن إرادة الزوج في مفارقة زوجته وهذا التعبير كما يكون باللفظ يكون بالكتابة وخاصة إذا كان الزوج غائبا وكتب الي زوجته كما هو الحال لا يكون بذلك معبرا عن قصده وإرادته.
* تزوجت ولي ابنان وزوجي ذهب للعمل بالخارج وعند عودته كان من ركاب العبارة المفقودة فلم نعلم بحياته أم موته فكيف أعتد عليه؟
** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر الشريف: عن عمر رضي الله عنه قال امرأة المفقود تتربص أربع سنين ثم تعتد أربعة أشهر وعشرة. وعن المغيرة بن شعبة قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم امرأة المفقود امرأته حتي يأتيها البيان فعليك أيتها السائلة الكريمة التربص اربع سنوات ثم أرفعي ذلك الي الحاكم لتحصلي علي الطلاق بعد ذلك ثم تعتدي اربعة اشهر وعشرة. وبعد ذلك يحل لك الزواج اذا رغبتي في ذلك ونأمل أن يكتب الله العودة قبل هذه السنوات.
* بلغت سن اليأس وتوفي زوجي بعد الشروع في العدة جاءت الدورة فهل اعتد بالشهور أم بالحيض الذي فاجأني بعد غياب فترة من السنين؟
** إذا شرعت المرأة في العدة بالشهور لطهرها او لبلوغها سن اليأس ثم حاضت لزمها الانتقال الي الحيض لأن الشهور بدل عن الحيض فلا يجوز الاعتداد بها مع وجود أصلها وإن انقضت عدتها بالشهور ثم حاضت لم يلزمها الاستئناف للعدة بالإقراء لأن هذا حديث بعد القضاء العدة وإن شرعت في العدة بالإقراء أو بالأشهر ثم ظهر لها حمل مثل الزوج فإن العدة تتحول الي وضع الحمل والحمل دليل علي براءة الرحم.
*أرتدي النقاب وجاء شاب لخطبتي واشترط رؤية وجهي فما الحكم؟
** يجيب الشيخ محمد حامد يوسف من علماء الأزهر بمطروح:
أباحت الشريعة الاسلامية للخاطب أن ينظر الي مخطوبته في حدود ما أحله الله تعالي من النظر اليها.
فالاحناف يرون جواز النظر للوجه والكفين فقط.
والمالكية والشافعية يرون جواز النظر الي الوجه واليدين فقط.والحنابلة يرون جواز النظر الي ما ظهر منها كالوجه واليدين والرقبة والقدمين فقد جاء رجل الي النبي صلي الله عليه وسلم يخطب فقال له النبي صلي الله عليه وسلم "هلا نظرت إليها لعله يؤدم بينكما".

* هل حفظ القرآن واجب؟ وما هو الفضل في حفظ القرآن؟ وإذا لم أحفظه هل ستكون مكانتي مثلما لو كنت حفظته؟


** يجيب د. عبدالله سمك من كبار علماء الأزهر: حفظ القرآن ليس واجباً.
وإنما العمل به وتلاوة آياته. وقد وعد الله بحفظه وصدق الله وعده "إنا نحن
نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" "سورة الحجر آية 9".

وحفظ القرآن دون عمل لا ينفع كما جاء في الحديث "يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم".


لكن جاء الترهيب في السنة من حفظ القرآن ثم نسيانه فعن أنس قال: قال
رسول الله: عرضت عليّ أجور أمتي حتي القذاة يخرجها الرجل من المسجد. وعرضت
عليّ ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من سورة من القرآن أو آية اوتيها رجل ثم
نسيها.

وقد ذكر المعربون والعلماء ان أول ما ينبغي أن يكلف به الصبي حفظ القرآن لأن زمان الحفظ إلي خمس عشرة سنة.


وقد جاء في الترغيب في ذلك "اقرأ وارتق فمنزلتك عند آخر آية تقرؤها"
"من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها.." وفي
الحديث القدسي "من شغله القرآن عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين.
وفضل كلام الله علي سائر الكلام كفضل الله علي خلقه" وفي الحديث "عليك
بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء" "اقرأوا القرآن
فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" "من قرأ القرآن وعمل به ألبس والده
تاجاً يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي
عمل بهذا".

