فتاوى واراء..
4 مشترك
صفحة 31 من اصل 34
صفحة 31 من اصل 34 • 1 ... 17 ... 30, 31, 32, 33, 34
رد: فتاوى واراء..
* ما صحة حديث "لو أنكم
تتوكلون علي الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير"؟ وهل ينافي السعي علي
الرزق؟
**هذا الحديث أخرجه جماعة من أئمة الحديث عن الفاروق عمربن الخطاب رضي
الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لو أنكم تتوكلون علي الله حق
توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا" رواه الإمام أحمد
والترمذي: والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وقال الترمذي حسن صحيح.
وحقيقة التوكل متمثلة في صدق اعتماد القلب علي الله عز وجل في جلب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة.
ومعني هذا الحديث أن الناس لو حققوا التوكل علي الله بقلوبهم واعتمدوا
علي الله اعتمادا كليا في جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم ولم يتركوا الأسباب
بل أخذوا بالأسباب لساق الله إليهم أرزاقهم مع أدني سبب. كما يسوق إلي
الطير أرزاقها بمجرد الغدو والرواح وهو نوع من الطلب ولكنه سعي يسير
وتحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه وتعالي
المقدرات بها وجرت سننه في خلقه بذلك فإن الله تعالي أمر بتعاطي الأسباب
مع أمره بالتوكل فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة والتوكل بالقلب عليه
إيمان به قال تعالي: "واتقوا الله وعلي الله فليتوكل المؤمنون" "سورة
المائدة 11" فجعل التوكل مع التقوي التي هي القيام بالأسباب المأمور بها
والتوكل بدون القيام بالأسباب المأمور بها عجز محض وإن كان مشوبا بنوع من
التوكل فلا ينبغي للعبد أن يجعل توكله عجزا ولا عجزه توكلا. بل يجعل توكله
من جملة الأسباب التي لا يتم المقصود إلا بها كلها وهذا هو قول علماء
الدين.
* سيدنا الخضر صاحب سيدنا موسي
عليهما السلام هل هو نبي أم رسول أم من اصحاب الكرامات؟ هل كان من الذين
عندهم علم الغيب؟
** الخضر هو
العبد الصالح الذي ذكره الله تعالي في سورة الكهف قال الله تعالي "فوجدا
عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما. قال له موسي
هل اتبعك علي ان تعلمن مما علمت رشدا قال انك لن تستطيع معي صبرا وكيف
تصبر علي مالم تحط به خبرا".
حيث رافقه سيدنا موسي عليه السلام وتعلم منه وهو عبد آتاه الله رحمة
من عنده وعلمه من لدنه علما ومشي معه موسي في الطريق ورآه وقد خرق السفينة
وقتل الغلام وأقام الجدار وكان معه موسي يتعجب من فعله حتي فسر له اسباب
هذه الأمور وقال له في اخر الكلام وما فعلته عن أمري ذلك تأويل مالم تستطع
عليه صبرا يعني ما فعلت ذلك من امري وانما من امر الله تعالي. أما عن
نبوته فأن العلماء قد اختلفوا في ذلك والقرآن مازاد علي أن قال "عبدا من
عبادنا أتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما" والاظهر انه نبي كما
يبدو من الايه الكريمة التي تلوناها من سورة الكهف وما فعلته عن امري فهي
دليل علي انه فعل ذلك من وحيه لا من نفسه فالارجح انه نبي وليس مجرد ولي.
اما علم الغيب فهو لله وحده قال تعالي "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها
إلا هو" وقد يطلع بعض عباده علي بعض هذه الغيوب قال الله تعالي "عالم
الغيب فلا يظهر علي غيبه احد الا من ارتضي من رسول فأنه يسلك من بين يديه
ومن خلفه رصدا".
فلم يكن عند الخضر ولا عند نبي من الأنبياء من علم الغيب الا ما يطلعه الله عليه.
* ماحكم المرور بين يدي المصلي؟
** أن رسول الله "صلي الله علية وسلم" قال: لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه.
وهذا تحذير واضح ونهي صريح عن المرور بين يدي المصلي أي أمامه من قدميه إلي منتهي سجوده بين المصلي وسترته.
وأما اذا مر بين يدي الصفوف في صلاة الجماعة لحاجة فلا حرج في ذلك لأن سترة الإمام سترة للمأموم لحديث ابن عباس رضي الله عنهما:
أقبلت راكبا علي حمار أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله
"صلي الله علية وسلم" يصلي بالناس بمني إلي غير جدار فمررت بين يدي بعض
الصف فنزلت فأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف فلم ينكر ذلك علي أحد.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* ردد بعض الناس ان الصلاة في المساجد التي
فيها مقصورات للأولياء والصالحين حرام.. ويذهب المتطرفون الي أنها باطلة..
بل الي أنها كفر.. لأن هذا تعظيم للقبور .. فما هو الرأي الصحيح؟
** نقول لهؤلاء: اذهبوا إذن واهدموا المسجد النبوي فإذا قلتم إن فيه
النبي. وهذا حكم خاص فإن فيه أيضا أبا بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
والمسلمون يصلون وهو علي اليمين مرة وعلي الشمال مرة وفي الخلف مرة بل وفي
الأمام مرة.
وهؤلاء لايعرفون معني حكمة "مقصورة" التي يدفن فيها النبي أو الولي
أو الصالح.. ان المقصورة معناها "محبوسة" .. أي أنها محجوزة عن المسجد
والقبر لايتعداها.. وعلي هذا فأنا لا اتخذ من القبر مسجدا.
* ماحكم الزواج العرفي؟
** الزواج العرفي الذي يتم بموافقة الطرفين وبالايجاب والقبول.. وامام
شاهدين ولاينوي فيه التوقيت بمدة .. ولايشترط فيه السرية بمعني ألا يعلن
عنه.. زواج صحيح شرعا.
وإنما كانت العلنية لئلا يقع الناس في أعراضهم بالباطل.
اما توثيق الزواج أمام الموثق الشرعي فهو لحفظ الحقوق المالية للزوجة.
*هل هناك علاج ديني يذكر الانسان بما نسيه من شئون دنياه؟
** ان الله تعالي يقول : "واذكر ربك اذا نسيت" وتحضرني قصة للإمام أبي
حنيفة في هذا الشأن ذهب اليه شخص وقال له: قد خبأت مالي في باطن الأرض.
ونسيت مكانه فكيف اجده؟
فقال الامام : ليس لي في ذلك علم ولكني احتال لك.. اذا جئت بالليل فصليت العشاء. قم فتهجد طول الليل.
وفي صلاة الفجر جاء الرجل وقال للامام لقد وجدت المال قال الامام ابوحنيفة:
كيف ؟
قال الرجل : نفذت نصيحتك
وأثناء صلاتي تذكرت موضع المال.. فقال الامام:
والله لقد علمت ان الشيطان لن يدعك تتم ليلتك مع ربك. وسيأتي بخاطر
يحدثك فيه بموضع المال. وستنقاد طوعا للشيطان لتصل الي مكان المال. فهلا
أتممتها شكرا لله؟
* ماحكم الدين في زواج المحلل .. بمعني ان رجلا
اتفق مع اخر ان يتزوج مطلقته التي بانت منه بطلقات ثلاث. ثم يطلقها لترجع
اليه مقابل دفع الف جنيه. ولم يفعل الرجل ذلك بل بقيت عنده وانجبت منه.
** زواج المحلل حرام. وهو كبيرة من الكبائر وفي الحديث "لعن الله
المحلل والمحلل له" رواه احمد والترمذي وفي رواية "لعن رسول الله صلي الله
عليه وسلم المحلل والمحلل له"
ومثل هذا الزواج يقع باطلا. لان من شرط صحة عقد الزواج. ألا يكون
العقد مؤقتا. ولهذا حرم النبي صلي الله عليه وسلم نكاح المتعة لانه مؤقت
وكذلك لاتحل به المرأة لزوجها الاول.
اما إن كانت النية في زواج هذه المرأة الرغبة في نكاحها ولم يشترط
فيه التأقيت ولم يلتفت الي ما اتفق عليه مع زوجها الاول فالعقد صحيح والا
فلا أما المال المأخوذ علي ذلك فهو سحت وحرام.
* امرأة اقترضت من زوجها مبلغا من المال
منذ سنوات. فطلبت منها أن تعطيه شقة في بيت تملكه هي واخوتها. فاعتذرت له.
ثم سامحها في هذا الدين ولكنها صممت علي سداده. وكتبت ورقة تثبت هذا الدين
وتوفي الزوج فهل يجب علي الزوجة سداد هذا الدين واضافته الي الميراث. أم
لاترده باعتبار أن الزوج قد اسقطه عنها برغبته؟
** إذا كان الزوج قد اسقط الدين الذي في ذمة زوجته وأبرأها منه فقد
سقط عنها الدين ولايلزمها سداده اذا كانت قد قبلت هذا الابراء. فإذا لم
تقبل هذا الاجراء وكتبت ورقة تثبت هذا الدين. فإنه يلزمها سداده.
وبعد وفاة الزوج يجب علي الزوجة سداد الدين لحساب الورثة وتستحق الزوجة نصيبها من التركة.
* ماحكم بول الطفل الصغير اذا وقع علي الثوب؟
** الصحيح في هذه المسألة ان بول الذكر الذي يتغذي باللبن وانه يكفي
في تطهيره النضح. وهو أن يغمره بالماء يصب عليه الماء حتي يشمله بدون فرك.
وبدون عصر وذلك لما ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم انه جاء بابن صغير
فوضعه في حجره فبال عليه. فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله "أخرجه
البخاري".
أما بالنسبة للانثي
فلابد من غسل بولها. لان الاصل ان البول نجس ويجب غسله لكن يستثني الغلام الصغير لدلالة السنة عليه.
* هل يجوز للحائض ان تقرأ القرآن؟
** يجوز للحائض أن تقرأ القرآن للحاجة. مثل ان تكون معلمة فتقرأ
القرآن للتعليم أو تكون طالبة فتقرأ القرآن للتعلم. أو تكون معلمة
لأولادها الصغار أو الكبار. فترد عليهم وتقرأ الآية قبلهم.
المهم إذا دعت الحاجة الي قراءة القرآن للمرأة الحائض فإنه يجوز
ولاحرج عليها وكذلك لو كانت تخشي ان تنساه فصارت تقرؤه تذكرا فإنه لاحرج
عليها ولو كانت حائضا.
علي أن بعض أهل العلم قال:
إنه يحرم عليها أن تقرأ القرآن ولو كان لحاجة فالاقوال ثلاثة والذي
ينبغي ان يقال هو: انه اذا احتاجت لقراءة القرآن لتعليمه أو تعلمه. أو خوف
نسيانه فإنه لاحرج عليها.
* ماحكم المرور بين يدي المصلي؟
** قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من ان يمر بين يديه".
قال أبوالنضر : لا أدري أربعين يوما أو شهرا أو سنة.. وهذا تحذير واضح
ونهي صريح عن المرور بين يدي المصلي أي أمامه من قدميه الي منتهي سجوده
بين المصلي وسترته.
وأما إذا مر بين يدي الصفوف في صلاة الجماعة لحاجة فلا حرج في ذلك لأن سترة الامام سترة للمأموم.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* هل
يجوز لأبي أن يرغمني علي الزواج من شاب لا أريده وليس لي رغبة فيه؟
** ليس لأب ولا لغيره أن يرغم
ابنته علي الزواج من شاب لا تريده وليس لها رغبة فيه بل لابد من إذن الفتاة
لقول الرسول صلي الله عليه وسلم "لا تنكح الأيم حتي تستأمر ولا تنكح البكر
حتي تستأذن قالوا يا رسول الله كيف قال أن تسكت فالواجب علي الوالد أن
يستأذن ابنته إذا بلغت تسعا فأكثر وهكذا كل أب أو ولي لا يزوج ابنته أو
موليته إلا بإذنها وهذا هو الواجب علي الجميع ومن زوج ابنته بغير إذنها
فالنكاح غير صحيح لأن من شروط النكاح الصحيح الرضا والقبول من الزوجين فإذا
زوجها بغير رضاها واستخدم العنف والقهر والوعيد الشديد أو بالضرب حتي
توافق علي الشاب الذي لا تريده فالزواج غير صحيح إلا الأب دون التسع لو
زوجها وهي صغيرة أقل من تسع سنوات فلا حرج علي الصحيح لأن الرسول صلي الله
عليه وسلم تزوج السيدة عائشة بإذن أبيها وهي أقل من تسع سنوات كما جاء في
الصحيح. أما إذا بلغت الفتاة تسعا فأكثر فلا يزوجها إلا بإذنها ولو أنها
تريده وعلي والد السائلة ألا يقدم علي زواج ابنته من شخص لا تريده وأن يحذر
ما حرم الله عليه لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمر بالاستئذان ونوصي
هذه الفتاه السائلة بتقوي الله وأن توافق علي هذا الشاب إذا ظنت أنه متمسك
بدينه أو أحست أن يصلح الله قرآنه بها وأن تخرج من معصية الوالد فإذا كانت
عدم الرغبة فيه مايسمي هذه الأيام بالحب فإن الحب أو غيره يأتي بعد الزواج
والرسول صلي الله عليه وسلم قال " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"
وإذا كان عدم القبول والرغبة فيه قلة ماله فالارزاق بيد الله. وقد ورد في
الأثر "زوجوهم فقراءيغنيهم الله من فضلة" أما إذا كان عدم القبول بسبب
الجمال وغيره فإن العبد المؤمن خير من المشرك ولو أعجبك ولا تعلمين ما تأتي
به الأيام من سعادة زوجية. وإذا كان الزوج الخاطب طيبا في دينه وخلقه
فأوصيك بالموافقة وإجازة اختيار الوالد ولا ترد هذا الشاب حتي ولو كان الذي
يتولي زواجها غير الأب لما في النكاح من خير كثير والمصالح الكبيرة ولأن
للعذوبة خطراً شديداً. فالذي نوصي به فتياتنا في هذا الوقت العصيب الموافقة
علي الخاطب المتقدم للزواج إذا كان كفئا وعدم الاعتذار بالدراسة أو
التدريس أو بغير ذلك حتي تجد من تحبه أو من يكون بينها وبينه علاقة حب عصري
فالحب والبغض والفقر والغني والصحة والمرض والسعادة والشقاء بيد الله
تبارك وتعالي ونتمني لهذه الفتاة زواجا سعيدا وأن يبعد عنها وعن أمثالها
شبح العنوسة المدمرة.
* ما معني
عصمة الرسول صلي الله عليه وسلم؟
** عصم الله رسوله ــ صلي الله
عليه وسلم ــ من الناس. ومن أذي المشركين. وكيد الكافرين. وقد حصنه الله ــ
تعالي ــ ومنعه ممن أراده بسوء. حتي يتمكن من تبليغ الدعوة. والجهر
بالرسالة.
ولقد تيقن الاسعد ــ صلي الله عليه وسلم ــ من أنه في عناية الله
ورعايته فلا سلطان لأحد عليه من البشر. قال تعالي: "والله يعصمك من الناس"
"المائدة ــ 67" فقد روي أن عائشة ــ رضي الله عنها ــ قالت: "كان النبي
صلي الله عليه وسلم ــ يحرس حتي نزلت هذه الآية "والله يعصمك من الناس"
قالت: فأخرج النبي رأسه من القبة وقال: "يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمنا
الله عزوجل" رواه الترمذي وابن أبي حاتم وغيرهما.
كما حفظ الله رسوله ــ صلي الله عليه وسلم ــ من المستهزئين والساخرين
وكفاه شرهم وكيدهم ومكرهم فقال تعالي: "فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين
إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون" "الحجر:
94 ــ 96" ولا يكون ذلك لأحد من البشر إلا لرسوله ــ صلي الله عليه وسلم
ــ
ويؤكد تعالي رعايته وحفظه لنبيه وعنايته به فيقول: "واصبر لحكم ربك
فإنك بأعيننا" "الطور ــ آية 48" أي فإنك بمرأي ومسمع منا نراك ونري عملك
ونحن نحوطك ونحفظك فلا يصل إليك من أرادك بمكروه أو أذي أو سوء من
المشركين.
وقد عصمه الله أيضا من أن يتمثل به الشيطان في المنام. كما عصم ذاته
الكريمة منه في اليقظة وقد حاول بعض الكفار أن يقتل النبي ــ صلي الله عليه
وسلم ــ أو يصيبه بالاذي فنجاه من حوادث متعددة. وحفظه بالملائكة ونجاه من
كيد الكائدين..
ومن ذلك ما روي ان رجلا اتي النبي ــ صلي الله عليه وسلم ــ وهو جالس
تحت الشجرة وكان الرجل يحمل في يده سيفا فقال له من يمنعك مني؟ فقال: الله
فرعدت يد الأعرابي وسقط السيف من يده.
* رجل عقد زواجه علي فتاة وطلقها قبل أن
يدخل بها فهل تجب عليها العدة؟وهل يجوز لابن هذا الرجل ان يتزوجها؟
** إذا عقد
رجل علي أنثي ولم يحصل توافق بينهما بأن دب خلاف أدي إلي أن يطلقها قبل أن
يدخل بها فإن هذا الطلاق الواقع قبل الدخول يعتبر طلاقا بائنا لا تحل له
إذا أراد أن يعاود الصلة إلا بعقد ومهر جديدين وبوكيل وشهود. وليس عليها
عدة لأنه لم يحصل اتصال بينها وبين من عقد عليها والاصل في مشروعية العدة
انها علامة يستدل بها علي براءة رحم الانثي من الحمل قال الله تعالي: "يا
أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم
عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا" "الاحزاب ــ الآية
49".
هذا وبمجرد العقد علي أي أنثي فقد حرمت علي ابنه أن يتزوجها كما تحرم
علي ابيه كذلك لان النكاح في الشرع هو مجرد العقد وقد قال الله تعالي: "ولا
تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف" "النساء ــ آية 122" أي
إلا ما كان في الجاهلية قبل الإسلام "إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا"
ودليل حرمتها علي أبيه قول الله تعالي: "وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم"
"النساء: آية 23" فليبتعد ابن هذا المطلق عن الزواج بمن طلقها والده لانها
لا تحل له
والله تعالي أعلم.
*ما المقصود بسلس البول؟
** المقصود بالسلس ما
خرج بنفسه من غير اختيار من الأحداث كالبول والمذي والمني والغائط يسيل من
المخرج بنفسة فيعفي عنه ولا يجب غسله للضرورة إذا لازم كل يوم ولو مرة.
كما يعفي عن بلل الباسور يصيب البدن أو الثوب كل يوم ولو مرة هذا
بالنسبة لإزالة النجاسة.
وأما بالنسبة للوضوء فإن من به سلس من أي نوع أو كان به باسور فإن
وضوءه لا ينقض بخروج هذه الأشياء إذا استمر نزول أحدها بحيث يستغرق نصف زمن
أوقات الصلاة أو اكثر فأولي في عدم النقض إذا استمر كل الزمن.
وإذا توضأ صاحب العذر لم ينتقض وضوءه بحدوث ناقض غيرها عفي عنه إذا
توضأ صلي به ما شاء من الصلوات بالصلاة.
أما عند غير المالكية فيتوضأ صاحب العذر عند دخول الوقت ويبالغ في
الاحتياط بوضع قطن ونحوه ليقلل من انتشار النجاسة عمل ذلك في كل وقت ويتوضأ
ويصلي فورا ولا ينتظر جماعة ولا غيرها ويصلي بعد الفرض ما شاء من النوافل
وبهذا عرف الجواب الوارد لنا من السائل وعليه أن يصلي بهذا الوضوء ولا يجب
عليه إعادة بعد ذلك لوقوعها مع ذلك يجزئه إن شاء الله تعالي لقول الله
تعالي "فاتقوا الله ما استطعتم".
*ما شهادة الله لأنبيائه بالإحسان؟
** الإحسان مرتبة تزيد علي الإسلام والإيمان فهو روح الأعمال وسر
نجاحها وقبولها عند الله حيث به ترتقي الناس إلي قمة المراتب عند الله ولذا
فقد وضح النبي صلي الله عليه وسلم ذلك في حديثه الطويل الذي رواه عمر بن
الخطاب - رضي الله عنه - حينما سئل صلي الله عليه وسلم عن الإحسان فقال: أن
تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" وهذا بالطبع بعد مرتبة
الإسلام والإيمان.
ومن هنا وجب علي الأمة الإسلامية أن تتخذ الإحسان رائدها حتي تسمو
منزلتها ويعز جوانبها وترتفع مكانتها.
وفي ضوء ما سبق نجد الله - عزوجل - قد أمر بالإحسان فقال: "إن الله
يأمر بالعدل والإحسان.." كما وضح سبحانه أنه مع الذين اتقوا والذين هم
محسنون فقال تعالي: "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون" النحل آية
"128".
ومن هنا نجد أن الله قد شهد لأنبيائه بالإحسان وأثني علي رسله بهذه
الصفة الطيبة الرائعة فقال في حق إبراهيم عليه السلام "وناديناه أن يا
إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين" الصافات آية "104 . 105".
ولما تنعم الله علي سيدنا يوسف - عليه السلام - وبلغ أشده وآتاه الحكم
والعلم شهد له بالإحسان فقال تعالي: "ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما
وكذلك نجزي المحسنين" يوسف "22" وليس ذلك فحسب بل شهد له الفتيان اللذان
كانا معه في السجن حينما سألا يوسف تفسير الأحلام التي وقعت لهما فقال
تعالي: "إنا نراك من المحسنين" يوسف "36".
وبعد أن مكن الله ليوسف في الأرض شهد له بالإحسان في موضع آخر "ولا
نضيع أجر المحسنين" آية "56" ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن إخوة يوسف
الذين ألقوه في غيابة الجب قد شهدوا له أيضا بالإحسان فقال تعالي: "قالوا
يأيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين"
آية "78".
*هل صلاة السنة أفضل في المسجد أم في البيت؟
** شرعت صلاة السنة جبراً لما عسي أن يكون قد وقع في الفرائض من نقص
وأحياناً تكون رفعاً لدرجات المسلم المحافظ علي صلواته وهي دليل علي حب
الله للعبد.. فقد وفقه الله لأدائها وهي تصلي في المسجد وتصلي في البيت كما
ورد في سنة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم.
فقد قال النبي الكريم: "إذا صلي أحدكم الصلاة في مسجد فليجعل لبيته
نصيباً من صلاته.. وقال صلي الله عليه وسلم: "أفضل الصلاة صلاة الرجل في
بيته إلا المكتوبة".
* هل المصوغات الذهبية
المكتوب عليها آيات قرآنية يحرم دخولها إلي الخلاء؟
** إن المصوغات الذهبية المكتوب أو المنقوش عليها آيات قرآنية كآية
الكرسي أو لفظ الجلالة أو غير ذلك من آيات القرآن الكريم ولو كلمة واحدة
يحرم علي أي إنسان رجل أو امرأة الدخول بها إلي بيوت الخلاء إلا إذا خشي
الإنسان علي هذه المصوغات الضياع فيجوز الدخول بها للضرورة.. والضرورات
تبيح المحظورات وتقدر بقدرها.. أما إذا كانت هذه المصوغات في حرز فيجوز
الدخول دون حرج.
* متي يكون دعاء الاستخارة؟
وماذا يقال في سجود السهو؟
** دعاء الاستخارة يكون بعد صلاة ركعتين من غير الفريضة وبشرط أن تكون
الركعتان في الأوقات التي تحل فيها صلاة النافلة ولا تحرم ويكون الدعاء بعد
السلام من الركعتين والذي يقال في سجود السهو "سبحان ربي الأعلي" ثلاثة في
كل سجدة.
* ما حكم الدين
في جمع التبرعات أثناء خطبة الجمعة والمرور بين المصلين؟
** قال الترمذي عن أهل العلم إنهم كرهوا تخطي رقاب الناس يوم الجمعة
وشددوا في ذلك.. فعن عبدالله بن بشير رضي الله عنه قال جاء رجل فتخطي رقاب
الناس يوم الجمعة.. والرسول صلي الله عليه وسلم يخطب فقال رسول الله أجلس
فقد أذيت كما أن الله عز وجل حرم صلاة النافلة عند سماع الخطبة.. ولذلك حرم
علي حاضر الصلاة كل شاغل يشغله عند سماع الخطبة.. وعلي هذا فإن جمع
التبرعات بالصندوق أثناء الخطبة حرام ومرفوض.
* ما الحكم في عدم الوفاء بخطبة
الزواج؟
** الخطبة مقدمة تسبق عقد الزواج وكثيراً ما يعقبها تقديم المهر كله أو
بعضه وتقديم هدايا وهبات وتقوية للصلات وتأكيد للعلاقة الجديدة.. وقد يحدث
أن يعدل الخاطب أو المخطوبة أو هما معاً عن إتمام العقد.. إن الخطبة مجرد
وعد بالزواج وليست عقداً ملزماً والعدول عن إنجازه حق من الحقوق التي
يملكها كل من المتواعدين ولم يجعل الشارع لإخلاف الوعد عقوبة مادية يجازي
بمقتضاها المخلف وإن عد ذلك خلقاً ذميماً.. ووصفه بأنه من صفات المنافقين
إلا إذا كانت هناك ضرورة ملزمة تقتضي عدم الوفاء.
ففي الصحيح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: أية المنافق
ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان.. ولما حضرت الوفاة
عبدالله بن عمر قال انظروا فلاناً لرجل من قريش فإني قلت له في ابنتي قولاً
كشبه العدة وما أحب أن ألقي الله بثلث النفاق وأشهدكم أني قد زوجته.. وعلي
هذا فيكون الجواب إن كان هناك سبب شرعي في عدم الوفاء فلا شيء علي الذين
أخلف ولم يوف لأنه في حالة أخذ ورد وتفكير.. فإن رأي عدم الإتمام خير له
فلا يؤخذ الشرع علي ذلك إلا أنه عده خلقاً غير حميد.
* ما حكم الإسلام في بعض الناس
الذين يجلسون علي الطرقات ويؤذون المارة؟
** يجب علي المسلم أن يتجنب الجلوس علي الطرقات إلا إذا التزم بالآداب
الإسلامية الصحيحة.. فعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
إياكم والجلوس في الطرقات قالوا يا رسول الله مالنا بد من مجالسنا نتحدث
فيها قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا
الطريق حقه.. قالوا وما حقه قال غض البصر وكف الأذي ورد السلام والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر.. وعلي ذلك فلا يجوز الجلوس علي رءوس الطرقات
إلا إذا التزم الإنسان بحق الطريق.. هذا والله تعالي أعلي وأعلم.
* الإسراء لا يكون إلا بالليل فما وجه ذكر الليل؟
** قال الله عز وجل "سبحان الذي أسري بعبده ليلاً..". "ليلا" بلفظ
التنكير تدل علي تقليل مدة الإسراء. وأنه أسري به في بعض الليل وذلك أن
التنكير فيه قد دل علي البعيضة.
*ما المراد من "المسجد الحرام" و"المسجد الأقصي" في الآية الكريمة؟
** تعددت الأقوال في المراد من "المسجد الحرام" في الآية الكريمة: قيل
هو المسجد الحرام بعينه. وهو الذي يدل عليه ظاهر الآية. يعضده ما روي عن
رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "بينما أنا في المسجد الحرام في
الحجرة عند البيت بين النائم واليقظان إذ أتاني جبريل بالبراق..".
وقيل من دار أم هانيء بنت أبي طالب. والمراد علي هذا القول بالمسجد
الحرام الحرم لإحاطته بالمسجد. والحرم كله مسجد.
أما "المسجد الأقصي" فاتفق المسلمون قاطبة علي أنه بيت المقدس بالقدس
بفلسطين ووصف بالبركة حوله لأنه مقر الأنبياء ومجمع الرسل عليهم السلام
ومهبط الملائكة. وما حوله من بركات الأرض بالأزهار والثمار.
