فتاوى واراء..

* توفي زوجي عن زوجته وبنتيه وثلاثة إخوة وأختين من الأب. وكان لي مؤخر صداق طرف زوجي. فهل لي الحق في أخذ هذا المؤخر قبل تقسيم التركة؟
** يجيب فضيلة الدكتور علي جمعة- مفتي الجمهورية- بقوله:
من المقرر فقها أنه يتعلق بالتركة حقوق ليست بمنزلة واحدة. بل بعضها أقوي من بعض. فيقدم الأقوي علي غيره. ويكون ترتيبها علي النحو التالي:
أولاً: يبدأ من تركة المتوفي بتكفينه. وتجهيزه من غسل ودفن وغير ذلك من الأمور الضرورية التي تلزم للميت دون تقتير أو تبذير. وإنما كان البدء بهذه الأمور لأنها بالنسبة للميت لا يصح تأخيرها. بل تعجيلها ستراً له وحفاظاً علي كرامته.
ثانياً: تسديد ديونه. لاسيما ديون العباد العينية التي تتعلق بأمواله والثابتة عليه ثبوتاً واضحاً بالإقرار أو البينة. فهذه الديون يجب أن تعطي لأصحابها قبل تقسيم التركة إبراء لذمة الميت.
أما الديون التي بين الميت وخالقه عز وجل كالزكاة والكفارات فبعضهم- كابن حزم والشافعي- يقدمونها علي ديون العباد. وبعضهم- كالحنفية- يسقطون ديون الله تعالي بالموت. ولا يلزمون الورثة بأدائها إلا إذا تبرعوا بها أو أوصي الميت قبل وفاته بأدائها. وفي حالة إيصائه بها تصير كالوصية للأجنبي يخرجها الورثة أو الأوصياء من ثلث التركة بعد التجهيز وبعد قضاء ديون العباد وإنما قدم تسديد الديون علي الوصية مع أنها متقدمة في الذكر في قوله تعالي: " من بعد وصية يوصين بها أو دين " " النساء12" لأن تسديد الديون واجب ابتداء والوصية تبرع. والبدء بالواجب أولي من البدء. وقد أثر عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:
تقرءون الوصية قبل الدين وقضي رسول الله- صلي الله عليه وسلم- أن الدين قبل الوصية.
ثالثاً: تنفيذ وصاياه من ثلث الباقي بعد تجهيزه وقضاء ديونه. فإن زادت علي الثلث احتاج الزائد إلي إجازة الورثة. هذا إذا كانت لأجنبي. فإن كانت لوارث احتاج الزائد عن الثلث إلي إجازة بقية الورثة.
رابعاً: تقسم تركة الميت بعد كل ما سبق علي الورثة بالطريقة التي شرعها الله سبحانه تعالي. وبناء علي ماذكر: فإن مؤخر الصداق دين يستحق للزوجة عند أقرب الأجلين: الطلاق أو الوفاة. وقد حل بالوفاة. فيخرج من التركة ويعطي للزوجة كاملا قبل تقسيم تركة المتوفي.
والله سبحانه وتعالي أعلم.

* فتاة مسلمة يتساقط شعرها بغزارة من منطقة معينة. هل يجوز لها زرع شعر بإحدي الطرق الآتية: إدخال خصلات من الشعر داخل بصيلات الشعر الخالية.
* نقل أجزاء من الجلد الذي ينتج الشعر بغزارة إلي الجزء الذي لا ينتج الشعر. تغطية الجزء العاري من الشعر بغشاء رقيق يحتوي علي خصلات من الشعر. ويلصق بفروة الرأس. ثم هل يجوز ذلك للشاب البالغ إذا أصابه الصلع؟
** يجيب فضلية الدكتور نصر فريد واصل المفتي الأسبق- بقوله:
لقد صح عن النبي- صلي الله عليه وسلم أنه تداوي وأمر الناس بالتداوي. فقد روي عن أسامة بن شريك قال: جاء أعرابي فقال: يا رسول الله أنتداوي؟
قال: نعم. فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله. وفي لفظ الأعراب: يا رسول الله أنتداوي؟قال: "نعم عباد الله تداوو فإن الله لم يضع داء إلا له شفاء إلا داء واحدا" قالوا: يا رسول الله: ما هو؟ قال: "الهرم"
كما أمرت الشريعة الإسلامية باتخاذ كل الوسائل التي تحافظ علي ذاته وحياته وصحته وتمنع عنه الأذي والضرر.
وفي واقعة السؤال وبناء علي ما تقدم: فإن الأمور المسئول عنها لعلاج هذه الفتاة التي يتساقط شعرها بغزارة وهي:
1- إدخال خصلات من الشعر داخل بصيلات الشعر الخالية.
2- نقل أجزاء من الجلد الذي ينتج الشعر إلي الأجزاء التي لا تنتج.
3-تغطية الجزء العاري من الشعر بغشاء رقيق يحتوي علي خصلات من الشعر.
إن كان هذا النقل سوف يتم من موضع ما من جسم الفتاة إلي الموضع الذي يتساقط منه الشعر. فإن هذا جائز ولا غبار عليه فالإسلام إنما جاء لسعادة البشر.
أما إذا كان هذا النقل سوف يتم من جسم إنسان آخر فإن هذا محرم شرعا.
إلا إذا كانت هناك ضرورة نفسية أو أدبية تلحق بالفتاة بأن تغير في شكلها. أو تكون سببا في عدم سعادتها في الدنيا. فالضرورات تبيح المحظورات كما أن الضرورة تقدر بقدرها.
وقد رخصت الشريعة الإسلامية للإنسان عند الضرورة أن يتناول من المحرمات ما يدفع عنه الهلاك حفاظا للنفس الإنسانية من الضياع " وما جعل عليكم في الدين من حرج".
فله أن يشرب الخمر بقدر رفع المخمصة. وأن يأكل الخنزير بقدر رفع الهلاك. لقوله تعالي: " فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم".
فإذا وجدت الضرورة تطبق القاعدة الشرعية سواء كان ذلك ذكرا أم أنثي والله سبحانه وتعالي أعلم.

