رد: فتاوى واراء..

* هناك بعض الشباب يرغبون في أن
يتزوجوا زواجا عرفيا لعدة أسباب فهل الزواج العرفي حلال أم حرام؟ وهل لابد
من الإشهار أم لا؟

** يجيب فضيلة الشيخ أشرف فتحي الجندي إمام مسجد أبوالعزائم بمنطقة 6 أكتوبر بالإسكندرية بقوله:

ما يسمي بالزواج العرفي لا يكون صحيحا شرعا في هذا الزمن الذي نحن فيه
والذي ضعف فيه الوازع الديني وكثرت فيه الفتن وإنكار الشهادات وكتمانها
وشهادة الزور وما في ذلك من ضياع للحقوق الزوجية وإنكار للنسب إلا إذا
توافرت فيه الشروط والأركان الشرعية وهي أولا: الصيغة الشرعية الصحيحة بين
الزوج أو وكيله وولي الزوجة أو وكيلها الشرعي من أحد أوليائها الشرعيين.

ثانيا: وجود الولي الشرعي للزوجة أثناء العقد ليتولي العقد بنفسه
نيابة عنها لأن الولي الشرعي ركن من أركان الزواج عند جمهور الفقهاء وتخلف
هذا الركن يبطل العقد عند الجمهور وهذا ما نراه ملائما لهذا الزمن منعا
للتحايل ومنعا للفساد الذي يترتب علي ما يسمي بالزواج العرفي الذي يحدث في
هذه الأيام.

ثالثا: وجود الشهود العدول عند صيغة العقد والعدالة الظاهرة شرط في
صحة شهادة الشاهدين علي عقد الزواج والعدالة الظاهرة تتطلب من الشخص ألا
يكون قد ارتكب كبيرة من الكبائر ولم يكن مصرا علي ارتكاب الصغائر.

رابعا: إعلان النكاح أي الزواج عند العقد إعلانا تاما وذلك بالطرق
المتعارف عليها بين الناس ومنها بل ومن أهمها إقامة حفلات العرس ودعوة
الناس لحضور العقد والضرب عليه بالدف وإعلانه بكل وسائل الزينة المعروفة
المشروعة وبذلك قال الإمام مالك ولحديث أعلنوا النكاح ولو بالدف ولذلك كان
الإعلان بعقد النكاح عند مالك ركن من أركان النكاح وهذا صحيح في هذا العصر
ونقول بوجوب العمل به حتي يحكم علي العقد العرفي بأنه عقد شرعي صحيح وبناء
علي ذلك فإن أي عقد يصدر ولم تتوفر فيه هذه الشروط والأركان لا يكون عقدا
صحيحا ولا يعتد به شرعا ويكون العقد بغير ذلك في حكم الاتفاق علي الزنا
يوجب العقوبة التعزيرية بالنسبة للطرفين والشهود معا والله تعالي أعلم.

* لم أتمكن من صلاة الجمعة عدة أسابيع لظروف خارجة عن إرداتي.. فهل يلحقني وعيد شديد؟ وماذا أفعل لقضاء هذه الصلاة؟

** يجيب فضيلة الدكتور محمد سيد أحمد المسير الأستاذ بجامعة الأزهر
بقوله: صلاة الجمعة واجبة وجوبا عينيا علي كل مسلم ذكر مقيم لا يشتكي مرضا
يقعده ولديه وعيه وعقله.. ولا يصح شرعا مباشرة أي عمل ممن تجب عليه الجمعة
وقت النداء لأنه تعطيل لتلك الشعيرة الخالدة وقد قال رسول الله صلي الله
عليه وسلم كما في صحيح مسلم: "لينتهين أقوام علي ودعهم الجمعات أو ليختمن
الله علي قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين".

وقد أدبنا الله تعالي ودعانا إلي هذه الفريضة والسعي إليها بأدب
وخشوع فقال جل شأنه "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة
فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون" الجمعة .9

والظروف الخارجة عن إرادة السائل إن كانت سفرا أو مرضا فلا إثم عليه
وإن كانت كسلا أو ما شاكله فقد عصي الله وارتكب كبيرة وعليه أن يندم علي
الخطأ والمعصية التي اقترفها وليستغفر الله عز وجل فإنه سبحانه غفار لمن
تاب قال جل شأنه: "والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك
من بعدها لغفور رحيم" الأعراف .153

وقال سبحانه: "وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدي" طه .82

وقضاء الجمعة يكون ظهرا أربع ركعات وكذلك من لا تجب عليه الجمعة أو لم يؤدها لعذر صلي ظهر يومها.

* لنا قريب وسع الله عليه في الرزق ولم ينجب أبناء لكنه يعطي ما له لغير
أقاربه مع علمه بحاجتنا إلي المساعدة ولكنه يقول: أنا حر فيما أفعل فهل هو
علي صواب فيما يقوله أو لا؟

** يجيب فضيلة الدكتور صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه جامعة الأزهر بقوله:

رغب الإسلام في صلة ذوي القربي فقال جل شأنه: "واعبدوا الله ولا
تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربي واليتامي والمساكين والجار
ذي القربي والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل" ورغب الإسلام أيضا في
التصدق علي كل محتاج وبين فضل الصدقة علي القريب.

قال صلي الله عليه وسلم الصدقة علي القريب اثنتان صدقة وصلة رحم قال
تعالي: "فأما من أعطي واتقي وصدق بالحسني فسنيسره لليسري وأما من بخل
واستغني وكذب بالحسني فسنيسره للعسري".

وذكر الإمام البخاري في صحيحه بابا بعنوان باب الزكاة علي الأقارب
وذكر حديثا لأبي طلحة رضي الله عنه قال فيه: حدثنا عبدالله بن يوسف أخبرنا
مالك عن اسحاق عن عبدالله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول: كان
أبوطلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه ببرحاء
وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من
ماء فيها طيب قال أنس: فلم أنزلت هذه الآية: "لن تنالوا البر حتي تنفقوا
مما تحبون".

قام أبوطلحة إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن
الله تبارك وتعالي يقول: "لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون" وإن أحب
أموالي إلي ببرحاء وأنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا
رسول الله حيث أراك الله قال: فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم بخ ذاك
مال رابح وقد سمعت ما قلت: وإني أري أن تجعلها في الأقربين فقال أبوطلحة:
افعل يا رسول الله فقسمها أبوطلحة في أقاربه وبني عمه.

وهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه يؤكد
أن إعطاء الزكاة أو إعطاء الصدقة للقريب أولي لما لها من مزيد الثواب
ومضاعفة الأجر والتي حدودها في قوله: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين
والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن
السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم".

* هل تجوز الصلاة في المساجد التي بها أضرحة؟

** يجيب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية: الصلاة في المساجد التي بها
أضرحة تضم أهل البيت والأولياء والصالحين مشروع الصلاة بها لأن الصلاة لله
تعالي وليست لصاحب القبر أو الضريح.. ولا يمكن أبداً القول ببطلان الصلاة
أو حرمتها في المساجد التي تضم الأضرحة والقبور وإلا لوجب القول ببطلان
صلاة المسلمين وحرمتها في المسجد النبوي الشريف لأنه يضم قبر النبي صلي
الله عليه وسلم وقبر أبي بكر وقبر عمر رضي الله عنه.

وأما حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين أن النبي صلي الله عليه
وسلم قال "لعن الله اليهود والنصاري اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" فهذا
معناه السجود لها علي وجه تعظيمها وعبادتها كما يسجد المشركون للأصنام"
والله تعالي أعلم.

* أعمل طوال الليل وفي النهار تفوتني صلاة العصر حيث إنني أكون نائماً فهل يجوز صلاتها جمع تقديم مع الظهر؟

** يجيب الشيخ علي أبوالحسن رئيس لجنة الفتوي بالأزهر سابقاً: إذا كان
هناك أمر من الأمور يشغل المسلم ولا يستطيع أن يملك الوقت الذي يؤدي فيه
الصلاة لوقتها كالمرأة التي تشغل بشئون بيتها جاز لها أن تقدم العصر مع
الظهر جمع تقديم.

وعلي أصحاب الأعمال التي تستغرق منهم الوقت ولا يستطيعون أن يجدوا
وقتاً يؤدون فيه الصلاة لوقتها ولو تركوا العمل ليذهبوا لتضرر العمل جاز
لهم أن يجمعوا جمع تقديم أيضاً.

أما من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها حين يستيقظ لها فذلك وقتها لا وقت لها غيره لأنها ما وجبت إلا حين ما استيقظ.

*أنا في حاجة إلي قبول الصدقات. لكن بعض الناس يتصدقون عليّ
وهم أصحاب أموال جمعوها من المغالاة في الأرباح واستغلال حاجة الناس
للسلع.. فهل أقبل الصدقة منهم؟

** يجيب د.محمد سيد المسير الأستاذ بجامعة الأزهر.. هذا السؤال طريف
جداً لأنه جاء من الطرف الأضعف وهو الفقير حيث يحرص علي أن يكون مال
الصدقة حلالاً. وقد تعودنا أن نتلقي السؤال من أصحاب الأموال في كيفية
تصريف أموالهم.. فنشكر للسائل همته وحرصه علي دينه وتعففه عن الشبهة.
ونطمئنه بأنه لا حرج عليه في أخذ الصدقة مادام محتاجاً وليس له أن يسأل عن
مصدرها. وقضية قبول الصدقة وعدم قبولها فذلك مرجعه إلي الله عز وجل فإن
الله تعالي طيب لا يقبل إلا طيباً بمعني أنه جل شأنه يعطي الثواب الجزيل
للمتصدق من مال حلال. ولا يمنح ثوابه للمتصدق من مال حرام.. قال تعالي:
"ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو
التواب الرحيم".

وقد نبه السائل إلي مسألة تهم المجتمع ككل وهي أن هناك طائفة من
التجار لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ويستغلون حاجة الناس إلي السلعة
ويغالون في أثمانها.

وهؤلاء يجمعون حراماً ويأكلون سحتاً. ويظلمون الناس ويبغون في الأرض
فساداً قال تعالي: "ويل للمطففين. الذين إذا اكتالوا علي الناس يستوفون
وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون. ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم.
يوم يقوم الناس لرب العالمين".

وقد دعا الإسلام إلي السماحة في البيع والشراء واليسر في التعامل.
ففي صحيح البخاري عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال: "رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشتري وإذا اقتضي".