* ما دلالة نهاية الإسراء تعالي "إلي المسجد الأقصي
الذي باركنا حوله" وبداية المعراج منه؟
** قوله عز وجل "إلي المسجد الأقصي" يعني بيت المقدس الذي بإيلياء
معدن الأنبياء من لدن ابراهيم الخليل عليه السلام وإيليا معناه: بيت
الله. وبيت المقدس بناه سليمان عليه السلام . وكان داوود عليه السلام قد
ابتدأ مبناه فأكمله ابنه سليمان عليه السلام وفي الصحيح أنه وضع للناس
بعد البيت الحرام بأربعين سنة. وهذا يدل علي أنه بني أيضا في زمن إسحاق
ويعقوب عليهما السلام لكن بنيانه علي التمام والكمال والهيئة كان علي عهد
سليمان عليه السلام وباركنا حوله.. يعني الشام ومعناه بالسريانية: الطيب
سميت بذلك لطيبها وخصبها وثمارها وزروعها.
وجعل الله تعالي نهاية "الإسراء" ومبدأ "المعراج" من "المسجد الأقصي"
بالقدس دلالة علي أنه صلي الله عليه وسلم الإمام الأعظم والرئيس المقدم
حيث صلي بالأنبياء والرسل عليهم السلام بمحلتهم ودارهم والله أعلي
وأعلم.
* هل كان الإسراء والمعراج يقظة أم مناماً؟
** وقع "الإسراء والمعراج" معاً. قبل الهجرة النبوية يقظة من مكة
المكرمة إلي بيت المقدس راكباً علي البراق. فلما انتهي إلي باب المسجد ربط
الدابة عند الباب ودخله وصلي في قبلته تحية المسجد ركعتين ثم أتي بالمعراج
فصعد فيه إلي السماء الدنيا ثم إلي بقية السموات السبع. فتلقاه من كل سماء
مقربوها. وسلم علي الأنبياء والرسل بحسب منازلهم ودرجاتهم. حتي انتهي إلي
مستوي يسمع فيه صريف أقلام القدر. بما هو كائن ورأي سدرة المنتهي وما فيها
من مشاهد تجاوز العد وتفوق الحد. ورأي جبريل عليه السلام علي صورته
والبيت المعمور. ورأي الجنة والنار. ومشاهد لأهل النعيم والجحيم. وفرض الله
تعالي عليه الصلاة خمسين في العدد وخففت إلي خمس في العدد وهبط إلي بيت
المقدس فصلي بالأنبياء والرسل عليهم السلام ثم خرج من بيت المقدس فركب
البراق وعاد إلي مكة قبل طلوع الشمس.. هذا الوصف المختار جمعا بين الأحاديث
الآتية من طرق عديدة تشتمل علي بعض الأحداث إلا أنها مجتمعة يستفاد منها
الوصف سالف الذكر.
* أوصتني أختي قبل وفاتها بعمل اسقاط للصلاة التي فاتتها في حياتها وأنا
الآن حائر.. كيف اسقط عنها الصلاة؟
** اتفقت كلمة العلماء علي أمور تتعلق بالميت منها:
1 ديون الميت التي عليه تخرج من تركته قبل توزيعها قال تعالي "من بعد
وصية يوصي بها أو دين" "النساء: 11" ويلحق بذلك من مات وعليه زكاة وجب
اخراجها من التركة قبل التوزيع فان الالتزامات المالية لمن مات لا تسقط عنه
وقد ثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "روح المؤمن مرهونة بدينه حتي
يقضي عنه".
2 من مات وعليه صيام أو حج جاز الصيام عنه والحج وقد وردت الاحاديث
الصحيحة في ذلك فقد قدمت امرأة إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالت:
"إني تصدقت علي أمي بجارية أي أهديتها لها وأنها ماتت فقال عليه الصلاة
والسلام: "وجب أجرك وردها عليك الميراث" قالت: يا رسول الله انه كان عليها
صوم شهر أفأصوم عنها؟ قال: صومي عنها. قالت: إنها لم تحج قط أفأحج عنها؟
قال: حجي عنها وفي رواية: "إن رجلا سأل مثل ذلك فقال له عليه الصلاة
والسلام: لو كان علي أمك دين اكنت قاضيه عنها؟ قال: نعم قال: فدين الله أحق
أن يقضي.
3 المدار في العبادات علي التوقيف والثبوت عن صاحب الشريعة ولم يرد نص
صريح في جواز الصلاة عمن مات فمن مات وعليه صلاة فأمره مفوض إلي الله وليس
هناك شيء خاص يسقط عنه الصلاة وكل ما هنالك هو الأمر بالدعاء للميت
والاستغفار له والتصدق عليه وفي صحيح الحديث: "أن رجلا قال: يارسول الله إن
أمي افتلتت نفسها أي ماتت فجأة ولم توص واظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجر
ان تصدقت عليها؟ قال نعم:"
وعلي هذا فإن السائل الكريم يعد وصيتها له باسقاط الصلاة وصية بالتصدق
عليها فليتصدق عليها وليستغفر لها عسي الله أن يرحمها.
* عندنا أبنة عمرها سنة. وعندما نريد الصلاة أنا وزوجي تمنعنا
من التركيز بسبب شغبها وحركتها الكثيرة ومحاولاتها لخلع لباس صلاتي أو
تخريبها أشياء في البيت. وزوجي يصر علي أن نصلي جماعة عندما يكون في المنزل
وأنا أطلب منه أن يصلي كل منا علي حدة ليراقبها الآخر ولكنه يرفض وأحيانا
كثيرة اتحرك في صلاتي لامنعها من فعل شيء يؤذيها. فاتفقنا علي حل. وهو أن
يبدأ هو بالصلاة ثم أتبعه بآخر ركعة وأكمل أنا صلاتي كما يفعل من وصل
المسجد والمصلون في آخر ركعة. لاندري هل ما نفعله صحيح؟ وهل صلاة الجماعة
أهم من الخشوع في الصلاة؟
**الرسول صلي الله عليه وسلم كان يصلي وهو يحمل أمامة بنت زينب.
فإذا سجد وضعها. وإذا استقام حملها. وذلك من باب التيسير للمرأة وأفضل من
ترك الابنة للتشويش علي المصلين.. عليك في هذه الحالة بحمل ابنتك وأداء
صلاة الجماعة مع زوجك وأسرتك لأن صلاة الجماعة كما قال الرسول صلي الله
عليه وسلم تعادل صلاة الفرد بخمس وعشرين مرة..
أما الحل الذي اتفقتما عليه فهو لا يجوز في حالة وجودكما معا في مكان
واحد وهو من باب الرخصة لمن يأتي صلاة الجماعة متأخرا بعد أن بدأ الإمام.
فله ان يصلي مع الإمام ما بقي ويكمل ما فاته. وصلاة الجماعة والخشوع في
الصلاة كل منهما مطلوب.. إلا أن صلاة الجماعة سنة مؤكدة في حق الرجال
واسقطتها عن النساء أما الخشوع في الصلاة فهو من واجبات الصلاة للذكر
والأنثي علي السواء والله أعلم.
* أتوضأ في المرحاض
بداخل منزلي علما بأنه غير عذر فما حكم الوضوء والصلاة؟
** لا مانع من
الوضوء في المرحاض ولا في غيره ولكن يكره له ذكر الله تعالي في المرحاض لأن
المرحاض قذر وهو مأوي للشياطين بل يكره الكلام المجرد فيه أما الوضوء من
حيث هو صحيح.
أما بالنسبة للصلاة في منزلك دون عذر فقد فوت علي نفسك خيرا كثيرا بترك
الجماعة فصلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة كما جاء في
الحديث المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وقد اختلف أهل العلم في حكمها فمن قائل انها سنة مؤكدة كالسادة
المالكية أو واجبة كما عند السادة الاحناف ومنهم قائل انها فرض عين السادة
الحنابلة وهو قول عند الشافعية ومن قائل انها فرض كفاية كما هو المعتمد
عند السادة الشافعية فالغوث لها مغوث لسنة وفرض وليس ذلك شأن الحريص علي
دينه وعلي هذه الشعيرة العظيمة فصلاة الرجل مع الرجل أزكي من صلاته وحده
وصلاته مع الرجلين أزكي من صلاته مع الرجل وما كان اكثر فهو أفضل واحب إلي
الله تعالي.
كما جاء في حديث ابن كعب عند أحمد وأبي داود ولقد هم النبي صلي الله
عليه وسلم ان يعرف علي المتخلفين عن صلاة الجماعة بيوتهم كما جاء في حديث
أبي هريرة عن الشيخين فلا ينبغي لمسلم أن يترك الجماعة إلا من عذر وتركها
من غير عذر دليل عدم كمال إيمانه كما يشهد لذلك الأحاديث السابقة وغيرها
كثيرا.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* رضعت بنت خالي من
أمي مع أختي الصغري.. فهل يجوز لي الزواج منها.. علماً بأنها لا تذكر عدد
الرضعات التي رضعتها هل هي ثلاث أم اربع أم خمس؟
** مادامت ابنة خالك قد رضعت من أمك فهي بنتها من الرضاعة
وتعتبر اختاً لك ولسائر أولاد أمك التي ارضعتها ولا عبرة بتحديد من رضعت
معه من أولاد من ارضعتها.
ومعني الاجتماع علي الثدي غير مقيد بوقت فأنت وهي اجتمعتا علي ثدي
أمك ولو كان بين رضاعتك ورضاعها خمس سنوات أو أكثر أو أقل فليعلم ذلك.
وأما نسيان عدد الرضعات فلا يؤثر مادام أصل الرضاع قد ثبت فالاحوط ترك الزواج بها اتقاءً للشبهة.
* هل صحيح ان أكثر أهل النار من النساء؟ وكيف نتقي دخول النار؟
** نعم أكثر أهل النار من النساء قال رسول الله صلي الله عليه
وسلم "انهن يكفرن العشير لو احسنت إلي احداهن الدهر كله ثم اسأت إليها مرة
واحدة قالت ما رأيت منه خيراً قط" رواه مسلم.
أما كيفية اتقاء النساء دخول النار فيكون عن طريق الزوج فقد قال رسول
الله صلي الله عليه وسلم "ايما امرأة ماتت وزوجها راضِ عنها دخلت الجنة"
رواه البخاري.
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لو كان هناك سجود لاحد غير الله
لأمرت الزوجة ان تسجد لزوجها" سجود ولاء ومحبة وطاعة لا سجود عبودية فلا
سجود عبودية إلا لله الواحد الاحد.
* هل يتزوج أهل الجنة؟ هل يتناكح أهل الجنة؟ وما هو الطعام والشراب في الجنة؟
** نعم يتزوج أهل الجنة ويتناكح أهل الجنة وذلك بدليل حديث رسول
الله "صلي الله عليه وسلم" حينما سئل عن ذلك فقال عليه الصلاة والسلام
"يناكح أهل الجنة بذكر لا يميل وشهوة لا تنقطع رحماً رحماً ولكن لا مني
ولا منية" والرحم: هو الدفع الشديد وسئل رسول الله صلي الله عليه وسلم هل
نطأ في الجنة فأجاب: نعم والذي نفسي بيده رحماً رحماً فإذا قام عنها رجعت
مطهرة بكراً" رواه بن حبان.
أما الطعام والشراب فسئل عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال:
"زيت كبد الحوت" وحينما سئل عن غذائهم فقال ينحر لهم ثور الجنة الذي كان
يأكل من اطرافها" متفق عليه.. أما شرابهم فيها فقال عنه رسول الله صلي
الله عليه وسلم من عين فيها تسمي سلسبيلا.
* هل وجود المنبر ضروري وملزم في المسجد.. أم لا؟
** لا يشترط وجود منبر في المسجد بل هو سنة فقط والأفضل ان يكون
بسيطاً فلا يأخذ حيزاً كبيراً من المسجد ومكانه المناسب يجب ان يكون علي
يمين المحراب الذي يقف فيه الامام كما كان وضعه في أيام الرسول صلي الله
عليه وسلم.
* دخلت المسجد والامام في
الصلاة فلما بلغت الصف وكبرت تكبيرة الاحرام رفع الامام من ركوعه فهل أكون
مدركاً للركعة؟
** إن المسبوق لا يعد مدركا للركعة مع الامام حتي يدرك معه الركوع
ويكفي ان يدرك من الركوع تسبيحة واحدة أو يقيم ظهره راكعاً ولو لم يسبح.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* يقول الحق تبارك وتعالي في سورة الواقعة:
"أفرأيتم الماء الذي تشربون. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن
المنزلون. لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون. أفرأيتم النار التي تورون.
أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون. نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين.
فسبح باسم ربك العظيم. فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم".
فما هو تفسير هذه الآيات؟.
** تتحدث سورة الواقعة في مجملها عن وقوع القيامة.
والأحداث التي تصحب وقوعها..
وفي الآيات التي حددها القاريء الكريم يتعرض الحق تبارك وتعالي لبعض
آيات قدرته وعظمته ورحمته بالبشر فيقول: أفرأيتم الماء العذب الذي تشربون
منه. ويتساءل: أأنتم أنزلتموه من السحاب أم نحن المنزلون له رحمة بكم؟
والمزن هي السحب الممطرة. وهطول الأمطار عملية تتطلب توافر ظروف جوية
خاصة لا يمكن أن يسيطر عليها الإنسان أو يوفرها صناعياً مثل هبوب تيار
بارد فوق آخر ساخن أو حالات عدم الاستقرار في الجو.
وقد حاول الإنسان استمطار السحب العابرة صناعياً إلا أن هذه
المحاولات لاتزال مجرد تجارب. علي أن الثابت علمياً ان نجاح هذه التجارب
علي نطاق ضيق جدا مع وجوب توفر بعض الظروف الملائمة طبيعيا. ويقول الحق
تبارك وتعالي في الآية التالية:
"لو نشاء لصيرنا هذا الماء مالحاً لا يساغ. فهلا تشكرون الله أن جعله عذباً سائغاً؟.
أفرأيتم النار التي توقدون. أأنتم أنبتم شجرتها وأودعتم فيها النار أم
نحن المنشئون لها كذلك؟ نحن جعلنا هذه النار تذكيراً لنار جهنم عند رؤيتها
ومنفعة للنازلين بالقفر "الخلاء" ينتفعون بها في طهو طعامهم وتدفئتهم.
فداوم علي التسبيح بذكر اسم ربك العظيم تنزيهاً وشكراً له علي هذه
النعم الجليلة. فأقسم حقاً بمساقط النجوم عند غروبها آخر الليل أوقات
التهجد والاستغفار وانه لقسم لو تفكرون في مدلوله عظيم الخطر بعيد الأثر.
وتبين الآيتان الأخيرتان مدي أهمية هذا القسم العظيم. فالنجوم أجرام
مضيئة بذاتها. وأقرب النجوم إلينا وهي الشمس تبعد عنا بمقدار 500 سنة
ضوئية تقريباً. بينما النجم الذي يليها في القرب يبعد عنا بمقدار أربع
سنوات ضوئية تقريباً. فالطاقة التي نستخدمها من الشمس هي المقومات
الأساسية للحياة. فلو كان بعد الشمس عن الأرض أقل أو أكثر مما هو عليه
الآن فإن الحياة تصبح قاسية متعذرة. كما ان أحجام النجوم تختلف بعضها عن
بعض فمنها النجوم العمالقة وهم من الاتساع بحيث تشمل الأرض والشمس علي
بعدهما.
وهناك مجموعة من النجوم تسمي بالعناقيد سابحة في الفضاء تخترق المجرة
اللبنية من حين لآخر. فإذا صادفت خلال مرورها المجموعة الشمسية واصطدمت
بها فإن في ذلك الهلاك والفناء المحقق حتي إذا ما اقترب نجم من النجوم من
الشمس فإن ذلك يؤدي أيضا إلي اختلال التوازن والهلاك والفناء.
لذلك فإن آيات العبرة والقدرة تظهر في هذا الكون الذي خلقه الله تعالي ونظمه.
والله أعلم
* انتشرت حاليا رسائل الكترونية تضم تسبيحات وأذكاراً يتم تداولها عبر
البريد الالكتروني أو الهاتف المحمول ويذكر المرسل في آخرها أن من يقرأها
يؤجر بالحسنات. ويطالب كل من يقرأها بإرسالها لكل من يعرفهم وإلا يحل عليه
غضب الله. فما حقيقة ذلك؟ وهل يُثاب المرء علي قراءة أذكار لم يقصد
قراءتها؟
** هناك ضوابط شرعية لاستخدام الرسائل التذكيرية الدعائية التي
يمكن أن تكون بابا من أبواب التجارة مع الله تعالي. وتتمثل هذه الضوابط
فيما يلي:
* أن يكون محتوي هذه الرسائل شرعياً ومنضبطاً ومن المأثور ممثلاً في
القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة أو أقوال الصحابة والتابعين.
* ألا يربط المسلم أو كاتب الرسالة بين ارسال هذه الرسالة ونشرها
وبين أمور الثواب والعقاب. لأن هذا ليس من الدين في شيء وإنما يكفي أن
ينتفع بها من يتلقي الرسالة استناداً لقول النبي صلي الله عليه وسلم:
"لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم".
أي انها مسألة ليس فيها ثواب ولا عقاب. وإنما يثاب المرء علي نيته في تبليغ رسالة الله عز وجل.
* الأفضل في محتوي هذه الرسائل أن تكون متصلة للتذكير بمناسبات الخير
مثل صيام التطوع. الأيام البيض. قراءة سورة الكهف وفضلها. يوم الجمعة
وغُسْلُه. عيادة المريض. صلة الأرحام. إطعام الطعام وغيرها.
* الإسلام يعتبر أن كل عمل له قصد شرعي نبيل يُثاب عليه المسلم دون
أن يتبع من أمر الشريعة شيئاً. ودون أن يُحمِّل الناس فوق طاقتها استنادا
لقوله تعالي:
"ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت
مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين". وربما كان المتربح الأساسي من كثرة
هذه الرسائل هي شركات المحمول وعندئذ تتحول الدعوة إلي الله تعالي إلي
جانب اقتصادي استثماري. والشريعة الإسلامية تجعل مبدأ الاحتساب أساساً في
عمل المسلم.
أما بالنسبة لمن يقرأ الرسالة ومدي تحقق عنصر الثواب فهذا يتوقف علي نية قارئها ومدي تفاعله معها من الناحية الشرعية.
فقد لا يكون له هوي في أمثال هذه الرسائل الدينية ويفضل عليها رسائل أخري تجارية أو عاطفية. فهذا لا يثاب.
وقد تكون الأذكار الواردة في الرسائل حجة لقارئها إذا عمل بما فيها
ويثاب عليها. وقد تكون حجة عليه إذا لم يعمل بما فيها وبالتالي لا يثاب
عليها.
والله أعلم
* ما هي الأسماء المتعارف عليها لشهر رجب؟ وكيف كان يتم إحياؤه؟.
** اشتق اسم رجب من الترجيب والترجيب هو التعظيم. وله
معاني كثيرة تدور حول الرهبة والتعظيم والدعم والحفظ والتأهب. وجمعه:
أرجاب ورجاب ورجبات. وقد سُمي هذا الشهر الحرام باسم رجب لتعظيم الناس له
وهيبته. ولرجب أسماء أخري منها: منصِّل الأسنة. وشهر الله الأصم وشهر الله
الأَصَبْ أما منصل الأسنة فمعناه: مُخرِجها من أماكنها لأن العرب كانوا
ينزعون الأسنة فيه عن الرماح وسيغمدون سيوفهم وسهامهم استعداداً له
وتعظيما من شأنه.
وقد روي الإمام البخاري في صحيحه عن أبي رجاء العُطارِدي أنه قال:
كنا نعبد الحجر. فإذا وجدنا حجراً هو أخير منه ألقيناه وأخذنا الآخر. فإذا
لم نجد حجراً جمعنا جُشْوَة من تراب ثم جئنا بالشاة نحلبها عليه ثم طفنا
به. فإذا دخل شهر رجب قلنا مُنصِّل الأسنة. فلا ندع رمحاً فيه حديدة ولا
سهماً فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه شهر رجب".
ويقال له الأصم. لأنه لم يُسمع فيه حس قتال ولا صوت الحديد. ويقال له
الأصب. لأن الرحمة تصب فيه علي التائبين. وتفيض أنوار القبول علي
العاملين.
وقد كانت قبيلة مُضَر العربية في الجاهلية تحرم رجباً وكانت أكثر
العرب تحريماً وتعظيماً له وتجعله هذا الشهر المعروف الآن. وكانت قبيلة
ربيعة العربية تجعله شهر رمضان. فتحرم شهر رمضان وتسميه رجباً.
لذلك قيده رسول الله صلي الله عليه وسلم تعييناً له وتمييزاً
وبياناً. وقد كان أكثر العرب في الجاهلية يحرمون الأشهر الحرم الأربعة
فتحريمها من البقية الباقية من ملة إبراهيم عليه السلام فيهم. لكنهم كان
يشق عليهم تأخير القتال ثلاثة أشهر متواليات. فكانوا إذا احتاجوا إلي قتال
أخروا تحريم المحرم إلي الشهر الذي بعده وهو صفر. ثم يؤخرونه في السنة
التالية إلي شهر آخر. وهكذا يفعلون في سنة بعد سنة حتي اختلط عليهم الأمر
وهذا ما يسمي بالنسيء.
وقد قال تعالي: "إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا
يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله
زُيِّن لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين..".
والله أعلم.
* دعوت الله عز وجل أن
يرزقني ملايين الجنيهات فنهاني زميل عن هذا التصرف واصفاً إياه بأنه
اجتراء علي الله.. فهل هذا صحيح؟ وهل يحرم تحديد ما يرغبه الفرد في الدعاء
علي أن يكتفي بالدعاء بتوسيع الرزق؟
** هناك ضوابط للدعاء والتضرع إلي
الله وهي تقوى الله والتي تحمل كثيراً من المعاني مثل الامتثال لأوامر
الله واتقاء النار بطاعة الخالق وطاعة رسوله وغير ذلك من العبادات سواء
كانت بالجوارح أو بالقلب. بالإضافة إلي ضرورة توافر النية السليمة وابتغاء
مرضاة الله في كل أفعالنا فمثلا: اللص قبل أن يتمم جريمته يدعو الله أن
يوفقه. وقد يستجيب الحق تبارك وتعالي فيساعده ليعذبه في الآخرة بما أقدم
عليه من أفعال تغضبه وتخالف شريعته.
من المؤكد ان الدعاء الذي دعا به اللص يختلف تماما عن الدعاء الذي
يدعو به المؤمن التقي. وهذا ما يؤكد أهمية النية بالنسبة لجدية الدعاء
فإذا كانت نية الأخ السائل الذي يدعو الله أن يغدق عليه بالملايين هي
توفير مبلغ يحتاجه فعلاً لتمويل مشروع أو صفقة كبري فلا بأس في ذلك. ولا
ينبغي أن نخجل من أن ندعو الله بما في نفوسنا مهما كبر أو صغر فالحق تبارك
وتعالي هو الغني ونحن الفقراء. أما إذا كان السائل بمثابة من يضع الحق
تبارك وتعالي في اختبار والعياذ بالله بأن يطلب مبلغاً كبيراً مثلاً
وينتظر هل سيستجيب الله دعاءه أم لا فهذا بالطبع غير مقبول.
تضيف: لابد من الانتباه إلي أن اجابة الدعاء إما أن تكون فورية أو أن
يرفع الله بهذا الدعاء بلاءً كان سيحل بصاحبه أو أن يؤجل للآخرة. لكن
الإنسان خُلق عجولاً إذا لم تتحقق الاستجابة فوراً يعتقد أن الله لم يستجب
له. وهذا غير صحيح لأن الاستجابة شأن من شئون الغيب لا يعلمها إلا الله.
والله أعلم.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* ما
حكم من يسب الدهر.. وما هو الدهر.. وكيف يسب الإنسان الدهر.. وهل عليه
كفارة؟!
** لقد نهى الرسول صلي الله عليه وسلم عن
لعن أي شيء حيث يقول في الحديث الذي رواه أبوداود والترمذي "من لعن شيئا
ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه" ومنه سب الدهر ويكون بعبارات مختلفة تدل
علي الضيق منه ولعنه واحتقاره ولا يلجأ إليه إلا من وقع في أزمة لا يجد
خلاصا منها.. فإذا وجد غيره من الناس في نعمة أو يتمتع بنعم كثيرة فإنه
يصب غضبه علي الدهر وهذا ما نهي عنه الرسول صلي الله عليه وسلم حيث يقول
فيما رواه البخاري ومسلم يقول الله سبحانه وتعالي "يسب ابن آدم الدهر وأنا
الدهر بيدي الليل والنهار" وفي رواية أخري "لا يقل أحدكم ياخيبة الدهر فإن
الله هو الدهر" لذا فإن من يلعن الدهر أو الزمان أو المكان فقد خالف هدي
رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث يقول الله تعالي "لا تسبوا الدهر فأنا
الدهر أقلب الليل والنهار".. وبهذا يتبين لنا أن الله خالق الزمن وخالق
الكون وبيده كل شيء فلا نسب أو نعلن ما خلقه الله سبحانه وتعالي.. وإذا
كان الرسول قد نهانا عن سب الدهر فلابد أن نلتزم بهديه صلوات الله وسلامه
عليه لأن الحق سبحانه يقول "ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"
وسب الدهر من الأمور التي نهانا عنها نبي الرحمة.
* ما فضل النفقة علي العيال؟!
** يقول النبي صلي الله عليه وسلم: أفضل الدينار دينار ينفقه الرجل
علي عياله. ودينار ينفقه علي دابته في سبيل الله ودينار ينفقه علي أصحابه"
ويقول الرسول "اليد العليا خير من اليد السفلي وخير الصدقة ما كانت عن ظهر
غني وابدأ بمن تعول".
* ما حكم استعمال حبوب منع الحيض؟!
** استعمال المرأة حبوب منع الحيض إذا لم يكن عليها ضرر من الناحية
الصحية فإنه لا بأس به بشرط أن يأذن الزوج بذلك ولكن حسب علمنا أن هذه
الحبوب تضر بالمرأة ومن المعلوم أن خروج دم الحيض خروجا طبيعيا والشيء
الطبيعي إذا منع في وقته فإنه لابد أن يحصل من منعه ضرر علي الجسم وكذلك
أيضا من المحظور في هذه الحبوب أنها تخلط علي المرأة عادتها فتختلف عليها
وعلي ذلك تظل في قلق وشك من صلاتها ومن مباشرة زوجها وغير ذلك لهذا لا
نقول إنها حرام ولكننا لا نحب للمرأة أن تستعملها خوفا من الضرر عليها.
ونقول:
ينبغي للمرأة أن ترضي بما قدر الله لها فالنبي صلي الله عليه وسلم دخل
عام حجة الوداع علي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي تبكي وكانت قد
أحرمت بالعمرة فقال: "مالك لعلك نفست؟" قالت نعم قال: هذا شيء كتبه الله
علي بنات آدم" "أخرجه البخاري ومسلم.
فالذي ينبغي للمرأة أن تصبر وتحتسب وإذا تعذر عليها الصوم والصلاة من
أجل الحيض فإن باب الذكر مفتوح ولله الحمد تذكر وتسبح الله وتتصدق وتحسن
إلي الناس بالقول والفعل وهذا من أفضل الأعمال.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
*
زوجة هجرت منزل الزوجية وذهبت لمنزل والدها. وطلب منها زوجها العودة
فرفضت. وبعد أيام توفي زوجها. ثم توفيت تلك الزوجة بعده بشهر. مع العلم
بأن هذا الزوج متزوج من زوجتين فمن يرث.. هل ترث الزوجة التي كانت مقيمة
معه في المنزل الزوجية فقط أم تشاركها في الميراث الزوجة الأخري التي تركت
منزل الزوجية ثم توفيت بعد زوجها.
