هل يباح الجماع في غير ساعات النهار بأيام شهر رمضان المبارك

هل يباح الجماع في غير ساعات النهار بأيام شهر رمضان المبارك ؟

جماع
الزوجة في رمضان جائز من المغرب إلى الفجر قال الله تعالى : ( أُحِلَّ
لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ
لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ
تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ
بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا
وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ
الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى
اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ
ءايَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) سورة البقرة

*ماهو حكم الاعتكاف ووقته؟ وماهي آدابه ومبطلاته؟ وهل يجوز للمرأة الاعتكاف؟
** يجيب فضيلة الدكتور "عبدالفتاح إدريس" أستاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر فيقول: الاعتكاف هو لزوم المسجد والإقامة علي طاعة الله تعالي فيه.وهو سنة مؤكدة ولا خلاف بين الفقهاء علي ان الاعتكاف سنة في كل وقت. سواء في رمضان أو غيره. إلا انه في العشرة الأواخر من رمضان أفضل منه في غيرها.
وذلك لطلب ليلة القدر وإحيائها بالصلاة والقراءة وكثرة الدعاء. وقد روي عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلي الله عليه وسلم كان يعتكف العشرة الاواخر من رمضان حتي توفاه الله عز وجل. ثم اعتكف أزواجه من بعده. وورد في فضل الاعتكاف احاديث كثيرة عن علي وابن عباس وغيرهما.
ولا يصح اعتكاف الرجل إلا في مسجد تقام فيه الجماعة. لوجوب أدائه الصلاة في جماعة المسجد. واعتكافه في مسجد لاتقام فيه الجماعة قد يفضي إلي ترك الجماعة الواجبة أو الخروج من المعتكف إلي حيث تقام. وتكرار الخروج منه مناف للاعتكاف.
وللمرأة أن تعتكف في كل مسجد. وإن لم يكن جامعاً وهذا هو مشهور مذهب المالكية والشافعية ومذهب الحنابلة والظاهرية. إلا أنها ليس لها ان تعتكف إلا بإذن زوجها. ويستحب لها ان تستتر بشئ. لأن نساء النبي صلي الله عليه وسلم قد فعلنه لما أردن الاعتكاف لان المسجد يحضره الرجال وخير للمرأة الا يراها الاجنبي. وإذا ضربت المرأة عليها ساتراً فينبغي ان تجعله في مكان لا يصلي فيه الرجال حتي لاتقطع صفوفهم وتضيق عليهم.
وجواز اعتكاف المرأة في المسجد يدل عليه حديث روته عمرة بنت عبدالرحمن عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلي الله عليه وسلم ذكر انه يعتكف العشر الاواخر من رمضان فاستأذنته عائشة فأذن لها. وسألت حفصة عائشة أن تستأذن لها ففعلت. فلما رأت ذلك زينب بنت جحش أمرت ببناء فبني لها قالت: وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا صلي انصرف الي بنائه. فبصر بالابنية فقال: ماهذا؟ قالوا: بناء عائشة وحفصة وزينب. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ألبر اردن بهذا. ما انا بمعتكف".
فرجع. فلما افطر اعتكف عشرا من شوال فكره صلي الله عليه وسلم اعتكافهن في تلك الحال حيث كثرت ابنيتهن. لما رأي من منافستهن فخشي عليهن من فساد نيتهن وسوء المقصد به. ولذلك ترك الاعتكاف لظنه انهم يتنافسن في ان يكن معه.
وليس للمعتكف ان يخرج من معتكفه إلا لما لابد له منه فقد روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: السنة للمعتكف الا يخرج إلا لما لابد له منه.
وقالت: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم اذا اعتكف يدني الي رأسه فأرجله. وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الانسان.
فكل مالا يمكن فعله في المسجد فللمعتكف الخروج إليه. ولا يفسد اعتكافه مالم يطل الخروج.
وإذا وقعت فتنة خاف منها علي نفسه إن قعد في المسجد. او خاف علي ماله نهباً او حريقاً فله ترك الاعتكاف والخروج. وكذا إذا تعذر عليه المقام في المسجد لمرض لا يمكنه المقام معه فيه. أولا يمكنه المقام إلا بمشقة شديدة فله الخروج من المعتكف.
وليس للمعتكف في حال اعتكافه ان يتكسب بالتجارة او الصناعة. وإنما يستحب له ان يتشاغل بالصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله تعالي ونحوه من الطاعات. ويجتنب مالا يعنيه من الاقوال والافعال. ولا يكثر الكلام ويجتنب الجدال والمراء والسباب والفحش.
والوقت الذي يدخل فيه المعتكف الي معتكفه لمن اراد اعتكاف العشر الاواخر من رمضان هو قبل غروب شمس يوم الحادي والعشرين من رمضان ويخرج منه بعد غروب شمس آخر يوم منه. وهو ما ذهب اليه الجمهور "الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة".
وإن كان المالكية والحنابلة يرون استحباب ان يبيت المعتكف في معتكفه ليلة العيد ثم يخرج منه الي صلاة العيد. ودليل هؤلاء علي توقيت دخول المعتكف ما روي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأوسط من رمضان. فاعتكف عاما حتي إذا كانت ليلة إحدي وعشرين وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه: قال "من اعتكف معي فليعتكف العشر الاواخر وأول الليالي العشر ليلة إحدي وعشرين"
ويبطل الاعتكاف تعمد الوقاع. والردة. وشرب المسكر. ولاقضاء علي من كان متطوعاً به في هذه الحالة. لأن التطوع لا يلزم بالشروع فيه في غير الحج والعمرة.
ويجب علي من اصابته جنابة حال اعتكافه او اصابهما حيض ان يخرجا من المسجد. لأن الحيض حدث يمنع المكوث في المسجد. وقد روي عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال: "لا احل المسجد لحائض ولاجنب"
والله أعلم

*ماهو فضل صلاة قيام الليل طبقاً لما ورد في القرآن والسنة؟
وأي الاوقات افضل لاداء هذه الصلاة؟
** يجيب فضيلة الدكتور "أحمد يوسف سليمان" أستاذ ورئيس قسم الشريعة الاسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة فيقول:
قيام الليل سنة مرغب فيها. وقال كثير من الفقهاء إنه يأتي في المرتبة الاولي بعد الصلوات المكتوبة. ومعهم من السنة الدليل يؤيد ما ذهبوا اليه... فقد روي مسلم في صحيحه وغيره عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهرالله محرم".
وقد أثني الحق تبارك وتعالي علي قوام الليل ثناء حسناً فقال جل شأنه:
" أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الالباب"
والمعني: هل يستوي أولئك القائمون الساجدون آناء الليل والغافلون المعرضون عن ذكر الله تعالي؟ إنهم لا يستوون لا في العقل ولا في الفضل.
وقال تعالي في سورة الذاريات مشيداً بفضل قيام الليل ومثنياً علي القائمين ومبشراً إياهم بالجنة والنعيم المقيم:
"إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون".
وقال جل شأنه: "إنما يؤمن بآياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجداًوسبحوا بحمد ربهم وهم لايستكبرون تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قره أعين جزاء بما كانوا يعملون".
وقد رغب النبي صلي الله عليه وسلم في قيام الليل. وذم النوام الذي لايصلي من الليل ركعات تكون له بها عند الله قربة.
قال عبدالله بن سلام: اول ماقدم رسول الله صلي الله عليه وسلم انجفل "أسرع" الناس إليه. فكنت ممن جاءه فلما تأملت وجهه استبنته عرفت ان وجهه ليس بوجه كذاب. قال: فكان أول ماسمعت من كلام ان قال: "أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الارحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام.
وقال سلمان الفارسي: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "عليكم بقيام الليل. فإنه دأب الصالحين قبلكم. ومقربه لكم الي ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم ومطردة الداء عن الجسد".
وقال سهل بن سعد: "جاء جبريل الي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا محمد عش ماشئت فإنك ميت واعمل ماشئت فإنك مجزي به. احبب من شئت فإنك مفارقه. وأعلم ان شرف المؤمن قيام الليل. وعزه استغناؤه عن الناس. وعن ابي الدرداء عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشربهم: الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عزو جل فإما ان يقتل. وإما ان ينصره الله عز وجل ويكفيه. فيقول الله: انظروا الي عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه والذي له امرأة حسنة. وفرش لين حسن فيقوم من الليل فيقوم يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهر ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء وسراء".
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن الله يبغض كل جعظري جواظ. صخاب في الاسواق. جيفة بالليل. حمار بالنهار. عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة".
والجعظري شديد الغليظ. والجواظ: الأكول. والصخاب هو الصياح. والجيفة بالليل. هو الذي يغط في نوم عميق. فلا يستيقظ للصلاة. فهو كالجيفة الملقاة لا حس فيها ولاحركة وذلك من كثرة ما يعانيه بالنهار من تعب وصخب. فهو كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "حمار بالنهار" لاهم له سوي ملء بطنه يعلم من أمر الدنيا ولا يعلم من امر الدين. فربما يعيش من العمر سبعين سنة ولا يعرف آداب الاستنجاء. فهذا الرجل وأمثالة يبغصهم الله ويطردهم من رحمته فيخسرون الدنيا والآخرة.
وأحري بالعبد ان يقسم وقته فيجعل منه لربه. ويجعل منه لبدنه ويجعل منه لزوجه وأولاده عملاً بالحديث الصحيح "إن لربك عليك حقاًَ. وإن لبدنك عليك حقاً. وإن لزوجك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه.
ووقت قيام الليل يبدأ في أول الليل إلي صلاة الصبح. قال أنس رضي الله عنه في وصف صلاة الرسول:
"ما كنا نشاء ان نراه في الليل مصلياً إلا رأيناه. وما كنا نشاء ان نراه نائماً إلا رأيناه..."
ولكن الافضل ان يكون في الثلث الاخير من الليل لأنه وقت يتجلي الله فيه علي عباده وهو وقت الفتوح يفتح الله فيه للقائمين الذاكرين أبواب رحمته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلي السماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الاخير. فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه. من يستغفرني فأغفر له"
وقال أبو مسلم لأبي ذر: أي قيام الليل أفضل؟
قال: سألت رسول الله كما سألتني فقال.
"جوف الليل الغابر "الاخير" وقليل فاعله"
والله أعلم

* ما حكم المنتحر الذي يقتل نفسه أو يشنقها وهل يكفر بذلك؟
** يحرم علي المسلم ان يقتل نفسه بأن يأتي أمراً منهياً عنه كأن يقتل نفسه بسلاح أو تعاطي السم أو الالقاء من شاهق أو مكان مرتفع أو يقذف بنفسه في النار أو في الماء ليغرق أو أمام سيارة مسرعة أو قطار أو سبع مفترس.. و لقد أخرج الشيخان عن جندب قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم كان رجل به جرح فقتل نفسه فقال لله: بدرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "من تردي من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردي فيها خالداً مخلداً فيها أبداً.. ومن تحسي سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً" والمنتحر عاص بفعله فإن عاش بعد محاولته قتل نفسه فتاب صحت توبته وجمهور العلماء علي أن قاتل نفسه يغسل ويصلي عليه ويدفن في مقابر المسلمين ولم يقل أحد من العلماء بكفره.