* هل هناك دعاء لتسهيل عملية الولادة وما هو؟

** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ فرحات السعيد المنجي وكيل الأزهر
الشريف سابقاً: نعم هناك دعاء خاص بالولادة والدعاء هو: "اللهم إني أسألك
بأنك أنت الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن
له كفواً أحد أن تفرِّج عني ما بي يا فالق الإصباح يا مخرج الحي من الميت
يا فالق الحب والنوي يامن كسوت العظام لحماً وانشأته خلقاً فتبارك الله
أحسن الخالقين فرِّج عني كربي وسهِّل لي أمري واجعله عبداً صالحاً يؤدي
الأمانة التي أبتها الجبال واجعله عوناً لي يارب العالمين وأعيذه بك من
الشيطان الرجيم رب اجعله ذرية طيبة إنك سميع الدعاء".. ويقرأ بعد هذا
الدعاء سورة يس لتسهيل الولادة إن شاء الله.

* ما هو الكسب الحلال.. وكيف نعلم أولادنا آداب المائدة في ضوء الشريعة الاسلامية؟ وماذا عن أدب الولائم؟
** يجيب الشيخ اسماعيل نصار وكيل وزارة الاوقاف بالجيزة: يجب علي المسلم أن يحرص علي الكسب الحلال ويطعم أولاده من حلال يقول عليه الصلاة والسلام: إن الله تعالي طيب لا يقبل إلا طيبا وان الله تعالي أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال سبحانه "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا" وقال تعالي " يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات مارزقناكم ".
وعلي المسلم أن يجمع ماله من الحلال وينفقه أيضا في الحلال علي أهله وولده بالمعروف من غير تقتير ولا إسراف.. وقد أمرنا الرسول وأوصانا بذلك.
وبالنسبة لأدب المائدة فقد علمنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام ذلك قولا وعملا فاليتامن مطلب شرعي في كل ما يمكن فعله باليمين مثل الأكل والشرب والمصافحة وارتداء الملابس والدخول الي المواضع المباركة أما الشمال فيكون للاشياء القذرة وإزالة النجاسات.. والمسلم ليس نهما علي الأكل بل يأكل بلطف وأدب.. يقول عليه الصلاة والسلام "المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء".
ومن الأدب الاسلامي أن يأكل الانسان مع خادمه الذي يعد له الطعام فان لم يرض بذلك فلا اقل من أن يطعمه مما يطعم .
فاذا فرغ المسلم من طعامه قال: الحمد لله حمداً كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي. ولا مودع ولا مستغني عنه ربنا.. ومن سنن الاسلام الدعوه إلي الولائم وخاصة في مناسبات معينة وكثيرا ما دعا الصحابة الرسول الي طعام صنعوه وهو القائل "لو دعيت الي كراع لأجبت ولو أهدي اليّ ذراع لقبلت".
ويستحب عمل الوليمه في العرس ودعوة الاهل والاصدقاء اليها.. لذا فان إجابة الداعي من حق المسلم علي المسلم.. وهناك "العقيقة" وهي وليمة تكون في اليوم السابع لولادة الطفل وفيها يتم ذبح شاه أو اكثر للوليمة والهدية والصدقة .. وكذا الاضحية يوم عيد النحر. ومن الادب الاسلامي ألا يدعي لهذه الولائم الاغنياء دون الفقراء.
فاذا أكل الانسان من الوليمة خرج شاكرا لرب البيت دون تباطؤ في الانصراف لأن للضيافة أدباً يجب أن يعرفه من يذهب الي الولائم فلا يذهب مبكرا قبل اعدادها يقول سبحانه وتعالي "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم الي طعام غير ناظرين اناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق" وينبغي أن يدعو فيقول "اللهم اجعل دخولنا بركة وخروجنا مغفرة".
*
كلما أهم بأمر من الخير تحدثني نفسي بأنني أفعل ذلك من أجل الناس فماذا أفعل هل أترك هذا الأمر أم أفعله؟
** يجيب الدكتور كمال بربري حسين محمد مدير مديرية أوقاف السويس:
كلما تقدمن علي عمل من الخير تحدثك نفسك بأنك تفعلين ذلك من أجل الناس فتتركي هذا العمل فما الحل.
المسلمة تخلص عملها لله وهي تعلم أن الله تعالي لا يقبل عملا إلا إذا كان خالصا لوجه الله ويراعي فيه ربه فعليك بإخلاص العمل لله ولا تلتفتي لوسوسة الشيطان الذي يريد أن يجعلك تتركي فعل الخير فما يدور في نفسك هو وسوسة الشيطان ليجعلك تتركين فعل الخير فلا تلتفتي لهذه الوسوسة وأمضي في طريق الخير مستعينة بالله.
* هل تفسد صلاة الإمام لو أخذ بيد المأموم أثناء الصلاة فحوله علي يمينه؟
** يجيب الدكتور عثمان عبد الرحمن المدرس بالازهر: لقد فضل الله تعالي التيامن في أمور كثيرة من أمور العبادات وقدمه النبي الكريم صلي الله عليه وسلم في شأنه كله. لما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يحب التيامن في تنعله أي في لباسه لنعله وفي ترجله أي في تسريحه لشعره وفي طهوره أي في الوضوء والغسل وفي شأنه كله " "أخرجه البخاري ومسلم".
أما عن أخذ الإمام بيد المأموم أثناء الصلاة فحوله عن يمينه فلا حرج في ذلك مالم يخل بأركان الصلاة وآدابها يقول ابن عباس رضي الله عنه بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلي الله عليه وسلم يصلي من الليل فقمت أصلي معه فقمت عن يساره. فأخذ برأسي فأقامني عن يمينه".

* أقرضت صديقاً لي ألف دولار كان سعر الدولار ستة جنيهات وعند ردها كان سعر الدولار وقتها خمسة جنيهات ونصف الجنيه. فرفضت قبض المبلغ بالقيمة الحالية. وطلبت منه أن يرد المبلغ بالقيمة التي أخذها مني. فما رأي الدين في ذلك؟
** يجيب د. عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر بقوله: لقد كثر النقاش حول مسألة تغيير قيمة النقود. وأن المجامع الفقهية مازالت تحاول جاهدة في اصدار بيان بشأنها. لأن القضية تبدو واضحة فيما إذا أقرض أحد الأشخاص إنساناً آخر مبلغاً من النقود لأجل قصير أو طويل فإذا حل الأجل وقبض المقرض نقوده وجد أنها قد أصبحت أقل من نقوده التي أقرضها من حيث القوة الشرائية. وإن كانت مساوية لها من حيث العدد.
وبناءً عليه فإن هناك حلولا مقترحة من أهمها هو تخفيض القيمة الأسمية للعملة عند حدوث التضخم وإعادة التوازن للقوة الشرائية للعملة ولو نظرياً. ولا يعد هذا الحل بدعاً في مجال السياسة النقدية.
الحل الثاني وهو مايمكن للأفراد استخدامه في مجال عدم تدخل السلطات النقدية في ايجاد حل. إذ يمكنهم عند إنشاء العقود ربط الديون علي أساس سعر الأوراق النقدية بالنسبة للذهب. فإذا حل أجل الوفاء تستلم الكمية المعنية أو قيمتها بالعملة الورقية علي أساس سعر الذهب يوم وجوب الوفاء.
والسبب في ربط الديون بالذهب هو الثبات النسبي في قيمته.

* حكم دفع الزكاة إلي المشروعات الخيرية "الثقافية والاجتماعية".
** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر بقوله من المقرر شرعاً أن مصارف الزكوات حددها الشارع الحكيم : قال الله عز وجل : "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم" الآية 60 من سورة التوبة وقال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إن الله تعالي لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتي حكم فيها هو فجزأها ثمانية" سنن أبي داود 2/281 وفي سنده مقال ومتنه صحيح . وجهة "في سبيل الله" تشمل المصالح التي أساس الدين والدولة. وأولها وأحقها الاستعداد الحربي بجميع لوازمه. وإعداد دعاة إسلاميين إعداداً لخدمة الدين ونفع أهله. والدفاع عن الدين لا يقل قوة عن الدفاع عن الأرض والعرض خاصة في وقت يتزايد فيه الجهل به والاعتداء عليه.
وقد فقه الفقهاء القدامي وفسروا "في سبيل الله" جميع القربات. وجميع وجوه البر. ولا يقصر علي المجاهدين وبه قال أنس بن مالك. والحسن البصري رضي الله عنهما "انظر: بدائع الصنائع للكساني. المغني لابن قدامة. وتفسير القفال الشافعي. وتفسير الرازي والقاسمي. وغيرهم".
وباحثون معاصرون "الشيخ محمود شلتوت. والشيخ أحمد هريدي. والشيخ رضا. والشيخ حسنين مخلوف. وغيرهم".
وعلي ضوء ماذكر فأري والله أعلي وأعلم أن العموم في قوله سبحانه "وفي سبيل الله" يشمل جميع صور القربات ووجوه البر. المحققة النفع العام للدين والمجتمع.
* هل يجوز للمرأة استعمال باروكة الشعر لزوجها.. وهل يدخل ذلك فيما هو محرم من وصل الشعر؟!
** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر الشريف بقوله: الباروكة محرمة وهي داخلة في نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو وصل الشعر وإن لم تكن وصلاً فهي تظهر رأس المرأة علي وجه غير حقيقته فتشبه الوصل وقد لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة.. لكن إن لم يكن للمرأة شعر فوق رأسها وكانت صلعاء فلا حرج من استعمالها الباروكة لستر هذا العيب لأن إزالة العيوب جائزة ولهذا اذن رسول الله صلي الله عليه وسلم لمن قطعت أنفه في احدي الغزوات أن يتخذ أنفاً من ذهب والمسألة أوسع من ذلك وتدخل فيها وسائل التجميل وعملياته من تصغير للأنف أو الثدي وغيره من عمليات التجميل فإن كان ازالة عيوب فلا بأس به مثل أن يكون الأنف به اعوجاجاً أو إزالة بقعة سوداء مثلاً فهذا لا بأس به أما إن كان غير ذلك فلا.. كتصغير الثدي وتكبيره و كذا الشفايف وخلاصة القول إن استعمال الباروكة حتي ولو كان بإذن الزوج ورضا.. فهو حرام طالما كان للمرأة شعر لأنه لا إذن ولا رضي فيما حرمه الله.. علماً بأن كشف المرأة شعر رأسها للأجانب عنها حرام أصلاً.
* ماحكم الصلاة خلف الابن الصغير الذي لم يبلغ مع العلم أنه يحسن الصلاة والقراءة؟
** يجيب د. كمال بربري حسين محمد مدير عام مديرية أوقاف السويس بقوله: صلاة الجماعة خلف الصبي المميز إذا كان يحسن الطهارة والصلاة والتلاوة صحيحة ولا يوجد نص يمنعها بل هناك نص بجوازها فقد اخرج الإمام البخاري بسنده عن عمرو بن سلمة عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: "فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآناً" فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآناً مني. فقدموني بين أيديهم وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين. وجاء في رواية النسائي أنه ابن ثمان سنين. وجاء في رواية أحمد وأبي داود أنه قال: فما وجدت مجمعاً من جرم وهم قومه إلا كنت إمامهم إلي يومي هذا.
بناء علي ماتقدم يجوز للصبي أن يكون إماماً لمن هو أكبر منه سناً. وبخاصة إذا تميز عنهم بالفقه في الدين. وهذا ماقال به الإمام الشافعي رضي الله عنه أما الإمام مالك فقد كره أو منع ذلك في الفرائض. وأما أبو حنيفة وأحمد فقد اختلف الرواية عنهما. كما قال ابن حجر في كتابه "فتح الباري" أنهما يجوزان أن يكون الصبي إماماً في النوافل كالتراويح والعيدين دون الفرائض. لكن التفرقة لا معني لها. لأن حديث عمرو فيه آذان للصلاة ثم الإمامة. والآذان لا يكون إلا للفريضة دون النافلة.
والله أعلم