أفيدونا أفادكم الله؟
** يرث كل من الزوجين الآخر مادام عقد النكاح قائما بينهما سواء
كانت المرأة طائعة لزوجها المتوفي عنها أم خارجة عن طاعته بالنشوز لقوله
تعالي: "ولكم نصف ماترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان هناك لهن ولد
فلكم ربع ما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن
لم يكن لكم ولد. فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون
بها أو دين" "سورة النساء من الآية 12".
فعلق الله سبحانه وتعالي الحكم بالزوجية وهي لاتزال باقية.
فالزوجة التي هجرت منزل الزوجية ثم توفي عنها زوجها وهي في عصمته من
حقها الميراث. ولايسقط حقها في الميراث كونها هجرت منزل الزوجية وذهبت
لمنزل أبيها.
وإذا كان هذا الرجل ليس له أولاد فللزوجتين الربع يوزع بينهما بالسوية..ونصيب الزوجة التي توفيت يوزع علي ورثتها.
* ماهو الهدف الاسمي للفتوحات الإسلامية؟
**لم تكن الفتوحات الإسلامية في أي يوم من الأيام استعماراً. وإنما
الاستعمار كما عرفناه في العصر الحديث يقوم علي السلب والنهب واستنزاف
أموال الشعوب وتخريب الديار وتشريد أبنائها. ولم يكن ذلك أبداً شأن
الفتوحات الإسلامية. والتاريخ أعظم شاهد علي ذلك.. ففي المعاهدة التي قام
خالد ابن الوليد بإبرامها مع بعض أهالي المدن المجاورة للحيرة سجل فيها
نصاً يقول: "فإن منعناكم - أي قمنا بحمايتكم - فلنا الجزية - أي الجزاء
علي هذا العمل - وإلا فلا".
وقد حدث ان قام برد الجزية إلي أهل تلك المدن حينما علم بأنه غير
قادر علي توفير الحماية لهم. وكان ذلك في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله
عنه - وقد كتب خالد بن الوليد إلي أهل هذه المدن قائلا: "إنما رددنا عليكم
أموالكم لأنه بلغنا ما جمع لنا من الجموع وأنكم قد اشترطتم علينا أن
نمنعكم وأنا لانقدر علي ذلك. وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم. ونحن لكم علي
الشرط. وما كتبنا بيننا وبينكم ان نصرنا الله عليهم".
كما ان التاريخ يشهد بأن الأندلس وهي جزء حيوي من أوروبا قد أصبحت
بعد الفتح الإسلامي بلاداً مزدهرة يعمها الرخاء علي كافة المستويات.
كما كان هذا هو الشأن في كل بقعة دخلها المسلمون. وكل منصف يستطيع أن
يقارن بين ماحدث بتلك البلاد قبل الفتح وبعده ليشاهد بعين الحقيقة ان
الفتوحات الإسلامية لم تكن سعياً وراء الدنيا وزخرفها ولاطمعاً في
ثرواتها. وهذا ما أكد عليه النبي الأعظم "صلي الله عليه وسلم" في جهاده
حينما سُئل عن رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضاً من الدنيا -
أي يبتغي الحصول علي الغنائم - فقال: "لا أجر له. وكرر ذلك ثلاث مرات".
وهذا ما سار عليه الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إذ يقول: "إذا قدرت علي عدوك فاجعل العفو عنه شكرًا للقدرة عليه".
وهذا كان نهج الخلفاء الراشدين والفاتحين العظام لم يسعوا لاستعمار
البلاد وإذلال العباد واستعبادهم. وإنما تركوهم وما أرادوا علي أموالهم
وفكرهم ومعتقداتهم. وهذا هو الإسلام.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* هل الدفن بالبقيع له فضل لمن مات خارج المدينة ونُقل إليها؟
** اتفق الفقهاء علي أن الدفن في مقابر الصالحين مستحب وكذلك الدفن في
الأماكن الفاضلة واستدلوا علي ذلك بكثير من الأدلة منها قول النبي في حديث
ابن عمر "من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت بها فاني أشفع لمن يموت
بها" رواه الترمذي والنسائي في السنن الكبري وصححه ابن عبدالهادي في
الصارم المنكي.
واستنبط أهل العلم من هذا الحديث الحث علي محاولة ذلك ما استطاع إليه
سبيلا قال ابن الحاج حثه علي محاولة ذلك بالاستطاعة - التي هي بذل المجهود
في ذلك - فيه زيادة اعتناء بها وفيه دليل علي تميزها في الفضل.
ومما يدل علي أن الدفن بالمدينة أو مكة له فضل أن عمر بن الخطاب دعا
ربه فقال "اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك - صلي
الله عليه وسلم -" رواه البخاري وعلق الإمام النووي بقوله في كتاب المجموع
المجلد الخامس صفحة 206 "يستحب طلب الموت في بلد شريف".
* خطبني شاب علي دين وخلق وفي أثناء فترة الخطوبة أخبرني أن نسبة حدوث
الانجاب من طرفه ضعيفة وذلك باخبار الأطباء له بعد إجراء التحاليل اللازمة
وصارحني بما عنده فهل إذا وافقت علي الزواج به أكون مخطئة وإذا رفضت
الزواج منه أكون ظالمة وهل يشترط عليّ اخبار والديّ إذا وافقت بما عند
خطيبي من عيب أرجو الإفادة؟
** ما قام به هذا الشاب من اخبارك بما عنده
من عيب وهو ضعف الحيوانات المنوية عنده دليل علي صدقه وانه لا يريد الغش
ولا الخديعة لك وإن اخبار الزوج بمثل هذا العيب يعتبر أمرا لازما ولا يجوز
كتمانه لما يترتب عليه عدم الانجاب أحيانا والانجاب من أهم مقاصد الزواج
فللزوجة حق في الولد كما ان للزوج حقا في ذلك أيضا ولذلك لما تزوج رجل
عقيم امرأة في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له عمر
"اخبرها أنك عقيم وخيرها" زاد المعاد جزء 5 صفحة .183
وعليه أيتها الأخت السائلة أنت مخيرة بين اتمام الزواج بهذا الرجل أو
عدم اتمام الزواج منه ولا إثم عليه في رفض الزواج منه لان الانجاب مطلب
ومقصد من أهم مقاصد الزواج كما سبق.
ولا يشترط معرفة اخبار الوالدين بهذا الأمر إذا كنت بالغة رشيدة لان
هذا الحق لك ولكن من باب النصيحة أنصحك أن تستشيري والديك وأن تستخيري
الله سبحانه وتعالي فلا ندم من استخار ولا خاب من استشار.
* لنا قريب أعطيناه مبلغا من المال علي هيئة نفقة شهرية لمجموعة من
الأيتام وفوجئنا بأنه لم يوصل هذه المبالغ وأخذها لنفسه فما عقوبة فعله
هذا؟ وهل لنا ثواب رغم أن المال لم يصل إلي مستحقيه؟
** إن الله سبحانه وتعالي أكد النهي عن أكل أموال اليتامي ظلما فقال
جل من قائل "ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن" وحدد في آية أخري
نوع الجزاء والعقاب فقال سبحانه "إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما إنما
يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا" وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله
عنه أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "اجتنبوا السبع الموبقات..
قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم
الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف
المحصنات الغافلات المؤمنات".
وعليه أيها السائل فإن قريبك هذا قد أكل حراما وعليه عند الله عقوبة
إن لم يتب توبة بشروطها ولا يصح أن يقول قائل إن الوعيد المقصود في الآيات
والأحاديث الواردة في حق آكل أموال اليتامي يقصد بها أكل حقهم في المواريث
فقط بل الصواب أن الوعيد المذكور في الآيات والمواريث يشمل من أكل حقا
ليتيم ينبغي أن يصل إليه عن طريق هبة أو عن طريق ميراث أو عن طريق زكاة
منعها من أؤتمن عن وصولها إليه كذلك يدخل في عموم هذه الآيات من منع حقا
ليتيم كراتب يستحقه والده بعد الموت أو دية وجبت علي مَنْ قتل والد اليتيم
خطأ أو قتل عمد تسامح أصحاب القتيل عن القصاص فيه ورضوا بالدية وكذلك يدخل
في هذا الواعيد لأكلي أموال الربا القائمين علي أمر الملاجيء ودور الاعاشة
الخاصة بالأيتام إذا هم أكلوا وسرقوا التبرعات النقدية والعينية التي تبرع
أصحابها بنية وصولها إلي الأيتام.
* ما شروط القدوة الحسنة؟
** قال
تعالي "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم
الآخر وذكر الله كثيرا" الأحزاب آية"21".
وقال تعالي: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم" التوبة"128".
إن النبي صلي الله عليه وسلم قرآن يمشي علي الأرض. فكان خلقه القرآن.
وقد أجابت السيدة عائشة علي من سألها عن أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم
فقالت: "كان خلقه القرآن" والمتأمل في السيرة النبوية يدرك تماما هذا
المعني وهذا الكلام حيث يجد أن السيرة قد حوت جميع مكارم الأخلاق التي
تناسب فضلاء ونجباء البشر. وقد بين العلماء الشروط التي يجب توافرها في
القدوة الحسنة. ومنها علي سبيل المثال لا الحصر:
1 حسن الخلق: إن الداعية يحتاج إلي أخلاق بارزة. حتي يصبح قدوة لغيره. وبغيرها يتعذر عليه النجاح ودعوة الناس.
2 الصبر والرحمة والرفق والتواضع ومجاملة الناس ومشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم.
3 الاقتناع بما يقول أو بالفكرة التي يؤمن بها. فلا تتكون القدوة في
نفس الداعية حتي يكون هو أول من يؤمن بما يقول. ثم يترجم هذا الاقتناع إلي
عمل فعلي علي الواقع.
4 اتقان العلم حيث قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه "تعلموا قبل أن
تسودوا". فالسيادة في الدعوة تحتاج إلي علم يتأكد فيه القدوة من صحة
خطواته. ويصحح فيه خطوات الآخرين.
5 موافقة العمل القول. فلا ينبغي أن يكون المقتدي به يخالف قوله فعله
حيث قال تعالي: "يأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند
الله أن تقولوا مالا تفعلون".
آية "2" من سورة الصف
وقال الشاعر:
يأيها الرجل المعلم غيره .. هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضني.. كيما يصح به وأنت سقيم
فابدأ بنفسك فانها عن غيها.. فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم
6 مداومة الاستقامة علي منهج الله. وسنة ورسوله. فأفضل الأعمال ما كان
ديمة حيث سئل الرسول صلي الله عليه وسلم : أي العمل أفضل فقال: "أدومه وإن
قل.."
7 التثبت من صحة النقول. وخاصة إذا كان من القرآن أو السنة حتي لا
ينسب إلي القرآن ما ليس منه. أو إلي الرسول صلي الله عليه وسلم ما لم
يقله.
8 الابتعاد عن المباحات. يقول ابن القيم: "فالعارف يترك كثيرا من
المباح ابقاء علي صيانته. ولاسيما إذا كان ذلك المباح برزخا بين الحلال
والحرام".
9 المحاسبة الدائمة: فعلي الداعية القدوة أن يعي أنه تحت رقابة دقيقة
ممن يتخذونه قدوة لهم. فيحاسب نفسه علي كل صغيرة وكبيرة. وكل كلمة أو تصرف
حتي يتجنبه. والمحاسبة الدائمة تكون للنفس حتي لا يساء الاقتداء به. ففي
صلاحه. صلاح من يقتدون به. وفي فساده. فسادهم.
* أنا سيدة متدينة أقوم بفرائض الله عز وجل. وأحب أن أكون علي بصيرة من
أمر ديني في كل ما يعرض لي ولذلك فاني أسأل عن حكم الذبح من المرأة وهي
حائض فهل يصح ذبح حال وجود الحيض؟
** زادك الله حرصا علي أمر
دينك ووفقنا الله وإياك لطاعته والعمل بمنهجه واعلمي أن هناك شروطا أربعة
وضعها الفقهاء لصحة الذبح الشرط الأول: أن يقول باسم الله عند حركة يده
بالذبح ولا يقوم شيء مقام التسمية فلو سبح الله لا يجزيء ويسن أن يكبر مع
التسمية فيقول الذابح: باسم الله والله أكبر فإذا تركت التسمية عمدا لم
يصح الذبح وذلك لقوله تعالي: "ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه"
"الأنعام: 121" فان تركت التسمية سهوا صح الذبح. الشرط الثاني: أن يكون
الذابح عاقلا قاصد الذبح فيصح من الأعمي والفاسق والصبي المميز ولو كان
دون عشر سنين. الشرط الثالث: أن يذبح بآلة حادة تقطع بحدها لا بثقلها
ويجوز أن تكون هذه الآلة من حديد أو حجر أو زجاج.
الشرط الرابع: أن يكون الذبح بقطع الحلقوم وهي مجري النفس والمريء
وهو مجري الطعام والشراب والودجين وهما عرقان كبيران في جانبي العنق ويصح
الذبح في أي مكان في العنق من مبدأ الحلق الي مبدأ الصدر فاذا تحقق الذبح
علي هذا الوجه جاز الذبح وجاء شرعيا ومن هنا يتبين أنه ليس من بين الشروط
أن يكون الذابح طاهرا وعليه فان الذبح يصح من المرأة الحائض والنفساء ومن
الرجل الجنب جنابة الحدث الأكبر ولا شيء في ذلك مطلقا.
* هل اخوة يوسف عليه السلام من الأنبياء رغم ما فعلوه بأخيهم؟
**إخوة يوسف عليه السلام اختلف في كونهم أنبياء لأن ما فعلوه بأخيهم
يوسف عليه السلام هو ما يعرف اليوم بالجريمة المنظمة وهي الجريمة مكتملة
الأركان فمن حيث سبق الاصرار والترصد قام فيها اخوة يوسف بعقد النية علي
الجريمة والاتفاق الجنائي عليها فيما بينهم ورسم الجريمة علي أرض الواقع
ونية التوبة من بعد تنفيذ الجريمة فالدافع للجريمة: "إذ قالوا ليوسف وأخوه
أحب إلي أبينا منا ونحن عصبة.." آية رقم 8 من سورة يوسف.
والاتفاق الجنائي: "اقتلوا يوسف.." آية رقم 9 من نفس السورة
واستعراض الخيارات: "أو اطرحوه أرضا.." نفس الآية ونفس السورة.
والتوبة بعد الجريمة: "وتكونوا من بعده قوما صالحين".
آية رقم 9 من نفس السورة. وقد استعانوا علي ذلك بعدة أمور منها:
1 اظهار المسكنة للأب حتي يرضي بأن يذهب معهم أخوهم يوسف عليه السلام:
"مالك لا تأمنا علي يوسف وإنا له لناصحون" آية رقم 11 من نفس السورة.
2 الاغراء بتوفير الأكل والشرب له وهي احتياجات ضرورية ملحة لطفل في
سن نبي الله يوسف عليه السلام: ".. أرسله معنا غدا يرتع ويلعب.." آية رقم
12 من نفس السورة.
3 التعهد بالمحافظة عليه: "وإنا له لحافظون" آية رقم 12 من نفس
السورة ومن تعهدهم بالمحافظة علي أخيهم ورعايته حتي يعيدوه إلي ابيهم
أخلوا بجميع ما أخذوه علي أنفسهم وجاءوا أباهم عشاء يبكون لأنهم كانوا
كاذبين فيما ادعوه من أكل الذئب لأخيهم: "وجاءوا أباهم عشاء يبكون. قالوا
يا أبانا إنا ذهبنا نستبق.." الآيتان 16. 17 من نفس السورة.
فمن يقوم بفعل هذه الجريمة المنظمة هل يعقل أن يكون نبيا؟!
* أريد أن أعرف الرأي الشرعي في
أن حصل سوء فهم وخلافات أسرية فطلقت زوجتي طلقة أولي بائنة بينونة صغري
وهذه الزوجة لم أنجب منها أولادا فلما حاولت ردها بمعرفة أهل الخير لشدة
تعلقي بها إذا بأخيها يساومني ويبتزني ويطلب مني تسجيل الشقة الخاصة بي
أنا باسمها هي يعني التنازل عن شقتي بيعا وشراء دون أن آخد مليما لتكون
باسم اخته طليقتي يرجعها لي مع أنها كانت في عدتها ولكن الطلاق تم علي يد
مأذون صرخت وقلت له حرام شرط تعسفي فقال لي هذا شرطنا لعودتها لك والزوجة
كان لها رغبة في طلب أخيها أن يتحقق بدليل صمتها ولم تفعل شيئا المهم لم
يشعر بآهاتي وآلامي ووضع لي العقدة في المنشار وخضعت لطلبه وتنازلت لاخته
فأعادها إلي فهل تعتبر هذه الشقة اللي أخذوها مني غصب حرام عليهم لأنهم
أخذوها دون ثمن وغصب عني ابتزازا ومساومة أم حلال عليهم؟
وجزاكم الله خيرا
** لا ينبغي أن تقام الحياة الزوجية علي الابتزاز والاستغلال
خاصة إذا أعلن الرجل أنه يحب المرأة وأنه عاشق لها ولا يصبر علي الابتعاد
عنها. فأساس الحياة الزوجية السكون النفسي والمودة والرحمة ولهذا قال جل
شأنه "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم
مودة ورحمة" فأين السكون النفسي؟ وكيف تتحقق المودة والرحمة مع هذا
الابتزاز؟ لكن ماذا تقول لقوم يبتزون وآخرين يخضعون استجابة لرغباتهم
ولذاتهم؟! وكان عليك أيها السائل ألا تخضع لأمر شقيق زوجتك وما طلبوه منك
إنما طلبوه لعلمهم بأنك حريص علي التمسك بها بدليل أنها رضيت بتصرف أخيها
وكيف لا ترضي وهي تري أن الشقة التي باسم الرجل ستنتقل الملكية إليها؟
والرجل ضعيف أمام رغباته. وعموما فإننا نقول: لم يجبرك أحد علي تنازلك عن
الشقة لمطلقتك في مقابل رجوعها إليك ولكنك فعلت ذلك وتنازلت ولم تكن مكرها
بتنازلك لأنك رجل ولك إرادة وفي النهاية تنازلت بإرادتك وتركت الشقة في
مقابل عودة زوجتك. فهذا حلال لها وهي قد أصبحت حلالا لك. وكل منكما ينعم
بما ملك. والله أعلم.
* ما العذاب الذي أرسله الله علي قوم مدين قوم نبي الله شعيب عليه السلام ؟
**كان هلاك قوم مدين قوم نبي الله شعيب عليه السلام بعد أن كذبوا بينهم واستكبروا وعاندوا بأنواع ثلاثة من العذاب:
1- بالصيحة: وهي الصوت الشديد المهلك قال تعالي: "ولما جاء أمرنا
نجينا شعيباً والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة" آية
رقم 84 من سورة هود.
2- وبالرجفة: وهي الاضطراب والتزلزل.. قال تعالي: "فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين" آية رقم 91 من سورة الأعراف.
3- وبالظلة: حيث بعث الله تعالي عليهم حراً شديداً فأخذ بأنفاسهم
فخرجوا من البيوت هرباً إلي الفضاء فبعث الله تعالي عليهم سحابة أظلتهم من
وهج الشمس فوجدوا لها برداً ونادي بعضهم أن يجتمعوا تحتها ويستظلوا بظلها
حتي إذا اكتمل جمعهم جعلها الله تعالي عليهم ناراً وشرراً ولهباً فاحترقوا
جميعاً قال تعالي: "فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم"
آية رقم 189 من سورة الشعراء.
وما ظلمهم الله تعالي ولكن كانوا هم الظالمين لأنفسهم.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* لماذا شرعت العدة
للمرأة؟!
**العدة مشروعة للمرأة للتأكد من براءة رحمها إذا كانت مطلقة
وللاحداد علي زوجها إذا كان متوفي عنها والآيات كلها تتحدث عن عدة المرأة
"والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء". "يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن
لعدتهن". واللاتي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر. واللائي
لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن. والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً
يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا.
فالمرأة لا يجوز لها أن تتزوج غير زوجها إذا
كانت في العدة كما قال تعالي: "ولا تعزموا عقدة النكاح حتي يبلغ الكتاب أجله" فإذا
كان الطلاق رجعياً ولم تنته العدة جاز للرجل أن يعيدها إلي عصمته بالرجعة قولاً
وفعلاً وأما ما يقال إن علي الرجل عدة فذلك ليس بعدة شرعية واجبة. وإنما هي عدة
المرأة غاية الأمر أن الرجل المطلق لا يجوز له أن يتزوج أخت المطلقة ولا عمتها ولا
خالتها ما دامت زوجته المطلقة طلاقاً رجعياً ولم تنته عدتها لأنها في حكم الزوجة
وكذا لو كان متزوجاً بأي نسوة ثم طلق إحداهن طلاقاً رجعياً لا يجوز أن يتزوج خامسة
حتي تنته عدتها.. فمنعه من الزواج في هاتين الحالتين حتي تنته عدة المرأة.
* ما حكم الواسطة من الناحية الشرعية؟
** الواسطة من الممكن أن تكون حلالاً ومن الممكن
ان تكون حراماً فإذا طلب انسان من آخر مساعدته في وظيفة لتعيينه من أجل كسب عيشه
والانفاق علي نفسه وعلي من يعول فلا شئ في ذلك مطلقاً طالما خلت من دفع الرشوة وأخذ
حق الغير في التعيين كأن يأتي به المسئول علي حساب أحد الموجودين قبله أو يقدمه علي
شاب مستحق لمتطلبات وظيفته من حيث مهارات العمل الخاصة ويأخذ هو هذا الشخص الذي لا
تنطبق عليه شروط وظيفته فتكون حينئذ حراماً وتكون حلالاً اذا ما خلت من الشروط
السالفة الذكر لذلك رغب الإسلام في التكافل والتعاون علي البر والتقوي "وتعاونوا
علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان" المائدة 2 وقال صلي الله عليه
وسلم "من نفث عن عبد كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة
ولايزال الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه".
* هل هناك دعاء خاص بسيدنا داود عليه
السلام؟
** من الأدعية الخاصة التي وردت وأثرت عن سيدنا داود -عليه السلام-
"اللهم إني أسألك أربعاً وأعوذ بك من أربع. أسألك لسانا صادقاً وقلباً خاشعاً
وبدناً صابراً وزوجة تعينني علي أمر ديني ودنياي وأمر آخرتي. وأعوذ بك من ولد يكون
عليّ سيدا. ومن زوجة تشيبني قبل المشيب ومن مال يكون مشبعة لغيري بعد موتي ويكون
حسابه في قبري ومن جار سوء إن رأي حسنة كتمها وإن رأي سيئة أذاعها وأفشاها"..
آمين.. آمين.. آمين يا رب العالمين".
للمرأة؟!
**العدة مشروعة للمرأة للتأكد من براءة رحمها إذا كانت مطلقة
وللاحداد علي زوجها إذا كان متوفي عنها والآيات كلها تتحدث عن عدة المرأة
"والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء". "يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن
لعدتهن". واللاتي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر. واللائي
لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن. والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً
يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا.
فالمرأة لا يجوز لها أن تتزوج غير زوجها إذا
كانت في العدة كما قال تعالي: "ولا تعزموا عقدة النكاح حتي يبلغ الكتاب أجله" فإذا
كان الطلاق رجعياً ولم تنته العدة جاز للرجل أن يعيدها إلي عصمته بالرجعة قولاً
وفعلاً وأما ما يقال إن علي الرجل عدة فذلك ليس بعدة شرعية واجبة. وإنما هي عدة
المرأة غاية الأمر أن الرجل المطلق لا يجوز له أن يتزوج أخت المطلقة ولا عمتها ولا
خالتها ما دامت زوجته المطلقة طلاقاً رجعياً ولم تنته عدتها لأنها في حكم الزوجة
وكذا لو كان متزوجاً بأي نسوة ثم طلق إحداهن طلاقاً رجعياً لا يجوز أن يتزوج خامسة
حتي تنته عدتها.. فمنعه من الزواج في هاتين الحالتين حتي تنته عدة المرأة.
* ما حكم الواسطة من الناحية الشرعية؟
** الواسطة من الممكن أن تكون حلالاً ومن الممكن
ان تكون حراماً فإذا طلب انسان من آخر مساعدته في وظيفة لتعيينه من أجل كسب عيشه
والانفاق علي نفسه وعلي من يعول فلا شئ في ذلك مطلقاً طالما خلت من دفع الرشوة وأخذ
حق الغير في التعيين كأن يأتي به المسئول علي حساب أحد الموجودين قبله أو يقدمه علي
شاب مستحق لمتطلبات وظيفته من حيث مهارات العمل الخاصة ويأخذ هو هذا الشخص الذي لا
تنطبق عليه شروط وظيفته فتكون حينئذ حراماً وتكون حلالاً اذا ما خلت من الشروط
السالفة الذكر لذلك رغب الإسلام في التكافل والتعاون علي البر والتقوي "وتعاونوا
علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان" المائدة 2 وقال صلي الله عليه
وسلم "من نفث عن عبد كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة
ولايزال الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه".
* هل هناك دعاء خاص بسيدنا داود عليه
السلام؟
** من الأدعية الخاصة التي وردت وأثرت عن سيدنا داود -عليه السلام-
"اللهم إني أسألك أربعاً وأعوذ بك من أربع. أسألك لسانا صادقاً وقلباً خاشعاً
وبدناً صابراً وزوجة تعينني علي أمر ديني ودنياي وأمر آخرتي. وأعوذ بك من ولد يكون
عليّ سيدا. ومن زوجة تشيبني قبل المشيب ومن مال يكون مشبعة لغيري بعد موتي ويكون
حسابه في قبري ومن جار سوء إن رأي حسنة كتمها وإن رأي سيئة أذاعها وأفشاها"..
آمين.. آمين.. آمين يا رب العالمين".
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* تنتشر بين بعض الشباب أساور من
خيوط يرتدونها للزينة أو كشعار للصداقة فما رأي الدين فيها؟
** الأصل في الزينة هو
الإباحة والجواز إلا ما دل الدليل علي منعه كالتشبه بالكافرين أو الفجار أو الرجال
ومن هذه الزينة الأساور التي تصنع من مجموعة من الخيوط أو ما يسمي بأساور الصداقة
لكن ينبغي أن يعلم أن التحلي بأساور الصداقة هذه وإن كان الأصل فيها الإباحة إلا
أنه قد يقترن بها بعض المحاذير مما يخرجها عن دائرة الإباحة والجواز إلي المنع.
فمن ذلك أنها إن كانت من خصائص الكفار وألبستهم فلا اعتبار بنية من يلبسها لا
سيما أن بعض المذاهب اليهودية كمذهب "الكبالا" اليهودي يرمزون إليه بسوار من خيوط
حمراء تلف حول المعصم وكذلك يمنع استخدام تلك الأساور إن كان من يستخدمها هم من أهل
الفجور والعشق المحرم فإن تجنبت أساور الصداقة المحاذير المذكورة كانت مباحة للنساء
وإن اشتملت علي أحدها حرمت.
ولا يجوز للرجل التحلي بهذه الأساور أو بغيرها لما
فيه من التشبه بالنساء لأن الأصل في الأساور ونحوها أنها مما اختصت به النساء.
قال تعالي:
".. أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين.." وقد لعن
رسول الله صلي الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء
بالرجال وننبه السائل إلي أن هناك نوعا من الأساور المصنوعة من الخيوط الحمراء
اللون والتي تلف حول المعصم يضعها الكثير من مشاهير الغرب وهي شعار لمذهب "الكبالا"
وهو مذهب يهودي اشتق أفكاره وتعاليمه من الديانة اليهودية ولكن لا يشترط في معتنقيه
أن يكونوا يهودا.