* ما هي صفات الزوج المسلم المثالي؟
** الزوج المثالي آذا دخل البيت أقبل علي زوجته وأولاده بوجه طلق المحيا مفتر الاسارير فبادرهم بالتحية المباركة التي أمر الله تعالي بها وجعلها تحية الاسلام المتميزة إذ قال: "فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا علي أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة" وحض علي هذه التحية الرسول الكريم اذ قال لأنس رضي الله عنه: يا بني اذا دخلت علي أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلي أهل بيتك.. رواه الترمذي وإنها لبركة أي بركة ان يلقي الرجل أهله بالسلام ويقبل عليهم إقبال الربيع فينفر حياتهم بالسعادة والسرور والمرح ويشيع فيها الأنس والرحمة والرضا يمد يد العون لزوجته ان رآها بحاجة إلي شيء من ذلك ويواسيها باللطيف من القول ان آنس فيها من تعب أو سأم أو ضيق.. ولقد ضمن الاسلام للمرأة حقها في الاستمتاع بزوجها فعن عبدالله بن عمرو بن العاص ان النبي صلي الله عليه وسلم علم بمغالاته في العبادة فقال له: ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ قال: بلي يا رسول الله قال فلا تفعل صم وأفطر ونم وقم فإن لجسدك عليك حقاً وان لعينيك عليك حقاً وان لزوجك عليك حقاً وان لزورك عليك حقاً وتروي السيدة عائشة أنها كانت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في سفر فسابقته فسبقته فلما حملت اللحم وبدنت سابقته فسبقها فقال هذه بتلك السبقة.. رواه أحمد.
وبالجملة يقول صلي الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"
* هل تكلم الذئب عن بعثته صلي الله عليه وسلم؟
** روي الامام أحمد عن أبي سعيد الخدري قال: عدي الذئب علي شاه فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه فأقعي الذئب علي ذنبه فقال: ألا تتقي الله تنزع مني رزقاً ساقه الله إلي فقال: يا عجبي ذئب يكلمني كلام الإنس فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك محمد صلي ا لله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتي دخل المدينة فزواها إلي زاوية من زواياها ثم أتي رسول الله صلي الله عليه وسلم فأخبره فأمر رسول الله فنودي الصلاة جامعة ثم خرج فقال للراعي أخبرهم فأخبرهم فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: صدق والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتي يكلم الرجل عذبة سوطة وشراك نعله ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده.
* ما حكم من يقاطع أخاه المسلم؟
** قال صلي الله عليه وسلم لا يحل لرجل ان يهجر مؤمناً فوق ثلاثة أيام فإذا مرت ثلاثة أيام فليلقه فليسلم عليه فإن رد عليه السلام فقد اشتركا في الأجر وان لم يرد عليه فقد بريء المسلم من الهجرة أي من إثم الهجر والخصام.. وكلما زادت مدة المصارمة والهجر زاد الإثم وكبرت الخطيئة واشتد الوعيد للمتصارعين المتنازعين.. فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم: من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه.. فعلي ذلك فالهجر حرام وقطع للأرحام ولا يجوز شرعاً. ولننتهز فرصة هذه الايام المباركة لعودة العلاقات الأسرية وتقويتها.. والله أعلم.

* هل يجوز وضع قطرة للعين خلال الصيام؟ وهل وضع لبوس في الشرج يفطر؟
** يقول د.نصر فريد واصل- مفتي الجمهورية الأسبق عضو مجمع البحوث الإسلامية- بقوله : بالنسبة للسؤال الأول: نفيد بأن جمهور الفقهاء المالكية والحنابلة والشافعية يرون أن وضع القطرة للعين خلال الصيام لا يفسد الصوم إذا لم تصل إلي الجوف ولم يوجد أثرها في الحلق.. اما اذا وصلت إلي الحلق ووجد اثرها فيه فهي مفسدة للصوم.. مستدلين بما اخرجه الدارقطني والبيهقي فيما رواه ابن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "الفطر مما دخل والوضوء مما خرج" وذلك لأنه إذا وصلت القطرة إلي الحلق ووجد اثرها فيه فمعناه أنه دخل شيء من منفذ طبيعي فيفسد الصوم.. ويجب القضاء فقط دون الكفارة "نيل الاوطار ج4 ص 281".
والحنفية يرون ان وضع القطرة بالعين أثناء الصيام لا يفسد الصوم مطلقا سواء وصلت إلي الحلق أم لم تصل.. وما ذهب إليه الحنفية في هذا الصدد هو الذي نميل إلي الافتاء والعمل به تيسيراً علي الناس فيما عمت به البلوي لقوله تعالي "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" من الآية 185 من سورة البقرة. وقوله تعالي "ما جعل عليكم في الدين من حرج" ولقوله صلي الله عليه وسلم "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا".
وأما بالنسبة للسؤال الثاني: فنفيد بأن الفقهاء تباينت وجهات نظرهم في هذا الموضوع: فالاحناف: يرون أن وضع اللبوس في فتحة الشرج أثناء الصيام مفسد للصوم مطلقاً ويوجب القضاء فقط إن كان لعذر شرعي والقضاء والكفارة إن كان لغير عذر شرعي.
والحنابلة: يرون أن وضع اللبوس في فتحة الشرج اثناء الصوم غير مفسد مطلقا سواء كان بعذر أو بغير عذر قياساً علي ما إذا ادخلت المرأة اصبعها أو غيره في فرجها ولو مبتلة فلا تفطر.
والشافعية: يرون أنه لا يفسد الصوم إن كان لضرورة وإن كان لغير ضرورة فهو مفسد للصوم قياسا علي ما إذا وضع اصبعه في قبل أو دبر لغير ضرورة.
والشافعية: يرون أنه لا يفسد الصوم إن كان لضرورة وإن كان لغير ضرورة فهو مفسد للصوم قياساً علي ما إذا وضع اصبعه في قبل أو دبر لغير ضرورة.
والمالكية: يرون أنه لا يفسد الصوم إذا لم يصل إلي المعدة اما إذا وصل إلي المعدة فقد أفسد الصوم.

* ما حكم استعمال السواك ومعجون الأسنان في نهار رمضان؟
** يجيب فضيلة الدكتور محمد سيد أحمد المسير- الأستاذ بجامعة الأزهر- بقوله: من هدي رسول الله صلي الله عليه وسلم استعمال السواك آناء الليل وأطراف النهار فهو سنة مستحبة في جميع الأوقات.. وفي صحيح الحديث عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا دخل بيته بدأ بالسواك" وذلك لما قد يعلق بالفم من آثار الطريق.
عن حذيفة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا قام من الليل ليتهجد يشوص فاه بالسواك" أي يدلك أسنانه بالسواك إزالة لآثار النوم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة".
وتحصل السنة بكل مزيل للصفرة من الأسنان سواء كان عوداً من شجر الأراك أو غيره أو الفرشاة المعروفة حالياً فالمقصود هو نظافة الأسنان حتي يظل المسلم طيب الرائحة كريم النفس سليم البدن.
وذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالي إلي أن السواك يكره للصائم بعد زوال الشمس لئلا يزيل رائحة التغير التي تحصل عند خلو المعدة في ذلك الوقت لخبر الصحيحين "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".
والخلوف هو تغير فم الصائم وإنما يكون هذا التغير بعد الزوال لحديث: "اعطيت أمتي في رمضان خمساً ثم قال: والثانية فإنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك" والمساء بعد الزوال وأطيبية الخلوف تدل علي طلب بقائه إلي وقت الغروب.
وذهب فريق من العلماء إلي نفي هذه الكراهة وبقاء الحكم العام وهو الاستحباب في كل وقت أن خلفة فم الصائم تنشأ من خلو المعدة وهي باقية ببقاء الصوم ولا علاقة للسواك بها.
أما استعمال معجون الأسنان في نهار رمضان فينبغي الحذر عند استعماله حتي لا يتسرب شيء منه إلي الجوف كما هو الحال في مضمضة الوضوء فإن وصل شيء من المعجون إلي الجوف بطل الصوم ويجب الإمساك بقية اليوم لحرمة الوقت وقضاء يوم آخر بعد رمضان.