*عدم إتمام التسبيح ثلاث مرات سواء في الركوع "سبحان ربي العظيم". أوفي
السجود "سبحان ربي الأعلي".. هل تجبره سجدة السهو. أم أنه يستوجب إعادة
الصلاة؟

* * يجيب فضيلة الدكتور "مبروك عطية" الأستاذ بجامعة الأزهر فيقول..
معلوم أن الصلاة تنقسم ما بين ركن وسنة وهيئة. فالركن كالقيام للقادر عليه
والركوع والسجود. وهو لا يجبر بسجود السهو علي الإطلاق. وعلي المصلي في
هذه الحالة الإعادة. والسنة مثالها التشهد الأوسط. وتجبر بسجود السهو
سجدتين قبل التسليم أو بعده بمعني أنه لا إعادة علي من ترك السنة.

أما الهيئة فهي كقول الراكع "سبحان ربي العظيم" وقوله عند السجود
"سبحان ربي الأعلي" فإن نسبه فلس إلزاماً عليه أن يسجد للسهو. وصلاته
صحيحة. وإن سجد كان ذلك مستحسناً وهناك نتذكر قول النبي - صلي الله عليه
وسلم- عندما نزلت الآية "سبح اسم ربك الأعلي" حيث قال: اجعلوها في سجودكم.
وعندما نزل قول الله تعالي: "فسبح باسم ربك العظيم" قال - صلي الله عليه
وسلم-: عظموا الله في الركوع. وبالتالي فهذا حث علي القول المأمور به في
الصلاة. ولا يجوز للمسلم أن ينساه. فإن نسبه وسجد للسهو.. كان بمثابة
التذكير له حتي لا ينسي.

والله أعلم

*ما الحكمة من تحريم لحم الخنزير؟

** يجيب فضيلة الدكتور عبدالفتاح إدريس أستاذ الفقة المقارن بجامعة
الأزهر فيقول: الأصل أن يطيع المسلم ربه فيما أمره. وينتهي عما نهاه سواء
أظهرت حكمته سبحانه في ذلك أم لم تظهر.

قال تعالي: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمراً أن
يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلاً مبيناً".

ولا مانع من البحث عن الحكمة بعد ذلك لكي تكون عوناً للمسلم علي إقناع الآخرين وإقامة الحجة عليهم وحتي يزداد المؤمن إيماناً.

وقد حرَّم الإسلام تناول لحم الخنزير وتضافرت الأدلة علي ذلك. ومنها
قوله تعالي: "قل لا أجد في ما أوحي إليَّ محرماً علي طاعم يطعمه إلاأن
يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقاً أهلَّ لغير
الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم".

وقوله تعالي: "حرمت عليكُم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير
الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما
ذكيتم وما ذبح علي النصب وأن تستقسموا بالأزلام...."

فظاهر هاتين الآتيين يفيد حرمة تناول لحم الخنزير إلا أن العلماء
قالوا بحرمة تناول جميع أجزائه كذلك وإن لم تكن من قبيل اللحم. وعللوا
تخصيص اللحم بالذكر في الآتيين دون بقية أجزاء الخنزير بأن اللحم معظم
المقصود من الخنزير. ولهذا فقد حكي الإمامان النووي وابن قدامة اجماع
المسلمين علي تحريم تناول أي جزء من الخنزير.

وقال ابن حزم: أجمعت أقوال العلماء علي حرمته فلا يحل أكل شيء منه.
سواء في ذلك لحمه أو شحمه أو عصبه أو غضروفه أو حشوته أو مخه أو أطرافه أو
غير ذلك منه.

وإذا كان الشارع قد بين العلة من حرمة تناوله بأنه رجس أي نجس والنجس
يجب علي المسلم اجتنابه إلا أنه لم يحرم لذلك فقط. وإنما حرم لخبثه
واشتماله علي كثير من الأضرار. فقد أثبتت الأبحاث العلمية والطبية أن
الخنزير من بين سائر الحيوانات يعد أكبر مستودع للجراثيم الضارة بجسم
الإنسان حيث ينشأ من تناوله العديد من الأمراض القاتلة ومنها: الأمراض
الطفيلية مثل ما ينشأ عن الدودة اللولبية التي تعد من أخطر الديدان
بالنسبة للإنسان ولا يخلو منها لحم الخنزير. وتتركز في عضلات آكل لحم
الخنزير المحتوي علي هذه الديدان وتسبب له آلاماً شديدة تشل حركة هذه
العضلات. كما تتركز بالحجاب الحاجز وتؤدي كثرتها به إلي وقف التنفس ثم
الموت. كما يحتوي لحم الخنزير علي ديدان الأسكارس التي تسبب الالتهاب
الرئوي وانسداد الأمعاء. وديدان الإنكلستوما والبلهارسيا والدوسنتاريا
التي تسبب النزف وفقر الدم.

إلي جانب الأمراض البكتيرية. والفيروسية والجرثومية المتعددة التي
يسببها تناول لحم الخنزير وهناك أيضاً أمراض تنشأ عن التركيب البيولوجي
للحم الخنزير وشحمه مثل زيادة نسبة حمض البوليك بالدم لأن الخنزير لا يخرج
من هذا الحمض إلا نسبة 2% والباقي يصبح جزءاً من لحمه. كل هذه الأضرار
وغيرها دليل علي أن الشارع الحكيم لم يحرم تناول لحم الخنزير إلا لحكمة
جليلة هي الحفاظ علي النفس التي يعد الحفاظ عليها أحد الضروريات الخمس في
الشريعة الغراء.

والله أعلم

* ما هو فضل قيام الليل؟!

** يجيب الشيخ اسماعيل نصار وكيل وزارة الاوقاف بالجيزة: يقول رسول
الله صلي الله عليه وسلم "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم
ومقربة إلي ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاه عن الإثم ومطردة للداء عن الجسد"..
ولا يجب النوم قبله بل يستحب والأفضل اتباع هدي النبي عليه الصلاة والسلام
وذلك بأن يقسم الذي يريد قيام الليل ليله فينام الي نصف الليل ويقوم النصف
الأخير فيصلي ما شاء الله له أن يصلي ويجعل هذا النصف مقسما ثلث يصلي فيه
وسدس ينام فيه قبل الفجر ليقوي علي صلاة الفريضة وخشية أن يغلبه النعاس لو
واصل القيام الي الفجر .. فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلي الله
عليه وسلم قال "إن أحب الصيام إلي الله صيام داود كان يصوم يوما ويفطر
يوما .. وأحب الصلاة الي الله عز وجل صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم
ثلثه وينام سدسه.. وقيام الليل فيه سعادة الدارين حيث يتحقق له الخير في
الدنيا بجوار تحقق الخير في الآخرة.. وقيام الليل يكفر السيئات ويحقق
السلامة النفسية التي تحقق للجسم سلامته .. إن الرجل ليصلي بالليل فيجعل
الله في وجهه نورا .. ويتناثر عليه البر من السماء وتهبط عليه الملائكة
تستمع لقراءته .. فاذا فرغ من صلاته وجلس في الدعاء أحاطت به الملائكة
تؤمن علي دعائه فان اضطجع بعد ذلك نودي: نم قرير العين مسرورا .. نم فخير
نائم علي خير عمل.

وقيل للحسن البصري : ما بال المجتهدين بالليل من أحسن الناس وجوها
قال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره.. "يهدي الله لنوره من يشاء" ومن
رزقه الله نور الوجه في الدنيا سعي به نوره في الآخرة.. وعن عائشة رضي
الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يفتتح قيام الليل يكبر
عشرا. ويحمد عشرا ويسبح عشرا. ويستغفر عشرا ويقول: "اللهم اغفر لي واهدني
وارزقني وعافني ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة" ويقول سبحانه وتعالي
"رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وايتاء الزكاة
يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار" لذلك كان جزاؤهم "ليجزيهم الله
أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب".

* قمت من نومي علي جنابة وظللت أبحث عن مياه في المكان الذي أسكن فيه فلم أجد فهل يجوز لي التيمم . وكيف يكون ذلك؟

** يجيب الدكتور عثمان عبد الرحمن المدرس بالأزهر:

لقد خص الله تعالي أمة محمد صلي الله عليه وسلم بخصائص كثيرة رحمة
وتيسيرا بها. ومن هذه الخصائص التيمم بالتراب عند عدم وجود الماء. يقول
النبي الأعظم صلي الله عليه وسلم : "أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي: نصرت
بالرعب مسيرة شهر. وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا .. الحديث" ويقول الله
تعالي وإن كنتم مرضي أو علي سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لا مستم
النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه"
"المائدة/6".

وبالتالي يجوز لمن فقد الماء أو عجز عن استعماله أن يتيمم بالتراب الطاهر.

أما عن كيفية التيمم من الحدث الأكبر أي من الجنابة فيكون كالتيمم من
الحدث الأصغر للصلاة . وهو مسح الوجه واليدين الي المرفقين. لقوله تعالي:
"فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه" وروي أبوداود عن جابر بن عبد الله رضي الله
عنه قال: خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه ثم احتلم هذا
الرجل فسأل أصحابه : هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا : لا نجد لك رخصة
وأنت تقدر علي الماء فاغتسل فمات . فلما قدمنا علي رسول الله صلي الله
عليه وسلم أخبر بذلك فقال: قتلوه قتلهم الله! هلا سألوا إذا لم يعلموا .
فإنما شفاء العي أي الجهل السؤال.

إنما كان يكفيه ان يتيمم ويعصب علي جرحه خرقة ثم يمسح عليه ويغسل سائر الجسد.