ويتكون هذا المعتقد من أفكار ونظريات حول كيفية نشوء وخلق
الطبيعة والناس والأشياء والقدر والروح كما يهتم بدور الإنسان في الحياة ويؤمن
اتباعها بتناسخ الأرواح وبأن الإنسان محاط بقوي شر يجب عليه مواجهتها بوسائل مختلفة
ومن ذلك وضع الخيط الأحمر حول المعصم.
وفي الموسوعة العربية الميسرة:
إن
الكبالا كمذهب عند اليهود هو مذهب في تفسير الكتاب المقدس يقوم علي افتراض أن لكل
كلمة ولكل حرف معني خفيا ونشأ المذهب في القرن السابع واستمر حتي القرن الثامن عشر
الميلادي. وهو محاولة ترمي إلي إدخال روح مستحدثه في اليهودية ولكن لقي أنصاره
اضطهادا شديدا.
والله أعلم
* تعرضت لحادث سيارة ونجاني الله منه
بفضله. فنصحني أحد الأصدقاء بضرورة ذبح شيء لله فداءً لحياتي. فما رأي الدين في
ذلك؟ وهل توزع الذبيحة كأضحية؟
** قال الحق تبارك وتعالي في كتابه العزيز: ".. لإن شكرتم
لأزيدنكم..".
فبالشكر تزيد النعم وهناك سنة سجدة الشكر عند حلول نعمة أو زوال
نقمة فإذا أصاب الإنسان نعمة سجد لله شكرا وإذا اندفعت عنه نقمة سجد لله شكرا أيضا.
فالشكر إذا يكون علي شيء قد حدث ووقع فعلا من نعمة أو غير نعمة ما دام هذا
الأمر صالح له في معاشه ومعاده.
وشكر العبد لربه علي ما أصابه من ضراء يعد من
الصبر الذي يثاب عليه.
قال تعالي: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة
قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون".
ولم يقل أحد إن هناك صلاة للشكر أو أي عبادة
غير السجود لله.. أما إذا أراد الإنسان أن يتحدث بنعمة الله وذبح لله بهذه النية
فإن الله يتقبل منه بإذن ولكن الذبح لم يشرح وليس فرضا واجبا علي الإنسان وإنما هو
صدقة يقدمها للفقراء ابتغاء مرضاة الله.
وفيما يتعلق بتوزيع الذبيحة فهناك أمر
يختلط علي العامة وهو أنه إذا كان الذبح نذرا فلا يأكل صاحبه إلا بمقدار وجبة لأهله
مثلما قال بعض العلماء إن ما ذبح هو لله ويوزع كله لله وهذا هو الرأي الأقرب
للصواب.
أما إذا كان الذبح تطوعا ودون نذر فيجوز له أن يسلك مسلك الأضحية أو
العقيقة أو يوزعها مناصفة كما يقول تعالي: "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في
أيام معلومات علي ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها واطمعوا البائس الفقير".
في هذه الحالة فإن الذبيحة توزع أسلافا أي نصفين نصف للفقراء ونصف لأهله.
والله أعلم
*كيف تتساوي المرأة مع الرجل في
العقوبة ولها نصف ما للرجل سواء في الميراث أو الشهادة.
** تتساوي المرأة مع
الرجل في العقوبة لمقتضي الحرية وإلا لو كانت مملوكة لم تحصل المساواة كما أن
المرأة تتساوي مع الرجل في العقوبة لأنها تتساوي معه في الثواب والعقاب والحدود
عقوبات.
وبالنسبة لتفضيل الرجل عليها في الميراث فهو مبني علي العدل والله يأمر
بالعدل ومقتضي العدل أن يفضل الرجل المرأة في الميزان والقاعدة هي أن الغنم بالعزم:
أي الذي يغنم ويكسب يغرم ويخسر فيكون عرضة لهذا وعرضة لذاك فالرجل في الإسلام ملزم
بالنفقة والمرأة لا وملزم بالسكني والمرأة لا كما أنه ملزم بدفع المهر للمرأة
بالإضافة إلي أن الرجل في الإسلام مكلف بالدية في العقل والمرأة لا بمعني أن دية
القتل الخطأ تتحملها عاقلة الرجل من الرجال دون النساء والرجل مأمور بالجهاد في
سبيل الله والمرأة لا من أجل ذلك وغيره يفضل الرجل المرأة في الميزان أما الشهادة
فشهادة المرأة علي النصف من شهادة الرجل وذلك رحمة بالمرأة لرقتها وضعفها وذلك أمر
لا يعيب المرأة.
وقدمت المرأة في عقوبة الزنا لأنه بها أضر وعليها أعر وهي إن
لم تجب الداعي إلي الزنا لم يقع بينما قدم السارق في عقوبة السرقة لأن السرقة أظهر
في الرجال وأكثر.
والله أعلم
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
*هل الأفضل في الدعاء ان يكون
سرا.. أم جهرا.. وهل هناك وقت معين يستجاب فيه الدعاء؟!
** الدعاء من أعظم مقامات
العبودية وهو شعار الأنبياء وأدب الأنبياء والمرسلين والقرآن الكريم فيه من
الآيات التي تطلب من العبد ان يتضرع الي ربه خوفا وطمعا ان رحمة الله
قريبة من المحسنين.. وقد طلب منا رسول الله صلي الله عليه وسلم ان نلجأ الي
الله في كل أمورنا وبين رسول الله ان الدعاء ينفع لقد أمر النبي "صلي الله
عليه وسلم" بالدعاء عندما قال لسراقة بن مالك يا رسول الله بين لنا ديننا
كأنما خلقنا الآن ففيم العمل؟ افيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير؟ أما
فيما يستقبل به قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما جفت به الأقلام وجرت
به المقادير قال سراقة فيما العمل قال النبي صلي الله عليه وسلم اعملوا
فكل ميسر لما خلق له "رواه الطبراني"
فالدعاء لا ينافي الرضا بالقضاء والقدر فلا تعارض بين علم الله بما سيكون
وبين دعاء العبد وتضرعه لمولاه وطلبه الثواب من ربه واذا كان الدعاء لا
ينفع فلماذا جاءت الآيات تحث علي الدعاء ويحوي القرآن كثيرا من الآيات التي
فيها الدعاء وكذا الأحاديث "عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلي الله عليه وسلم لايغني حذر عن قدر والدعاء ينفع مما مزل ومما لم ينزل
وان البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتركان الي يوم القيامة "البزار
والحاكم""
قال بن عباس بعثني العباس الي رسول الله صلي الله عليه وسلم فأتيته ممسيا
وهو في بيت خالتي ميمونة فقام يصلي من الليل فلما صلي ركعتين قبل صلاة
الفجر قال: اللهم اني اسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها شملي
وتلم بها شعثي وترد بها الفتن وتصلح بها ديني وتحفظ بها غائبي وترفع بها
شاهدي وتزكي بها عملي وتبيض بها وجهي وتلهمني بها رشدي وتعصمني بها من كل
سوء اللهم اعطني إيمانا صادقا ويقينا ليس بعده كفر ورحمة انال بها شرف
كرامتك في الدنيا والآخرة اللهم اني أسألك الفوز عند القضاء ومنازل الشهداء
وعيش السعداء والنصر علي الأعداء ومرافقة الأنبياء اللهم إني أنزل بك
حاجتي وان ضعف رأيي وقصر عملي وافتقرت الي رحمتك فأسلك يا قاضي الأمور
وياشافي الصدور كما تجير بين البحور ان تجيرني من عذاب السعير ومن دعوة
الثبور وفتنة القبور. اللهم ما قصر عنه رأيي وضعف عنه عملي ولم تبلغه نيتي
وأمنيتي عن خير وعدته أحد من عبادك وخير انت معطيه أحدا عن خلقك. فاني ارغب
اليك فيه واسألك يارب العالمين اللهم اجعلنا هادين مهدين غير ضالين ولا
مضلين حربا لأعدائك وسلما لأوليائك نحب بحبك الناس ونعادي بعد وانك من
خالفك من خلقك اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان
وانا لله وانا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ذي
الحبل الشديد والأمر الرشيد أسألك الآمن يوم الوعيد والجنة دار الخلود مع
المقربين الشهود والركع السجود والموفين بالعهود انك رءوف ودود. أنت تفعل
ما تريد سبحان الذي تعطف بالعز وقال به سبحانه لبس المجد وتكرم به سبحان
الذي لا ينبغي التسبيح الا له سبحان ذي الفضل والنعم سبحان ذي العزة والكرم
سبحان الذي احصي كل شيء بعلمه. اللهم اجعل لي نورا في قلبي ونورا في سمعي
ونورا في بصري ونوراً في لحمي ونورا في دمي ونورا في عظامي ونورا من بين
يدي ونورا من خلفي ونورا عن يميني ونورا عن شمالي ونورا من فوقي ونور من
تحتي اللهم زدني نورا واعطني نورا واجعل لي نورا.
*هل يجوز للخاطب التجسس علي من يريد
خطبتها أو العكس؟
** الخطبة معناها ان يتقدم
رجل الي ولي امرأة مظهرا الرغبة في نكاحها فهي لون من ألوان مقدمات عقد
الزواج التي تهدف الي تعرف الرجل علي من يريد الارتباط بها. وتعرف المرأة
الي من يتقدم لخطبتها فانه يعجبها منه مثل ما يعجبه منها.
ولاشك ان رؤية المخطوبة والعلم بأحوالها من الأشياء المهمة التي يباح
للخاطب تحصيلها. لما روي ان المغيرة بن شعبة خطب امرأة من الأنصار فقال له
النبي صلي الله عليه وسلم: "إذهب فانظر إليها فانه أحري ان يؤدم بينكما"
فإذا لم يستطع الخاطب ان ينظر اليها بسبب ما في بيتها أو نحوه. جاز له ان
يتحري عنها عن طريق الأمناء ليعلم أفعالها ويقف علي طباعها.
أما التجسس والتلصص بمعناه الصريح فهو منهي عنه بقوله: "ولا تجسسوا"
"الحجرات/12". والرؤية والتحري ليست مقصورة علي الرجل فحسب. بل للمرأة كذلك
أن تتحري عمن يتقدم لخطبتها وان تنظر اليه والي ما يدعوها للارتباط به وان
تطلب معرفة أحواله الظاهرة.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* امرأة حامل في الشهر الثاني. واكتشفت الطبيبة أن لديها كيسا هرمونيا فوق أحد المبايض ووصفت لها نوعا من العلاج المثبت للجنين. لئلا يتقلص الرحم بسبب هذا الكيس فيحصل الإسقاط مع العلم أن هذا الكيس قد يزول من نفسه بلا علاج. والعلاج الموصوف ليس علاجا للكيس وإنما مثبت للحمل؟
** الصواب أن تأخذي العلاج طالما كان هناك أمل في حصول سلامة الحمل بهذا العلاج ولا يترك العلاج إلا إذا كان في تناوله ضرر كبير علي الحامل. والتداوي في الأمور المظنون حصول الشفاء بها مندوب علي الصحيح من أقوال أهل العلم.
* ما حكم الشرع الحنيف في تشريح المدرس في كلية الطب للحيوانات والطيور بعد تخديرها؟ والمعروف أنه يقوم بتوضيح العمليات في الحيوان وبعد ذلك يذبح الحيوان؟
**مهنة الطب من المهن الهامة في حياة الناس وقد افترضها الإسلام وتمكن الطبيب في مهنته يحفظ المجتمع في الكثير من الأمراض الفتاكة.
فإذا كان هذا التشريح يحتاج إليه في التعليم للطب فلا بأس بذلك للحاجة وبعد تخدير الحيوان ومما ينبغي التنبه له أنه لا يجوز تعذيب الحيوان أو العبث به أو تشريحه لغير الحاجة فإذا كانت الحاجة لا تستدعي تشريح هذا الحيوان ويمكن أن يستعاض عن هذا بالصور أو الوسائل التعليمية فيعدل عن التشريح إلي غيره من الوسائل والصور.
* كنت في المسجد أنتظر صلاة الجمعة واختلف اثنان من المصلين علي قراءة القرآن قبل الجمعة هل نشغل المذياع أم نجلس ونقرأ في المصحف فأيهما أفضل أرجو الإفادة؟
** أخي السائل ذهابك إلي المسجد مبكرا قبل صلاة الجمعة شيء جميل فإنك بذهابك مبكرا تأخذ الجوائز والحسنات أما تلاوة القرآن فهذا شيء جميل وكل حرف تقرأه تأخذ عليه حسنة والحسنة بعشرة أمثالها والله يضاعف لمن يشاء أما أيهم أفضل الاستماع إلي القرآن أم قراءة القرآن نقول الاستماع إلي القرآن قال فيه المولي عز وجل "وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون" الأعراف آية .204
فالاستماع إلي القرآن يوم الجمعة جائز لمن لا يعرفون القراءة ولكن من الأفضل قراءة القرآن بنفسك فقد روي عن النبي "صلي الله عليه وسلم" انه قال "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق فله أجران" أجر القراءة وأجر المشقة في القراءة "متفق عليه" فالاثنان ليس فيهما شيء فيجوز القراءة ويجوز الاستماع الي القرآن والقراءة أفضل من الاستماع.
* ما هي الأوقات التي يجوز فيها قطع الصلاة؟
** الأوقات التي يجوز فيها قطع الصلاة:
1 الخوف من الذئب علي الغنم
2 استغاثة ملهوف يصلي
3 الخوف من السرقة
4 رأيت إنساناً أعمي يقع في بئر
5 المسافر ان خاف من اللصوص أو قاطع الطريق
6 الخوف من حيوان يريد ان يأكل الزرع الخاص بك
7 الخوف من الثعلب الذي يدخل الحظيرة فيأكل الدجاج وغيرها
8 الخوف من الكلب حينما يدخل المسجد
** الصواب أن تأخذي العلاج طالما كان هناك أمل في حصول سلامة الحمل بهذا العلاج ولا يترك العلاج إلا إذا كان في تناوله ضرر كبير علي الحامل. والتداوي في الأمور المظنون حصول الشفاء بها مندوب علي الصحيح من أقوال أهل العلم.
* ما حكم الشرع الحنيف في تشريح المدرس في كلية الطب للحيوانات والطيور بعد تخديرها؟ والمعروف أنه يقوم بتوضيح العمليات في الحيوان وبعد ذلك يذبح الحيوان؟
**مهنة الطب من المهن الهامة في حياة الناس وقد افترضها الإسلام وتمكن الطبيب في مهنته يحفظ المجتمع في الكثير من الأمراض الفتاكة.
فإذا كان هذا التشريح يحتاج إليه في التعليم للطب فلا بأس بذلك للحاجة وبعد تخدير الحيوان ومما ينبغي التنبه له أنه لا يجوز تعذيب الحيوان أو العبث به أو تشريحه لغير الحاجة فإذا كانت الحاجة لا تستدعي تشريح هذا الحيوان ويمكن أن يستعاض عن هذا بالصور أو الوسائل التعليمية فيعدل عن التشريح إلي غيره من الوسائل والصور.
* كنت في المسجد أنتظر صلاة الجمعة واختلف اثنان من المصلين علي قراءة القرآن قبل الجمعة هل نشغل المذياع أم نجلس ونقرأ في المصحف فأيهما أفضل أرجو الإفادة؟
** أخي السائل ذهابك إلي المسجد مبكرا قبل صلاة الجمعة شيء جميل فإنك بذهابك مبكرا تأخذ الجوائز والحسنات أما تلاوة القرآن فهذا شيء جميل وكل حرف تقرأه تأخذ عليه حسنة والحسنة بعشرة أمثالها والله يضاعف لمن يشاء أما أيهم أفضل الاستماع إلي القرآن أم قراءة القرآن نقول الاستماع إلي القرآن قال فيه المولي عز وجل "وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون" الأعراف آية .204
فالاستماع إلي القرآن يوم الجمعة جائز لمن لا يعرفون القراءة ولكن من الأفضل قراءة القرآن بنفسك فقد روي عن النبي "صلي الله عليه وسلم" انه قال "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق فله أجران" أجر القراءة وأجر المشقة في القراءة "متفق عليه" فالاثنان ليس فيهما شيء فيجوز القراءة ويجوز الاستماع الي القرآن والقراءة أفضل من الاستماع.
* ما هي الأوقات التي يجوز فيها قطع الصلاة؟
** الأوقات التي يجوز فيها قطع الصلاة:
1 الخوف من الذئب علي الغنم
2 استغاثة ملهوف يصلي
3 الخوف من السرقة
4 رأيت إنساناً أعمي يقع في بئر
5 المسافر ان خاف من اللصوص أو قاطع الطريق
6 الخوف من حيوان يريد ان يأكل الزرع الخاص بك
7 الخوف من الثعلب الذي يدخل الحظيرة فيأكل الدجاج وغيرها
8 الخوف من الكلب حينما يدخل المسجد
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* انتشر في هذا العصر زنا
المحارم فكثيراً ما نستيقظ ونقرأ خبراً في الصحف عن أب اغتصب ابنته. أخ
يمارس الجنس مع أخته. أم حامل من ابنها. عم أو خال له علاقات جنسية مع
ابنة أخيه أو ابنة أخته.. والكثير من هذا مما تقشعر له الأبدان فما أسبابه
وما موقف الإسلام من ذلك؟
** زنا المحارم من الجرائم البشعة التي ساعد علي انتشارها عدم التزام
الأسر بالمنهج الإسلامي الذي وضعه الحق تبارك وتعالي للأمة بالإضافة لعدم
مراعاة الضوابط الشرعية في الالتزام بأدب الاستئذان داخل البيوت ومن أسباب
زنا المحارم أيضاً عدم مراعاة النساء للالتزام بالزي الشرعي أثناء تواجدهن
في بيوتهن بحجة أن الموجودين من الأقارب والأولاد مما يتسبب في تحريك
الشهوات ويجعل للشيطان مدخلاً إلي وقوع هذه الجرائم وعدم رعاية الآباء
للأبناء رعاية صحيحة وإنهماك الأبناء فيما يسمي بالتطور والتكنولوجيا
الحديثة بلا ضابط أو سياج من مخاطرها وعدم تنفيذ حديث رسول الله صلي الله
عليه وسلم فقد روي عمرو بن شعيب. عن أبيه. عن جده. قال: قال رسول الله صلي
الله عليه وسلم : "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين. واضربوهم
عليها وهم أبناء عشر. وفرقوا بينهم في المضاجع". رواه أبوداود "495"
بإسناد حسن لقد عظمت الشريعة الإسلامية عقوبة الزاني بمحارمه فنجد ابن حجر
الهيتمي وهو من فقهاء الشافعية يقول في كتابه "الزواجر": وأعظم الزنا علي
الإطلاق الزنا بالمحارم. وعن البراء بن عازب قال: "لقيت خالي ومعه الراية
فقلت: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي رجل تزوج
امرأة أبيه من بعده أن أضرب عنقه وأخذ ماله" رواه الخمسة.
وقال ابن القيم رحمه الله: وأعظم أنواع الزنا أن يزني بحليلة جاره.
فإن مفسدة الزنا تتضاعف بتضاعف ما ينتهكه من الحرمة. فالزنا بالمرأة التي
لها زوج أعظم إثماً وعقوبة من التي لا زوج لها إذ فيه انتهاك حرمة الزوج
وإفساد فراشه. وتعليق نسب غيره عليه. وغير ذلك من أنواع الأذية فهو أعظم
إثماً وجرماً من الزنا بغير ذات البعل. فإن كان زوجها جاراً له. انضاف إلي
ذلك سوء الجوار وقد سئل النبي صلي الله عليه وسلم : أي الذنب أعظم فذكر
الشرك ثم القتل ثم الزنا بحليلة الجار. كما ثبت عنه صلي الله عليه وسلم
أنه قال: لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ولا بائقة أعظم من الزنا
بامرأته فإن كان الجار أخاً أو قريباً من أقاربه انضم إلي ذلك قطيعة الرحم
فيتضاعف الإثم. والإسلام الحنيف قد أعطي الدواء لهذا الداء من حيث العناية
بتربية الأبناء تربية شرعية ودينية صحيحة وتحصينهم بالمعرفة التي تحول
بينهم وبين الوقوع في المعصية ولابد للأسر أن تلتزم بالمنهج الإسلامي
السليم في حياتهم العامة فعندما وضع الإسلام الطريقة المثلي لتصريف
الغريزة وهي الزواج. منع في المقابل تصريفها في غير الطريق المشروع. فلذلك
حرم الله تعالي مجرد الاقتراب من الزنا لأنه فاحشة وسبيل سيئ فقال تعالي:
لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا. فزنا المحارم كبيرة من الكبائر
ومعصية عظيمة وفاعلها فاسق فاجر وهو من أشد أنواع الزنا. ولكن إن تاب
فاعله تقبل التوبة منه إن شاء الله تعالي. يقول ربنا في كتابه: "والذين لا
يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا
يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما "68" يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه
مهانا "69" إلا من تاب وأمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم
حسنات وكان الله غفوراً رحيماً"70" ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلي
الله متاباً "71".. والله أعلم
* هل يجوز قبول العوض فيما وقع علي من ضرر؟
** لا مانع من قبول العوض علي الشيء الذي أتلفه الغير لأن ذلك قائم
علي القاعدة الشرعية التي تقول: "من أتلف شيئاً فعليه إصلاحه" وقد ورد في
القرآن الكريم والسنة النبوية جواز أخذ العوض. أما القرآن الكريم فقد جعل
للمقتول خطأ الدية لأهله كما قال تعالي: "ودية مسلمة إلي أهله" سورة
النساء الآية 92. وقال تعالي: "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به"
سورة النحل الآية 126. وحكم سليمان عليه السلام وقد نص القرآن علي جواز
التعويض المالي. وذلك أن رجلاً كان عنده زرع. ورجل آخر كان عنده غنم.
فنزلت الغنم علي الزرع فأفسدته. فتحاكموا إلي سيدنا داود عليه السلام.
فقضي أن يأخذ صاحب الزرع الغنم. وجاء ابنه سليمان عليه السلام واستأذن
أباه في حكم غير الذي قاله داود. وحكم أن علي صاحب الغنم أن يصلح الزرع.
وأن يأخذ صاحب الزرع الغنم مؤقتا يستفيد منها حتي يصلح صاحب الغنم زرعه.
فيرد إليه صاحب الزرع الغنم. فذلك معني قوله تعالي: "وداود وسليمان إذ
يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها
سليمان وكلا آتينا حكما وعلما" سورة الأنبياء الآيات 78 79 وجاء في السنة
أن النبي صلي الله عليه وسلم شرع لأمته أن علي أهل الماشية حفظها بالليل
وعلي أصحاب البساتين حفظها بالنهار وأن ما أفسدت المواشي بالليل مضمون علي
أهلها وهذا الضمان هو مقدار الذهب عينا أو قيمته ومن جميل ما يروي أن
النبي صلي الله عليه وسلم كان عند السيدة عائشة رضي الله عنها. فأرسلت
إحدي زوجاته له طعاما في غرفتها. فأخذت السيدة عائشة القصعة فضربتها
بيدها. فوقع ما فيها من الطعام. وكانت السيدة عائشة قد وضعت له قصعة أخري
بها طعام. فلما انتهي من الطعام أرسل القصعة السليمة وأبقي المكسورة
لعائشة وقال: "طعام بطعام وإناء بإناء" ومع أنه يجوز أخذ العوض برد نفس
الشيء التالف. أو إصلاحه أو قيمته. فإن من أراد ألا يقبله. فإن ذلك من
مكارم الأخلاق. فلا حرج علي من أخذ العوض. وليس بحرام. ولا حرج علي من
تركه لله ومن هنا فإن من أتلف شيئا عن طريق الاهمال فعليه أن يتحمل اصلاحه
أو قيمته إذا كان لا يملك اصلاحه والله أعلم.
*ما حكم الصلاة في المساجد التي بها أضرحة؟
** الصلاة في المساجد التي بها أضرحة لا شيء فيها لأن الأرض كلها مسجد
وطهور كما أخبر بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله: "وجعلت لي الأرض
مسجدا وترابها طهورا" فأينما رجل أدركته الصلاة فليصل في أي مسجد كما ان
الصلاة في المساجد التي بها اضرحة لا يتعارض مع حديث رسول الله صلي الله
عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد: المسجد الحرام. ومسجد
الرسول صلي الله عليه وسلم. ومسجد الأقصي" قال الحافظ بن حجر في الفتح في
شرح هذا الحديث 3/65: في هذا الحديث فضيلة هذه المساجد ومزيتها علي غيرها
لكونها مساجد الأنبياء ولأن الأول قبلة الناس وإليه حجهم. والثاني كان
قبلة الأمم السالفة والثالث اسس علي التقوي فهذا الحديث معناه الاستعداد
والتوجه لأماكن مخصوصة بقصد تعظيمها أو الاعتقاد بأن ثواب الصلاة فيها
أعظم من غيرها وهذا أمر لا يجوز إلا في المساجد الثلاثة التي أباح الرسول
شد الرحال إليها وهي المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد الاقصي بفلسطين
والمسجد النبوي بالمدينة المنورة فالصلاة في المسجد الحرام يعدل ثوابها
مائة ألف صلاة والصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة والصلاة في المسجد
الأقصي بخمسائة صلاة ولكن يوجد أماكن نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن
الصلاة فيها وهي المقبرة والمزبلة والحمام والحش ومرابض الإبل" ونقصد
بالمقبرة أماكن دفن الموتي ما يعرف بالقرافة والمزبلة هي أماكن تجميع
القاذورات والنجاسات والحمام حيث به قضاء الحاجة والحش هي الأماكن التي
يكثر فيها النبات وتكون مآوي للسباع والكلاب وغيرها وهذا الجامع بينهم
النجاسة عامة والله أعلم.
* نرى بعض الشباب يلجأ للانتحار من حياته بسب
ضائقة مادية أوفشل في حياته الزوجية فما حكم الإسلام فيمن يقدم علي
الانتحار؟ وهل يتنافي مع القضاء والقدر؟
**الانتحار جريمة حرمها الإسلام يترتب علي فاعلها عقوبة شرعية قال
تعالي في سورة النساء "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل
ذلك عدونا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك علي الله يسيرا" إن الانتحار
جريمة كبري وسوء خاتمة فالذي يقتل نفسه فرارا من مصيبة أو ضائقة أو فقر أو
نتيجة انفعال وغضب إنه بهذا يعرض نفسه لعقوبة الله وقال تعالي "ولا تلقوا
بأيديكم إلي التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" فقتل النفس يكون عن
طريق قتل الغير وتعريض النفس للقصاص أو القتل ما يعرف بالثأر كما يكون
الانتحار بقتل النفس بآلة حادة أو الالقاء من الأعلي او السقوط في النيل
وقد ورد حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم وثبت في الصحيحين عن النبي
عليه الصلاة والسلام انه قال:
"من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يلجم بها بطنه في نار جهنم
خالداً مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم"
الحديث ونحن نحذر الشباب بصفة خاصة من الإقدام علي الانتحار فالتمسك
بتعاليم الإسلام والإيمان بالله يمنع من الاقدام علي الانتحار او التخلص
من الحياة ولا يتنافي الانتحار مع الايمان بالقضاء والقدر لأن كل شيء بقدر
الله وكل ما يجري في هذا الوجود من خير وشر فهو بتقدير الله وتدبيره
ومشيئته فإنه تعالي لا رب غيره ولا مدبر معه.
ويجب الإيمان بحكمته سبحانه وتعالي في أقداره فله الحكمة البالغة في
كل ما يجري في هذا الوجود سواء أدركنا ذلك أم لم ندركه بل كثير من حكم
الله لا تبلغها عقول العباد فيجب التسليم لله تعالي وذلك بالإيمان بكمال
حكمته ولا يجوز الاعتراض عليه في شرعه ولا في قدره والله أعلم.