* توفي آخي.. وكان خاطباً لبنت خالي. وطالبت خالي بالشبكة لأن الأمر لم يتعد الخطوبة. فقال خالي نأخذ نصفها وتأخذوا نصفا ثم ماطل وقال بعد ذلك لقد أخرجت الشبكة كلها لبناء مسجد. فما حكم الشرع في ذلك؟
** يقول الشيخ عبد العزيز النجار عضو لجنه الفتوي بالأزهر: مادام الخاطب مات في حادثة ولم يعقد قرانه. وان الشبكة جزء من المهر فيجب علي والد المخطوبة إعادة الشبكة كاملة أو قيمتها لورثة الخاطب لأن المهر حكم من أحكام النكاح وحيث لم يتم العقد ولا النكاح فلا تترتب عليه أثاره ولا يجوز لوالد المخطوبة التبرع بالشبكة أو التصدق بها لأنه ليس مالكا لها ولا يجوز التبرع بملك الغير فإن فعل لزمه رد القيمة. وإلا يعتبر آكلاً لأموال الناس بالباطل. والله -تعالي- أعلم

* هناك طوائف مسلمة تتزوج زواجاً يسمونه زواج المتعة. وعندهم الأدلة بأنه حلال فهل هذا صحيح؟
**يقول الشيخ فرحات المنجي من علماء الأزهر: زواج المتعة حرام حرام.. وهو مفتقر إلي المقاصد الإنسانية والشرعية التي أرادها الإسلام من وراء الزواج فهذا الزواج المسمي بزواج المتعة ومنه نوع يسمي زواج الأجل صفته أن يتفق رجل مع امرأة خالية من الأزواج علي أن تقيم معه مدة ما معينة أو غير معينة في مقابل مال معلوم.. وهذا الزواج لا يقصد به سوي قضاء الحاجة وينتهي دون طلاق الزواج ليس هو الزواج الذي شرعه الإسلام ونزل له فالقرآن يرشد إلي أن أساس الزواج السكن والمودة والرحمة المتبادلة بين الزوجين كما حدث بذلك فضيلة الشيخ شلتوت رحمه الله وإلي أن ثمراته تكوين الأسر وتحصيل الأبناء والأحفاد والتعاون علي تربيتهم وما أبعد زواج المتعة عن هذا الأساس وهذه الثمرات. والقرآن الكريم قد ربط بعنوان الزوجية أحكاماً كثيرة كالتوارث وثبوت النسب والنفقة والطلاق والعدة والإيلاء والظهار واللعان وحرمة التزوج بالخامسة وليس شئ من هذه الأحكام بثابت فيما يعرف بزواج المتعة والقرآن الكريم قد عرض للزواج بلفظة تارة وبلفظ النكاح تارة أخري في آيات كثيرة ولا يفهم منها ناطق بالضاد سوي الزواج الذي جعله أساس الدوام وتكوين الأسر وربطت به تلك الأحكام التي أشرنا إليها واقرأ في ذلك قوله تعالي: "وبعولتهن أحق بردهن". "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" "حتي تنكح زوجاً غيره" اقرأ هذه الآيات وأمثالها لتعلم أنها علي رغم ما يحاول المفتون بمشروعية زواج المتعة تحريفها عن مواضعها بعيدة كل البعد عن زواجهم الذي يعلنون أنه مشروع لغاية في نفوسهم أو تعصباً لأراء لا تعرف لها حجة نعم. ثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم أباحه للمحاربين في بعض الغزوات وثبت أيضا مما لا شك فيه أنه نهي عنه نهيا عاما وحرمه تحريما مؤبدا وقد جمع مسلم في صحيحه والحفاظ بن حجر في شرح البخاري أحاديث النهي وما كان نهي عمر رضي الله عنه عنها وتوعده فاعل هذا الزواج أمام جمع من الصحابة وإقرارهم إياه إلا عملا بهذه الأحاديث الصحيحة والله اعلم.

*أعمل سائقاً في إحدي الشركات . وأثناء سيري بالأتوبيس. أسمح بركوب الناس معي نظير مبلغ زهيد.. فما رأي الدين؟
يجيب فضيلة الدكتور محمد سيد أحمد المسير- الأستاذ بجامعة الأزهر -بقوله:
السائق لا يملك الأتوبيس . وهو أمين في استعماله. فيجب أن يلتزم بما تسمح به اللوائح والقوانين في الشركة فالحل والحرمة مرتبطان بذلك
وقد جاء في صحيح الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما- عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته. فالأمير الذي علي الناس راع وهو مسئول عن رعيته. والرجل راع علي أهل بيته وهو مسئول عنهم. والمرأة راعية علي بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم. والعبد راع علي مال سيده وهو مسئول عنه. ألا فكلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته"..
ما يأخذه السائق نتجية هذا العمل المخالف للقوانين يعد سحتا وحراما. لا يجوز أخذه ولا الانتفاع به. ويجب إيداعه باسم الشركة التي يعمل يها وتسليمه للمسئول حتي تبرأ الذمة..

*زوجي يحب الاختلاء في غرفة فوق السطوح طوال الليل وبعض النهار فظننت أنه يمر بحالة من الكآبة أو التصوف فالتمست له بعض العذر ولما تتبعناه وجدنا أمراً منكراً أنه يعيش بين الكمبيوتر والنت ليعيش بين المناظر الجنسية المنافية للشرع والعرف وأنه يتعامل مع نفسه جنسيا حتي ذبل عوده واصفر وجهه وبدأت تصرفاته لا يحمد عقباها.
** يقول الشيخ محمد السنراوي المستشار الديني لمحافظة الفيوم: إلي السيدة الفاضلة التي انتقل زوجها من حياة الفضيلة إلي ممارسة الرذيلة المرفوضة الذي عجز أمام نفسه التي فقدت الإرادة كما فقدت المروءة أمام محدثات العصر التي لها وجهان وجه المنافع لمن أراد الانتفاع ووجه المفاسد للذين طغت عليهم شهواتهم أمام المعروض من الرعاة الوافد والتي هي أحد حروب الدول التي تريد قتل الشعوب والسيطرة عليها بكل وسائل التدمير فإن للعلم دماراً وللجهل مثله وقد يكون دمار العلم خرابا للبلاد ودماراً للنفوس وقد صدق الإمام الشعراوي حيث قال لمعايشه وللعلم أوزار وللجهل مثله أن هذا الرجل الذي يقتل نفسه تحت المغريات وأوقف نفسه للتكيف بالمغريات من الدعارة وتعامل بالذات أن تكون زينتك لزوجك وجمالك له حديثا وشكلا وسلوكا وعليك تجفيف المنابع التي أدت إلي هذا التغيير أما هو فعليه أن يتذكر وينبغي عليه أن يحاسب نفسه ويعلم أن له أولادا وزوجة وهو مسئول عنهم معنويا وأدبيا ولا يسقط في هذه البئر الغائرة وعليه أن يقرأ قوله تعالي: " والذين هم لفروجهم حافظون إلا علي أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون" وعليه أن يشغل نفسه بالرياضة الروحية بالعبادة.. والعقلية بالاطلاع.. والنفسية بالرضي عما فيه والجسدية بالرياضة البدنية أما طلب الخلع أو الطلاق للضرر فلا أوافق عليه ما دام الإصلاح أملا حرصا علي سمعة الأسرة وكرامة البيت.

* كنت في زيارة قريب فسمعت أحد الحاضرين يقول: إن الذبح في شهر رجب حرام لأن من يفعل ذلك يتشبه بأهل الجاهلية وذكر بعض الأحاديث التي تؤيد قوله ونريد أن نتأكد من صحة هذا القول؟
** يجيب فضيلة الدكتور صبري عبد الرءوف - أستاذ الفقه بجامعة الأزهر - بقوله: إن بعض الناس في زمننا هذا جعلوا من أنفسهم علماء وفقهاء وأصبح من يعلم يتكلم فيما لا يعلم ومن لا يعلم أصبح يدعي أنه يعلم وسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "من أفتي بغير علم فقد ضل وأضل". وعلي الإنسان أن يفهم قوله أولا حتي لا يجعل الناس يعيشون في قلق. والذي يذبح في شهر رجب في العصر الجاهلي يسمي بالنيرة وذلك لأن العرب في الجاهلية إذا كانت لهم حاجة يرجون قضاءها قالوا: لئن ظفرنا بكذا لنذبحن كذا وكذا من النعم ولما جاء الإسلام وجد العرب يذبحون في شهر رمضان ما يسمي بالنيرة أو الرجبية وكان ذلك في صدر الإسلام.
لكن الفقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة ذهبوا إلي أن حكمها منسوخ واستدلوا علي ذلك بما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه لا فرع ولا عنبرة. والفرع أول نتاج الإبل والغنم كان أهل الجاهلية يذبحونه لآلهتهم ويتبركون به. واستدلوا أيضا بما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت نسخ صوم رمضان كل صوم كان قبله ونسخت الأضحية كل ذبح كان قبلها ونسخ غسل الجمعة كل غسل كان قبله.
وقالوا إن السيدة عائشة لا يمكن أن تقول مثل هذا القول إلا عن علم تعلمته من سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم.
واتفقوا علي أن النهي محمول علي نفي كونها سنة وليس علي الحرمة. ولهذا فمن ذبح في شهر رجب لمجرد الذبح لا إثم عليه ولا حرج لذلك لأن الذبح في أي وقت جائز.
واستدلوا علي ذلك بما أخرجه الإمام أحمد في سنده عن لقيط بن عامر أنه سأل النبي صلي الله عليه وسلم: إنا كنا نذبح في رجب ذبائح فنأكل منها ونطعم منها من جاءنا فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لا بأس بذلك. وقال عليه الصلاة والسلام "إذبحوا لله في أي شهر كان".
ومادامت الذبحة لله وتم الذبح علي حسب شرع الله فإن الذبح يكون حلالا في أي وقت من الأوقات.
والله أسأل أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال إنه سبحانه جل في علاه هو ولي ذلك والقادر عليه.

* لماذا سميت سورة محمد بهذا الاسم؟
** يجيب فضيلة الشيخ عثمان إبراهيم عامر من علماء الأزهر الشريف-بقوله:
سميت سورة محمد في كتب السنة المشرفة بهذا الاسم وكذلك ترجم لها في صحيح البخاري وكذلك في التفاسير وتسمي كذلك سورة القتال ووقع في أكثر روايات صحيح البخاري " سورة الذين كفروا". وأشهر أسمائها هو سورة محمد ووجه التسمية بهذا الاسم أنها ذكر فيها اسم النبي محمد- صلي الله عليه وسلم- فعرفت به. مع أنه ذكر في غيرها من السور.
وأما وجه تسميتها بسورة القتال فلأنها ذكر فيها مشروعية القتال ولفظ القتال في قوله تعالي: "وذكر فيها القتال" آية رقم 20 من السورة.

*ما هي الآداب الشرعية التي نقدمها عند احتضار المريض؟ وهل يتأذي المحتضر بالنواح ورفع الأصوات وندبه؟
**يجيب علي كل مؤمن بالله عز وجل أن يعرف أن الموت حق وأن نهاية كل حي هي الموت وعليه أن يستعد له بالعمل ا لصالح وما دام يحسن عمله فإنه يحب لقاء الله ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه كما يجب علي المسلم الذي يتواجد عند المحتضر أن يعرف هذا اولا يتضجر بالموت بل يعتبر ويتعظ بأنه بعد قليل سيلقي هذه الكأس ويندب له أن يلقن الحتضر الشهادتين بدون إلحاح علي المحتضر حتي لا يضجر من الإلحاح وأن يذكر له من كرم الله تعالي ما يرغبه في لقائه. ويحسن ظنه بربه. ويكثر من ذكره وقراءة سورة" قل هو الله أحد وآخر سورة الحشر ثم يوجه باضطجاع علي جنب أيمن فايسر فاستلقاء علي قفاه ووجهه للقبله ويقرأ عنده سورة يس. واذا مات إستحب لمن حضره أن يغمض عينيه . ويشد لحييه ويقول بسم الله. وعلي ملة رسول الله صلي الله عليه وسلم. اللهم اغفر لعبدك فلان وادفع درجته في المهديين. واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله ويارب العالمين. ويندب أن تلين مفاصله ويبادر بغسله وقضاء دينه وتنفيذ وصيته إذا تيقن موته وغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه.

*هناك مصطلحات مثل حرية العقيدة. حرية الرأي. حرية التفكير.. مصطلحات يتحدث عنها الجميع الآن وأريد معرفة رأي شريعتنا الإسلامية فيها؟
** يقول الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر:
الإسلام دين الفطرة. التي فطر الله الناس عليها. وجعل الاختيار من أسس قيام الإمامة وأباح عقد المعاهدات وتنظيم المجتمع علي أساس التعاون بين أفراده. ولذلك حرص هذا الدين- الإسلام- علي المحافظة علي الحريات للشعوب سواء المسلمين أو غير المسلمين-منها- حرية العقيدة-بمعني له الحق في ممارسته لشعائر ديانته في حدود القانون .فلا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي- ولعل السر في هذه الحرية هي ثقة الإسلام بنفسه فلا تضره العقائد الأخري في ظهورها وممارسة شعائرها ما لم يكن هناك عدوان علي الإسلام نفسه أو علي المسلمين. حرية الرأي في إبداء الرأي والاختيار والتصرف والتملك في إطار المشروع الذي لا ينتج أضراراً بالنفس ولا أضراراً بالغير. وإبرام المعاهدات والعقود حرية التفكير بمعني اعتناقه مايشاء من المبادئ والتعبير عنها بأية وسيلة بشرط الحفاظ علي حق الغير وعدم المساس بالآخرين وله حق الإبداع في الفكر والعلم وللإنسان أن يعلم ماشاء من العلوم وأن يعلمها لغيره بشرط عدم الضرر والإضرار.

* بعض الناس يرغبون في الذهاب إلي المدينة المنورة أولاً قبل أداء الحج ويدخلون الميقات بدون إحرام فما حكم فعلهم هذا؟
** لا خلاف علي أن من أراد الحج أو العمرة من غير أهل مكة فإنه يحرم عليه مجاوزة الميقات من دون إحرام سواء أكان يركب وسيلة نقل برية أم بحرية أم جوية فإن جاوزه من دون إحرام منه أثم ولزمه العودة ليحرم منه إلا إذا كان يخشي فوات الحج أو انقطاع الرفقة أو عدم الاهتداء إلي الطريق أو لأسباب أخري كالتي ذكرتها السائلة فلا مانع من أن يحرم من ميقات أهل المدينة ولا إثم عليه.
* هل تجوز الأضحية من الأغنام المستوردة من استراليا؟
** الأضحية إذا كان قد بينها رسول الله صلي الله عليه وسلم وورد بها التشريع الحنيف في قوله سبحانه وتعالي "إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر" فإن الشارع قد وضع لهذه الأضحية شروطاً لكي يكون المذبوح فيها مجزئاً بألا تكون عوراء أو عجفاء أو مريضة أو مهزولة أو نحو ذلك مما يؤثر في لحم الأضحية بالنقص ومن ثم فإذا كانت الأغنام المستوردة خالية من هذه العيوب أجزأت الأضحية بها أيا كان البلد الذي تستورد منه هذه الأضاحي وسواء أكانت من الغنم أو البقر أم الجاموس أم الإبل فهذا يراعي فيه شروط الأضحية السابق ذكرها فإذا توافرت فيها هذه الشروط أجزأت في الأضحية وإلا فلا.
* كثيرا ما يقع كثيرون من الناس في كلمة "لو" لو فعلت كذا.. لو ذهبت.. لو لم أفعل كذا.. فما حكم استعمال هذه الكلمة؟
** يجيب الشيخ إسماعيل نورالدين من علماء الأزهر: استعمال كلمة "لو" فيها عدة وجوه أولاً قد يكون المراد منها مجرد الخير فهذا لا بأس به مثل أن يقول لو زارني فلان لأكرمته. أو يراد بها التمني فهذا علي حسب ما يراد بها إن تمني بها خيراً فهو مأجور عليه بنيته وإن تمني غير ذلك فهو بحسب نيته فقد ورد في الرجل الذي يريد عملاً صالحاً لو أن لي مثل فلان لعملت فيك ما يعمل أي في أوجه الخير فقال صلي الله عليه وسلم فهو بنيته وأجرهما سواء وقال في الرجل الآخر الذي ذو مال ولم ينفق منه في الخير بل أنفقه في الشر وقال آخر لو أن عندي مثل فلان لعملت مثل ما يعمل قال فهو بنيته ووزرهما سواء.
فإذا جاءت لو للتمني فتكون بحسب ما يتمناه العبد خيراً فهو خير وإن تمني سوي ذلك فله ما يتمني.. أو قد يراد بها التحسر علي ما فاته فلا تفيده شيء بل تفتح له باب الأحزان والندم وفي هذه يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف. وفي كل خير. إحرص علي ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا. فإن لو تفتح عمل الشيطان" فلا فائدة منها في هذا الشأن لأن الإنسان عمل ما هو مأمور به من السعي لما ينفعه ولكن القضاء والقدر كان بخلاف ما يري وقد نهي عن ذلك رسول الله صلي الله وسلم كما ورد في الحديث.
* هل عقد الزواج رضائي أم هو عقد شكلي وما هي شروط نفاذه؟
** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر:
عقد الزواج هو عقد شكلي فلا يعترف الشارع به ولا يرتب أحكامه ولا يظلها بحمايته بمجرد تراضي الطرفين عليه بل لابد من الشهود والإعلان بالشهادة علي مذهب الجمهور فهو إذن عقد شكلي لا رضائي وإن كان الرضا أساساً فيه عند جمهور العلماء.
وشروط نفاذه شرطان:
أولاً: أن يكون كل من العاقدين تام الأهلية بالعقل والبلوغ والحرية.
الثاني أن يكون كل من العاقدين ذا صفة تخول له أن يتولي العقد وتجعل له الحق في مباشرته بأن يكون أحد الزوجين أو وكيلا عنه أو وليا عليه فإن كان أحد العاقدين فضوليا أو كان وكيلا ولكن خالف فيما وكل فيه.. أو كان وليا ولكن يوجد ولي أقرب منه مقدم عليه فإن عقد أي واحد من هؤلاء إذا استوفي شروط الانعقاد والصحة ينعقد صحيحاً وشروط لزومه بحجمها شرط واحد وهو ألا يكون لأحد الزوجين ولا لغيرهما حق فسخ العقد بعد انعقاده وصحته ونفاذه فلو كان لأحد فسخه كان عقداً غير ملزم.

* بعض الناس لا يصلون إلا في رمضان فقط.. فهل هذا جائز؟


** يؤكد الشيخ يوسف القرضاوي أن الصلاة في رمضان دون غيره هو الشئ
المنكر تماما. فلو أن واحداً يصلي في رمضان ويترك الصلاة بعد رمضان.. هذا
لا يجوز.. ودليل علي أن صيامه "مغشوش" ومدخول لأن الصلاة عماد الدين وهي
الفريضة الركنية اليومية والعبادة الشعائرية التي تجعل الإنسان علي موعد
مع ربه كل يوم خمس مرات.. وان الصلاة هي الفاصل بين المؤمن والكافر لذلك
نقول لمن يفعل ذلك كن ربانيا ولا تكن رمضانيا. تطيع الله في المواسم تقطع
الصلة بينك وبين ربك.. هذا مرفوض تماما. فالنشاط قد يقل هذا معقول إنما
تنقطع حتي تترك الصلاة هذا لا يقبل من مسلم ولا من مسلمة بحال من
الأحوال.. ويضيف: "لأن هذا شأن الكفار او المنافقين. المشركون ربنا وصفهم
بقوله "وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون" والمنافقون وصفهم الله بقوله "وإذا
قاموا إلي الصلاة قاموا كسالي يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا".
يعني هؤلاء حتي لم يبلغوا درجة المنافقين لان المنافق يقوم الي الصلاة
كسلان.. هذا لم يقم لها كسلا ولا نشيطا والمنافقون يذكرون الله قليلا
وهؤلاء لا يذكرون الله لا كثيرا ولا قليلا فهم شر من المنافقين في عهد
النبوة".

وحدث د. يوسف القرضاوي علي مصاحبة أهل الخير وعدم الانقطاع عما تعوده
في رمضان. فإذا تعود في رمضان أن يقرأ القرآن.. يظل يقرأ القرآن او تعود
أن يحضر دروس العلماء يحضر ولو في الاسبوع يحضر درساً من دروس الدين".




* قمت ببيع حلية من الذهب بأحد محلات الذهب
ومن نفس المحل قمت بشراء حلية أخري أغلي في القيمة. وقمت بدفع الفرق
للبائع.. فهل هذا ربا؟

** تجيب د. سعاد صالح عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات
بجامعة الازهر السابقة: ما قامت به السائلة من عمل حلال شرعا لان التقايض
تم في الحال لقوله صلي الله عليه وسلم: "الذهب بالذهب. والفضة بالفضة مثلا
بمثل ويدا بيد" فهنا حدث التقايض في الحال يدا بيد. وما دفعته السائلة من
فروق يؤدي الي المثلية. فتصرفك مشروع وحلال ولا غبار عليه شرعا. والله
أعلم




* ما معني الأحرف السبعة في القرآن الكريم؟


** أجاب الدكتور أحمد محمود كريمة الاستاذ بجامعة الأزهر: تعددت مذاهب
العلماء في بيان المقصود من نزول القرآن الكريم علي سبعة أحرف فمن ذلك:

أولاً: أنها سبع لغات العرب "هذه اللغات متفرقة في القرآن الكريم.
فبعضه نزل بلغة قريش. وبعضه نزل بلغة هوازن. وبعضه بلغة هذيل. وبعضه بلغة
أهل اليمن. فيكون القرآن بجملته مشتملا علي هذه الأحرف السبعة".

ثانيا: أنها سبع لغات نزل فيها القرآن الكريم في المعني الواحد.


ثالثا: أنزل علي سبعة أنحاء وأصناف. منها زاجر. ومنها آمر. ومنها حلال. ومنها حرام. ومنها محكم. ومنها متشابهه.


رابعاً: أنها أوجه من الألفاظ المختلفة في كلمة واحدة ومعني واحد مثل: أقبل. تعال. هلم. عجل. أسرع.


خامسا: سبعة أوجه: الاختلاف في اعراب الكلمة أو في حركة بنائها. لا يزيلها عن صورتها في الكتاب مثل "هل نجازي" هل يجازي".


الاختلاف في اعراب الكلمة وحركات بنائها بما يغير معناها ولا يزيلها عن صورتها مثل "باعدْ بين أسفارنا" "باعدَ بين أسفارنا".


الاختلاف في حروف الكلمة دون إعرابها بما يغير معناها ولا يزيل صورتها مثل "كيف ننشزها" "ننشرها".


وهكذا فالأحرف السبعة تيسير من الله عز وجل لهذه الأمة وهي اعجاز من
تحدي كل اللغات واللهجات ومن تنوع القراءات وهي عند نزول القرآن الكريم
الي عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه كانت رخصة. أما من عهد سيدنا عثمان رضي
الله عنه فهو الحرف الواحد المحفوظ بالتواتر. ومهما قيل من اجتهادات ستبقي
الاحرف السبعة من أسرار الوحي المعصوم المنزل. والله تعالي أعلي وأعلم.



** عندما أسافر أنا وزملائي خارج البلاد نأكل
لحوماً نعلم يقيناً أنها ذبحت علي الطريقة غير الإسلامية فنسم الله
ونتاولها فما الحكم؟

يجيب الشيخ أنا محمد ابراهيم الواعظ بالأزهر الشريف يقول صلي الله عليه وسلم "ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة".


فيا أخي السائل طالما أنك عرفت أنها لم تذبح علي الطريقة الاسلامية
كالصعق بالكهرباء فلا داعي لأكلها خاصة أن هناك بدائل من المأكولات الأخري
كالبحرية حيث السمك بجميع أنواعه فضلا عن الخضروات وأنواع الجبن وغيرها
فالبسملة لا تجيز الحرام وليست شماعة لتحليله والحالة الوحيدة التي تجيز
أكل الميتة هي تحقق الهلاك المحقق قال تعالي "فمن اضطر غير باغ ولا عاد
فلا إثم عليه" البقرة .173

وإذا وجدت محلاً يقدم اللحوم الجاهزة علي الطريقة الإسلامية وتحريت
من صدقه ووجدت قرينة في مطعمه تدل علي ذلك كالذي لا يقدم الخمور والمحرمات
في مطعمه فالصدق لا يتجزأ ومن صدق مع الله صدق مع الناس.. ففي هذه الحالة
لا بأس من الأكل والله أعلي وأعلم.

* ماهو حكم الزوجة التي تمتنع عن زوجها في رمضان بحجة الصيام أو القيام؟


** يجيب الشيخ السيد الهادي.. الصيام هو الامتناع عن الطعام والشرب
والشهوة من طلوع الفجر إلي غروب الشمس وقد أباح الله لعباده ذلك في ليل
رمضان قال تعالي "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم هن لباس لكم وأنتم
لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن
باشروهن وابتغوا ماكتب الله لكم وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض
من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلي الليل ولا تباشروهن وأنتم
عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها" آية 187 سورة البقرة.. فإن
امتنعت الزوجة عن زوجها في ليل رمضان بدون عذر شرعي فإنها آثمة لقول النبي
صلي الله عليه وسلم "إذا دعا الرجل امرأته إلي فراشه فلم تأته فبات غضبان
عليها لعنتها الملائكة حتي تصبح" رواه البخاري ومسلم ولتعلم المرأة
المسلمة أنها بامتناعها عن زوجها تعرض نفسها لسخط الله وغضبه وتلعنها
الملائكة واللعنة هي الطرد من رحمة الله كما تعرض صيامها وقيامها وسائر
اعمالها لعدم القبول عند الله كما قال النبي صلي الله عليه وسلم "رب صائم
ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس من قيامه إلا طول السهر"
رواه الترمذي.

* خطب رجل امرأة بعد طلاقها وعقد عليها أثناء العدة ودخل بها بعد انقضاء العدة.. فما حكم هذا الزواج؟


** يجيب الشيخ السيد الهادي لقد حرم الله الخطبة والنكاح أثناء العدة
وأوجب علي المرأة الانتظار والتربص سواء كان ذلك في عدة الطلاق أو في عدة
الوفاء قال تعالي "ولا تعزموا عقدة النكاح حتي يبلغ الكتاب أجله" آية 235
سورة البقرة وقد دلت الآية علي تحريم العقد أثناء العدة وقد اتفقت كلمة
الفقهاء علي أن العقد فاسد ويجب فسخه وإذا عقد عليها ودخل بها سواء في
العدة أو بعدها يفسخ النكاح فسخاً مؤبداً عند مالك وأحمد فلاپيحل له
نكاحها أي زواجها أبداً لقضاء عمر بن الخطاب ولأنه استحل ما لا يحل فعوقب
بحرمانه وذهب أبو حنيفة والشافعي إلي أنه يفسخ العقد والنكاح فإذا خرجت من
العدة كان العاقد هذا خاطباً من الخطاب ولا يتأبد التحريم لأن الأصل أنها
لاپتحرم إلا بدليل من كتاب أو سنة أو إجماع وليس في المسألة شيء من هذا
وقالوا إن الزني أعظم من النكاح في العدة فإذا كان الزني لا يحرمها عليه
تحريماً مؤبداً فهذا العقد والنكاح أحري وأولي بعدم التحريم ومانقل عن عمر
بن الخطاب فقد ثبت رجوعه عنه.

* ماهو حكم رجل شارك صديقه في تجارة بمبلغ
كبير من المال وكان يخرج زكاته ولكن تم الحجز علي هذه الشركة فهل عليه
زكاة؟

** يجيب الشيخ السيد الهادي.. الزكاة تجب علي من توفرت فيه شروط
أربعة. أولاً: الإسلام فلا زكاة علي كافر. ثانياً: الحرية فلا زكاة علي
العبد فالعبد وماملكت يداه لسيده. ثالثاً: ملك النصاب وهو المقدار الذي
حدده الشرع عشرون ديناراً من الذهب أو مائتي درهم من الفضة وهو مايساوي
خمسة وثمانين جرام ذهباً. رابعا: مرور حول كامل أي سنة كاملة علي المال
الذي بلغ النصاب.. وفي واقعة السؤال اختل شرط من شروط وجوب الزكاة وهي ملك
النصاب فبالحجز علي الشركة خرج المال من حيز المالك فلا يجب فيه الزكاة
إلا إذا تم رفع الحجز عليه وأصبح الحال في ملكة فعلية اخراج الزكاة لما
معني عند الشافعي أو لعام واحد عند مالك والله أعلم.

* في هذه الآونة يكثر نزول المسلمين إلي الشواطيء. فكيف ترون هذه الظاهرة؟ وما هي التوجيهات التي تقدمونها لكل من يرغب في الذهاب إلي الشواطيء؟ وهل يجوز للزوج أن يصحب زوجته معه للمصيف؟
** يجيب فضيلة الدكتور "يوسف القرضاوي" المفكر الإسلامي ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فيقول: الذهاب إلي المصايف أمر مباح. والمباح في الشرع يتقيد بشرط السلامة "أي سلامة الفعل من المحظورات الشرعية". وقد يكون واجباً إذا كان القصد منه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبخاصة في هذه الأماكن التي يكثر فيها الاختلاط وتكشف العورات. وغالباً ما تنتهك الحرمات. وقد يكون مستحباً إذا استعان المسلم بهذه الراحة القصيرة علي أداء واجباته. وقد يكون حراماً إذا صاحبه اختلاط غير مشروع أو نظر إلي العورات. أو غير ذلك من المحرمات.
فالذهاب للشواطيء للاستجمام حق لكل إنسان وليس للادينيين فقط حتي إذا ذهب الإسلاميون أنكر عليهم ذلك.. فهل هواء البحر محرم علي أهل الدين؟ فلماذا هذا الإنكار علي المسلمين عند ذهابهم إلي الشواطيء؟ فهذه الظاهرة طيبة. فمنذ سنوات امتدت الصحوة الإسلامية. حتي أننا نمر علي شواطيء البحر الآن لنجد الملتزمين يصلون عندما يحين وقت الصلاة. وقد نري المحجبات أيضاً عند البحر. وهذا أمر نحبذه ولا نري فيه منكراً شرعياً. فالتمتع بالحلال الطيب من نعم الله جائز. ومنه مشاهدة الطبيعة والنسيم العليل والحدائق والزهور.
قال تعالي: "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق".
وقال: "أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء". وكل ذلك في نطاق قوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا لا تُحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين".
فالتمتع بالطيبات يكون في اعتدال وبقدر. ولا يتعدي حدود المشروع.
وشواطيء البحار يقصدها الكثيرون في الصيف لطيب الهواء والاستحمام بالماء وهدوء الأعصاب. ولو التزم الإنسان وخاصة النساء بالحشمة المطلوبة والأدب في السلوك عامة ما كان هناك مانع من ارتيادها.
والحفاظ علي الآداب تقع مهمته الأولي علي أولياء الأمور من الأزواج والآباء. إلي جانب الجهات المسئولة عن الأمن والآداب. فلابد من تعاون الجميع شعبا وحكومة علي ذلك. مع العلم بأن "التصييف" ليس أمراً ضرورياً حتمياً حتي يُسمح فيه ببعض التجاوزات علي قاعدة الضرورات تبيح المحظورات. وإنما هو أمر ترفيهي كمالي لابد فيه من مراعاة كل الاحتياطات حتي لا تكون نتيجته إفساد الأخلاق والإسراف والتبذير وبالتالي غضب الله علينا. والله سبحانه وتعالي لا يحرم علي الزوج والزوجة أن يعيشا حياة البشر. فكل ما أباحه للمسلمين مباح للزوج والزوجة. بل مطلوب أن تكون هناك مواقف عاطفية متجددة بين الزوجين لدوام علاقتهما. وكان نبينا صلي الله عليه وسلم كما قالت أم المؤمنين عائشة يخرج معها إلي التلاع. وهي مساقط المياه في الصحراء حيث الخضرة وانسياب الماء. وكان ذلك عندهم يسمي البادية فكان الرسول يخرج مع زوجته يتبدي "يصيف". كما كان صلي الله عليه وسلم يأخذ بعض زوجاته في الأسفار. وكان يطلب من أصحابه أن يتقدموا عنه في مراحل السفر ثم يخلو مع بعض نسائه كعائشة ويتريض معها أي يتسابق.. أي أن خروج الزوج مع زوجته لا غبار عليه. بل هو مستحب. إلا إذا كان الخروج لأماكن تنتشر بها المعاصي كالخلطة المفسدة بين الرجال والنساء أو التعري وكشف عورة المرأة. فربنا لم يحرم إلا الحرام. وليس خروج الرجل مع زوجته حراماً بل أمراً مطلوباً لدوام العشرة وتجديد نشاط الأسرة.
-والله أعلم-

*بعض الناس يصومون شهر رجب. وشهر شعبان. وشهر رمضان علي التوالي. ويقولون: إن لهذا الصوم منزلة رفيعة وثواباً لا يعلمه إلا الله. فهل هذا جائز؟
** يجيب فضيلة الدكتور "محمد سيد أحمد المسير" أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر فيقول: الصيام عبادة فيها نبل وسمو إنساني. وتشبُّه بالملأ الأعلي. فالصيام مطلوب علي وجه العموم بحيث يجعل المسلم من أيام دهره أوقاتاً للصيام يتجرد فيها من المادة ويقوي عزيمته. وتصفو نفسه. وتتألق روحه. ويقتدي برسول الله صلي الله عليه وسلم. والظاهرة العامة لصيامه أنه لم يصم شهراً كاملاً إلا رمضان. ولم يكن يخلي شهراً من صيام. وقد سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها كما في صحيح مسلم: أكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم شهراً كله؟ قالت: ما علمته صام شهرًا كله إلا رمضان. ولا أفطره كله حتي يصوم منه. حتي مضي لسبيله صلي الله عليه وسلم.
وقد ورد أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يخص شهر شعبان بمزيد الصيام عن باقي الشهور.
وتقول السيدة عائشة: وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان.
أما ما ورد من قولها كان يصوم شعبان كله. فمفسر برواية أخري تقول: كان يصوم شعبان إلا قليلاً.
وعلي هذا فتتابع الأشهر الثلاثة رجب وشعبان ورمضان بالصيام ليس من السنة والاتباع أولي. فيمكن للمسلم أن يصوم من رجب ما شاء الله دون أن يستكمله. ويصوم من شعبان ما شاء الله دون أن يستكمله ثم يتم صيام رمضان علي جهة الفريضة.
ويصف لنا ابن عباس صيام رسول الله في النافلة فيقول: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم حتي نقول لا يفطر. ويفطر حتي نقول لا يصوم.
فالمسألة إذن راجعة إلي انشراح الصدر للعبادة والاقبال علي الطاعة بفرح وسرور بلا ملل أو فتور.
ولم يرد حديث مقبول يقول: إن صيام رجب كله وشعبان كله ووصلهما برمضان بدعة مذمومة. فالصوم في رجب وشعبان مشروع.. الأول لأنه من الأشهر الحرم والثاني لفعل النبي صلي الله عليه وسلم.. غير أن هناك توصية بعدم الإرهاق وتكلف الإنسان ما لا يطيق. فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتي تملوا".
فإذا كان في صيام الشهرين إرهاق يؤثر علي صيام رمضان كان التتابع مخالفاً للحديث. ويُكره أن يكون ذلك عن طريق النذر فقد يحصل العجز ويكون المحظور. ومن استطاع بغير إرهاق فلا مانع. مع مراعاة إذن الزوج إذا أرادت الزوجة أن تصوم هذا التطوع. ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: "لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه. ولا تأذن في بيته إلا بإذنه".
-والله أعلم-

* ما حكم سفر المرأة إلي خارج البلاد بموافقة زوجها أو وليها من عدمه؟
** أجاب الدكتور أحمد محمود كريمة - أستاذ الفقه المقارن المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين جامعة الأزهر بالقاهرة - : لقد رتبت الشريعة الإسلامية حقوقا لكل من الزوجين علي الآخر. فمن ذلك إقامة الزوجة بمنزل الزوجية لتتحقق مقاصد الزواج من السكن والمودة وإنجاب وتربية الذرية. والمعاونة في وسائل المعيشة. والراحة. وعليه فللزوج منع زوجته من الخروج إلا بإذنه إلا لحاجة ضرورية مهمة تقضي بها الشريعة أو العرف الصحيح. وهذا لا خلاف فيه. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "..من قعدت منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله". "لا تسافر امرأة إلا مع ذي رحم محرم. فقال رجل يا رسول الله إن امرأتي حاجة وإني كنت في غزوة كذا وكذا. قال فانطلق فحج مع امرأتك".
وعلي هذا فلا يحل للمسلمة السفر دون إذن زوجها أو وليها حماية لنظام الأسرة وصيانة وحماية ورعاية للمرأة وللعلاقات الاجتماعية وللأعراض.
والله أعلي وأعلم

*رجل عقد زواجه علي فتاة وطلقها قبل أن يدخل بها هل تجب عليها العدة؟ وهل يجوز لابن هذا الرجل أن يتزوجها بعد انقضاء عدتها إن كانت عليها عدة؟
** يجيب الشيخ علي ابوالحسن- رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر الشريف-: إذا عقد رجل علي أنثي ولم يحصل توافق بينهما بأن دب خلاف أدي إلي أن يطلقها قبل ان يدخل بها فإن هذا الطلاق الواقع قبل الدخول يعتبر طلاقاً بائناً لا تحل له إذا أراد أن يعاود الصلة إلا بعقد ومهر جديدين وبوكيل وشهود وليس عليها عدة لأنه لم يحصل اتصال بينها وبين من عقد عليها والاصل في مشروعية العدة انها علامة يستدل بها علي براءة رحم الانثي من الحمل قال الله تعالي "يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحاً جميلا" الأحزاب.
هذا وبمجرد العقد علي أي انثي فقد حرمت علي ابنه ان يتزوجها كما تحرم علي ابيه كذلك لأن النكاح في الشرع هو مجرد العقد وقد قال تعالي "ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف" النساء.. أي إلا ما كان في الجاهلية قبل الإسلام "إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلا" ودليل حرمتها علي ابيه قوله تعالي "وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم" النساء.. فليبتعد ابن هذا المطلق عن الزواج بمن طلقها والده لأنها لا تحل له.. والله تعالي أعلم.

* ما حكم الاعتداء علي النفس بالانتحار في الشريعة الإسلامية؟
** يجيب الشيخ فرحات السعيد المنجي- من كبار علماء الأزهر- فيقول: من الكليات الخمس الضرورية في الإسلام حفظ النفس وقد حرم الله ورسوله الاعتداء عليها بأي وجه من وجوه الاعتداء جرحاً أو قتلاً والآيات والاحاديث كثيرة في هذا الشأن والقاتل عمداً جزاؤه جهنم خالداً فيها في الآخرة وفي الدنيا القصاص والقاتل خطأ عليه الدية والكفارة.
ومن ثم فإن الانتحار جريمة يرتكبها المنتحر في حق نفسه وقد حرم الله ذلك ونهي عنه قال تعالي "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما" وقال تعالي "ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة".
وقد ذهب فريق من العلماء إلي ان المنتحر لا يصلي عليه صلاة الجنازة منهم عمر بن عبدالعزيز والاوزاعي واستدلوا بحديث رواه مسلم "أتي النبي صلي الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه" وهذا زجر للناس من مثل فعله فليحذر المسلم من هذا الفعل القبيح وليعلم ان مع العسر يسرا.. قال تعالي "فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا" وقال جل شأنه "سيجعل الله بعد عسر يسرا" والله اعلم.
* ما معني قول الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: "لا يبلغ العبد حقيقة التقوي حتي يدع ما حاك في الصدر".
** قال الدكتور كمال بربري حسين محمد مدير عام مديرية اوقاف السويس: إن هذا الاثر اخرجه الامام البخاري معلقا في كتاب الايمان من صحيحه قال الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني: المراد بالتقوي وقاية النفس عن الشرك والاعمال السيئة والمواظبة علي الاعمال الصالحة وقوله "حاك" أي تردد فيه اشارة إلي أن بعض المؤمنين بلغ كنه الايمان وحقيقته وبعضهم لم يبلغ.. وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "دع ما يريبك إلي ما لا يريبك" رواه الامام النسائي ومعني ذلك أنهم يتركون كل ما يشكون في حله فإن الحلال المحض لا يحصل للمؤمن في قلبه شك وانما تسكن إليه النفس.
*عندي صديقة تتوضأ وتصلي وهي واضعة طلاء أظافر علي قدمها إلا الظفر الصغير تقول هذا الظفر يواصل الطهارة هل هذا صحيح؟
** يجيب عن هذه الفتوي الدكتور عبدالله سمك- الاستاذ بجامعة الأزهر-: طلاء الاظافر يمنع من ايصال الماء إلي العضو سواء في اليد أو القدم وشرط صحة الصلاة الطهارة ويشترط في الطهارة ايصال الماء فالوضوء باطل والصلاة بالتالي باطلة لعدم تحقيق الطهارة المطلوبة.