مطلقة الابن لا تجوز للأب


* ما حكم الزواج بمطلقة الابن التي لم يدخل بها وما الحكم إن
نتج عن هذا الزواج ذرية؟

** يقول د.محمد علاء الدين عطا وكيل معهد قورص التابع لمنطقة
المنوفية الأزهرية: إن الله سبحانه وتعالي حدد المحرمات من النساء اللاتي
يحرم علي الرجل الزواج بهن في القرآن الكريم تحديدا واضحا لا لبس فيه.
سواء كان تحريما علي سبيل التأبيد كالأم والأخت. أو تحريما مؤقتا مثل
تحريم أخت الزوجة والمعتدة ونحو ذلك.

وجعل ضمن المحرمات علي التأييد زوجة الابن. حيث قال سبحانه وتعالي
"وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم" وحليلة الابن أي زوجته تحرم علي أبيه
سواء دخل بها الابن أو لم يدخل.

قال الإمام ابن كثير رحمه الله الآية عامة في المدخول بها وغير المدخول بها فتحرم بمجرد العقد عليها وهذا متفق عليه.


وإن كان هذا الزواج قائما إلي الآن يجب فسخه فورا. وذلك برفع الأمر إلي القضاء ليتولي ذلك بعد تقديم المستندات المثبتة لهذا الأمر.


أما بالنسبة للذرية فإن كان الأب يجهل الحرمة فإن الأولاد ينسبون إليه
لشبهة العقد. عملا بقول النبي صلي الله عليه وسلم الولد للفراش وإن كان
الزوج يعلم أن ما قدم عليه حرام فلا ينسب الأولاد إليه لأن ما فعله زنا
وماء الزنا مهدر لا يثبت به نسب وينسب الأولاد إلي أمهم وعصبة أمهم هم
عصبتهم والله أعلم.

* هل يجوز أن أقصر الصلاة قبل السفر وهل يقتدي المسافر بالمقيم؟ وما شروط النية في السفر؟


** يقول الشيخ علي عبدالباقي الأمين العام بمجمع البحوث الإسلامية:


لا يصح للمسافر أن يقصر الصلاة قبل أن يشرع في سفره ويفارق محل إقامته.


وبالنسبة لاقتداء المسافر بالمقيم فمن شروط القصر ألا يقتدي المسافر
الذي يقصر الصلاة بمقيم أو مسافر يتم الصلاة فإن فعل ذلك وجب عليه الاتمام
سواء اقتدي به في الوقت أو بعد خروج الوقت باتفاق ثلاثة من الأئمة وخالف
الحنفية.

من الشروط أيضا أن ينوي القصر عند كل صلاة تقصر باتفاق الشافعية
والحنابلة وخالف المالكية والحنفية. المالكية قالوا تكفي نية القصر في أول
صلاة يقصرها في السفر ولا يلزم تجديدها فيما بعدها من الصلوات. الحنفية
قالوا إنه يلزمه نية السفر قبل الصلاة ومتي نوي السفر كان فرضه ركعتين.

ويمنع القصر عند الحنفية إذا نوي الإقامة خمسة عشر يوما متوالية
كاملة ويمنع القصر عند الحنابلة إذا نوي المسافر إقامة مطلقة ويمنع القصر
عند المالكية بقطع حكم السفر بنية إقامة أربعة أيام بشرطين أن تكون تامة
لا يحتسب منها يوم الدخول إن دخل بعد طلوع الفجر ولا يوم الخروج إن خرج في
أثنائه وثانيهما وجوب عشرين صلاة علي الشخص في هذه الإقامة. الشافعية
قالوا يمتنع القصر إذا نوي الإقامة أربعة أيام إقامة غير يومي الدخول
والخروج فإذا نوي أقل من أربعة أيام أو لم ينو شيئا فله أن يقصر حتي يقيم
أربعة أيام بالفعل.

ويبطل القصر بالعودة إلي المكان الذي يباح له القصر عنده حين ابتدأ
سفره سواء كان ذلك المكان وطنا له أو لا ومثل العودة بالفعل نية العودة.