*هل يجوز لي خلع النقاب أمام أخوة زوجي أو أبيه علما بأني ارتدي النقاب خارج المنزل؟
**النقاب ليس فريضة وارتداؤه أمر شخصي حيث لم يرد بفرضيته كتاب أو سنة
وما ورد من أدلة يستدل بها اصحاب الرأي القائلين بوجوبه أدلة احتمالية
وليس أدلة قطعية الثبوت والقاعدة تقول إذا تطرق الاحتمال بقطعية الاستدلال
لابد للنصوص الوجوبية أن تكون نصوصا قطعية الثبوت والدلالة ولا يوجد نص
قطعي في النقاب وبناء علي ذلك يجوز للسائلة أن تكشف عن وجهها وكفيها فقط
أمام أخوة الزوج أو الأقارب دون أن تتحقق بينهما خلوة شرعية والله أعلم
المحارم فكثيراً ما نستيقظ ونقرأ خبراً في الصحف عن أب اغتصب ابنته. أخ
يمارس الجنس مع أخته. أم حامل من ابنها. عم أو خال له علاقات جنسية مع
ابنة أخيه أو ابنة أخته.. والكثير من هذا مما تقشعر له الأبدان فما أسبابه
وما موقف الإسلام من ذلك؟
** زنا المحارم من الجرائم البشعة التي ساعد علي انتشارها عدم التزام
الأسر بالمنهج الإسلامي الذي وضعه الحق تبارك وتعالي للأمة بالإضافة لعدم
مراعاة الضوابط الشرعية في الالتزام بأدب الاستئذان داخل البيوت ومن أسباب
زنا المحارم أيضاً عدم مراعاة النساء للالتزام بالزي الشرعي أثناء تواجدهن
في بيوتهن بحجة أن الموجودين من الأقارب والأولاد مما يتسبب في تحريك
الشهوات ويجعل للشيطان مدخلاً إلي وقوع هذه الجرائم وعدم رعاية الآباء
للأبناء رعاية صحيحة وإنهماك الأبناء فيما يسمي بالتطور والتكنولوجيا
الحديثة بلا ضابط أو سياج من مخاطرها وعدم تنفيذ حديث رسول الله صلي الله
عليه وسلم فقد روي عمرو بن شعيب. عن أبيه. عن جده. قال: قال رسول الله صلي
الله عليه وسلم : "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين. واضربوهم
عليها وهم أبناء عشر. وفرقوا بينهم في المضاجع". رواه أبوداود "495"
بإسناد حسن لقد عظمت الشريعة الإسلامية عقوبة الزاني بمحارمه فنجد ابن حجر
الهيتمي وهو من فقهاء الشافعية يقول في كتابه "الزواجر": وأعظم الزنا علي
الإطلاق الزنا بالمحارم. وعن البراء بن عازب قال: "لقيت خالي ومعه الراية
فقلت: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي رجل تزوج
امرأة أبيه من بعده أن أضرب عنقه وأخذ ماله" رواه الخمسة.
وقال ابن القيم رحمه الله: وأعظم أنواع الزنا أن يزني بحليلة جاره.
فإن مفسدة الزنا تتضاعف بتضاعف ما ينتهكه من الحرمة. فالزنا بالمرأة التي
لها زوج أعظم إثماً وعقوبة من التي لا زوج لها إذ فيه انتهاك حرمة الزوج
وإفساد فراشه. وتعليق نسب غيره عليه. وغير ذلك من أنواع الأذية فهو أعظم
إثماً وجرماً من الزنا بغير ذات البعل. فإن كان زوجها جاراً له. انضاف إلي
ذلك سوء الجوار وقد سئل النبي صلي الله عليه وسلم : أي الذنب أعظم فذكر
الشرك ثم القتل ثم الزنا بحليلة الجار. كما ثبت عنه صلي الله عليه وسلم
أنه قال: لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ولا بائقة أعظم من الزنا
بامرأته فإن كان الجار أخاً أو قريباً من أقاربه انضم إلي ذلك قطيعة الرحم
فيتضاعف الإثم. والإسلام الحنيف قد أعطي الدواء لهذا الداء من حيث العناية
بتربية الأبناء تربية شرعية ودينية صحيحة وتحصينهم بالمعرفة التي تحول
بينهم وبين الوقوع في المعصية ولابد للأسر أن تلتزم بالمنهج الإسلامي
السليم في حياتهم العامة فعندما وضع الإسلام الطريقة المثلي لتصريف
الغريزة وهي الزواج. منع في المقابل تصريفها في غير الطريق المشروع. فلذلك
حرم الله تعالي مجرد الاقتراب من الزنا لأنه فاحشة وسبيل سيئ فقال تعالي:
لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا. فزنا المحارم كبيرة من الكبائر
ومعصية عظيمة وفاعلها فاسق فاجر وهو من أشد أنواع الزنا. ولكن إن تاب
فاعله تقبل التوبة منه إن شاء الله تعالي. يقول ربنا في كتابه: "والذين لا
يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا
يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما "68" يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه
مهانا "69" إلا من تاب وأمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم
حسنات وكان الله غفوراً رحيماً"70" ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلي
الله متاباً "71".. والله أعلم
* هل يجوز قبول العوض فيما وقع علي من ضرر؟
** لا مانع من قبول العوض علي الشيء الذي أتلفه الغير لأن ذلك قائم
علي القاعدة الشرعية التي تقول: "من أتلف شيئاً فعليه إصلاحه" وقد ورد في
القرآن الكريم والسنة النبوية جواز أخذ العوض. أما القرآن الكريم فقد جعل
للمقتول خطأ الدية لأهله كما قال تعالي: "ودية مسلمة إلي أهله" سورة
النساء الآية 92. وقال تعالي: "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به"
سورة النحل الآية 126. وحكم سليمان عليه السلام وقد نص القرآن علي جواز
التعويض المالي. وذلك أن رجلاً كان عنده زرع. ورجل آخر كان عنده غنم.
فنزلت الغنم علي الزرع فأفسدته. فتحاكموا إلي سيدنا داود عليه السلام.
فقضي أن يأخذ صاحب الزرع الغنم. وجاء ابنه سليمان عليه السلام واستأذن
أباه في حكم غير الذي قاله داود. وحكم أن علي صاحب الغنم أن يصلح الزرع.
وأن يأخذ صاحب الزرع الغنم مؤقتا يستفيد منها حتي يصلح صاحب الغنم زرعه.
فيرد إليه صاحب الزرع الغنم. فذلك معني قوله تعالي: "وداود وسليمان إذ
يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها
سليمان وكلا آتينا حكما وعلما" سورة الأنبياء الآيات 78 79 وجاء في السنة
أن النبي صلي الله عليه وسلم شرع لأمته أن علي أهل الماشية حفظها بالليل
وعلي أصحاب البساتين حفظها بالنهار وأن ما أفسدت المواشي بالليل مضمون علي
أهلها وهذا الضمان هو مقدار الذهب عينا أو قيمته ومن جميل ما يروي أن
النبي صلي الله عليه وسلم كان عند السيدة عائشة رضي الله عنها. فأرسلت
إحدي زوجاته له طعاما في غرفتها. فأخذت السيدة عائشة القصعة فضربتها
بيدها. فوقع ما فيها من الطعام. وكانت السيدة عائشة قد وضعت له قصعة أخري
بها طعام. فلما انتهي من الطعام أرسل القصعة السليمة وأبقي المكسورة
لعائشة وقال: "طعام بطعام وإناء بإناء" ومع أنه يجوز أخذ العوض برد نفس
الشيء التالف. أو إصلاحه أو قيمته. فإن من أراد ألا يقبله. فإن ذلك من
مكارم الأخلاق. فلا حرج علي من أخذ العوض. وليس بحرام. ولا حرج علي من
تركه لله ومن هنا فإن من أتلف شيئا عن طريق الاهمال فعليه أن يتحمل اصلاحه
أو قيمته إذا كان لا يملك اصلاحه والله أعلم.
*ما حكم الصلاة في المساجد التي بها أضرحة؟
** الصلاة في المساجد التي بها أضرحة لا شيء فيها لأن الأرض كلها مسجد
وطهور كما أخبر بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله: "وجعلت لي الأرض
مسجدا وترابها طهورا" فأينما رجل أدركته الصلاة فليصل في أي مسجد كما ان
الصلاة في المساجد التي بها اضرحة لا يتعارض مع حديث رسول الله صلي الله
عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد: المسجد الحرام. ومسجد
الرسول صلي الله عليه وسلم. ومسجد الأقصي" قال الحافظ بن حجر في الفتح في
شرح هذا الحديث 3/65: في هذا الحديث فضيلة هذه المساجد ومزيتها علي غيرها
لكونها مساجد الأنبياء ولأن الأول قبلة الناس وإليه حجهم. والثاني كان
قبلة الأمم السالفة والثالث اسس علي التقوي فهذا الحديث معناه الاستعداد
والتوجه لأماكن مخصوصة بقصد تعظيمها أو الاعتقاد بأن ثواب الصلاة فيها
أعظم من غيرها وهذا أمر لا يجوز إلا في المساجد الثلاثة التي أباح الرسول
شد الرحال إليها وهي المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد الاقصي بفلسطين
والمسجد النبوي بالمدينة المنورة فالصلاة في المسجد الحرام يعدل ثوابها
مائة ألف صلاة والصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة والصلاة في المسجد
الأقصي بخمسائة صلاة ولكن يوجد أماكن نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن
الصلاة فيها وهي المقبرة والمزبلة والحمام والحش ومرابض الإبل" ونقصد
بالمقبرة أماكن دفن الموتي ما يعرف بالقرافة والمزبلة هي أماكن تجميع
القاذورات والنجاسات والحمام حيث به قضاء الحاجة والحش هي الأماكن التي
يكثر فيها النبات وتكون مآوي للسباع والكلاب وغيرها وهذا الجامع بينهم
النجاسة عامة والله أعلم.
* نرى بعض الشباب يلجأ للانتحار من حياته بسب
ضائقة مادية أوفشل في حياته الزوجية فما حكم الإسلام فيمن يقدم علي
الانتحار؟ وهل يتنافي مع القضاء والقدر؟
**الانتحار جريمة حرمها الإسلام يترتب علي فاعلها عقوبة شرعية قال
تعالي في سورة النساء "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل
ذلك عدونا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك علي الله يسيرا" إن الانتحار
جريمة كبري وسوء خاتمة فالذي يقتل نفسه فرارا من مصيبة أو ضائقة أو فقر أو
نتيجة انفعال وغضب إنه بهذا يعرض نفسه لعقوبة الله وقال تعالي "ولا تلقوا
بأيديكم إلي التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" فقتل النفس يكون عن
طريق قتل الغير وتعريض النفس للقصاص أو القتل ما يعرف بالثأر كما يكون
الانتحار بقتل النفس بآلة حادة أو الالقاء من الأعلي او السقوط في النيل
وقد ورد حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم وثبت في الصحيحين عن النبي
عليه الصلاة والسلام انه قال:
"من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يلجم بها بطنه في نار جهنم
خالداً مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم"
الحديث ونحن نحذر الشباب بصفة خاصة من الإقدام علي الانتحار فالتمسك
بتعاليم الإسلام والإيمان بالله يمنع من الاقدام علي الانتحار او التخلص
من الحياة ولا يتنافي الانتحار مع الايمان بالقضاء والقدر لأن كل شيء بقدر
الله وكل ما يجري في هذا الوجود من خير وشر فهو بتقدير الله وتدبيره
ومشيئته فإنه تعالي لا رب غيره ولا مدبر معه.
ويجب الإيمان بحكمته سبحانه وتعالي في أقداره فله الحكمة البالغة في
كل ما يجري في هذا الوجود سواء أدركنا ذلك أم لم ندركه بل كثير من حكم
الله لا تبلغها عقول العباد فيجب التسليم لله تعالي وذلك بالإيمان بكمال
حكمته ولا يجوز الاعتراض عليه في شرعه ولا في قدره والله أعلم.
*هل يجوز لي خلع النقاب أمام أخوة زوجي أو أبيه علما بأني ارتدي النقاب خارج المنزل؟
**النقاب ليس فريضة وارتداؤه أمر شخصي حيث لم يرد بفرضيته كتاب أو سنة
وما ورد من أدلة يستدل بها اصحاب الرأي القائلين بوجوبه أدلة احتمالية
وليس أدلة قطعية الثبوت والقاعدة تقول إذا تطرق الاحتمال بقطعية الاستدلال
لابد للنصوص الوجوبية أن تكون نصوصا قطعية الثبوت والدلالة ولا يوجد نص
قطعي في النقاب وبناء علي ذلك يجوز للسائلة أن تكشف عن وجهها وكفيها فقط
أمام أخوة الزوج أو الأقارب دون أن تتحقق بينهما خلوة شرعية والله أعلم
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
*
ماحكم سجدة الشكر لله تعالي.. وما وقتها.. وهل يشترط الوضوء عند أداء سجدة
الشكر أم لا؟!
** سجدة الشكر مستحبة لمن منَّ الله تعالي عليه بنعمة من النعم أو صرف عنه
بلاء وتتم في غير الصلاة وقال بعض العلماء أنه يمكن فعلها بدون شرط الوضوء
أو طهارة الثواب والمكان فقد روي أحمد والحاكم عن عبدالرحمن بن عوف أنه
قال خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم فاتبعته حتي دخل نخلا فسجد وأطال
السجود حتي ظننت أن يكون الله قد توفاه فجئت أنظر فرفع رأسه فقال "مالك
ياعبدالرحمن" فذكرت ذلك له فقال "إن جبريل عليه السلام قال لي ألا أبشرك إن
الله عز وجل يقول من صلي عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت لله
عز وجل شكراً" وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال خرجت مع رسول الله
صلي الله عليه وسلم من مكة نريد المدينة فلما كنت قريبا من عزوراء نزل ثم
رفع يديه فدعا الله ساعة ثم خر ساجداً فمكث طويلا ثم قام فرفع يديه ساعة ثم
خر ساجدا فعلها ثلاثا ثم قال إني سألت ربي وتشفعت لأمتي فاعطاني قلت أمتي
فخررت ساجدا شاكراً لربي رفعت رأسي فسألت ربي لامتي فاعطاني قلت أمتي فخررت
ساجدا لربي شكراِ ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني الثلث الأخير
فخررت ساجداً لربي.
* هل هناك زكاة علي السيارات والعقارات؟
**
الزكاة لا تكون علي العقارات والسيارات مهما كثرت عند مالكها وانما تكون عن
الناتج منها مالياً إذا حال عليها الحول وبلغ نصاب الزكاة فيخرج منه ربع
العشر ويتم صرفه في المصارف التي نصت عليها الآية الكريمة "إنما الصدقات
للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين
وفي سبيل الله وابن السبيل".
أما بالنسبة للانابه في الحج فإن الاصل في العبادات وبخاصة العبادات
الدينية ان يؤديها الإنسان بنفسه فإذا لم يؤدها بنفسه امكن ان يؤديها
أولاده من بعده. فقد قال صلي الله عليه وسلم ان اولادكم من كسبكم ولد
الإنسان جزء منه فالولد الصالح امتداد لحياة أبيه حيث قال النبي "إذا مات
ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح
يدعو له".. من هنا يجوز للأولاد ان يؤدوا الحج عن آبائهم فإذا لم يؤدوا
أمكنهم ان يوكلوا من يؤدي عنهم وقد سألت امرأة النبي صلي الله عليه وسلم أن
أباها أدركته فريضة الله قال: نعم حجي عنه وامرأة أخري سألت النبي: اتحج
عن أمها وقد نذرت ان تحج لله وماتت؟ فقال: حجي عنها أرأيت لو كان عليها دين
أكنت قاضيته؟ قالت: نعم قال: "فاقضوا. فالله أحق بالوفاء".
وفي رواية أخـري: "فديـن اللـه أحــق ان يقضـي" فكما ان للولد ان يقضي
دين أبيه في الشئون المالية كذلك في هذه الشئون الروحية وشـئون العبادة.
فتســتطيع البنت ويســتطيع الــولد ان يحج عن أبيه أو يوكل من يحج عنه علي
ان يحج عنه في بلده ومن حج عن الغير يشـترط ان يكــون قد حـج عن نفسه أولا.
* أرجو بيان وسطية الإسلام من خلال القرآن الكريم
والسنة؟
** يأمرنا ديننا الحنيف بالاعتدال والوسطية في معاملاتنا وعبادتنا.
وفي كثير من أمور حياتنا دون إفراط ولا تفريط في حق الله عز وجل أو حق
العباد. أو في حق الإنسان نفسه.
فعلي المؤمن أن يكون مقتصداً في كل أموره في غناه وفي فقره. معتدلا في
صلاته. وبخاصة إذا كان إماماً بالناس. فلا يطول ولا يقصر. فلقد قال رسول
الله صلي الله عليه وسلم: "ثلاث منجيات وثلاث مهلكات فأما المنجيات فالعدل
في الغضب والرضا. وخشية الله في السر والعلانية. والقصد في الغني والفقر.
وأما المهلكات فشح مطاع وهوي متبع. وإعجاب المرء بنفسه" "رواه البزار
والبيهقي".
وروي أن أعرابياً قال لابن عباس رضي الله عنهما : إن العرب تقول حب
التناهي شطط. خير الأمور الوسط. فهل هذا موجود في القرآن الكريم؟ قال ابن
عباس: نعم في أربعة مواضع. في قوله تعالي في وصف بقرة موسي عليه السلام :
"قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال انه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر
عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون" البقرة آية "68" . أي وسط بين البكر
والصغر في السن. وفي قوله تعالي: "ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك ولا تبسطها
كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً" الإسراء آية "29" . أي متوسط بين الأمرين
في الإنفاق. وفي قوله تعالي: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين
ذلك سبيلا" الإسراء أيضا آية "110" . وهذا السبيل هو التوسط في القراءة
وفي قوله تعالي في مدح المعتدلين من كرماء المؤمنين: "والذين إذا أنفقوا لم
يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما" الفرقان آية "67" أي وسطاً في
المعيشة.
فليكن الإنسان من المقتصدين في الرخاء والشدة. وفي الحديث: "ما عال من
اقتصد" "رواه أحمد والطبراني". فالتوسط مطلوب منا معاشر المسلمين في كل
العبادات والمعاملات. لنصل إلي ما أوصانا به الدين من يسر ووسطية.
* ما حكم ذهاب النساء
إلي المساجد للصلاة وسماع دروس العلم؟
** المسجد في حياة المسلمين هو جامعتهم الأولي
التي يرتبطون بها من الصغر إلي اللحد. وتظل قلوبهم تهفو إليه. ففي صحيح
الحديث ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم
لا ظل إلا ظله.. وعد منها.. رجل قلبه معلق بالمساجد". وكان مسجد رسول الله
صلي الله عليه وسلم ملتقي المسلمين جميعا. وقد علمنا الرسول الكريم أدب
اللقاء في المساجد فجعل الصفوف الأولي للرجال ويليها صفوف الصبية ويليها
صفوف النساء. وتروي أم سلمة إحدي أمهات المؤمنين: "ان النساء في عهد رسول
الله صلي الله عليه وسلم كن ينصرفن من الصلاة المكتوبة فور تسليم الرسول من
الصلاة ثم يمكث المصطفي مع أصحابه يسيرا قبل أن يقوم لكي ينصرف النساء قبل
أن يدركهن الرجال".
وقد خصهن الرسول صلي الله عليه وسلم بمزيد التوجيه والعناية. ففي صحيح
البخاري: "ان النبي صلي الله عليه وسلم لما فرغ من خطبة العيد نزل فأتي
النساء فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة". قال راوي الحديث قلت لعطاء: "أتري
حقاً علي الإمام الآن أن يأتي النساء فيذكرهن حين يفرغ قال إن ذلك لحق
عليهم وما لهم لا يفعلونه".
وقد أمرنا الرسول صلي الله عليه وسلم أن نخرج العواتق وذوات الخدور وهن
الآنسات والسيدات إلي مصلي العيد ليشهدن الخير ودعوة المؤمنين..
كما أوصانا الرسول صلي الله عليه وسلم بالسماح للزوجات لأداء الصلاة في
المساجد فقال: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله". وقال: "إذا استأذنكم
نساؤكم بالليل إلي المسجد فأذنوا لهن".
وبهذا يتبين اننا في حاجة ماسة إلي أن نعيد المرأة المسلمة إلي المسجد
بعد أن تفرقت بها السبل وتلقفتها أيدي آثمة من كل جانب.. وكل ما يطلب منها
هو الالتزام بالزي الإسلامي الكريم والبعد عن المثيرات من تطيب أو تزين أو
تفاخر بالثياب ومن غير اختلاط بالرجال أو إحداث جلبة وارتفاع أصوات في
المساجد.. فذلك أهدي سبيلا..
* أصبح علم الوراثة علماً متخصصاً في حياتنا المعاصرة..
فما مدي شرعية هذا العلم؟
** أشار القرآن الكريم إلي حقائق علمية في خلق وتكوين الطفل في رحم
الأم فقال تعالي: "أيحسب الإنسان أن يترك سدي ألم يك نطفة من مني يمنى..
فجعل منه الزوجين الذكر والأنثي. أليس ذلك بقادر.." الآيات 36. 37. 38. 40
من سورة القيامة.
ففي هذه الآيات الكريمة يظهر واضحا جلياً أن تحديد الذكورة والأنوثة
يرجع إلي مني الرجل فقط بدليل قوله تعالي: "فجعل منه الزوجين الذكر
والأنثي" الآية . فالضمير في منه راجع إلي مني الرجل وهذا ما أثبته العلم
الحديث في مطلع القرن العشرين وأصبح من الأمور الأساسية في علم الوراثة.
كما أشار القرآن الكريم إلي أثر العامل الوراثي في سلوك الطفل حتي يشب
وإلي أن يموت فقد حكي القرآن الكريم كيف أن سلالة الأنبياء والصالحين كانت
من ذرية صالحة فقال تعالي: "إن الله اصطفي آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل
عمران علي العالمين" الآيات 33. 34 من سورة آل عمران كما بين أن الفجور
والانحراف وغيرهما من الصفات الذميمة تنتقل أيضا بالوراثة وليس أدل علي ذلك
من حكاية استنكار الناس لحمل مريم عليها السلام ووضعها بتلك الصورة غير
المألوفة بالنسبة لهم لأنها من سلالة عرفت بالطهر والعفة فقال تعالي: "فأتت
به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً. يا أخت هارون ما كان
أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا.." الآيات 27. 28. 29 من سورة مريم.
*هل يجوز أن ينادي بعضنا علي بعض بقولنا: يا مولاي؟
** كلمة المولى تطلق علي عدة معان:
1 علي ابن العم والعم والأخ وابن الأخ والابن.
2 علي الناصر والمعين.
3 علي ولي الأمر.
4 علي ولي النعمة.
5 علي المعتق.
قال ابن حجر في هدي الساري: المولى يقع علي المولي بالنسب والاسم منه
الوَلاية بفتح الواو وعلي القيم بالأمر والاسم منه الولاية بكسر الواو
وعلي المعتق وهو السيد المالك. أو العبد المملوك وعلي الناصر والحليف ج 1
ص .218
وذكر النووي في كتابه الأذكار حديث البخاري ومسلم: لا يقل أحدكم أطعم
ربك وضيء ربك. اسق ربك. وليقل سيدي ومولاي. وفي رواية لمسلم: ولا يقل أحدكم
ربي. وليقل سيدي ومولاي.
قال الإمام أبو جعفر النحاس في كتابه "صناعة الكتاب": أما المولي فلا
نعلم اختلافا بين العلماء انه لا ينبغي لأحد أن يقول لأحد من المخلوقين
مولاي قلت: والكلام للنووي وقد تقدم جواز اطلاق مولاي ولا مخالفة بينه
وبين هذا فإن النحاس تكلم عن المولي بالألف واللام ص 288
فلا مانع أن يطلق الإنسان لقب مولاي علي من يستحق ذلك كالعالم ومعلم
القرآن وشيخ القبيلة وزعيم الجماعة. أو يناديه بهذا اللقب: يا مولاي.
* أنا أوحد الله تعالي ولكني أتكاسل عن بعض
الواجبات؟ أرجو الإرشاد جزاكم الله خيراً.
** الإنسان
الموحد بالله تبارك تعالي ويتكاسل عن أداء الواجبات يكون ناقص الإيمان
وهكذا من فعل بعض المعاصي ينتقص إيمانه عند أهل السنة والجماعة لأنهم
يقولون الأيمان قول وعمل وعقيدة ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ومن أمثلة
ذلك ترك صيام رمضان أو بعضه بغير عذر فهذه معصية كبيرة تنقص الإيمان وتضعفه
وبعض أهل العلم يكفره بذلك لكن الصحيح انه لا يكون بذلك مادام يقر بالوجوب
ولكن أفطر بعض الأيام تساهلا وكسلاً.
وهكذا لو أخر الزكاة عن وقتها تساهلاً أو ترك إخراجها فهو معصية وضعف
في الإيمان وبعض أهل العلم يكفر لتركها وهكذا لو قطع رحمه أو عق والديه كان
هذا نقصاً في الإيمان وضعفاً فيه وهكذا بقية المعاصي.
أما ترك الصلاة فهو ناف للإيمان ويوجب الردة ولو لم يجحد وجوبها في أصح
أقوال العلماء لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "رأس الأمر الإسلام وعموده
الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله" وقوله صلي الله عليه وسلم:
"العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" رواه أحمد وأهل السنن
بإسناد صحيح عن بردة بن الحصيب رضي الله عنه وقوله صلي الله عليه وسلم:
"بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة" رواه الإمام مسلم في صحيحه.
* ما
حكم ذهاب المرأة المسلمة إلي الشواطيء والحمامات العامة وإذا امتنعت هل تعد
رجعية كما تقول بعض المتحضرات في عصرنا الحاضر؟
** لا يجوز ولا يليق للمرأة
المسلمة أن تذهب إلي الشواطيء والحمامات للاستحمام وقد نهي رسول الله صلي
الله عليه وسلم عن ذلك ولم يرخص للنساء دخول الحمام العام إلا لمرض أو نفاس
وبشرط ستر العورة حتي لا تري المرأة من المرأة ما يحرم النظر إليه.
يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فلا
يدخل الحمام ومن كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فلا يدخل خليلته الحمام"
ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر من
أصاب أنثي فلا يدخلن الحمام" ويقول أيضا: "سيفتح الله عليكم أرض العجم
وستجدون فيها بيوتاً يقال لها الحمامات فلا يدخلها الرجال إلا بإيزار
وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء".
ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ما من امرأة تخلع ثيابها في غير
بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالي".
* زوجتي تخونني مع آخرين وأنا علي يقين من ذلك. وبالرغم من هذا
فأنا أحبها ولا استطيع مفارقتها. فهل أكون آثماً إن لم اطلقها؟!
** طالب الإسلام المسلم عند زواجه بان يحسن اختيار الزوجة
المتدينة. والزوجة تحسن اختيار زوجها لان كلا من الزوجين المتدينين يكون
عونا لصاحبه. ومن أجل هذا فإن الزوج إذا طلق زوجته فيستحب لها قضاء العدة
في بيت الزوجية لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ولكن عند وجود الخيانة الزوجية
فإن المطلوب من الزوج أن يخرج هذه الزوجة من البيت فوراً و لهذا قال
تعالي: "لاتخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة" فعند
وجود الفاحشة فقد اصبحت المرأة ميكروباً في البيت. والميكروب يجب التخلص
منه.