* ما حكم كشف عورة النساء مع بعضهن البعض لعمل تدليك أو ممارسة رياضة معينة تستلزم ملابس تكشف العورة؟!
** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر الشريف: لقد أمر الاسلام النساء بحفظ عوراتهن وسترها إلا ما ظهر منهن بحكم الضرورة من غير قصد فقال سبحانه وتعالي " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني اخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت إيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا علي عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون" سورة النور.. ولقد فسر ابن عباس معني "ما ظهر منها" بالكحل والخاتم ويلزم عنهما إظهار موضعهما كذلك وهما الوجه والكفان..
روي أبوداوود بسنده عن عائشة رضي الله عنها أن اسماء بنت أبي بكر دخلت أختها علي النبي صلي الله عليه وسلم في لباس رقيق يشف عن جسمها فأعرض النبي صلي الله عليه وسلم وقال يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يصح أن يري منها إلا هذا وأشار إلي وجهه وكفيه.
ولقد حذر النبي صلي الله عليه وسلم من دخول المرأة الحمامات العامة وتعرية جسدها أمام غيرها من النساء اللاتي يحلو لهن أن يتخذن من الأوصاف البدنية لهذه وتلك حديث المجالس.
يوضح هذا ما رواه الإمام الترمذي بسنده وحسنه عن أبي المليح الهزلي رضي الله عنه:"أن نساء من أهل حمص أو من أهل الشام دخلن علي عائشة رضي الله عنها فقالت:"أنتن اللاتي تدخلن نساؤكن الحمامات. سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول "ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها" من هنا يتضح لنا أن كشف عورة المرأة أمام الأجنبيات عنها سواء أكانت في الحمامات العامة أو في غيرها من الأماكن عمل لا يقره الإسلام. وعلي المرأة المسلمة أن تنفذ أوامر دينها لتسعد في الدنيا والآخرة.
* هل يجوز عمل مسابقات ورصد جوائز مالية للفائزين المتسابقين .. أم لا؟!
** يجيب الدكتور كمال بربري حسين وكيل وزارة الاوقاف بالسويس :لقد حث رسول الله صلي الله عليه وسلم علي الرمي فقال "ارموا بني اسماعيل فإن أباكم كان راميا".
وفي صحيح مسلم أنه صلي الله عليه وسلم قال "من تعلم الرمي ثم تركه فليس منا أوقد عصي الله".
ويجوز أخذ المال في الرمي ولكن بشروط:
لابد من العلم بالمسافة التي تبلغها السهام أو ما يرمي به.
لابد من تحديد كيفية الإصابة
هل هي القراع: أي الإصابة المجردة أو الخرق: وهو أن يثقب الهدف.
والمال المخرج للمسابقة إن أخرجه المتسابقون فهذا لا يجوز لأنه قمار. ويجوز إذا أخرجه واحد منهما أو أخرجه رجل غير مشترك في المسابقة أو أخرجته الدولة تشجيعا للمتسابقين.
* ما حكم الدين في جماعة يلهون في لعب الطاولة والكوتشينة ويتركون صلاة الجماعة في المسجد؟!
** يجيب الشيخ محمد حامد يوسف من علماء الأزهر بمطروح : هذا اللهو مذموم ويغضب المولي عز وجل لأنه مضيعة للوقت ويبعد الانسان عن الطاعة .. والأولي أن يستثمر وقته في قراءة القرآن.. أو أي عمل ينفعه في دينه ودنياه.. كما أنه بهذا العبث وهو اللعب يضيع صلاة الجماعة التي قال عنها الرسول صلي الله عليه وسلم "صلاة الجماعة تعدل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة" فكأنك اشتريت الخبيث وبعت الطيب لأنك تفضل اللعب علي صلاة الجماعة يقول سبحانه وتعالي "قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث" والانسان سوف يسأل يوم القيامة عن أربع عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقة وعن شبابه فيما أبلاه. وعن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما عمل به.

* قد يستعصي العلاج
ويفشل الاطباء في العلاج ويفكر بعضهم في رفع الأجهزة المركبة للمريض..
فمتي يجوز شرعاً للاطباء رفع اجهزة الإنعاش المركبة علي الشخص؟

** يجيب الدكتور كمال بربري حسين محمد مدير عام مديرية أوقاف السويس:

لا شك أنه من التصرفات غير الشرعية رفع أجهزة الإنعاش عن المريض
الميئوس من شفائه في نظر الطبيب المعالج. ورفعها يعني الموت. فهو إذن
كقتله. وكم من مرض ظن الاطباء أنه لن يعيش عاش حينا من الدهر ولا يجوز
اليأس من رحمة الله تعالي.

ولا يجوز رفع أجهزة الإنعاش إلا إذا تحققنا من موت المريض وقد نوقش
هذا الامر في عدة مؤتمرات فقهية والتي أكدت أنه يعتبر شرعا ان الشخص مات
وتترتب جميع الأحكام المقررة شرعاً للوفاة عند ذلك إذا تبينت فيه أحدي
العلامتين التاليتين:

* إذا توقف قلبه وتنفسه توقفاً تاماً وحكم الاطباء بأن هذا التوقف لا رجعة فيه.

* إذا تعطلت جميع وظائف دماغه تعطلا نهائياً. وحكم الاطباء الاخصائيون الخبراء بأن هذا التعطل لا رجعة فيه. وأخذ دماغه في التحلل.

وفي هذه الحالة يسوغ رفع اجهزة الإنعاش المركبة علي الشخص وإن كان بعض
الأعضاء. كالقلب مثلا يعمل آلياً بفعل الاجهزة المركبة ويحكم بموته ويغسل
ويكفن ويصلي عليه ويوزع الميراث.

* ماهو الأذي الذي حذر منه القرآن الكريم الرجال بعد مجامعتهم نساءهم أثناء الحيض أو النفاس؟

** إن الإسلام جاء ليحكم حياة الناس فلا تمتد إليهم يد الأمراض ولا
يقعون في المهالك ولا تحتجزهم العقبات ولا تثبط هممهم المشكلات هذا لو
انهم اتبعوا ما أنزل الله ولكن الناس ابتعدوا عنه فضاقت معايشهم وتنغصت
حياتهم وهاجمتهم الكوابيس وألمتهم مشكلات الحياة.

إن الإسلام لم يدع شيئاً يقوم حياتنا أو يحيد ذلك إلا وأمرنا به
انظري ايتها السائلة الكريمة إلي هذه الآية مرادها ومعناها تقفين عاجزة
أمام معجزة القرآن الخالدة التي حيرت عقول البلغاء وأفحمت جهابذة الخطباء
وأعجزت فطاحل الكتاب والشعراء. وانقل لك في الاجابة من قول طبيب مسلم قال
دورة الحيض رغم كونها طبيعية إلا أنها للنساء إلا ما تشائي كأنهن يجدن
عادة في زمن الحيض انحرافا في مزاجهن ويشعرن بنصب عام في أجسامهن ويتعايشن
في بعض الأحيان آلاماً شديدة في أحلامهن هذا المعني هو بعض ماحوته كلمة
أذي والجماع في المحيض ينذر الرجل بخطر داهم هو في غني عنه وعن مضاعفاته
لو عفت نفسه ووعي أمر ربه فليست اجابة القناة البولية بالأمر الهين أو
الخطب اليسير بل هذه الاجابة هي التي تجر عليه وبالا يلحق به الآلام
والمضاعفات إذا ما ولست هذه القناة أحدثت النهايات شديده يتعذر معه التبول
الذي يحدث في الأحيان إلا ما لا يطاق أما أذا ما امتد الالتهاب إلي المجري
الخلفي فهناك تكون الطامة الكبري حيث يكثر القيح الذي تتخلله خيوط من
الدماء وتتضاعف مع ذلك الآلام واشتد الضعف وتقل الشهية للطعام أو يصاب
الرجل بتسمم الدم فلا يكون أمامه إلا الموت.

* وضعت طفلا وبعد أربعين يوما وضعت
مولوداً آخر فأصبحت أم التوأمين.. فكيف أحسب أيام النفاس.. ومتي أكون
طاهرة للصلاة والصوم؟

** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر الشريف ان مدة النفاس تحتسب
من أول يوم لولادة المولود الأول.. وليس من المولود الثاني فلو مضي عليك
زمن بين ولادة الطفل الأول والطفل الثاني تحتسب مدة النفاس من ولادة الأول
ولو كان ذلك الزمن أكثر مدة النفاس فلو فرض وجاء الولد الثاني بعد أربعين
يوما كما هو وارد في السؤال من ولادة الأول يكون الدم النازل بعد ولادته
دم علة وفساد لا دم نفاس لذلك قال الشافعية إذا ولدت توأمين فلا يعتبر
الدم الثاني دم نفاس وإنما هو دم حيض إذا صادف عادة حيضها فإن لم يصادف
عادة حيضها فهو دم علة وفساد أما المالكية فقالوا إذا ولدت توأمين فإن كان
بين ولادتها ستون يوما وهو أكثر مدة النفاس عندهم كان لكل من الطفلين نفاس
مستقل وإن كان بينهما أقل من ذلك كان للطفلين نفاس واحد ويبدأ من الأول
علماً بأن مدة النفاس أكثر أربعون يوماً وليس لأقل النفاس مدة معينة حيث
لا حاجة لمعرفته وثبوته إلي إمارة زائدة علي الولادة وفي مدته في مذهب
الشافعية أكثر ستون يوما وغالبا أربعون يوما أما عند المالكية قالو إن
أكثر مدة النفاس ستون يوماً.

* أدرس في خارج البلاد وقد حاورني مواطن
من أبناء هذه الدولة في موضوع الطلاق في الإسلام. فهل جعل الدين حلولا قبل
الطلاق أم جعل الطلاق وحده حلاً وحيداً للفصل بين الزوجين؟

** أجاب الدكتور أحمد محمود كريمة. أستاذ الفقه المقارن بكلية
الدراسات الإسلامية والعربية للبنين جامعة الأزهر بالقاهرة!. شرع الإسلام
وسائل الإصلاح بين الزوجين التي تجمع الشمل وتزيل الوحشة وتبعد عن الفراق
فمن ذلك:

الوعظ.. أي التذكير بعقاب الله -تعالي- للظالم. وثوابه -سبحانه
وتعالي- للصابر الراضي. أي الجمع في الوعظ بين الوعد والوعيد أي الترغيب
والترهيب بالحكمة والموعظة الحسنة.

فإذا لم ينفع الوعظ. فالهجر في فراش الزوجية. فلعلها إن كانت سوية
وتعرف أن قدرها عند زوجها في تدن وانخفاض لأن فطرة الأنوثة أن تكون مرغوبة
مطلوبة لا مرفوضة مهجورة.

فإذا فشل الهجر كسابقه أي الوعظ. فالضرب غير الموجع أي اليسير الذي عسي أن يكون زاجرا عن العناد والتحكم.