*هل هناك صلاة تسمي صلاة الحاجة؟ وكيف تؤدي؟ وماذا يقال فيها؟


** يجيب فضيلة الدكتور محمد المسير الأستاذ بجامعة الأزهر بقوله:


الإنسان دائماً وأبداً في حاجة إلي معونة الله عز وجل. وإلي الاستعانة
به وحده. ولذا كانت الآية الفاصلة في سورة الفاتحة التي نقرأها ففي كل
صلاة: "إياك نعبد وإياك نستعين".

وقد علمنا الرسول الكريم أن نلجأ إلي الله ونسأله وحده فقال: "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله"..


هذا هو ما يجب أن نعيه تماماًَ.


والاستعانة بالله تعالي وطلب الحوائج منه سبحانه لا تقتصر علي وقت.
ولا تتوقف علي هيئة. كل ما في الأمر ان نعبد الله مخلصين له الدين حنفاء.
وأن تكون مواقف حياتنا كلها موضع الرضا من الله جل شأنه. هنا يصدق فينا
قول رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "ولئن سألني
لأعطينه. ولئن استعاذني لأعيذنه"..

ومن المعلوم في فقه الشريعة أن الصلاة راحة المؤمن. وكان صلي الله
عليه وسلم إذا حزبه أمر أي أهمه فزع إلي الصلاة. فيمكن للمسلم إذا ضاق
عليه أمر أو مسته حاجة أن يصلي ركعتين أو ما شاء الله له في جوف الليل
ويدعو بما شاء. والله سبحانه مجيب الدعاء..

أما ما يقال أو يقرأ في بعض الكتب من صلاة اثنتي عشرة ركعة. يقرأ قي
كل ركعة بأم الكتاب وآية الكرسي وقل هو الله أحد فإذا فرغ خر ساجداً ثم
قال: "سبحان الذي لبس العز وقال به. سبحان الذي تعطف بالمجد وتكرم به.
سبحان الذي أحصي كل شيء بعلمه. سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له. سبحان
ذي المن والفضل. سبحان ذي العز والكرم. سبحان ذي الطول. أسألك بمعاقد العز
من عرشك. ومنتهي الرحمة من كتابك. وباسمك الأْعظم وحدك الأعلي وكلماتك
التامات العامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر أن تصلي علي محمد وآل محمد..
ثم يسأل الله حاجته التي لا معصية فيها".. هذه الصورة لم ترد عن رسول الله
صلي الله عليه وسلم. فليس فيها حديث صحيح. وكل رواياتها ضعيفة. ولا نتعبد
الله إلا بما شرع. ولا نعرف صلاة بغير ركوع يكتفي فيها بالسجود فقط. ونحن
لا نمنع الدعاء بأية صيغة لكنها لا تحسب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم
ولا تنسب إليه.

