فتاوى واراء..

* ما هو الحكم بالنسبة لمحاذاة الأكتاف والأقدام لمن تصلي وسط جماعة وهي جالسة؟!
** يجيب الشيخ إسماعيل نصار وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة: من السنة في صلاة الجماعة سد الفرج.. أو تضييق المسافة بين المصلي وجاره وقد صح في ذلك قول النبي: "أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب. وسدوا الخلل ولينوا بأيدي إخوانكم ولا تذروا فرجات للشيطان" فإذا كانت المأمومة امرأة جالسة لعجزها عن القيام فإن استطاعت أن يلمس قدمها قدم من تجاورها. وإلا اكتفت بلزق المنكب وهذا كله من أجل سد الفرج في الصفوف مع العلم بأنه سنة وليس فرضاً أي تصح الصلاة بدونه.
* ما حكم صلاة المصلي إذا نظر إلي غير موضع السجود وما حكم إطالة الثوب وتغطية الفم أثناء الصلاة؟.
** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن نظر المصلي إلي السماء لما رواه أحمد ومسلم والنسائي عن أبي هريرة رضي الله تعالي عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلي السماء في الصلاة أو لتخطفن من أبصارهم" كما نهي عن النظر إلي ما يلهي عن الصلاة من صور أو رداء مزركش أو أي شيء يلفت نظر المصلي فيلهيه عن الخشوع في الصلاة أما الآيات القرآنية فلا شيء فيها وقال بعض العلماء بكراهة تغميض العينين في الصلاة إلا لشيء يشغل العين عن مناجاة ربه ويأخذ عنه خشوعه أو كان يعطيه تركيزاً أكثر في القراءة.
أما إطالة الثوب وتغطية الفم أثناء الصلاة فقد روي الخمسة والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن السدل "الثوب الذي يصيب الأرض طوله" في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه.
* عن الشبكة للمخطوبة وأحقية امتدادها للخاطب بعد فسخ الخطوبة؟
** إن شبكة المخطوبة إذا اتفق عليها مع الخاطب قبل احضارها أصبحت جزءاً من المهر لا تستحقه المخطوبة إلا بإتمام العقد والدخول بها. وغالباً ما تكون الشبكة جزءاً من المهر عرفاً وعادة بين المصريين أما إذا لم يشترط علي الخاطب وقصد الخاطب اهداءها لمخطوبته علي انها لا تكون من جملة المهر ولا يصح مروءة استردادها وخصوصاً إذا كان الفسخ بسببه.
* هل العمل بالبنوك حرام؟.. لما أشيع بأن الفوائد حرام؟!
** يجيب الشيخ محمد حامد يوسف من علماء الأزهر بمطروح: العمل في البنوك حلال.. لأن المال كما هو معروف عصب الحياة وأصبحت البنوك الآن هي التي تسيطر علي أموال الناس فإذا ترك الشباب المسلم العمل في البنوك فمعني هذا اننا سنترك اقتصادنا في يد غيرنا من أعدائنا كاليهود وغيرهم.
ثانياً: أليس العمل ضرورة من الضروريات والله عز وجل يقول: "إلا ما اضطررتم إليه".
ثالثاً: إن العمل بالبنوك عبارة عن إحصائيات إرشادية وليست إنشائية.
رابعاً: وعلي رأي المتشددين ان البنوك فيها حلال خالص كالحسابات الجارية والشيكات وخطابات الاعتماد وغيرها من الخدمات المباحة شرعاً.
وإذا اختلطت الموارد المشروعة وغير المشروعة فوفقاً للمذهب الحنفي "غلب جانب الحلال وأصبح الكسب مشروعاً".

* إذا كان القضاء والقدر قد سبق في علم الله.. فلماذا نلجأ
إلي الله بالدعاء لدفع الكرب وسعة الرزق وهل الدعاء يخفف من القدر؟!

** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الأزهر الشريف: الدعاء من
أعظم مقامات العبودية وهو شعار الأنبياء وقد أشار القرآن إلي أن العبد
يتضرع الي الله ويدعوه.

قال تعالي "ادعوا ربكم تضرعا وخفية" وقال سبحانه: "وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ..." الأعراف.


وطلب منا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن نلجأ إلي الله في كل أمورنا
عندما قال له سراقة بن مالك يا رسول الله بين لنا ديننا كأنما خلقنا الآن
ففيم العمل؟ أفيم جفت به الأقلام أو جرت به المقادير؟ أو فيما يستقبل قال
صلي الله عليه وسلم بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير: قال سراقة:
ففيم العمل قال صلي الله عليه وسلم: اعملوا فكل يسر لما خلق له؟

فالدعاء لا ينافي الرضا بالقضاء والقدر فلا تعارض بما في علم الله بما سيكون وبين دعاء العبد وتضرعه لمولاه.


فإذا كان الدعاء لا ينفع فلماذا جاءت الآيات تحث عليه في القرآن.


فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لا
يغني حذر عن قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل
فيلقاه الدعاء فيعتلجان الي يوم القيامة".

وكان رسول صلي الله عليه وسلم يكثر من الدعاء في كل حالات من حالاته
دعاء قال ابن عباس بعثني العباس الي رسول الله صلي الله عليه وسلم فأتيته
ممسيا وهو في بيت خالتي ميمونة فقام يصلي من الليل فلما صلي ركعتين قبل
صلاة الفجر قال: اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي. وتجمع بها
من شملي وتلم شعثي وترد بها الفتن. وتصلح بها ديني وتحفظ بها غائبي وترفع
بها شاهدي وتزكي بها عملي وتبيض بها وجهي وتلم بها رشدي وتعصمني بها من
السوء. اللهم أعطني إيمانا صادقا ويقينا ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف
كرامتك في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء ومنازل
الشهداء. وعيش السعداء والنصر علي الأعداء ومرافقة الأنبياء اللهم اني
أنزل بك حاجتي وان ضعف رأيي وقصر عملي وافتقرت الي رحمتك فأسألك يا قاضي
الأمور ويا شافي الصدور كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير ومن
دعوة الثبور وفتنة القبور: اللهم ما قصر عنه رأيي وضعف عنه عملي ولم تبلغه
نيتي وأمنيتي من خير دعوة أحد من عبادك وخير انت معطيه أحدا من خلقك فإني
أرغب اليك منه وأسألك يارب العالمين.

اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين حربا لاعدائك وسلما
لأوليائك نحب بحبك الناس ونعادي بعدائك من خالفك من خلقك اللهم هذا الدعاء
وعليك الاجابة وهذا الجهد وعليك التكلان وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا
حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

فهذا هو النبي الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك
يكثر من الدعاء فنحن أولي أن نكثر من الدعاء والتضرع إلي الله عز وجل.

*
ما الذي يجب علي الزوجة تجاه زوجها.. وما الذي يجب علي الزوج نحو زوجته حتي تستقر أواصر المودة والرحمة وينصلح حال الاسرة؟!


** يجيب الشيخ حمدي الكلحي وكيل مديرية الاوقاف بالجيزة: يجب علي
الزوجة أن تكون مطيعة لزوجها في كل أمر. إلا إذا أمرها بشيء فيه معصية فلا
طاعة لمخلوق في معصية الخالق . وأن تكون أمينة علي ما له وأن تكون أمينة
علي عرضها وشرفها.. والمرأة الصالحة خير متاع.

ويجب علي الزوج أن يعاملها برفق وعطف وأن ينفق عليها بالحسني. ويرعي
شعورها نحو أهلها وأن يكون بارا بها ويكفيها من المأكل والملبس والمسكن ..
وأن يعفها حتي لا تفتن وأن يكون لينا رقيقا في معاملتها دونما جفاء أو
قسوة.

* قلت لزوجتي إذا لم تمتنعي عن الكلام في هذه الساعة تكونين "طالق"
بالثلاثة مع انها لم تمتنع فماذا أفعل؟

** يجيب فضيلة الدكتور "زكي عثمان" الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية
فيقول: الطلاق الصريح ما كان باللفظ لا يحتمل معني غير الطلاق أي انفصال
الزوجة وهو يكون بهذه الألفاظ الثلاثة المذكورة في القرآن كما عليه جمهور
الفقهاء وهي الطلاق والفراق والسراح. وهذا لا يحتاج إلي نية الطلاق.

أما إذا كان بلفظ محتمل معناه الطلاق. وغير الطلاق فيحتاج إلي نية الطلاق حتي تقع.


وهذا الطلاق بنوعيه قد يكون متجزئا أي غير مرتبط بشيء مثل أنت طالق
وقد يكون معلقاً أي مرتبطاً بشيء مثل إن لم تمنعني عن الكلام في هذه
الساعة تكونين طالق أو تكوني محرمة. والأول يقع بمجرد التلفظ به. والثاني
لا يقع عند حصول المعلق عليه لما عليه جمهور الفقهاء. والطلاق المعلق يرجع
لنية الحالف فإن قصد به الطلاق وقع. وإن قصد به التهديد أو الحث علي فعل
شيء أو النهي عنه كما جاء في السؤال فلا يقع به طلاق وهو الذي عليه العمل
في محاكم مصر ويري بعض الفقهاء أنه يقع بها طلقة واحدة مادامت بلفظ واحد
أو تكرر الحلف في مجلس واحد مع فاصل قصير.

والله أعلم

* توفي رجل وترك أموالا وأيتاما .. فهل لهذه الأموال زكاة؟ ومن يخرجها إن كان لها زكاة؟!
** يجيب الشيخ حمدي الكلحي وكيل مديرية أوقاف الجيزة: إن كانت الاموال التي تركها المتوفي لم تخرج زكاتها .. وجب اخراج الزكاة قبل توزيع التركة علي الورثة لقوله تعالي "من بعد وصية يوصي بها أودين" والزكاة دين لابد من اخراجها أولا.
أما إذا كان المتوفي قد أخرج زكاة الأموال ثم آلت الي الورثة بالتقسيم. فإن كان نصيب الوارث بلغ النصاب ـ وهو ثمن حوالي 85 جراما من الذهب ـ وجبت فيه الزكاة علي الورثة من كان بالغا. أو غير بالغ . فإن الزكاة في مال الصبي واجبة علي رأي الجمهور ـ واذا كان اليتيم قاصرا ـ أي لم يبلغ سن التكليف ـ وكان للمجلس الحسبي إشراف علي ماله . ويتعذر الاذن في أخذ الزكاة من هذا المال أخرجها الوصي علي الميت وله الحق في محاسبته عليها عندما يبلغ ويؤذن له في أخذ ماله.
* ما هي كيفية ختام الصلاة ؟ وما هي فائدتها؟!
** يجيب الشيخ خيري محمد ابراهيم امام وخطيب بأوقاف كفر الشيخ: ختام الصلاة من تمام الصلاة وفائدة ختام الصلاة أنها تجبر الخلل أو النسيان أو السهو الذي حدث من الانسان في صلاته وكيفية ختام الصلاة كمايلي:
أولا يقرأ المسلم آية الكرسي "الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم".
سورة البقرة الآية رقم 255 .
ثانيا ـ الاستغفار ثلاث مرات فعن" سيدنا عبد الله بن مسعود" قال ـ قال "رسول الله صلي الله عليه وسلم" من استغفر الله تعالي دبر كل صلاة ثلاث مرات وقال "استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كان فر من الزحف" رواه الترمذي.
ثالثا : أن يقول "سبحان الله" ثلاثا وثلاثين مرة
رابعا: أن يقول "الحمد الله" ثلاثا وثلاثين مرة
خامسا: أن يقول "الله أكبر " ثلاثا وثلاثين مرة
*
هل الإنجاب مع عدم وجود عقد شرعي يعد إثباتا للزوجية .. أو لابد من شروط واركان عقد الزواج؟!
*. يجيب الشيخ محمد حسن الشريف امام وخطيب بأوقاف الجيزة: هناك أركان وشروط لصحة عقد الزواج منها ما جاء في الحديث الشريف "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل" مع أهلية المتعاقدين للعقد. وعدم وجود ما يمنع من صحته كالقرابة والرضاعة وغيرها.
فاذا صح العقد كان الانجاب حلالا. واذا لم يصح العقد كان الانجاب حراما. لا يثبت به نسب وكان زنا فيه عقوبة الجلد.
* انتشرت ظاهرة الاعلان عن الزواج عن طريق المساجد فما حكم الشرع في ذلك؟!
** يجيب الشيخ احمد عبد الرحيم عبد العال امام وخطيب مسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين: روي مسلم أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: "من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل : لاردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا".
والمساجد جعلت للعبادة وعمل الخير. وينبغي أن يتوافر فيها الهدوء . وأن تصان حرمتها . فلا يزاول فيها ما يخل بكرامتها. فان لم يكن شيء من ذلك جاز رفع الصوت في المسجد.. وقد ثبت ان النبي كان يستقبل الوفود بالمسجد ويتلقي تبرعات المحسنين ويوزع الأموال المستحقة. وسمح بنصب خيمة لاستقبال الجرحي وتمريض المرضي في غزوة الاحزاب فالحكم هنا مبني علي عدم التشويش علي المصلين وعدم الاخلال بحرمة المسجد وعلي هذا فلا مانع من اعلان الخطيب عن اسماء من يريدون الزواج اذا كان في هذا الإطار وغالب المصلين راضون عن ذلك فالعرف له تقديره في مثل هذه الأمور.