عن هذا كله قال الله -تعالي-: "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن
في المضاجع واضربوهن. فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا
كبيرا" -الآية من سورة النساء

ومن الوسائل في هذا بعث الحكمين من أهل الزوج وأهل الزوجة عند وجود
شقاق بين الزوجين يستدعي الإصلاح مع مراعاة حسن اختيار الحكمين من صلاح
الحال وصدق النية والقدرة علي كتم الأسرار وبذل الجهد في عملية الإصلاح
والفطنة والمروءة والشهامة والنخوة. فكما قالت العرب: "إذا أرسلت فارسل
لبيبا"!

وقد دل القرآن الكريم علي مشروعية بعث الحكمين قال الله -تعالي-:
"وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها. إن يريدا
إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا" -الآية من سورة النساء-

وعلي ضوء ما ذكر فإن الوسائل السالفة.. أي الوعظ والهجر في فراش
الزوجية والضرب اليسير وبعث الحكمين هي حلول شرعية جعلها الشارع الحكيم
قبل اللجوء إلي الطلاق.

فإذا فشلت هذه الحلول فلا مفر من فراق بإحسان خير من شقاق وخلاف بسبب
عداوات تجافي مقاصد الزواج. قال الله -تعالي-: "وإن يتفرقا يغن الله كلا
من سعته وكان الله واسعا حكيما" -من سورة النساء- والله تعالي الهادي إلي
سواء السبيل.

* فوائد البنوك هل هي حلال
أم حرام؟ احصل علي مبلغ 600 جنيه كل ثلاثة أشهر من
الفوائد. فماذا أفعل بها في ظل الغلاء الفاحش الذي نعيش فيه الآن؟ علما
بأنني مقبل علي الزواج. أرجو أن تكون الإجابة محددة ومفيدة.

** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ جمال قطب- رئيس لجنة الفتوي بالأزهر الشريف سابقا:

لا مانع من أخذ فوائد من الأموال المودعة في البنوك حيث ان الفقه قد
أجاز بتقرير كثير من العلماء هذا النوع من المال لكونه عائدا من تجارة
يتولاها وكيل عن المودع وهو البنك. ولذا فلا مانع شرعا من الاستفادة بها.

*ما الحكم في الذين يرتشون لإنجاز بعض الأعمال التي هي في صميم عملهم ويماطلون إذا لم يأخذوا من صاحب المصلحة ما يشبع نهمهم؟

عن ثوبان مولي رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "لعن الله الراشي
والمرتشي والرائش يعني الذي يمشي بينهما. واللعن هو الطرد والإبعاد من
رحمة الله تعالي.

حرَّم ديننا الحنيف الرشوة لما لها من آثار سيئة وعواقب وخيمة وأضرار
جسيمة روي الترمذي وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلي الله عليه وسلم : "لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم" ولعل أشد
وعيد ورد في شأن الذين يرتمون في أحضان الرشوة ذلك الداء الوبيل والمرض
الخطير الذي يضر بالأمة ويسيء إلي سمعتها وكرامتها قول النبي صلي الله
عليه وسلم فيما رواه الطبراني "الراشي والمرتشي في النار" ومما يؤسف له أن
كثيرين من ذوي المصالح لايزالون يغلب علي ظنهم أن مصالحهم لاتنال جانباً
من العناية والاهتمام وسرعة التنفيذ إلا إذا بادروا بالرشوة إلي من بيده
إنجازها دون النظر إلي ما يتقاضاه من أجر لقيامه بهذه الأعمال التي تكف
بها من قبل ولاة الأمر فهم ينظرون إلي الرشوة وكأنها ضريبة من الضرائب
الواجب أداؤها طوعاً أو كرهاً حتي يفوزوا ببغيتهم ومن عجب أن فيهم من تكون
مصلحته وشيكة النفاذ ولكنه يتعجل فيسارع بتقديم ما يعرف بالرشوة إلي
الموظف المكلف بها وربما ألح عليه في أخذها وقد ينهره الموظف ويرفض قبولها
بإباء وشمم إذا كان حر الضمير غني النفس شفيفا فمن الجرم. أن نتقدم
بالرشوة إلي من بيده إنجاز أعمالنا أو نحاول أن نستميله لأخذها فنجني عليه
شر جناية ونعوده مخالفة القوانين القاضية بتحريمها.

تقول هالة محمود حسن: افتتح الله تبارك وتعالي بعض السور القرآنية..
ببعض الحروف الهجائية مثل ألم.. حم.. طس إلي غير ذلك فما المعني المراد من
هذه الفواتح؟

اختلف العلماء في فواتح السور فمنهم من قال هي من المتشابه الذي
استأثر الله بعلمه ومنهم من قال هي حروف أثني بها علي خط التحدي والإعجاز
كأن الله تعالي يقول: القرآن الكريم الذي عجزت الإنس والجن عن معارضته
والإتيان بمثله مؤلف من جنس ما تلفون منه كلامكم وهي الحروف الهجائية.
ومنهم قال هي أسماء السور. ومنهم من قال حروف متقطعة من أسماء الله تعالي
ومنهم من قال هي سر من أسرار القرآن. وممن ذهب إلي هذا الرأي أبوبكر
الصديق رضي الله عنه حيث قال: "لكل شيء سر وسر القرآن.. فواتح السور".

*هل يجوز للمحدث حدثاً أصغر مس المصحف؟ وما الحكم فيمن يضعه عند النوم تحت الوسادة؟

* ذهب جمهور الفقهاء إلي أنه يحرم علي المحدث حدثاً أكبر أو أصغر مس
المصحف لما روي عن بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلي الله
عليه وسلم : "لا يمس المصحف إلا علي طهارة" وبه احتج أحمد بن حنبل علي
الحُرمة وبما جاء في كتاب النبي صلي الله عليه وسلم لعمرو بن حزم من قوله:
"لا يمس القرآن إلا طاهر" وهو كتاب تلقاه الناس بالقبول. قال ابن عبد
البر: "إنه أشبه بالمتواتر. لتلقي الناس له بالقبول" ولكنه يبقي النظر في
المراد من الطاهر. فإنه لفظ مشترك يطلق علي الطاهر من الحدث الأكبر.
والطاهر من الحدث الأصغر. ويطلق علي المؤمن وعلي من ليس علي بدنه نجاسة.
ولتوضيح ذلك أبين آراء الأئمة في حكم مس المصحف فذهب المالكية إلي القول
بأن الحدث الأصغر يمنع من مس المصحف أو بعضه ولو آية ويجوز مسه وحمله
لبالغ محدث ولو كان حائضاً إذا كان معلماً أو متعلماً.

وذهب الشافعية والحنابلة إلي أن الحدث الأصغر يمنع المكلف من مس
المصحف كلا أو بعضاً ولو آية. وذهب الحنفية إلي أن الحدث الأصغر يمنع من
مس المصحف وكتابته كلاً أو بعضاً ولو آية ولا بأس بأن يمسه غير البالغ
المتعلم للحفظ ومنعاً للحرج. والذي يضع المصحف تحت الوسادة لا حرج عليه في
ذلك بشرط ألا يكون في هذا الوضع امتهان لقداسته وإن كان من الأفضل أن يضعه
في مكان يليق به وكيف لا وهو كلام رب العالمين وهو يعلو ولا يعلي عليه.

* هل التلقين علي المتوفي بدعة؟

** يجيب فضيلة الشيخ أشرف فتحي الجندي إمام مسجد أبوالعزائم بمنطقة 6
أكتوبر بالإسكندرية بقوله رأي بعض العلماء أن يلقن الميت المكلف بعد دفنه.
فقد روي عن بعض التابعين أنهم قالوا: إذا سوي علي الميت قبره وانصرف الناس
عنه كانوا يستحبون أن يُقال للميت عند قبره: يا فلان. قل لا إله إلا الله.
إشهد أن لا إله إلا الله "ثلاث مرات" يا فلان قل: ربي الله وديني الإسلام
ونبيي محمد ثم ينصرف.

وسندهم في هذا حديث أبي أمامة أن النبي "صلي الله عليه وسلم" قال:
"إذا مات أحدكم فسويتم عليه التراب فليقف أحدكم عند رأس قبره ثم ليقل: يا
فلان ابن فلانة. فإنه يسمعه ولا يجيب. ثم ليقل: يا فلان: ابن فلانة
الثانية. فيستوي قاعداً. ثم ليقل: يا فلان ابن فلانة فإنه يقول: أرشدنا
يرحمك الله. ولكن لا تسمعون. فيقول: أذكر ما خرجت عليه من الدنيا. شهادة
أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. وأنك رضيت بالله رباً
وبالإسلام ديناً وبمحمد "صلي الله عليه وسلم" نبياً ورسولا. وبالقرآن
إماماً. فإن منكراً ونكيراً يتأخر كل واحد منهما فيقول: انطلق فما يقعدنا
عند هذا وقد لُقِّن حجته ويكون الله تعالي حجته دونهما.." رواه ابن شاهين
في كتاب الموت بإسناده. وهذا الإسناد صالح وقواه بعضهم.

وقال النووي: هذا الحديث وإن كان ضعيفاً فيستأنس به. وقد اتفق علماء
المحدثين وغيرهم علي المسامحة في أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب. وقد
اعتضد بشواهد. كحديث: "واسألوا له التثبيت". ووصية عمرو بن العاص وهما
صحيحان. ولم يزل أهل الشام علي العمل بهذا في زمن من يقتدي به وإلي الآن.
وذهبت المالكية في المشهور عنهم وبعض الحنفية إلي أن التلقين مكروه.

وجاء في مشارق الأنوار للعدوي أن التلقين مشروع عند الشافعية وارتضاه
صاحب المدخل.. وجزم به القرطبي. وكذلك عند أبي حنيفة وغير واحد من
المالكية. ووضح ذلك في صفحة 10 من الكتاب.

وذكر الشيخ عبدالله بن محمد الصديق الحسني أن التلقين عرف في الشام زمن أحمد بن حنبل. وفي قرطبة إلي نكبة الأندلس.

وبعد العرض أري أن التلقين جائز للمتوفي بناء علي أن ما رآه المسلمون
حسناً فهو عند الله حسن. وأنه لا ضرر فيه بل فيه نفع والله تعالي أعلم.

* ما صلاة التسابيح؟ وكيف يتم أداؤها؟

* يجيب فضيلة الدكتور محمد سيد أحمد المسير الأستاذ بجامعة الأزهر بقوله:

أحب أن أنبه إلي قضية قد يغفل عنها البعض وهي أن أفضل شيء يتقرب به
إلي الله تعالي هو الفريضة وحسن أدائها. فالصلاة لميقاتها أفضل عمل يتقرب
به إلي الله تعالي وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي.