* توجد طائفة من الشباب في بلدتنا تقول للناس: ان زكاة الفطر لا تجوز مالاً وقد احدث هذا الموضوع بلبلة لدي الجماهير في المساجد لأن الشباب القائل بهذا يزعم أن من لم يخرجها حبوباً فكأنه لم يخرج زكاة فطرته فاتفق العقلاء علي ان يحال الموضوع للجنة الفتوي بالأزهر لأنها جهة الاختصاص فما رأي فضيلتكم في هذا الأمر نرجو الافادة ولكم من الله الجزاء الحسن.
** يقول الشيخ عادل أبوالعباس- عضو لجنة الفتوي بالأزهر: تباينت آراء العلماء حول موضوع زكاة الفطر من حيث جواز اخراج القيمة من عدمه فلم يجز الأئمة الثلاثة إخراج القيمة في زكاة الفطر وسائر الزكوات وذهب الإمام أبو حنيفة والثوري وعمر بن عبدالعزيز إلي جواز اخراج القيمة وقال الحسن البصري: لا بأس أن تعطي الدراهم في صدقة الفطر وعن عطاء قال: يجوز اعطاء صدقة الفطر ورقا "دراهم فضية" قال أبو اسحاق: أدركتهم وهم يؤدون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام واستدلوا علي هذا بقول النبي صلي الله عليه وسلم: "أغنوهم في هذا اليوم" يعني المساكين والاغناء يتحقق بالقيمة كما يتحقق بالطعام والاغناء بالقيمة أيسر لعصرنا وانفع لمصلحة الفقير وأعون علي دفع حاجته فإخراج القيمة صحيح ولا شيء فيه ونحن نهيب بالمسلمين ألا يوسعوا هوة الخلاف في الأمور الفرعية التي اجاز فيها الشارع الخلاف بين العلماء ونهيب بشبابنا ألا يتجرؤا علي الفتوي بغير علم وان يعلموا ان جمع الناس علي مذهب واحد في القضايا الفرعية مستحيل وان درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح هذا إذا كان الحال كما ورد في السؤال والله أعلي وأعلم وبه الهداية.

*ما الذي يجب علي عمله في العشر الأواخر من رمضان؟ وما هي علامات ليلة القدر. وكيف أودع الشهر الكريم؟
** يقول الشيخ فرحات المنجي من علماء الأزهر:
لا شك ان العشر الأواخر من شهر رمضان فيها مزيد فضل علي أول رمضان وأوسطه ولهذا آثرها النبي صلي الله عليه وسلم بالاعتكاف فيها» وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر فيجب علي المسلم ان يغتنم بلوغه اياها فيكثر من العمل الصالح من صلاة وصدقة وذكر وتلاوة لكتاب الله وكثرة الاستغفار وحمد وتكبير وتهليل وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ومن الاعمال الصالحة المختصة بهذه العشر التهجد في آخر الليل مع الجماعة والمحافظة علي صلاة التراويح والبعد عما يفسد العمل ويبطله كالرياء والسمعة والأخذ بالبدع والمستحدثات والمن والأذي عند بذل الصدقات ويستحب أيضاً الابتهال إلي الله تعالي بالدعاء والتضرع والتذلل والخشوع والتوبة النصوح أما عن علامات ليلة القدر فأقول إن أرجي ليلة تطلب فيها ليلة القدر هي ليلة سابع وعشرين يتحري فيها ليلة القدر إلا ان ليلة القدر هي ليلة معينة من رمضان كليلة سابع وعشرين هذا الجزم غير صحيح فقد أخفي الله عن عباده هذه الليلة وذكر رسوله الكريم بان لمتحريها ان يتحراها في العشر الأواخر وفي إفراد لياليها- وليلة السابع والعشرين هي أحري ما يمكن ان تكون فيه وإخفاء الله تعيينها في ليلة من الشهر كان لحكم ربانية لعل أهمها الا يتكلوا ويتركوا العمل الصالح في غيرها. ولم تثبت أحاديث صحيحة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم في علامات تلك الليلة ولكن وردت اثار والله أعلم بصحتها ومنها وجود نور متميز في تلك الليلة.. وان الحمير لا تنهق فيها والكلاب لا تنبح وتطلع الشمس التالية لليلتها خالية من الشعاع.
أما كيف يودع المسلم شهر رمضان فإنه يجب علي المسلمين ان يأخذوا من شهر رمضان درساً نافعاً في تربية النفس وتهذيب الفؤاد وتقوية الايمان بالله وان يكون لهم من رمضان فرصة توبة إلي الله سبحانه وتعالي وإنابة اليه في استمرار العمل الصالح بعد رمضان فان الله تعالي ربنا وإلهنا في رمضان وفي غير رمضان من أشهر السنة وأيامها فبئس قوم لا يعرفون الله الا في رمضان ويجب ان يكون منا معشر المسلمين مزيد تعلق بالله تعالي في قبوله فسلفنا الصالح كانوا يدعون الله سبحانه وتعالي ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ويدعونه ستة أشهر ان يتقبل منهم عملهم فإنما يتقبل الله من المتقين.
* كيف تصلي إذا أصاب ثيابها بول من طفلها الصغير؟
** يقول الشيخ عادل شحاتة أستاذ الفقه بقطاع المعاهد الأزهرية: يري الشافعية والحنابلة: ان ما تنجس ببول الطفل الصغير الذي لم يطعم غير لبن التغذي يرش بالماء أما الطفلة الصغيرة التي تتغذي علي اللبن وكذلك الخنثي والصبي الذي يأكل الطعام. فلابد من غسل موضع بولهم باسالة الماء عليه وغسله كبول الكبير واستثناء الطفل الذكر الذي لم يأكل الطعام من الغسل بسبب كثرة حمله علي الايدي مأخوذ من خبر الشيخين عن قيس بنت محصن أنها: "أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام. فأجلسه رسول الله صلي الله عليه وسلم في حجره فبال علي ثوبه. فدعا بماء. فنضحه ولم يغسله"
ولخبر الترمذي وحسنه "يغسل من بول الجارية. ويرش من بول الغلام" والفرق بينهما أنه جرت العادة حمل الصبي أكثر من الصبية كما ان بول الصبي أرق وأخف من بولها فلا يلصق بالثوب وهذا الرأي هو الراجح لصحة الحديث الخاص والوارد فيه والله أعلم.

إن استخدام اللبن بجعله في المستحم او باضافته الى الماء فيه ان كان
المقصود منه امورا علاجية او تجميلية فلا مانع من ذلك، ووجوه الانتفاع بما
خلق الله سبحانه وتعالى من الاشياء المحيطة بالانسان تختلف باختلاف طبائع
البشر وعاداتهم واعرافهم، فالاستعمال والانتفاع بالاشياء يتغير بتغير
الزمان وتطور معارف الانسان بما قد يعود عليه من النفع لاستخدامه هذه
الاشياء، تقول دار الافتاء المصرية: وظهور الفوائد التي قد ينتفع بها
الانسان من المنتجات الغذائية من الحيوان والنبات في وسائل العلاج امر ليس
بغريب ولا جديد، فالعسل – مع غلو ثمنه عن اللبن – قد استخدمه ونصح به
الفقهاء والاطباء في العلاج وفي امور التجميل لظاهر البدن ولم يصفوا
مستخدمه بالاسراف ومن ذلك ما روي عن ابن عمر انه كان لا يشكو قرحة ولا
شيئا الا جعل عليه عسلا حتى الدمل، اذا خرج عليه طلاه بعسل، فقيل له في
ذلك فقال: اليس الله يقول: «فيه شفاء للناس»، يقول الشوكاني في شرحه لقول
النبي صلى الله عليه وسلم: «الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم، او شربة عسل،
او كية بنار، وانا انهى امتي عن الكي»، واذا لطخ به اي العسل، البدن للقمل
قتل القمل والصئبان، وطول الشعر وحسنه ونعمه، وان اكتحل به جلا ظلمة
البصر، وان استن به صقل الاسنان وحفظ صحتها، وهو عجيب في حفظ جثة الموتى
فلا يسرع اليها البلاء، وهو مع ذلك مأمون الغائلة قليل المضرة»'، وكذلك
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: «وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر قتل
قمله وصئبانه وطول الشعر وحسنه ونعمه، وان اكتحل به جلا ظلمة البصر، ان
استن به بيض الاسنان وصقلها وحفظ صحتها وصحة اللثة» فالاستحمام باللبن
يدخل في باب العلاج والعناية بالجسم ظاهرا الذي ورد الشرع به، والذي يأخذ
حكم الندب او الاباحة او الوجوب احيانا، وقد نص فقهاء الشافعية والحنابلة
على جواز التيمم للمريض خوفا من حدوث الشين الفاحش، لانه يشوه الخلقة
ويدوم ضرره، فترك الواجب وهو الوضوء واستخدام الرخصة وهي التيمم من اجل
الحفاظ على ظاهر البدن، مما يدل على اهتمام الشرع بالشكل الجمالي لظاهر
البدن.

اللباس والزينة

رمي اللبن بعد استخدامه في الصرف،
أمر لا بأس به، لأنه لا يتصور استخدامه بعد ذلك في استخدامات غذائية، ولا
يعد إسرافا، فالإسراف معناه مجاوزة القصد، او تعدي الحد، والإسراف قد تكون
فيه مجاوزة من الحلال إلى الحرام، وقد تكون بمجاوزة الحد في الإنفاق.
والإسراف شيء نسبي يختلف فيه الناس باختلاف أعرافهم وقدراتهم المالية، فهو في كل شيء بحسبه.
والتجمل
لم يمانع منه الشرع، بل طلبه ورغب فيه، من ذلك قول النبي صلى الله عليه
وسلم: «إن الله تعالى إذا أنعم على عبدٍ أحب أن يرى أثر نعمته عليه»،
وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله جميل يحب الجمال»، وقد روي أنه صلى
الله عليه وسلم خرج وعليه رداء قيمته ألف درهم، وروي عن زين العابدين رضي
الله تعالى عنه أنه كان يشتري كساء الخز بخمسين ديناراً، فإذا أصاف تصدق
به، لا يرى في ذلك بأسا، ويقول: «قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده»،
وكان أبو حنيفة يتردى برداء قيمته أربعمائة دينار، وكان يأمر أصحابه بذلك،
وكان محمد بن الحسن يلبس الثياب النفيسة ويقول: إن لي نساء وجواري فأزين
نفسي، كي لا ينظرن إلى غيري.
ومما أثر عن الشافعي رضي الله عنه انه قال: «لو أنفق رجل نصف ماله في الطيب ما عددته سفيها».
فهذه الآثار وغيرها تدل على عناية السلف بمظهرهم من اللباس وحسن الزينة مما قد يعده بعض الناس الآن من الإسراف، وليس كذلك.

العلاج والتجميل

استخدام
اللبن في الاستحمام قد تحقق منه فائدة معتد بها، لأنه قد يكون للعلاج، أو
للتجميل، فإن كان للعلاج فلا لوم على الإنسان إن سعى في تحصيله، ولا حد
يمكن ان يوضع في الانفاق من أجله، فالنفقة فيه تكون بحسب الحاجة للوصول
الى المقصود، وان كان للتجميل، كأن يستخدم بإضافته لأحواض الاستحمام
فيتسبب في إكساب الجلد طراوة ونعومة وحيوية، مما يجعله اكثر مقاومة لظهور
التجاعيد والانكماشات، فهو مما يمكن اعتباره من المندوبات إن حسنت النية
فيه، ولا يكون هذا من السرف في شيء.
وأما عن التعامل مع هذا اللبن بعد
استخدامه في ما ذكر فلو وجدت طريقة للاستفادة به في غير الغذاء للإنسان
بأن يستخدم للحيوان أو النبات، أو في الصناعة بشروطها ومواصفاتها، أو في
أي وجه من أوجه النفع العام أو الخاص فهو الأحسن. والله سبحانه وتعالى
أعلم.

* في شهر رمضان
جرت عادة الناس أن تقام صلاة العشاء بعد الأذان بفترة قصيرة مما لا يدع في
النفوس مجالا للراحة والنشاط بعد تناول الطعام فهل يجوز تأجيل أذان العشاء
بعد موعده بنصف ساعة؟

**يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عبداللطيف محمد عامر - أستاذ
الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق - يقول: قال الله تعالي: "إن الصلاة
كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا".

ومعني ذلك أن لكل صلاة من الصلوات الخمس وقتا محددا قد يقال إن هذا
الوقت متسع أو ضيق بمعني أن يصلي الإنسان في أول الوقت أو في آخره والأذان
بمثابة الإعلام بدخول الوقت ومن هنا فإنه يسن رفع الصوت بهذا الإعلام
ليدرك البعيد دخول الوقت وليتأهب للتوجه إلي المسجد للصلاة جماعة ولكن
إقامة الصلاة ليست محددة هذا التحديد الدقيق فيمكن تأجيل الصلاة فترة قد
تطول وقد تقصر حتي يتجمع الناس. وفي شهر رمضان بالذات فإن الوقت من المغرب
الذي هو إعلان للمسلمين بالإفطار بعد أن قضوا يومهم صائمين والإقبال علي
هذا الإفطار ثم صلاة المغرب وقت قد يضيق حتي يؤذن المؤذن لصلاة العشاء.

والأذان لصلاة العشاء يجب أن يكون في دخول الوقت ويستحسن ترك فترة
كافية بعد الأذان لإقامة الصلاة حتي يستعد المسلمون لصلاة العشاء وقد
استراحوا من الإفطار وما يستتبعه من ميل للراحة. وهذا خير من القول بتأخير
الأذان نفسه فلنحافظ علي موعد الأذان في الوقت الذي يباح لنا تأخير وقت
الصلاة إلي وقت مناسب يتفق عليه المسلمون ويتجمعون في المسجد لأداء الصلاة
وإن كان الصلاة في وقتها أفضل لأن الإنسان لا يضمن عمره.

والله أعلم

* ما حكم الدين في صلاة الكسوف وما وقتها وكيفيتها؟

** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور محمد رأفت عثمان - أستاذ الفقه بجامعة الأزهر:

الكسوف هو ذهاب ضوء الشمس وتغيره إلي السواد وصلاة الكسوف سنة مؤكدة
عند جميع الفقهاء. لقول رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "إن الشمس
والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد أو حياته فإذا رأيتموهما
فادعوا الله وصلوا حتي ينجلي".

ووقت هذه الصلاة يكون من ابتداء ظهور الكسوف إلي انتهائه للحديث
السابق. وأما آداب الصلاة للكسوف فهي أن يغتسل لها المصلي لأنها صلاة شرع
لها الاجتماع. وتصلي كما تصلي الجمعة لأن النبي - عليه الصلاة والسلام -
صلاها في المسجد غير أنه لا أذان ولا إقامة لها.

ولكن يدعي إليها بعبارة "الصلاة جامعة" لما ثبت من فعل رسول الله - صلي الله عليه وسلم.

ويستحب فيها ذكر الله والاستغفار لقول رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا".

وكما تشرع هذه الصلاة للجماعة فإنها أيضا تشرع للمنفرد. والمسافر
والنساء. ويباح للنساء المسنات أن يصلين هذه الصلاة مع الإمام أما اللواتي
يخشين الفتنة منهن فيصلين في البيوت منفردات. فإن اجتمعن معا فلا بأس.

أما كيفية صلاة الكسوف فهي ركعتان. في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان.

لما روي عن ابن عباس قال: "كسفت الشمس علي عهد رسول الله فصلي والناس
معه فقام قياما طويلا ثم ركع ركوعا طويلا ثم قام قياما طويلا أقل من
الأول. ثم ركع ركوعا طويلا أقل من الركوع الأول. وهذه الرواية هي أشهر
الروايات في هذا الباب.

غير أن أقل ما يجزيء في هذه الصلاة الإحرام بنية صلاة الكسوف وقراءة
الفاتحة ثم الركوع ثم الرفع من الركوع ثم الركوع ثانية ثم الرفع منه وبين
الركوعين تسبيح ودعاء واستغفار دون إعادة للفاتحة.

ثم السجود سجدتين فهذه ركعة ثم يصلي ركعة أخري مثلها.

بينما يري الحنفية أن صلاة الكسوف لا تختلف عن صلاة النوافل فهي
ركعتان في كل ركعة قيام واحد وركوع واحد وسجدتان واستدلوا علي رأيهم بحديث
أخرجه البخاري. ولا يجهر بصلاة الكسوف بالقراءة علي عكس صلاة الخسوف وهو
خسوف القمر لما روي أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - صلي صلاة الكسوف
فلم يسمع له صوت. أما صلاة الخسوف فلأنها ليلية فقد ثبت أن رسول الله قد
صلاها بالمسلمين فجهر بالقراءة فيها طبقا لما روته السيدة عائشة - رضي
الله عنها - ولأن صلاة الخسوف نافلة فلقد شرعت لها الجماعة فكان من سنتها
الجهر كصلاة الاستسقاء والعيدين.

والله أعلم

* هل الشرائط المسجل
عليها القرآن الكريم تأخذ حكم المصحف من حيث الطهارة في اللمس والحمل؟

**يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور محمد سيد المسير - الأستاذ بكلية
أصول الدين بجامعة الأزهر - يقول: القرآن الكريم هو اللفظ العربي المنزل
من الله - تعالي - علي قلب سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - بواسطة أمين
الوحي جبريل. قال الله تعالي: "وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح
الأمين علي قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين".

والمصحف الشريف الذي يضم القرآن الكريم كله أو بعضه له أحكام منها أن يكون المسلم متوضئا عندما يحمله أو يمسه.

قال الله تعالي: إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون"
واستثني العلماء من ذلك المعلم والمتعلم للقرآن.. هذه الأحكام وغيرها خاصة
بالقرآن المدون في المصحف أما القرآن الكريم المسجل علي شرائط أو اسطوانات
فلا يأخذ هذا الحكم من حيث الطهارة والحمل لأن الشريط يحمل ذبذبات معينة
لا تكون قرآنا إلا عند النطق فالنطق قرآن أما الذبذبات فليس لها حكم
القرآن.

لكن الشريط المسجل أو غيره وعليه سور القرآن الكريم وآياته يجب احترامه ولا يجوز امتهانه لشرف النسبة إلي القرآن الكريم.

والله أعلم

دبي ــ العربية.نت:
اختلف مصلون في محافظة دومة الجندل بالمملكة
العربية السعودية امس الاول حول امكان دمج صلاة التراويح والقيام معا،
وعدم تأخيرها الى آخر الليل، وذلك كما فعل بعض الصحابة ــ رضي الله عنهم
ــ حينما كانوا يصلون القيام جماعة في المسجد ثم ينصرفون بقيامهم هذا فلا
يرجعون آخر الليل ليصلوا جماعة مرة اخرى في المسجد (نقلا عن تقرير لصحيفة
الوطن السعودية الثلاثاء 23 ــ 9 ــ 2008).
وفي توضيحه للامر، قال رئيس
جمعية تحفيظ القرآن الكريم امام وخطيب جامع الدريويش بدومة الجندل، الشيخ
عيسى ابراهيم الدريويش، في رسالة للمصلين تحت عنوان «الارشاد والبيان
لمسألة صلاة التراويح والقيام في رمضان»: ان «هذه المسألة ترجع الى حال
الامام وجماعته، فان ارادوا ان يصلوا التراويح مع القيام فلهم ذلك حتى لا
يعودوا آخر الليل، ولا يلزم هذا وجوبا ان يعودوا لان الامر كله نافلة،
والراجح هو ان تكون الصلاة احدى عشرة ركعة، كما رجح ذلك الشيخ الالباني في
شرح السنة، ولكن من اراد الزيادة فلا حرج».
وتابع الشيخ الدريويش: ومن
صلى اول الليلفي العشر الاواخر حتى انهى وتره لا حرج، ومن قسم وتره فصلى
اول الليل ثم ترك الباقي لآخره، كما يفعل الآن فلا حرج، فبعضهم كان يصلي
في العشر الاواخر اول الليل ثم ينصرف ثم يعود آخر الليل يصلي بجماعته مرة
اخرى اخذا من الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها قالت «كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر الاواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ
اهله»، لكن من قام اوله وجمع بين طول القيام والقراءة فهذا قد حصل منه
المقصود في العشر الاواخر، لان ما ينشأ بعد العشاء هو من قيام الليل، فاذا
رغب الامام ورغبت جماعته هذا فحينئد لا حرج، بل ان الاصل هو القيام من اول
الليل والاستمرار دون عودة بالجماعة مرة اخرى.
واضاف الدريويش: القيام
والتهجد والتراويح هي اسماء لمسمى واحد، وهو ما جاء في حديث عائشة رضي
الله عنها حينما قالت «ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ولا
في غير رمضان على 11 ركعة».
وقال: السنة في قيام رمضان جماعة هو ان
يصلي بهم الامام ما شاء الله ان يصلي بهم ثم يوتر بهم، وذكر ابن شيبة في
المصنف حدثنا وكيع عن نافع مولى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: «كان
ابن ابي مليكة يصلي بنا في رمضان عشرين ركعة» قال بعض العلماء اي انه يصلي
عشرين ركعة متواصلة مرة واحدة.

في عصر يعرف فتوحات علمية كبيرة ، خاصة في مجال الطب الذي تتشعب تخصصاته،
بات من الضروري أن تواكبه اجتهادات في الدين تجعل الناس يطمئنون إلى
ولوجهم لهذا النوع من العلاج والأمر هنا يتعلق بالعقم وما يطرحه من مشاكل
اجتماعية ونفسية ..وأمام ظهور ما يسمى التخصيب الاصطناعي وأطفال الأنابيب
وابناك الحيوانات المنوية والبويضات وإمكانية اختيار الجنين ارتفعت أصوات
تطالب بمعرفة ما يقوله الدين في هذه الإمكانيات العلمية التي فتحت باب
الأمل مشرعا أمام العديد من الأسر، التي تعاني العقم او من ولادة جنس دون
آخر خاصة بالنسبة للأمهات اللواتي لا يلدن الا البنات في مجتمعات شرقية
تفضل ولادة الذكر على الأنثى وفي هذا الصدد
أجاز المفتي العام السابق
للقدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري اختيار جنس الجنين من خلال
التحكم بالكروموسومات «من مكونات الحيوان المنوي الذكري»
وقال في
توضيح وتدعيم هذه الفتوى بالأدلة الشرعية أنه يجوز شرعا محاولة استخدام
الكروموسومات للتحكم باختيار جنس الجنين ذكورة أو أنوثة، وذلك قياساً على
طفل الأنابيب وعلى معالجة الرجل العقيم وقياساً أيضا على مداواة المريض
بشكل عام الذي يتناول العقاقير والأدوية بهدف العلاج، مع التأكيد على أن
الخلق والإنجاب والشفاء بيد الله وحده الذي قدر كل شيء، فهذه المحاولات لا
تتعارض مع النصوص الشرعية ولا تعد تطاولاً على مشيئة الله رب العالمين أو
إرادته وإنما من قبيل الأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله العزيز الحكيم في
الوصول إلى النتائج، فلا وجد تناقض بين العلم والإيمان
وذكر الشيخ عدد
من آيات في القرآن الكريم التي تجيز ذلك، منها قوله تعالى في الآية رقم
(80) من سورة الشعراء (وإذا مرضت فهو يشفين)، ويقول الله عز وجل في الآية
رقم (34) من سورة لقمان (أن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في
الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي ارض تموت)، فالمراد
من «يعلم ما في الأرحام» أن الله يعلم قبل خلق الجنين وأثناء تكوينه وما
بعد ولادته، فان لفظ «ما» يفيد العموم والشمول، ويقول الله في الآيتين رقم
(49/50) من سورة الشورى (لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن
يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكراناً وإناثا ويجعل من يشاء
عقيماً، انه عليم قدير» .

26/9/2008
العلم

* أعمل طبيباً وأجري عمليات
جراحية لبعض الفقراء والمساكين علي أساس أنها من زكاة مالي فما حكم الدين؟

**يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية يقول:

الزكاة فريضة شرعية شرعت عبادة لله عز وجل وقياماً بحق الفقراء
والمساكين لذلك كانت مكانتها في الإسلام الركن الثالث بعد الشهادتين وإقام
الصلاة.

وأمر الله تعالي رسوله محمد صلي الله عليه وسلم أن يأخذ من الأغنياء
لصالح الفقراء فقال: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها" وقد وضع
الفقهاء شروطاً لأداء هذه الزكاة منها ملكية المال الذي يبلغ نصاباً ومضي
عليه عام كامل وأن تخرج من أموال معينة تسمي بالأموال الزكوية وأن تأخذ من
نوع هذه الأموال فتأخذ من النقود نقوداً ومن عروض التجارة ربع العشر ومن
زكاة الزروع والثمار من جنس ما يخرج منها وألا يكون المزكي مدينا وأن يكون
المال فائضا عن حوائجه الأصلية.

وبناء علي هذا فإن المزكي ينبغي عليه أن يخرج الزكاة من نفس المال
الذي يملكه والذي بلغ نصاباً بعد مضي عام هجري كامل وبناءً علي هذا فلا
يجوز أن يؤدي المزكي زكاته علي شكل منفعة من المنافع كأن يؤدي طبيب الزكاة
إجراء عملية جراحية أو بتوقيع الكشف الطبي علي أحد المرضي الفقراء لأن
الزكاة عبادة فيجب أن تؤدي علي ما أمر الله تعالي وإخراج المزكين للزكاة
في صورة منافع يخرجها من مضمونها ويجردها عن معني العبادة فيها وهي أن
يتقرب المزكي بها إلي الله تعالي بإطعام الفقراء من جنس ما أمر الله به
قال الله تعالي: "وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم".

وقد أجاز بعض العلماء أن يستبدل بعين الزكاة النقود بمعني أن من عليه
زكاة الزروع والثمار وزكاة الفطر مثلا أن يقيمها ويخرج هذه النقود بدلاً
منها لأنها أنفع للفقير حيث يشتري بها ما يريد بدلاً من أن تتكدس لديه
زكوات من نوع معين ليس في حاجة إليها أو يبيعها بثمن بخس ومع العلم أن
المسلم يجب أن يعلم أن هناك صدقات بجانب الزكاة فلتكن العمليات الجراحية
المجانية من الصدقات. والله أعلم

* قال
الله تعالي: "إنا أنزلناه في ليلة القدر". فهل معني هذا أن القرآن الكريم
نزل كله في ليلة القدر؟

**يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عبدالله عبدالحي الأستاذ بكلية
أصول الدين بجامعة الأزهر يقول: "خص الله عز وجل شهر رمضان دون سائر شهور
السنة أنه اختير لإنزال القرآن فيه ولا يخفي علي الناس ما في هذا القرآن
من شفاء لما في الصدور ونقاء لمحتوي الضمائر واستقامة لسلوك الجماعات
والأفراد التي تعيش في ظله وتهتدي بهداه وفوق ذلك فإن نزول القرآن الكريم
يعني بداية الخير الدائم واتصال السماء بأهل الأرض.

وشهر رمضان الكريم حظي بنزول بعض الكتب السماوية علي بعض أنبياء الله فيه.

فعن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: أنزلت صحف
إبراهيم في أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان والإنجيل
لثلاث عشرة خلت من رمضان. وبالنسبة لما ورد في السؤال من نزول القرآن
الكريم في ليلة القدر فمن العلماء من قال إن القرآن الكريم أنزل جمعية في
ليلة القدر إلي بيت العزة في السماء الدنيا. فقد روي عن ابن عباس أن
القرآن وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ثم جعل جبريل ينزل علي النبي
صلي الله عليه وسلم بقدر من القرآن كلما دعا الداعي إلي ذلك وبأمر من الله
تعالي. . ولبعض العلماء رأي آخر هو أن معني إنزاله في ليلة القدر أي بدأ
إنزاله في ليلة القدر وهي من سورة القلق إلي قوله: "علم الإنسان ما لم
يعلم".

والمتفق عليه أن القرآن الكريم أنزل علي الرسول صلي الله عليه وسلم
مفرقا في مدة الرسالة لقوله تعالي: "وقرآناً فرقناه لتقرأه علي الناس علي
مكث ونزلناه تنزيلا". وقوله تعالي: "وقال الذين كفروا لولا نزل عليه
القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا".

والمهم مع هذه المعرفة التي عرضناها علينا أن نعمل بما جاء في القرآن في كل حياتنا حتي نسعد ونفوز بالدارين.

والله أعلم

* ما حكم الدين في الوقوف دقيقة حدادا علي روح المتوفي؟

**يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن
بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: إن ما يفعله الناس الآن في
حفلات التأبين أو في ذكري الوفاة وغير ذلك من قيام الناس وقوفا دقيقة
حدادا علي الميت فإني لم أجد أصلاً في الشريعة الإسلامية بل هو من ألوان
التنوير التي هبطت علي بلاد الإسلام من الغرب. فإن المشروع عندنا من
القيام للجنازة إنما هو في حالتين فقط: الأولي: القيام للجنازة حين مرورها
علي المسلم. فإذا كان جالسا فإنما يشرع في حقه القيام للجنازة مطلقا سواء
كانت الجنازة لمسلم أو غير مسلم وذلك لحديث أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول
الله صلي الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم الجنازة فقوموا فمن تبعها فلا
يجلس حتي توضع" وفي هذا الحديث إشارة إلي هذه الحالة. وهي أن يقوم المسلم
عند مرور الجنازة عليه. أما الدلالة علي القيام لعموم الجنازة سواء كانت
لمسلم أو غير مسلم فتؤخذ من عموم لفظ هذا الحديث كما تؤخذ صراحة من الحديث
الذي أخرجه البخاري من قيامه صلي الله عليه وسلم لجنازة يهودي مرت به وقد
علل قيامه لها. بقوله: "أليست نفسا" وفي رواية للحاكم "إنما قمنا
للملائكة" وفي رواية لأحمد والحاكم: "إنما نقوم إعظاما للذي يقبض النفوس"
وقد ذكرت تعليلات أخري. لكن الشاهد أنه يوجد أمر سواء كان علي سبيل الوجوب
أو علي سبيل الندب والاستحباب للقيام للجنازة حين مرورها سواء كان سبب
القيام لكونها نفسا أو إعظاما لله أو احتراما للملائكة وقد اختار الإمام
النووي استحباب القيام.

الحالة الثانية: إن من شيع الجنازة فلا يجلس حتي توضع الجنازة فقد
رأينا في حديث أبي سعيد السابق عبارة: "فمن تبعها فلا يجلس حتي توضع" وهي
عبارة متفق عليها بين البخاري ومسلم ولذا قال الجمهور: إنه يستحب القيام
للمتبعين حتي توضع الجنازة علي الأرض وقد روي البيهقي في ثواب ذلك من حديث
أبي هريرة وغيره: "أن القائم كالحامل في الأجر" وفي النهاية نؤكد ما قلناه
سابقا من أن الوقوف دقيقة حدادا علي الميت ليس من الأمر المشروع. والله
أعلم

*
كيف نتحري ليلة القدر وما أفضل الاعمال المطلوبة من المسلم لاحيائها؟

** يجيب فضيلة الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الاسبق فيقول: من
المعلوم ان النبي صلي الله عليه وسلم كان لايفرغ من عبادة حتي يدخل في
غيرها وكان إذا جاء شهر رمضان يجتهد في العبادة اكثر مما يجتهد في غيره من
الشهور لاسيما في العشر الاواخر منه لفضلها وشرفها وعظيم الاجر فيها.

ففيها ليلة القدر التي نزل فيها القرآن الكريم هدي للناس وروي
البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلي الله عليه وسلم كان
اذا دخل العشر الاواخر أحيا الليل وايقظ اهله وشد المئزر.

وفي رواية لمسلم : "كان يجتهد في العشر الاواخر مالا يجتهد في غيره".

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلي الله عليه وسلم يعتكف في العشر الاواخر ويقول:

"التمسوها في العشر الاواخر" اي ليلة القدر وليلة القدر من أفضل
الليالي وأعظمها لنزول القرآن فيها وقد بالغ الله تبارك وتعالي في تشريفها
وتعظيمها فقال: "ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها
بإذن ربهم من كل امر سلام هي حتي مطلع الفجر".

ومن هنا كان من المستحب للمسلم طلبها في هذه الليالي العشر من رمضان وذلك بالاجتهاد في العبادة والاكثار من الذكر والاستغفار.

وقد اختلف الفقهاء في تعيينها فمنهم من يري أنها ليلة الحادي والعشرين
ومنهم من يري انها ليلة الثالث والعشرين وليلة الخامس والعشرين. ومنهم من
ذهب الي انها ليلة التاسع والعشرين ومنهم من قال انها تنتقل في الليالي
الوتر من العشر الاواخر واكثرهم يري انها ليلة السابع والعشرين روي احمد
باسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

"من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع والعشرين" وروي مسلم واحمد وابوداوود والترمذي وصح
حه عن ابي بن كعب انه قال:

"والله الذي لا اله الا هو انها لفي رمضان يحلف مايستثني "أي لايقول
كلاما يشعر بالشك كأن يقول: ان شاء الله" والله لأعلم أي ليلة هي. هي
الليلة التي أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بقيامها حتي ليلة سبع
وعشرين وأماراتها ان تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لاشعاع لها".

وعلي المسلم الا يتواني في طلبها في الوتر من العشر الاواخر وقد ورد
في فضل احيائها احاديث منها مارواه البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله
عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا
غفر له ماتقدم من ذنبه".

وأفضل الدعاء فيما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يارسول الله
أرأيت ان علمت أي ليلة القدر ما اقول فيها؟ قال: "قولي اللهم إنك عفو تحب
العفو فاعف عني".

والله اعلم

* ما حكم الدين في المرأة العاملة التي تضطر إلي الكذب بأمر رئيسها في العمل علي المواطنين أصحاب المصالح؟
** الكذب حرام بجمع ألوانه فيحرم علي الإنسان أن يكذب كذبة كبيرة أو صغيرة أو حتي ما يسمي بالكذب الأبيض.
فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: "اضمنو لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة.. اصدقوا إذا حدثتم. وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم".
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا".
وكلما كذب الإنسان نقطت في قلبه نقطة سوداء حتي يسود قلبه كله وإذا اسود القلب حدث بينه وبين الله حجاب فمهما سأل الله عز وجل فلن يستجيب لسؤاله ومهما دعا الله عز وجل فلن يستجيب لدعائه ولنا في الرسول صلي الله عليه وسلم القدوة والأسوة الحسنة.. فقد دخل الرسول- صلي الله عليه وسلم- يوما بيت صحابي فوجد امرأة هذا الرجل تنادي علي طفلها الصغير وتقول له: تعالي أعطك تمرة فانتظر الرسول صلي الله عليه وسلم حتي أتي الصبي إليها فأعطته.. فقال لها الرسول صلي الله عليه وسلم: "لو لم تعطه لكتبت عليك كذبة" فيجب علي المرأة العاملة ألا تكذب أبدا في عملها مهما تكن النتائج وإذا أمرها رئيسها في العمل بالكذب فلا تطيعه.
إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وعلي المؤمن أن يعود لسانه علي الصدق دائما ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالي.
* صلاة الحاجة كيف نؤديها؟ وماذا نقول فيها؟
** صلاة الحاجة يثاب المسلم علي فعلها ولا يعاقب علي تركها. لكن من الأفضل أن يصليها ولا يتكاسل عن أدائها فهي وسيلة لقبول الدعاء وقضاء الحاجة روي عن عبدالله بن أبي أوفي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: من كانت له إلي الله حاجة أو إلي أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء ثم يصل ركعتين وليثن علي الله تعالي وليصل علي النبي صلي الله عليه وسلم ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحانه الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين اسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم ولا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
* إذا انتقض وضوء إنسان أثناء خطبة الجمعة فماذا يفعل هل يجلس حتي نهاية الخطبة أو يتخطي الرقاب ليتوضأ؟
** لا يجوز تخطي الرقاب يوم الجمعة لما روي عن عبدالله بن يسر قال: جاء رجل يتخطي رقاب الناس يوم الجمعة والرسول صلي الله عليه وسلم يخطب فقال له الرسول: "اجلس فقد أذيت وأنيت" أي أذيت الناس وتأخرت في حضورك ويستثني من ذلك الإمام أو من كان بين يديه فرجة لا يصل إليها بالتخطي ومن يريد الرجوع إلي مكانه الذي قام منه لضرورة كحالة السائل علي أن يتجنب إيذاء الناس.
وعلي هذا فمن انتقض وضوؤه وهو جالس قام من موضعه ويضع يده علي أنفه أو منديله عليه حتي لا يحدث له إحراج ثم يقوم ويتوضأ وله أن يتخطي الرقاب حينئذ للضرورة.
ثم يرجع إلي مكانه بعد الوضوء فإذا كان في عودته إيذاء للناس فليجلس آخر الصفوف أو في أقرب مكان يصله بعد الوضوء ولا يجوز له أن يصلي بلا وضوء.

* مات نجلي الأكبر وكان علي وشك الزواج وقد حدث هذا أثناء عمله بعد أن صلي العصر يوم 26 رمضان وكان صائما.. ووالدته تقلقني بحزنها وبكائها وأخاف عليها.. فأرجو منكم كلمة توجهونها إليها؟
** يجيب فضيلة الشيخ الشحات عزازي إمام مسجد النور بالعباسية بقوله: ثبت الله قلبها ورزقها الصبر ولكن أبشرها ببشارة النبي صلي الله عليه وسلم التي قال فيها: "من قدمت ولدين لها تحتسبهما عن الله كانا حجابا لها من النار.. فقالت امرأة: وواحدا يا رسول الله؟ قال: وواحدا فنحتسب هذا الولد في ميزان الحسنات".
ومما يؤكد البشري أنه قبض في شهر كريم ويوم كريم والنبي صلي الله عليه وسلم ذكر أن هذه الأيام تفتح فيها أبواب الجنة. وتغلق فيها أبواب النار فنحتسبه في رحمة الله تعالي ونقول لها: اصبري فإن صاحب الوديعة قد استرد وديعته فإن صبرنا عليها كان الأجر العظيم والجزاء الكبير. ولها في الحبيب صلي الله عليه وسلم أسوة حسنة فعندما قبض ولده إبراهيم قال: "إن العين تدمع وإن القلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
وهذه أم سليم رضي الله عنها يقبض ولدها فتعلم زوجها وكل إنسان في الدنيا الثبات علي أمر الله بذل المثل الرائع الذي روته السنة النبوية المطهرة فدعا لها النبي صلي الله عليه وسلم وفاء ذلك بالبركة فصار من ذريتها سبعة يحفظون القرآن الكريم.
وأبشري بعظيم الجزاء يا كل من صبرت علي مصاب في ولدها.. تقول السيدة نفيسة رضي الله عنها: كفي الصابرين أجرا أن الله معهم. قال تعالي: "إن الله مع الصابرين".

* هل عقم المرأة وعدم انجابها يعتبر عيباً يجعل للزوج الخيار في فسخ عقد الزواج؟
** يجيب فضيلة الشيخ زكريا نور- من علماء الأزهر الشريف- بقوله: اتفق فقهاء المسلمين علي أن عقم المرأة وعدم انجابها لا يعتبر عيباً فيها يمنع الزواج من حصوله علي حق الاستمتاع ببعضها أو التمتع ببدنها ولهذا فليس للزوج الخيار في فسخ عقد زواج زوجته العقيم التي لا تنجب لأن الانجاب وعدم الانجاب مرجعه إلي ارادة الله تعالي الذي يقول في كتابه الكريم "لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير" سورة الشوري الآية: 49. .50
وقد قال فقهاء الشافعية والمالكية والحنابلة إن للزوج خيار فسخ الزواج إذا وجد بالزوجة عيباً من العيوب الآتية "البرص- الجذام- الجنون- الرتق- القرن" لأن هذه العيوب تمنع من استيفاء المنافع التي شرع الزواج من أجلها أما من الناحية الحسية- مثل "الرتق والقرن" وأما من الناحية الطبيعية مثل الجذام والبرص والجنون و"الرتق" وهو انسداد مدخل الذكر من الفرج فلا يمكن من الجماع سواء كان هذا الانسداد بقطعة لحم كالغدة أو بعظم- والقرن هو شيء يبرز في الفرج مثل قرن الشاه أو ما شابه ذلك كغدة تمنع المخالطة.
أما فقهاء الحنفية فيقررون أنه "لا خيار للزوج بسبب عيوب الزوجة مطلقا فلا ينفسخ الزواج بعيوب الزوجة لأن هذه العيوب غير مانعة من حصول المقصود من الزواج لأنها عيوب قد ينفع فيها العلاج فيزول به المانع وإلي جانب هذا فإن الزوج يستطيع أن يفارق الزوجة بالطلاق من غير حاجة إلي الفسخ "راجع أحكام الأحوال الشخصية ص 351. 352".
وقد شرع المولي سبحانه وتعالي الزواج للسكن والمودة والرحمة بين الزوجين قال تعالي: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون".
صدق الله العظيم "سورة الروم الآية 21".

* ما حكم المسلم أو المسلمة الذي يترك الفرائض الإسلامية من صيام وصلاة وحج هل يعد تاركها كافرا؟
** يقول الشيخ ماهر الحداد مدير عام البحوث الإسلامية بالأزهر:
يا أمل: لا خلاف بين المسلمين في أن من ترك شيئا من فرائض الإسلام وأركانه منكرا لوجوبه كان خارجا عن الإسلام وحكمه حكم المرتد.
أما الترك مع اعتقاده الوجوب والفريضة فهو الإجماع وبالدلائل الصريحة كبيرة من الكبائر يستحق فاعلها الجزاء الأخروي الذي يتوعد الله به أرباب الكبائر ولا يطهره منها سوي التوبة الصادقة أو الحج المبرر وهذا هو الحكم الأخروي أما الحكم الدنيوي الذي يجب علي إمام المسلمين إقامته علي التارك فأنا لا نعلم في ثبوته بالنسبة للحج رأيا يعتد به لأحد الأئمة غير أنهم أجمعوا علي تعزيزه والتشهير به بالنسبة للصوم والزكاة كما أجمعوا علي أن الزكاة يجب علي الإمام أن يأخذها من تاركها وأما قوله تعالي بعد آية الحج "فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين"97 سورة آل عمران.. فليس المقصود منه الكفر بترك الحج وإنما المقصود الكفر بفرضية الحج علي الناس وهي المذكورة قبل قوله تعالي "فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين" 97 سورة آل عمران.
أما تارك الصلاة كسلا وكان لهم فيها مذاهب ثلاثة أولها أنه يخرج عن الإسلام وثانيها أنه لا يخرج عن الإسلام وثالثهما أنه لا يخرج عن الإسلام وإنما يعزز بالضرب والحبس.. والله أعلم.

* قال تعالي: "ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها". ما معني هذه الايات؟
** يجيب فضيلة الدكتور صبري عبدالرءوف- استاذ الفقه بجامعة الازهر بقوله: بالنسبة لمعني قوله تعالي "يوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس" ان الله سبحانه وتعالي يحشر الانس والجن يوم القيامة والذين كانوا يضلون الناس والانس الذين كانوا يشركون بالله وعبدوا مع الله غيره وضلوا في الحياة الدنيا.
"ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن".. أي يقول يا معشر الجن قد أضللتم الكثير من الإنس "وقال أولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت" ان الانس كان يستمتع بالجن من ناحية ان كان المشرك منهم اذا دخل الوادي كان يقول: أعوذ بكبير هذا الوادي فكان يظن ان كبير هذا الوادي سينفعه. فالجن كان يستمتع بتعظيم الانس له والانس أيضاً كان يستمتع لان كبير الجن كان يحرسه أو يحميه.
"وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا" أي ظللنا نستمتع هكذا إلي ان أمتنا والله سبحانه وتعالي رد عليهم وقال: "النار مثواكم خالدين فيها"
لما كنتم تفعلون في الحياة الدنيا. وهذا تقدير الله سبحانه وتعالي العليم الخبير وعلي العاقل الا يستجيب لرغبات الجن وان يكون عبداً لشهواته لأن ابليس اللعين أقسم لرب العزة تبارك وتعالي علي انه سيعمل علي اضلال بني آدم وعلي إغوائهم وقد قص الله علينا ذلك لنكون علي حذر من كيد الشياطين قال تعالي: "فبعزتك لأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين".

*هل العين تصيب الإنسان؟ وكيف تعالج؟
** يقول الشيخ عادل شحاتة أستاذ الفقة بقطاع المعاهد الأزهرية:
العين حق ثابت شرعا وحسا قال تعالي.. وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم" سورة القلم الآية 51 ويقول النبي صلي الله عليه وسلم "العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقت العين وإذا استغسلتم فاغسلوا" رواه مسلم.
ومن ذلك مارواه الإمام النسائي.. أن عامر بن ربيعة مر بسهل بن جنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأ فما لبث أن لبط به فأتي به رسول الله صلي الله عليه فقيل له: أدرك سهلا صريعا فقال "من تتهمون" قالوا عمر بن ربيعة فقال النبي صلي الله عليه وسلم "علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأي أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة" ثم دعا بماء فأمر عامرا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلي المرفقين وركبته وداخلة ازاره وأمره أن يصب عليه وفي لفظ يكفأ الإناء من خلفه".
وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه أنه شكا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال له النبي صلي الله عليه وسلم ضع يدك علي الذي تألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا وقل: سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر. ومن التحصينات التي وردت لدفع البلاء قبل وقوعه ما رواه الإمام أحمد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من قال في أول يومه أو في أول ليلته بسم الله الذي لا يضر معه اسمه شيء في الأرض ولا في السماء هو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة" والله أعلم.

* هل يجوز للأخ أن يدفع زكاة أمواله إلي أخته التي تتجهز للزواج؟
** يقول الشيخ عادل عبدالمنعم أبوالعباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر أجمع أهل العلم علي ما قرر ابن المنذر عن أن الزكاة لا يجوز دفعها إلي الوالدين الأب والأم لأن دفعها إليهما يعود إليه فكأنه دفعها إلي نفسه وكذلك لا يجوز دفعها إلي الأولاد لأنهم جزء منه.
أما سائر الأقارب من أخ وأخت وعم وعمة وخال وخالة.. إلخ فقد اختلف العلماء في جواز دفع الزكاة إليهم ما بين مؤيد ومعارض والراجح بعد استقراء أدلة الفريقين ما ذهب إليه أكثر أهل العلم منذ عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم من جواز دفع الزكاة إلي القريب ما لم يكن ولدا أو والدا وهو الذي رجحه أبو عبيدة في "الأموال".
لأن الواجب هو كفاية القريب وسد حاجته وتفريج كربته صلة لرحمه ووفاء بحقه ولم يرد ما يمنع أن تكون الزكاة من موارد هذه الكفاية.
قال الإمام الشوكاني رحمه الله الأصل عدم المنع فمن زعم أن القرابة أو وجوب النفقة ما نعان فعليه الدليل ولا لدليل ومن خلال هذه الأقوال التي ذهب إليها أهل العلم فإن ما يدفعه الأخ السائل من زكاة أمواله إلي أخته التي تتجهز للزواج جائز شرعا ولا شيء فيه سائلين الله له المثوبة وحسن الجزاء.
* هل يجوز وصل الشعر بصوف أو بشعر فتاة ماتت قبل ذلك وأخذ شعرها قبل الوفاة للانتفاع به بعد معالجته بمعرفة الكوافيرة أو أن تصله بشعر طاهر من غير شعر الآدمية أرجو بيان ذلك؟
** يقول الشيخ محمد عبدالرحمن وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة:
يقول الإمام أبوحنيفة رضي الله عنه وكذلك الإمام مالك وكثيرون من أهل العلم الوصل ممنوع سواء كان بشعر أو بصوف أو خرق لقول جابر رضي الله عنه "زجر النبي صلي الله عليه وسلم أن تصل المرأة برأسها شيء" أخرجه مسلم وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه إن وصلت المرأة شعرها بشعر آدمي فهو حرام اتفاقا لعموم الأحاديث ولأنه يحرم الانتفاع بشعر الآدمية الميتة احتراما وتكريما لها وإذا وصلته بشعر نجس كشعر فرس ميت وهذا ما يؤكل لحمه إذا مات وفصل شعره قبل موته فهو حرام أيضا لأنه يحمل نجاسة أما إذا وصلت بشعر طاهر من غير الآدمي ولم يكن لها زوج فهو حرام وإذا كان لها زوج فلها ثلاثة شروط في وصل شعرها أصلحه إن وصلت شعرها به بإذن زوجها وإن لم يأذن لها زوجها فهو حرام وذلك لقول حميد بن عبدالرحمن بن عوف إنه سمع معاوية عام حج وهو علي المنبر وتناوله قصة من شعر كانت في يد حارس يقول يا أهل المدينة اين علماؤكم سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم ينهي عن مثل هذه ويقول "إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم" أخرجه الجماعة وقال أحمد والليث والوصل الحرام مختص بوصل الشعر بالشعر لما فيه من التدليس واستعمال المختلف في نجاسته وغيره لا يحرم لما فيه من تحسين المرأة لزوجها من غير مضرة ولا مخالفة أما ربط خيوط الحرير الملونة وغيرها مما لا يشبه الشعر فليس بمنهي عنه اتفاقا لأنه ليس بوصل وإنما هو للتجميل.

*متي يبدأ التكبير في عيد الفطر. وما حكمه؟

**يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور فتحي عثمان الفقي استاذ الفقه بكلية
الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: الأصل في العيد ان لكل أمة عيدا
تظهر فيه شعائرهم. وتعلن فيه عن فرحتها و سروها وبهجتها في حدود ما شرع
الله وأمر قال تعالي: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما
يجمعون" ففي العيد يتجملون ويخرجون في بلادهم بزينتهم ولقد قدم رسول الله
صلي الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال ما هذان
اليومان؟ قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال: قد أبدلكما الله بهما
خيرا منهما يوم الأضحي ويوم الفطر" وانما بدلا لانه ما من عيد في الناس
الا وسبب وجوده وتنويه واعلان بشعائر الدين فخشي النبي صلي الله عليهوسلم
ان تركهم وعادتهم ان يكونو هناك تنويه بشعائر الجاهلية أو ترويج لسنة
اسلامنا فابدلهما بيومين فيهما تنويه بشعائر الملة الحنيفية وضم مع
التجميل فيهما ذكر الله تعالي وأبواب أخري من الطاعة حتي لا يكون الاجتماع
في العيد لمجرد اللعب واللهو ولئلا يخلو الاجتماع فيه من اعلاء كلمة الله
وما أعظم الكلمة الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر شكراً له علي ان أبدل
المسلمين ما كانت تفعله الجاهلية من التفاخر بالاباء والتظاهر بالاحساب
وتعديد المناقب فأبدلهم بان يعظموا الله ويكبروه.

أما عن وقت التكبير في عيد الفطر فقد روعي ان كانوا يكبرون ليلة
الفطر ويحمدون الله تعالي وقال ابن عباس حق علي المسلمين اذا رأوا هلال
شوال ان يكبروا و قيل يكبرون اذا خرجوا إلي الصلاة حتي بداية الخطبة ولا
تكبير بعد ذلك خلافاً لما في عيد الأضحي.

ويري جمهور الفقهاء وأنه سنة ومستحب اظهاره المساجد والمنازل والطرق
مسافرين كانوا أو مقيمين لقول الله تعالي: "ولتكملوا العدة ولتكبروا الله
علي ما هداكم" فاكمال العدة أي عدة رمضان ولتكبروا الله عند اكماله علي ما
هداكم ومعني اظهار التكبير رفع الصوت به واستحب ذلك لما فيه من اظهار
شعائر الاسلام وتذكير الغير بهذه الشعائر.

والله أعلم.

يجب على جمهور المصلين أن يكون حماسهم في العبادة بعد
رمضان كما كان في رمضان لان الحماس في العمل والاتفان يجب ألا
يقل عن الحماس في العبادة لأن العمل من العبادة.

إن العبادة أوسع من إقامة
الشعائر فالعمل عبادة بشرط أن يكون عملا حلالا لا حراما يقول تعالي من
"عمل صالحا فلنفسه" ويقول "فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من
ذكر وأنثي بعضكم من بعض فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي
وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولا دخلنهم جنات تجري من تحتها
الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب" كما قال صلي الله عليه
وسلم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" فالاتقان أمر من الله
سبحانه وتعالي يثاب عليه الإنسان.

إن الإحسان والاتقان في كل شيء هما أخلاق المؤمن الذي خبر معني
الإيمان وخالط قلبه حب الله ورسوله فأدرك حقيقة العبادة وهي الاتقان لذا
فإن الإحسان كما قال رسولنا الكريم لسيدنا جبريل وهو يسأله "ان تعبد الله
كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك" ومفهوم أن الإنسان عندما يجعل الله
أمامه في كل لحظة كأنه يراه ويشعر أن الله يراه دائما ومراقبه في كل حركة
وسكنة وهذا ما يسميه العلماء بالمراقبة والمراقبة تبني في المسلم الخشوع
والالتزام والتقوي فإذا ما وصل الإنسان إلي التقوي وكان من المتقين كما
وصف الله بعض عباده رزقه من حيث لا يحتسب يقول تعالي "ومن يتق الله يجعل
له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب" ويسر له الصعب وألان له الصخر وأصبح
عبدا ربانيا منسجما مع نفسه ومع خالقه ومع الكون ومطبوع علي الصلاة وحسن
العبادة وحسن السلوك وحسن الخلق يقول صلي الله عليه وسلم "أقربكم مني
مجلسا يوم القيامة احسنكم أخلاقا".

* ما حكم الدين في المرأة العاملة التي تضطر إلي الكذب بأمر رئيسها في العمل علي المواطنين أصحاب المصالح؟

** الكذب حرام بجمع ألوانه فيحرم علي الإنسان أن يكذب كذبة كبيرة أو صغيرة أو حتي ما يسمي بالكذب الأبيض.

فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه
قال: "اضمنو لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة.. اصدقوا إذا حدثتم. وأوفوا
إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم".

وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا".

وكلما كذب الإنسان نقطت في قلبه نقطة سوداء حتي يسود قلبه كله وإذا
اسود القلب حدث بينه وبين الله حجاب فمهما سأل الله عز وجل فلن يستجيب
لسؤاله ومهما دعا الله عز وجل فلن يستجيب لدعائه ولنا في الرسول صلي الله
عليه وسلم القدوة والأسوة الحسنة.. فقد دخل الرسول- صلي الله عليه وسلم-
يوما بيت صحابي فوجد امرأة هذا الرجل تنادي علي طفلها الصغير وتقول له:
تعالي أعطك تمرة فانتظر الرسول صلي الله عليه وسلم حتي أتي الصبي إليها
فأعطته.. فقال لها الرسول صلي الله عليه وسلم: "لو لم تعطه لكتبت عليك
كذبة" فيجب علي المرأة العاملة ألا تكذب أبدا في عملها مهما تكن النتائج
وإذا أمرها رئيسها في العمل بالكذب فلا تطيعه.

إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وعلي المؤمن أن يعود لسانه علي الصدق دائما ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالي.

* صلاة الحاجة كيف نؤديها؟ وماذا نقول فيها؟

** صلاة الحاجة يثاب المسلم علي فعلها ولا يعاقب علي تركها. لكن من
الأفضل أن يصليها ولا يتكاسل عن أدائها فهي وسيلة لقبول الدعاء وقضاء
الحاجة روي عن عبدالله بن أبي أوفي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
من كانت له إلي الله حاجة أو إلي أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء ثم
يصل ركعتين وليثن علي الله تعالي وليصل علي النبي صلي الله عليه وسلم ثم
ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحانه
الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين اسألك موجبات رحمتك وعزائم
مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم ولا تدع لي ذنبا إلا غفرته
ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.

للأم المكلومة في رمضان:
ابنك المتوفي.. حجاب لك من النار
* مات نجلي الأكبر وكان علي وشك الزواج
وقد حدث هذا أثناء عمله بعد أن صلي العصر يوم 26 رمضان وكان صائما..
ووالدته تقلقني بحزنها وبكائها وأخاف عليها.. فأرجو منكم كلمة توجهونها
إليها؟

** يجيب فضيلة الشيخ الشحات عزازي إمام مسجد النور بالعباسية بقوله:
ثبت الله قلبها ورزقها الصبر ولكن أبشرها ببشارة النبي صلي الله عليه وسلم
التي قال فيها: "من قدمت ولدين لها تحتسبهما عن الله كانا حجابا لها من
النار.. فقالت امرأة: وواحدا يا رسول الله؟ قال: وواحدا فنحتسب هذا الولد
في ميزان الحسنات".

ومما يؤكد البشري أنه قبض في شهر كريم ويوم كريم والنبي صلي الله
عليه وسلم ذكر أن هذه الأيام تفتح فيها أبواب الجنة. وتغلق فيها أبواب
النار فنحتسبه في رحمة الله تعالي ونقول لها: اصبري فإن صاحب الوديعة قد
استرد وديعته فإن صبرنا عليها كان الأجر العظيم والجزاء الكبير. ولها في
الحبيب صلي الله عليه وسلم أسوة حسنة فعندما قبض ولده إبراهيم قال: "إن
العين تدمع وإن القلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا
إبراهيم لمحزونون".

وهذه أم سليم رضي الله عنها يقبض ولدها فتعلم زوجها وكل إنسان في
الدنيا الثبات علي أمر الله بذل المثل الرائع الذي روته السنة النبوية
المطهرة فدعا لها النبي صلي الله عليه وسلم وفاء ذلك بالبركة فصار من
ذريتها سبعة يحفظون القرآن الكريم.

وأبشري بعظيم الجزاء يا كل من صبرت علي مصاب في ولدها.. تقول السيدة
نفيسة رضي الله عنها: كفي الصابرين أجرا أن الله معهم. قال تعالي: "إن
الله مع الصابرين".

فتاوى واراء..

هل يباح الجماع في غير ساعات النهار بأيام شهر رمضان المبارك

آداب الإعتكاف

فضل قيام الليل

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

استخدام اللبن في الاستحمام للعلاج والتجمل

رد: فتاوى واراء..

خلاف بين مصلين في السعودية حول دمج صلاتي التراويح والقيام

فتوى تجيز اختيار جنس الجنين!!

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..

لتكبير في العيد

الحماس في العبادة.. والإجادة بالعمل

رد: فتاوى واراء..

رد: فتاوى واراء..