*"ما حكم ختم الصلاة جهرا وهل وردت أحاديث في السنة النبوية عن ذلك؟


** يجيب الشيخ حسن عباس الفرشوطي إمام مسجد سيدي أبوالمعارف الشرقاوي
بفرشوط- قنا بقوله: تحدثنا السنة النبوية المطهرة علي ختم الصلاة جهرا في
أكثر من حديث صحيح التي استقر فيها الرأي منذ زمن الرسول بأن الجهر هو
السنة التي أرادها وعمل بها وأقرها الرسول صلي الله عليه وسلم وأنه لا
خلاف بين الأئمة والفقهاء والعلماء في أن ختم الصلاة جهرا هو سنة مؤكدة
ويجب الحرص عليه خاصة في زماننا هذا وقد انشغل الناس عن هذه الشعيرة بل أن
بعضهم لم يعرفها ولم يحافظ عليها بعد أن أفتي البعض بأنها لا تجب إلا سرا
فينصرفون عن المساجد دون ختم الصلاة التي تعتبر من تمام الصلاة يجب
المحافظة عليها كالحفاظ علي سنن الصلاة ولذلك فإن رسول الله صلي الله عليه
وسلم كان يجهر بختام الصلاة في مسجده الشريف كما أخرجت الكتب السبعة
الصحاح أنه ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أن رفع الصوت بالذكر حين ينتهي
الناس من المكتوبة "الصلاة الفرض" كان علي عهد رسول الله صلي الله عليه
وسلم "كما أخرج الإمام أحمد والإمام مسلم والإمام الشافعي رضي الله عنهم
وآخرون عن ابن الزبير رضي الله عنه كان رسول الله صلي الله عليه وسلم "إذا
سلم من صلاته يقول بصوته الأعلي "أي بصوت عال" لا إله إلا الله وحده لا
شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير. لا حول ولا قوة إلا
بالله ولا نعبد إلا إياه منه النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن الجميل لا
إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون "فمع اختلاف بعض الروايات
إلا أنها جميعا تتفق علي أنه صلي الله عليه وسلم كان يرفع صوته بها وذكر
أيضا في حديث أبوداود رضي الله عنه أنهم كانوا يعرفون الفراغ من الصلاة
بما يسمعون من الذكر في المسجد وحول الرأي الفقهي في القول بالمخافتة "عدم
الجهر" في ختم الصلاة وأن ذلك نوع من الاجتهاد أو الاستحسان وهذا ما قال
به الشافعي: "أما الذكر والدعاء بعد الصلاة فيستحب أن يسر بها.. وهذا
القول خاص بالذكر والدعاء بعد الصلاة ولم يقل ختام الصلاة وإن جعل السرية
مجرد استحباب لأن الجهر هو السنة المؤكدة بالإضافة إلي ذلك لم نجد في كتب
الأئمة الأربعة ما يقول إنه حرام فمن يحرم هذه السنة باجتهاد قائلا إن ذلك
تشويش علي المصلين في المساجد.. نرد بأننا نري دروس الوعظ في مساجدنا تقام
وبصوت عال دون توقف أو تشويش علي المصلين التي أقيمت علي مر الزمان ولم
ينكرها "أحد" وكيف لا وكان رسول الله صلي الله عليه يتحدث في أمور الدين
والدنيا والآخرة في المسجد كما كان يستمع إلي الشعراء ويلتقي بالوفود وكان
المصلون يؤدون صلواتهم ولم ينههم عن ذلك.

*هل أراد الله تعالي المعصية من خلقه؟


** يجيبب فضيلة الشيخ احمد جمال عبدالناصر- إمام وخطيبب بأوقاف القاهرة بقوله:


لفظ "الإرادة" مجمل له معنيان: فيقصد به المشيئة لما خلقه ويقصد به
المحبة والرضا لما أمر به فإن كان مقصود السائل: أنه أحب المعاصي ورضيها
وأمر بها فلم يردها بهذا المعني فإن الله لا يحب الفساد ولا يرضي لعباده
الكفر. ولا يأمر بالفحشاء. بل قال لما نهي عنه: "كل ذلك كان سيئه عند ربك
مكروها" الإسراء: .38

وإن أراد أنها من جملة ما شاءه وخلقه فالله خالق كل شيء وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا يكون في الوجود إلا ما شاء.


وقد ذكر الله في موضع أنه يريدها وفي موضع أنه لا يريدها والمراد
بالأول أنه شاءها خلقا والثاني أنه لا يحبها ولا يرضاها أمرا كما قال
تعالي: "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل
صدره ضيقا حرجا" الأنعام: 125 وقال نوح: "ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح
لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم" هود: 34 وقال في الثاني "يريد
الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" البقرة: 185 وقال تعالي: "يريد الله
ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله
يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد
الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا" النساء: 26-28. وقال: "ما يريد
الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته" المائدة: 6 وقال:
"إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" الأحزاب.

وخلاصة في ذلك أن الله تعالي قد سبق في علمه إرادة العبد أو الفئة من الناس للمعصية فحقت عليهم فأخذهم بها والله تعالي أعلم.

* إنسان بيني وبينه معاملة
لكنه خدعني في بعض الأمور فهل يجوز لي أن أخدعه ولكن فيما يتعلق بحق من
حقوق ولده لأنني لم أتمكن من الحصول علي حقي منه؟

** يجيب فضيلة الدكتور صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر بقوله:


اتفق الفقهاء علي أنه لا يجوز للمسلم أن يخدع أخاه المسلم بأية حيلة من الحيل.


واستدل الفقهاء علي ذلك بقول الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود".