أما هذا الذي قد تأكد من خيانة زوجته وهو مصر علي التمسك بها ويحبها
ولا يستطيع مفارقتها فكيف كان الحال لو كانت المرأة هذه عفيقة شريفة طاهرة
نظيفة؟ فهذا لا يقع ولا يقبله إلا ديوث وقد قال سيدنا رسول الله صلي الله
عليه وسلم "إن الجنة لا يدخلها ديوث" قالوا: ومن الديوث؟ قال: "الذي يري
الفحش علي أهله ولا يغار".
* اقترضت من الجيران بعض الخبز وأردت رده
فقالوا حرام فهل هذا صحيح أم لا؟ هل الشراء بالتقسيط حرام؟ وما حكم
التصديق بعد قراءة القرآن بقوله صدق الله العظيم؟.
** رد الخبز ليس بحرام ولكن
بالعدل ويكون بالمثل أو يتنازل عنه من أعطاك إياه فإذا كان الخبز بالردة
يكون مثله أو دقيقا يكون دقيقا وهذا بالمثل وبنفس العدد والكمية والعدل
والبيع بالتقسيط حلال بشرط تحديد السعر ومنع الاحتكار والاستغلال وعلي
البائع أن يحدد السعر مسبقاً ولا يحتكر السلعة ويبيعها بسعر مرتفع وقول
القاريء صدق الله العظيم حلال ومطلوب وأمر مرغوب وبعد نهاية قراءة السورة
لقوله تعالي لرسوله صلي الله عليه وسلم: "قل صدق الله..".
* هل يجوز لزوجة الأخ خدمة أخ الزوج
المعاق. بأن تغير له ملابسه ونظافته؟ وهل يجوز للمرأة أن تصلي في بيتها
بدون جوارب؟
** لا يجوز
لزوجة الأخ مطلقاً أن تخدم أخا الزوج فإذا لم يجد من يخدم أخاه فعليه أن
يقف معها ويستر أخاه وتترك لأخيه ان ينظف له أسفل الجسم ويكون مستتراً
وللمرأة التي تصلي في بيتها إذا كانت بمفردها في المنزل ومتأكدة من عدم
دخول غريب عليها فتصلي بدون جوارب أما إذا كانت تصلي وسوف يدخل من يرى
رجلها فلها أن تلبس جوارب.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* من أحق الناس بحضانة الصغير.. هل تأتي الأم في المرتبة
الأولي.. أم الأب.. وإذا كانت الأم غير قادرة علي رعايته والانفاق عليه..
هل تنتقل الحضانة تلقائيا إلي الأب.. أم لا؟!
**الحضانة حق للصغير لاحتياجه إلي من يرعاه ويحفظه
ويقوم علي شئونه ويتولي تربيته ولأمه الحق في احتضانه كذلك لقول الرسول
صلي الله عليه وسلم "أنت أحق به" وإذا كانت الحضانة حقا للصغير فإن الأم
تجبر عليها إذا تعينت بأن يحتاج الطفل إليها ولم يوجد غيرها كي لا يضيع
حقه في التربية والتأديب فإن لم تتعين الحضانة بأن كان للطفل جدة ورضيت
بامساكه وامتنعت الأم فإن حقها في الحضانة يسقط باسقاطها إياه. لأن
الحضانة حق لها فإذا تبرع غير الأم بنفقة المحضون الرضيع لا يسقط حقها في
حضانة هذا الرضيع. بل يبقي في يدها ولا ينزع منها ما دام رضيع. وحتي لا
يضار الصغير بحرمانه من أمه التي هي أشفق الناس عليه وأكثرهم صبرا علي
خدمته واسمي لون من الوان التربية هو تربية الطفل في أحضان والديه إذا
ينال من رعايتهما وحسن قيامهما عليه ما يبني جسمه وينمي عقله ويزكي نفسه
ويعده للحياة. فإذا حدث أن افترق الوالدان وبينهما طفل فالأم أحق به من
الأب. ما لم يكن بالأم مانع يمنع تقديمها أو بالولد وصف يقتضي تخييره وسبب
تقديم الأم أن لها ولاية الحضانة والرضاع لأنها أعرف بالتربية وأقدر عليها
ولها من الصبر في هذه الناحية ما ليس للرجل وعندها من الوقت ما ليس عنده
لهذا قدمت الأم في الحضانة لمصلحة الطفل.
فعن عبدالله بن عمرو أن امرأة قالت يارسول الله "صلي الله عليه وسلم"
أن ابني هذا كان بطني له وعاء وحجري له حواء وثديي له سقاء وزعم أبوه أنه
ينزعه مني فقال "أنت أحق به ما لم تنكحي" وإذا كانت الحضانة للأم ابتداء
فقد لاحظ الفقهاء أن قرابة الأم تقدم علي قرابة الأب وأن الترتيب بين
أصحاب الحق في الحضانة يكون علي هذا النحو فالأم إذا وجد عندها مانع يمنع
تقديمها انتقلت الحضانة إلي أم الأم. وإن علت فإن علت فإن وجد مانع انتقلت
الحضانة إلي أم الأب ثم إلي الأخت لأم ثم الخالة الشقيقة فالخالة لأم فبنت
الأخ لأب ثم العمة الشقيقة. فالعمة لأم فالعمة لأب ثم خالة الأم. فخالة
الأب فعمة الأم. فعمة الأب بتقديم الشقيقة في كل منهن فإذا لم توجد للصغير
قريبات من هذه المحارم انتقلت الحضانة إلي العصبات من المحارم من الرجال
علي حسب الترتيب في الارث. فينتقل حق الحضانة إلي الأب ثم أبي ابيه وإن
علا. ثم إلي الأخ الشقيق ثم إلي الأخ لأب ثم ابن الأخ الشقيق. ثم ابن الأخ
لأب. ثم العم الشقيق فالعم لأب ثم عم أبيه الشقيقة. ثم عم أبيه لأب فإذا
لم يوجد عصبة من الرجال المحارم انتقل للرجال غير العصبة فيكون للجد لأم
ثم للأخ لأم ثم لابن الأخ لأم ثم للعم ثم للخال الشقيق.
* ما حكم العمل في توصيل الإنترنت للمنازل وتصميم المواقع للشركات علي الإنترنت؟
**الإنترنت من ضروريات العصر الحديث وله استخدام واسع في شتي المجالات.
ومن الناس من يستخدمه في الخير. ونشر العلوم المفيدة. والبحث عن الوظائف
والأبحاث العلمية. والتعرف علي كل جديد في العالم ومن الناس من يستخدمه في
الشر ونقل ما يغضب الله تعالي.
وعليه. فلا بأس في العمل في إيصاله إلي المنازل أو تصميم مواقع عليه
أن كان لا يغلب علي الظن استخدام من توصل إليهم هذه الخدمات في معصية الله
عز وجل.
أما إن غلب علي الظن أنه سيستخدم في معصية فلا يجوز الإعانة علي ذلك
لقوله سبحانه وتعالي "وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم
والعدوان" "المائدة:2".
وإذا جهل الحال. فعليه أن يقدم النصح للمستخدم. فإن رفض النصح فالمنع أولي لأن أغلب الناس يستخدمونه فيما لا يرضي الله.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* لقد تبت إلي الله تعالي توبة نصوحاً عن اقتراف المعاصي فهل لقبول هذه
التوبة من علامات؟.
** إن العبد إذا تاب إلي ربه عن اقتراف المعاصي كان لهذه التوبة علامات
وأمارات وآثار كثيرة لا تحصي ولا تعد. منها: محبة الخلق. صلاح المعاش. حفظ
الجاه. صيانة المال راحة البدن. قوة القلب. طيب النفس. انشراح الصدر. الأمن
من مخاوف الفساق والفجار. وقلة الهم والغم والحزن. وعز النفس عن احتمال
الذل. وصون نور القلب. وتيسير الرزق عليه من حيث لا يحتسب. وتسهيل الطاعات.
وتيسير العلم. والثناء الحسن في الناس. ودعاء الناس له. والحلاوة التي
يكتسبها في وجهه. وانتصار الناس له ودفاعهم عنه. وذبهم عن عرضه إذا اغتابه
مغتاب. وزوال الوحشة التي بينه وبين الله. وبعد شياطين الإنس والجن عنه.
وتنافس الناس في خدمته. وقضاء حوائجه ومودتهم له وصحبته. وعدم خوفه من
اقتراب أجله. والزيادة في عقله وفهمه وإيمانه ومعرفته.
فهذه كانت بعض علامات وأمارات يظهرها الله علي الإنسان عند تركه
للمعاصي والرجوع إلي ربه. فإذا مات تلقته الملائكة البشري بالجنة. وبأنه لا
خوف عليه ولا حزن. فإذا كان يوم القيامة كان العصاة في الحر والضيق وهو في
ظل عرش الرحمن ف "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم"
الجمعة:.4
فالكيِّس من يبكر بترك المعاصي ويقطع علي نفسه المسافات بصحة نيته مع
العمل القليل حتي يتحقق له الفوز بتلك التي تعجز أن يأتي بمثلها قوي البشر.
* ما رأي الدين فيمن يسبق الإمام في أفعال الصلاة أو يتساوي معه
فيها؟.
** من شروط صحة الصلاة ألا يسبق المأموم إمامه في أفعال الصلاة أو
يتساوي معه فيها. بل يجب علي المأموم أن يكون دائماً متأخراً عن إمامه.
لحديث الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم : "إذا كبَّر الإمام فكبروا ولا
تكبروا حتي يكبِّر. وإذا ركع فاركعوا ولا تركعوا حتي يركع. وإذا قال سمع
الله لمن حمده. فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد. وإذا سجد فاسجدوا ولا تسجدوا
حتي يسجد".
* ما حكم الإسلام في المرأة
التي أجهضت نفسها لحكم ظروف الحياة؟ وكيف تكفِّر عن هذا الذنب؟
** الاجهاض هو إنزال
الجنين قبل أن يستكمل مدة الحمل وهذا الانزال قد يكون قبل نفخ الروح فيه
وقد يكون بعد ذلك فإذا كان بعد نفخ الروح فنقول إذا كان الإسلام قد أباح
لمسلم أن يمنع الحمل لضرورات تقتضي ذلك فلم يبح له أن يجني علي هذا الحمل
بعد أن يوجد فعلاً واتفق الفقهاء علي أن اجهاضه بعد نفخ الروح فيه حرام
وجريمة لا يحل للمسلم أن يفعلها لأنه جناية علي حي متكامل الخلق ظاهر
الحياة قالوا: ولذلك وجبت في إسقاطه الدية أن نزل حياً ثم مات وعقوبة مالية
أقل منها أن نزل ميتاً.. ولكنهم قالوا: إذا ثبت من طريق موثوق به أن بقاءه
يؤدي لا محالة إلي موت الأم فإن الشريعة بقواعدها العامة تأمر بارتكاب أخف
الضررين فإذا كان في بقائه موت الأم وكان لا منفذ لها سوي إسقاطه كان
إسقاطه في تلك الحالة متعيناً ولا يضحي بها في سبيل انقاذه لأنها أصله وقد
استقرت حياتها ولها حظ مستقل في الحياة ولها حقوق وعليها حقوق وهي بعد هذا
وذاك عماد الأسرة وليس من المعقول أن يضحي بها في سبيل الحياة لجنين لم
تستقر حياته ولم يحصل علي شيء من الحقوق والواجبات وقبل إسقاطه قبل نفخ
الروح فيه أي قبل تمام أربعة أشهر كما يقولون فقد اختلفوا فيها فرأي فريق
أنه جائز ولا حرمة فيه زاعماً أنه لا حياة فيه فلا جناية ومن ثم لا حرمة.
ورأي آخرون أنه حرام ومكروه لأن فيه حياة لنمو والإعداد. وبناء علي ذلك
نقول لصاحبة السؤال إن الاجهاض حرام شرعاً إلا لضرورة أو عذر كمرض أو انقاذ
أمه من الموت وما فعلته هذه المرأة من إجهاض نفسها من أجل ظروف الحياة
فهذا حرام وعليها أن تتوب وتستغفر الله عما فعلته.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* ماهي العقيقة وهل لها جذور
قبل الاسلام؟
** العقيقة وهي ما يذبح سابع
ولادة المولود مما يصح ان يكون ضحية ففيها اسرار بديعة ومصالح كثيرة راجعة
إلي المصلحة المادية والمدنية والنفسية.
وقد كانوا يفعلونها في الجاهلية فاستبقاها النبي صلي الله عليه وسلم
ورغب الناس فيها بعد اصلاح مقاصدهم مع مخالفة اهل الجاهلية في بعض المسائل
كما ستعرفه.
فمن تلك المصالح - ولعله اقلها - التلطف بإشاعة نسب الولد اذ لابد من
اشاعته لئلا يقال فيه مالا يحبه كثرا ما يكون لذلك داع كبير في القضايا كما
هو معروف ولا يحسن ان يدور في الطرقات فينادي انه ولد له ولد فكانت
العقيقة افضل وسيلة لهذا الغرض.
ومنها انماء ملكة ان النصاري كان اذا ولد لهم ولد صببوه بماء مخصوص
يسمونه المعمودية ليكون نصرانيا حقا وفي مشاكله ذلك نزل قوله للمسلمين فعل
بإيزاء فعلهم ذلك يشعر بكون الولد حقيقيا تابعا لملة ابراهيم واسماعيل
عليهما السلام واشهر الافعال المختصة بهما المتوارثة في ذريتهما ما وقع له
عليه السلام من همه يذبح ولده ثم نعمة الله عليه ان فداه بذبح عظيم.
واشهر شرائعهما الحج الذي فيه الحلق والذبح فيكون الذبح عن المولود
تشبها بهما وتنويها بمثلهما واعلانا بأن الولد تابع لهما وعلي دينهما اذا
فعل ما هو من اعمال هذه الملة الحنيفية ومنها ان هذا الفعل في بدء ولادته
يخيل اليه انه هم يبذل ولده في سبيل الله ثم فداه كما فعل إبراهيم عليه
السلام وفي ذلك تحريك سلسلة الاحساس بالانقياد والخضوع وقد حث علي ذلك صلي
الله عليه وسلم يقول "مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه".
وقد كان اهل الجاهلية يقدمون تلك الذبائح لأصنامهم فجاء الاسلام
بتقديمها لله تعالي وذكر اسمه عليها يدل بدل الاوثان وكانوا يكرهون كسر
عظامها فجاء الاسلام بإباحة ذلك مخافة لهم وابعاد المسلمين عن التطير
والتشاؤم وتخليصا لهم من اتباع الاوهام والوساوس هذا وفي العقيقة ايضا نكر
لتلك النعمة التي انعم الله بها عليهم ولذلك استحب لهم ايضا ان يتصدقوا
بشيء قليل من الفضة يوم السابع شكرا للنعمة ويلتحق بما ذكرنا من التنويه
بشأن الدين ما يفعل من الأذان في آذان المولود فان الاذان في الاذن من
شعائر الاسلام واعلام الدين المحمدي ومن المقاصد الشرعية ان يدخل ذكر الله
في تضاعف الاعمال الدين المحمدي ومن المقاصد الشرعية ان يدخل ذكر الله في
تضاعف الاعمال ليكون كل ذلك ألسنة تدعوا إلي الحق وإلي دين الله ومن ذلك
انه يستحب ان يختار للمولود بعض الاسماء التي تشعر بذلك عبد الرحمن وعبد
الله ومحمد أحمد وقد جاء الترغيب في ذلك ففي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله
عنهما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ان احب اسماؤكم إلي الله عبدالله
وعبدالرحمن" وفي سند ابي داوود والنسائي ان رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال "سموا باسماء الانبياء" الحديث.
فلذلك كله تنويه بالدين وكأنه اقرار بأنه من اهله
* ما هي المواضع التي نهي الشرع عن الصلاة فيها؟
**نهي الشارع الحكيم عن الصلاة في بعض المواضع وهذه المواضع هي تسعة عشر
موضعا.
فعن ابن عمر- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلي الله عليه وسلم نهي أن
يصلي في سبعة مواطن: في المزبلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق وفي
الحمام وفي أعطان الإبل وفوق ظهر بيت الله "الكعبة" رواه بن ماجدة
والترمذي.
والمزبلة: المكان الذي يلقي فيه الزبل- روث البهائم.
والمجزرة: المكان الذي ينحر فيه الإبل. ويذبح فيه البقر والغنم.
وقارعة الطريق: أعلي الطريق أو وسطه.
والحديث ينهي عن الصلاة في هذه المواطن والنهي هنا للتحريم والحكمة من
هذا النهي هي لأن المقبرة والحمام وأعطان الإبل والمزبلة والمجزرة محل
للنجاسة.
وأما قارعة الطريق فلما فيها من شغل الخاطر الذي يؤدي إلي ترك الخشوع
في الصلاة.
وأما علي ظهر الكعبة فلأن المصلي ليس لديه سترة ثابتة وزاد القاضي
أبوبكر بن العربي عن الحالات السبع ستة هي: الصلاة إلي المقبرة. وإلي جدار
مرحاض عليه نجاسة والكنيسة والبيعة وإلي التماثيل وفي دار العزاب.
كما زاد العراقي ستة أخري هي:
الصلاة في الدار المغصوبة. والصلاة إلي النائم والمتحدث. والصلاة في
بطن الوادي. والصلاة في الأرض المغصوبة والصلاة في مسجد الضرار. والصلاة
إلي التنور.
فصارت بذلك المواضع المنهي عن الصلاة فيها تسعة عشر موضعا.
والله أعلم.
* ما رأي الدين
في مسلم لا يصلي الجمعة ولكنه يصلي الظهر بدلا منها ولا يذهب إلي المسجد
ويؤدي جميع صلواته في المنزل؟
** يوم الجمعة يوم مشهود في الأرض وفي السماء وقد
جاء -في صحيح مسلم- قول النبي صلي الله عليه وسلم: "إذا كان يوم الجمعة كان
علي كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس الإمام
طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر".
وصلاة الجمعة واجبة عينا علي كل مسلم ذكر عاقل مقيم غير مريض وجاء
الأمر بها صريحا في قوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من
يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون"
سورة الجمعة آية .9
وهناك وعيد شديد لمن ترك الجمعة بغير عذر شرعي فقال عليه الصلاة
والسلام: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله علي قلوبهم"
وبالتالي فإن المسلم الذي لا يؤدي صلاة الجمعة من غير عذر قد ارتكب كبيرة
من كبائر الإثم ولنعلم أن قضاء الجمعة يكون ظهرا فمن فاتته صلاة الجمعة
قضاها ظهرا أربع ركعات.
ومسألة أداء الصلوات في المنزل دون ذهاب إلي المساجد ومن غير مشاركة
للمسلمين في جماعات الخير تجعل صاحبها مفرطا في جنب الله ويفوت عليه ثواب
عظيم والمداومة علي ترك الجماعات وهجر المساجد تنبيء عن أن صاحبها علي شعبة
من النفاق.
وجاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "من سره أن يلقي
الله غدا مسلما فليحافظ علي هؤلاء الصلوات حيث ينادي بهن فإن الله شرع
لنبيكم صلي الله عليه وسلم سنن الهدي وأنهن من سنن الهدي ولو أنكم صليتم في
بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم صلي الله عليه وسلم
ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلي
مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة
ويحط عنه بها سيئة ولقد رأينتا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق
ولقد كان الرجل يؤتي به يهادي بين الرجلين حتي يقام في الصف".
* ما موقف أهل السنة
والجماعة مما حدث من حروب بين المسلمين بعضهم مع بعض في معركتي الجمل وصفين
مع كون أكثر الفريقين المتقاتلين من الصحابة؟
** موقف أهل السنة والجماعة من الحرب التي وقعت بين الصحابة الكرام - رضي
الله عنهم - في معركتي الجمل وصفين هو الإمساك عما شجر بينهم إلا فيما يليق
بهم.
ويجب علي كل مسلم أن يحب الجميع ويترضي عليهم - أي يقول - رضي الله
عنهم - ويترحم عليهم - أي يقول - رحمهم الله تعالي - ويحفظ لهم فضائلهم
ويعترف لهم بسوابقهم في الإسلام ومناقبهم ويتجنب الكلام عن مساوئهم لأن
الذي حصل بينهم إنما كان عن اجتهاد منهم والجميع مثابون في حالتي الصواب
والخطأ غير أن ثواب المصيب ضعف ثواب المخطئ في اجتهاده. وأن القاتل
والمقتول من الصحابة في الجنة. ولا يجوز الخوض فيما شجر بينهم بالتجريح
لأحد الفريقين.
يقول أبوبكر الباقلاني: ويجب أن يعلم أن ما جري بين أصحاب النبي - صلي
الله عليه وسلم - ورضي عنهم - من المشاجرة نكف عنه ونترحم علي الجميع ونثني
عليهم ونسأل الله تعالي لهم الرضوان والأمان والفوز والجنان. ونعتقد أن
عليا - رضي الله عنه - قد أصاب فيما فعل وله أجران. وأن الصحابة - رضي الله
عنهم - ما صدر منهم إلا باجتهاد فلهم الأجر ولا يفسقون ولا يبدعون والدليل
عليه قوله تعالي: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة..."
آية رقم 18 من سورة الفتح.
وقوله - صلي الله عليه وسلم -: إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا
اجتهد فأخطأ فله أجر. رواه البخاري.
فإذا كان الحاكم في وقتنا له أجران علي اجتهاده فما ظنكم باجتهاد منهم -
رضي الله عنهم - ويدل علي صحة هذا القول قوله - صلي الله عليه وسلم -
للحسن - رضي الله عنه -: إن ابني هذا سيداً وسيصلح الله به بين فئتين
عظيمتين من المسلمين - رواه البخاري في كتاب الفتن فأثبت العظمة لكل واحدة
من الطائفتين وحكم لهما بصحة الإسلام وقد وعد الله هؤلاء القوم بنزع الغل
من صدورهم بقوله تعالي: "ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً علي سرر
متقابلين" آية رقم 47 من سورة الحجر. إلي أن قال: فيجب الكف عما شجر بينهم
والسكوت عنه. ص618 اسمي المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
وقال ابن كثير: أما ما شجر بينهم بعده - صلي الله عليه وسلم - فمنه ما
وقع من غير قصد كيوم الجمل. ومنه ما كان عن اجتهاد كيوم صفين. والاجتهاد
يخطئ لكن صاحبه معذور وإن أخطأ ومأجور ايضا. وأما المصيب فله أجران ص182
الباعث الحثيث.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* أبلغ من العمر "27 سنة" ويظهر علي منطقة الصدر ارتفاع يصل الحال به إلي
أن الثديين قريبا الشبه من المرأة فهل يجوز لي أن أجري عملية جراحية
لإزالة هذه الزيادات من صدري علما بأن بقاء حالتي من غير إجراء العملية
يسبب لي حرجا شديدا وفسخت خطوبتي بسبب ذلك؟
** إن العملية التي تود أن تقوم بها تسمي عملية جراحة
تجميل وعمليات جراحات التجميل تنقسم إلي قسمين.. الأول: العمليات
التجميلية الضرورية وهي العمليات التي تكون لإزالة العيوب كالتي تنتج عن
حرق أو مرض أو حادثة أو إزالة عيوب خلق بها الإنسان وهذا النوع من
العمليات جائز بلا خلاف بين العلماء وذلك لعدد من الأدلة أذكر لك منها
الحديث الذي رواه الترمذي وأبوداود والنسائي وحسنه صاحب إرواء الغليل "عن
عرفجة بن أسعد أنه أصيب أنفه يوم الكلاب في الجاهلية "حرب كانت في
الجاهلية قبل الإسلام" فاتخذ أنفا من ورق "من فضة" فأنتن عليه فأمره النبي
- صلي الله عليه وسلم - بأن يتخذ أنفا من "ذهب"".. يعني أن الرجل ركب أنفا
بدلا من الذي كسر اتخذ أنفا من فضة فصنع له رائحة نتنة في مكان الإصابة
فأمره النبي بنوع آخر وهو أن يركب في أنفه أنفا من ذهب.
القسم الثاني من عمليات التجميل هو ما قصد به العمليات التي لم تشتمل
علي دوافع حاجية ولا دوافع ضرورية فهذا النوع منهي عنه ولا يجوز فعله وذلك
لأنه تغيير لخلق الله - تعالي - وقد قال الله سبحانه "إن يدعون من دونه
إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا. لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك
نصيبا مفروضا. ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم
فليغيرن خلق الله".
وعليه فالذي أراه أن قيامك بتسوية حجم الثديين حتي يكونا معتدلين
كبقية الرجال فهذه من العمليات الضرورية التي يجوز لك القيام بهابشرط أن
يقر الطبيب الثقة أن هذه العملية لن تضرك. حاليا أو بعد ذلك ويقصد بالثقة
هو الطبيب الممارس المجيد القوي في عمليات التجميل هذه فتوكل علي الله وقم
بإجراء هذه العملية. نسأل الله لك الشفاء.
* لنا قريب فقير جدا.. وأرسل
إليه أحد أفراد العائلة بعض الملابس وأبلغه أنه من مال الزكاة.. فقام
بردها ونحن مشفقون عليه لشدة حاجته.. فما العمل؟!
** جزاكم الله خيرا علي هذا الشعور النبيل تجاه هذا القريب ولقد
وصي الله بالأقارب في مواطن كثيرة من القرآن فقال: "والجار ذي القربي
والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل" وقد حرص النبي - صلي الله عليه
وسلم - علي الوصية بالقريب فقال فيما صح عنه "الصدقة علي الفقير صدقة وعلي
القريب صدقة وصلة رحم" رواه الترمذي وعزاه إلي جمع من الأئمة ومفهوم
الحديث أن الصدقة علي الفقير المستحق للزكاة صدقة وعلي الفقير القريب الذي
تربط الغني به قرابة - غير قرابة الأبوة أو البنوة - نوعان من الثواب.
النوع الأول صدقة والنوع الثاني صلة رحم يعني أن الغني المتصدق يأخذ نوعين
من الأجر بفعل واحده الصدقة وصلة الرحم.
وجزاكم الله خيرا علي هذا الشعور الذي ندعو الله أن يتوفر عند جميع
الأقارب ولكن الذي ينبغي عليكم عدم إخبار هذا الفقير القريب بأن المال مال
زكاة ولا تكسر قلبه وتجرح أحاسيسه.
سئل الإمام الحسن هل نعلم الفقير أن المال مال زكاة فقال: أتريد أن
تقرعه؟! لا تخبره وسأل أحدهم الإمام أحمد يدفع الرجل الزكاة إلي الرجل
فيقول: هذا من الزكاة أو يسكت؟! قال ولم تبكته بهذا القول؟ يعطيه ويسكت.
ما حاجته إلي أن يقرعه؟ فعليه أيها الأخ الكريم اصنعوا لقريبكم هذا في أي
مناسبة كزيارة أو مناسبة فرح كنجاح ولد أو مناسبة دينية كدخول رمضان ولا
تلمحوا له من قريب ولا من بعيد أن المال مال زكاة وتعاهدوا شأنه لعل الله
أن يقبل منا ومتكم.
* كنا في صلاة المغرب وأصيب
الإمام بألم شديد في معدته فقام بسحب أحد المصلين خلفه مباشرة وأتم بنا
الصلاة.. فهل هذا صحيح؟!
** إن النبي -
صلي الله عليه وسلم - أمرنا بأن نقتدي بالإمام حيث قال - صلي الله عليه
وسلم - "إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا و..." الحديث رواه
البخاري ومسلم ولكن إذا أصيب الإمام بمرض آلمه بحيث لا يستطيع معه إتمام
الصلاة فإنه يستخلف أحد المأمومين ليتم لهم الصلاة لما رواه الإمام
البخاري - رضي الله عنه: أن عمر - رضي الله عنه - لما ضرب وهو يصلي أخذ
عبدالرحمن بن عوف فقدمه فصلي بهم صلاة خفيفة. وكذلك روي سعيد بن منصور في
سننه أن عليا - رضي الله عنه - صلي ذات يوم فنزل دم من أنفه فأخذ بيد رجل
فقدمه ثم انصرف. وعليه فإن ما فعله هذا الإمام صحيح ولا حرج فيه والصلاة
صحيحة والحمد لله.