كما رواه البخاري: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه"..

إذن فالنوافل في المرتبة الثانية بل لا تقبل نافلة حتي تؤدي فريضة..
وصلاة التسابيح نافلة أوردوا لها صيغاً متعددة. وقالوا إنها أربع ركعات
بتسليمة واحدة إن صلاها نهاراً وبتسليمتين إن صلاها ليلاً. يقول في أول
الصلاة: "سبحانك اللهم وبحمدك. وتبارك اسمك. وتعالي جدك. وتقدست أسماؤك.
ولا إله غيرك" ثم يسبح خمس عشرة تسبيحة قبل القراءة قائلاً: "سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم" ثم يقرأ الفاتحة وسورة ثم يسبح عشرا ثم يركع فيسبح عشراً ثم يرفع
من الركوع فيسبح عشراً ثم يسجد عشراً ثم يجلس بين السجدتين فيسبح عشراً ثم
يسجد فيسبح عشراً. فهذه خمس وسبعون تسبيحة في كل ركعة..

وهناك صورة أخري تجعل التسبيح خمس عشرة مرة بعد القراءة وليس قبلها
ثم يستمر عشراً عشراً كما مر ويزاد التسبيح عقب السجدة الثانية وقبل
الوقوف للركعة التالية.. فيكون مجموع التسبيحات ثلاثمائة تسبيحة في
الركعات الأربع..

هذه الصور كلها لم ترد في حديث صحيح ولم يصح أي حديث عن صلاة
التسابيح.. ويبدو أن الناس مغرمون بكل ما هو غريب وغير مألوف. ونحن لا
نمنع التسبيح المطلق ولا نمنع الصلاة المطلقة ولكن العبادات توقيفية تتلقي
من النبي "صلي الله عليه وسلم" ولا يعبد الله إلا بما شرع. لان الله تعالي
نعي علي أقوام فقال: "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به
الله".

*زوجتي مريضة واشتد المرض بها فجاء طبيب إلي المنزل وقال لابد
من إدخالها المستشفي لعمل أشعة وفحوص طبية ولكن أخاها قال سأحضر شيخا
يعالج بالقرآن وحضر الشيخ وقال كلاما غير مفهوم واشتد المرض ثم ماتت
الزوجة فهل الإثم يقع علي أو علي أخيها؟

* يجيب فضيلة الدكتور صبري عبدالرءوف استاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر بقوله:

* إن الرسول "صلي الله عليه وسلم" يقول: "ما خلق الله داء إلا وخلق له دواء فتداووا يا عباد الله ولا تتداووا بحرام".

وهذا الحديث النبوي الشريف يدل علي أن الله سبحانه وتعالي أباح التداوي بما هو مفيد.

أما العلاج بالقرآن أو الرقي فإن الفقهاء وضعوا له شروطا هامة أهمها أن يكون بكتاب الله أو بأسمائه وصفاته.

ثانيها: أن يكون باللسان العربي أو يكون بلغة يفهمها الحاضرون.

ثالثها: أن يعتقد الإنسان أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بإذن الله تبارك وتعالي.

وقد استدل الفقهاء علي ذلك بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عوف بن
مالك رضي الله عنه قال كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف تري
في ذلك؟.

فقال "صلي الله عليه وسلم" "أعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقي مالم يكن فيه شرك".

ويسئل الإمام الشافعي رضي الله عنه عن الرقي فقال لا بأس إن رقي بكتاب الله أو بما يعرف من ذكر الله.

و سئل الإمام مالك رضي الله عنه عن الرقي بالأسماء الأعجمية فقال وما يدريك أنها كفر؟

وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي أن الرقية بما جهل معناه لا يجوز مطلقا مخافة أن يكون فيه كفر.

وأنت أيها السائل حينما اشتد المرض بزوجتك وأحضرت لها طبيبا وأشار
عليكم بضرورة نقلها إلي المستشفي لعمل الأشعة والتحاليل الطبية كان عليك
أن تستمع لكلام الطبيب المتخصص وما كان لك أن تستمع إلي كلام مخرف أحضر
إنسانا يتكلم بكلام غير مفهوم وزوجتك تتألم أمامك ولم يشفع لها الألم
لتعجل بها إلي المستشفي وظننت أن الشيخ الذي حضر هو الطبيب المداوي وعليك
أن تتحمل مسئولية وفاة زوجتك مع شقيقها. قال تعالي:

"من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله علي كل شيء مقيتا".

* رجل صلي إماماً بالناس صلاة عشاء ثم سها وصلاها ثلاث ركعات فسبح له
فلم يكمل الصلاة ثم سلم من ثلاث. فعندما سئل لماذا لم يكمل الصلاة قال إنه
ظن أنها صلاة المغرب أفيدونا بارك الله فيكم؟

** يجيب فضيلة الشيخ فرج عبدالغني إمام بالأوقاف بقولة:

الصلاة في هذه الحالة باطلة علي الإمام والمأمومين لاختلاف نية العشاء
لدي الإمام وعدم اكتمال عدد ركعاتها ويجب عليهم إعادتها. والله أعلم.

* ما هو المقصود بصلاة الوتر: وكيفية أدائها؟!

** يجيب فضيلة الشيخ عثمان إبراهيم عامر من علماء الأزهر الشريف بقوله:

الوتر: الفرد.

وفي الحديث إذا استجمرت فأوتر أي اجعل الحجارة التي تستنجي بها فرداً
معناه: استنج بثلاثة حجارة أو خمسة أو سبعة. وكذلك الوتر: أي الصلاة
المخصوصة بعد الفريضة أو بعد صلاة التراويح سميت بذلك لأن عدد ركعاتها وتر
فهي إما واحدة أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع أو إحدي عشرة.

وحكم صلاة الوتر: سنة مؤكدة عند جمهور العلماء وواجبة عند أبي حنيفة.
وهي للرجال والنساء معاً وتجوز صلاتها في غير جماعة كما تجوز في جماعة.

ووقتها. عند الجمهور من صلاة العشاء إلي أذان الفجر فإن صليت قبل صلاة العشاء لا تصح فضلها.

جاء في فضل صلاة الوتر عدة أحاديث منها:

عن خارجة بن حذافة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلي الله
عليه وسلم فقال: إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم. الوتر جعله
الله لكم فيما بين صلاة العشاء إلي أن يطلع الفجر.

رواه أبو داود وابن ماجة والطحاوي والدارقطني والبيهقي ورواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد.

وعن علي رضي الله عنه الوتر ليس كصلاتكم المكتوبة ولكن سن رسول الله
صلي الله عليه وسلم وقال: إن الله وتر فأوتروا يا أهل القرآن رواه الترمذي
وقال حديث حسن وأخرجه النسائي وصححه الحاكم في المستدرك.

محل القنوت منها:

القنوت: هو الدعاء في الصلاة ومحل القنوت من صلاة الوتر يكون بعد
الفراغ من قراءة السورة في الوقوف وقبل الركوع. كما يكون بعد الركوع.

كيفيتها: وأما كيفية صلاة الوتر. فيجوز أن تصلي ركعة واحدة فقط. كما
يجوز أن تصلي ثلاث ركعات بتشهد واحد في الركعة الأخيرة يعقبه السلام.
وتكون كل ركعة بقراءة الفاتحة وسورة قصيرة.

كما يجوز أن تصلي خمساً وسبعاً وتسعاً. فإذا صليت خمساً أو تسعاً
فإنها تكون بتشهد واحد في الركعة الأخيرة يعقبه السلام. وإذا صليت تسعاً
فإنها تكون بتشهدين. تشهد في نهاية الركعة الثامنة. وتشهد في نهاية الركعة
التاسعة يعقبه السلام.

* نريد معرفة المفهوم الشرعي لكنز المال حيث سمعنا عدة تفسيرات له جعلتنا في حيرة؟

** أجاب الدكتور/ أحمد محمود كريمة. أستاذ الشريعة الإسلامية المساعد بجامعة الأزهر بالقاهرة:

بالاستقراء فيما اجتهد الفقهاء في تحديد مفهوم كنز المال فإنه علي
أقوال أشهرها ثلاثة: الأول: كنز المال معناه "ما فضل عن الحاجة". ومستندهم
في هذا دليل الكتاب والسنة. فأما دليل الكتاب فقوله عز وجل "والذين يكنزون
الذهب والفضة" فالمال الكثير إذا جمع فهو الكنز المذموم سواء أديت زكاته
أم لم تؤد للعموم. ولظاهر الآية الكريمة من المنع من جمع المال لغير حاجة.
وأما دليل السنة فقوله صلي الله عليه وسلم لما سئل أي مال نكنز؟ قال:
"قلباً شاكراً. ولساناً ذاكراً. وزوجة صالحة" سنن الترمذي الثاني: كنز
المال معناه جمع المال الذي لا تؤدي زكاته. واستدلوا بدليل الكتاب "ولا
ينفقونها في سبيل الله". أي: الذين لا يؤدون زكاة أموالهم. وبدليل السنة
"نعم المال الصالح للمرء الصالح" مسند أحمد . وبدليل الأثر ماروي عن ابن
عمر رضي الله عنهما : ما أدي زكاته فليس بكنز وإن كان تحت سبع أرضين. وكل
ما لم تؤد زكاته فهو كنز وإن كان فوق الأرض سنن ابن ماجة الثالث: معني كنز
المال أي مال لم تؤد منه الحقوق العارضة كإطعام الجائع وإكساء العاري وفك
الأسير وإقراض المعسر وغير ذلك من وجوه بذل المال. ولعل القول الثاني من
أن مفهوم كنز المال هو أي مال لا تؤدي زكاته والله أعلي وأعلم.

* تزوج رجل ووجد في زوجته عيباً. فطلقها. فهل لها من حقوق؟

** يقول الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر:

جاء في كتاب فقه السُنَّة للشيخ السيد سابق رحمه الله: ج2 ص39فسخ الزواج رأي الفقهاء في الفسخ بالعيب.

اختلف الفقهاء في فسخ الزواج فمنهم:

1 من رأي أن الزواج لا يفسخ بالعيوب مهما كانت هذه العيوب من هؤلاء داود الظاهري. وابن حزم.

2 ومنهم من رأي أن الزواج يفسخ ببعض العيوب دون بعض وهم جمهور أهل العلم. واستدلوا بما يأتي:

1 ما رواه كعب بن زيد "أن رسول الله "صلي الله عليه وسلم" تزوج امرأة
من غفار فلما دخل عليها ووضع ثيابه وقعد علي الفراش أبصر بكشحها بياضاً
فانحاز عن الفراش ثم قال خذي عليك ثيابك والحقي بأهلك. ولم يأخذ مما أتاها
شيئاً" رواه أحمد.