واستدلوا أيضاً بقول الرسول صلي الله عليه وسلم : "يطبع المؤمن علي الخلال كلها إلا الخيانة والكذب" رواه أبوداود.


وروي أبوداود أيضاً عن سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي
صلي الله عليه وسلم قال: "إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين" بل
إن الرسول صلي الله عليه وسلم قد عد الخيانة صفة من صفات النفاق وعلامة من
علامات المنافقين واستدل الفقهاء علي ذلك بما أخرجه الشيخان البخاري ومسلم
في صحيحيهما أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث.. إذا
حدَّث كذب. وإذا وعد أخلف. وإذا اؤتمن خان".

ولهذا نقول لا يجوز لك أن تنتقم من الإنسان الذي خدعك لأنه لا يجوز
للمسلم أن يقابل الخيانة بالخيانة. وقد استدل الفقهاء علي ذلك بقول رسول
الله صلي الله عليه وسلم : "أد الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك". ثم
ما ذنب الطفل الذي تريد أن تخدعه والله عز وجل يقول: "ولا تزر وازرة وزر
أخري".

فإن كنت تستطيع أن تصل إلي حقك ممن خدعك بالطرق المشروعة فافعل ذلك
وإن عجزت عن ذلك بعد أن تبذل ما في وسعك ففوِّض أمرك إلي الله عز وجل الذي
يمهل ولا يهمل قال جل شأنه: "سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن
كيدي متين".

ولذا لا يجوز لك أن تستولي علي حقك بأي حيلة من الحيل من ابن صاحبك لأنه كما قال الله تعالي: "ولاتزر وازرة وزر أخري" والله أعلم.

* هل في حُلي المرأة زكاة؟ وما حكم استعمال الأواني الذهبية؟


** يجيب فضيلة الدكتور محمد سيد الأستاذ بجامعة الأزهر بقوله: الرأي
المختار للفتوي أنه ليس في الحلي المباح زكاة. بمعني أن ما تتخذه المرأة
من الذهب للزينة ويكون في حدود العرف العام لا زكاة فيه.. فإن تحول الحلي
عن غرضه الأساسي وهو الزينة وأصبح يقتني لادخار كما يفعل بعض الناس من
شراء الذهب كنوع من حفظ المال أصبحت الزكاة واجبة فيه. كذلك إن كانت هناك
مبالغة في الزينة بحيث تخرج عن المألوف ولا تتناسب مع الوضع المالي للأسرة
وجبت فيه الزكاة أيضاً.

والمقدار الذي تجب فيه الزكاة عشرون مثقالاً من الذهب ويقدر حالياً بحوالي خمسة وثمانين جراماً تقريباً.


فالذين يحتفظون بالذهب كنوع من الادخار ويبلغ هذا الذهب خمسة وثمانين
جراماً وجب عليهم إخراج الزكاة وقدرها 5.2% فتقوم هذه الجرامات بالسعر
الحالي ثم تخرج الزكاة.

وبالنسبة لاستعمال الذهب والفضة فإنه لا يجوز للمسلم أو المسلمة سواء
في الأكل أو الشرب وسواء كان ذلك عن طريق الأواني أو الملاعق. ففي صحيح
الحديث: "من شرب في إناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجر في بطنه ناراً من
جهنم".. وفي رواية: "فإنه من شرب فيها في الدنيا لم يشرب فيها في
الآخرة".. وهكذا يعلمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن نكون إنسانيين
نبلاء فلا يجوز أن يأكل البعض في أواني الذهب والفضة والمجتمع لا يخلو من
المحتاجين وذوي العاهات الذين يتطلعون إلي لقمة الخبز.

ومن هنا فالذين يملكون النصاب من الذهب وهو عشرون مثقالاً أي خمسة
وثمانون جراماً أو من الفضة وهو مائتان من الدراهم وجب عليهم إخراج 5.2%
وتبقي الحرمة عليهم ماداموا يستعملون أواني الذهب أو الفضة.

والله أعلي وأعلم

* كلما أتقدم إلي مسابقة تغلق أمام وجهي الأبواب لعدم
الوساطة فما حكم الدين فيما يسمي بالوساطة ومن يتوسط لشخص لكي يلتحق بعمل
أو دراسة معينة؟

** يقول الشيخ عادل أبوالعباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر: يا وفاء يقول
الله تبارك وتعالي "من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة
سيئة يكن له كفل منها" سورة النساء.. ومن الشفاعة التوسط لقضاء مصلحة
كالتحاق بعمل أو غيره فإن ترتب علي هذه الشفاعة ظلم شخص آخر أو أخذ ما ليس
له حق فيه حسب القوانين واللوائح الموضوعة لمثل هذه الأعمال كانت الشفاعة
سيئة والغالب في الوساطة هو هذا لأنه يلجأ إليها عند عدم توافير الشروط
فيما يتوسط من أجله وقد يكون هناك من هو أحق بهذا العمل منه فيظلم بهذه
الوساطة أما رذا كان هذه الوساطة لا أثر لها من حرمان الغير أو ظلمه في
ضياع حقه وكانت القوانين واللوائح تسمح فلا مانع من التوسط لأن غايته هي
التسهيل فقط والله أعلم.

* ما الحكم إذا كرهت الصلاة خلف أحد الأئمة وصليت وحدي؟


** يقول الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر: عن أبي
مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "أحق القوم أن
يؤمهم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة. فإن
كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا
ولا يؤم الرجل في سلطانه. ولا يقعد عن تكرمته في بيته إلا بإذنه" وفي
الحديث دلالة علي أن القراءة والفقه يقدمان علي قدم الهجرة وتقدم الإسلام
وكبر السن في الإمامة وفيه أن صاحب السلطان في ولايته وصاحب البيت في بيته
وكذلك الإمام الراتب في مسجده أولي بالإمام وإن كانت الخصال في غيره إذا
كان يحسن من القراءة والعلم ما يقيم به الصلاة ولا يجوز لك أن تصلي وحدك
وتترك الصلاة خلف إمام تكرهه بل ينبغي عليك أن تحافظ علي الصلاة.

* تزوجت
شابا وسيما قوي البنية صحيح البدن تتهافت عليه الفتيات وبعد مرور عام كامل
من زواجنا عاد من القهوة وهو يطلب مني طلب صعب الموافقة عليه وهو أن
يجامعني في غير ما أحل الله لأنني حائض وهو يرغب بشدة في الجماع لمنع نفسه
من المعصية الكبري التي كاد أن يقع فيها عن طريق الزملاء والأصدقاء وحقيقة
الأمر رفضت في بداية الأمر رفضا باتا ولكن خشيت من غضبه وحرمانه وخروجه
ليقترف ما كان خائفا منه فوافقته علي ذلك وتم الجماع فما هو الحكم في ذلك؟

** يقول الشيخ ماهر الحداد مدير عام بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر:
لا يجوز اتيان المرأة في دبرها بحال وهي حرام وإن رضيت المرأة بذلك فقد
اشتركت في الإثم ودليل حرمتها من كتاب الله تعالي قوله في سورة البقرة
"فأتوهن من حيث أمركم الله" 222 ومن السنة ما روي عن رسول الله صلي الله
عليه وسلم أنه قال: "لا تأتوا النساء في أعجازهن" أو قال في أدبارهن "رواه
أحمد وابن ماجة" وماروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله
عليه وسلم قال "ملعون من أتي امرأة في دبرها" رواه أحمد وأصحابه. وتتحقق
الحرمة بإدخال بشفة الذكر في حلقة الدبر أما مجرد ملامسة الذكر بحلقة
الدبر دون إدخال فليس فيها حرمة ولكن من حام حول الحمي يوشك أن يقع فيه
ولا بأس من أن يجامع الرجل امرأة من ناحية دبرها ما دام الجماع في الفرج
قال تعالي "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم إني شئتم" سورة البقرة "222"
مقبلات ومدبرات ما دام الجماعة والموضع الذي يخرج منه الولد وقد ثبت أن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخبر الرسول صلي الله عليه وسلم أنه جامع
امرأة من ناحية فرجها بقوله: "حولت رحلي البارحة" فقال له رسول الله صلي
الله عليه وسلم أقبل وأدبر واتق الحيض والدبر" رواه أحمد في سنده فالعاقل
من أخذ نصيبه من الدنيا عالما بطبيعتها فتذاكر في أحواله أحوال الآخرة.