* دار حوار بين بعض الزملاء في العمل
بمناسبة عيد الأم حول فضلها وتكريم الإسلام لها. وذكر حديث "الجنة تحت
أقدام الأمهات" وأشار بعضهم إلي أن هذا النص ليس حديثا. أفيدونا أفادكم
الله.
** من الطيب
والمحمود تناول مثل هذه الموضوعات بين الزملاء والأصدقاء. لما فيها من
الفائدة بشروط منها: ألا يتحول الحوار إلي جدل عقيم لا يثمر إلا المغالطات
والخصومات. وألا يؤثر علي الواجب الوظيفي بإضاعة الوقت وإهداره في غير
صالح العمل. لكن لو كان ذلك في أوقات الراحات. أو قبل بدء العمل أو بعد
انتهائه فلا مانع منه.
وأما بخصوص الحديث فقد رواه ابن ماجة والنسائي والحاكم وصححه أن رجلا
قال: يا رسول الله أردت أن أغزو. فقال له: "هل لك من أم؟ قال: نعم. قال:
فالزمها فإن الجنة تحت رجلها" وعبر في بعض الروايات عن هذا بقوله: "الجنة
تحت أقدام الأمهات".
وقد وردت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة تحث علي بر الوالدين وتزيد
الأم تخصيصا وكثير من هذه النصوص معروف لأغلب الناس. وأما المقصود بقوله
"الجنة تحت أقدام الأمهات" فهو الإخلاص في خدمتهن وعدم التكبر عليهن ولو
كان ذلك بلزوم أقدامهن. لأنهن من أقوي الأسباب في دخول الجنة. فمن كان هذا
شأنه كان مستحقا لتلك الدرجة العالية والمنزلة الرفيعة. نسأل الله - عز
وجل - أن يعيننا علي برّهن وأن يجعل ذلك من خالص العمل.
* هل
صحيح أن هاروت وماروت كانا من الملائكة وعاقبهما الله - عز وجل - علي
معصيتهما؟
**
جاء في كثير من كتب التفسير أن "هاروت وماروت" كانا ملكين هبطا إلي الأرض
وفتنا. فعاقبهما الله - سبحانه - بتعليقهما من أرجلهما. وهذا كلام ليس حجة
وإن ورد في كتب لها وزنها. إذ هو منقول عن تراث البابليين وكتب النصاري
وشروح اليهود.
والأقرب للصواب فيهما: أنهما ملكان أنزلهما الله إلي الأرض ليعلما
الناس السحر حتي يفرقوا بينه وبين النبوة. ويحذروهم من الفتنة به. في وقت
كثر فيه السحر وفتن الناس بالسحرة حتي رفعوهم إلي مقام النبوة قال الله
تعالي: "وما يعلمان من أحد حتي يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر" "البقرة
102". وقيل: إنهما شخصان علي درجة فائقة من العلم والعمل فتن الناس بهما
فرفعوهما إلي مكانة الملائكة مجازا علي طريقة العامة في التعبير. حيث
يدعون الشخص الخلوق ملاكا. ثم أسقط الناس عليهما اسم شخصيتين وردتا في
الأساطير البابلية بهذين الاسمين "هاروت وماروت".
وعلي كل فيجب الاحتراس من اتباع الأقاويل والروايات التي تنسب إلي
الملائكة ما لا يمكن أن يصدر عنهم ولا يصح أن ينسب إليهم. فهم معصومون. لا
يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. قال تعالي: "لا يسبقونه بالقول
وهم بأمره يعملون" "الأنبياء 127". هذا والله أعلم.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* ذهبت والدتي لأداء فريضة
الحج ونسيت ثلاث حصوات عند الرمي فهل يجب عليها الترتيب عند الرمي أم لا؟
**
واجب علي والدتك الترتيب في الرمي بالنية كمجموعتين وفوائت الصلوات فإذا
أخرت الكل مثلا بدأت بجمرة العقبة فتنوي رميها ليوم النحر ثم تأتي بالأولي
ثم الوسط ثم العقبة ناوية عن أول يوم للتشريق ثم تعود فتبدأ من الأولي حتي
تأتي علي الأخيرة ناوية عن الثاني وهكذا عن الثالث وفي تأخيرها عن ايام
التشريق كلها دم لفوات وقت الرمي فيستقر الفداء لقول ابن عباس من ترك نسكا
أو نسيه فليهرق دما كترك مبيت ليلة غير الثالثة لمن تعجل فيجب به دم وكذا
لو ترك المبيت لياليها كلها وفي ترك حصاة واحدة ما في إزالة شعرة واطعام
مسكين وترك حصاتين ما في ازالة شعرتين مثلا ذلك وهذا انما يتصور في آخر
جمرة من آخر يوم وإلا لم يصح رمي ما بعدها وفي أكثر من حصاتين دم ومن له
عذر من نحو مرض وحبس جاز أن ينيب من يرمي عنه والأولي أن يشهد ان قدر.
* أنا متزوج من سيدة ولي منها
ابناء ولي من سيدة أخري قبلها ولد وتريد زوجتي الجديدة أن أكتب لها
ولأولادها جميع ما معي وأحرم ابن مطلقتي فما حكم الإسلام في ذلك؟
** حفظك الله أن توزع
التركة بين الورثة تكفلت به الشريعة الاسلامية طبقا لما ورد في القرآن
الكريم والسنة النبوية المطهرة ومن يفعل غير ذلك فهو مخالفا لما أراده
الاسلام من توزيع التركة بين الورثة وقد أراد رجل في عهد النبي "ص" أن
يميز بعض أبنائه عن بعض وذهب الي النبي صلي الله عليه وسلم ليشهده علي ذلك
فلما علم منه الرسول "ص" ان الرجل لم يعط باقي أولاده مثل هذا الابن انكر
عليه ذلك وقال له "اتشهدني علي جور" ومن هذا يفهم ان ما يفعله بعض الآباء
من تمييز بعض ابنائهم أو حرمان البعض منهم مثل حرمان البنات مثلا انما هو
ظلم تأباه عدالة الاسلام من حرم وارثا من ارثه لا يشم رائحة الجنة فليحذر
الآباء ولتحذر انت مما تريده زوجتك من حرمان ابنك من الزوجة الأولي مطلقتك
فإن هذا الفعل اثم عظيم تستحق عليه العقوبة من الله العلي القدير.
* هل المرأة في الاسلام تابعة
للرجل وانه لا يجوز لها ابرام التصرفات المالية بدون الرجوع إليه؟
** لقد جعلت الشريعة الاسلامية للمرأة استقلالية اقتصادية تامة تخول لها
ابرام كافة التصرفات المالية بدون الرجوع إلي الرجل ونجد ذلك واضحا جليا
في قوله "صلي الله عليه وسلم" والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن
رعيتها "متفق عليه".
وإسناد المسئولية هنا للمرأة ينفي تماما ما يقال بتبعيتها الدائمة للرجل
وإذا كان بعض المسلمين يفعلون هذا باسم الدين فإن هذا جهل بالدين وسوء فهم
لتعاليمه لأنه علي النقيض من تلك الأفكار البالية والأعراف الباطلة.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* ما هي فضائل شهر شعبان؟ وما حكم الصيام فيه؟
** سمي شهر شعبان بهذا الاسم لأن العرب كانوا
يتشعبون فيه أي يتفرقون لطلب المياه. وقيل لأنه شعب أي ظهر بين شهري رجب
ورمضان.
ولأن شعبان بمثابة المقدمة لشهر رمضان. فيحسن أن يكون فيه شيء مما
يكون في رمضان من صيام فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "كان
رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم حتي نقول لا يفطر ويفطر حتي نقول لا
يصوم. ما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان.
وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان".
وقال الإمام ابن رجب رحمه الله:
"وأما صيام النبي صلي الله عليه وسلم من أشهر السنة فكان يصوم من شعبان ما لا يصوم غيره من الشهور".
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال:
"قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان؟
قال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان. وهو شهر ترفع فيه الأعمال
إلي رب العالمين فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم".
قال الإمام ابن رجب رحمه الله في بيان الحكمة من صيام شعبان إن النبي
صلي الله عليه وسلم لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام
اشتغل الناس بهما عنه. فصار مغفولاً عنه وكثير من الناس يظن أن صيام رجب
أفضل من صيام شعبان لأنه شهر حرام. وليس كذلك.
وقد ثبت علمياً أن الجسم في أيام الصوم الأولي يبدأ باستهلاك مخزونه
الاحتياطي من الدهون والبروتينات فينتج بسبب ذلك سموماً تتدفق في الدم قبل
أن يتخلص منها الجسم مع الفضلات مما يؤدي إلي شعور الصائم ببعض الأعراض
كالصداع والوهن وسرعة الغضب وانقلاب المزاج وقد يشتم ويسب مما قد يضطره
لأن يترك الصيام أحياناً. وهذه الأعراض تزول بعد أن تعود نسب الهرمونات
إلي وضعها الطبيعي في الدم خلال أيام من بدء الصوم بإذن الله.
لذلك فإن صيام شعبان ما هو إلا تمرين علي صيام رمضان حتي لا يدخل المسلم في صوم رمضان علي مشقة وكلفة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين. إلا من كان يصوم صوماً فليصم".
أي أنه إذا اعتاد الرجل أن يصوم يومي الاثنين والخميس مثلاً فإنه
يصومها كما نهي صلي الله عليه وسلم عن صيام يوم الشك وهو يوم الثلاثين من
شعبان وهناك بدع تنتشر بين بعض الناس كالاحتفال بليلة النصف من شعبان سواء
بالاجتماع علي عبادات أو إنشاد القصائد والمدائح. أو بالإطعام واعتقاد أن
ذلك سُنَّة واردة وهذا غير صحيح.
هناك أيضاً تخصيص صلاة العشاء في ليلة النصف من شعبان بقراءة سورة يس
أو بقراءة بعض السور بعدد مخصوص كسورة الإخلاص أو تخصيصها بالصوم أو
اعتقاد أن ليلة النصف من شعبان تضاهي ليلة القدر في الفضل.
وقد سئل فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن ليلة النصف من شعبان وصلي لها صلاة خاصة.
فأجاب: ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح وكل الأحاديث الواردة فيها ضعيفة أو موضوعة لا أصل لها.
وهي ليلة ليس لها خصوصية لا قراءة ولا صلاة خاصة وما قاله بعض العلماء إن لها خصوصية قول ضعيف وبالتالي فلا يجوز أن تخص بشيء.
والله أعلم
* نريد توضيحاً لمعاني
بعض الألفاظ الواردة في سورة النساء مثل لفظ أركسهم في قوله تعالي:
"فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن
تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً" ولفظ مُراغَماً في
قوله تعالي: "ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مُراغَماً كثيراً
وسعة..." ولفظ يبتكن آذان الأنعام في قوله تعالي: "ولأضلنهم ولأمنينهم
ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ
الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً".
** يقول الحق تبارك وتعالي:
"فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً".
وأركسهم من الركس والركس هو قلب الشيء علي رأسه أو رد أوله علي آخره. فمعني أركسهم ردهم أي الكفر.
وقد نزلت هذه الآية عندما رجع رأس النفاق عبدالله بن أبي بن سلول
بحوالي ثلث الجيش يوم أحد. فاختلف المسلمون في أمرهم. فقال بعض المؤمنين
نقتلهم فقد أظهروا الكفر بنقض عهد رسول الله فقتلهم فقد أظهروا الكفر بنقض
عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وقال آخرون بل هم مسلمون ينطقون بالشهادتين فقال الله عز وجل
للمؤمنين ما معناه: فما لكم قد اختلفتم في أمر المنافقين. وقد ردهم الله
عز وجل إلي الكفر وأوقعهم في الخطأ بسبب عصيانهم. فهل تريدون أن تهدوا من
أضله الله بسبب عصيانه؟
* أما لفظ مراغماً في قوله تعالي:
"ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة" والرغم
يعني الكسرة وهي تشتق من الرغام أي التراب والمراغمة هي أن تجعل أنف من
أراد بك سوءاً أو ضيقاً في التراب.. وعلي ذلك يكون تفسير الآية أن من
يهاجر في سبيل الله عز وجل سوف يجد في الأرض أماكن آمنة تجعل من أراد أن
يضيِّق عليه كان أنفه في التراب.
* وبالنسبة للفظ يبتكن آذان الأنعام فالبتك في اللغة هو القطع وبتك
آذان الأنعام هو قطع الأذن من أصلها. وهو ما كان يفعله أهل الجاهلية من
قطع آذان أنعامهم: البحيرة والسائبة والوصيلة والحام كعلامة علي أنها من
تلك الأنعام التي كانوا يحرمونها وهذا الفعل هو من تزيين وتلبيس الشيطان
يقول الحق تبارك وتعالي عما يقوله الشيطان اللعين: ".. ولأضلنهم ولأمنينهم
ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ
الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً".
فالشيطان عندما لعنه الله عز وجل لرفضه إطاعة أمر الله بالسجود لآدم
رد قائلاً: إنه سيضل أبناء آدم هذا الذي تسبب في لعنه ورده من رحمة الله
عز وجل وأنه سوف يضحك عليهم بالأماني الكاذبة ليطيعوه. ومن بين كيده
لأبناء آدم أنه سيوقعهم في عمل ما يغضب الله فسيأمرهم باتخاذ البحيرة
والسائبة وغيرها وسيأمرهم بقطع آذانها وصولاً إلي تغيير خلق الله ثم
سيأمرهم صراحة بتغيير الخلق التي خلق الله كل إنسان عليها متصوراً أن ذلك
نوع من تحدي الله فيما خلق ويتوعد الله من يفعل ذلك بالخسران الواضح
الأكيد.
والله أعلم
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* هل هناك
دعاء معين ورد عن رسول الله في ليلة النصف من شعبان.. أم لا؟ وما مشروعية
الاحتفال بتلك الليلة؟!
** هذه الليلة ورد بشأنها احاديث عدة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم
بعضها ضعيف يتقوي بعضه ببعض يحتج به في فضائل الأعمال وبعضها حسن ولذا
اختلف العلماء بين محبب في اختصاص هذه الليلة بالعبادة والدعاء وبين كاده
لذلك والذي أميل إليه هو صيام نهارها وقيام ليلها والتعبد بكل ما ورد به
الشرع أما اختصاص هذه الليلة باجتماع في المساجد للصلاة فمكروه كما قال
الإمام الاوزاعي وكذا صلاة الرغائب التي هي 100 ركعة تصلي ليلة النصف بدعة
منكرة كما قال الإمام النووي والدعاء المشهود الذي يردده البعض في ليلة
النصف لم يرد عن النبي صلي الله عليه وسلم. وعلي من يردده ان يعلم ذلك
وإذا ردده فليعلم ان هذا ليس في كلام الرسول صلي الله عليه وسلم بل في
كلام غيره فلا فضل له ولا مزيه فيه بعينه لكن فضله راجع إلي ما تضمنه من
دعاء طيب وكلام نافع.
* إذا نويت الحج هذا العام وفاجأتني الدوره بعد الطواف.. فهل اؤدي طواف الوداع أم لا؟!
**
الحائض لا تطوف الوداع لحديث ابن عباس رضي الله عنه إلا انه خفف عن المرأة
الحائض متفق عليه ولما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت حاضت صفية بنت حيي
بعدما أفاضت أمي بعد طواف الافاضة قالت فذكرت ذلك لرسول الله صلي الله
عليه وسلم فقال حابستنا هي قلت يا رسول الله إن أنها قد أفاضت وطافت
بالبيت ثم حاضت بعد الافاضة قال فلننفر إذاً "متفق عليه"
والنفساء في معني الحائض لا وداع عليها إلا ان تظهر الحائض والنفساء
قبل مفارقة بنيان مكة فيلزمها العود لانها في حكم المقيم بدليل انها لا
تستبيح الرخص قبل المفارقة فإن لم تعد لعذر أو غيره فعليها دم ثم بعد
وداعه يقف في الملتزم وهو اربعة اذرع بين الركن وباب الكعبة ملصقا
بالملتزم جميعة أي يلصق به وجهه وصدره ودراعيه وكفيه مسبسوطتان لحديث عمرو
بن شعيب عن أبيه عن جده قال طفت مع عبد الله فلما جاء دبر الكعبة قلت ألا
تتعوذ قال نعوذ بالله من النار ثم مضي حتي استلم الحجر فقام بين الركن
والباب فوضع صدره وذراعيه وكفيه وبسطهما بسطا وقال هكذا رأيت النبي صلي
الله عليه وسلم يفعل رواه أبو دادو.
*هل يرخص للمسافر سفر معصية كاستلام رشوة في الإفطار في نهار رمضان لبعد المسافة؟
** الرشوم حرام وهي من الكبائر ولا تجوز بحال من الأحوال ويكفي أن
رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ بدأ بلعن "الراشي" أما حكم الرخصة في
سفر المعصـــية. فقد ذهب جمهور الفقهاء سلفاً وخلفاً إلي عدم جواز الرخصة
للعاصي بسفره لأن مشروعية الرخصة للإعــانة علي السفر. والعاصي لا يعان.
وأن الرخصة نعمة من المنعم ــ عز وجل ــ لا تنال بالمعصية. والشارع الحكيم
إذا حرم أمراً حرم ذاته وعينه وكل ما يوصل إليه. وهذا مأخوذ من القاعدة
الشرعية "ما أدي إلي الحرام فهو حرام".
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* ما هو اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب؟
** ورد في بعض الأحاديث ان رسول الله صلي الله
عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني اسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت
وحدك لا شريك لك يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا
قيوم اني اسألك الجنة وأعوذ بك من النار.
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أتدرون بم دعا؟
قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم وفي رواية الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطي.
وورد في رواية أخري أنه سمع رجلاً يقول: "اللهم اني اسألك بأني أشهد
أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفواً أحد". فقال رسول الله له: لقد سألت الله بالاسم الأعظم الذي إذا سئل
به أعطي وإذا دعي أجاب.
ومما ورد في ذلك مقبولا أن الاسم الأعظم هو الله لا إله الا هو الحي
القيوم واختصاص الإجابة بهذا الاسم يدل علي ان كل ما ورد من اسماء الله
إذا اضيف إلي اسم الله كشف جانباً من جوانب الالوهية وينضم إلي ما يدل
عليه اسم الله الجامع لكل شئون الألوهية فيزداد عظماً بانضمام الاسم الخاص
له أو الاسماء مثل الله الرحمن. أو الله الحي القيوم. أو الله الرزاق إلي
آخر ما يتصل بحاجة الداعي أو السائل ومما ينبغي ان يعلم ان الاسم الذي
يجاب به الدعاء ويعطي به السائل لا يتحقق به ذلك للداعي أو السائل إلا إذا
استوفي شروط الدعاء من ايمانه واخلاصه وثقته في الله تعالي وانه إذا لم
يتحقق المطلوب يعوضه بادخار الثواب في الآخرة. وإما يصرف السوء عنه
فالاجابة قد تتحقق بالمراد وقد تتحقق بغير المراد ولابد من استيفاء شروط
الدعاء المقبول.
والله أعلم
* ما حكم
الدين في اطلاق اسماء بعض الأغنياء وذوي الشهرة علي المساجد التي انفقوا
علي انشائها وهل هذا يتنافي مع قول الله تعالي: "وان المساجد لله فلا
تدعوا مع الله أحدا"؟
**لا مانع شرعاً من اطلاق أسماء بعض الناس علي المساجد
وهذا الاطلاق قد يكون من غير من بني المسجد وذلك لتخليد اسم شخص عالم أو
حاكم أو مصلح وقد يكون هو الذي بني المسجد وميزه باسمه.
أما تخليد اسماء بعض الناس بنسبة المساجد إليهم فلا مانع منه إذا كان هذا الشخص يستحق ذلك وإذا كانت نية من قاموا بهذا العمل حسنة.
وأما كتابة باني المسجد اسمه عليه فيرجع فيه ايضا إلي نيته فإن كان
لمجرد تميزه عن غيره وسهولة الاستدلال عليه. فلا مانع وان كان للفخر
والرياء فممنوع.
والنصوص في وجوب الاخلاص لله تعالي وتحريم الرياء كثيرة والحديث
معروف: "انما الأعمال بالنيات". وإذا كان القصد من اطلاق اسم باني المسجد
عليه اثارة الحماس في نفوس الأغنياء ان يقيموا مثله فربما يكون أهلاً
للتقدير والاحترام والله تعالي هو الذي يقدر نيته علي غرار ما كان من
تنافس الصحابة في تمويل غزوة العسرة. قال الله تعالي في مثل هذه الظروف:
"ان تبدوا الصدقات فنعما هي وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير كم ويكفر
عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير".
ولا صلة لنسبة المسجد لبعض الناس بقوله تعالي: "وان المساجد لله"
فالمعني ان المساجد بيوت الله لا يعبد فيها سواه لما كان يعبد المشركون
الأصنام في مسجد مكة وهو بيت الله سبحانه وتعالي.
والله أعلم
* سافرت للخارج وكنت ارسل كل ما
اتقاضاه لوالدي كأمانة عنده. ثم فوجئت بعد نزولي من السفر انه قام بشراء
قطعة أرض وسجلها باسمه فما حكم الدين لو طالبته بنقل ملكيتها لي؟
** ان الابن إذا اكتسب مالا بجده
واجتهاده وسعيه فإنه يصبح مملوكاً له ليس عليه فيه شيء الا حق الله تعالي
وما يجب عليه من حقوق للوالدين ان كانا محتاجين أو صلة رحم يقوم بها
تبرعاً أو مساهمة في فعل خير تطوعاً.
وبالنسبة لما ورد في السؤال من ارسال الابن لوالده جميع ما كان
يتقاضاه في الخارج نظير عمله ليدخره الأب له. وقام الأب بشراء أرض باسمه
بهذه الأموال وسجلها له.
والأب في هذه الحالة يعتبر وكيلاً عن ابنه فيما قام به فكان يجب عليه
ان يكتب هذه الأرض التي اشتراها بمال ابنه باسم هذا الابن وليس باسمه.
ومطالبة الابن أبيه بنقل ملكية ا لأرض له حق خالص له ورفض الاب لذلك ليس
من حقه خاصة إذا كان له أخوة آخرون سوف يرثون هذا الوالد بعد وفاته ولا
يرد هنا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم "أنت ومالك لأبيك". لأن المال
باق بعينه لأنه عقار وليس مال استهلاكي وما دام الابن يسأل عن استحياء
عملاً بقوله تعالي: "وبالوالدين إحساناً" فإن الواجب علي الأب إذا ما
استشعر في ابنه هذا الأمر ان يبريء ذمته من ظلم قد يقع فيه إذا لم يسلم
ابنه ماله الذي اكتسبه بتعبه وعرقه إلا إذا تنازل الابن برضاه لانه لا يحل
مال امريء مسلم الا بطيب نفس كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم.
والحديث الذي ذكرناه "أنت ومالك لابيك" لا يطبق علي اطلاقه في كل الحاجات
فقد قال رسول الله هذا الحديث في واقعة خاصة وهي الحاجة الشديدة التي تصل
إلي ان الأب يتعرض لسؤال الناس وولده غني والأم في حكم الأب إذا تعرضت
لذلك. والشريعة الاسلامية لم تغفل ذلك فأوجبت للوالدين نفقة علي أولادهم
قدرها الشرع بمقدار الحاجة وتؤخذ من مال الابن بحكم القضاء دون اختيار له
في ذلك.
وهذه دلالة واضحة علي سمو الشريعة الإسلامية في احترام الحقوق
والملكية الخاصة بالاضافة إلي اعطاء كل ذي حق حقه. وهذا يدل علي روح
الشريعة والصلاحية لكل زمان ومكان.
والله أعلم
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* ماهي العقيقة وهل لها جذور قبل الاسلام؟
**العقيقة وهي ما يذبح سابع
ولادة المولود مما يصح ان يكون ضحية ففيها اسرار بديعة ومصالح كثيرة راجعة
إلي المصلحة المادية والمدنية والنفسية.
وقد كانوا يفعلونها في الجاهلية فاستبقاها النبي صلي الله عليه وسلم
ورغب الناس فيها بعد اصلاح مقاصدهم مع مخالفة اهل الجاهلية في بعض المسائل
كما ستعرفه.
فمن تلك المصالح - ولعله اقلها - التلطف بإشاعة نسب الولد اذ لابد من
اشاعته لئلا يقال فيه مالا يحبه كثرا ما يكون لذلك داع كبير في القضايا
كما هو معروف ولا يحسن ان يدور في الطرقات فينادي انه ولد له ولد فكانت
العقيقة افضل وسيلة لهذا الغرض.
ومنها انماء ملكة ان النصاري كان اذا ولد لهم ولد صببوه بماء مخصوص
يسمونه المعمودية ليكون نصرانيا حقا وفي مشاكله ذلك نزل قوله للمسلمين فعل
بإيزاء فعلهم ذلك يشعر بكون الولد حقيقيا تابعا لملة ابراهيم واسماعيل
عليهما السلام واشهر الافعال المختصة بهما المتوارثة في ذريتهما ما وقع له
عليه السلام من همه يذبح ولده ثم نعمة الله عليه ان فداه بذبح عظيم.
واشهر شرائعهما الحج الذي فيه الحلق والذبح فيكون الذبح عن المولود
تشبها بهما وتنويها بمثلهما واعلانا بأن الولد تابع لهما وعلي دينهما اذا
فعل ما هو من اعمال هذه الملة الحنيفية ومنها ان هذا الفعل في بدء ولادته
يخيل اليه انه هم يبذل ولده في سبيل الله ثم فداه كما فعل إبراهيم عليه
السلام وفي ذلك تحريك سلسلة الاحساس بالانقياد والخضوع وقد حث علي ذلك صلي
الله عليه وسلم يقول "مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه".
وقد كان اهل الجاهلية يقدمون تلك الذبائح لأصنامهم فجاء الاسلام
بتقديمها لله تعالي وذكر اسمه عليها يدل بدل الاوثان وكانوا يكرهون كسر
عظامها فجاء الاسلام بإباحة ذلك مخافة لهم وابعاد المسلمين عن التطير
والتشاؤم وتخليصا لهم من اتباع الاوهام والوساوس هذا وفي العقيقة ايضا نكر
لتلك النعمة التي انعم الله بها عليهم ولذلك استحب لهم ايضا ان يتصدقوا
بشيء قليل من الفضة يوم السابع شكرا للنعمة ويلتحق بما ذكرنا من التنويه
بشأن الدين ما يفعل من الأذان في آذان المولود فان الاذان في الاذن من
شعائر الاسلام واعلام الدين المحمدي ومن المقاصد الشرعية ان يدخل ذكر الله
في تضاعف الاعمال الدين المحمدي ومن المقاصد الشرعية ان يدخل ذكر الله في
تضاعف الاعمال ليكون كل ذلك ألسنة تدعوا إلي الحق وإلي دين الله ومن ذلك
انه يستحب ان يختار للمولود بعض الاسماء التي تشعر بذلك عبد الرحمن وعبد
الله ومحمد أحمد وقد جاء الترغيب في ذلك ففي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي
الله عنهما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ان احب اسماؤكم إلي الله
عبدالله وعبدالرحمن" وفي سند ابي داوود والنسائي ان رسول الله صلي الله
عليه وسلم قال "سموا باسماء الانبياء" الحديث.