2 قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "أيما امرأة غُرَّ
بها جل بها جنون أو جذام أو برص فلها مهرها بما أصاب منها. وصداق الرجل
يرجع به علي من غَرَْ" رواه مالك والدارقطني وللإمام ابن القيم تحقيق في
ذلك: قال العيوب المنفرة والسكوت عنها من أقبح التدليس والغش وهو منافي
للدين. وقد قال أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب رضي الله عنه" لمن تزوج
امرأة وهو لا يُولد له "أخبرها أنك عقيم وخيرها".

قال ابن القيم: والقياس أن كل عيب ينفر الزوج الآخر منه.. ولا يحصل
به مقصود النكاح من الرحمة والمودة يوجب الخيار وهو أولي من البيع كما أن
الشروط المشروطة في النكاح أولي بالوفاء من شروط البيع. وما ألزم الله
ورسوله مغروراً ولا مغبوناً بما غُرَّ و غُبِنَ به.

ومن تدبر مقاصد الشرع في مصادره وموارده وعدله وحكمته وما اشتمل عليه
من المصالح لم يخف عليه رجحان هذا القول وقربه من قواعد الشريعة.

وفي واقعة السؤال نقول: إن للزوجة كامل المهر بما استمتع الزوج بها
ويعود الزوج علي الولي بالصداق الذي دفعه بما دلّس وغَرَّ.. هذا والله
أعلم.

* هل لمس المرأة بدون حائل كالمصافحة مثلاً ينقض الوضوء أم لا؟

* يجيب فضيلة الشيخ عبدالمنصف محمود من علماء والأزهر الشريف بقوله:

ذهب الحنفية إلي أن لمس المرأة الأجنبية بالمصافحة أو غيرها لا ينقض
الوضوء. روي مسلم والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: "فقدت رسول الله
"صلي الله عليه وسلم" من الفراش فالتمسته فوضعت يدي علي بطن قدميه وهو في
المسجد وهما منصوبتان وهو يقول اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ
بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي
نفسك "وعنها أن النبي "صلي الله عليه وسلم" قبل بعض نسائه ثم خرج إلي
الصلاة ولم يتوضأ".
رواه أحمد والأربعة بسند رجالةثقات واشترط المالكية في نقض الوضوء
باللمس أن يكون اللامس بالغاً وأن يقصد اللذة أو يجدها بدون قصد وأن يكون
الملموس عاري البشرة أو مستورها بساتر خفيف وأن يكون الملموس ممن يشتهي
عادة فلا ينقض الوضوء بلمس عجوز انقطع أرب الرجال منها. وذهب الشافعية إلي
أن لمس المرأة الأجنبية ينقض مطلقاً ولو بدون لذة ولو كان الرجل شيخاً
هرماً والمرأة عجوزاً شوهاء بشرط عدم الحائل الرقيق عندهم واستثنوا من بدن
المرأة شعرها وسنها وظفرها ولا ينتقض بلمس المحرم وهي من حرم نكاحها علي
التأبيد كأخت الزوجة وخالتها وعمتها فإن لمس إحداهن ينقض الوضوء..

* ما حكم الشرع في الشخص الذي يشتم غيره ويسبه وهو في حالة غضب. ومن جراء هذا الغضب يسب دين الله؟

** يقول الشيخ ماهر الحداد مدير عام بمجمع البحوث الإسلامية:

روي أن رجلاً سأل رسول الله "صلي الله عليه وسلم" فقال يا رسول الله:
قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك قال رسول الله: "فأعاد
الرجل السؤال ثلاثاً والرسول يجيبه بقوله "لاتغضب" ذلك لأن الغضب هو جماع
لكل شر. وهو من الشيطان ولقد قال رسول الله "صلي الله عليه وسلم" "الغضب
جمرة من النار يوقدها الشيطان في قلب ابن آدم لا يطفئها إلا الوضوء"
والمؤمن الصالح يقاوم الغضب ويضبط نفسه فلا يسب غيره ولا يعتدي علي غيره
فقال رسول الله: "المؤمن ليس بفحَّاش ولا سبَّاب ولا عيَّاب" وقال أيضاً
رسول الله "صلي الله عليه وسلم" "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" ومن يضبط
نفسه عند الغضب ولا يخطيء في أحد فإن الله تعالي يثيبه علي ذلك ثواباً
عظيماً.

أما الذي يسب دين الله ويشتم اسم الله تعالي تعالي الله عن ذلك علواً
كبيراً فهو كافر مرتد عن دين الإسلام بين أئمة المسلمين. والأمر ظاهر لا
يحتاج إلي بيان في توضيح جرمه وفحشه وخبث ما جاء به. وعليه أن يسرع
بالتوبة وأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن يندم ندماً
شديداً علي ما وقع منه. وأن يعزم عزماً أكيداً علي ألا يعود إليه مرة أخري
وأن يكفر عن خطئه إما بصيام أيام الله تعالي وبصدقة يتصدق بها علي الفقراء
وأن يسأل الله تعالي متذللاً أن يغفر له دائماً هذا والله أعلم.

* بعد العادة الشهرية يستمر الدم
حوالي خمسة عشر يوماً أخري ولكن لونه مغاير عن دم الحيض ويطلبني زوجي
للمعاشرة ولا أستطيع أن أمانعه فهل علي إثم في ذلك أم لا؟

** يقول الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر:

عن كرمه قال: "كانت أم حبيبة تستحاض وكان زوجها يغشاها" رواه الترمذي
والحديث يدل علي جواز مجامعة المستحاضة ولو حال جريان الدم وهو قول
الجمهور وحكاه ابن المنذر عن ابن عباس وابن المسيب والحسن البصري وعطاء
وسعيد بن جبير وغيرهم. ولكن هناك آخرون قالوا بعدم الجواز واستدلوا بما
رواه الخلال بإسناده إلي عائشة قالت "المستحاضة" لا يغشاها زوجها قالوا
ولأن بها أذي فيحرم وطؤها كالحائض وقد منع الله من وطء الحائض معللاً
بالأذي والأذي موجود في المستحاضة فثبت التحريم في حقها.

والظاهر إن إتيان المستحاضة لا شيء فيه للحديث الذي سقناه ولكن
التعفف أفضل ما استطاع لأن أذي الحيض في المستحاضة لكن الأذي لا يبقي إلا
مدة يسيرة فالأفضل البقاء هذه الفترة تحرزاً بعدها يجامعها لذهاب الأذي.

* أرجو توضيح معني اليقظة
من نوم الغفلة. وما المراد بأوقات المهلة؟ وهل الغفلة موت .. أم نوم؟!

** يجيب الشيخ اسماعيل نصار وكيل وزارة الاوقاف بالجيزة: نوم الغفلة
هو ترك الذكر. والذكر هنا يشمل التهليل والاستغفار والتكبير والدعاء
"اللهم يا من لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعه. أيقظنا من نوم الغفلة.
ونبهنا لاغتنام أوقات المهلة ووفقنا لمصالحنا. واعصمنا من قبائحنا
وذنوبنا. ولا توآخذنا بما انطوت عليه ضمائرنا وأكفته سرائرنا" فالمؤمن لا
يزال لسانه رطبا بذكر الله. فاذا وجد خيرا حمد الله. وإن لم تتحقق له
نتائج عمل متقن بذل فيه جهده .

دونما كسل أو تفريط أو تقصير. أما من ترك ذلك فهو نائم في غفلته يمتد
نومه حتي يتحول الي غفلة مميتة والعياذ بالله فموت العمل والتفكر
والاعتبار هو الذي يكون في الغفلة عن الله فليس من مات فاستراح بميت إنما
الميت ميت الاحياء.. لذا فالغفلة موت وليس مجرد نوم.. والمداومة علي الذكر
سنه.. واتصال بالخالق سبحانه وتعالي أما المهلة فهي فترة بقاء العبد صحيحا
معافي آمنا مرزوقا هذه الفترة يقسم فيها العبد لنفسه نصيبا من الغنيمة.
لأن الحياة معركة بين الخير والشر والطاعه والمعصية والجد والكسل فمن وفق
لأداء الفرائض وأتبعها النوافل فقد اغتنم. ومن أذنب ثم استغفر فقد كسب أي
غنم واستفاد من المهلة التي أمهلها له ربه.

* أحافظ علي الصلاة وقراءة القرآن .. لكن
زوجي يعشق مشاهدة الافلام الخليعه. وإذا نهيته عن ذلك يثور في وجهي مدعيا
بأن هذه المشاهده تساعدني علي المعاشرة الزوجية فما حكم الشرع في ذلك؟!

** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الازهر الشريف: يقول الحق سبحانه
وتعالي في كتابه الكريم في سورة النور "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم
ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن
من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" ورؤية
المشاهد التي تظهر في الفيلم الخليع توجب الحرمة علي من شاهدها لأنه مشاهد
ينظر الي عورات الممثلات القائمات بهذه الادوار من حيث الاوضاع الشاذه
والحركات المثيره التي يتفنن فيها مخرج الفيلم أو مخرجته فالمشاهدة توجب
الحرمة سواء كانت الصور خيالية في الافلام أو كانت طبيعية بالاختلاط الذي
يدعو إليه دعاة الحضارة او المدنيه ولقد أصبحت المجتمعات الاسلامية بما
يقدمه أصحاب المهن المختلفة في تصوير ما يثير الشباب مما يدفعهم للجري
وراء هذا السراب في اعتقادهم انهم وجدوا العلاج لمشكلاتهم فان بعض
الطالبات في المعاهد والجامعات أدمنت هذه المشاهدات بكل أنواعها التي
يتقنها غير المسلمين لافساد المجتمعات الاسلامية.

نسأل الله تعالي أن يهدي زوجك ليعود الي صوابه ويغض بصره عن كل ما
حرم الله.. ويشغل وقته في قراءة القرآن والبعد عن طريق الشيطان لأنه عدو
مبين يدعو أنصاره ليكونوا من أصحاب السعير.

* امرأة طلقت ثم أنجبت طفلاً بعد شهر من طلاقها فهل يصح لها الزواج من رجل آخر قبل مضي ثلاثة أشهر؟

** يجيب الدكتور محمد المسير الاستاذ بجامعة الأزهر بقوله: شرع الله
تعالي للمرأة عدة وهي اسم لمدة تتربص فيها المرأة لمعرفة براءة رحمها أو
للتعبد أو لتفجعها علي زوجها المتوفي وشرعت العدة صيانة للأنساب وتحصيناً
لها من الاختلاط ورعاية لحق الزوج والمولود.

وتختلف العدة بالنسبة للمرأة حسب أحوالها إن كانت مطلقة أو متوفي عنها زوجها أو إن كانت حاملا أو غير حامل.

فالمرأة المطلقة الحامل عدتها تكون بوضع الحمل طال الوقت أو قصر لقوله تعالي: "وأولات الاحمال أجلهن أن يضعن حملهن".

وذلك لأن حملها من الزوج الأول فلابد من نسبة المولود إليه والانتظار حتي يثبت نسب الوليد إلي أبيه.

فإذا وضعت المرأة المطلقة بعد شهر- كما هو موضوع السؤال- أو أكثر فلا
حرج عليها بعد ذلك أن تتزوج بآخر وليس عليها الانتظار ثلاثة أشهر.

لأن الانتظار لمدة ثلاثة أشهر إنما هو للنساء المطلقات اللاتي بلغن
سن اليأس أو لم تكن لهن دورة شهرية.. قال تعالي: "واللاتي يئسن من المحيض
من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللاتي لم يحضن" وإن كانت المرأة
من ذوات الحيض فعدتها ثلاثة قروء قال تعالي: " والمطلقات يتربصن بأنفسهن
ثلاثة قروء".

والقرء هو الحيض أو الطهر علي خلاف ذلك فالمراد ثلاث حيضات أو ثلاثة أطهار.

أما المرأة المتوفي عنها زوجها فعدتها أربعة أشهر وعشرة لقوله تعالي
"والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا
بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في انفسهن بالمعروف والله بما تعملون
خبير".

ويري فريق من العلماء أن المتوفي عنها زوجها الحامل تكون عدتها بوضع
الحمل ولو كانت أقل من اربعة اشهر وعشرة لكن الاوجه هو ان عدتها ابعد
الاجلين وضع الحمل أو اربعة اشهر وعشرة والله اعلم.

* ما مدي حق الزوج في مرتب زوجته العاملة؟

** يجيب الشيخ مرجان علي رزق من علماء الاوقاف بقوله: الزوج- في منطق
الإسلام- هو المسئول الأول عن التبعات المالية للأسرة وهو المطالب شرعا
بالنفقة والكسوة والسكني لزوجته وأولاده قال تعالي "أسكنوهن من حيث سكنتم
من وجدكم". ومعني الوجد: الوسع.

وقال سبحانه "ولينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله. لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها"

وقد عد الرسول صلي الله عليه وسلم النفقة علي الأهل أفضل الصدقات
واعظمها اجراً فقال- كما في الحديث المتفق عليه- : "دينار أنفقته في سبيل
الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به علي مسكين ودينار أنفقته علي
أهلك اعظمها اجراً الذي انفقته علي أهلك".

وهذه الحقوق المالية واجبة علي الرجل لزوجته سواء كانت غنية أوفقيرة
ولا تجبر الزوجة علي ترك شيء منها إلا عن طيب نفس وباختيار وبارادة
مستقلة.. قال تعالي "فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئا مريئاً".

فإذا كان هذا هو حكم الشرع في حقوقها المالية قبل الرجل فهل من
المعقول بعد ذلك أن يكون للرجل حق في مال زوجته سواء كان مرتبا أو عقاراً
تملكه؟!

إن ما يمتاز به الإسلام أن جعل للمرأة ذمة مالية مستقلة وصحح
تصرفاتها المالية الرشيدة دون حاجة إلي إذن خاص من الرجل أيا كان.. وكل ما
نوصي به هو أن تكون العلاقة بين الزوجين قائمة علي الحرص علي سلامة الأسرة
واستقرارها عن طريق التعاون البناء وفي إطار التفاهم العاقل والتلاقي علي
المحبة والوئام ولنتذكر اعتزاز الرسول الكريم بالسيدة خديجة عندما قال
"وواستني بمالها إذا حرمني الناس".

* حصلت علي ولد من الملجأ لعدم الانجاب فما موقف
هذا الابن منا وقد اصبح شاباً يافعاً حيث يطلع علي عوراتنا ونحن نطلع عليه
ايضاً؟
** يجيب فضيلة الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر بقوله: لقد حرم
الإسلام التبني ومنعه وقد وردت النصوص القرآنية في ذلك الشأن مثل قوله
تعالي في سورة الاحزاب "وما جعل أدعياكم أبناءكم ذلك قولكم بأفواهكم والله
يقول الحق وهو يهدي السبيل ادعوهم لابائهم هو أقسط عند الله" الاية "4"
وقال ايضاً في نفس السورة "ادعوهم لابائهم هو اقسط عن الله فإن لم تعلموا
آباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به ولكن
ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفوراً رحيماً" وقد كانت هذه هي عادة العرب وقد
عمل بهذه العادة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما نسب إليه زيد
بن حارثة وسماه زيد بن محمد وقد كانت هذه العادة موجودة بين قومه العرب
قبل ان يحرمها الله تعالي.. والتبني بمعني إلحاق النسب لغير الابناء حرام
شرعاً وكبيرة من الكبائر ويترتب عليها مفاسد كثيرة فهذا الطفل اللقيط
سيعيش مع أسرة ويطلع علي عورات وهو أجنبي ويرث ويورث وليس هناك رابطة توجب
الإرث.. وفي ذلك إهدار للحق وضياع للقيم وكان التبني في الجاهلية وصدر
الإسلام أمراً واقعاً إلي أن نزل قوله تعالي: "ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند
الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم".

وقال صلي الله عليه وسلم في صحيح الحديث "من ادعي إلي غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام".

وكم سمعنا عن أطفال نسبوا إلي رجال غير آبائهم لقسم أو غير ذلك فلما
شبوا ظهرت المقيتات وتولدت صراعات وأحقاد وتعقدت الأمور وأسقط في ايديهم..
فالحق أحق أن يتبع.

لكن هناك حل أفضل وأكرم وهو كفالة اللقطاء والقيام بأمر عنايتهم
ورعايتهم والسعي في حوائجهم فهذا باب من ابواب الخير يحرص عليه المسلم
ولنتذكر قول رسول الله صلي الله عليه وسلم.

من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم
القيامة ومن يسر علي معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة و من ستر
مسلماً سترة الله في الدنيا والأخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في
عون اخيه".

* زوجتي تطالبني باحضار خادمة لها للقيام بالاعمال المنزلية لأنها تعمل موظفة باحدي الشركات وليس لديها وقت لادارة شئون البيت وتصر علي هذا الموضوع .. أو طلب الطلاق فماذا أفعل؟ وما حكم الشرع في ذلك؟!
** يجيب الشيخ اسماعيل نصار وكيل وزارة الاوقاف بالجيزة: إن الحياه الزوحية تقوم علي المشاركة والتعاون بين الرجل والمرأة داخل الاسره وخارجها .. بحيث يمكن تقسيم العمل .. فاذا كان الرجل يكدح ويشقي خارج البيت كي يوفر لأهله وولده متاع حياتهم. فان المرأة تمارس مهام كبيره داخل البيت لا تقل عن العمل خارج البيت وهذه فاطمة بنت الرسول الكريم كانت تخدم في بيت زوجها علي بن أبي طالب وقد تعبت من عمل الرحي. وجاءت تشكو الي أبيها عسي أن تجد عنده خادما يساعدها في عمل البيت . لكن الرسول الكريم آثر أن تظل ابنته مثالا يحتذي في العمل وحسن العشره. وتحمل المشاق والصبر علي متاعب الحياه فنصحها بأن تواصل عملها المعتاد ومنحها هدية أرقي وأبقي وهي ذكر الله تعالي الذي تطمئن به القلوب وتسعد به الارواح وتسمو به النفوس وبخاصة اذا أخذ الانسان مضجعه وآوي الي فراشه فعليه أن يسبح الله ثلاثا وثلاثين ليعلم أن الله منزه وله الحكمة البالغة في تقسيم المعيشة. ويحمد الله ثلاثا وثلاثين ليتذكر نعمة الله التي لا تعد ولا تحصي ويكبر الله أربعا وثلاثين تعظيما لأمر الله واجلالا لذاته المقدسة.
فالحياه الزوجيه قامت باسم الله وتستمر بأمانه الله وتتواصل بالموده وبالرحمه.
إن مشاركة المرأة لزوجها في إدارة شئون البيت وقيامها بتحمل التبعات والتضحية من أجل استقرار الاسره هو من مألوف العادة الطيبه واقرار الشرع الحنيف.
لقد كانت اسماء بنت ابي بكر تعمل في البيت وخارج البيت. ولم تكن تحسن الخبز فكانت تستعين بجاراتها اللائي لهن حسن العشره ووفاء العهد وشرف العرض وطهارة النفس.
وتقول تزوجني الزبير بن العوام رضي الله عنه وماله في الارض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضج وغير فرسه "والناضح الجمل يسقي عليه الماء" فكنت أعلف فرسه واستقي الماء. وأعجن ولم أكن أحسن أخبز وكان يخبز جارات لي من الانصار وكن نسوة صدق.
فان كان الزوج موسرا ويستطيع احضار خادمة لها تعينها علي أعمال البيت فلا حرج أما إذا كان غير قادر علي ذلك ساعدها في عمل البيت.. لأن الحياة الزوجيه تقوم علي المشاركة وتحمل أعباء الحياه.
* أنا مريض بالروماتيزم وقرر لي المعالج أن ألبس حلقة في يدي فهل يعتبر سوارا وحرام علي أن ألبسه؟
** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الأزهر: اعلم أخي المسلم أن الدواء سبب من أسباب الشفاء والمسبب هو الله تعالي فلا سبب إلا ما جعله الله سببا ومن الأسباب التي شرعها الله عز وجل للعلاج سببان.
أولا: أسباب شرعية كالقرآن والدعاء المأثور عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فإن النبي صلي الله عليه وسلم كان يرقي المريض بالدعاء له فليشفيه الله تعالي لمن أراد الله شفاءه فالله تعالي يقول "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة".
الثاني: أسباب حسية كالأدوية والعقاقير الطبيه وهذا النوع يكون تأثيره عن طريق المباشرة لا عن طريق الوهم والخيال وذلك عن طريق أهل العلم به وهم الأطباء المعروفون بالخبرة والمتخصصون في هذا المجال الطبي ومالم يثبت كونه سببا شرعيا ولا حسيا لم يجز أن يجعل سببا للاستشفاء به وقد أقر بعض العلماء بعدم لبس هذه الحلقة مادامت ليست عن طريق أهل العلم إذ لبس ذلك السوار ليس سببا شرعيا ولا حسيا فلا ينبغي للمصاب أن يستعمل هذه الحلقة مادامت ليست عن طريق المتخصصين في مجال الطب فقد يكون لبسها عن طريق الأوهام والخيالات والمريض لا يجري وراء الأوهام الكاذبة او مشورة إنسان جاهل بالأمور العلاجية المتعارف عليها بين أهل العلم بالطب والعلم.