فتاوى واراء..

* أين تستقر الأرواح بعد أن تنفصل عن أجساد الموتي؟
** يقول الله تعالي: "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً" الإسراء الآية: 85 الروح جسم لطيف تتصل بالبدن حال حياته ولها أربعة مراحل الأولي في بطن الأم الثانية التي نشأت فيها بعد ولادته حت وفاته واكتسبت فيها الخير والشر والثالثة دار البرزخ وهي أوسع من دار الحياة الدنيا والرابعة الدار الاخرة وهي دار القرار حيث الجنة أو النار والروح بعد مفارقتها للجسد تتفاوت في أماكنها فمنها أرواح الأنبياء في أعلي عليين وأرواح الشهداء في حواصل طيور خضراء سرح في الجنة حيث تشاء ومن مات وعليه دين حبست رواحهم عن دخول الجنة روي الإمام أحمد في مسنده عن محمد بن عبدالله بن جحش إن رجلاً جاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: "ما لي أن قتلت في سبيل الله؟ قال الجنة" ومن الأرواح من تكون علي باب الجنة ففي حديث ابن عباس "الشهداء علي بارق نهر بباب الجنة" ومنهم من يكون محبوساً في الأرض لم تعل روحه إلي الملأ الأعلي وهم العصاة ومن الأرواح من تكون في أجواف طيور سود في سجين كما جاء في حديث أم كبشة بنت المعرور "وإن أرواح الكفار في حواصل طير سود تأكل من النار وتشرب من النار وتأوي إلي حجر في النار" ومنها أرواح تكون في تنور من النار كأرواح الزناة ومنها أرواح في نهر الدم كأرواح أكلة الربا فالأرواح تختلف في أماكنها حسب السعادة والشقاءولها اتصال بأجسادها في قبورها ليحصل لها النعيم أو الشقاء والعذاب حسب الأعمال قال تعالي: "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره" والله أعلم.
أوقات الكراهية
*

ما هي الأوقات التي تكره فيها الصلاة وهل توجد كراهية في المسجد الحرام؟
** روي البخاري ومسلم عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لا صلاة بعد العصر حتي تغرب الشمس ولا صلاة بعد الفجر حتي تطلع الشمس وروي مسلم أن عمرو بن عبسة سأل النبي صلي الله عليه وسلم فقال له "صل صلاة الصبح ثم اقعد عن الصلاة حتي تطلع الشمس وترتفع فإنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار ثم صل فإن الصلاة مشهودة ومحضورة حتي يستقل الظل بالرمح ثم اقعد عن الصلاة فإنه حينئذ تسجر جهنم فإذا أقبل ألفي فصل فإن الصلاة مشهورة محضورة حتي تصلي العصر ثم أقعد عن الصلاة حتي تغرب فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار وروي الجماعة إلا البخاري عن عقبة قال ثلاث ساعات نهانا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن نصلي فيهن أو أن نقبر وحين تضيق تميل حتي تغرب".. فالأوقات المذكورة في هذه الأحاديث خمسة بعد صلاة الصبح حتي تطلع الشمس وعند طلوعها حتي ترتفع قدر رمح أي حوالي ثلث ساعة وعند استواء الشمس في كبد السماء وبعد صلاة العصر حتي تغرب وعند غروبها وهناك وقت آخر جاء في صحيح مسلم وهو عند إقامة الصلاة لقوله صلي الله عليه وسلم : "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة".
والصلاة المنهي عنها في هذه الأوقات هي النافلة عند الجمهور وقصرها الشافعي علي النافلة التي لا سبب لها أو التي لها سبب متأخر كصلاة الاستخارة وعند أبي حنيفة منع أي صلاة حتي الصلاة المفروضة ما عدا عصر اليوم وصلاة الجنازة ويستثني من ذلك الصلاة بمكة المكرمة فإنها تنعقد بلا كراهية في أي وقت من الأوقات قال: بهذا الرأي الشافعية. والله أعلم.
تصدق الزوجة
*هل صدقة المرأة من مالها الخاص بدون علم زوجها حلال أم حرام؟
** روي ابن ماجة أن امرأة كعب بن مالك أتت رسول الله صلي الله عليه وسلم بحلي لها فقالت إني تصدقت بهذا فقال: "إنه لا يجوز للمرأة في مالها أمر إلا بإذن زوجها فهل استأذنت كعباً؟ فقالت نعم فبعث رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي كعب فقال: "هل أذنت لخيرة أن تتصدق بحليها هذا؟ فقال نعم فقبله رسول الله منه" ورأي الإمام أبوحنيفة رضي الله عنه عدم ولاية الرجل علي مال زوجته تماماً ولها حرية التصرف الكاملة فيه كيفما تشاء وبدون إذن زوجها والله أعلم.
العمل بالفنادق
* شاب يعمل في فندق وبالفندق بار فهل يستمر في العمل أم لا ومهندس آخر يعمل في مشروع إقامة فندق وهو يعلم بأنه سيكون به ملهي ليلي فما حكم الراتب الذي يتقاضاه؟
** إذا كان الشاب يشارك مباشرة في نشاط البار فحرام عليه ذلك والمال الذي يكتسبه حرام أما إذا لم يكن مشاركاً فيه مشاركة مباشرة ويأخذ أجره من إيجار الفندق وهذا الإيراد بعضه من نشاط حلال وبعضه من نشاط حرام فلا مانع من العمل فيه وإن كان العمل في غيره أفضل وأطيب كسباً وعليه أن يحاول في البحث عن عمل لا حرمة فيه ولا شبهة.. أما المهندس الذي يعمل في المشروع لإقامة فندق سياحي ويعمل أنه سيكون به ملهي ليلي فإن إنشاء أي مبني يصلح لخير أو الشر لا حرمة في العمل ولا حرمة في راتبه الحرمة تتعلق بممارسة العمل الحلال أو الحرام في هذا المبني وأجر المهندس سيأخذه من صاحب الفندق وهو غير مسئول عن معرفة مصدر هذا المال لأن الفندق لم يزاول نشاطه ومزاولة النشاط تكون بعد تمام بنائه والله أعلم.
زينة المرأة
* هل يجوز للمرأة إظهار الزينة الموضوعية علي الأعضاء التي يجوز كشفها كالكفين مثلاً إن لم يترتب علي ذلك فتنة الزينة الظاهرة؟
** إظهار ما علي الكفين من زينة هو مباح لقوله تعالي: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولايبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن..." النور الآية: 31 متي كانت الزينة علي الوجه المعتاد فإن كان هناك مبالغة في الزينة وأدي ذلك للفتنة فيكون محرماً محرماً وبمناسبة هذا السؤال نوضح أن طلاء الأظافر يعتبر مفسداً للوضوء مانعاً لصحة الصلاة ويجب إزالته قبل الوضوء والله أعلم.
* شخص سرق منه مالاً فهل ينقص المال المسروق من الزكاة المفروضة عليه؟
** لو بلغ المال النصاب وحال عليه الحول وكان فائضاً عن حاجته وجبت فيه الزكاة أما إذا نقص عن النصاب فلا تجب فيه الزكاة ولو سرق بعض المال أو صرف وكان الباقي المال في آخر الحول يبلغ النصاب وجبت الزكاة في الباقي ولا ينضم إليه المال المسروق لأنه ليس في ملكيته والله أعلم.

* ما الذي جناه أعداء أمتنا من الحروب ضد الإنسانية. وما هي مراتب الجهاد أرجو الإفادة؟
** يقول الشيخ/ عادل أبوالعباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر: معلوم أن الأيام دول لقوله تعالي: "وتلك الأيام نداولها بين الناس" فالمسلمون انتصروا في غزوة "بدر" وانهزموا في غزوة "أُحُد" وانتصروا في غزوة "الأحزاب" وفروا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم "حنين". وتلك سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلاً. فقد يغلب الضلال الهدي. وتكون من عواقب هذه الغلبة ما نشاهده في واقعنا من أن الإنسانية بسبب غلبة الباطل قد ارتدت إلي الوراء وخسرت صفقتها وانحدر الإنسان عن قمة المجد فانزلق وارتكس في الإثم وكشف ما ووري من سوءته فلم تبق قيم ولم تبق إلا دعاوي فارغة كان الناس فيها أقرب إلي مذهب النفاق منهم إلي حقيقة الإيمان الذي كان عليه الناس يوم كانت الغلبة للحق. وأسفرت معارك التاريخ عن فواجع وكوارث زلزلت العقيدة ودكت قواعد الإيمان وغيرت مجري السلوك والأخلاق في المجتمعات الإسلامية وبرغم ما حدث فإن أدوار التاريخ لم تخل من دُعاة للفضيلة كانت لهم في كل دور مواقف مشرفة تنطق بآيات الجهاد وتعرب عن عظمة الذين عملوا علي إنقاذ البشرية من الدمار. وتحرير الناس من العبودية والتعسف والاستغلال والاضطهاد. وذلك في الفترات التي انتصر فيها الحق علي الباطل ونشر حينئذ راية التسامح والفضيلة.
أما ما يطلبه السائل من بيان مراتب الجهاد. فقد قال العلماء إنه كما يلي:
1 الجهاد لحفظ بيضة الدين إذا أراد أعداء الله مسها بسوء.
2 الجهاد لدفع العدو عن التسلط علي دماء المسلمين بالسفك وأعراضهم بالهتك.
3 الجهاد للدفاع عن طائفة من المسلمين التقت مع طائفة من الأعداء فخيف من استيلائهم عليها.
4 الجهاد لدفعهم عن ثغور المسلمين وقراهم وأرضهم أو لإخراجهم منها بعد تسلطهم عليها بالجور. وبكل الطرق المشروعة من بطولة وفدائية وعمليات استشهادية إلي أن تتحرر هذه البلاد.
وإننا لمؤمنون بأن هناك من يعمل لإعادة بناء الإسلام واستعادة مجده واسترجاع ما اغتصب من مقدساته. والدفاع عن المباديء الإنسانية والقيم الأخلاقية. ونور الله لا ينطفيء أبداً وهو متم نوره ولو كره الكافرون. فقد بشرنا رسولنا صلي الله عليه وسلم بأنه لا تزال طائفة من الأمة ظاهرين علي الحق لا يضرهم من خالفهم حتي يأتي أمر الله وإن غداً لناظره قريب.
* إن الجيلاتين منه ما هو غذائي وطبي وهو بروتين 100% يستخلص من جلود الأبقار. من الطبقة الوسطية للجلد وهو ما بين الطبقة العلوية وطبقة الدهون السفلية. وذلك عن طريق كشط الطبقتين بواسطة مجازر متخصصة في ذلك. ومذابح رسمية معتمدة في مصر تقوم بالذبح علي الطريقة الشرعية. وشركتنا للجيلاتين تستخلص هذا النوع ليدخل في أغلب أنواع الطعام مثل الحلوي والجيلي والشيكولاتات كمادة ممسكة جيلاتينية ومنه الطبي ويستخدم في تصنيع كبسولات الأدوية. حيث تكون سريعة الذوبان دون أي تأثير لأنه بروتين طبيعي 100% فهل هذا المنتج حلال أم حرام؟
** يقول الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر:
قال تعالي: "والله جعل لكم من بيوتكم سكناً وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلي حين" النحل آية: .80
ذكر القرطبي في تفسير لقوله تعالي: "من جلود الأنعام.." من الآية أن هذا الأمر عام في جلد الحي والميت. فيجوز الانتفاع بجلود الميتة وإن لم تدبغ. وبه قال: ابن شهاب الزهري.. والليث بن سعد وجلد الميتة إذا دبغ فقد طهر لقوله صلي الله عليه وسلم "أيما إيهاب دبغ فقد طهر" القرطبي ص10. ص156. 157. فإذا كان يجوز الانتفاع بجلد الميتة المدبوغ فمن باب أولي أن الانتفاع بجلد الحيوان المذكي كالأبقار المذبوحة بالطريقة الشرعية. جائز ولا حرمة فيه. وذكر في موسوعة القضايا الفقهية المعاصرة ص764 أد.علي السالوسي. انه لا يجوز للمسلم شرعاً استعمال الخمائر والجيلاتين المتخذة من الخنازير في الأغذية. لأنه في الخمائر والجيلاتين المتخذة من النباتات أو الحيوانات المذكاة شرعاً.. كالأبقار. غنية عن ذلك. ويفهم من ذلك أن استخلاص الجيلاتين الغذائي أو الطبي من جلود الأبقار المذبوحة بالطريقة الشرعية كما ذكر في مجازر متخصصة. وانتقال الجلود من حالتها الأصلية إلي مواد مستخلصة. يكون حلالاً ولا حرمة فيه.
هذا والله ولي التوفيق

* هل توبة فرعون حينما قال: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل مقبولة؟
** يجيب فضيلة الشيخ عثمان إبراهيم عامر من علماء الأزهر بقوله:
يقول الله تعالي حكاية عن فرعون: "حتي إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين" آية رقم 90 من سورة يونس.
وقد رد عليه سبحانه بقول: "الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين" اية رقم 91 من نفس السورة.
ففي حالة هذه التوبة غير مقبولة وذلك لأمرين:
1 إيمانه بالله ناقص لأنه غير صريح فلم يقل: آمنت بالله وإنما قال: آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل.. فقد منعه كبره أن يقول: أمنت بالله.
2 توبته هذه وقعت في إحدي حالتين لا تقبل فيهما التوبة أبداً.
الحالة الأولي عند ظهور علامات القيامة قال تعالي: ".. يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً.." آية رقم 158 من سورة الأنعام.
والحالة الثانية: عند الغرغرة. قال تعالي: وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتي إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن.." آية رقم 18 من سورة النساء. وعلي هذا فتوبة فرعون غير مقبولة.

هذه مجموعة من الأسئلة التي أجاب عنها
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان بالآتي: *
إمام يصلي بالناس وبعد الصلاة شكك أحد المأمومين في عدد الركعات وقال إن
الإمام أنقص ركعة؟

** إن كان ذلك واثقاً من نفسه مطمئناً فعليه هو أن يعيد ولا يُكلِّف الإمام أن يعيد ومن لم يكن موقناً إيقانه فلا يلزمه أن يعيد.


* رجل ذهب إلي مكتب عقاري لبيع الأراضي. أخذ مواصفات أرض وفي الظاهر
كأنه أراد أن يشتري هذه الأرض لكنه عرضها في مكاتب أخري للبيع. هو لم
يشترها وإنما أخذ مواصفات الأرض ثم عرضها للبيع. هل في هذا حرج عليه؟

* لا. لا ما لم يشترها وتكون في ذمته لا يجوز له أن يبيعها.


* رجل غطي ثوبه الجوزة فهل هذا من الإسبال؟


** النبي صلي الله عليه وسلم يقول: إزرة المؤمن إلي نصف الساقين لا
حرج فيما بين ذلك وبين الكعبين وما كان أسفل الكعبين فهو في النار.

في هذا الحديث سكت عن الكعب وإنما بين أن إزرة المؤمن إلي أنصاف
الساقين ولا حرج فيما بين أنصاف الساقين وما بين الكعبين. إلا أن هناك
رواية أخري عنه صلي الله عليه وسلم تقول: سلاحظ للكعبين في الإزار" ومعني
ذلك أنه لابد من إظهار الكعبين.

* كيف نوفق بين حديث الرسول الكريم "ما جاءكم عني فاعرضوه علي كتاب
الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني" وبين وجود السنة النبوية التي
تنفرد بأحكام عن القرآن الكريم؟

** تلك الأحكام هل هي معارضة لما في القرآن أو هي مخصصة لعمومات
القرآن أو مقيدة لمطلقات القرآن. فإن كانت مخصصة فلا تعارض بين الخصوص
والعموم. حكم القرآن يحمل علي العموم وهذا يحمل علي الخصوص. والخصوص يقدم
علي العموم. لأن العام ظني الدلالة وإن كان قطعي المتن. ولو كان متنه
متلقي بطريق القطع كالقرآن أو الأحاديث المتواترة عن النبي صلي الله عليه
وسلم إلا أنه بما أنه عام والعام يحتمل التخصيص بل احتماله للتخصيص
احتماله قوي فإن معظم العمومات مخصصات ما عدا العمومات التي لا يمكن أن
يطرقها التخصيص وبما أنها بمثل هذه الحالة أحكام العمومات يمكن أن يطرأ
التخصيص ولو من الأحاديث الأحادية فيوخذ بالحديث الأحادي عندما يكون
مخصصاً في شيء يحتمل التخصيص لا فيما لا يحتمل التخصيص. في ما لا يحتمل
التخصيص لا يمكن أن يؤخذ. لأن هناك أموراً لا تحتمل التخصيص قد يكون ذلك
راجعاً إلي العقل. العقل لا يقبل التخصيص في بعض العمومات. بل العقل
والشرع جميعاً مثل قول الله تعالي: "ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من
إله" المؤمنون من الآية: 91. فلو جاءت رواية ذكرت. قد يكون بعض المغرضين
ينسب رواية يذكرها السلف هذه ترد مهما كان لأن العقل والنقل قاضيان
باستحالة التخصيص. لا يمكن أن يتخذ الله من ولد وما كان معه من إله. كذلك
مثل قول الله سبحانه وتعالي: "لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد"
الإخلاص: 43. وقوله "ليس كمثله شيء" الشوري: من الاية:11. وقوله سبحانه
وتعالي: "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار" الأنعام من الآية: 103.
وقوله سبحانه وتعالي: "ولايظلم ربك أحداً" الكهف من الآية: 49. وقوله "ولم
يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل" الإسراء من الآية: 111. هذه
العمومات لا يمكن أن تخصص بحال من الأحوال وقد يكون منع التخصيص بسبب
الإجماع علي أنه لا يخصص هذا الحكم مثل قول الله سبحانه وتعالي: "حرمت
عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت
وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم
اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا
جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا
ماقد سلف" النساء من الآية: 23. فإن الأمة متواطئة جميعاً بلا خلاف أن
الأمهات داخلات في الحكم ولا يمكن أن يخصص عموم من هذا بحيث تحل الأم
لولدها بحال من الأحوال. وكذلك البنات وكذلك الأخوات وكذلك العمات وكذلك
الخالات.. فمثل هذا لا يمكن أن يخصص لو جاءت رواية تفيد التخصيص. هذه
الرواية لا يمكن أن تكون ثابتة عن الرسول صلي الله عليه وسلم بحال من
الأحوال أما فيما عدا فيؤخذ بالخصوص.

ما هي آداب قراءة القرآن الكريم؟
** أول ما ينبغي لقاريء القرآن أن يقصد بذلك وجه الله- عز وجل- لقوله تعالي: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين" ويستحب أن يكون علي طهارة بقدر الاستطاعة والخشوع والسكينة والوقار عند قراءة القرآن.. ويستحب ان يكون متجهاً إلي القبلة ما أمكن ذلك.. وان يستعيذ بالله عند ابتداء القراءة.. وأن يقرأ بترتيل وتفهم وتؤده وان يحسن صوته.. وان يختار الأوقات الطيبة بعد الفجر وعقب الصلوات.
تقسيم التركة
* هل يجوز للرجل تقسيم تركته علي أولاده في اثناء حياته؟
** بالنسبة لتقسيم الرجل تركته علي أولاده قبل موته هذا لم يكن مطلوباً من المسلم لأن المال مال الله وليس ماله.. والمال المتروك يسمي تركة يعني مات الميت وتركه.. وإن كان خائفاً من اختلاف أولاده فإن كان رباهم علي الطاعة والامتثال فإنهم لن يختلفوا إن شاء الله.
* ما حكم من صلي ثم تذكر أنه علي غير طهارة؟
** من صلي ثم تذكر أنه كان علي غير طهارة.. بعض الأئمة يري أن الصلاة قد أديت "وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به" والبعض يري إعادتها من باب الاحتياط.
تأخير الزكاة
* هل يجوز تأخير إخراج زكاة المال عن وقتها أو إخراجها بالتقسيط؟
** يقول الله عز وجل "وآتوا حقه يوم حصاده" يعني الأفضل إخراج الزكاة عند حلول الأجل لأن الإنسان لا يضمن حياته ولا يدري ماذا يحدث غداً.. لكن عند الضرورة يجوز تأخيرها إذا اقتضت الظروف ذلك.
الذهاب للمنجمين
* ما حكم الذهاب إلي المنجمين؟
* الذهاب إلي المنجمين لا يجوز وحرام لقول النبي صلي الله عليه وسلم: من ذهب إلي كاهن أو عراف فصدقه فقد كفر بما أنزل علي محمد وإن ذهب إليه وهو يعتقد كذبه لا تقبل له عبادته أربعين يوماً.
صلاة الجنازة
* ما حكم رفع الأيدي بعد التكبيرات في صلاة الجنازة؟
** رفع اليدين في صلاة الجنازة هيئة من هيئات الصلاة.. يري بعض الأئمة رفع اليدين مع كل تكبيرة.. ولكن الرأي الراجح أن يكبر المأموم سراً ولا يرفع يده عند التكبير.. والله تعالي أعلي وأعلم.

* ما حكم قراءة السورة بعد الفاتحة في الصلاة؟
** يجيب فضيلة الدكتور محمد سيد أحمد المسير- الأستاذ بجامعة الأزهر- بقوله: شأن المسلم أن يتفقه في الدين ويكون بصيراً بأمر عبادته بل يجب علي كل مكلف رجلاً كان أو امرأة أن يتعلم ما تصح به العبادة بحيث يفرق بين الفرض والسنة. قال عليه الصلاة والسلام: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".
وبالنسبة للقراءة في الصلاة ذهب جمهور العلماء إلي وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة فرضاً كانت الصلاة أو نفلاً إماماً كان المصلي أو مأموماً ودليلهم علي ذلك ما جاء في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من صلي صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج يقولها ثلاثا" ومعني الخداج النقصان يقال خدجت الناقة إذا ألقت ولدها قبل أوانه فقيل لأبي هريرة إنا نكون وراء الإمام فقال: "اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالي: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد "الحمد لله رب العالمين" قال الله تعالي: حمدني عبدي. وإذا قال: "الرحمن الرحيم" قال الله تعالي: أثني علي عبدي. واذا قال: "مالك يوم الدين" قال: مجدني عبدي. وقال مرة: فوض إلي عبدي. فإذا قال: "إياك نعبد وإياك نستعين" قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال: "اهدنا الصراط المستقيم.. إلي آخر السورة" قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل".
أما بالنسبة لقراءة السورة بعد الفاتحة فهي سنة لا يتعلق بها بطلان الصلاة ولا يرتبط بها سجود السهو وهي مستحبة في الركعتين الأوليين من كل صلاة ماعدا الجنازة لأنها مبنية علي التخفيف ويري فريق من العلماء مشروعيتها في كل ركعات الصلاة الرباعية أو الثلاثية.
هذا وقراءة سورة قصيرة أفضل من قراءة آيات بقدرها من سورة طويلة ويقرأ المصلي علي ترتيب سورة المصحف ويكره عكسه ولا تبطل به الصلاة ودليل استحباب القراءة ما ورد في صحيح الحديث: "من قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه ومن زاد فهو أفضل".
والله أعلي وأعلم.

* هل يجوز لي أن تكون يوم اجازتي يوم السبت أو يوم الاحد؟
* يقول الشيخ علي عبدالباقي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: ليس في الإسلام يوم معين تعطل الأعمال فيه وإن كان لابد فله أن يختار أي يوم من أيام الأسبوع ولا حرج في هذا وإن كان الأفضل يوم الجمعة لأن هذا اليوم عظمه الله تبارك وتعالي لما فيه من فضائل حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبوهريرة رضي الله عنه قال "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم عليه السلام وفيه أدخل الجنة وفيه اخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة وما رواه أحمد وابن ماجة عن ابي لبانة البدري رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "سيد الأيام يوم الجمعة واعظمها عند الله تعالي واعظم عند الله من يوم الفطر ويوم الاضحي وفيه خمس خصال: خلق الله عز وجل فيه آدم عليه السلام وأهبط الله تعالي فيه آدم إلي الأرض وفيه توفي الله تعالي آدم وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئاً إلا أتاه الله تعالي إياه ما لم يسأل حراما وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا يشفقن من يوم الجمعة ولأن يوم الجمعة يوم يجتمع فيه الناس لصلاة الجمعة وهو يوم عيد في الأرض وعيد في السماء والنبي صلي الله عليه وسلم قال الجمعة إلي الجمعة كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر وقال صلي الله عليه وسلم محذراً من ترك الجمعة بغير عذر فقد أسود ثلث قلبه ومن ترك جمعتين فقد اسود ثلثا قلبه ومن ترك ثلاث جمع فقد اسود قلبه كله ومن اسود قلبه كله فالنار أولي به وفي رواية طبع علي قلبه فإذا استطاع المسلم ان يحافظ علي الجمعة والجماعة فلا حرج عليه ان يختار له أي يوم من أيام الاسبوع فقد أحل الله للمسلم أن يستمتع بكل شيء ما دام لا يغضب الله عز وجل والله اعلم.
* رزقت بمولود خلال فترة النفاس كان ينقطع الدم عدة أيام تبلغ عشرة أيام أو اكثر فما حكم هذه الفترة هل نفاس أم طهر؟
** يقول الشيخ ماهر الحداد مدير عام بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: النقاء من الدم المتخلل بين دماء النفاس كأن تري يوماً دما ويوماً طهراً اختلف فيه الفقهاء قال الاحناف إن النقاء المتخلل بين دماء النفاس يعتبر نفاساً وان بلغت مدته خمسة عشر يوماً فأكثر وقال الشافعية النقاء المتخلل بين دماء النفاس إن كان خمسة عشر يوماً فالكل نفاس علي الراجح فإن لم ينزل دم عقب الولادة اصلاً ولم يأتها الدم مدة خمسة عشر يوما اصلا فكل طهر دما يجيء بعد ذلك من دم حيض ولا نفاس لها في هذه الحالة وقال المالكية إن القضاء المتخلل بين دماء النفاس إن كان نصف شهر فهو طهر والدم النازل بعده حيض وإن كان أقل من ذلك فهو دم نفاس؟؟ أكثر مدة النفاس بأن تضم أيام الدم إلي بعضها وتلقي أيام الانقطاع حتي تبلغ أيام الدم ستين يوما فينتهي بذلك نفاسها ويجب عليها أن تفعل في أيام الانقطاع ما تفعله الطاهرات من صلاة وصيام ومس المصحف ونحو ذلك وقال الحنابلة النقاء المتخلل بين دماء النفاس طهر فيجب عليها في أيامه كل ما يجب علي الطاهرات.

* ما حكم الشرع في توريث المال الحرام وخاصة إذا اعترف صاحبه بأنه قد جمعه من حرام.. وهل يلتزم الأبناء برد الأموال إلي مستحقيها أم أنها اصبحت حلالاً لهم؟
** يقول الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر: أن اصل ما يدخل جيب الإنسان إنما هو مال الميراث لأن الميراث قسمه الله تعالي من فوق سبع سماوات ولا دخل لأحد من بني البشر فيه. وتبعية المال الحرام انما هي علي من جمعه من الحرام وان نبي الله داود- عليه السلام- كان يتعبد في محرابه يوماً إذا رفع أكف الضراعة إلي ربه قائلاً: "اللهم إني أعوذ بك من اربع.. من بين هذه الأربع قال: "واعوذ بك من مال جمعته ثم تركته فينعم به غيري ويكون وبالا علّي في قبري". والله عز وجل يسأل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع ويحذرنا النبي صلي الله عليه وسلم من كسب الحرام لأن الكسب الحرام يمنع اجابة الدعاء قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة" ويقول ايضاً النبي صلي الله عليه وسلم: "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما ابلاه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما انفقه".. والرجل الذي يطعم ذريته من حرام يقع عليه الاثم أولاً واخيراً والنبي صلي الله عليه وسلم يقول: "كل جسم نبت من سحت فالنار أولي به" والإنسان إذا لبس ثوباً وعشر ثمنه حرام مثلاً فإن الثوب يلعن صاحبه حتي يبلي. والورثة إذا تقاسموا ما تركه الأب فهو مال ميراث إثمه يقع علي من جمعه ولكن يجب علي هؤلاء من باب البر بأبيهم أن يصححوا خطأ أبيهم ويقوموا برد المال إلي اصحابه ومستحقيه إذا عرفوهم وإن البر بالوالد- إما بإعطائه الفقراء- أو بالتبرع به في المشاريع العامة التي تنفع المسلمين- ولا ينتفعون به- ولا يكون علي سبيل الصدقة- إنما يكون علي سبيل التخلص منه.. أما إذا لم يخبرهم أبوهم بشيء عن مصدر ماله- ولم يكن لديهم أي علم عن مصدر التركة- فإنها تكون حلالاً لهم ان يتوارثوها فيما بينهم وينتفعوا بها. والله نسأل أن يجنبنا الزلل ويغفر لنا- والله أعلم.

*يقول المؤذن بعد الأذان: الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله. الصلاة والسلام عليك يا أول خلق الله. والصلاة والسلام عليك يا أشرف رسل الله الصلاة والسلام عليك يا من بك يرحمنا الله - فهل الصلة علي النبي بعد الأذان بهذه الصيغة واردة في الشرع؟
** يقول الشيخ أحمد قنديل عضو لجنة الفتوي بالأزهر: فالصلاة علي سيدنا رسول الله بعد الأذان مأمور بها من قبله "صلي الله عليه وسلم" بقوله "اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليّ وسلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة يعطيها الله عبداً من عباده أرجو أن أكون أنا" وهو حديث صحيح.
والمؤذن من المأمورين بالصلاة عليه بعد الأذان. أما الألفاظ الذي ذكرها السائل فلا أري بها بأساً فمن جهة السيادة فهو سيد ولد أدم كما جاء عنه "صلي الله عليه وسلم" فيما رواه الترمذي بسند حسن "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" الحديث. ومن جهة ملاحة الوجه فهو صاحب الوجه المليح المنير قال أبوهريرة: "نظرت إلي وجه رسول الله "صلي الله عليه وسلم" فإذا هو فلقة بدر". ومن جهة أنه أول خلق الله فهو أول خلق الله في عالم الذر لما رواه مسلم في صحيحه حينما سئل صلوات الله وسلامه عليه: متي وجبت لك النبوة؟ فقال: صلي الله عليه وسلم "كنت نبيا وان آدم لمنجدل في طينته" ومن جهة أنه أشرف خلق الله أو رسل الله فهو كذلك قال الله تعالي "تلك الرسل فضلنا بعضهم علي بعض" الآية ومن جهة ان الله يرحمنا به فنعم فما أرسله الله إلا رحمة للعالمين كما قال الله تعالي "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" فالألفاظ كلها صحيحة والصلاة بها عليه صحيحة ولا بأس بها. وانما أفضل الصلوات عليه كما علمنا هو صلوات الله وتسليما عليه الصلاة بالصيغة الإبراهيمية التي نقولها في التشهد في صلاتنا.

* ما الذي يدل عليه ورود قصة سيدنا يوسف مرة واحدة في سورة واحدة دون غيرها من قصص الأنبياء؟
** يجيب فضيلة الشيخ إبراهيم المصري- من علماء الأزهر الشريف- بقوله: جرت عادة القرآن الكريم بتكرار القصة في مواطن عديدة بقصد العظة والاعتبار ولكن بإيجاز دون توسع لاستكمال جميع حلقات القصة وللتشويق إلي سماع الاخبار دون سآمة أو ملل وأما سورة يوسف فقد ذكرت حلقاتها متتابعة بإسهاب وإطناب ولم تتكرر في مكان آخر كسائر قصص الأنبياء والمرسلين الذين وردت قصصهم في القرآن الكريم وذلك لتشير إلي إعجاز القرآن الكريم في حالتي الاجمال والتفصيل وفي حالتي الايجاز والاطناب قال القرطبي في تفسيره لسورة يوسف: ذكر الله أقاصيص الأنبياء في القرآن وكررها بمعني واحد وفي وجوه مختلفة وبألفاظ متباينة علي درجات البلاغة والبيان وذكر قصة يوسف- عليه السلام- ولم يكررها فلم يقدر مخالف علي معارضة المكرر ولا علي معارضة غير المكرر.
والاعجاز واضح لمن تأمل وصدق الله العظيم "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب..". آية رقم: 111 من سورة يوسف.
وعلي ذلك فورود سورة يوسف مرة واحدة في سورة واحدة عدا غيرها من قصص الأنبياء دليل علي إعجاز القرآن الكريم في إيجازه وإطنابه وإجماله وتفصيله- والله أعلم.