فلذلك كله تنويه بالدين وكأنه اقرار بأنه من اهله
* ما هي المواضع التي نهي الشرع عن الصلاة فيها؟
**نهي الشارع الحكيم عن الصلاة في بعض المواضع وهذه المواضع هي تسعة عشر موضعا.
فعن ابن عمر- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلي الله عليه وسلم نهي أن
يصلي في سبعة مواطن: في المزبلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق وفي
الحمام وفي أعطان الإبل وفوق ظهر بيت الله "الكعبة" رواه بن ماجدة
والترمذي.
والمزبلة: المكان الذي يلقي فيه الزبل- روث البهائم.
والمجزرة: المكان الذي ينحر فيه الإبل. ويذبح فيه البقر والغنم.
وقارعة الطريق: أعلي الطريق أو وسطه.
والحديث ينهي عن الصلاة في هذه المواطن والنهي هنا للتحريم والحكمة من
هذا النهي هي لأن المقبرة والحمام وأعطان الإبل والمزبلة والمجزرة محل
للنجاسة.
وأما قارعة الطريق فلما فيها من شغل الخاطر الذي يؤدي إلي ترك الخشوع في الصلاة.
وأما علي ظهر الكعبة فلأن المصلي ليس لديه سترة ثابتة وزاد القاضي
أبوبكر بن العربي عن الحالات السبع ستة هي: الصلاة إلي المقبرة. وإلي جدار
مرحاض عليه نجاسة والكنيسة والبيعة وإلي التماثيل وفي دار العزاب.
كما زاد العراقي ستة أخري هي:
الصلاة في الدار المغصوبة. والصلاة إلي النائم والمتحدث. والصلاة في
بطن الوادي. والصلاة في الأرض المغصوبة والصلاة في مسجد الضرار. والصلاة
إلي التنور.
فصارت بذلك المواضع المنهي عن الصلاة فيها تسعة عشر موضعا.
والله أعلم.
* ما رأي
الدين في مسلم لا يصلي الجمعة ولكنه يصلي الظهر بدلا منها ولا يذهب إلي
المسجد ويؤدي جميع صلواته في المنزل؟
** يوم الجمعة يوم مشهود في الأرض وفي السماء
وقد جاء -في صحيح مسلم- قول النبي صلي الله عليه وسلم: "إذا كان يوم
الجمعة كان علي كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا
جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر".
وصلاة الجمعة واجبة عينا علي كل مسلم ذكر عاقل مقيم غير مريض وجاء
الأمر بها صريحا في قوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من
يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون"
سورة الجمعة آية .9
وهناك وعيد شديد لمن ترك الجمعة بغير عذر شرعي فقال عليه الصلاة
والسلام: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله علي قلوبهم"
وبالتالي فإن المسلم الذي لا يؤدي صلاة الجمعة من غير عذر قد ارتكب كبيرة
من كبائر الإثم ولنعلم أن قضاء الجمعة يكون ظهرا فمن فاتته صلاة الجمعة
قضاها ظهرا أربع ركعات.
ومسألة أداء الصلوات في المنزل دون ذهاب إلي المساجد ومن غير مشاركة
للمسلمين في جماعات الخير تجعل صاحبها مفرطا في جنب الله ويفوت عليه ثواب
عظيم والمداومة علي ترك الجماعات وهجر المساجد تنبيء عن أن صاحبها علي
شعبة من النفاق.
وجاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "من سره أن يلقي
الله غدا مسلما فليحافظ علي هؤلاء الصلوات حيث ينادي بهن فإن الله شرع
لنبيكم صلي الله عليه وسلم سنن الهدي وأنهن من سنن الهدي ولو أنكم صليتم
في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم صلي الله عليه
وسلم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد
إلي مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها
درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأينتا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم
النفاق ولقد كان الرجل يؤتي به يهادي بين الرجلين حتي يقام في الصف".
**العقيقة وهي ما يذبح سابع
ولادة المولود مما يصح ان يكون ضحية ففيها اسرار بديعة ومصالح كثيرة راجعة
إلي المصلحة المادية والمدنية والنفسية.
وقد كانوا يفعلونها في الجاهلية فاستبقاها النبي صلي الله عليه وسلم
ورغب الناس فيها بعد اصلاح مقاصدهم مع مخالفة اهل الجاهلية في بعض المسائل
كما ستعرفه.
فمن تلك المصالح - ولعله اقلها - التلطف بإشاعة نسب الولد اذ لابد من
اشاعته لئلا يقال فيه مالا يحبه كثرا ما يكون لذلك داع كبير في القضايا
كما هو معروف ولا يحسن ان يدور في الطرقات فينادي انه ولد له ولد فكانت
العقيقة افضل وسيلة لهذا الغرض.
ومنها انماء ملكة ان النصاري كان اذا ولد لهم ولد صببوه بماء مخصوص
يسمونه المعمودية ليكون نصرانيا حقا وفي مشاكله ذلك نزل قوله للمسلمين فعل
بإيزاء فعلهم ذلك يشعر بكون الولد حقيقيا تابعا لملة ابراهيم واسماعيل
عليهما السلام واشهر الافعال المختصة بهما المتوارثة في ذريتهما ما وقع له
عليه السلام من همه يذبح ولده ثم نعمة الله عليه ان فداه بذبح عظيم.
واشهر شرائعهما الحج الذي فيه الحلق والذبح فيكون الذبح عن المولود
تشبها بهما وتنويها بمثلهما واعلانا بأن الولد تابع لهما وعلي دينهما اذا
فعل ما هو من اعمال هذه الملة الحنيفية ومنها ان هذا الفعل في بدء ولادته
يخيل اليه انه هم يبذل ولده في سبيل الله ثم فداه كما فعل إبراهيم عليه
السلام وفي ذلك تحريك سلسلة الاحساس بالانقياد والخضوع وقد حث علي ذلك صلي
الله عليه وسلم يقول "مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه".
وقد كان اهل الجاهلية يقدمون تلك الذبائح لأصنامهم فجاء الاسلام
بتقديمها لله تعالي وذكر اسمه عليها يدل بدل الاوثان وكانوا يكرهون كسر
عظامها فجاء الاسلام بإباحة ذلك مخافة لهم وابعاد المسلمين عن التطير
والتشاؤم وتخليصا لهم من اتباع الاوهام والوساوس هذا وفي العقيقة ايضا نكر
لتلك النعمة التي انعم الله بها عليهم ولذلك استحب لهم ايضا ان يتصدقوا
بشيء قليل من الفضة يوم السابع شكرا للنعمة ويلتحق بما ذكرنا من التنويه
بشأن الدين ما يفعل من الأذان في آذان المولود فان الاذان في الاذن من
شعائر الاسلام واعلام الدين المحمدي ومن المقاصد الشرعية ان يدخل ذكر الله
في تضاعف الاعمال الدين المحمدي ومن المقاصد الشرعية ان يدخل ذكر الله في
تضاعف الاعمال ليكون كل ذلك ألسنة تدعوا إلي الحق وإلي دين الله ومن ذلك
انه يستحب ان يختار للمولود بعض الاسماء التي تشعر بذلك عبد الرحمن وعبد
الله ومحمد أحمد وقد جاء الترغيب في ذلك ففي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي
الله عنهما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ان احب اسماؤكم إلي الله
عبدالله وعبدالرحمن" وفي سند ابي داوود والنسائي ان رسول الله صلي الله
عليه وسلم قال "سموا باسماء الانبياء" الحديث.
فلذلك كله تنويه بالدين وكأنه اقرار بأنه من اهله
* ما هي المواضع التي نهي الشرع عن الصلاة فيها؟
**نهي الشارع الحكيم عن الصلاة في بعض المواضع وهذه المواضع هي تسعة عشر موضعا.
فعن ابن عمر- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلي الله عليه وسلم نهي أن
يصلي في سبعة مواطن: في المزبلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق وفي
الحمام وفي أعطان الإبل وفوق ظهر بيت الله "الكعبة" رواه بن ماجدة
والترمذي.
والمزبلة: المكان الذي يلقي فيه الزبل- روث البهائم.
والمجزرة: المكان الذي ينحر فيه الإبل. ويذبح فيه البقر والغنم.
وقارعة الطريق: أعلي الطريق أو وسطه.
والحديث ينهي عن الصلاة في هذه المواطن والنهي هنا للتحريم والحكمة من
هذا النهي هي لأن المقبرة والحمام وأعطان الإبل والمزبلة والمجزرة محل
للنجاسة.
وأما قارعة الطريق فلما فيها من شغل الخاطر الذي يؤدي إلي ترك الخشوع في الصلاة.
وأما علي ظهر الكعبة فلأن المصلي ليس لديه سترة ثابتة وزاد القاضي
أبوبكر بن العربي عن الحالات السبع ستة هي: الصلاة إلي المقبرة. وإلي جدار
مرحاض عليه نجاسة والكنيسة والبيعة وإلي التماثيل وفي دار العزاب.
كما زاد العراقي ستة أخري هي:
الصلاة في الدار المغصوبة. والصلاة إلي النائم والمتحدث. والصلاة في
بطن الوادي. والصلاة في الأرض المغصوبة والصلاة في مسجد الضرار. والصلاة
إلي التنور.
فصارت بذلك المواضع المنهي عن الصلاة فيها تسعة عشر موضعا.
والله أعلم.
* ما رأي
الدين في مسلم لا يصلي الجمعة ولكنه يصلي الظهر بدلا منها ولا يذهب إلي
المسجد ويؤدي جميع صلواته في المنزل؟
** يوم الجمعة يوم مشهود في الأرض وفي السماء
وقد جاء -في صحيح مسلم- قول النبي صلي الله عليه وسلم: "إذا كان يوم
الجمعة كان علي كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا
جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر".
وصلاة الجمعة واجبة عينا علي كل مسلم ذكر عاقل مقيم غير مريض وجاء
الأمر بها صريحا في قوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من
يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون"
سورة الجمعة آية .9
وهناك وعيد شديد لمن ترك الجمعة بغير عذر شرعي فقال عليه الصلاة
والسلام: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله علي قلوبهم"
وبالتالي فإن المسلم الذي لا يؤدي صلاة الجمعة من غير عذر قد ارتكب كبيرة
من كبائر الإثم ولنعلم أن قضاء الجمعة يكون ظهرا فمن فاتته صلاة الجمعة
قضاها ظهرا أربع ركعات.
ومسألة أداء الصلوات في المنزل دون ذهاب إلي المساجد ومن غير مشاركة
للمسلمين في جماعات الخير تجعل صاحبها مفرطا في جنب الله ويفوت عليه ثواب
عظيم والمداومة علي ترك الجماعات وهجر المساجد تنبيء عن أن صاحبها علي
شعبة من النفاق.
وجاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "من سره أن يلقي
الله غدا مسلما فليحافظ علي هؤلاء الصلوات حيث ينادي بهن فإن الله شرع
لنبيكم صلي الله عليه وسلم سنن الهدي وأنهن من سنن الهدي ولو أنكم صليتم
في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم صلي الله عليه
وسلم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد
إلي مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها
درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأينتا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم
النفاق ولقد كان الرجل يؤتي به يهادي بين الرجلين حتي يقام في الصف".
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* كم عدد الأنبياء والمرسلين؟
** اختلف في عدد الأنبياء والمرسلين والمشهور أن عدد الأنبياء مائة
وأربعة وعشرون ألفاً. وأن المرسلين منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر.
روي أحمد في مسنده من حديث أبي أمامة مرفوعاً: الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً الرسل من ذلك ثلاثمائة وثلاثة عشر جماً غفيراً.
وروي ابن حبان في صحيحه وغيره عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله كم
الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً. قلت: يا رسول الله: كم
الرسل منهم؟ فقال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جم غفير- وذكر ابن الجوزي في تلقيح
فهوم أهل الأثر نحواً من هذه الروايات مما يدل علي أن الانبياء عددهم مائة
وأربعة وعشرون ألفاً والرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر.
والله أعلم
* أخطأت امرأة ولكنها ترجو التوبة فهل إذا ارتدت
الحجاب وواظبت علي الصلاة يتقبل الله منها وكيف تعلم؟ وكيف تتوجه إلي الله
بالتوبة علماً بأنها أول مرة تخطئ؟
** التوبة النصوح تجب ما قبلها وقد وهبنا الله تعالي سبلاً كثيرة للحسنات وتكفر الخطايا.
فستر العورة والمواظبة علي الصلاة وقراءة القرآن الكريم والصدقة
والاستغفار والتسابيح كل هذه وغيرها مكفرات للذنوب متي صدقت النية وفي
صحيح الحديث أن رجلاً قدم إلي الرسول صلي الله عليه وسلم وقال: أصبت ذنباً
يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام: أرأيت حين خرجت من بيتك أليس قد
توضأت فأحسنت الوضوء؟ قال: بلي يا رسول الله. قال ثم شهدت الصلاة معنا؟
قال: نعم يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام: فإن الله قد غفر ذنبك ثم
تلا قوله تعالي: "وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات
يذهبن السيئات ذلك ذكري للذاكرين".
* ما حكم الشرع فيمن يقوم بتقديم موائد الطعام
عند أحد الصالحين وهذا الولي الصالح ينال القدر اليسير من الطعام؟ ما حكم
الشرع وقد ارتفعت قيمة اللحوم وأصبح من العسير علي الفقير أن يقدم أضحية
العيد وهل من بديل؟
** من سنن الإسلام الدعوة إلي الولائم. خاصة في مناسبات معينة كالعرس
والعقيقة وغيرها. وكثيراً ما دعا الصحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم
إلي طعام صنعوه. وهو القائل كما في صحيح الحديث "لو دعيت إلي كراع لأجبت
ولو أهدي إلي ذراع لقبلت".
وهذا من باب المودة والتآلف بين أبناء المجتمع كل ما في الأمر أن
نتذكر الحكمة القائلة: شر طعام الوليمة يدعي لها الأغنياء ويترك الفقراء.
والأضحية سنة علي الموسر.. وهي مرتبطة بالذبيحة لقوله عليه الصلاة والسلام
كما في الصحيح: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أي يوم عيد الأضحي.. نصلي
ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدمه
لأهله ليس من النسك في شيء. والفقير المعسر لا أضحية عليه. والأضحية لا
يجوز بيع لحمها أو شيء منها.
* توفي زوجي منذ ثمانية
عشر عاماً وترك لي طفلة كان عمرها حينذاك سنتين وطفلاً كان عمره ثلاثة
أسابيع وقد كرست كل جهودي لرعايتهما وتربيتهما وتعليمهما وأحجمت عن الزواج
من أجلهما.. والآن قد تزوجت البنت وقد سمعت من بعض أهل العلم أنني أخطأت
لرفض الزواج وسوف يحاسبني الله علي ذلك - فهل هذا صحيح؟
** اعلمي أيتها السيدة الفاضلة أن الإحسان إلي اليتامي والعناية
بأمرهم والقيام بتربيتهم وتأديبهم وتعليمهم من أعظم القربات إلي الله
تعالي ومن أقوي الأسباب الموصلة إلي السعادة الدنيوية والأخروية قال رسول
الله صلي الله عليه وسلم "خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر
بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه".
وروي البخاري عن سهل بن مسعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي
الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطي
وفرج بينهما" وعن أبي يعلي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "أنا أول
من يفتح له باب الجنة. إلا أني أري امرأة تبادرني فأقول ما لك ومن أنت؟
فتقول: أنا امرأة: قعدت علي أيتام لي" ومن هذا يتضح لك أيتها الأخت
الفاضلة أن إحجامك عن الزواج من أجل رعاية طفليك. والتفرغ لخدمتهما
وتربيتهما ليس بمعصية ولا يعتبر ذلك خطأ. مادمت تأمنين علي نفسك من الفتنة
بل إن عكوفك علي تربيتهما وتعليمهما يعتبر قربة تتقربين بها إلي الله عز
وجل ولك من الله حسن الثواب.
*هل صحيح أنه إذا زنا الرجل خرج الإيمان منه؟!
**من المعروف أن الإيمان يزيد وينقص. ولكن هناك بعض الأمور التي تخرج
الرجل المؤمن عن إيمانه ومنها: الزنا. وشرب الخمر علي سبيل المثال والذكر
لا الحصر وذلك للحديث الذي يقول فيه الرسول - صلي الله عليه وسلم - "إذا
زني الرجل خرج منه الايمان. فكان عليه كالظلة. فإذا أقلع رجع اليه
الإيمان" رواه أبوداود.
ومعني الظلة: أي الوقاية الحاجبة المانعة الأنوار مثل المظلة وظلة
الشجرة ومعني أقلع : أي كف عن الفاحشة. فإذا تاب وأناب إلي الله توبة
نصوحا عاد إليه الايمان مرة ثانية.
وفي حديث آخر يقول - صلي الله عليه وسلم - : "من زنا أو شرب الخمر
نزع الله منه الإيمان كما يخلع الانسان القميص من رأسه" وفي رواية للبيهقي
قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - : "إن الايمان سربال يسربله الله من
يشاء فإذا زنا العبد نزع منه سربال الايمان فإن تاب رد عليه" أي أناب الي
الله وعمل صالحا وتحلي بالايمان واستضاء به صدره وقد شبه - صلي الله عليه
وسلم - الايمان بالملابس الساترة. ومن وقع في الفاحشة عري وتجرد من
الايمان.
ويقول الله تعالي محرما الزنا ومبينا أنه فاحشة وطريق سييء: "ولا
تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً" الإسراء آية "32" أي انه كان
شيئا قبيحا يؤدي الي سوء العاقبة.
وهناك ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم
ولهم عذاب أليم منهم الشيخ الزاني الكبير الهرم ليس عنده شهوة ومع ضعفه
يزني قال - صلي الله عليه وسلم - : "ثلاثة لا يدخلون الجنة: الشيخ الزاني
والإمام الكذاب والعائل المزهو" أي الذي أصابه العجب والكبر وفي رواية
أخري "شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر" رواه مسلم والنسائي.
والله نسأل ان يتوب علينا وان يرزقنا الإيمان والتوبة كما نسأله العفو والعافية والسلامة من كل مكروه وسوء.
والله أعلم
* هل هناك تعارض بين قول الرسول -صلي الله عليه وسلم-
"لا عدوي ولا طيرة ولا هامة ولا صفر" وبين قوله: "فر من المجذوم فرارك من
الأسد"؟
** لا تعارض بين قول الرسول صلي الله عليه وسلم "لا عدوي ولا طيرة
ولا هامة ولا صفر" وقوله: "فر من المجذوم فرارك من الأسد".
قال البيهقي: وأما ما ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم إنه قال: لا
عدوي فهو علي الوجه الذي كانوا يعتقدونه في الجاهلية من إضافة الفعل إلي
غير الله تعالي. وقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح من به شيء من هذه
العيوب سببا لحدوث ذلك ولهذا قال صلي الله عليه وسلم فر من المجذوم فرارك
من الأسد.. وقال: لا يورد ممرض علي مصح.
وقال في الطاعون: من سمع به بأرض فلا يقدم عليه. وكل ذلك بتقدير الله تعالي. ج10 ص197 فتح الباري بشرح صحيح البخاري.
* ظروف عملي تمنعني من
الحج الآن رغم وجوبه عليّ ولكثرة مشاغلي فهل يجوز لي تأخير الحج إلي أن
تسمح ظروف عملي بأدائه؟ أم لابد من التعجيل به؟
** قال الشافعية بوجوب الحج علي التراخي بمعني جواز تأخيره عن وقت
وجوبه ولو لسنوات والصحيح قول الجمهور من أنه يجب علي الفور لقول الرسول
صلي الله عليه وسلم: "تعجلوا إلي الحج. يعني إلي الفريضة. فإن أحدكم لا
يدري ما يعرض له" والاحتياط في لا يدري ما يعرض له والاحتياط في أداء
العبادة واجب فقد يموت الإنسان فيفوته الفرض ويحاسب عليه والعمل لا يؤخر
عن أداء الفرض ولو تذرع كل صاحب عمل بانشغاله لتعطلت كثير من المصالح وعلي
رأسها الحج والعمل لا ينقطع ولا يؤخر حق الله تعالي في الحج الذي لا يجب
سوي مرة واحدة من العمر. لذا فإننا نقول للسائل وأمثاله لا يجوز أن تمنع
الإنسان ظروف عمله عن أداء فريضة الحج مادامت شروط وجوبه متوفرة لديه..
* هل هناك تناقض في قول الرسول - صلي الله عليه وسلم -: "حياتي خير لكم ومماتي خير لكم"؟
** ليس في قول الرسول - صلي الله عليه وسلم - فيما رواه ابن سعد في
طبقاته: حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم. فإذا أنا مت كانت وفاتي خيراً
لكم تعرض علي أعمالكم فإن رأيت خيراً حمدت الله وإن رأيت شراً استغفرت
لكم". ج2 ص.194
وذلك لأن لكلمتي خير وشر معنيين اثنين:
1- أن يراد بهما معني التفضيل لا الأفضلية وضد الخير الشر وضد الشر الخير. ومنه هذا الحديث.
2- أن يراد بهما معني الأفضلية أي: تفضيل شيء علي شيء وهو ما يعبر عنه
بأفعل التفضيل. وليس منهما هذا الحديث ويكون معني الحديث علي ذلك: في
حياتي خير لكم وفي مماتي خير لكم وقد فسره قول الرسول - صلي الله عليه
وسلم - في الحديث المذكور: في حياتي خير لكم: تحدثون ويحدث لكم وفي فإذا
أنا مت كانت وفاتي خيراً لكم: تعرض علي أعمالكم فإن رأيت خيراً حمدت الله.
وإن رأيت شراً استغفرت لكم.
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
رد: فتاوى واراء..
* ما هي المدة المقررة
شرعاً لحداد المرأة؟ وهل لبس اللون الأسود مباح؟
** إن الواجب علي كل
مسلم ومسلمة تلقي مصيبة الموت بالصبر الجميل والرضا بقضاء الله تعالي وأن
مدة الحداد أربعة أشهر وعشرة علي الزوج المتوفي وثلاثة أيام علي من مات من
الأقارب ونحوهم فيجب علي الزوجة أن تحد علي زوجها أربعة أشهر وعشرة فقط
ويباح لها أن تحد علي أقربائها ونحوهم ثلاثة أيام ويحرم الحداد فيما زاد
علي ذلك. لقوله عليه الصلاة والسلام: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم
الآخر أن تحد فوق ثلاثة أيام إلا علي زوجها فإنها تحد أربعة أشهر وعشر".
والحداد يكون بترك الزينة والطيب ونحوه ولا يكون بلطم الخدود وشق
الجيوب وحلق الشعر والنوح والندب وغير ذلك مما هو محرم شرعاً.. أما لبس
الثبات السوداء بقصد الحداد فلا يباح إلا في مدة الحداد المشروعة.
* ظهر لغط كبير حول
مشروعية سجدة الشكر بالنسبة للاعبي الكرة ما بين مؤيد ومعارض.. نريد أن
نعرف حكم الشرع في ذلك؟
** قال تعالي:
"لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد". فسجدة الشكر مستحبة عند
حدوث نعمة أو دفع نقمة. والذين منعوها للاعبي الكرة استندوا علي أنه يشترط
الوضوء لها ولأنهم يسجدون وهم كاشفوا عوراتهم "الشورت" ولعدم ضمان طهارة
الأرض.. وقبل أن نرد. نذكر آراء الفقهاء فيها. فالشافعية والحنابلة قالوا
إنها مستحبة ولا تكون إلا خارج الصلاة. فلو أتي بها في الصلاة بطلت صلاته.
ولو نواها ضمن ركوع الصلاة وسجودها لم تجزئه. وذهب الحنفية أنها مستحبة علي
المفتي به وإذا نواها ضمن ركوع الصلاة أو سجودها أجزأته ويكره الإتيان بها
عقب الصلاة لئلا يتوهم العامة أنها سنة واجبة. وقال المالكية أنها مكروهة
وإنما المستحب عند حدوث نعمة أو اندفاع نقمة صلاة ركعتين..
ونقول لمن منع اللاعبين من السجود عقب إحراز الأهداف إنه لا يشترط لها
الوضوء. كما أنهم يسجدون علي أرض طاهرة لقول النبي صلي الله عليه وسلم:
"جعلت الأرض مسجدا وترابها طهورا" واستدلالكم علي عدم الجواز لأن اللاعبين
يظهرون عوراتهم في غير محله لأن هذه مسألة مختلف فيها فأدلة من قال إن
الفخذ والركبة ليست عورة أقوي سنداً.. "فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول
الله صلي الله عليه وسلم كان جالساً كاشفاً عن فخذه فاستأذن أبوبكر فأذن له
وهو علي حاله. ثم استأذن عمر. فأذن له وهو علي حاله. ثم استأذن عثمان
فأرخي عليه ثيابه. فلما قاموا. قلت: يا رسول الله. استأذن أبوبكر وعمر
فأذنت لهما وأنت علي حالك. فلما استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك. فقال: يا
عائشة ألا استحي من رجل والله إن الملائكة لتستحي منه" رواه أحمد وذكره
البخاري تعليقاً ومسلم. وعن أنس أن النبي صلي الله عليه وسلم يوم خيبر حسر
الإزار عن فخذه حتي إني لأنظر إلي بياض فخذه رواه أحمد والبخاري ومسلم. قال
ابن حزم فصح أن الفخذ ليست عورة ولو كانت عورة لما كشفها الله عز وجل عن
رسول الله المطهر المعصوم من الناس. ولا أراها أنس بن مالك ولا غيره. وعن
أبي العالية البراء قال: إن عبدالله بن الصامت ضرب فخذي. وقال: إني سألت
أبا ذر فضرب بفخذي كما ضربت فخذك. وقال إني سألت رسول الله صلي الله عليه
وسلم كما سألتني فضرب فخذي كما ضربت فخذك وقال: صل الصلاة لوقتها. قال ابن
حزم فلو كانت الفخذ عورة لما مسها رسول الله من أبي ذر أصلاً بيده المقدسة
وأدلة من قال بأنها عورة:
1- عن محمد بن جحش قال: مر رسول الله صلي الله عليه سلم علي معمر
وفخذاه مكشوفتان فقال: يا معمر غط فخذيك فإن الفخذين عورة" رواه أحمد
والحاكم والبخاري وعلقه في صحيحه.
2- وعن جرهد قال: مر رسول الله صلي الله عليه وسلم وعليَّّ بردة وقد
انكشف فخذي فقال: غط فخذيك فإن الفخذ عورة رواه مالك وأحمد والترمذي وقال
حسن وذكر البخاري في صحيحة قال الشيخ سيد سابق رحمه الله الأحوط أن يستر
المصلي بين سرته وركبته ما أمكن ذلك وقال: قال البخاري حديث أنس أي الذي
ذهب أنها ليست عورة أسند أي أقوي سندا وحديث جرهد أحوط وهو دليل من قال
إنها عورة.. إذن سجود الشكر صحيح علي هذه الهيئة لأن البطلان يتقيد بإظهاره
العورة المغلظة وهي القبل والدبر..
abdelhamid- مشرف (ة)
- عدد الرسائل : 4741
العمر : 67
Localisation : SUD
تاريخ التسجيل : 01/03/2007
صفحة 31 من اصل 34 • 1 ... 17 ... 30, 31, 32, 33, 34
مواضيع مماثلة
» فتاوى واراء..
» فتاوى : ما حكم نقل المسجد إلى مكان آخر؟
» فتاوى 'الكيف' تفرق فقهاء الريف
» فتاوى حول المخدرات تفرق فقهاء الريف في المغرب
» فتاوى بالدارجة المغربية الشيخ عبد الله نهاري
» فتاوى : ما حكم نقل المسجد إلى مكان آخر؟
» فتاوى 'الكيف' تفرق فقهاء الريف
» فتاوى حول المخدرات تفرق فقهاء الريف في المغرب
» فتاوى بالدارجة المغربية الشيخ عبد الله نهاري
صفحة 31 من اصل 34
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى